
الصحة السودانية: ارتفاع إصابات الكوليرا وتزايد الحالات بين العائدين من جنوب السودان
الخرطوم: التغيير
أكدت وزارة الصحة السودانية تسجيل 603 إصابات جديدة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، من بينها 8 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 84,531 إصابة و2,145 حالة وفاة، توزعت على 110 محليات في 17 ولاية. وأشارت الوزارة إلى تزايد حالات الإصابة وسط العائدين من دولة جنوب السودان إلى ولايات سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمركز عمليات الطوارئ الاتحادي المنعقد اليوم بالخرطوم، والذي استعرض الأوضاع الصحية في البلاد والجهود الجارية لاحتواء الأوبئة.
كما أوضح تقرير الوضع الوبائي أن الإصابات التراكمية بحمى الضنك بلغت 13,314 حالة بينها 21 وفاة، موزعة على 45 محلية في 10 ولايات. بينما بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة 2,547 حالة، بينها 6 حالات وفاة، في 38 محلية تابعة لـ11 ولاية.
من جانبه، استعرض المعمل القومي للصحة العامة (ستاك) تقارير حول فحوصات عينات حمى الضنك وزراعة عينات الكوليرا من ولايات البحر الأحمر، النيل الأزرق، سنار والقضارف. وأعلن عن إرسال إمدادات طبية وصفها بالكافية إلى 7 ولايات تشمل الخرطوم، القضارف، الشمالية، كسلا، الجزيرة، سنار والنيل الأزرق.
وثمّن وكيل وزارة الصحة المفوض الجهود المبذولة لاحتواء وباء الكوليرا بولاية الخرطوم، مشيدًا بالتراجع الكبير في أعداد الإصابات نتيجة تلك التدخلات.
ووجهت اللجنة بإعداد تقرير أسبوعي مفصل عن حالة الملاريا، إلى جانب بقية الأوبئة، مع التشديد على تعزيز الإجراءات الاحترازية بالمناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان، تحسبًا لتفشي المزيد من الأمراض العابرة للحدود.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التغيير
منذ 3 أيام
- التغيير
الكوليرا تضرب 12 ولاية سودانية وتسجيل 1307 إصابات جديدة خلال أسبوع
أعلن مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة السودانية عن تسجيل 1307 إصابات جديدة بالكوليرا و 18 حالة وفاة، لتطال 35 محلية في 12 ولاية. الخرطوم ــ التغيير و عقد مركز عمليات الطواري اجتماعه اليوم للاطلاع على الوضع الصحي بالبلاد خلال الأسبوع الثامن والعشرين (12-18 يوليو الجاري)، و أوضح التقرير أن محلية طويلة بشمال دارفور سجلت أعلى عدد من الإصابات بـ 519 حالة، تليها قيسان بـ 236 إصابة، وباو بـ 108 إصابات من إقليم النيل الأزرق. فيما سجلت محلية بليل بجنوب دارفور أعلى عدد من حالات الوفاة. وبذلك، يرتفع العدد التراكمي لإصابات الكوليرا في السودان إلى 91,034 إصابة، و2,302 حالة وفاة، منتشرة في 116 محلية عبر 17 ولاية. تراجع حمى الضنك وارتفاع الملاريا في سياق متصل، كشف تقرير الوضع الوبائي لحمى الضنك عن تراجع ملحوظ في معدل الإصابات، حيث تم تسجيل 35 حالة فقط، جميعها من خمس محليات بولاية الخرطوم. بينما أشار تقرير الملاريا إلى ارتفاع في معدل الإصابات. كما سجلت الخرطوم والبحر الأحمر 8 إصابات جديدة بالحصبة خلال نفس الفترة. و أوضح تقرير الاستجابة أن مراكز العزل في عدد من الولايات تستقبل الإصابات، مع استمرار تدريب الكوادر الطبية