
الكوليرا وحمى الضنك يهددان حياة اليمنيين (تقرير خاص)
تشهد العديد من المحافظات اليمنية انتشارًا مخيفًا للأوبئة والأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا وحمى الضنك، في ظل قصور حاد في أداء القطاع الصحي، وعجز واضح في الإمكانات الاقتصادية لمواجهة هذه التحديات المتفاقمة.
ووفقًا لمصادر محلية، فقد سُجلت موجة جديدة من تفشي حمى الضنك والكوليرا منذ مطلع العام الجاري، وامتد الانتشار إلى محافظات" عدن، تعز، مأرب، صنعاء، عمران، المحويت، حجة، أبين، حضرموت، الحديدة، وشبوة". نتيجة غياب برامج الوقاية الصحية وتدهور مستوى الخدمات العامة.
وفي تغريدة نشرتها منظمة الصحة العالمية على منصة "إكس" يوم الأحد 15 يونيو 2025، ذكرت أن "عدد حالات الإصابة بحمى الضنك في محافظتي عدن ولحج تجاوز 3,900 حالة، بينها 14 حالة وفاة، وذلك خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان 2025".
أما بخصوص الكوليرا، فقد كشفت المنظمة في تقرير صدر بتاريخ 24 مايو الماضي عن تسجيل 12,942 حالة إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، إلى جانب 10 حالات وفاة، خلال الفترة بين 1 يناير و27 أبريل 2025.
وأوضح التقرير أن عدد الحالات المُبلَّغ عنها خلال شهر أبريل وحده بلغ 1,352 حالة، بينها حالة وفاة واحدة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 6% مقارنة بشهر مارس، الذي شهد 1,278 إصابة دون تسجيل أي وفيات.
وفي إطار الجهود الحكومية، عقد وزير الصحة والسكان الدكتور" قاسم بحيبح" يوم الأحد الماضي اجتماعا موسعا للجنة الحدث الطبية، بالعاصمة المؤقتة عدن، لمناقشة مستجدات الوضع الوبائي الراهن للحميات، وجملة التدابير المتخذة لمجابهتها وخطط الإمداد الدوائي والرسائل التوعوية المجتمعية.
وقال بحيبح، إن :"الوزارة تضع الاستجابة السريعة للتهديدات الوبائية على رأس أولوياتها" مشددا على أهمية" اتخاذ إجراءات استباقية قائمة على بيانات دقيقة وتحليل علمي شامل مستمد من التقييم الميداني وفق الاحتياجات".
وأشار إلى ضرورة التنسيق الوثيق بين كافة القطاعات والشركاء، واعتماد منهجية (الصحة الواحدة) لضمان استجابة فعالة وتكاملية لمجابهة الأوبئة، ومؤكداً في الوقت ذاته على أهمية استمرارية التقييم الميداني وتحديث الخطط بحسب تغير المعطيات.
وتُعد الكوليرا من الأمراض البكتيرية المعدية التي تسبب إسهالًا حادًا شبيهًا بماء الأرز، يصاحبه تقيؤ مستمر، وينتج غالبًا عن تناول الغذاء أو الفواكه أو الخضروات أو المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي.
أما حمى الضنك، فهي مرض فيروسي ينتقل عبر لسعات البعوض المنتشر بكثافة نتيجة طفح المجاري، وسوائل الصرف الصحي المكشوفة، وتجمعات المياه الراكدة، وتتراوح أعراضه بين الحمى الشديدة، وآلام المفاصل، والصداع، والطفح الجلدي، وقد يتطور بشكل يهدد الحياة.
تحديات كبيرة
بهذا الشأن يقول د/ سمير وديع المنصوري – " هناك تحديات كبيرة يواجهها الجانب الصحي في اليمن خاصة في الفترات الأخيرة وليس هناك سببًا واحدًا في انتشار الأوبئة في اليمن وإنما مجموعة من الأسباب أبرزها تدهور النظام الصحي فالحرب والانهيار الاقتصادي دمّرا البنية التحتية للقطاع الصحي، ما أدى إلى غياب الرقابة، ونقص المستشفيات والأدوية والمختبرات".
وأضاف الصيدلاني المنصوري لـ" المهرية نت" انعدام المياه النظيفة والصرف الصحي فهناك الكثير من المناطق تفتقر لمياه نظيفة ومرافق صحية مناسبة، ما يسهم في انتشار أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد بالإضافة إلى سوء التغذية والذي يأتي بضعف المناعة الناتج عن الجوع ما يجعل السكان عرضة للإصابة بأي وباء".
وأردف" النزوح الداخلي والازدحام السكاني يؤدي لتكدّس الناس في أماكن غير صحية، تسهل فيها العدوى ناهيك عن ضعف التوعية الصحية وقلة الحملات التوعوية وعدم وصول الرسائل الصحية للمواطنين بطرق مناسبة".
