logo
خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

عمونمنذ يوم واحد
جاء قرار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإعادة تفعيل قانون خدمة العلم خطوة استراتيجية في لحظة فارقة من تاريخنا الوطني، لما تحمله من دلالات عميقة تتجاوز البعد العسكري إلى بناء الإنسان الأردني وتعزيز هويته وانتمائه. فخدمة العلم في جوهرها ليست إجراءً إداريًا عابرًا، بل مشروع وطني لإعادة وصل الأجيال بجذورهم، ولغرس قيم الانضباط والمسؤولية والتضحية، في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتتعاظم التحديات.
لقد دعوت، بصفتي الأكاديمية، منذ عام 2010 – بصيغة مختلفة – إلى تفعيل هذا المسار، إيمانًا بأن الشباب هم الركيزة الأولى في معادلة النهضة الوطنية. وما زلت أؤكد أن خدمة العلم لا ينبغي أن تكون تجربة معزولة، بل جزءًا من منظومة تعليمية وتربوية متكاملة تعزز رسالة الجامعة وتعيد الاعتبار لدورها في إعداد جيل متوازن: عالمٍ في تخصصه، ثابتٍ على قيمه، قادرٍ على حمل مسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه.
وانطلاقًا من هذه الرؤية، أعيد طرح مقترحي القائم على دمج مادتي التربية الوطنية والعلوم العسكرية في مادة عملية واحدة (بواقع ست ساعات معتمدة)، تُنفذ على شكل تدريب ميداني مكثف في أحد الفصول الصيفية، وتشمل جميع طلبة الجامعات والكليات الجامعية وكليات المجتمع، ذكورًا وإناثًا، دون استثناء. وتُموَّل هذه التجربة من خلال رسوم المادة، بحيث يُخصص جزء منها لدعم الجامعات، ويُوجَّه الجزء الآخر لتغطية كلفة التدريب وتنظيمه.
ولا يقتصر هذا التدريب على المحاضرات الصفية، بل يُبنى على أسس عملية واضحة:
* الذكور يتلقون تدريبات ميدانية عسكرية بإشراف المتقاعدين العسكريين، مقرونة بمحاضرات في الهوية الوطنية والانضباط.
* الإناث يشاركن في برامج تدريبية نوعية، مثل الخدمات الطبية، والشرطة النسوية، والأمن الوطني، والعمل المجتمعي، بما يعكس أن خدمة الوطن مسؤولية مشتركة.
إن دمج البعدين الوطني والعسكري في تجربة تعليمية واحدة سيُحدث نقلة نوعية في مسيرة التعليم العالي، إذ يربط الطالب بالواقع العملي، ويمنحه خبرات حياتية ومجتمعية لا تقل أهمية عن تحصيله الأكاديمي. وبهذا تصبح الجامعات الأردنية أكثر التصاقًا برسالتها التربوية والوطنية، وأقرب إلى دورها التاريخي في صياغة وعي الأجيال وصناعة مستقبل الدولة.
إن خدمة العلم حين تقترن بالتربية الوطنية والتدريب الميداني، تتحول إلى مشروع دولة، لا مجرد برنامج مؤقت. مشروع يعيد للشباب ثقتهم بأنفسهم وبوطنهم، ويمنحهم أدوات القوة والمعرفة، ويصوغ جيلًا مسلحًا بالعلم والانضباط والهوية. جيل يعرف أن الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو هوية وواجب ورسالة ومسؤولية.
ومن هنا، فإنني أتوجه بهذا المقترح إلى أصحاب القرار، وإلى مجلس التعليم العالي، وإلى شبابنا وطلبتنا، ليكون تعزيزًا لخدمة العلم وإضافة نوعية لأهدافه، لا بديلاً عنه. فخدمة العلم تبقى في جوهرها مشروعًا عسكريًا وطنيًا، وما أقترحه هو تكامل بين الجامعة والدولة، بين قاعة الدرس وساحة التدريب، ليكون شبابنا أكثر وعيًا وانتماءً، وأقدر على حمل مسؤوليات المستقبل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الاتصال الحكومي ينعى الزميل موسى القطيفان
وزير الاتصال الحكومي ينعى الزميل موسى القطيفان

الوكيل

timeمنذ 29 دقائق

  • الوكيل

وزير الاتصال الحكومي ينعى الزميل موسى القطيفان

الوكيل الإخباري- نعى وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، الصحفي موسى عبدالله القطيفان، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء اليوم الخميس. اضافة اعلان واستذكر المومني، مناقب الفقيد، خلال عمله صحفيًا في وكالة الأنباء الأردنية (بترا). وأعرب المومني، عن أصدق التعازي والمواساة لعائلة الفقيد وللأسرة الصحفية والإعلاميّة الأردنية، سائلاً المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

