logo
أستاذ يوزع أجـرته الشهرية على تلامذته المتفوقين بنواحي سيدي إفني

أستاذ يوزع أجـرته الشهرية على تلامذته المتفوقين بنواحي سيدي إفني

اليوم 24٠٥-٠٧-٢٠٢٥
في بادرة إنسانية، قام أستاذ بتوزيع أجرته الشهرية على المتفوقين من تلامذته والحاصلين على نقطة 20/20 في مادة علوم الحياة والأرض، بمستوى الثالثة إعدادي بالثانوية الإعدادية تيوغزة إقليم سيدي إفني.
وأوفى الأستاذ جامع الكهيوي بوعده الذي قطعه مع تلامذته منذ بداية السنة الدراسية، حيث منحهم ألف درهم لكل واحد حاصل على معدل 20/20 في مادته، ويتعلق الأمر بـ 8 تلاميذ، ليقوم صباح الجمعة بتوزيع أظرفة مالية على الفائزين في هذا التحدي، في حفل حضره عدد من الأطر التربوية بالمؤسسة إضافة للتلاميذ المحتفى بهم.
وحسب مصادر « اليوم 24″، ليست هذه المرة الأولى التي يبادر فيها الأستاذ جامع الكهيوي بتحفيز تلامذته بهذه الطريقة، بل سبق وأن التزم بنتظيم هذه المبادرة منذ 04 سنوات، حيث استطاع من خلالها تحفيز أفواج سابقة من تلامذته لتوجيههم نحو الشعب العلمية، وكنتيجة لذلك فقد تألقت مجموعة من تلامذته واستطاعوا ولوج مهن الطب والهندسة وغيرها من المهن.
وفي اتصال هاتفي لـ »اليوم 24″ بالأستاذ جامع الكهيوي مبدع هذه المبادرة، قال بأن المبادرة ليست وليدة اليوم، بل استمرت منذ أربع سنوات، حيث كان المتفوقون من تلامذته والحاصلون على معدل 20/20 كل سنة، لا يتجاوزون آنذاك تلميذا أو تلميذين على الأكثر، إلى أن بلغ عددهم اليوم ثمانية متفوقين، معتبراً أن الغرض الأساسي بالنسبة له هو خلق منافسة بين تلامذته واستقطابهم للشعب العلمية، وتحفيزهم للاستمرار في تفوقهم الدراسي وبلوغ المستوى الثانوي بمعدلات مرتفعة.
المتحدث أشار في الوقت نفسه إلى فرحته وسعادته التي لا توصف بتفوق تلامذته، وتفاعلهم بشكل إيجابي مع مبادرته، وهو ما جعله ملتزماً بالوفاء بوعده الذي قطعه معهم بداية الموسم، واقتسام أجرته الشهرية معهم، وقال بأنه حظي في وقت سابق بشرف لقاء تلامذته السابقين بصفه، ومنهم مهندسون وأطر في التعليم وغيرها من المهن، لذلك فضل أن يدعو هاته الفئة من قدماء المؤسسة التعليمية التي يدرس بها، إلى تأسيس جمعية لتبني هاته المبادرة، والتنسيق مع كافة المتدخلين من أطر المؤسسة، وجمعية الآباء والأمهات، لإبداع مبادرات شبيهة للاستمرار في تحفيز التلاميذ وتعزيز حبهم للدراسة والتفوق.
يذكر أن الثانوية الإعدادية تيوغزة التي تقع في جماعة تيوغزة بمديرية سيدي إفني أكاديمية كلميم واد نون، تندرج ضمن برنامج المؤسسات الرائدة، وهي مبادرة أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب، بهدف تحسين جودة التعليم في المدارس العمومية من خلال توفير بيئة تعليمية محفزة ومجهزة بأحدث التقنيات، وتطبيق مناهج تربوية حديثة تركز على تطوير مهارات الطلاب وتأهيلهم لمواجهة تحديات المستقبل.
وسبق لتلامذة المؤسسة أن تألقوا في عدة أنشطة ومسابقات إقليمية وجهوية ووطنية في هذا الموسم، إضافة إلى أن المؤسسة تضم عددا من النوادي النشيطة في عدد من المجالات كالمسرح والسينما وفن الارتجال، وتنظم بشكل دوري عددا من الأنشطة الرياضية والثقافية التي تحظى بمشاركة واسعة من التلاميذ والتلميذات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إقليم الحوز يواصل جهود إعادة الإعمار بعد الزلزال وسط تحديات جغرافية ومعيشية
إقليم الحوز يواصل جهود إعادة الإعمار بعد الزلزال وسط تحديات جغرافية ومعيشية