على البروتوكول العلاجي ومواصلة التقصي الوبائي. وفيما يتعلق بالصحة البيئية والرقابة على الأغذية، أشار التقرير إلى فحص 466 مصدر مياه من أصل 880 (53%)، وتفتيش 13028 موقع أغذية من أصل 17165 (76%) مع اتخاذ الإجراءات اللازمة. كما تم نقل 1213 طنًا من النفايات، ومكافحة ناقلات الأمراض داخل وخارج المنازل، وتنفيذ التقصي الحشري في 10 ولايات، وتوفير معينات الخريف 2025 بدعم من وزارة المالية. وفي مجال تعزيز الصحة، نوه التقرير إلى تنفيذ 6122 زيارة منزلية في 5 ولايات، مؤكدًا على التدخلات المجتمعية والمسرح التفاعلي ضمن الأنشطة المنفذة. استقرار إمدادات الكوليرا وحمى الضنك من جانبه، أكد تقرير الإمداد على استقرار الإمداد الخاص بأدوية الكوليرا وحمى الضنك في فروع الصندوق القومي للإمدادات الطبية بالولايات، مشيرًا إلى وجود إمداد إضافي من منظمات لبعض الولايات. كما عرض تقرير المعمل القومي للصحة العامة (ستاك) تفاصيل العينات المفحوصة في المعامل الولائية، منوهًا إلى حالات من الحمى والطفح الجلدي في بعض الولايات، ومؤكدًا إمداد المعامل بمستهلكات الفحص المناعي وتعزيز القدرات التشخيصية. عودة ومغادرة المسافرين والنازحين على صعيد آخر، أشار تقرير خاص بنقاط الدخول والخروج إلى عودة 13808 أشخاص للبلاد، بينما غادرها 11073 شخصًا. وكشف التقرير عن العودة الطوعية لـ 9771 شخصًا من مصر، ووصل العدد التراكمي للعودة عبر معبر جودة بالنيل الأبيض إلى 10055 شخصًا. واستعرض الاجتماع أيضًا تقرير الخريف، الذي تناول عدد الولايات والأسر المتأثرة بالفصل، واستمع لتقرير حول الأوضاع الصحية بولاية الخرطوم والدعم المقدم من منظمة اليونيسف. وفي ختام الاجتماع، شدد مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالإنابة، الدكتور الفاضل محمد محمود، على أهمية التنسيق لعقد اجتماع مشترك بين الوزارة واللجنة العليا للطوارئ بالسودان لمناقشة خطة الاستجابة لطوارئ الخريف وخطة صحة البيئة الاتحادية، وكيفية دعمها في هذه المرحلة 'الحرجة'.


التغيير
١٧-٠٧-٢٠٢٥
- التغيير
الكوليرا تغزو ولايات السودان إلا ولاية واحدة
انخفض عدد الحالات الجديدة في الخرطوم إلى ما بين 10 و11 حالة يوميًا فقط، وذلك بفضل الجهود المتكاملة التي شملت العلاج الفوري، والرصد الوبائي، والتوعية المجتمعية، وتحسين الوصول إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي. الخرطوم: التغيير سجلت ولاية الخرطوم تراجعًا ملحوظًا في عدد حالات الإصابة بالكوليرا، عقب تنفيذ حملة تطعيم مكثفة استمرت 10 أيام، واستهدفت أكثر من 2.24 مليون شخص، بنسبة تغطية بلغت 96%، في 12 بؤرة نشطة ضمن خمس مناطق عالية الخطورة. وقبل انطلاق الحملة، كانت الولاية تسجل ما يصل إلى 1,500 إصابة يوميًا، لكن بعد انتهاء الحملة في يوليو 2025، انخفض عدد الحالات الجديدة إلى ما بين 10 و11 حالة يوميًا فقط، وذلك بفضل الجهود المتكاملة التي شملت العلاج الفوري، والرصد الوبائي، والتوعية المجتمعية، وتحسين الوصول إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي. رغم هذا التقدم في الخرطوم، إلا أن فاشية الكوليرا ما زالت تتسع في السودان، حيث اجتاحت 17 ولاية من أصل 18، باستثناء ولاية وسط دارفور. ويثير انتشار