
بعد نجاح زراعة كلى من 'خنزير'.. أبرز المراحل التاريخية لزراعة الأعضاء
الإثنين، 19 مايو 2025 07:14 مـ بتوقيت القاهرة
بعد نجاح تجربة زراعة الكلى من "خنزير" معدل وراثيًا، والتى تم إجراؤها يناير الماضى بالولايات المتحدة الأمريكية، لمريض يدعى تيم أندروز، نشر موقع "CNN" تقريرًا يتضمن أبرز المراحل التاريخية لجراحات زراعة الأعضاء.
وتم إجراء 48 ألف جراحة منها العام الماضى في الولايات المتحدة فقط، وتمهد التجارب المبكرة في مجال زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية، أي نقل أعضاء الحيوانات إلى البشر، الطريق لإنقاذ الأرواح، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يجدون صعوبة في إيجاد متبرعين متطابقين معهم.
نقطة البداية
في أوائل القرن العشرين، حاول الدكتور ماثيو جابولاي جعل عضو حيواني يعمل لصالح الإنسان، و في عام 1906، في مدينة ليون الفرنسية، قام جابولاي بربط كلية خنزير بمرفق امرأة تبلغ من العمر ٤٨ عامًا، واختار تلك المنطقة لسهولة الوصول إليها، كان الدم يدور عبر الكلية، وكانت الكلية تُنتج البول، رغم ذلك فشلت كلية الخنزير بسرعة، وتوفي المريضة بعد فترة وجيزة بسبب العدوى.
أول عملية زرع ناجحة للإنسان
في عام 1954، أجريت أول عملية ناجحة لزراعة الأعضاء البشرية في العالم، على يد الدكتور جوزيف إي. موراي في ما يسمى الآن بمستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، وذلك عندما أخذ موراي كلية من رونالد هيريك، البالغ من العمر 22 عامًا، وزرعها في شقيقه التوأم ريتشارد، ولأنهما كانا متطابقين، ظن جهاز ريتشارد المناعي أن العضو الجديد خاص به، مما منعه من رفض العضو الغريب، وبالفعل عاش ريتشارد هيريك ثماني سنوات أخرى، ولم يعانِ شقيقه المتبرع بالأعضاء من أي آثار جانبية ضارة.
وبسبب إنجازه الطبي غير المسبوق،ـ حصل موراى على جائزة نوبل في الطب، لكن بسبب عدم التوصل للأدوية المثبطة للمناعة في تلك الفترة، أصبحت هناك قناعة بأن تلك الجراحات لن تنجح إلا مع التوائم المتطابقة، الذين اعتقدت أن أنظمتهم المناعية أن العضو الغريب هو عضوهم.
لكن الأمر تغير عام 1962، عندما تم زراعة كلية من متبرع متوفى إلى إنسان لا تربطه به صلة قرابة، وكان يعالج بدواء مثبط للمناعة، وعاش المريض أكثر من عام، وزادت مدة بقائه على قيد الحياة عندما اكتشف الأطباء أن مثبطات المناعة تُعطي نتائج أفضل عند إعطائها مع الستيرويد بريدنيزون.
التوسع في جراحات زراعة الأعضاء
بدأ أطباء زراعة الأعضاء بإجراء تجارب على الكلى، لأن الإنسان يمتلك كليتين ولا يستطيع العيش إلا بواحدة، كما أُتيحت للمرضى فرصة غسيل الكلى في حال فشل عملية الزرع، لكن بحلول أواخر ستينيات القرن الماضي، بدأوا بإجراء تجارب على الكبد والبنكرياس، وفي عام ١٩٦٧، أجرى الجراح الجنوب أفريقي الدكتور كريستيان بارنارد من مستشفى غروت شور في كيب تاون أول عملية زرع قلب، عندما زرع قلب شاب يبلغ من العمر ٢٥ عامًا لرجل يبلغ من العمر ٥٣ عامًا كان يحتضر بسبب مرض قلبي مزمن، لكنه توفى بعد ١٨ يومًا بسبب التهاب رئوي، وعاش مريض برنارد الثاني الذي خضع لعملية زرع قلب قرابة 19 شهرًا. أما مريضاه الخامس والسادس فقد عاشا قرابة 13 و24 عامًا على التوالي.
