
مطار اللد.. تأجيلات بالجملة وإلغاءات بلا سقف
يمني برس | تقارير
تمضي القوات المسلحة اليمنية في تكريس قرار الحظر الجوي المعلن على كيان العدو الإسرائيلي في الرابع من مايو الجاري.
ويعتبر مطار اللد المسمى صهيونيًا 'بن غوريون' هدفًا رئيسًا للصواريخ الفرط صوتية اليمنية، إذ نفذت القوات اليمنية (15) عملية منذ الـ4 من مايو إلى اليوم على المطار ويأتي التركيز على مطار اللد كونه البوابة الرئيسة لكيان العدو، ونافذته صوب العالم، وشريانه الحيوي والاقتصادي.
وبحسب بيانات المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع حول استهداف مطار اللد، غ'ن العمليات كانت على النحو التالي:
(9) صواريخ فرط صوتية لم يتم تسميتها أطلقت في ( 4 ، 9 ، 13 ، 14 ، 15 ، 22 ، 23 ، 23 ، 25 ) من مايو.
(2) صواريخ فرط صوتية نوع (فلسطين2) أطلقت يومي ( 15 ، 27 ) مايو.
(4) صواريخ باليستية نوع ذو الفقار وأطلقت في ( 13 ، 15 ، 22 ، 27) مايو.
ومنذ الـ20 من مارس الماضي نفذت القوات المسلحة (9) عمليات:
(4) عمليات نفذت بصاروخ فرط صوتي 'فلسطين2' وذلك في (20، 22، 23 ، 25 مارس).
(5) عمليات بصاروخ 'ذوالفقار' الباليستي نفذت في : (25 ، 27 ، 30 مارس) (13 ، 18 أبريل)
شركات الطيران تعلق رحلاتها إلى مطار اللد
وفيما تؤكد وسائل إعلام عبرية أن حركة الملاحة الجوية في مطار اللد تراجعت بشكل كبير جداً، تأتي تصريحات 'وزيرة' نقل كيان العدو الإسرائيلي ميري ريغيف حول تراجع شركات الطيران العالمية بنسبة تتجاوز 50%، مشيرة إلى أن عدد المسافرين يومياً انخفض من 70 ألف إلى 49 ألف مسافر كتأكيد فعلي على جدوى الحظر الجوي على كيان العدو.
وفي حين تبذل الأوساط الصهيونية مساعي حثيثة لتطمين شركات الطيران العالمية وإقناعها بالعودة إلى العمل، زاعمة إنهاء المشكلة، ترسل العمليات العسكرية المتواصلة على مطار اللد رسائلها النارية لشركات الطيران بأن تجاهلها لقرار الحظر يعرضها للخطر المحتّم.
وفيما يلي نورد أسماء الشركات التي أعلنت تمديد تعليق رحلاتها إلى مطار اللد:
– مجموعة لوفتهانزا الألمانية التي تضم شركات ( أوستريان إيرلاينز، يورو وينغز، بريسل إيرلاينز وسويس) مددت تعليق رحلاتها من وإلى مطار اللد حتى منتصف يونيو المقبل.
– شركة الطيران الإيطالية ITA علّقت الرحلات حتى 15 يونيو.
– شركة الطيران الإسبانية Iberia علّقت الرحلات حتى 5 يونيو على الأقل.
– الخطوط الجوية البريطانية علّقت الرحلات حتى نهاية يوليو المقبل.
– شركة الطيران 'راين إير' علّقت الرحلات حتى 11 يونيو.
– الخطوط الجوية الهندية علّقت الرحلات حتى 25 يونيو.
– شركة 'إيزي جيت' علّقت الرحلات حتى أوائل يوليو.
– الخطوط الجوية البولندية LOT علّقت الرحلات حتى 26 مايو.
– شركة طيران كندا علّقت الرحلات حتى 8 سبتمبر.
– شركة طيران أيبيريا أكسبرس علّقت الرحلات حتى 30 يونيو.
– أيبيريا إكسبريس الأسبانية علّقت الرحلات حتى 1 يونيو.
– الخطوط الجوية المتحدة علّقت الرحلات حتى 13 يونيو.
– شركة 'يونايتد إيرلاينز' الأمريكية علّقت الرحلات حتى 12 يونيو.
– شركة ترانسافيا (الفرنسية) علّقت الرحلات حتى 2 يونيو.
– شركة وإير بالتك (الليتوانية) علّقت الرحلات حتى 2 يونيو.
– شركة إير سيشل (السيشلية) علّقت الرحلات حتى 31 يوليو.
– 'بريتيش إيرويز' علّقت الرحلات حتى 14 يونيو.