بديل

timeمنذ 16 ساعات

  • بديل

إقليم الحوز يواصل جهود إعادة الإعمار بعد الزلزال وسط تحديات جغرافية ومعيشية

لم تكن مهمة إعادة الإعمار بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز سهلة. بين تضاريس جبلية وعرة، وانهيارات أرضية متكررة، وخطر الشعاب المائية، وجدت السلطات نفسها أمام ورش مفتوح لا يهم فقط البناء، بل يشمل إعادة التفكير في بدائل توفر سبل عيش السكان وحمايتهم مستقبلا. في قلب جماعة 'أنكال' الجبلية، دوار 'سلامت'، وجد 14 مسكنا طريقهم إلى إعادة التوطين، وذلك بسبب تهديد مباشر تشكله الشعاب المائية على الدوار. 'قرار صعب لكنه ضروري'، يقول علي، البالغ من العمر 42 سنة، عامل بناء وأب لأربعة أطفال، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء. وبفضل التعاون بين مختلف المتدخلين، استطاع الدوار أن يتحول إلى ورش مفتوح للبناء، رغم الإكراهات المرتبطة بمسطرة تفويت الأراضي. وتجسد انخراط الساكنة بمعية السلطات المحلية في تسارع واضح في وتيرة الإنجاز، مما ساعد على تدارك التأخر المسجل في المراحل الأولى. وفي هذا السياق، أشار منسق برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال، حسن إيغيغي، إلى أن دوار 'سلامت' كان يصنف ضمن المناطق عالية الخطورة، حيث جرى نقل 28 أسرة منه إلى موقع جديد وآمن. وأضاف السيد إيغيغي، في تصريح للوكالة، أنه تم تشييد هذا الدوار الجديد وفق تصميم معماري شمولي يضم مرافق وتجهيزات عمومية، مع بلوغ نسبة الأشغال 80 في المائة، على أن تنتهي الأشغال بشكل كامل مع متم شهر يوليوز الجاري. وذكر بأن السلطات قامت بتصنيف 14 دوارا كمناطق ممنوعة من البناء أو مسموح بها بشروط صارمة، مع نقل أكثر من 724 أسرة متضررة إلى مناطق إيواء جديدة، وذلك نتيجة لمجموعة من المخاطر الجيولوجية أبرزها الانجرافات الأرضية وتساقط الصخور الضخمة من أعالي الجبال، إلى جانب التضاريس الصعبة وصعوبة الولوج إلى هذه المناطق. وغير بعيد عن 'سلامت'، في دوار 'آيت اوزكري' التابع لنفس الجماعة، فرضت ظاهرة انجراف التربة نقل 21 مسكنا. السكان الذين كانوا يخشون فقدان أرضهم وذاكرتهم الجماعية، وجدوا في هذه المقاربة حلا لتحقيق الأمان والاستقرار. أما النموذج الأكثر رمزية في هذا الورش، فيأتي من دوار 'تنصغارت' بجماعة آسني الجبلية، حيث جرى نقل الدوار بالكامل إلى موقع جديد، بعد أن أثبتت الدراسات الجيولوجية هشاشة التربة، والخطر المحدق بأي محاولة لإعادة الإعمار فوق نفس الأرض. في هذا المكان الجديد، يطل الحاج إبراهيم، سبعيني كفيف، من عتبة بيته الجديد، ويقول 'كنت أعيش في الظلام، لكن الدعم الذي وصلني أنار حياتي'. منزله القديم انهار كليا، لكنه كان من أوائل المستفيدين، بفضل تصنيفه ضمن الحالات ذات الأولوية. - إشهار - وتتواصل هذه التجارب في دواوير أخرى، مثل دوار 'سيدي احساين' بجماعة أمغراس، حيث اضطر محمد، عامل موسمي، إلى التفكير في مغادرة الدوار بعد أن فقد كل شيء. يقول محمد في تصريح للوكالة 'كنت على وشك الرحيل، لكن دفعات الدعم أعادت لي الأمل'، مضيفا أن 'أكثر من 35 مسكنا تم نقلها إلى موقع جديد، بعيدا عن خطر الانهيارات الأرضية التي أصبحت تهدد الحياة اليومية للسكان'. وفي هذا السياق، استفادت ساكنة إقليم الحوز المتضررة، طبقا للتعليمات الملكية السامية، من المساعدات والإعانات التي تستجيب لحاجياتها الأساسية، بالموازاة مع حصولها شهريا وبصورة منتظمة على الدعم المالي 2.500 درهم، المخصص للكراء والإيواء، بالإضافة إلى 140.000 درهم أو 80.000 درهم حسب الحالة، لإعادة بناء منازلهم. وبالموازاة مع جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة وتعزيز معايير السلامة، أوضح المهندس المكلف بدراسة وتتبع أشغال إعادة بناء المنازل المنهارة جراء زلزال الحوز، الشرقاوي ميناوي، أن 'عملية إعادة التوطين تسير وفق مقاربة تنطلق من إعداد التصاميم بالخرسانة المسلحة، مرورا بتتبع مراحل الإنجاز ميدانيا، وصولا إلى تسليم شهادة المطابقة الأصلية وشهادة السكن'. وأضاف السيد ميناوي، في تصريح مماثل، أن 'اختيار المواقع الجديدة يتم بناء على دراسات تقنية دقيقة، ومدى قربها من شبكات الطرق والكهرباء والهاتف. والأهم من ذلك، أن كل البنايات تشيد وفق معايير السلامة وجودة البناء المقاوم للزلازل المعمول بها على الصعيد الوطني'. وبحسب معطيات صادرة عن عمالة إقليم الحوز، فقد تميز مسار تنزيل برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال بـ'حصيلة إيجابية'، رغم كل الصعوبات الميدانية والإكراهات الجغرافية المطروحة، إذ عرف تطورا ملموسا يضمن شروط عيش كريمة للساكنة المتضررة، ويوفر لها السكن في ظروف إنسانية لائقة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية. وفي هذا السياق، تقدمت مستويات إنجاز الأشغال على مستوى الجماعات المعنية بالإقليم بصورة ملحوظة، وذلك بنسبة 84 في المائة، حيث انتهى بناء أكثر من 21 ألف و 954 مسكنا، وفق معايير فنية وتقنية عالية، كما تمت إزالة جميع الخيام بشكل نهائي بعد تعويضها بالمنازل الجديدة المعدة للسكن. وينتظر أن تصل نسبة تقدم الأشغال في غضون الشهرين القادمين إلى أكثر من 90 في المائة، وذلك بعدما تم تنفيذ حلول بديلة للإشكاليات التي كانت مرتبطة بالمساكن المتواجدة في المناطق الوعرة أو المناطق ممنوعة البناء أو تلك التي استلزمت تدابير خاصة، وهو الأمر الذي أدى إلى استئناف أشغال البناء لدى 15 في المائة من الساكنة المتضررة. و م ع