بحلول تسعينيات القرن الماضي، أتاحت مثبطات المناعة، آفاقًا جديدة لزراعة أنسجة متعددة، في عام ١٩٩٨، أجرى الدكتور جان ميشيل دوبرنارد أول عملية جراحية لزراعة اليد في ليون، فرنسا، وفي عام ٢٠٠٥، أجرى هو والدكتور برنارد ديفوشيل أول عملية زرع جزئي للوجه لإيزابيل دينوار، وهي امرأة فقدت جزءًا من وجهها في هجوم كلب، وفي عام 2010، أجرى فريق إسباني بقيادة الدكتور خوان باريت أول عملية زرع وجه كامل.
التوجه مرة أخرى للحيوانات
توقفت أبحاث زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية حتى تطوير أداة تعديل الجينات كريسبر في أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث منحت هذه التقنية الحائزة على جائزة نوبل العلماء القدرة على تعديل جينوم الخنزير، لجعله أكثر توافقًا مع جينوم البشر، بما في ذلك إزالة تسلسلات رئيسية في الحمض النووي للخنزير، والتي من شأنها أن تؤدي إلى رفض الأعضاء بشكل شبه تلقائي لدى البشر، وقد أتاح الجمع بين ذلك وتقنيات الاستنساخ للعلماء فرصة الحفاظ على جينات متسقة وإنتاج متبرعين عالميين من الخنازير.
وكان الاختبار الحقيقي في عام 2021، عندما تم زرع كلية خنزير معدلة وراثيا لمريض ميت دماغيا في مركز لانجون بجامعة نيويورك، بعدما وافقت عائلته على التبرع بجسده لإجراء تلك التجربة، وتم ربط الكلية بالأوعية الدموية في الجزء العلوي من فخذ المتلقي، خارج البطن، لمدة 54 ساعة، بينما كان الأطباء يفحصون مدى فعاليتها، بدا أن الكلية تعمل بكفاءة كلية بشرية مزروعة، ولم يلحظ الأطباء أي علامات رفض.
وفي 7 يناير 2022، أجرى الجراحون في كلية الطب بجامعة ماريلاند أول عملية زرع كائن غريب في شخص حي، لديفيد بينيت، البالغ من العمر 57 عامًا، الذى كان مرضه شديدًا لدرجة لا تسمح له بزراعة قلب بشري، لكنه تمكن من الخضوع للإجراء التجريبي بموجب برنامج الاستخدام الرحيم التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذي يسمح للمرضى الذين لا يملكون بدائل أخرى بتجربة العلاجات التجريبية، وعاش شهرين إضافيين بعد الجراجة.
