
استراتيجية الدفاع عن الحشد الشعبي ، وفق المتغيرات الاقليمية
وتتوالى الرسائل الامريكية مع وجود الحاضنة السياسية التي تنفذ الاملاءات وتقدم التنازلات ، حيث الدوافع الكامنة وراء تلك الرسائل التي تكشف عن الخطوط العامة لكيفية التعامل مع 'الفاعل المسلَّح' في العراق على وجه الخصوص ، وفي المنطقة على وجه العموم ، كاشفة عن تطور التغيير الجيوسياسي المعقّد في المنطقة ، وما أكده مايكل والتز في لقاء له ' سيكون لنا تعامل صارم مع الفصائل العراقية' وذكر طريقة الردع التي سوف تستخدم بالضرب المباشر، بشكل أقوى ممّا حدث في لبنان وغزة، وهذا تهديد وتبيان واضح للمشهد العراقي إن حاولت الفصائل والسلطة العراقية كسر قيد الإقامة الجبرية الأميركية ، وبما ان العراق يمثل ساحة للصراع ذات اهمية استراتيجية بين ايران وامريكا فهو يمثل تحديا صعبا خاصة ان الفاعل السياسي والعسكري الايراني يصعب عليه التخلي عن النفوذ في العراق ما لم يحصل على ضمانات استراتيجية وبديل آخر على طاولة المفاوضات ، وهو تحت ظل الخسارة التي داهمته في لبنان وسوريا واليمن ، وهذا ما عبّر عنه احد السياسيين الاصلاحيين البارزين 'حسين مرعشي' حيث يرى ان المنطقة تعيش فصل جديد بعد خسارة لبنان وسوريا وان الوضع اصبح مختلفا تماما عن الماضي .
وبالرغم ان القوة العسكرية في العراق لا تملك ما يملكه الحزب في لبنان ، وليس لديها قوة واستراتيجية الحوثيين في اليمن ، الا ان الرؤية الامريكية تعتبرها جزء من الاذرع الايرانية التي يتم استخدامها في المعادلة الاقليمية ، فهي بمثابة الرئة الاقتصادية التي تفك الاختناق عن ايران عن طريق تغلغلها في القرار السياسي والنفوذ الاقتصادي في العراق
وهنا يتبنىّ الصدر رؤية عراقية منسجمة دينيا وسياسيا مع مرجعية النجف الاشرف ، محاولا ردم الهوة ،وكشف الشعارات التي يستخدمها امناء السلاح والسياسة للحفاظ على مكتسباتهم ورغبتهم الجامحة في التغول على حساب انهاك العراق وإضعافه وزجه في معادلات اقليمية ودولية لو بإدعاء عمليات مجهولة يرافقها تصعيد إعلامي ، فحملة السلاح على حد تعبير ' غوستاف لوبون' يعلمون جيدا أن الجماهير لا تتحرك بالتحليلات السياسية أو الأرقام، بل تتحرك بالشعارات الكبرى مثل: الحرية ،كرامة الإنسان، المساواة، الحقوق، فهذه الكلمات تغري النفوس ، لكنها تظل فضفاضة وبدون مضمون واضح، مما يسمح باستغلالها بسهولة وخاصة في معترك سياسي وحدث انتخابي مرتقب يهيء لهم النفوذ الاكبر وتوسعة المنافع الى اكبر قدر ممكن .
يحاول الصدر الى ترسيخ وتوسعة الجبهة العراقية المحايدة بعيدا عن الصراع في المنطقة، وقد نجح في تدشين هذه الجبهة خليجيا واقليميا ، وكذلك في حادثة المطار عندما هدّدت ايران القواعد العسكرية الامريكية في العراق فيما حشدت الفصائل المسلحة قواتها للدخول اعلاميا في هذه المعركة ، ودخل الصدر بمناورة عصيبة جدا وهي عملية ترويض الفصائل العسكرية المشكلة عراقيا واوقف اي عمل عسكري بالنيابة ، في حين ان ايران اعلنت اكتفاءها بالرد دون الحاجة الى وكلاؤها واخرجهم من عنق الزجاجة ومن مصير محتوم ، وكذلك موقفه الحاد والشجاع في نفس الوقت من الصراع السوري بل منع اي تدخل عراقي في الشأن السوري وخضوع القوة السياسية والعسكرية لهذا الموقف واتخاذ موقف السكوت المطلق ، و موقفه الشعبي الداعم لغزة ولبنان وايران رغم ما يلاقيه من رد صبياني اهوج وتحشيد اعلامي بالضد منه !!!
