
هجمات إيران السيبرانية كجيشها... مبالغة ولا نتائج
بعد أن قصفت القوات الإسرائيلية والأميركية أهدافاً نووية إيرانية، دق المسؤولون في إسرائيل والولايات المتحدة ناقوس الخطر في شأن هجمات إلكترونية مدمرة قد ينفذها متسللون إلكترونيون تابعون لإيران.
شأن جيشها المنهك
لكن مع صمود وقف إطلاق النار الهش، يقول مسؤولو الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة وإسرائيل إنهم لم يروا حتى الآن سوى القليل من الأمور غير العادية، في ما قد يكون مؤشراً على أن التهديد الذي تشكله قدرات إيران في ذلك المجال مبالغ في تقديره، شأنه شأن جيشها المنهك.
ولم تكن هناك مؤشرات على وقوع هجمات إلكترونية تخريبية، والتي كثيراً ما يجري التطرق إليها خلال المناقشات عن قدرات إيران الرقمية، مثل اتهامها بعمل تخريبي استهدف عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في شركة النفط العملاقة "أرامكو" السعودية في 2012، أو عمليات الاختراق الأمني اللاحقة لملاه ليلية أو مرافق مياه أميركية.
وقالت نيكول فيشباين الباحثة الأمنية الكبيرة في شركة "إنتيزر" الإسرائيلية، إن "حجم الهجمات منخفض نسبياً في ما يبدو. والتقنيات المستخدمة ليست متطورة كثيراً".
وتباهت مجموعات من المتسللين الإلكترونيين يقول محللون أمنيون إنها تعمل بتوجيه من إيران، باختراق سلسلة من الشركات الإسرائيلية والغربية في أعقاب الغارات الجوية.
وأعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية تطلق على نفسها اسم "حنظلة" مسؤوليتها عن سلسلة من عمليات سرقة البيانات والاختراق، لكن "رويترز" لم تتمكن من التحقق من صحة أحدث تصريحاتها المتعلقة بإعلان هجمات تسلل إلكتروني.
ويقول باحثون إن المجموعة، التي ظهرت في أعقاب هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تعمل على الأرجح انطلاقاً من وزارة الاستخبارات الإيرانية.
نشاط القرصنة الضئيل
وقال ريف بيلينج الباحث الرئيس في مجال التهديدات الاستخباراتية في شركة الأمن الإلكتروني البريطانية سوفوس، إن تأثير نشاط القرصنة ضئيل على ما يبدو.
وأضاف "على حد علمنا، فإنه المزيج المعتاد من الفوضى غير الفعالة من مجموعات القرصنة الحقيقية والهجمات محددة الهدف من الشخصيات المرتبطة بإيران، والتي من المحتمل أن تحقق بعض النجاح، ولكنها تبالغ أيضاً في حجم تأثيرها".
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب التعليق. وتنفي إيران عادة تنفيذ حملات قرصنة إلكترونية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت شركة "تشيك بوينت سوفت وير" الإسرائيلية، إن حملة قرصنة مرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني أرسلت في الأيام القليلة الماضية رسائل تصيد احتيالي إلى صحافيين ومسؤولين أكاديميين إسرائيليين وآخرين.
والتصيد الاحتيالي هو هجوم إلكتروني يهدف إلى خداع الأفراد وسرقة معلوماتهم الشخصية أو المالية، مثل كلمات المرور وأرقام بطاقات الائتمان. ويحدث ذلك عادة عن طريق إرسال رسائل إلكترونية أو رسائل نصية أو مكالمات هاتفية تبدو وكأنها صادرة من جهات موثوق فيها، مثل البنوك أو الشركات الكبرى، ولكنها في الواقع تأتي من محتالين.
وقال سيرغي شيكيفيتش مدير مجموعة التهديدات الاستخباراتية في "تشيك بوينت"، إنه في إحدى الحالات حاول المتسللون استدراج هدف إلى اجتماع شخصي في تل أبيب. مضيفاً أن دوافع الاجتماع المقترح لم تكن واضحة.
وقال شيكيفيتش إن محاولات جرت لتدمير البيانات لدى أهداف إسرائيلية، أحجم عن تحديدها، فضلاً عن زيادة كبيرة في محاولات استغلال ثغرة أمنية في كاميرات مراقبة مصنوعة في الصين، وذلك لتقييم أضرار القصف في إسرائيل على الأرجح.
