logo
"الملاية اللف".. حكاية من الأمثال إلى الأزقة المصرية (صور)

"الملاية اللف".. حكاية من الأمثال إلى الأزقة المصرية (صور)

الدستور٢٨-٠٤-٢٠٢٥

"اللي تحت الملاية محدش داري بيه"، و"لبسها ملاية لف وقلبها صايع كيف"، و"ملاية سودة ودماغ فاضية"، و"افرشلك الملاية"..
بهذه الأمثال الشعبية البسيطة ولكن العميقة عبر المصريون عن علاقتهم بالملاية اللف. لم تكن مجرد قطعة قماش ترتدى، بل أصبحت رمزًا اجتماعيًا، ومصدرًا للأمثال التي تناولت التناقض بين المظهر والجوهر، كما ذكرت مجموعة الأمثال الشعبية المصرية بمكتبة الإسكندرية.
كانت المرأة ترتدي الملاية فوق ملابسها العادية، فتضع طرفها على الكتف الأيسر وتلفها حول جسدها بالكامل بطريقة تغطيه دون تحديده، أو تحديدة على حسب نية المرأة وعملها.
الملاية اللف كانت دائمًا حاضرة في الثقافة الشعبية، تحمل بين خيوطها قصص النساء، الحارة، والهوية المصرية.
ما هي الملاية اللف؟
الملاية اللف هي ثوب مصري تقليدي عبارة عن قطعة قماش سوداء واسعة تلف حول الجسد بالكامل، مع طرحة أو شال صغير يغطي الرأس. كانت تزين أحيانًا ببروشات فضية، ما يعكس الذوق الرفيع للمرأة المصرية البسيطة، كما أوضحت دراسة "ملامح الزي الشعبي المصري" لـمحمد السيد عيد، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
الملاية لم تكن مجرد زي، بل كانت وسيلة للتعبير عن الاحتشام، وتماشيًا مع قيم المجتمع خلال القرنين التاسع عشر وأوائل العشرين.
تاريخ الملاية اللف
نشأت الملاية اللف مع نهاية العصر العثماني، حين أصبحت النساء ترتدين أثوابًا أكثر احتشامًا، ومع مرور الزمن، تحولت إلى زي رسمي لنساء المدن، خصوصًا في القاهرة والإسكندرية، بحسب مقال بعنوان "تاريخ الملاية اللف" بموقع التراث المصري.
بحلول أوائل القرن العشرين، صارت الملاية ترتبط بالطبقة المتوسطة والعاملة، قبل أن تبدأ بالتراجع في خمسينيات القرن الماضي مع انفتاح مصر على أنماط الموضة الغربية.
الملاية اللف في السينما والفنون
من لا يتذكر مشهد الفتاة الشعبية بملامحها الخجولة وهي ترتدي ملايتها السوداء في أفلام الأبيض والأسود؟.
في السينما والمسرح، ظلت الملاية رمزًا للمرأة الشعبية الأنيقة، وكانت رقصة "الملاية اللف" جزءًا رئيسيًا من عروض فرق الفنون الشعبية، تحكي قصص الحب والغيرة والجمال داخل الحارة المصرية، كما وثقت مجلة الهلال في عدد خاص عن الأزياء الشعبية عام 1955.
بين الأمس واليوم
اليوم، رغم اختفاء الملاية اللف من الشوارع، فإنها لا تزال حية في الذاكرة المصرية، تستحضر في الاحتفالات التراثية، والعروض الفنية التي تسعى إلى إحياء الهوية الشعبية المصرية.
فالملاية اللف ليست مجرد قماش أسود، بل قصة مجتمع بأكمله كتبها الناس بخيوط من الحب، والغيرة، والاحتشام، وروح الدعابة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جمال حسان: المتحف المصرى الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء (خاص)
جمال حسان: المتحف المصرى الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء (خاص)

الدستور

timeمنذ 9 ساعات

  • الدستور

جمال حسان: المتحف المصرى الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء (خاص)