وأشار المنصوري إلى أنه" في مثل هذه الظروف يجب على المواطنين غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، خاصة قبل الأكل وبعد الخروج من الحمام، وغلي المياه قبل الشرب أو استخدام فلاتر أو أقراص تنقية إن توفرت، وكذلك الابتعاد عن تناول الأطعمة المكشوفة أو غير المأمونة من الباعة المتجولين".
وشدد على ضرورة" التوجه للمراكز الصحية عند الشعور بأي أعراض وعدم تجاهل الإسهال أو الحمى، والمشاركة في حملات التطعيم عند توفرها، ونشر الوعي بين العائلات والجيران حول طرق الوقاية من هذه الأوبئة".
ولفت إلى أنه" ينبغي على وزارة الصحة العمل على تعزيز برامج الوقاية والتوعية المجتمعية، وتحسين نظام الترصد الوبائي وسرعة الإبلاغ عن الحالات، وكذلك العمل على توفير مياه نظيفة صرف صحي آمن؛ خاصة في المخيمات، وإقامة مراكز صحية متنقلة في المناطق النائية".
وواصل" ينبغي التعاون مع الإعلام المحلي لإيصال الرسائل الصحية بلغة بسيطة مفهومة، وتوفير مخزون استراتيجي من الأدوية الأساسية والمحاليل الوريدية على الأقل".
وأكد" ينبغي على المنظمات إطلاق حملات تطعيم جماعية ضد الكوليرا والأوبئة الأخرى، وتوفير الأدوية والمحاليل والمستلزمات للمستشفيات الحكومية، وكذلك تدريب الكوادر الصحية ومساعدة مراكز الترصد الوبائي، والتعاون مع المجتمعات المحلية لبناء الثقة وتعزيز الاستجابة".
وزاد" من المهم أيضا بناء شراكات مجتمعية بين وزارة الصحة والمنظمات، والناشطين المحليين، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتثقيف الصحي، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، بالإضافة إلى تشجيع طلاب الطب والمجتمع الطبي على التطوع في نشر الوعي الصحي وتقديم المساعدة".
المواطنون بين الأوبئة والفقر والتهميش
في السياق ذاته يقول المواطن محمد هزاع (40 عاما- يسكن في مديرية صالة مدينة تعز)" مرض الكوليرا وحمى الضنك كادا أن يكونا مرافقين لغالبية السكان النازحين في مدينة تعز، والسبب يعود إلى سوء التغذية والإهمال الصحي بحسب ما يقال لنا، ونحن في الحقيقة لا نستطيع الاعتناء بأنفسنا إذا كنا بالكاد نقدر على توفير القوت الضروري لأسرنا".
وأضاف هزاع لـ" المهرية نت" اليوم الوضع المعيشي أصبح مقلقًا للغاية، لقد أهملنا جميع الجوانب الحياتية ، الصحية والنفسية والاجتماعية وألقينا جل اهتمامنا على الجانب المعيشي وكيف نستطيع توفير القليل من الغداء لأسرنا، ومؤخرا حدثت أزمة مياه خانقة جعلتنا نتلوى ونحن نبحث عن قنينة ماء سعة عشرين لترا".
وتابع" البيوت التي نسكن فيها غالبيتها أصابها الخراب الناتج عن الحرب، لا توجد نوافذ مغلقة ولا أبواب محمية، ما يجعل الأهل عرضة للسعات البعوض المنتشر هذه الفترة والبعوض نشط جداً في نقل الأوبئة".
وواصل" في الحقيقة عند إصابة أحد الأهالي بأي نوع من المرض نقوم بالإسعاف الأولي له وننتظر الشفاء من الطرق التقليدية التي نتخذها مع المريض وقد تكون غير نافعة الأمر الذي يزيد من سوء الحالة والسبب بهذا أننا نخشى الذهاب إلى المستشفى لما يكلف ذلك الأمر من المال غير المتوفر في جيوبنا".
وأشار إلى أن" حملات التوعية في الجانب الصحي من قبل المنظمات لم تعد تمر إلى المنازل كما كانت في السابق، فقد كانت تمر العديد من الحملات ويتم رفد الحارات بحقائب منظفات كانت تساعدنا قليلًا بالاهتمام بالنظافة الشخصية، حتى مياه السبيل التي كانت تتوفر في مداخل الحارات لم تعد متوفرة بسبب ارتفاع أسعار المياه وهذا ما جعل الكثير من الناس يهمل النظافة خوفًا من الإسراف بالماء القليل الذي يمتلكه".