المرض في ولايات دارفور وكردفان قلقًا بالغًا، في ظل تعذر الوصول إلى بعض المناطق، وتفاقم الأزمات الإنسانية فيها. وأوضح الدكتور شبل صحباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، أن فرق المنظمة تعمل ميدانيًا بالتنسيق مع السلطات الصحية لتقديم الدعم الفني والإمدادات الطبية، وتبحث إمكانية توصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة عبر الحدود مع تشاد وجنوب السودان. وبحسب منظمة الصحة العالمية، أصيب 87,219 شخصًا بالكوليرا في السودان منذ يوليو 2024، فيما بلغت حصيلة الوفيات 2,260 حالة بمعدل إماتة بلغ 2.6%. وتشير التقارير إلى أن موجتين جديدتين من الإصابات سُجلتا في مارس ومايو 2025، نتيجة هجمات استهدفت شبكات الكهرباء والمياه، مما أدى إلى شلل في الخدمات الأساسية وزيادة تفشي المرض. وتبقى الاستجابة الفعالة والتطعيم الموسع من أبرز الوسائل المتاحة حاليًا للحد من تفشي الوباء، خاصة في ظل استمرار الحرب وتعطل البنية التحتية في مناطق النزاع.


التغيير
١٤-٠٧-٢٠٢٥
- التغيير
للحرب أوجه أخرى… الكوليرا تفتك بالسودانيين
منتدى الإعلام السوداني تقرير: مهند مرشد الخرطوم، 13يوليو 2025- (جبراكة نيوز) بينما يشهد النظام الصحي في السودان انهيارًا شبه كامل نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، يتفشى وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة، ما يفاقم من معاناة المواطنين المكتوين بالقتال الدموي الذي تعيشه البلاد. وقد سُجلت عشرات الآلاف من الإصابات ومئات الوفيات منذ أواخر عام 2024. ويتزامن انتشار الكوليرا مع غياب المياه النقية، وتعطل خدمات الصرف الصحي، وانهيار الرعاية الصحية الأساسية، ما دفع منظمات دولية إلى التحذير من كارثة إنسانية واسعة النطاق إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة. اعتراف رسمي في 17 أغسطس 2024، أعلن وزير الصحة الاتحادي السابق، هيثم محمد إبراهيم، رسميًا تفشي الكوليرا في بعض ولايات السودان، عازيًا ذلك إلى تدهور الأوضاع البيئية وتلوث مصادر المياه. ومنذ ذلك الحين، استمرت حالات الإصابة في التذبذب بين التمدد والانحسار في معظم الولايات. وفي تقرير مركز عمليات الطوارئ الاتحادي الثلاثاء 8 يوليو 2025، يؤكد أن الإصابات خلال أسبوع بلغ 603 إصابة ومنها 8 حالات وفاة ليصبح التراكمي (84،531) إصابة، بينها (2145) حالة وفاة، من 110 محليات من17 ولاية، لافتًا إلى أن زيادة الإصابات وسط العائدين من دولة جنوب السودان إلى سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق. كما ذكر التقرير وجود تفاوت في وفرة أدوية ومستهلكات الوبائيات بمخازن صندوق الإمدادات بالولايات. وتعكس هذه الأرقام المسجلة حجم التحديات التي تواجه السلطات الصحية والمنظمات الإنسانية في مراقبة الوباء واحتوائه، لاسيما مع دخول فصل الخريف، وانتشار الجثث المتحللة والمخلفات في المناطق المتأثرة. أزمة بيئية ومخاوف في دارفور تقول أديبة إبراهيم السيد، اختصاصية الباطنية والأوبئة وعضو لجنة أطباء السودان – فرعية أمدرمان، في تصريح لـ'جبراكة نيوز'، إن استمرار الحرب وتدهور البيئة وغياب خدمات الصرف الصحي، وانتشار الجثث المتحللة وتلوث المياه، كلها عوامل رئيسية