
هل ينتهي الصراع بين تركيا والأكراد؟
ذكر موقع " الإمارات 24"، أنّه عندما انهارت آخر محاولة تركية لإحلال السلام مع المسلحين الأكراد قبل عقد من الزمان، قُتلت روزرين تشوكور، البالغة من العمر سبعة عشر عاماً، برصاص قناص في مذبحة دموية على بُعد بضعة مبانٍ من منزلها.
ولهذا السبب، راقب والداها مصطفى وفخرية تشوكور، على مدار الأشهر القليلة الماضية، بحذر الرئيس رجب طيب أردوغان وهو يسعى جاهداً لإنهاء الصراع المستمر منذ أربعة عقود، والذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص وامتد العنف إلى سوريا والعراق المجاورتين.
وتنقل صحيفة "الفايننشال تايمز" عن مصطفى، المقيم في ديار بكر، أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية"نعلم مدى ضخامة التكاليف إذا لم تنجح عملية السلام. أسوأ مخاوفي هو أن نُضلَّل مرة أخرى".
وتقول الصحيفة إن جائزة السلام ستكون عظيمة. فقد تُخفف التوترات في سوريا والعراق، حيث تقطنهما أعداد كبيرة من الأكراد، وتُسهم في تحقيق الاستقرار السياسي في تركيا، وتُعالج الانقسامات التاريخية مع 15 مليون كردي في البلاد.
وقال أردوغان في وقت سابق من هذا العام: "نريد نزع السلاح، وهدم جدار الإرهاب، واحتضان بعضنا بعضاً بقوة".
وفي وقت سابق من هذا العام، دعا مؤسس حزب العمال الكردستاني المسجون، عبدالله أوجلان، الذي أسس الجماعة عام 1978 سعياً لإقامة دولة كردية مستقلة، المسلحين إلى إلقاء السلاح.
إلا أن غياب الوعود التي قُطعت خلال محادثات السلام، والتي أُحيطت بالسرية التامة، ترك الكثيرين في ديار بكر قلقين بشأن نوع السلام الذي قد ينتظرهم.
ومما زاد من هذه المخاوف اعتقال أكرم إمام أوغلو ، المنافس السياسي الرئيسي لأردوغان، في آذار، في إطار حملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضة والمجتمع المدني، مما أثار الشكوك في أن عملية السلام ستُفضي إلى مزيد من الحريات.
وقالت سيرا بوكاك، رئيسة بلدية ديار بكر، والمنتمية لحزب المساواة والديمقراطية الشعبي المؤيد للأكراد، والذي سهّل عملية السلام: "الطريق إلى السلام ليس سهلاً أبداً، فهو ليس خالياً من العقبات، ولكن من المهم أننا بدأنا السير في هذا الطريق".
وأضافت قبل إعلان حزب العمال الكردستاني: "يشعر الناس بالقلق بشأن كيف يمكن لحكومة خلقت مثل هذا المناخ المكثف من الضغط أن تتراجع وتمد يد السلام".
وبعد أشهر من المداولات التي أُبقيت إلى حد كبير بعيداً عن أعين الجمهور، بدأ كبار المسؤولين تبديد هذه المخاوف.
وصرح محمد أوجوم، أحد كبار مستشاري أردوغان، أن الأكراد، الذين يشكلون ما يقرب من خُمس سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليوناً، "جزء لا يتجزأ من الأمة التركية ، جمهورية تركيا هي أيضاً الدولة القومية للأكراد. وسيتم تطبيق إصلاحات شاملة في الديمقراطية وسيادة القانون".
إلا أن هذه التصريحات المعسولة تأتي بعد سنوات من الضغط الشديد، وتتزايد الشكوك في وفاء الحكومة بوعودها النبيلة. ومنذ عام 2016، جُرّد 170 رئيس بلدية كردياً من مناصبهم المنتخبة. كما أُقيل عشرة رؤساء بلديات ديمقراطيين خلال العام الماضي.
وفي حين كانت الآمال تلوح في الأفق "فإننا نتجه نحو الاستبداد"، كما قال أركان يلماز، رئيس جمعية حقوق الإنسان في ديار بكر.
