logo
هؤلاء أمام محكمة التاريخ

هؤلاء أمام محكمة التاريخ

مصرسمنذ 2 أيام
صحيح.. سيبقى التاريخ هو الحكم. يقف التاريخ، على الدوام، حكمًا بين الأفراد وبين الشعوب وبين الدول. لن يهرب مجرم من محاكمات التاريخ. ولا يستطيع الفكاك من محاكماته حتى الذين استهانوا، تندروا، وتلاعبوا وأنكروا قدرة التاريخ على الفصل، كما استهانوا وتندروا وتحايلوا وتغولوا على حرمة دماء الأطفال والنساء والعُزَّل على أرض غزة. لا ينسى التاريخ واقعًا ولا وقائع. مؤكد فى وقت ما سوف تنعقد نورمبرج أخرى، يقف فيها كل من أراق دماء الفلسطينيين على الأرض، وكل من هدم البيوت فوق أصحابها، وكل من تعلل وكل من تقاعس، وكل من نادى فى الشوارع بالحق، ثم دخل إلى الحارات الضيقة يعقد الصفقات، ويسعى إلى المصالحة والمصالح. لا هى مبالغات.. ولا هو كلام والسلام. لأن التاريخ قاضٍ عدل .. وحديث التاريخ قول فصل. -1- جدد عبدالفتاح السيسي رئيس الدولة المصرية، للمرة المليون، التأكيد على الموقف المصري من حرب الإبادة فى غزة. لم تعد حربًا للأمن كما سبق وادعوا، ولم يعد استعادة الرهائن حجة يمكن أن يقيموا عليها تفسيرًا لموجات بربرية تستهدف تصفية شعب، وتفريغ قضية، وإهانة الإنسانية. تتصدى مصر وحدها. تقف القاهرة صلبة كالعادة، وقادرة كما العهد. للإنصاف، وبمزيد من الوضوح، فلم يبق إلا القاهرة فى مواجهة معادلات الشر، ومناهج الشيطان. لن تقبل مصر تهجيرًا، ولا تصفية. ومصر لا يمكن بمنطق الجغرافيا والتاريخ أن تتحول من باب أكبر للدعم والمساندة والنداء بالحقوق المشروعة، إلى بوابة تهجير، أو مفتاح لنجاح مخطط نار، تدحرجت كراته، فى سلسلة محاولة جديدة للإقرار منذ السابع من أكتوبر بمخطط التهجير. ما زالت مصر كما هى. لا تتواطأ فى شر، ولا تتآمر فى ظلم. وفى محكمة التاريخ، سوف تنشر صحائف القاهرة فى علياء، وسوف تتلى مواثيق الشرف، التي عملت عليها مصر، منذ نشأة القضية، وفى أشد لحظاتها تعقيدًا وحساسية. لم تشهد القضية الفلسطينية أشد وأقسى من تلك الأحداث. ولا شهد تاريخ الكوكب، حملات إبادة ممنهجة، تخرج عن المنطق وعن نطاقات الإنسانية بكل معانيها كما يجرى على الأرض. مصر وحدها، وللإنصاف، هى من تتصدى وبكل ما أوتيت من قوة، وستبقى كلمة التاريخ الذي سوف يجىء فيه الوقت ليعقد لأشخاص وأفراد ودول وحكومات محكمة كبرى على المواقف من تلك المأساة. التصدى المصري وجودى لحق تراه القاهرة وجوديًا أيضًا، ولو تداعى فلن يستقيم للمنطقة أمر، ولن ينعدل للميزان كفوف. سبق وحذرت مصر من أن الإقليم على شفا حفرة من نار، وسبق أن أشارت مرارًا إلى أن المسألة الفلسطينية هى لب النزاع، وأس الأزمة. سبق وقالت مصر، إن الحقوق لو لم تُستَعدْ، فإن الاستقرار لا يمكن أن يكون المنتهى، وأن الأمن لن يكون أبدًا المستقر. لكن، هناك من ينكر، وهناك من يناور، وهناك من لا يحسن التصور، وهناك على الجوانب وعلى الحواف من يلعب بالنار. بعضهم ترك ما يستوجب وقوفه صفًا صفًا فى مواجهة طوفان ظلم بيّن وافتئات على أبسط حقوق الإنسان فى غزة، ليحيك الحيل ضد القاهرة، ويلوك الأكاذيب عن الدور المصري. تدفع مصر يومًا بعد يوم ثمن التصدى وحدها. ليست مرة أولى أو وحيدة، سبق ودفعت مصر أثمانًا لانتصارات، وسبق أن حاول بعضهم اللعب بأقلام سوداء على أكاليل غار مصرية، تمامًا كما سبق بعضهم بمكائد التشويه من الخارج، تماشيًا مع محاولات الهدم من الداخل. سبق وحاولوا الفت فى عضد الشارع، والحد من قدرة العزيمة، فى محاولات زعزعة البنيان، وبمكائد الخصم من القدرة والثقة. فى الدارج المصري يقولون: « ياما دقت على الراس طبول». -2- يقف نتنياهو