وناشد هزاع وزارة الصحة" بوضع حل جذري لانتشار هذه الأوبئة التي تفتك بالإنسان" مشيرا إلى أن" الأجساد اليوم لم تعد تقوى على حمل المزيد من العناء، فالوضع المعيشي المنهار قد أهلك أجساد المواطنين وأصابها بضعف وهزال".
غياب دور السلطات
بدوره يقول الناشط الإعلامي مروان الشرعبي" للأسف الشديد لقد أصبح وطننا مستنقعًا للأوبئة ومرتعًا للمخلفات التي تولد الأمراض بشكل كبير، وبفعل الحروب والأزمات التي يعاني منها اليمن شمالا وجنوبًا غابت الرقابة الصحية والسلطات المحلية عن دورها الخدمي فتراكمت القمامات وازدادت المخلفات أكواما على الأرصفة والشوارع مما يسبب بانتشار الأوبئة والأمراض بين أوساط المجتمع".
وأضاف الشرعبي لـ"المهرية نت" السلطات التي تفتقد الأمانة في مهامها الخدمي هي سبب آخر في تفشي الأمراض، وغياب دور المنظمات التي لا تحظى بالمتابعة من قبل السلطات المحلية لا سيما في هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه البلد مع تراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية".
وأردف" المواطن المسكين أصبح ضحية حكومة غائبة ليس لها أمانة في رعاية هذا الشعب المغلوب، وسلطات جشعة لا يهمها إلا نفسها بالحصول على المال المغصوب والمنهوب دون راقبة وبلا خوف، وهذه السلوكيات السيئة والأخلاقيات المذمومة لا يغفل عنها رب السماء، وقد كانت سببا في انقطاع المطر وجفاف الآبار والينابيع المائية، اليوم أصبح الناس لا يحلمون بمستقبل زاهر بقدر حلمهم بالحصول على قطرة ماء، وكأن المواطن اليمني ليس له أي مستقبل يحلم بتحقيقه إلا أن يحيا".
وتابع" الحكومة في غياب عن الأرض والإنسان، والمسؤولون اليوم يحاربون المواطن المسكين في قوت يومه، حتى قطرة الماء أصبح من الصعب الحصول عليها وبمبالغ باهظة الثمن تنهك المحتاجين وتثقل كاهل أرباب الأسر المتعبين".
وواصل" اليوم نحن بحاجة إلى المحافظة على البيئة والتكاتف والتكافل بين أوساط المجتمع، وأن يكون الجميع متحابين ويؤثرون على أنفسهم، فالمجتمع المتماسك لن تغلبه الأزمات، ولن تعيقه صعوبة الحياة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
الكوليرا تضرب اليمن من جديد: أكثر من 18 ألف إصابة و10 وفيات وسط تصاعد مروّع للوباء
اخبار وتقارير الكوليرا تضرب اليمن من جديد: أكثر من 18 ألف إصابة و10 وفيات وسط تصاعد مروّع للوباء الأربعاء - 18 يونيو 2025 - 12:20 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 18 ألف حالة إصابة جديدة بالكوليرا في اليمن منذ مطلع العام الجاري، وسط عجز متزايد في البنية الصحية، وتدهور مريع في خدمات المياه والنظافة. ووفقًا لتقرير أممي صدر مساء الثلاثاء حول التحديث الوبائي العالمي، تم الإبلاغ عن 18,286 حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، إلى جانب 10 حالات وفاة مرتبطة بالمرض، وذلك خلال الفترة من 1 يناير وحتى 25 مايو 2025. وأظهر التقرير تصاعدًا مفزعًا في الإصابات خلال شهر مايو، حيث سُجلت 5,369 حالة جديدة، أي بزيادة بنسبة 297% عن شهر أبريل السابق، الذي بلغ عدد الإصابات فيه 1,352 فقط، مع تسجيل وفاة واحدة حينها. جاء اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث عدد الإصابات، بعد كل من جنوب السودان، أفغانستان، الكونغو الديمقراطية، وأنغولا. كما صنّف التقرير اليمن كـثاني أكثر الدول تضررًا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان، فيما حلّت السودان ثالثًا، تليها باكستان والصومال. أما في عدد الوفيات، فجاء اليمن في المرتبة الثالثة إقليميًا بعد السودان (278 وفاة) وأفغانستان (13 وفاة). الانتشار المتسارع للوباء يعكس انهيارًا واضحًا في البنى التحتية للقطاع الصحي، واستمرار شح المياه الصالحة للشرب، وضعف خدمات الصرف الصحي، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، حيث تفتقر كثير من المناطق إلى الحد الأدنى من مقومات الحماية الصحية. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن اليمن يواجه خطر الانزلاق نحو موجة تفشي واسعة قد تفوق قدرة الاستجابة المحلية والدولية، داعية إلى تعزيز التدخلات الطارئة، وتوفير التمويل اللازم لدعم حملات التطعيم، وتحسين الوصول إلى المياه النقية. الاكثر زيارة اخبار وتقارير ارتباك في صنعاء والحوثيون يرفعون الراية البيضاء.. دعوات حوثية مفاجئة للسلام. اخبار وتقارير إفلاس البنك المركزي.. عاجز عن دفع رواتب مايو للموظفين ومصدر يكشف أسباب انهي. اخبار وتقارير ترامب يفجّر الإنذار النووي: على الجميع مغادرة طهران فوراً. اخبار وتقارير قبائل عمران تطيح بـولاية الحوثي في "يوم النشور".. زحف قبلي يُفجّر غضب الهُو.