وكما هو الحال مع أي عملية جراحية لزراعة الأعضاء تجرى لأول مرة في العالم، فقد أدت هذه العملية إلى رؤى قيمة من شأنها أن تساعد جراحي زراعة الأعضاء على تحسين النتائج وتوفير فوائد منقذة للحياة للمرضى في المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : إصابة 10 أطفال بالسرطان من أصل 67 وُلدوا بعد استخدام حيوانات منوية لرجل يحمل طفرة جينية نادرة
الخميس 29 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمّ استخدام حيوانات منوية لرجل يحمل طفرة جينية نادرة مرتبطة بالسرطان في إنجاب عشرات الأطفال بأنحاء أوروبا، ما أثار دعوات للتشدّد بالقوانين وفرض حد أقصى لعدد المواليد المسموح به من متبرع واحد. قالت إدوويغ كاسبر، عالمة الأحياء في مستشفى جامعة روان بفرنسا، إنّ الحيوانات المنويّة الخاصّة بالمتبرّع استُخدمت لإنجاب ما لا يقل عن 67 طفلًا لـ46 عائلة، وُلدوا بين عامي 2008 و2015. وأضافت خلال عرض قدمته في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الوراثة البشرية في مدينة ميلانو الإيطالية، السبت، أن عشرة من هؤلاء الأطفال شُخّصت إصابتهم بمرض السرطان. وأشارت كاسبر إلى أنّ "جوهر المشكلة يكمن في التنظيم، أو بالأحرى بنقص التنظيم، المتّصل بعدد المواليد من متبرع واحد". قد يهمك أيضاً أظهرت التحاليل أنّ المتبرّع الذي يتمتّع بصحة جيدة، يحمل طفرة نادرة في جين يُعرف باسم TP53، يُرجّح أنها تُسبّب متلازمة لي-فروميني (Li-Fraumeni syndrome)، وهو اضطراب وراثي نادر يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان. وأوضحت كاسبر في عرضها التقديمي، أنّ هذه الطفرة كانت مجهولة عند التبرع، لكن تم تحديد أطفال وُلدوا من هذا المتبرع في ثماني دول أوروبية، تضم: بلجيكا الدنمارك فرنسا ألمانيا اليونان إسبانيا السويد المملكة المتحدة شُخص عشرة أطفال بأنواع من مرض السرطان، بينها أورام الدماغ، وورم الغدد اللمفاوية هودجكين، بينما أنّ 13 طفلًا آخرين يحملون الطفرة الجينية ذاتها، لكنهم لم يُصابوا بالسرطان حتى الآن. أفادت كاسبر أن الأطفال الحاملين للطفرة الجينية سيحتاجون إلى فحوصات طبية منتظمة بسبب ارتفاع خطر إصابتهم بمرض السرطان، كما أن لديهم احتمالًا بنسبة 50% لنقل الطفرة إلى أطفالهم مستقبلًا. ولفتت إلى أن "بروتوكول المتابعة يشمل إجراء فحوصات بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم، والرأس، والثدي لدى البالغين، إلى جانب الفحص بالموجات فوق الصوتية للبطن، وفحص سريري من قبل طبيب مختص. هذا الإجراء مرهق ومتعب نفسيًا لحاملي الطفرة، لكنًّه أثبت فعاليّته من خلال الكشف المبكر عن الأورام، ما حسّن فرص بقاء المرضى على قيد الحياة". دعوات للتشدّد بالقوانين وكان بعض المتبرعين المتسلسلين قد أثاروا سابقًا الجدل، مثل الرجل الهولندي الذي أُمر بالتوقف عن التبرّع بعدما ثبت أنه أب لما يتراوح بين 500 و600 طفل حول العالم، علمًا أنه تبرّع فقط لبنك حيوانات منوية خاص واحد في الدنمارك، يُعرف باسم البنك الأوروبي للحيوانات المنوية (European Sperm Bank). وقالت جولي بولي بودتز، نائب رئيس الاتصالات المؤسسية في البنك، لـCNN: "لقد تأثرنا جدًا بهذه القضية". قد يهمك أيضاً وأفادت بودتز في بيان أُرسل لـCNN، الإثنين: "لقد خضع المتبرع لفحوصات دقيقة تتجاوز حتى المعايير المطلوبة، لكن الفحوصات الجينية الوقائية وصلت إلى حدودها". وأضافت: "كل شخص يحمل حوالي 20,000 جين، ومن الناحية العلمية لا يمكن ببساطة اكتشاف جميع الطفرات المسببة للأمراض في الحمض النووي لشخص ما، إذا لم نكن نعرف بالضبط ما الذي نبحث عنه"، مشيرة إلى أن هناك غيابًا حاليًا لأي حد قانوني لعدد الأطفال المسموح بإنجابهم من متبرع واحد، وهو أمر قالت إن البنك الأوروبي للحيوانات المنوية يسعى إلى تغييره. وأوضحت: "لهذا السبب، بالإضافة إلى التزامنا بالحدود الوطنية المقرّرة لكل بلد، قمنا بوضع حد دولي ذاتي لا يتجاوز 75 عائلة لكل متبرّع"، لافتة إلى أنّ هذا الحد ذاتي وغير إلزامي، إذ تختلف القوانين من دولة لأخرى، فمثلًا: فرنسا تفرض حدًا أقصى بـ10 مواليد لكل متبرع الدنمارك تسمح بـ12 مولودًا ألمانيا تُجيز حدّ 15 طفلًا لكل متبرع من جانبها، تطرّقت كاسبر إلى أنّ "هناك مشكلة كبيرة تتعلق بغياب تنظيم موحّد على مستوى أوروبا"، مضيفة: "نحن بحاجة إلى تنظيم فعّال على المستوى الأوروبي لمنع تكرار مثل هذه الحالات، واتخاذ تدابير تضمن وجود حد عالمي لعدد الأطفال المولودين من المتبرع ذاته".