في انتشار الكوليرا. وأشارت إلى أن المجاعة وسوء التغذية أسهما كذلك في انتقال العدوى بسرعة، إلى جانب اكتظاظ مراكز الإيواء، ونقص الكوادر والمستلزمات الطبية. وحذّرت أديبة من تفشي المرض مؤخرًا في إقليم دارفور، واصفة الوضع هناك بالخطير بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما يجعل الاستجابة الإنسانية شبه مستحيلة. وأضافت أن التقارير المتوفرة تعتمد في الغالب على ما تنقله منظمة أطباء بلا حدود في مدينة نيالا، التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع. وتغيب الخدمات الحكومية الرسمية بشكل شبه كامل عن ولايات دارفور الخمس، مع استمرار القتال وتوقف المستشفيات، في وقت تحاول قوات الدعم السريع إدارة الأوضاع في ظل شح الموارد وضعف الاستجابة الطبية. وفي يونيو الماضي، أفادت إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة في جنوب دارفور بتسجيل 279 حالة منذ 27 مايو، بينها 21 حالة وفاة. كما افتتحت منظمة 'أطباء بلا حدود' مركزًا جديدًا لعلاج الكوليرا في مستشفى النهضة بنيالا، بعد تسجيل 250 حالة في مستشفى نيالا التعليمي. لكن الأرقام تظل غير دقيقة نظرًا للقيود الأمنية وصعوبة الوصول. تقاعس حكومي ومبادرات شعبية أحد الناشطين في غرفة طوارئ محلية بأمبدة – طلب عدم ذكر اسمه – قال لـ'جبراكة نيوز' إن تفشي الكوليرا يرتبط مباشرة بغياب الدور الحكومي، مؤكدًا أن 'السلطات المحلية، خاصة هيئة الصحة، كان يجب أن تتدخل بشكل عاجل لتنظيف المدينة وتعقيمها، فالمشهد في أمبدة تنقصه بيئة صحية حقيقية وسط الجثث والنفايات المتناثرة'. وأشار إلى انحسار الموجة الأولى من المرض بأمبدة، لكنه أبدى مخاوف من عودة أقوى مع هطول الأمطار، في ظل غياب حملات رش وتنظيف حقيقية. ودعا إلى تضافر الجهود بين المواطنين والسلطات المحلية، مشيدًا بمبادرات نظافة الحارات، ومنها مبادرة 'لجنة أمبدة الراشدين' التي أطلقت حملة لإعمار وتنظيف الأحياء. وتحدث أيضًا عن أحد أخطر مسببات الكوليرا، وهو المياه الملوثة، مشيرًا إلى أن الأسرة الواحدة تنفق على مياه الشرب الصالحة أكثر مما تنفقه على الغذاء، إذ يبلغ ثمن 'جركانتين' من الماء نحو 3,000 جنيه، مع صعوبة في الحصول عليها. يشار إلى أنه مع بداية هطول الأمطار، حذر المركز القومي للأرصاد الجوية في السودان في منشور رسمي صدر في 8 يوليو الجاري، من زيادة معدلات هطول الأمطار واحتمال وقوع فيضانات مفاجئة، خاصة في المناطق المنخفضة. وأوصت هيئة الصحة بضرورة التحضير المبكر لمخاطر الأمراض المنقولة بالمياه-منها الكوليرا- من خلال توفير مياه شرب نظيفة والأطعمة والأدوية الأساسية، وإزالة النفايات وتحسين النظافة العامة والشخصية، وتعزز تحذيرات الهيئة المخاوف من تفاقم الوضع الصحي خاصة إن لم تجد استجابة عاجلة لمعالجة عوامل انتشار الأوبئة. وقال مدير إدارة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة الاتحادية الدكتور منتصر محمد عثمان لـ'جبراكة نيوز'، إن عدم كفاية امداد المياه الصالح للشرب، خاصة بعد استهداف قوات الدعم السريع لمحطات المياه والكهرباء عطلت وصول الخدمات للسكان، وعدم توفر دورات المياه في كثير من المناطق يدفع البعض للتبرز في العراء وبالقرب من مصادر المياه، مما بعد من