كثير من المبالغات
وعمليات القرصنة الإلكترونية التي ينفذها موالون لإيران غير متماثلة في الطبيعة والنطاق مع تلك التي يقوم بها مؤيدون لإسرائيل، والمرتبطة بالحرب الجوية التي بدأت في 13 يونيو (حزيران).
ومنذ بدء الصراع، قال قراصنة يشتبه بأنهم إسرائيليون إنهم دمروا بيانات في أحد أكبر البنوك الحكومية الإيرانية، وحرقوا عملات مشفرة (سحبوا رموزها من التداول) بقيمة نحو 90 مليون دولار، وذكروا أنها مرتبطة بأجهزة الأمن الحكومية.
ولم ترد الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني في إسرائيل على رسالة من أجل الحصول على تعليق.
وقال محللون إن الوضع متقلب، وإن أنشطة التجسس الإلكتروني الأكثر تطوراً ربما تكون جارية من دون رصدها.
وحث مسؤولون إسرائيليون وأميركيون القطاع على توخي الحذر. وحذرت نشرة صادرة عن وزارة الأمن الداخلي الأميركية في 22 يونيو، من أن الصراع الدائر يزيد بيئة التهديد في الولايات المتحدة، وأن جهات فاعلة إلكترونية تابعة للحكومة الإيرانية قد تشن هجمات على الشبكات الأميركية.
ورفض مكتب التحقيقات الاتحادي (أف بي آي) التعليق على أية أنشطة إلكترونية إيرانية محتملة في الولايات المتحدة.
وشبّه يليسي بوهوسلافسكي، المؤسس المشارك لشركة (ريد سينس) لجمع المعلومات والبيانات وتحليلها ونشرها، العمليات الإلكترونية الإيرانية ببرنامجها الصاروخي. وتسببت الصواريخ الإيرانية التي أطلقت نحو إسرائيل خلال الصراع في مقتل 28 شخصاً وتدمير آلاف المنازل، لكن معظمها تسنى اعتراضه ولم يلحق أي منها أضراراً جسيمة بالجيش الإسرائيلي.
وقال بوهوسلافسكي، إن عمليات القرصنة الإيرانية تعمل بالطريقة نفسها في ما يبدو.
وأضاف "هناك كثير من المبالغات، وكثير من الاستهداف العشوائي للمدنيين، لكن على أرض الواقع ليست هناك نتائج كثيرة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 40 دقائق
- Independent عربية
عائلتا رهينتين فرنسيتين في إيران تنشدان دليلا على أنهما حيان
وجهت عائلتا سيسيل كولر وصديقها جاك باريس، وهما مواطنان فرنسيان محتجزان في إيران منذ عام 2022، نداءات عاجلة اليوم الجمعة لإثبات أنهما لا يزالان على قيد الحياة، وذلك بعد أيام من قصف إسرائيلي استهدف سجن إيفين في طهران حيث يُحتجزان. ويُعرف سجن إيفين بأنه أسوأ السجون سمعة في إيران، إذ إنه مخصص للسجناء السياسيين وغالباً ما يُحتجز المواطنون الأجانب، بمن فيهم باريس وكولر المتهمان بالتجسس والسعي إلى إثارة الاضطرابات. ووصفت فرنسا هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة وطالبت بالإفراج الفوري عنهما منذ ثلاثة أعوام. وقصفت إسرائيل السجن الإثنين الماضي، وهو أحد آخر الأهداف التي ضربتها في حملتها الجوية التي استمرت 12 يوماً وانتهت بوقف إطلاق النار في صباح اليوم التالي. وقالت إيران إن بعض الأشخاص لقوا حتفهم في الهجوم، لكن مصير السجينين الفرنسيين لم يتضح بعد. ونددت فرنسا بالغارات على السجن، متهمة إسرائيل بتعريض اثنين من مواطنيها للخطر. وقالت آن لور باريس، ابنة جاك، "يستبد بنا اليأس والرعب"، داعية السلطات الإيرانية إلى تقديم دليل فوري على نجاة السجينَين وإطلاق سراحهما خلال ساعات. وتقول عائلتاهما إن آخر اتصال مؤكد مع السجينين كان في الـ30 من مايو (أيار) الماضي خلال زيارة قنصلية. وقالت نويمي كولر، شقيقة سيسيل، "لم يتمكن أحد، لا نحن ولا العائلتان ولا السلطات الفرنسية، من إجراء اتصال مباشر معهما"، وأضافت، "نحن ننتظر إشارة فورية من سيسيل وجاك... لنتأكد من أنهما حقاً بخير وعلى قيد الحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتحث العائلتان الحكومة الفرنسية على دعم "عملية الإجلاء لأسباب قاهرة"، مشيرتين إلى الأخطار التي يشكلها الصراع الدائر ووقف إطلاق النار غير المستقر. كذلك يجري إعداد طلب رسمي لتقديمه خلال ساعات إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب. وكانت فرنسا رفعت في مايو الماضي دعوى في محكمة العدل الدولية على إيران لانتهاكها الحق في الحماية القنصلية، في محاولة للضغط على طهران في شأن احتجاز مواطنيها. واعتقل الحرس الثوري الإيراني عشرات المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية في الأعوام القليلة الماضية، بتهم يتعلق أغلبها بالتجسس. وتتهم جماعات حقوقية ودول غربية طهران باستخدام المعتقلين الأجانب ورقة مساومة، وهو ما تنفيه إيران.