تداعيات الحظر الجوي لمطار اللد
وبحسب خبراء عسكريين فإن تكرار الاستهداف لمطار اللد يعطي دلالة على استمرارية التصنيع الحربي للصواريخ الفرط صوتية ذات القدرة العالية في تجاوز المنظومات الدفاعية التابعة لكيان العدو الإسرائيلي بمختلف طبقاتها، بدءاً بالقبة الحديدية وانتهاءً بحيتس.
تفوق الصواريخ الفرط صوتية لم يقتصر على منظومات الدفاع الإسرائيلية فحسب، بل طال منظومات الدفاع الأمريكية الأكثر حداثة في العالم، وهي منظومة ثاد.
ووفقاً للخبير الاستراتيجي في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، فإن استمرار القصف اليمني للعمق الصهيوني يسيء لسمعة الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، ويسقط نظريتهما المتمثلة في الأمن المطلق.
ويشير إلى أن العدو الإسرائيلي في مأزق حقيقي أمام الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة اليمنية.
ويكشف تعرض مطار اللد للصفعات المتكررة عن العجز الصهيوني في تأمين المغتصبات، وأن القوات اليمنية باتت بمقدورها الوصول إلى أي نقطة في جغرافيا الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحول هذه الجزئية يؤكد شمسان أن جل الأهداف الحيوية والحساسة التابعة لكيان العدو الإسرائيلي باتت بمرمى القوات اليمنية، لافتًا إلى أن القوات الصهيونية تقف حائرة وعاجزة أمام التكنولوجيا اليمنية، لا سيما بعد الإعلان الأمريكي عن وقف العدوان على اليمن.
خسائر اقتصادية مهولة
وتؤدي قرارات الحظر الجوي والبحري المفروضة على كيان العدو الإسرائيلي إلى العديد من التداعيات الأمنية والاقتصادية والمعنوية والاجتماعية على الداخل الصهيوني.
اقتصاديًا، أسهمت العمليات العسكرية اليمنية في تكبيد كيان العدو الإسرائيلي خسائر اقتصادية مهولة بسبب تعطيل الملاحة البحرية الصهيونية عبر البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي بنسبة تصل إلى 100%، إضافة إلى تعطيل ميناء أم الرشراش 'إيلات' وخروجه عن العمل بشكل كلي. وبالنظر إلى تكريس قرار الحظر الجوي على مطار اللد، وكذلك حظر ميناء حيفا، تتضح لنا كلفة الخسارة الاقتصادية والتي وصلت إلى 400 مليار دولار وفق تقرير لمعهد 'راند' للدراسات.
وأمنياً، أسقطت العمليات اليمنية نظرية الأمن المطلق التي تغنى بها كيان العدو الإسرائيلي طيلة عقود طويلة من الزمن، حيث بات بمقدور الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة الوصول إلى أي نقطة داخل جغرافيا الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي سقوط سمعة الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.
اجتماعياً، يؤثر تصاعد العمليات العسكرية اليمنية على المغتصبين الصهاينة معنوياً، وتزيد من حدة الانقسامات الداخلية، حيث يطفو على السطح الخلافات داخل الصهاينة، على الرغم من التكتم الشديد.
ويرى مسؤولون وسياسيون صهاينة أن ما يسمى بحكومة نتنياهو فشلت فشلاً ذريعاً في تأمين الكيان المؤقت وحمايته من العمليات الهجومية اليمنية، مشيرين إلى أن العدوان الأمريكي والإسرائيلي لم ينجحا في منع العمليات العسكرية اليمنية أو الحد منها.
وعلى الرغم من أن تصاعد العمليات العسكرية في العمق الصهيوني يسهم في ارتفاع الهجرة العكسية، كما كان في السابق حينما بلغ عدد المهاجرين من كيان العدو إلى الخارج أثناء عمليات حزب الله في الشمال (230) ألف مهاجر صهيوني قرروا الخروج النهائي من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن فرض الحصار الجوي على كيان العدو سيسهم في عرقلة الراغبين في الهجرة العكسية، الأمر الذي يفاقم معاناتهم النفسية.
كيان العدو يفقد معادلة الردع
وبعيداً عن تداعيات العمليات العسكرية على كيان العدو، تعتمد الاستراتيجية العسكرية اليمنية في عملياتها الإسنادية لغزة على عنصر المفاجأة، ثم التدرج، ثم التصعيد، ثم الضبط العملياتي الدقيق، وهو ما جعل جيش العدو الإسرائيلي عاجزاً عن التصدي لتلك العمليات.
وفيما يحاول كيان العدو الإسرائيلي تنفيذ مهام عدائية في اليمن، يؤكد عسكريون أن القيام بمهام عدائية في اليمن أمر صعب ومكلف لكيان العدو، وذلك نظراً لبعده الجغرافي ولصعوبة التضاريس اليمنية.
ويوضّحون أن أي عملية عدائية يقدم عليها كيان العدو تحتاج إلى ترتيب لا يقل عن أسبوع كامل.
