
منظمة دولية تدعو لتطعيم واسع النطاق لدرء خطر إنفلونزا الطيور
قالت رئيسة المنظمة العالمية لصحة الحيوان إيمانويل سوبيران إن تطعيم الحيوانات على نطاق أوسع يمكن أن يساعد في منع انتشار الأمراض القاتلة وحماية الصحة العامة والحفاظ على تدفق التجارة العالمية، وذلك في وقت تسبب فيه مرض إنفلونزا الطيور في تعطيل صادرات الدواجن البرازيلية.
وأكدت البرازيل، وهي أكبر مصدر للدواجن في العالم، تسجيل أول تفش على الإطلاق لمرض إنفلونزا الطيور شديد العدوى بين الطيور المنزلية الأسبوع الماضي، وهو أمر دفع العديد من الدول إلى فرض حظر على الصادرات.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه معظم الدول على سياسات الإعدام وقيود الحركة، أوضحت المنظمة أن التطعيم يمكن أن يساعد في الحد من تفشي الأمراض مع الحفاظ على التجارة.
وقالت سوبيران لـ"رويترز" قبل بدء اجتماع الجمعية العامة للمنظمة، الأحد: "التطعيم أداة وهو أداة جيدة للغاية في حالة توفره، لكن الأمر متروك لكل دولة أو منطقة أو مجموعة من الدول لتحديد الحالة التي سيكون استخدامه فيها مفيداً أم لا".
وأشارت المنظمة، ومقرها باريس، في تقرير، الجمعة، إلى نفوق أكثر من 633 مليون طائر بسبب إنفلونزا الطيور خلال العقدين المنصرمين.
كما انتشرت إنفلونزا الطيور إلى الثدييات، بما في ذلك الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، وأصاب مئات الأشخاص، ما أثار مخاوف من احتمال تسببه في جائحة جديدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 2 أيام
- الشرق السعودية
فيروس كورونا لا يزال يحصد أرواح المئات أسبوعياً في الولايات المتحدة
بعد أكثر من خمس سنوات على اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، في الولايات المتحدة، لا يزال مئات الأشخاص يموتون أسبوعياً بالفيروس، حسب ما ذكرت شبكة ABC NEWS الأميركية. وفي أبريل، بلغ متوسط وفيات كورونا، نح 350 شخصاً أسبوعياً، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ورغم ارتفاع الوفيات، إلا أن العدد آخذ في التناقص، وهو أقل من ذروة 25 ألفاً و974 حالة وفاة والمسجلة في الأسبوع المنتهي في 9 يناير 2021، بالإضافة إلى الوفيات الأسبوعية التي سُجلت في أشهر الربيع السابقة، بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وقال خبراء الصحة العامة للشبكة إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات، إلا أن كورونا لا يزال يشكل تهديداً للفئات المعرضة للخطر. ويرى توني مودي، الأستاذ في قسم طب الأطفال بقسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة Duke، أن "استمرارنا في رؤية الوفيات يعني ببساطة أنه لا يزال ينتشر، وأن الناس لا يزالون يُصابون به". انخفاض معدل التطعيم وبحسب الخبراء، فإن هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى استمرار وفاة الناس بسبب الفيروس، بما في ذلك انخفاض الإقبال على التطعيم، وضعف المناعة، وعدم كفاية عدد الأشخاص الذين يحصلون على العلاجات. وخلال موسم 2024-2025، تلقى 23% فقط من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر لقاح كوفيد-19 المُحدّث اعتباراً من الأسبوع المنتهي في 26 أبريل، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ومن بين الأطفال، تلقى 13% فقط منهم لقاح كوفيد المُحدّث خلال نفس الفترة. وقال جريجوري بولاند، أخصائي اللقاحات والرئيس والمدير المشارك لمعهد أتريا للأبحاث الذي يركز على الوقاية من الأمراض، إنه من المحتمل عدم وجود عدد كافٍ من الأشخاص الذين يتلقون اللقاح، مما يساهم في عدد وفيات كوفيد الأسبوعية. ومع ذلك، فحتى بالنسبة لأولئك الذين تلقوا اللقاح، قد لا يطور البعض منهم استجابة مناعية مناسبة. وأضاف بولاند أن "هناك بعض الأشخاص الذين قد يميلون وراثياً لعدم الاستجابة بشكل جيد للقاح. هذا هو الموضوع الذي درسته مع لقاحات فيروسية أخرى". وأشار إلى أن المشكلة الأكثر شيوعاً هي ضعف المناعة وعدم القدرة على الاستجابة بشكل جيد. وقال بولاند إن المناعة الناتجة عن لقاحات كوفيد-19 تتضاءل بمرور الوقت، مما يزيد من احتمالية الإصابة؛ ولهذا السبب، يوصى حالياً لمن تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر بتلقي جرعتين من لقاح كوفيد المُحدّث بفارق 6 أشهر. وقال بولاند: "من الأسباب الأخرى للوفاة بسبب كوفيد التقدم في السن، وهو ما نُسميه شيخوخة المناعة، حيث لا يمتلك الشخص القدرة المناعية على الاستجابة بنفس الطريقة التي كان عليها في الثلاثينيات والأربعينيات من عمره. علاوة على ذلك، إذا أُصبت بالعدوى قبل بلوغك سن السبعينيات أو الثمانينيات، فهناك بعض الأمراض المصاحبة المتراكمة". وتُظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن من تبلغ أعمارهم 75 عاماً فأكثر لديهم حالياً أعلى معدل وفيات بكوفيد-19، بمعدل 4.66 لكل 100 ألف شخص. العلاجات المتاحة وتتوفر حالياً علاجات لمرضى كوفيد-19 على شكل أقراص مضادة للفيروسات، بما في ذلك مولنوبيرافير وريدجباك بيوثيرابيوتكس وباكسلوفيد. ويجب البدء في كلا العلاجين خلال خمسة أيام من ظهور أعراض كوفيد، ويُعطى مرتين يومياً لمدة خمسة أيام. ويتوفر أيضاً ريمديسيفير، وهو دواء وريدي يجب البدء في إعطائه خلال سبعة أيام من ظهور أعراض كوفيد. وقال مودي: "أعتقد أننا لا نستخدم بالضرورة الأدوات المتاحة لدينا بأفضل طريقة ممكنة. لقد تحدثت بالتأكيد مع أشخاص تناولوا أدوية عندما أصيبوا بكوفيد، وقد أحدثت فرقاً كبيراً... تشير بيانات التجارب بالتأكيد إلى فعالية هذه الأدوية". وأضاف: "أعتقد أننا قد لا نستخدم الأدوية بنفس الفعالية، أو مع عدد كبير من الأشخاص كما قد تساعدهم". وذكر مودي أنه من المحتمل أن تظهر على بعض مرضى كوفيد أعراض، لكنهم لا يذهبون إلى الطبيب إلا بعد أن تشتد. في المقابل، لا يخضع بعض الأشخاص لاختبار كوفيد عند ظهور الأعراض عليهم، وبالتالي لا يتم تشخيص إصابتهم به. وأضاف مودي: "أنا متأكد من أن هناك أشخاصاً مصابين لا يتم اكتشافهم (ولا يتلقون) العلاج"، لكنه أضاف أنه ليس من الضروري إجراء الفحص بانتظام للجميع، وأن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر فقط هم من يجب عليهم إجراء الفحص بشكل متكرر.