زلزال الحوز .. الإكراهات الجغرافية تفرض بدائل عمرانية جديدة
زلزال الحوز .. الإكراهات الجغرافية تفرض بدائل عمرانية جديدة

الجريدة 24

timeمنذ 16 ساعات

  • الجريدة 24

زلزال الحوز .. الإكراهات الجغرافية تفرض بدائل عمرانية جديدة

لم تكن مهمة إعادة الإعمار بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز سهلة. بين تضاريس جبلية وعرة، وانهيارات أرضية متكررة، وخطر الشعاب المائية، وجدت السلطات نفسها أمام ورش مفتوح لا يهم فقط البناء، بل يشمل إعادة التفكير في بدائل توفر سبل عيش السكان وحمايتهم مستقبلا. في قلب جماعة "أنكال" الجبلية، دوار "سلامت"، وجد 14 مسكنا طريقهم إلى إعادة التوطين، وذلك بسبب تهديد مباشر تشكله الشعاب المائية على الدوار. "قرار صعب لكنه ضروري"، يقول علي، البالغ من العمر 42 سنة، عامل بناء وأب لأربعة أطفال، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء. وبفضل التعاون بين مختلف المتدخلين، استطاع الدوار أن يتحول إلى ورش مفتوح للبناء، رغم الإكراهات المرتبطة بمسطرة تفويت الأراضي. وتجسد انخراط الساكنة بمعية السلطات المحلية في تسارع واضح في وتيرة الإنجاز، مما ساعد على تدارك التأخر المسجل في المراحل الأولى. وفي هذا السياق، أشار منسق برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال، حسن إيغيغي، إلى أن دوار "سلامت" كان يصنف ضمن المناطق عالية الخطورة، حيث جرى نقل 28 أسرة منه إلى موقع جديد وآمن. وأضاف السيد إيغيغي، في تصريح للوكالة، أنه تم تشييد هذا الدوار الجديد وفق تصميم معماري شمولي يضم مرافق وتجهيزات عمومية، مع بلوغ نسبة الأشغال 80 في المائة، على أن تنتهي الأشغال بشكل كامل مع متم شهر يوليوز الجاري. وذكر بأن السلطات قامت بتصنيف 14 دوارا كمناطق ممنوعة من البناء أو مسموح بها بشروط صارمة، مع نقل أكثر من 724 أسرة متضررة إلى مناطق إيواء جديدة، وذلك نتيجة لمجموعة من المخاطر الجيولوجية أبرزها الانجرافات الأرضية وتساقط الصخور الضخمة من أعالي الجبال، إلى جانب التضاريس الصعبة وصعوبة الولوج إلى هذه المناطق. وغير بعيد عن "سلامت"، في دوار "آيت اوزكري" التابع لنفس الجماعة، فرضت ظاهرة انجراف التربة نقل 21 مسكنا. السكان الذين كانوا يخشون فقدان أرضهم وذاكرتهم الجماعية، وجدوا في هذه المقاربة حلا لتحقيق الأمان والاستقرار. أما النموذج الأكثر رمزية في هذا الورش، فيأتي من دوار "تنصغارت" بجماعة آسني الجبلية، حيث جرى نقل الدوار بالكامل إلى موقع جديد، بعد أن أثبتت الدراسات الجيولوجية هشاشة التربة، والخطر المحدق بأي محاولة لإعادة الإعمار فوق نفس الأرض. في هذا المكان الجديد، يطل الحاج إبراهيم، سبعيني كفيف، من عتبة بيته الجديد، ويقول "كنت أعيش في الظلام، لكن الدعم الذي وصلني أنار