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : دراسة: خسارة الوزن في منتصف العمر تُقلل الأمراض وتُطيل العمر
الخميس 29 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي ،الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن فقدان الوزن في منتصف العمر قد يمهد لحياة أطول وأكثر صحة. قال الدكتور تيمو ستراندبرغ، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ طب الشيخوخة في جامعة هلسنكي بفنلندا، إن فقدان نسبة نحو 6.5% من وزن الجسم على نحو مستمر، من دون اللجوء إلى الأدوية أو الجراحة، مرتبط بفوائد صحية كبيرة وطويلة الأمد لدى الأشخاص في منتصف العمر. شملت الفوائد التي رصدتها الدراسة ما يلي: انخفاض في مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة تراجع في معدلات الوفاة نُشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open، حيث تم تحليل بيانات حوالي 23 ألف شخص من ثلاث مجموعات مختلفة، تغطي فترات زمنية متنوعة: المجموعة الأولى بين عامي 1985 و1988 المجموعة الثانية بين عامي 1964 و1973 المجموعة الثالثة بين عامي 2000 و2013 في بداية الدراسة، صنّف الباحثون المشاركين وفقًا لمؤشر كتلة الجسم (BMI) ، وما إذا كانوا قد فقدوا، أو اكتسبوا، أو حافظوا على وزنهم، ثم قاموا بمقارنة هذه الأنماط مع سجلات دخول المستشفيات والوفيات. أظهرت الدراسة أنّ الأشخاص الذين فقدوا وزنهم في منتصف العمر كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض التالية في سنواتهم المتقدمة، مثل: النوبات القلبية السكتات الدماغية السرطان الربو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) كما كان هؤلاء الأشخاص أقل عرضة للوفاة من أي سبب خلال الـ35 عامًا التالية. أشار الدكتور تيمو ستراندبرغ إلى أن جزءًا كبيرًا من البيانات جُمِع قبل انتشار أدوية أو جراحات فقدان الوزن، ما يعني أن الفوائد الصحية تعود في الغالب إلى تغيرات ناتجة عن: تحسين النظام الغذائي زيادة النشاط البدني أكد الدكتور أيّوش فيساريا، الباحث السريري وأستاذ مستقبل الطب بكلية الطب في جامعة روتجرز روبرت وود جونسون بولاية نيوجيرسي الأمريكية، غير المشارك في الدراسة، على أهمية هذا البحث، إذ قال: "الدراسة مهمة لأنها تقدم دليلًا على العلاقة بين فقدان الوزن وأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات، وهي علاقة لم تُدرس بشكل كافٍ من قبل". ربطت الدراسة فقدان الوزن الناتج عن تغييرات سلوكية بتراجع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. Credit: FatCamera/E+/Getty Images مؤشر كتلة الجسم لا يروي القصة كاملة رغم قوة الدراسة واعتمادها على عيّنة كبيرة من المشاركين، إلا أنّ ثمة بعض القيود عند محاولة تطبيق نتائجها. لفت ستراندبرغ إلى أنّ الدراسة أُجريت على أفراد من ذوي أصول أوروبية بيضاء، ما يجعل من الصعب تعميم النتائج على مجموعات سكانية مختلفة. من جهته، أوضح فيساريا أن "مؤشر كتلة الجسم (BMI) يختلف بشكل كبير بين المجموعات العرقية والإثنية المختلفة"، مضيفًا أنه يقيس الوزن بالنسبة للطول، وهذه ليست دومًا الطريقة الأدق لتقييم تكوين الجسم، خاصة أنه لا يميز بين نسبة