ويُعدّ مصير إمام أوغلو مثالاً على ذلك. فقد اعتمد السياسي البارز على أصوات الأكراد في إسطنبول للفوز برئاسة البلدية، وألقى خطاباً في ديار بكر في آذار قال فيه: "سيشعر الأكراد بأنهم أصحاب مصلحة متساوون في هذا البلد

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
هل تنجح خطة ترامب في إنهاء الصراع الروسي –الاوكراني؟
المركزية - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين أن روسيا وأوكرانيا "ستباشران فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار" بعد اتصال اجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وصفه بأنه "ممتاز". من جهته، وصف الرئيس الروسي الاتصال بأنه "مفيد جدا"، وأضاف أمام صحافيين أن روسيا مستعدة للعمل مع اوكرانيا على "مذكرة تفاهم" بشأن "اتفاقية سلام محتملة" مشددا على الحاجة إلى "إيجاد تسويات" لدى طرفي النزاع. في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لا تفاصيل لديه في الوقت الراهن بشأن هذه "المذكرة" معربا عن استعداده لدرس العرض الروسي. وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" إن "روسيا وأوكرانيا ستباشران فورا مفاوضات بهدف وقف لإطلاق النار، والأهمّ بهدف إنهاء الحرب"، خاتماً منشوره الطويل بعبارة "فلينطلق المسار!". فهل بات الصراع الروسي –الاوكراني على نار حامية باتجاه الحلّ؟ العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ"المركزية" ان "لا بدّ من التوقف عند الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة بهدف فهم ما يجري في اوكرانيا وباقي العالم. صحيح ان الرئيس الاميركي يتحدث عن عالم من دون حروب وبأنه مرر ولايته السابقة من دون حروب وكان صاحب نظرية سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان، وتساءل عن سبب تواجد القوات الاميركية في سوريا وسحب العديد منهم، وقام بإعادة جمع سوريا بالضغط لإنهاء حزب العمال الكردستاني، وإراحة تركيا، وإلزام الاكراد في الدخول في قوات سوريا الديمقراطية وفي وزارة الدفاع السورية الجديدة، وبالتالي، ما نراه في المنطقة يدلّ على أن ترامب يضغط فعلا باتجاه إنهاء الحروب المستمرة التي تشارك فيها الولايات المتحدة". ويضيف ملاعب: "بالعودة الى الاستراتيجية، نجد ان ترامب يحاول إنهاء الليبرالية التي تقوم على نشر الثقافة الاميركية وتقديم المساعدات تمهيدا لتحقيق الديمقراطية في الدول خارج الولايات المتحدة. وبدأ التساؤل حول جدوى نشر الديمقراطية والمساعدات التي تقوم بها الـusaid وغيرها في العالم، لأنها لم تساعد أميركا في شيء. فالصين تتقدم وأميركا في المقابل تخوض حروبًا تكلفها أموالًا طائلة. وهذا ما حصل في اوكرانيا، وسيحصل في حال دخول الهند في حرب مع باكستان. وأوقف القتال في اليمن، في سبيل تحرير طرق التجارة البحرية، والتوفير على الخزينة الأميركية مالا كثيرا. لم يعد ترامب يسأل إذا ما كان الحوثيون سوف يواصلون إرسال صواريخهم وقذائفهم باتجاه اسرائيل، لأن القتال خارج الولايات المتحدة واستقدام حاملات الطائرات بما تضمه من قطوعات بحرية أخرى، وعسكر مارينز مكلف جدًا. وهذا ما يدرسه الاميركيون". ويتابع: "من ناحية أخرى، استقدم ترامب اقتصاديين ورجال أعمال ناجحين في وظائفهم وأصبحوا جزءا من الإدارة الاميركية الجديدة، لأنه يعتبر ان أميركا أولا لناحية الحصول على الطاقة والتجارة الدولية وفرض ضرائب على المستوردات وتسهيل استهلاك البضائع الاميركية.. هذا الاسلوب نفذه في اوكرانيا، واعتبر ترامب ان طالما روسيا موجودة وتحارب وطالما لديها امدادات كبيرة وقادرة على الحرب، فهذا يعني ان الحرب مستمرة. لكن في سبيل ماذا؟ وبالتالي، استطاع ترامب ان يتدخل في هذا الاتجاه في إنهاء الحرب من خلال استغلال الموارد الاولية الاوكرانية لصالح اميركا، باعتبار أن واشنطن ستنهي الحرب لكن على طريقتها، هذا ما حاول حتى اليوم القيام به". ويشير ملاعب الى ان "عالم اوروبا ليبرالي يرتبط بالنظرية الاميركية السابقة بأن "لا يُسقِطُ حرفاً من النحوي"، كما قال بايدن في اول شباط 2022 عند الدخول الروسي الى اوكرانيا حين اعتبر ان ما يحصل تعدٍ على سيادات الدول ولن يقبل به. هذا كان الشعار وتحت هذا الشعار قاتلت اميركا وتكلفت، بينما الرئيس ترامب اليوم صاحب نظرة براغماتية أكثر، بمعنى ان عندما يصل الى السلطة سوف ينهي هذا القتال. القصد بإنهاء القتال هو اعتماد نظرية من نظريتين، الواقعية والليبرالية. تحدثنا عن الليبرالية والتي تعتمد على "لا يسقط حرفا من النحوي"، لكن الواقعية، وهي نظرية كيسنجر التي استعملها في استجلاب الصين الى العالم الغربي بدلا من ان تكون الصين جزءا من النضال الشرقي مع الاتحاد السوفياتي سابقا. وتفترض الواقعية، إذا ما كان هناك اعتراف بالأمن القومي الروسي، بأن تكون القرم جزءا من الأمن القومي الروسي في ما كانت سابقا جزءا من روسيا، الاعتراف بهذا الوضع يُنهي الحرب، لذلك هذا ما تفكر به أميركا". ويختم: "كل هذا يوصلنا الى الوضع الحالي، حيث ان الاتصالات المستمرة بين بوتين وترامب وآخرها اتصال دام لمدة ساعتين بينهما، وصف من الفريقين بأنه ناجح ويبنى عليه وأن الحوار سوف يبدأ مباشرة بين روسيا واوكرانيا، وقد استضافت تركيا جزءا منه. لكن الى اين سوف يؤدي؟ في حال كان هناك تدخل أميركي كما شهدنا بين الباكستان والهند وأوقف أي تطور باتجاه الحرب، عندها من الممكن، في حال الضغط الاميركي على اوكرانيا والاستفادة من ترغيب روسيا بأن الاتصالات المقبلة معها ستكون مثمرة للغاية اقتصاديا مع الاميركيين وسيستفيد منها الجانبان. في النهاية، ستضطر كل من روسيا واوكرانيا للقبول بالضغط الاميركي وصولا الى إنهاء الحرب التي طالت ولا أفق لها بالنجاح. الأمر يحتاج الى تدخل دولي وبالأخص أميركي يحمي حقوق البلدين عمليا، سواء اوكرانيا إذا ما وافقت على الخطط الاميركية الاقتصادية، ويبدو أنها وافقت، وكذلك روسيا إذا ما وعِدت باتجاه تحقيق تعاون اقتصادي قوي بين البلدين مستقبلا".


ليبانون 24
منذ 12 ساعات
- ليبانون 24
الحكومة التركية: الحرب ضد حزب العمال الكردستاني منذ عام 1984 كلفت تركيا حوالي 1.8 تريليون دولار
الحكومة التركية: الحرب ضد حزب العمال الكردستاني منذ عام 1984 كلفت تركيا حوالي 1.8 تريليون دولار Lebanon 24


ليبانون 24
منذ يوم واحد
- ليبانون 24
لماذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر؟
ذكر موقع " الإمارات 24"، أنّ الدكتور في العلوم العسكرية والسياسية جيمس هولمز ، تناول الأسباب المحتملة التي دفعت الحوثيين إلى وقف هجماتهم على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ، مؤكداً أن الضربات الجوية الأمسركية ربما لعبت دوراً جزئياً في تعديل حساباتهم، من دون أن تكون "حاسمة بحدّ ذاتها". وقال هولمز في مقاله في موقع مجلة"ناشيونال إنترست" الأميركية، إن وقف إطلاق النار لا يعني تحقيق السلام، بل يمثل نتيجة مؤقتة ضمن حملة عسكرية أوسع لا تزال مستمرة ضدّ إسرائيل ، وإن قرار الحوثيين نابع من حسابات كلفة وفائدة أكثر من كونه نتيجة لهزيمة عسكرية مباشرة. وأشار الكاتب إلى أن القوة الجوية الأميركية ربما ساعدت بضرباتها المحسوبة، دون هجوم بري موازٍ، في دفع الحوثيين إلى إعادة حساباتهم بما يخدم موقف واشنطن ، وإعلانها وقف هجماتهم على السفن العابرة للبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وكان هولمز قد كتب مقالاً سابقاً في أيّد فيه رأي الأدميرال جاي سي وايلي، الذي رأى أن القوة الجوية وغيرها من أشكال الحرب "التراكمية" والمتفرقة، لا يمكنها أن تحسم الصراع العسكري بمفردها، مشيراً إلى أن الغاية من الاستراتيجية العسكرية هي فرض السيطرة على أرض أو موقع ذي أهمية استراتيجية. وأوضح وايلي أن القصف الجوي لا يعادل السيطرة الفعلية، إذ تستطيع القوات البرية أن تفرض سيطرة دائمة ومُحكمة. ومن هنا، فإن القوات الجوية