ما يعرف عن الصدر انه لم تعرف له شفرة محددة ليسهل تفكيكها ومعرفتها بسهولة ، يعود الصدر مرة اخرى في ظل المقاطعة وفشل كافة المساعي الدينية والسياسية لثنيه عن القرار ، دشن خطابه للرد بـــ دمج الحشد الشعبي وحل الميليشيات ، وعاد الطلب مرة اخرى يثير جدلا سياسيا واعلاميا ، يحاول الصدر في هذه الخطوة ان يكشف ملامح المنطقة التي تتقلب على صفيح ساخن ويتشبث بحماية العراق من اي مغامرة خارجية وسط وضع سياسي هش وحالة من الانقسام الطائفي والمجتمعي ، فهو يستخدم الضاغط المؤثر خارج السلطة وخارج الحسابات السياسية ، بخلق تأثير جماعي ورأي عام من اجل ترتيب سلم اولويات الابتعاد عم الصراع وحماية كيان الحشد من عبث المتاجرين به سياسيا واقليميا
فلا احد ينكر الخطر المحيط بالعراق على وقع هذه التغييرات والحفاظ على قوة شعبية عقائدية هي من مصلحة الجميع ، بالاضافة الى ابعادها عن التأثير الاميركي وتهديداته المستمرة والذي بدأ فعليا بأولى الخطوات وهي ازمة الرواتب التي اثارت مخاوف حقيقية لجدية الجانب الامريكي واستعداده لتمرير اتفاقياته للتأثير على هذه المؤسسة .
مَن يعترض على مطالبة مقتدى الصّدر بضرورة التّعاطي مع الملفّ الأمريكيّ سياسيّاً وبشكلٍ عُقلائيّ، تحت ذريعة أنّ الصّدر تَخلّى عن مقاومة الأمريكان، هو واهم وموهوم، لأنّ أمريكا لا تخشى من الصّواريخ (العوراء) التي لا تعرف الوصول إلى أهدافها بل هي صواريخ وهمية للاستعراض الاقليمي ،
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 20 دقائق
- موقع كتابات
معترفًا بعرقلة إسرائيل لاستقرار المنطقة .. باراك يؤكد عدم وجود خطة بديلة عن الحكومة السورية
وكالات- كتابات: أكّد المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية؛ 'توماس براك'، دعم بلاده للحكومة السورية الجديدة، مشددًا على أنه: 'لا توجد خطة بديلة' سوى العمل مع السلطات الحالية في 'دمشق' لتوحيّد البلاد. وفي مقابلة حصرية مع وكالة (آسوشيتد برس)، خلال زيارته إلى 'بيروت'، اتخذ 'براك' نبرة ناقدة تجاه التدخل الإسرائيلي الأخير في 'سورية'، ووصفه بأنه: 'جاء في وقتٍ سييء، وأدّى إلى تعقيّد الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة'. وقال 'براك'؛ إن: 'القتل والانتقام والمجازر من كلا الجانبين'؛ أمورٍ: 'لا تُطاق'، لكنه أضاف أن: 'الحكومة السورية الحالية، في رأيي، تصرفت بأفضل ما يُمكنها كحكومة ناشئة ذات موارد محدودة للغاية لمعالجة القضايا المتعدَّدة التي تنشأ في محاولة توحيد مجتمع متنوع'. وبشأن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على 'سورية'، أوضح 'براك' أنّ: 'الولايات المتحدة لم يُطلب منها المشاركة، ولم تُشارك في هذا القرار، وليست من مسؤوليتها التدخل في مسائل تعتبرها إسرائيل للدفاع عن نفسها'، لكنه شدّد على أنّ: 'التدخل الإسرائيلي يخلق فصلًا آخر مربكًا للغاية، ويأتي في وقت سييء للغاية'. كذلك؛ أشار 'براك' إلى أنّ: 'وجهة نظر إسرائيل كانت أنّ جنوب دمشق منطقة مشكوك فيها، لذا فإنّ أي شيء يحدث عسكريًا في تلك المنطقة، يجب أن