العظام أو الكتلة العضلية لدى الشخص، ما قد يؤدي إلى تقييم غير دقيق. وتابع أنّ "هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على تكوين الجسم، حتى وإن لم يتغير الوزن بشكل كبير"، مذكرًا بدراسات أخرى توصّلت إلى أنّ توزيع الدهون في الجسم يلعب دورًا كبيرًا، ذلك أنّ الدهون المتراكمة حول الأعضاء قد تشكّل العامل الحقيقي الذي يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض. نمط حياة صحي يتجاوز مجرد فقدان الوزن أظهرت الدراسة أيضًا أن تغييرات نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني، كانت عوامل مهمة في تقليل المخاطر الصحية، وليس فقدان الوزن وحده. كانت الدراسة رصدية، ما يعني أنّ البيانات تُظهر علاقة بين فقدان الوزن وانخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة. لكنّ لا يمكن للباحثين التأكّد بشكل قاطع من أنّ فقدان الوزن يُعتبر السبب المباشر في تقليل هذه المخاطر. وقال فيساريا إنه رغم أنّ الباحثين قاموا بضبط عوامل أخرى قد تؤثر على المخاطر مثل العمر، إلا أنهم لم يأخذوا بالاعتبار السلوكيات المرتبطة بنمط الحياة، مثل النظام الغذائي والنشاط البدني. وقد تكون هذه التغييرات هي السبب الحقيقي وراء انخفاض مخاطر الأمراض المزمنة، وليس فقدان الوزن وحده. ولفت ستراندبرغ إلى أن فقدان الوزن والتغييرات السلوكية التي تقف وراءه غالبًا ما تكون مرتبطة بتحسين الصحة، خاصة أن فقدان الوزن يساعد على التخفيف من حالات مثل التهاب المفاصل التنكسي، وتوقف التنفس أثناء النوم الانسدادي، والكبد الدهني، في حين أنّ تغييرات النظام الغذائي والتمارين الرياضية ثبت أنها تقلّل من المخاطر القلبية الوعائية. كيف تُحدث تغييرات صحية؟ أوضح فيساريا أن نمط الحياة يبقى دومًا أمرًا مهمًا للحفاظ على صحة جيدة، ويعني ذلك ضرورة الاستمرار في اتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني حتى في حال استخدام أدوية فقدان الوزن. النظام الغذائي المتوسطي والنشاط البدني يُعتبر النظام الغذائي المتوسطي الذي يركز على تناول الفاكهة، والخضار، والحبوب، وزيت الزيتون، والمكسرات والبذور، من أفضل الأنظمة الغذائية لصحة الجسم والوقاية من الأمراض، حيث أُدرج باستمرار في صدارة التصنيفات العالمية. وكانت الدراسات أشارت إلى أن هذا النمط الغذائي قد يُحسن كثافة العظام في مراحل العمر المتقدمة، ويُقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما يخفّض من مخاطر أمراض القلب. بالنسبة للنشاط البدني، توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة البالغين لما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الهوائية معتدلة الشدة، أو 75 دقيقة من التمارين الهوائية عالية الشدة، مع القيام بتمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا بالحد الأدنى. مع ذلك، أوضح ستراندبرغ أن السمنة ليست مجرد مشكلة فردية يجب على الأشخاص التعامل معها فقط، بل هي مسألة هيكلية واجتماعية أيضًا. وأشار إلى ضرورة أن تكون الأطعمة الصحية وفرص ممارسة النشاط البدني أكثر توافرًا ويسهل الوصول إليها في المجتمعات الحديثة، للمساعدة في الحد من الآثار الصحية المرتبطة بالسمنة.