حياتي". منزله القديم انهار كليا، لكنه كان من أوائل المستفيدين، بفضل تصنيفه ضمن الحالات ذات الأولوية. وتتواصل هذه التجارب في دواوير أخرى، مثل دوار "سيدي احساين" بجماعة أمغراس، حيث اضطر محمد، عامل موسمي، إلى التفكير في مغادرة الدوار بعد أن فقد كل شيء. يقول محمد في تصريح للوكالة "كنت على وشك الرحيل، لكن دفعات الدعم أعادت لي الأمل"، مضيفا أن "أكثر من 35 مسكنا تم نقلها إلى موقع جديد، بعيدا عن خطر الانهيارات الأرضية التي أصبحت تهدد الحياة اليومية للسكان". وفي هذا السياق، استفادت ساكنة إقليم الحوز المتضررة، طبقا للتعليمات الملكية السامية، من المساعدات والإعانات التي تستجيب لحاجياتها الأساسية، بالموازاة مع حصولها شهريا وبصورة منتظمة على الدعم المالي 2.500 درهم، المخصص للكراء والإيواء، بالإضافة إلى 140.000 درهم أو 80.000 درهم حسب الحالة، لإعادة بناء منازلهم. وبالموازاة مع جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة وتعزيز معايير السلامة، أوضح المهندس المكلف بدراسة وتتبع أشغال إعادة بناء المنازل المنهارة جراء زلزال الحوز، الشرقاوي ميناوي، أن "عملية إعادة التوطين تسير وفق مقاربة تنطلق من إعداد التصاميم بالخرسانة المسلحة، مرورا بتتبع مراحل الإنجاز ميدانيا، وصولا إلى تسليم شهادة المطابقة الأصلية وشهادة السكن". وأضاف السيد ميناوي، في تصريح مماثل، أن "اختيار المواقع الجديدة يتم بناء على دراسات تقنية دقيقة، ومدى قربها من شبكات الطرق والكهرباء والهاتف. والأهم من ذلك، أن كل البنايات تشيد وفق معايير السلامة وجودة البناء المقاوم للزلازل المعمول بها على الصعيد الوطني". وبحسب معطيات صادرة عن عمالة إقليم الحوز، فقد تميز مسار تنزيل برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال بـ"حصيلة إيجابية"، رغم كل الصعوبات الميدانية والإكراهات الجغرافية المطروحة، إذ عرف تطورا ملموسا يضمن شروط عيش كريمة للساكنة المتضررة، ويوفر لها السكن في ظروف إنسانية لائقة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية. وفي هذا السياق، تقدمت مستويات إنجاز الأشغال على مستوى الجماعات المعنية بالإقليم بصورة ملحوظة، وذلك بنسبة 84 في المائة، حيث انتهى بناء أكثر من 21 ألف و 954 مسكنا، وفق معايير فنية وتقنية عالية، كما تمت إزالة جميع الخيام بشكل نهائي بعد تعويضها بالمنازل الجديدة المعدة للسكن. وينتظر أن تصل نسبة تقدم الأشغال في غضون الشهرين القادمين إلى أكثر من 90 في المائة، وذلك بعدما تم تنفيذ حلول بديلة للإشكاليات التي كانت مرتبطة بالمساكن المتواجدة في المناطق الوعرة أو المناطق ممنوعة البناء أو تلك التي استلزمت تدابير خاصة، وهو الأمر الذي أدى إلى استئناف أشغال البناء لدى 15 في المائة من الساكنة المتضررة.