شبكة عيون
منذ ساعة واحدة
- شبكة عيون
اليابان تنفذ أول إعدام منذ 2022 في "قاتل تويتر"
اليابان تنفذ أول إعدام منذ 2022 في "قاتل تويتر" ★ ★ ★ ★ ★ مباشر- أعدمت اليابان اليوم الجمعة رجلا قتل تسعة أشخاص بعد تواصله معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أول تطبيق لعقوبة الإعدام في البلاد منذ ما يقرب من ثلاث سنوات . وكان قد حُكم على تاكاهيرو شيرايشي بالإعدام لخنقه وتقطيعه لثماني نساء ورجل واحد في شقته بمدينة زاما في كاناجاوا بالقرب من طوكيو في عام 2017. ولُقب "بقاتل تويتر" لأنه تواصل مع ضحاياه عبر المنصة . وقال وزير العدل الياباني كيسوكي سوزوكي، الذي أجاز إعدام شيرايشي شنقا، إنه اتخذ القرار بعد فحص متأن مع الأخذ في الاعتبار دافع المدان "الأناني للغاية" لارتكاب الجرائم التي "تسببت في صدمة كبيرة وقلق للمجتمع" وفق رويترز. تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات ما هي مخاطر التلوث النووي الناجمة عن الهجمات على إيران؟ فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط تفاصيل حول المنشآت الرئيسية ببرنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب روسيا اقتصاد


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ابن أميرة النرويج متهم بالتورط بثلاث حالات اغتصاب
أعلنت الشرطة النرويجية الجمعة أن الابن الأكبر للأميرة النرويجية ميته ماريت يُشتبه في تورطه في ثلاث حالات اغتصاب و20 مخالفة قانونية أخرى، وذلك لمناسبة إغلاق التحقيق الذي بدأ في شأنه قبل 10 أشهر. وقال محامي الشرطة أندرياس كروسفيسكي في مؤتمر صحافي إن التحقيق بات في أيدي مكتب المدعي العام الذي سيقرر ما إذا كان سيُحاكم ماريوس هويبي أم لا. ماريوس بورغ هويبي المولود من علاقة سبقت زواج والدته ميته ماريت من ولي العهد هاكون، يخضع للتحقيق منذ توقيفه في الرابع من أغسطس (آب) 2024 للاشتباه في اعتدائه على شريكته. وأدى الكشف عن هذه الوقائع إلى سلسلة من الاتهامات والشكاوى الأخرى من كثير من الضحايا. وأشارت الشرطة إلى أن الابن الأكبر للأميرة، البالغ 28 سنة، مشتبه به في "حالة اغتصاب واحدة مع إيلاج" و"حالتي اغتصاب من دون إيلاج". بموجب القانون النرويجي، يشمل مفهوم الاغتصاب أيضاً الأفعال الجنسية من دون إيلاج التي تُرتكب عندما لا تستطيع الضحية المقاومة، وهو ما يبدو أنه ينطبق على الارتكابات المنسوبة إلى هويبي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) صرحت محامية هويبي، إيلين هولاغر أندينيس، لوكالة أنباء "أن تي بي" NTB أن موكلها ينفي تهم الاغتصاب. وأفادت الشرطة بأن ماريوس هويبي مشتبه فيه أيضاً في ارتكاب سلوك جنسي إجرامي، وإساءة المعاملة لشخص في علاقة قريبة، والتسبب في أذى جسدي، إضافة إلى الإضرار المتعمد وتوجيه تهديدات وارتكاب مخالفات مرورية. وأمضى ابن الأميرة أسبوعاً رهن التوقيف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد شبهة ثانية بالاغتصاب أثناء التحقيق.