أول من يقف أمام محكمة التاريخ، وسيقف المطورون العقاريون فى البيت الأبيض أيضًا خلف القضبان. سيقف فى أقفاص الاتهام دول أخرى، وشخصيات أخرى، ومسؤولون آخرون، وستنشر فى وجوههم صحائف العار، ويوميات ما اقترفوا من آثام. فى معادلة الشر ثلاثة رؤوس: الإخوان والأمريكان.. وحكومة وكلاء الشيطان فى إسرائيل. فى الملمات الكبرى يخرج الإخوان زاحفين على بطونهم، يطلبون الثأر. فى الفرص السانحة، يدخل إخوان الشر الكادر، فيرفعون أعلامًا حمراء، بعضها مكتوب عليها شعارات ضالة، وبعضها مكتوب بدماء مصريين سبق وأراقوها، فى بلد سبق وأن عرضوه فى مزاد علنى، ثم تقافزوا يلوكون كاللبان كلامًا عن الحق وعن العدل وعن نصرة القضية. فى سابقة أولى من سوابق التاريخ، يتظاهر الإخوان ضد مصر بتصاريح عبرية! لا أحد يعلم كيف فاتت هكذا «لقطة» على تنظيم يدير من تحت أياديه مليارات لتخطيط مضاد، ولخداع ممنهج، ولتلاعب محكم ضد مصر وقيادة مصر وشعب مصر. لدى الإخوان ثأر من قيادة، كما أن لديهم ثأرًا من شعب أنزلهم من فوق المنابر ومن فوق كرسى الحكم، ورمى بهم فى قاع سحيق، لا عودة منه ولا خروج. لم يبق لإخوان الشر إلا محاولات تنتحر كلها على مصاطب المعقول، حتى ولو زُيِّن فى أذهانهم فتح أبواب التحالف مع تل أبيب ضد القاهرة، فى حربهم المدعاة منذ نشأتهم لتحرير الأقصى! مرة ثانية، تقف مصر وحدها فى مواجهة رؤوس الشر كلها. ومصر قادرة.. أو هى كما الدارج فى الشارع «قدها وقدود». -3- فى تقرير ل«الواشنطن بوست» الأسبوع الماضى حذر خبراء من أن موقف الولايات المتحدة من المسألة فى غزة ينذر لأول مرة فى تاريخ الولايات المتحدة بعزلها عن المحيطين الدولى والإقليمى، ويقطع حبال السياسة بين واشنطن وبين أكبر حلفائها فى المنطقة. أعادت عدة صحف فى الولايات المتحدة وصف تعامل الإدارة فى واشنطن بمنطق «المطورين العقاريين». تقول أغلب التقارير إن دعم ترامب للآن يظل مدفوعًا بحسابات سياسية محلية، كلها حسابات مغلوطة، قاصرة فى الوقت، ومسيئة فى التوقيت. وقال خبراء إن حسابات بذلك الشكل قد تجلب الكوارث على الشرق الأوسط، وأنها لا يمكن لها على تلك الشاكلة أن تجلب ما يرغب فيه ترامب من أغراض. قالوا إن ترامب يلعب بالدعم الغاشم لإسرائيل على دغدغة مشاعر قاعدة كبيرة من مناصريه من الإنجيليين والمؤيدين لتل أبيب. لا أحد يعرف، كيف يبقى ترامب للآن، على اعتقاده بأن مسانداته على هذا الشكل، وبتلك الطريقة، ووفق ما آلت إليه الأمور فى غزة، يمكن أن تعزز مواقفه فى معارك انتخابية قادمة؟! على كل، يبقى على كرسى الإدارة فى الولايات المتحدة، للآن، من يوازى بين الرقاب، وبين أصوات الناخبين، ومن يفاضل بين دماء مراقة فى غزة وبين استمالة جماعات الضغط! مأساة. أما فى تل أبيب، فإن هناك من ينتحر إنسانيًا استجداء لحكومة ائتلاف، فى محاولات إبقاء عليها قدر الإمكان، مهما كانت الأثمان. فى اسرائيل رسموا نتنياهو فى تظاهرات الأسبوع الماضى، على صورة ثعبان، بذيول من نار، ووجه شيطان. وفى مصر، سبق ورفع الشارع صورًا لمرسى الجاسوس، هو الآخر يقطر دماء، وبأنياب ذئاب. لن يغفر التاريخ جرائم رؤوس الشر الثلاثة، ولن يصفح أبدًا، عما أبداه هؤلاء أو هؤلاء أو هؤلاء. ساعة التاريخ رملية.. لا تتوقف.. ولا تنسى .. ولا تغفر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فنون / نزار نزال: إسرائيل تنفذ خطة ممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية وفرض سيادتها على الضفة
فنون / نزار نزال: إسرائيل تنفذ خطة ممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية وفرض سيادتها على الضفة