يُتفق عليه ويُناقش معهم'، مضيفًا أنّ: 'الحكومة الجديدة (في سورية)، لم تكن على هذا الاعتقاد تمامًا'. وفي ما يخص وقف إطلاق النار المُعلن يوم السبت، بين 'سورية' و'إسرائيل'، وصفه 'براك' بأنه: 'اتفاق محدود يتناول الصراع في السويداء فقط، ولا يتناول القضايا الأوسع بين البلدين'. وكشف أنّ: 'كلا الجانبين بذَّلا قُصارى جهدهما' في المناقشات التي سبقت وقف إطلاق النار للتوصل إلى اتفاق بشأن مسائل محددة تتعلق بحركة القوات والمعدات السورية من 'دمشق' إلى 'السويداء'، معتبرًا أن: 'قبول تدخل إسرائيل في دولة ذات سيّادة هو مسألة مختلفة'. وألمح المبعوث الأميركي إلى أنّ: 'إسرائيل تُفضّل رؤية سورية مجزَّأة ومنقسَّمة، بدلًا من وجود دولة مركزية قوية تُسيّطر على البلاد'، وأضاف: 'الدول القومية القوية تُشكّل تهديدًا – وخاصةً الدول العربية التي تُعتبر تهديدًا لإسرائيل'، لكنه أشار إلى أنه: 'يعتقد أن جميع الأقليات في سورية ذكية بما يكفي لتقول: من الأفضل لنا أن نكون معًا، في إطار مركزي'. وفي ما يخص احتمال إبرام اتفاق دفاعي بين 'سورية' و'تركيا'، قال 'براك' إن 'الولايات المتحدة': 'ليس لديها موقف'، مضيفًا: 'ليس من شأن الولايات المتحدة أو مصلحتها أن تُمّلي على أي من الدول ما يجب أن تفعله'.


موقع كتابات
منذ 21 دقائق
- موقع كتابات
أثناء حضورهما مهرجان موسيقي .. توقيف جنديين إسرائيليين ببلجيكا بشبهة ارتكاب جرائم حرب في غزة
وكالات- كتابات: أعلن مكتب المدعي الفيدرالي في 'بلجيكا'، اليوم الإثنين، أن الشرطة المحلية أوقفت؛ مساء الأحد، جنديين إسرائيليين خلال حضورهما مهرجان (تومورولاند) الموسيقي، بناءً على طلب من النيابة العامة، وذلك في إطار تحقيق يتعلق بارتكاب جرائم حرب. ووفق البيان الرسمي؛ جرى التحقيق مع المشتَّبه بهما بعد تلقي شكوى من مؤسسة (هند رجب) الحقوقية، التي تُلاحق قانونيًا جنودًا إسرائيليين في الخارج، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، ولا سيّما في 'قطاع غزة'. وقد أُفرج عنهما لاحقًا، ليواصلا مشاركتهما في المهرجان. من جهتها؛ أوضحت المؤسسة، أنّ الشكوى تتهم الجنديين بالمشاركة في انتهاكات ارتُكبت خلال العدوان الإسرائيلي على 'غزة'، مشيرةً إلى أنها تسعى: لـ'كسر دائرة الإفلات من العقاب' بحق المتورطين في ما وصفته: بـ'الإبادة الجماعية' بحق المدنيين الفلسطينيين. تُجدّر الإشارة إلى أن مؤسسة (هند رجب)؛ أُنشئت تخليدًا لذكرى الطفلة الفلسطينية التي قُتلت في 'غزة'؛ في 29 كانون ثان/يناير 2024، وتحمّل المؤسسة، سلطات الاحتلال المسؤولية عن مقتلها إلى جانب آلاف الضحايا من المدنيين. وفي سيّاقٍ متصل؛ قال المتحدّث الإقليمي باسم منظمة (اليونيسيف)؛ 'سليم عويس'، في تصريح صحافي، إن واقع الطفولة في 'قطاع غزة' مأساوي جدًا، مؤكّدًا أن القطاع بات: 'أخطر مكان للأطفال في العالم'. وأشار 'عويس' إلى أنّ هناك خطرًا حقيقيًا من تمدّد أزمة سوء التغذية والجوع لتطال كل سكان 'قطاع غزة'، في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها الأهالي منذ بداية العدوان.