ويبقى التساؤل عن جدوى العمليات العدوانية الإسرائيلية على اليمن، وهل ستحقق ما عجز حليفها الأمريكي عن تحقيقه رغم استقدامه ثلث قوته الاستراتيجية؟!
ويرجّح مغتصبون صهاينة أنه لا حل لوقف الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة اليمنية إلا بالانصياع إلى الشروط اليمنية المتمثلة في وقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار، ومادون ذلك فإن صفارات الإنذار لن تتوقف عن الدوي، وستظل الملاجئ مفتوحة للمغتصبين الصهاينة على مدار الساعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ 10 ساعات
- وكالة نيوز
الرئیس الیمنی من مطار صنعاء : على الصهاینة انتظار صیف ساخن- الأخبار الدولی
واضاف : إن العدوان الإجرامي الذي نفذه العدو اليوم في مطار صنعاء لن يثنينا مهما كان، بل سيدفعنا إلى المزيد والمزيد؛ مشيرا إلى، أن 'الرجال ستأتي بالطائرات وسيعود المطار بإذن الله تعالى'. وتابع الرئيس اليمني : نقول للعدو الصهيوني لن نتراجع ولن نستسلم ولن تُكسر إرادتنا أو نتراجع عن قرارنا المتمثل في إسناد أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار. كما وجه خطابه الى رئيس حكومة الاحتلال 'نتن ياهو'، قائلا : لن تستطيع أن تحمي قطعان الصهاينة من صواريخنا؛ مؤكدا لجميع الشركات التي ما تزال مستمرة في الوصول إلى مطار 'اللد' المسمى 'إسرائيليًا' بن غوريون، أنها 'معرضة للخطورة في أي لحظة'. ومضى الى القول : على قطعان الصهاينة أن يدركوا بأن الصواريخ اليمنية قادرة على الوصول إلى هدفها، ولن تكون الملاجئ ملاذاً آمناً لهم؛ داعيًا جميع المسافرين حول العالم إلى تجنب الركوب على الطائرات التي لا زالت مستمرة في رحلاتها إلى مطار 'بن غوريون'، مؤكدا بانها 'معرضة لعقوباتنا وليست آمنة'. ولفت الى أن 'قصف العدو الصهيوني لمطار صنعاء يثبت ألمه من ضربات القوات المسلحة اليمنية'؛ مؤكدا على انه 'بمقدور دفاعاتنا الجوية التعامل مع طائرات الـ (إف 35) إن شاء الله. /انتهى/


يمني برس
منذ 12 ساعات
- يمني برس
زمن الطوفان الثاني
يمني برس – بقلم – أحمد يحيى الديلمي لو عُدنا بالذاكرة إلى الثلث الأخير من العام قبل الماضي 2023م، عندما انطلق طوفان الأقصى المبارك، لوجدنا أن كل المؤشرات تؤكد اقتراب زمن الطوفان الثاني، وهذا هو نهج الشعب الفلسطيني البطل فعندما انطلقت الانتفاضة الأولى على يد الشهيد المناضل خليل الوزير 'أبوجهاد' توالت الانتفاضات التي أفزعت الصهاينة وأعادت الوهج للقضية الفلسطينية . واليوم نجد أن أهم أسباب اندلاع طوفان الأقصى الأول الممثلة فيما حدث للجامع الأقصى من اختراقات واقتحامات من قبل المستوطنين الصهاينة عاد إلى الواجهة، فالأمس القريب بدأ ما يُسمى بحملة الأعلام نفس الأسلوب في اقتحام المسجد الأقصى المبارك وإيذاء المصلين وتوجيه الشتائم إليهم، ومحاولة إجبارهم على مغادرة المسجد. وكأن كل شيء يُعيد نفسه ولم يبق إلا أن نسمع عن اندلاع طوفان أقصى ثاني يزلزل أركان الصهاينة ويجعل أمريكا التي تستاء من أي حركة ضد هذا الشعب البغيض والمنظمات الصهيونية الممعنة في الإجرام وحروب الإبادة تُصاب بالخذلان . إذاً الأسباب موجودة والإرادات أيضاً قائمة وإن كان البعض من المرجفين أصحاب الإرادات المهزوزة من أتباع أمريكا وسدنة الصهاينة يقللون من هذا، ويعتقدون باستحالة حدوث انتفاضة ثانية، غير مُدركين أن الشعب الفلسطيني لا يكل ولا يمل ولن يلين له جانب إلا بعد أن يحقق أهدافه السامية ممثلة باستعادة أرضه السليبة، وسيحاول الوصول إلى هذه الغاية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، لأن هدفه شريف وغايته