خدمة العلم عزٌّ وإباء
خدمة العلم عزٌّ وإباء

عمون

timeمنذ 32 دقائق

  • عمون

خدمة العلم عزٌّ وإباء

"إنَّ الذين يعتقدون أنّ هذا البلد أنتهى واهمون و الذين يعتقدون أنّ هذا البلد بلا عزوةٍ هم كذلك واهمون".. هي كلمة ردّدَها ومبدأٌ به آمن به و لأجله ضحّى شهيدُ الوطن و الأمة الراحلُ الخالد أبداً وصفي التل - رحمه الله-. هذا الأردنُّ إنما يُبنى بالإيمان به و بقدسيّةِ ترابه، يبنيه و يُعليه العملُ المخلص، و يبقى و يدومُ بالدفاع عنه و الذودِ عن حماه بالتضحية بكلِّ غالٍ و نفيس.. زادُنا ها هنا في الأردنِّ الغالي هو إيماننا بأن لا وطنَ إلا هذا الحمى المقدّس و هذه القلعة العزيزة. في ظروف ملتهبة غامضة تمرُّ بها المنطقه تأتي فكرة إحياء و إعادة خدمة العلم و التي هي إحدى تجلّيات العمل و التضحية لأجل الأردن و في سبيل نهضته ورفعته و ديمومته. "خدمةُ العلم" و التي تضعنا جنداً لحماية هذا الوطن من المتربصين به بالدفاع عنه تحت راية بني هاشم. الأردنُّ وطنٌ يستحقُ منّا الكثير ومهما قدّمنا من كثير.. فعليه قليل. نباركُ جهودكم و نشدّ على أياديكم ايها القائمون على هذا المشروع الوطنيّ، فخدمةُ العلم هي تكريسٌ للفداء و العزّة و الإباء في نفوس ابناء هذا الوطن، و قد قالوا أنّ الجيش مصنعُ الرجال، و رجالُ حيشنا العربيّ الهاشميّ نعم الرجال. دائماً و دائماً لك المجدُ يا أردنّ و لراياتك أيا وطني العُلا.

مجلس قلقيلية يعيد فتح أبوابه ويجدد التزامه برسالته الخيرية (بيان)
مجلس قلقيلية يعيد فتح أبوابه ويجدد التزامه برسالته الخيرية (بيان)

عمون

timeمنذ 32 دقائق

  • عمون

مجلس قلقيلية يعيد فتح أبوابه ويجدد التزامه برسالته الخيرية (بيان)

عمون- وفقًا لرسالة المجلس النبيلة في خدمة أهالي قلقيلية، وبعد التواصل مع أهالي قلقيلية الكرام، وبناءً على دعواتهم ورغبتهم، تقرر إعادة فتح أبواب المجلس ليواصل عمله كما كان، وفق رسالته النبيلة في خدمة أهالي قلقيلية والمحتاجين، باعتباره وقفًا ذريًا ومؤسسة لا تحمل أي أجندة سياسية أو اقتصادية أو خاصة، ولا تسعى لتحقيق غايات شخصية، وإنما وُجدت لتكون سندًا وبيتًا جامعًا، ولخدمة أهالي قلقيلية تحت أي ظرف. وفيما يتعلق بالمقترح الذي طُرح سابقًا حول توحيد الجهود بين مجلس قلقيلية (العنوان الجامع الأكبر)، وديوان قلقيلية – الهاشمي الشمالي، وجمعية قلقيلية – جبل الحسين، فإن المجلس، وكعادته في دعم عمل الخير وبث روح الوحدة ونبذ مبدأ التفرقة، قد بادر إلى هذا المقترح، إلا أنه لم يلقَ قبولًا لدى البعض. ورغم ذلك، فإن المجلس لا يزال يفتح أبوابه أمام الجميع للانضمام والمشاركة في عمل الخير، دون أي مقابل أو مصلحة شخصية؛ ليبقى مجلس قلقيلية منارة للعمل الخيري، وجامعة لكل أبناء قلقيلية، بعيدًا عن أي مصالح خاصة. ونؤكد هنا أن مبنى مجلس قلقيلية كفيل بخدمة أهالي قلقيلية، وتلبية احتياجاتهم، ومساعدتهم في مختلف مناسباتهم، بما يضمن استمرارية العمل الخيري النزيه والحر، البعيد عن أي مصالح. وبناءً على ما سبق، فقد تقرر ما يلي: 1- إعادة افتتاح مجلس قلقيلية لخدمة أهالي قلقيلية الكرام، والوقوف إلى جانبهم في مختلف مناسباتهم الاجتماعية واحتياجاتهم. 2- تعيين السيد محمد عبد الله إسميك، الابن البكر للمرحوم الحاج عبد الله إسميك، مديرًا عامًا لمجلس قلقيلية، وهذا رقمه الخاص للتواصل والتنسيق: 0797777755 3- إن هذا التعيين يأتي استكمالًا لمسيرة والده المرحوم الحاج عبد الله إسميك، الذي ترك أثرًا طيبًا في المجتمع من خلال أعماله الخيرية الجليلة؛ فكان نصيرًا للمحتاجين، وسندًا لأهل قلقيلية، وحريصًا على لمّ الشمل وخدمة الجميع. وسيواصل – بإذن الله – ابنه محمد نهج والده في خدمة المجتمع، وحماية المجلس من أي استغلال أو تدخلات خارجية لا تخدم المصلحة العامة. 4- سيتم لاحقًا الإعلان عن تعيين مساعدين له لمتابعة العمل وتطويره بما يحقق مصلحة المجتمع. 5- يُسمّى الأستاذ التربوي الكبير السيد غسان الباشا، والأخ الأكبر للحاجة وداد الباشا زوجة المرحوم الحاج عبد الله إسميك، رئيسًا فخريًا لمجلس قلقيلية. 6- فيما يتعلق بموضوع بناء دار لرعاية المُسنين، نود التوضيح بأننا شرعنا في التخطيط لذلك واختيار قطعة الأرض المناسبة لإنشاء مبنى عصري يخدم كبار السن في المملكة الأردنية الهاشمية. وإذ نضعكم في صورة ما جرى بكل وضوح منذ قرار الإغلاق وحتى إصدار هذا البيان، نذكّر بأن التفرقة لا تجلب سوى المآسي والكراهية، وندعوكم إلى التمسك بالوحدة والابتعاد عن أي دعوات للتفرقة، مستحضرين قول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾. وعليه، نؤكد أن مجلس قلقيلية سيبقى منارة للخير والتآخي والتماسك، تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين. بارك الله فيكم، وجمعنا دائمًا على الخير. والله ولي التوفيق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store