بفضل التوجيهات الملكية…جراح ساكنة الحوز تندمل وإعادة الإعمار يتحقق في وقت قياسي(صور)
بفضل التوجيهات الملكية…جراح ساكنة الحوز تندمل وإعادة الإعمار يتحقق في وقت قياسي(صور)

زنقة 20

timeمنذ 18 ساعات

  • زنقة 20

بفضل التوجيهات الملكية…جراح ساكنة الحوز تندمل وإعادة الإعمار يتحقق في وقت قياسي(صور)

زنقة 20. مراكش بعد أشهر من الجهود المتواصلة لإعادة البناء، بدأت ملامح الحياة تعود إلى إقليم الحوز، الذي شهد واحدة من أقوى الهزات الأرضية في تاريخه. اليوم، لم تعد الحكاية حكرا على الفقدان والمآسي، بل أضحت قصصا إنسانية تختصر معنى الصمود، والنهوض من تحت الأنقاض لشق الطريق نحو الأمل. وبمختلف دواوير الحوز، تتجلى هذه القصص في إيقاع الحياة اليومية للساكنة، التي استعادت شيئا من الاستقرار بفضل برنامج إعادة الإعمار، الذي أطلق بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمخصص للمناطق المتضررة من زلزال شتنبر 2023. بمركز جماعة آسني، تتذكر السيدة نعيمة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، معاناة الأسابيع الأولى بعد الزلزال، حين اضطرت رفقة أسرتها إلى المبيت في خيمة وسط البرد والمطر. تقول السيدة نعيمة 'قضينا ليالي قاسية في العراء، لكن بعد أن حصلنا على دفعة من الدعم، شرعنا في بناء منزل جديد، وتحسنت ظروفنا بشكل ملحوظ. اليوم أشعر بالاطمئنان أكثر، وأشكر كل من ساعدنا على الوقوف مجددا'. وفي دوار 'أسلدة' بنفس الجماعة، تتكرر مشاهد الترميم وإعادة الإعمار. موحماد، عامل بناء يبلغ من العمر 55 سنة، ويعيل زوجته وثلاثة أبناء، فقد منزله بالكامل. يتحدث بنبرة امتنان قائلا 'الزلزال دمر كل شيء، لكن انطلاقة الأشغال من جديد بفضل الدعم الذي تلقيناه، أعادت لي الثقة بأن الأمور ستتحسن'. وبنفس الدوار، استفاد محماد (43 سنة)، الذي يشتغل كعامل عرضي، بدوره من دفعة أولى مكنته من الشروع في بناء مسكن جديد، مشيرا إلى أن 'المرحلة الأولى كانت صعبة بسبب الإمكانيات المحدودة، لكن بعد التوصل بالدعم، بدأنا البناء خطوة خطوة، ونتطلع لإتمام الأشغال قريبا'. وفي هذا السياق، استفادت ساكنة إقليم الحوز المتضررة من المساعدات والإعانات التي تستجيب لحاجياتها الأساسية، بالموازاة مع حصولها شهريا وبصورة منتظمة على الدعم المالي 2.500 درهم، المخصص للكراء والإيواء، بالإضافة إلى 140.000 درهم أو 80.000 درهم حسب الحالة، لإعادة بناء منازلهم. وفي ظل التحديات المرتبطة بجهود إعادة الإعمار، مكن التنسيق بين مختلف المتدخلين في الميدان، من سلطات محلية، ومهندسين، ومقاولي بناء، وجمعيات محلية، من إحراز تقدم ملحوظ في الأشغال، كما هو الحال في دوار 'أكادير الفقرة' بجماعة أغواطيم، إذ سجلت نسبة استفادة بلغت 100 في المائة من مساكن جديدة. وقال حسن، أحد ساكنة