موقع كتابات
منذ 21 دقائق
- موقع كتابات
'نتيجة سياسات القمع والتهميش' .. 'يكيتي' كُردي يُحمّل الحكومة السورية مسؤولة أحداث السويداء
وكالات- كتابات: حمّل حزب (يكيتي الكُردستاني-سورية)، اليوم الإثنين، الحكومة السورية المؤقتة: 'المسؤولية الأساسية عمّا آلت إليه الأوضاع' في محافظة 'السويداء'، معتبرًا أن ذلك جاء نتيجة: 'سياساتها القائمة على القمع والتهميش، بدلًا من الإصغاء إلى المطالب الشعبية المسؤولة والسعي إلى حلول سياسية عادلة'. وأعرب الحزب في بيانٍ؛ عن: 'قلق بالغ' إزاء التصعيد الخطير في محافظة 'السويداء'، والذي أدى إلى: 'سقوط ضحايا مدنيين وارتكاب مجازر مروّعة ذات طابع طائفي، إلى جانب تدمير ممتلكات عامة وخاصة'، محذرة من أن ذلك: 'يُهدّد السلم الأهلي ويُزيد من معاناة السوريين'. ودان (يكيتي): 'اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح في مواجهة المطالب السلمية لأبناء الطائفة الدرزية'، مشددًا على أن: 'الحلول الحقيقية لا تأتي عبر القوة، بل من خلال حوار وطني جاد يُراعي تطلعات جميع المكوّنات السورية'. وحمل الحزب الكُردي، اللجنة الحكومة السورية المؤقتة: 'المسؤولية الأساسية عمّا آلت إليه الأوضاع، نتيجة سياساتها القائمة على القمع والتهميش'، كما رفضت: 'بشدة أي محاولات لتحويل الحراك السلمي إلى نزاعات طائفية تهدّد وحدة البلاد'، ودانت: 'الانتهاكات التي ترتكبها مجموعات مسلحة منفلتة خارجة عن القانون'، مطالبة: بـ'رفع أي غطاء سياسي أو أمني عنها'. ودعا إلى: 'فتح ممّرات آمنة لتمكين المنظمات الإغاثية من الدخول وتقديم المساعدات الطبية والغذائية العاجلة لمئات العائلات المحاصرة'، كما طالب: بـ'وقف الخطاب التحريضي والطائفي'، وحث: 'وسائل الإعلام والقوى السياسية على اعتماد لغة العقل والمسؤولية، وترسيّخ قيم التسامح والمواطنة المتساوية'. وأعرب الحزب عن: 'أسفه العميق لسقوط الضحايا'، متمنيًا: 'الشفاء العاجل للمصابين'، ومطالبًا: بـ'تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بمشاركة مراقبين دوليين لضمان كشف الحقائق ومحاسبة المتورطين، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو فئوية'. وتشهد المدينة؛ ذات الغالبية الدُرزية، هدوءًا منذ صباح أمس الأحد، عقب إعلان الرئاسة السورية وقفًا لإطلاق النار، انتشرت بموجبه 'قوات الأمن الداخلي' في أجزاء من المحافظة، بالتزامن مع انسحاب مقاتلي العشائر الذين خاضوا اشتباكات مع مسلحين دروز محليين. وأكد الحزب أن: 'الحل الجذري للأزمة السورية لا يتحقق إلا عبر حوار وطني شامل، تشارك فيه جميع المكوّنات'، مبينًا أن هذا الحوار يجب أن يستند إلى: 'تطبيق اللامركزية لضمان الحقوق المتساوية، وتحقيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة بما يعكس التنوّع الوطني السوري'.