مع بدء العد التنازلي، لاستقبال العالم لهدية مصر في القرن الحادي والعشرين، يترقب المصريون والعالم معهم، افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يعيد السياحة المصرية في صدارة الوجهات السياحية الأكبر في العالم. وتحدثت الكاتبة الكبيرة، جمال حسان، في تصريحات لـ 'الدستور'، حول ما يمثله المتحف المصري الكبير في الترويج لمصر كواجهة سياحية، وقبلة لأنظار العالم، فضلا عن عرض المئات من القطع الأثرية حبيسة المخازن. جمال حسان: المتحف المصري الكبير يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء واستهلت 'حسان' حديثها مشيرة إلى: 'نحن بصدد حدث عالمى بامتياز مع افتتاح صرح عظيم يؤكد قدرة المصريين على التشييد والبناء فى بلد فجر الضمير من المعابد الراسخة فى أرجاء مصر وحتى السد العالى فى العصر الحديث". وأضافت: 'فرحة مستحقة وامتنان لله عز وجل بإنجاز هذا الحلم ليكون المتحف المصري الكبير أكبر متحف فى العالم ويضم كنوز البلد التى أبدعها المصريون من عصر الأسرات والعصر اليونانى والرومانى، هذا التراث التاريخى جزء لايتجزأ من الهوية الوطنية والشخصية المصرية وشاهد فعلي على أن المصريين بناة حضارة وليس هدم عبر العصور'. المتحف المصري الكبير إضافة جديدة لحفظ تراثنا المادى وأضافت 'حسان': 'كذلك فإنه إنجاز ذو دلالة على تصميم وإرادة القيادة السياسية ومؤسسات الدولة كافة للمضى فى إتمام هذا المشروع الكبير رغم الظروف التى عانت منها مصر فى السنوات الماضية، كما أنه يعتبر إضافة جديدة لحفظ تراثنا المادى بأحدث التقنيات الرقمية بشكل دقيق والحفاظ عليه للأجيال القادمة والعالم'. وتابعت: 'زرت المتحف وانبهرت، تحفة معمارية تبقى فى الذاكرة طويلا وكأنه هرم آخر يضيف سحرا جاذبا لمنطقة الأهرام العريقة، يختلف فى تصميمه تماما عن أي متحف من المتاحف التى زرتها وفى كافة التفاصيل يعبر عن الفخر والاعتزاز بما يضمه من كنوز تعرض فى أبهى صورة'. المتحف المصري الكبير تعظيم الواجهة السياحية لمصر واستطردت: "كان برفقتي عدد من الزوار الأجانب ورغم الشغف بالزيارة فلم نتمكن من الطواف إلا بجزء بسيط من المقتنيات المعروضة، لاحظنا أن القاعات فسيحة مفتوحة فى تدرج من أسفل لأعلى فلا تشعر بأى إزدحام والإضاءة رائعة ومتناسقة مع المساحات وهناك شاشات إرشادية وممرات وأسانسيرات لإحتياجات الصغار والكبار، أيضا لفت نظرى إلزام لأى مرشد سياحى معه أكثر من أربعة أفراد بأن يستخدم سماعات الأذن الشخصية معهم فلا إزعاج للآخرين. أما صالة بيع الهدايا للزوار فكانت ممتازة بتنوع التحف العينية والعاملين على مستوى راق ومهذب، المنطقة المحيطة شهدت تغيرات كثيرة لرفع كفاءتها كى تليق بالحدث الكبير وتعظيم الواجهة السياحية لمصر ومن المتوقع أن يكون لاحتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير تأثير ملحوظ على زيادة أعداد السياح فى الفترة القادمة.

رسميًا.. سالم الدوسري هلالي حتى 2027
رسميًا.. سالم الدوسري هلالي حتى 2027

المستقبل

timeمنذ يوم واحد

  • المستقبل

رسميًا.. سالم الدوسري هلالي حتى 2027

كشف نادي الهلال السعودي، عن خبر سار لجماهيره بعد نجاحه في تجديد التعاقد مع نجم الفريق سالم الدوسري، لمدة موسمين مقبلين. ونشر الزعيم عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي 'إكس'، فيديو بعنوان: 'سطور المجد.. يواصل كتابتها القائد.. سالم الدوسري يجدد عقده لمدة موسمين حتى 2027'. ويعد الدوسري، أيقونة وأسطورة من أساطير نادي الهلال منذ تصعيده من قطاع الفئات العمرية صيف عام 2011، وخاض مع فريقه أكثر من 425 مباراة مع الزعيم الأسيوي، ورحل عن الفريق لمدة 6 شهور على سبيل الإعارة إلى نادي فياريال الإسباني.

من الفراعنة إلى فينيقيا.. العلاقات المصرية اللبنانية جذور تاريخية وشراكة مستقبلية
من الفراعنة إلى فينيقيا.. العلاقات المصرية اللبنانية جذور تاريخية وشراكة مستقبلية

تحيا مصر

timeمنذ 2 أيام

  • تحيا مصر

من الفراعنة إلى فينيقيا.. العلاقات المصرية اللبنانية جذور تاريخية وشراكة مستقبلية