يمنات الأخباري
منذ 3 ساعات
- يمنات الأخباري
الصحة العالمية: اليمن في المرتبة الثانية إقليميا من حيث أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا
اعلنت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025، عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن إلى أكثر من 18 ألف حالة جديدة منذ بداية العام الجاري، مشيرة إلى أن اليمن تأتي في المستوى الخامس عالميا من حيث أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا، وفي المرتبة الثانية إقليميا بعد أفغانستان. وقالت المنظمة في تقرير لها ، بشأن التحديث الوبائي العالمي، إنه تم الإبلاغ عن 18,286 حالة جديدة مشتبه إصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد (AWD) في اليمن، و10 وفيات مرتبطة بالوباء، خلال الفترة بين 1 يناير/كانون الثاني و25 مايو/أيار 2025. وأضافت أن عدد الحالات المُبلّغ عنها في البلاد خلال مايو الماضي فقط وصل إلى 5,369 حالة، وبزيادة كبيرة قدرها 297% عن شهر أبريل الذي سجّل 1,352 حالة إصابة جديدة، وحالة وفاة واحدة. ووفق البيانات الصادرة عن المنظمة الأممية، فإن اليمن تُعد خامس أكبر دولة في تفشي وباء الكوليرا على مستوى العالم، بعد كل من جنوب السودان (51,054 حالة)، وأفغانستان (46,461 حالة)، والكونغو الديمقراطية (27,008 حالة)، وأنغولا (22,557). وأوضح المنظمة أن اليمن سجّلت ثاني أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان، تليهما السودان (16,564)، وباكستان (6,424)، والصومال (4,459)، فيما يبلغ إجمالي الحالات المُسجلة في الإقليم منذ بداية العام الجاري 92,194 حالة.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
جنيف: ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن لأكثر من 18.2 ألف حالة منذ بداية العام
كشفت إحصائية أممية حديثة أن حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن ارتفعت إلى أكثر من 18 ألف حالة جديدة منذ العام الجاري. وقالت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقرير أصدرته الثلاثاء، بشأن التحديث الوبائي العالمي، إنه تم الإبلاغ عن 18,286 حالة جديدة مشتبه إصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد (AWD) في اليمن، و10 وفيات مرتبطة بالوباء، خلال الفترة بين 1 يناير/كانون الثاني و25 مايو/أيار 2025. وأضاف التقرير أن عدد الحالات المُبلّغ عنها في البلاد خلال مايو/أيار الماضي وحده، وصل إلى 5,369 حالة، وبزيادة كبيرة قدرها 297% عن الشهر السابق له (أبريل/نيسان) الذي سجّل 1,352 حالة إصابة جديدة، ووفاة واحدة. ووفق البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن اليمن تُعد خامس أكبر دولة في تفشي وباء الكوليرا على مستوى العالم، بعد كل من جنوب السودان (51,054 حالة)، وأفغانستان (46,461 حالة)، والكونغو الديمقراطية (27,008 حالة)، وأنغولا (22,557). وأوضح التقرير أن اليمن سجّلت ثاني أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان، تليهما السودان (16,564)، وباكستان (6,424)، والصومال (4,459)، فيما يبلغ إجمالي الحالات المُسجلة في الإقليم منذ بداية العام الجاري 92,194 حالة. وأردف أن اليمن جاءت بالمرتبة الثالثة في عدد الوفيات المرتبطة بالمرض، خلال ذات الفترة، بعد كل من السودان (278 وفاة)، وأفغانستان (13)، ثم الصومال (6)، بينما بلغ إجمالي الوفيات في إقليم شرق المتوسط 307 حالات. وأشارت "الصحة العالمية" إلى أن إجمالي الحالات التراكمية التي تم الإبلاغ عنها، منذ مطلع العام وحتى 25 مايو/أيار الماضي، بلغت 211,678 حالة إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في 26 دولة موزعة على ثلاث مناطق تابعة للمنظمة حول العالم؛ بينها 2,754 وفاة.