الدوار 'لم ننتظر فقط أن تبنى لنا المنازل، شاركنا في الورش بأنفسنا، بالحجارة والإرادة'، مشيدا بتضامن الأهالي وروح المواطنة التي عمت القرية. من جانبه، يحكي الحاج الحسين، البالغ من العمر 69 سنة، كيف تحول منزله الطيني إلى ركام بعد الزلزال. يعمل الحاج الحسين كمياوم، ولا دخل قار له، لكنه تمكن من الاستفادة من الدعم المخصص لإعادة الإعمار. يقول الحاج الحسين، وهو يتأمل بداية الأشغال في أرضه، إن 'الدعم الذي حصلت عليه لم يكن كبيرا، لكنه ساعدني على استعادة الأمل. اليوم وضعت الأساسات، وهذا بحد ذاته إنجاز'. وسواء بمركز آسني أو بدوار 'أسلدة' أو 'أكادير الفقرة'، تتكرر مشاعر الامتنان لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مع التنويه بجهود السلطات المحلية التي واكبت الساكنة في كل المراحل رغم التحديات القائمة. وحسب معطيات لعمالة إقليم الحوز حول تقدم عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة، فقد بلغت نسبة إنجاز الأشغال على مستوى الجماعات المعنية بالإقليم بصورة ملحوظة، وذلك بنسبة 84 في المائة، حيث انتهى بناء أكثر من 21 ألف و 954 مسكنا، وفق معايير فنية وتقنية عالية، كما تمت إزالة جميع الخيام بشكل نهائي بعد تعويضها بالمنازل الجديدة المعدة للسكن. أما بخصوص النسبة المتبقية، فتتوزع بين مستفيدين تلقوا دعما مباشرا لإعادة بناء منازلهم في انتظار تسوية أوضاعهم العقارية أو تجاوز صعوبات البناء على أراض وعرة أو مصنفة في نطاق الخطر. وينتظر أن تصل نسبة تقدم الأشغال في غضون الشهرين القادمين إلى أكثر من 90 في المائة، وذلك بعدما تم تنفيذ حلول بديلة للإشكاليات التي كانت مرتبطة بالمساكن المتواجدة في المناطق الوعرة أو المناطق ممنوعة البناء أو تلك التي استلزمت تدابير خاصة، وهو الأمر الذي أدى إلى استئناف أشغال البناء لدى 15 في المائة من الساكنة المتضررة. وتؤشر هذه المعطيات على حصيلة 'إيجابية جدا'، علما أن العمليات السابقة على البناء التي قامت بها لجنة القيادة والتتبع، والمتمثلة في الإنقاذ، وإحصاء الساكنة المتضررة من طرف اللجان المختصة، وإزالة الأنقاض والأتربة لأكثر من 23 ألف و500 منزل منهار، ثم منح تراخيص البناء، هي عمليات معقدة تطلبت وقتا وجهدا معتبرين، نظرا لصعوبة التضاريس وجغرافية الإقليم الوعرة، مما استلزم معدات خاصة وآليات ضخمة وموارد بشرية هائلة، لاسيما وأن معظم المنازل توجد بمناطق صعبة الولوج. والأكيد أن الطريق ليست سهلة، ولا المهام بسيطة، لكن التعاون بين السلطات والساكنة، والتخطيط المنهجي، جعلا من إقليم الحوز ورشا مفتوحا لا يقتصر على لملمة شتات الزلزال، بل يمضي بثبات نحو بناء مستقبل شاهد على قصة تجسد تكامل الإرادة بين الدولة والمجتمع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store