أرقام
منذ 2 أيام
- أرقام
كيف تحولت مكافحة الشيخوخة إلى صناعة عالمية تُدر مليارات الدولارات؟
في عالم تحكمه الثقافة البصرية ووسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد محاولة وقف علامات التقدّم في العمر على جسد الأشخاص مجرّد هوس شخصي أو رفاهية اختيارية، بل تحوّلت إلى معركة اقتصادية شرسة. ومن حقن البوتوكس إلى العمليات الجراحية المعقّدة، ومن الكريمات "المضادة للشيخوخة" إلى الحميات الجينية والوصفات السحرية، تتحول الرغبة في إخفاء مظاهر تقدم السن إلى واحدة من أكثر الصناعات ربحًا في القرن الحادي والعشرين. وتتجلى تفاصيل هذه المعركة في العيادات الطبية، ومراكز التجميل وحتى على منصات التواصل الاجتماعي. وباتت التجاعيد تُقرأ كعلامات ضعف، والشعر الرمادي كمؤشر تراجع، بينما يُكافأ الأشخاص الذين يبدون أصغر سنًا بفرص عمل أكثر، واهتمام أكبر، وحتى ثقة أعلى في مجالات لا علاقة لها بالمظهر أساسًا. الأرقام تتحدث بحسب الجمعية الدولية لجراحة التجميل، جرى إجراء أكثر من 30 مليون عملية تجميلية، سواء جراحية أو غير جراحية، حول العالم في عام 2022، بزيادة بلغت 19.3% مقارنة بالعام السابق. وتصدّرت الولايات المتحدة القائمة كأكثر دولة إجراءً للعمليات التجميلية بنسبة 26.1% من العمليات عالميًا، تلتها البرازيل بنسبة 8.9%، ثم اليابان بـ5.7%، والمكسيك بـ3.9%، وألمانيا بـ3.7%. أما فيما يتعلق بالعمليات الجراحية الأكثر شيوعًا، فقد تصدّرت عمليات شفط الدهون القائمة، بعدد بلغ نحو 2.3 مليون عملية، وشملت القائمة أيضًا عمليات شد الجفون (1.5 مليون)، وتجميل الأنف (1.1 مليون)، وأخيرًا شد البطن بما يقارب المليون عملية. في الجانب غير الجراحي، تصدرت حقن البوتوكس القائمة بأكثر من 9 ملايين حالة، تليها الفيلرز بـ5 ملايين، إلى جانب انتشار كبير لتقنيات تقشير وتجديد البشرة سواء بالليزر أو بالمواد الكيميائية. تلك الأرقام قد تكون أكبر بكثير خلال العام الماضي، في ظل استمرار تنامي الطلب على الإجراءات التجميلية، وتزايد الإقبال على حلول مكافحة الشيخوخة في مختلف الفئات العمرية. وبالانتقال إلى حجم السوق العالمي لمكافحة الشيخوخة، فتشير التقديرات إلى أنه سيبلغ 85.13 مليار دولار أمريكي في عام 2025 بعد أن بلغ نحو 67.2 مليار دولار خلال عام 2022. ومن المتوقع أن يبلغ حجم السوق نحو 120 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو يصل إلى 7% سنويًا، وفقًا لتقرير نشره موردر إنتلجينس. عوامل ساعدت على زيادة عمليات التجميل ظهرت العديد من العوامل التي شجعت على زيادة الإقبال على عمليات التجميل في السنوات الأخيرة، منها التقدم التقني والطبي في هذا المجال، حيث أصبحت الإجراءات التجميلية أكثر أمانًا وسرعة، مع فترات تعافٍ أقصر وتكلفة أقل نسبيًا مقارنة بالسابق. وساهم تزايد شيخوخة السكان في الدول المتقدمة مثل أوروبا واليابان والولايات المتحدة، وثقافة الجمال والشباب المتنامية في آسيا وأميركا اللاتينية، في لعب دور مهم في هذا الإطار. هذا إلى جانب تأثير المشاهير والمؤثرين الذين يروّجون لمعايير جمال مثالية، فضلًا عن التقدّم التقني في الطب التجميلي غير الجراحي والعلاجات التجديدية. وسائل التواصل الاجتماعي هي الأخرى سلطت الضوء على عمليات التجميل، حيث برزت منصات مثل إنستجرام وتيك توك وسناب شات في تسليط الضوء على تفاصيل الوجه والجسم، ما زاد من إقبال الأفراد على الظهور على نحو أجمل. فعلى سبيل المثال، بعد جائحة كوفيد 19 ظهر ما يُعرف بـ"طفرة الزووم"، إذ ساهم انتشار تطبيق الزووم من أجل أغراض التعليم والاجتماعات في تسريع ظاهرة الوعي الذاتي المرتبط بالمظهر الخارجي مع زيادة ساعات التحديق في الشاشات ومكالمات الفيديو. وبات الأفراد يشاهدون أنفسهم على الشاشة لساعات طويلة، ما دفع الكثيرين إلى التركيز على عيوب وجوههم أو تعابيرهم، وبالتالي التوجه نحو التجميل كوسيلة لتحسين الشكل أمام الكاميرا. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة فاشيال بلاستيك سيرجري أند إستيتك ميديسن أن 72% من جراحي التجميل المتخصصين في الوجه أفادوا بأن المرضى يذكرون مكالمات الفيديو كدافع رئيسي وراء طلب العمليات. أما من حيث التركيبة الديموغرافية للزبائن، فلا تزال النساء يشكّلن النسبة الأكبر من إجمالي من يخضعون للإجراءات التجميلية عالميًا، بنسبة تصل إلى 86%. ومع ذلك، فإن نسبة الرجال في تزايد ملحوظ، لا سيما في إجراءات مثل زراعة الشعر، وجراحات شد الجفون، ونحت الذقن والفك. وتتنوع الفئات العمرية المهتمة بالتجميل، إذ يركز الأشخاص بين سن 20 و39 عامًا على نحت الجسم والفيلرز والبوتوكس الوقائي، أما من تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عامًا فيسعون وراء علاجات مقاومة الشيخوخة وشد الوجه. في حين يفضّل من هم فوق الستين عامًا الإجراءات التي تساهم في الحفاظ على المظهر وشد الجلد. الوجه الآخر لسباق مكافحة الشيخوخة ورغم أن هذه الصناعة تَعِدُ بحلول سريعة وفعالة لإبطاء مظاهر التقدّم في العمر، إلا أن الوجه الآخر لهذا السباق قد يبدو أقل بريقًا. إذ يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية جسدية ونفسية طويلة الأمد، ناتجة عن إجراءات غير مدروسة أو مراكز غير مرخصة، وعلى رأسها التأثيرات النفسية المحتملة مثل اضطراب تشوه صورة الجسد. كما أن انتشار الثقافة التي تمجّد الشباب الأبدي أدّى إلى خلق معايير جمالية غير واقعية، تسببت في ضغط نفسي على فئات عمرية شابة لا تزال في بداية حياتها. وفي كثير من الحالات، يتحوّل السعي وراء الكمال إلى هوس يُفقد الفرد علاقته الطبيعية بجسده، ويؤجج شعورًا دائمًا بعدم الرضا. هذا إلى جانب ظاهرة الإفراط أو الإدمان على الخضوع للعمليات التجميلية، خصوصًا بين فئة الشباب، حيث تفتح قلة الرقابة في بعض الدول الباب أمام ممارسات غير آمنة من قبل غير المتخصصين، ما يثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الطبية والمجتمعية. وفي حين تُعَدّ صناعة مكافحة الشيخوخة فرصة استثمارية واعدة، فإن تجاهل الجوانب الأخلاقية والنفسية قد يؤدي إلى تكلفة مجتمعية باهظة، لا تُقاس بالمال فقط، بل بثقة الأفراد في أنفسهم وصورتهم الذاتية. يبدو أن هوس العالم بالشباب الدائم وجراحات التجميل لن يتراجع في الأفق القريب، فبين وعود الثقة بالنفس، وضغوط المجتمع، وهوس الكمال الجمالي، تتجه الملايين من البشر نحو إنفاق أموال ضخمة لكي يبدون في صورة مثالية يصعب تحقيقها أو الحفاظ عليها. ومع تراجع النظرة السلبية تجاه الإجراءات التجميلية وتطور التقنيات غير الجراحية، أصبح الوصول إلى مظهر أكثر شبابًا أسهل من أي وقت مضى، لكن في المقابل، زادت التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بذلك. فهل نسعى فعلًا إلى تحسين صورتنا الذاتية، أم أننا وقعنا في فخ لا ينتهي من السعي وراء الكمال؟ المصادر: أرقام- الجمعية الدولية لجراحة التجميل- فورتشن بيزنس- الجمعية الأميركية لجراحي التجميل- إستاتيستا- فايشيال بلاستيك سيرجري جورنال- موردر انتلجينس


صحيفة سبق
منذ 3 أيام
- صحيفة سبق
فيروس "شيكونغونيا".. دراسة تكشف عن علاقة بين الإصابة بحمّى الضنك وآلام المفاصل المزمنة