خبر مصر

timeمنذ 2 ساعات

  • خبر مصر

فنون / نزار نزال: إسرائيل تنفذ خطة ممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية وفرض سيادتها على الضفة

أكد د. نزار نزال، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن التصريحات الأخيرة للنخب السياسية في إسرائيل، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، ليست جديدة وإنما تأتي في سياق خطة معلنة منذ عام 2017 وضعها بتسلئيل سموتريتش، وتهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية وعزل القدس عن محيطها العربي في الضفة الغربية. وأوضح نزال خلال مداخلة هاتفية على قناة إكسترا نيوز، أن هذه السياسات تمثل تمهيدًا لخطوات أكثر خطورة، منها هدم المسجد الأقصى وتغيير معالم الجغرافيا، بما يقضي على أي إمكانية للحل السياسي أو إقامة دولة فلسطينية. وأشار إلى أن أعداد المستوطنين في الضفة ارتفعت من 150 ألفًا عند بدء المفاوضات إلى نحو مليون حاليًا، مع وجود 256 مستوطنة ومستعمرة، ما يعكس استغلال إسرائيل للمفاوضات لفرض واقع جديد. وتحدث نزال عن مخطط إسرائيلي لفرض السيادة على الضفة وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، وتحويل الفلسطينيين إلى "مقيمين وضيوف" عبر تهجير التجمعات الصغيرة وحصار التجمعات الكبرى، بما يعيق الحركة بين مناطق الشمال والوسط والجنوب. كما لفت إلى الانجراف الكامل للمجتمع الإسرائيلي نحو الصهيونية الدينية والقومية، ودعمه لإجراءات نتنياهو ووزرائه. وأضاف أن نتنياهو ينظر داخليًا لمدى تأييد الشارع الإسرائيلي، وخارجيًا للعلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه لا توجد ضغوط حقيقية على إسرائيل من واشنطن. وأوضح أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس رؤية دينية توسعية لإقامة "إسرائيل الكبرى"، وتشكل مؤشرًا على استمرار السياسات الاستيطانية وارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. بتاريخ: 2025-08-15

ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا اليوم بعد قمة ألاسكا
ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا اليوم بعد قمة ألاسكا

24 القاهرة

timeمنذ 2 ساعات

  • 24 القاهرة

ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا اليوم بعد قمة ألاسكا

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيشارك اليوم الجمعة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك عقب اجتماعهما الثنائي المقرر عقده في ولاية ألاسكا. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في تصريحات لشبكة فوكس نيوز، أن اللقاء سيُعقد في القاعدة العسكرية المشتركة بمدينة أنكوريج، وسيتضمن اجتماعًا مغلقًا بين الزعيمين، يتبعه غداء رسمي بحضور وفدي البلدين، ثم مؤتمر صحفي يُفتح فيه المجال لأسئلة الصحفيين. وأوضحت ليفيت أن اللقاء يمثل فرصة مهمة للرئيس ترامب للنظر في عيني الرئيس الروسي ومناقشة سبل إنهاء الحرب الوحشية وتحقيق تقدم نحو السلام. عقد المؤتمر الصحفي عقب القمة وكان الكرملين أعلن في وقت سابق عن عقد المؤتمر الصحفي عقب القمة، في حين أكد البيت الأبيض أن التحضيرات تسير وفق ما هو مخطط له. وتحظى هذه القمة باهتمام دولي واسع، وسط تصاعد التوترات بين موسكو وواشنطن، وتوقعات بمناقشة ملفات أمنية وسياسية معقدة على رأسها الحرب الجارية وتداعياتها الإقليمية والدولية.

نافذة قمة ألاسكا.. بين تفاؤل ترامب ومخاوف أوروبا وأوكرانيا
نافذة قمة ألاسكا.. بين تفاؤل ترامب ومخاوف أوروبا وأوكرانيا