نافذة على العالم
منذ 21 ساعات
- نافذة على العالم
صحة وطب : طفرة جينية نادرة.. متبرع بالحيوانات المنوية يصيب 10 أطفال بالسرطان بدول أوروبية
الأربعاء 28 مايو 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - كشف موقع "CNN" أن رجلا متبرعا بـ"الحيوانات المنوية" تسبب فى إصابة 10 أطفال بالسرطان، بسبب حمله لطفرة جينية نادرة مرتبطة بالإصابة بالمرض، وذلك من أصل 67 طفل تم إنجابهم فى ثمانية دول أوروبية. وقالت إدويج كاسبر، عالمة الأحياء في مستشفى جامعة روان بفرنسا، إن الحيوانات المنوية من المتبرع، استخدمت لإنجاب ما لا يقل عن 67 طفلًا من 46 عائلة، ولدوا بين عامي 2008 و2015، وقد شخص عشرة من هؤلاء الأطفال بالسرطان بالفعل. وأظهر التحليل أن المتبرع، الذي يتمتع بصحة جيدة، كان لديه طفرة نادرة في جين يسمى TP53، والذي من المرجح أن يسبب متلازمة لي فراوميني، وهو اضطراب نادر يزيد من خطر إصابة الشخص بالسرطان، ولم تكن الطفرة معروفة عند التبرع، لكن تم التعرف على الأطفال الذين ولدوا من هذا المتبرع منذ ذلك الحين في ثماني دول أوروبية مختلفة، وهى بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا، واليونان وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة. العلاقة بين الجين النادر والإصابة بالسرطان وتم تشخيص عشرة من هؤلاء الأطفال، بأنواع من السرطان مثل أورام المخ وسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، وهناك 13 طفلاً آخرين يحملون الجين ولكن لم يصابوا بالسرطان بعد. وأضافت كاسبر أنهم سيحتاجون إلى فحوصات طبية منتظمة بسبب ارتفاع خطر إصابتهم بالسرطان، كما أن لديهم فرصة بنسبة 50% لنقله إلى أطفالهم، ويتضمن بروتوكول المتابعة فحوصات بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم، وفحوصات بالرنين المغناطيسي للدماغ، وللثدي لدى البالغين، وفحصًا بالموجات فوق الصوتية للبطن، وفحصًا سريريًا من قِبل أخصائي. وأشارت إلى أن هذا الإجراء يعد صعبًا ومجهدًا لحاملي المرض، لكنه فعال في الكشف المبكر عن الأورام، وبالتالي تحسين فرص نجاة المرضى. ويحتوي كل إنسان على حوالي 20 ألف جين، ومن غير الممكن علميًا اكتشاف الطفرات المسببة للأمراض في مجموعة الجينات الخاصة بشخص ما إذا كنت لا تعرف ما الذي تبحث عنه. ضرورة وضع لوائح أكثر صرامة ولا يوجد حاليا أي حد لعدد الأطفال المسموح لهم بالولادة باستخدام متبرع واحد، حيث أشارت كاسبر إلى وجود مشكلة رئيسية تتعلق بغياب لوائح تنظيمية متناسقة في جميع أنحاء أوروبا، مما يعنى الحاجة إلى لوائح تنظيمية مناسبة على المستوى الأوروبي لمنع تكرار ذلك، ولتطبيق تدابير تضمن وضع حد عالمي لعدد المواليد الناتجين عن الحمل من نفس المتبرع. وفى واقعة سابقة، تم منع رجل هولندي من التبرع بالحيوانات المنوية، بعد اكتشاف أنه أنجب ما بين 500 و600 طفل في جميع أنحاء العالم، حيث قام بالتبرع إلى بنك خاص للحيوانات المنوية في الدنمارك، يدعى بنك الحيوانات المنوية الأوروبي.