لا تكتمل قصة الحضارة الإنسانية دون الحديث عن التلاقي بين مصر ولبنان، حيث بدأت العلاقات المصرية اللبنانية منذ عصر الفراعنة والفينيقيين، منذ أكثر من 3 آلاف عام، نسج البلدان علاقات تجارية وثقافية ودينية، دلت عليها البرديات الفرعونية التي سجلت رحلات تجارية إلى جبيل (بيبلوس) اللبنانية لجلب خشب الأرز لبناء السفن المقدسة، بينما استوردت فينيقيا الكتان المصري الفاخر. هذه الروابط لم تكن مجرد تبادل سلع، بل كانت جسرًا للتفاعل الحضاري، حيث انتشرت عبادة الإلهة المصرية "إيزيس" في لبنان، وامتزجت أساطير البلدين في قصة أوزوريس وإيزيس التي جسدت قيمًا إنسانية مشتركة. إن العلاقات المصرية اللبنانية نموذج حي للتكامل العربي القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، فمن الفن إلى الاقتصاد، ومن السياسة إلى الثقافة، يثبت البلدان أن التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص عندما تقترن بالإرادة. وفي ظل عالم يتجه نحو التكتلات الإقليمية، تبقى الشراكة بين القاهرة وبيروت دليلًا على أن الوحدة ليست شعارًا، بل واقعًا تُبنى خطوة بخطوة. الثقافة والفن.. ذاكرة مشتركة صنعت نهضة عربية مع نهاية القرن التاسع عشر، تحولت مصر إلى ملاذ للعديد من الرواد اللبنانيين الذين شكلوا معالم النهضة العربية الحديثة، فمن الصحافة إلى المسرح، حملوا المشاعل الأولى للإبداع، حيث أسس الأخوان "سليم وبشارة تقلا" جريدة الأهرام عام 1876، بينما أطلق جورجي زيدان مجلة الهلال، ليصبحا رمزين للصحافة العربية. وقدم جورج أبيض، رائد المسرح العربي، عروضًا خلّدت اسمه، بينما أسست روز اليوسف (اللبنانية الأصل) مجلة فنية حملت اسمها، وأصبح صالون مي زيادة منتدىً لأعلام الفكر مثل طه حسين وأحمد شوقي. كما لعبت الفنانات اللبنانيات مثل آسيا داغر دورًا محوريًا في تأسيس السينما المصرية، بينما حملت أغاني فيروز وشادية صوتًا واحدًا للوجدان العربي. من التلاقي إلى التكامل.. مهرجانات ومؤتمرات مشتركة لم تكن العلاقات الثقافية مقتصرة على الأفراد، بل تجسدت في مؤسسات وفعاليات كجامعة بيروت العربية التي أنشئت عام 1960 بدعم مصري، وأصبحت منارة علمية تخرّج آلاف الطلاب. أما الملتقى الثقافي المصري اللبناني فقد انعقدت دورته الأولى عام 2016 بمشاركة مثقفين مثل جابر عصفور وخالد زيادة، لتوثيق التراث المشترك ومواجهة تحديات التفكك الثقافي، فيما سلط مؤتمر "مصر في عيون اللبنانيين": سلّط الضوء على التبادل الفني، من فيروز التي غنّت لمصر، إلى مسلسلات مشتركة مثل "اتهام" و"جذور". مصر ولبنان .. شراكة تكاملية تواجه التحديات رغم التحديات السياسية، حققت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموًا ملحوظًا في التبادل التجاري الذي بلغ 643 مليون دولار عام 2018، تصدرت فيه مصر بالمنتجات الزراعية ومواد البناء، بينما استوردت من لبنان الكتب واللدائن. وتحتل الاستثمارات اللبنانية المركز التاسع في مصر باستثمارات تصل إلى 1.16 مليار دولار، موزعة على 1342 شركة، مثل شركة "Leader Group" للنقل البحري، ومشروعات موسى فريجي الزراعية. مبادرات لتعزيز التكامل مبادرة "مصر ولبنان إلى أفريقيا" وتهدف لتصدير المنتجات المشتركة إلى القارة السمراء، مستفيدة من الخبرة المصرية في الصناعة والشبكة التجارية اللبنانية. اتفاقيات 2019: وقّعت خلال زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت 5 اتفاقيات تشمل الاتصالات والاستثمار وتبادل الخبرات الضريبية. مجلس الأعمال المشترك: يهدف لزيادة الاستثمارات عبر مشروعات مثل تدريب الشباب اللبناني في مصر، وإنشاء حاضنات أعمال مشتركة. دعم مصري متواصل لاستقرار لبنان كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال لبنان عام 1943، واستضافت مفاوضات بشارة الخوري ورياض الصلح لوضع الميثاق الوطني. وفي عهد عبد الناصر: دعمت مصر لبنان خلال الأزمات الإقليمية، ورفضت تقسيم البلاد وفق الانتماءات الطائفية. عهد الرئيس السيسي: استمرار الدور المصري المساند للبنان وقفت مصر بقوة إلى جانب لبنان خلال انفجار مرفأ بيروت 2020، بإرسال مساعدات طبية ومستشفى ميداني، ودعمت جهود وقف العدوان الإسرائيلي عام 2023، كما شارك الرئيس السيسي في مؤتمر دعم لبنان 2020، داعيًا المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في إعادة الإعمار وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية. == مراجع ومصادر التقرير: أوراق الملتقى الثقافي المصري اللبناني (2016، 2019). بيانات وزارة الخارجية المصرية واللبنانية. تقارير المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري. كتابات الباحثين: إبراهيم الديراني، خالد زيادة. تقارير منتدى الاقتصاد العربي (2019).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store