نافذة على العالم

timeمنذ 3 ساعات

  • نافذة على العالم

نافذة قمة ألاسكا.. بين تفاؤل ترامب ومخاوف أوروبا وأوكرانيا

الجمعة 15 أغسطس 2025 02:20 صباحاً نافذة على العالم - عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس عن اعتقاده بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكثّف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون جهودهم هذا الأسبوع لمنع أي اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا ينجم عن قمة ألاسكا اليوم الجمعة من شأنه أن يُعرّض أوكرانيا لهجوم في المستقبل. تصريحات ترامب قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "أعتقد أن بوتين سيحقق السلام، وكذلك زيلينسكي". وقلل ترامب من أهمية الحديث عن وقف إطلاق النار الذي قد تفضي إليه القمة، وتكهن باحتمال عقد اجتماع ثان يضم مزيدا من القادة. وأضاف: "أعتقد أنه سيكون اجتماعا جيدا، لكن الاجتماع الأهم سيكون الاجتماع الثاني الذي نعقده. سنعقد اجتماعا مع الرئيسين بوتين وزيلينسكي بحضوري، وربما ندعو بعض القادة الأوروبيين. ربما لا. لا أعرف ذلك". وأشار ترامب إلى أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا بعد المحادثات، لكنه لا يعلم هل سيكون مشتركا أم لا. وأوضح في مقابلة سابقة مع "فوكس نيوز" بأنه ستكون هناك تنازلات بشأن الحدود والأراضي. وأوضح أن "هذا الاجتماع أشبه بلعبة شطرنج. الاجتماع (الأول) يمهد لاجتماع ثان، ولكن هناك احتمال 25 بالمئة بألا يكون هذا الاجتماع ناجحا". ووفق ترامب فإن التوصل إلى اتفاق بين بوتين وزيلينسكي سيكون بيدهما، مضيفا "لن أتفاوض على اتفاقهما". ماذا قال بوتين؟ تحدث بوتين في وقت سابق إلى كبار وزرائه ومسؤولي الأمن في إطار الاستعداد للقاء ترامب في أنكوريج بولاية ألاسكا، والذي قد يحدد معالم نهاية أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وأفاد بوتين في تعليقات بثها التلفزيون بأن واشنطن "تبذل، في رأيي، جهودا حثيثة وصادقة لوقف الأعمال القتالية وإنهاء الأزمة، وإبرام اتفاقيات تصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية في هذا الصراع". وأوضح أن هذا يحدث "من أجل تهيئة ظروف طويلة الأمد للسلام بين بلدينا وفي أوروبا وفي العالم أجمع، حال توصلنا في المراحل المقبلة إلى اتفاقيات في مجال الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية". وأشارت تعليقاته إلى أن روسيا ستثير قضية الحد من الأسلحة النووية في إطار مناقشة واسعة النطاق حول الأمن لدى اجتماعه مع ترامب. وحسبما قال مساعد في الكرملين فإن بوتين وترامب سيناقشان أيضا "الإمكانات الهائلة غير المستغلة" للعلاقات الاقتصادية الروسية الأميركية. وذكر مسؤول بارز في شرق أوروبا طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الأمر، أن بوتين سيحاول صرف انتباه ترامب عن أوكرانيا في المحادثات من خلال عرض إحراز تقدم محتمل في مجال الحد من الأسلحة النووية أو شيء متعلق بالأعمال. وعبّر المسؤول عن أمله "بألا ينخدع ترامب بالروس، فهو يفهم كل هذه الأمور الخطيرة" مشيرا إلى أن هدف روسيا الوحيد هو تجنب أي عقوبات جديدة ورفع القائمة بالفعل. مخاوف أوروبية وأوكرانية تسيطر روسيا على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا، ويخشى زيلينسكي ودول أوروبية من أن يعزز أي اتفاق تلك المكاسب الروسية ويكون مكافأة لبوتين على جهوده المستمرة منذ 11 عاما للاستيلاء على أراض أوكرانية، ويشجعه على التوسع أكثر في أوروبا. وصرّح دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي قائلا بأنه "ستكون الساعات المقبلة حاسمة كونها قد تحدد ما ستؤول إليه الأمور. أجرى ترامب مكالمات جيدة للغاية أمس مع دول أوروبية لكن ذلك كان بالأمس". وأكد زعماء أوروبيون أن ترامب أبدى استعداده للانضمام إلى الضمانات الأمنية لكييف خلال اجتماع اللحظة الأخيرة مع الزعماء الأوروبيين وزيلينسكي الأربعاء، لكنه لم يتطرق إلى ذلك علنا بعد ذلك. وقمة ألاسكا هي أول قمة روسية أميركية منذ يونيو 2021، وتأتي في واحدة من أصعب اللحظات بالنسبة لأوكرانيا في الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في فبراير 2022. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال بعد الاجتماع الأربعاء إن ترامب أصرّ على ألا يكون حلف شمال الأطلسي جزءا من الضمانات الأمنية الرامية إلى حماية أوكرانيا من الهجمات المستقبلية في تسوية ما بعد الحرب. ولفت ماكرون إلى أن ترامب قال أيضا إن الولايات المتحدة وجميع الحلفاء الراغبين يجب أن يكونوا جزءا من الضمانات الأمنية. وفي السياق ذاته، قال مسؤول أوروبي لرويترز إن ترامب قال خلال الاتصال المرئي إنه على استعداد لتقديم بعض الضمانات الأمنية لأوروبا، دون أن يتطرق إلى ماهية هذه الضمانات. وهدد ترامب الأربعاء بأنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" ما لم يوافق بوتين على إحلال السلام في أوكرانيا، وحذر من فرض عقوبات اقتصادية ما لم يسفر اجتماعه يوم الجمعة عن إحراز تقدم. ومن المرجح أن تقاوم روسيا مطالب أوكرانيا وأوروبا، وسبق أن أعلنت أن موقفها لم يتغير منذ أن حدده بوتين لأول مرة في يونيو 2024.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store