كشف باحثون النقاب عن طريقة غامضة يتسبّب من خلالها فيروس "شيكونغونيا" في إثارة آلام مفصلية مزمنة تشبه إلى حد كبير أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. وبحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، يعرف فيروس "شيكونغونيا"، بأنه الفيروس المسبّب لـ"داء شيكونغونيا" -CHIKV-، وهو عدوى حادّة تنتقل إلى الإنسان عبر لدغات بعوضتَي الزاعجة المصرية والزاعجة المنقطة بالأبيض، وهما النوعان المسؤولان عن نقل حمّى الضنك. ويتميز المرض بظهورٍ مفاجئ لأعراض تشمل ارتفاعاً شديداً في درجة الحرارة، وآلاماً مبرحة بالمفاصل، خاصة في الأطراف، يصاحبها طفحٌ جلدي وآلامٌ عضلية وصداع. وعلى الرغم من أن معظم الحالات تشفى تلقائياً خلال أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن ما يقارب 30-40% من المرضى قد يعانون آلاماً مفصلية مزمنة تستمر شهوراً أو حتى سنوات، مع احتمال تطوّر التهاب مفاصل شبيهٍ بالروماتويد لدى بعضهم. علاقة معقدة بين العدوى الفيروسية وأمراض المناعة الذاتية تمهّد نتائج الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة "Cell Reports Medicine"، الطريق لفهمٍ أعمق للعلاقة المعقّدة بين هذه العدوى الفيروسية وأمراض المناعة الذاتية. واعتمدت الدراسة التي أجراها فريقٌ من معهد لا جولا لعلم المناعة، على تحليل عيّنات دم من مرضى تعرّضوا لعدوى شيكونغونيا في كولومبيا، حيث تتبع الباحثون سلوك الخلايا المناعية، وخاصة الخلايا التائية المساعدة (CD4+) في مواجهة الفيروس. وما أثار دهشة الفريق البحثي هو اكتشاف أن الخلايا المناعية هي التي تقود المعركة ضد الفيروس والتي تستمر في الجسم لسنوات طويلة بعد زوال العدوى. وتوضح البيانات أن 87% من المرضى احتفظوا بوجود هذه الخلايا المناعية في دمائهم بعد ست سنوات من الإصابة الأولية. والأكثر إثارة أن هذه الخلايا المناعية المساعدة تفرز بشكل أساسي جزيء " TNF-alpha"، الذي يسبّب الالتهابات بشكلٍ مستمر، حتى بعد القضاء على الفيروس. وهذا السلوك غير الطبيعي للخلايا المناعية يشبه إلى حدٍ كبيرٍ ما نراه في أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة. تقول الدكتورة دانييلا وايسكوبف؛ الباحثة الرئيسة في الدراسة: "عادة ما نتوقع رؤية هذا النمط من الاستجابة المناعية في الأمراض الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وليس في حالات العدوى الفيروسية". هذا الاكتشاف يقدّم تفسيراً علمياً مقنعا لمعاناة عديدٍ من المرضى من آلامٍ مفصلية مزمنة قد تستمر لسنوات بعد الإصابة بالفيروس. وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في ضوء الانتشار الواسع للفيروس في أكثر من 110 دول، وتشابه الأعراض التي يسبّبها مع حالات أخرى مثل "كوفيد طويل الأمد" والآثار طويلة المدى لحمّى الضنك. أدوية مكافحة لـ TNF-alpha كما تفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر دقة تستهدف مسارات الالتهاب المحددة هذه، وربما استخدام أدوية مثبطة لـ TNF-alpha التي أثبتت فعاليتها في بعض أمراض المناعة الذاتية. وفي هذا السياق، تجري الباحثة ريمجيم أجاروال؛ حالياً، دراسات متعمّقة لفهم سببٍ تأثر النساء في سن الأربعينيات بشكلٍ خاص بهذه الآلام المزمنة بعد الإصابة، وهو ما قد يكشف عن تفاعلاتٍ معقّدة بين الهرمونات والاستجابة المناعية. هذه الأبحاث تمثل خطوة مهمة نحو فك شفرة واحدة من أكثر الظواهر الطبية إثارة للحيرة، وهي كيف يمكن لعدوى فيروسية عابرة أن تترك آثاراً دائمة في جهاز المناعة، وتحوّله إلى مصدرٍ لأمراض مزمنة. كما تبرز أهمية الاستثمار في الأبحاث الأساسية التي تكشف الآليات الجزيئية للأمراض، التي قد تقود إلى علاجات ثورية في المستقبل.