أبرز أسباب تفشي الكوليرا. مشيرًا إلى أن التوعية الصحية تلعب دورًا حاسمًا في الحد من الإصابة بالكوليرا، من خلال تعريف المواطنين بطرق انتقال العدوى. ونوه أن الكوليرا في تاريخ السودان ظلت تمر بدورات متقطعة ما بين تسجيل الإصابات لسنوات متتالية تمتد من 4 إلى 5 سنوات، وقد تكون في حالة خمود لسنوات تمتد من 3 إلى 6 سنوات. خلال شهر فبراير ومارس 2025، أدت هجمات نفذتها قوات الدعم السريع على محطة أم دباكر الحرارية، شرق مدينة ربك بولاية النيل الأبيض، إلى توقف خدمات المياه والكهرباء عن أجزاء واسعة من الولاية، ما دفع الناس إلى استخدام مصادر مياه بديلة غير آمنة من بينها مياه نهر النيل الأبيض. وأسفر ذلك عن تفاقم وضع الكوليرا على نحو مثير للقلق. وقال هيثم جمعة، أحد المتعافين من الكوليرا، بمدينة كوستي، لـ'جبراكة نيوز'، إنه بدء يعاني من التقيؤ والإسهال المفاجئ، وبعد نحو ساعة انهارت قواه، فاضطرت أسرته إلى نقله إلى أقرب مركز صحي، إلا أن الطاقم الطبي رفض استقباله ووجّههم إلى مستشفى كوستي التعليمي. وقال جمعة إنه تلقى مع باقي المصابين الآخرين خلال أيام إقامته الأربعة، العلاج الذي اقتصر على المحاليل الوردية وتناول أملاح التروية عوضًا عن المياه، وقبل ذلك تناول مضادات حيوية لوقف الإسهال، موضحًا أنه تلقى 36 محلولًا وريديًا متواصلة. ولفت إلى أنه في الأيام الأولى كان مركز العزل يسع جميع المصابين، لكن خلال ثلاثة أيام وصلت القدرة العلاجية إلى قمتها، مما دفع الكوادر الطبية إلى تقديم الخدمات الاسعافية في فناء المستشفى وخارجها، مما يدل على تصاعد الإصابات بشكل مقلق. وأشار هيثم إلى أن معظم حالات الوفاة التي شاهدها أثناء إقامته في مركز العزل كانت لأشخاص وصلوا إلى المستشفى بعد تأخر لساعات طويلة، خصوصًا من سكان القرى المحيطة بالمدينة، أو من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والحالات الأخرى -وفق تعبيره- فقد تعافت في حدود يوم إلى 3 أيام بعد تلقي العلاج اللازم، الذي وصفه بالبسيط رغم خطورة المرض. وتسلط إشارة هيثم الضوء على تحديات الصعوبة في الوصول إلى مراكز تلقي العلاج، لا سيما في القرى والمناطق التي تشهد نزاعًا، إذ يعيق الوصول إلى المرافق الصحية ويساعد في زيادة معدلات الوفيات. إنذار أممي في تقريره الصادر في 3 يوليو 2025، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 33.5 مليون شخص، بينهم 5.7 مليون طفل دون سن الخامسة، معرضون للخطر بسبب الكوليرا، مع تزايد الحالات في دارفور وظهور تقارير عن انتقال العدوى إلى تشاد وجنوب السودان. ويكابد السودانيون منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع، أزمات مركبة شملت النزوح والتهجير، وفقدان مصادر الدخل، وانتشار الأوبئة، ما جعل السودان في مواجهة ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، تستدعي تدخلاً عاجلاً محليًا ودوليًا لإنقاذ ما تبقى من الأرواح. ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد (جبراكة نيوز) في إطار متابعة التداعيات الكارثية التي تصاحب الحرب، ومنها تفشي وباء الكوليرا على نطاق واسع في الشهور الماضية. ومن المخيف أن هذا الوباء كامن، ومن المحتمل أن يتفاقم مع هطول الأمطار التي بدأ فصلها.