نبيلة وهي استعادة حق مسلوب . أما الصهاينة شُذاذ الآفاق ومن يقف معهم من العرب والمسلمين المتخاذلين فإنهم لا غاية لهم، بل كل أعمالهم مُحملة بالخُبث والإجرام ومحاولة النيل من كل شيء بما في ذلك القيم والأخلاق والمبادئ السامية، وأبناء العرب المستنسخين من أصول صهيونية في الخليج بالذات يباركون كل الخطوات، ولا ينتهي الأمر عند المباركة فقط لكنهم يمولون الجرائم ويتلذذون بما يجري لإخوانهم، وهذا هو عار لن يغفره لهم الزمن. كما قلنا في موضوع سابق، إن الخيانة لا تنمحي ولا تسقط بالتقادم، فها هي القرون قد مضت ولا تزال خيانة أبا رغال عالقة في الأذهان وأصبح الرجل مضرب المثل، مع أن ما قام به لم يخرج عن أنه دل أبرهة على طريق الكعبة فقط، بينما هؤلاء يحددون المواقع ويقدمون الأهداف تلو الأهداف للمعتدين الصهاينة والأمريكان، فأي خيانة أفدح وأفظع من هذه؟! لا شك أن اللعنات ستتواكب عليهم حتى يوم الدين, وفي المحشر أمام الخالق سبحانه وتعالى سيكونون مضرب المثل لأنهم باعوا العروبة والدين بثمن بخس، وفوق البيع قدموا المال للمعتدي ومدوه بالمعلومات، وهذه هي أبشع صور الخيانة . لماذا المطار ؟!! انظروا إلى خسة وحقارة العدو الصهيوني، إنسان خسيس استكثر على أبناء اليمن الذهاب لأداء فريضة الحج من وطنهم ومن عاصمتهم التاريخية صنعاء، وبعد أن وجه ضربة كبيرة للمطار في المرة السابقة عاد بالأمس ليضرب نفس المكان بنفس الحقد والكراهية للبشر وكل ما هو إنساني، بل والتبشير بهدف قادم ألا وهو الحج، استناداً إلى مقولة سابقة قالها أحد الحاخامات الصهاينة بأن اليهود لن يهدوا ويستقر لهم بال طالما بقيت الكعبة المشرفة وبقي المسلمون يتوافدون عليها لأداء فريضة الحج. وهنا نُدرك أن ما حدث للمطار ليس إلا جزئية بسيطة من غاية أكبر وأبشع تدور في أذهان الصهاينة يخططون لها منذ زمن ألا وهي استهداف الكعبة المشرفة، والإشكالية الكبيرة أن العرب والمسلمين لا يزالون يتفرجون دون أي حركة أو القيام بأي عمل يدفع عنهم هذا الشر المقيت، بل أنهم أصبحوا ربما يباركون هذه الأعمال، وهنا لا بد أن يُدرك الصهاينة وعملاؤهم الأنذال أن الشعب اليمني عصي عن الانكسار، وأنه سيظل على موقفه الثابت مهما تكالب العالم عليه ومهما استهدفوا الصهاينة من مواقع التأثير والفاعلية، فلن يهدأ لليمنيين بال حتى تنكسر دولة العدو الصهيوني ويعود الحق إلى أهله، وسيكون ذلك قريباً إن شاء الله بهمم وعزيمة الرجال الأبطال، والله من وراء القصد..


يمني برس
منذ 13 ساعات
- يمني برس
السعودية والإمارات واللعب على المكشوف!
يمني برس – بقلم – مطهر الأشموري عندما تقرّر أمريكا إيقاف عدوانها على اليمن فذلك بديهياً هو انتصار لليمن، وقد يختلف فقط حول إن كان انهزاماً أو هزيمة لأمريكا.. لجوء أمريكا لترتيب هذا الموقف من خلال وسيط ووساطة عُمانية لا يغير شيئاً في حقيقة معرفة أو تعريف ما جرى، ولذلك فالذين حاولوا الفبركة والانحراف والتحريف لم يجنوا سوى المزيد من فقدان المصداقية، لسبب بسيط هو أن الحقيقة والاستحقاق فيما جرى هو أقوى من أي اختلاف أو تجريف أو تحريف.. دعونا نقف أمام خطاب لنائب الرئيسي الأمريكي في مناسبة عسكرية وأمام وحدات من الجيش، حيث يقرّ بأن العالم تغير وباتت الصواريخ والمسيّرات تلحق أضراراً كبيرة بأصول القوة الضاربة للجيش الأمريكي، بل وطالب الجيش الأمريكي بضرورة إعادة التكيف مع هذه المتغيرات عالمياً.. فهذا الخطاب يمثّل اعترافاً واضحاً ومباشراً بانهزام أو هزيمة أمام اليمن، لأن المضمون الأهم في هذا الخطاب إنما جاء مما جرى في اليمن ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك حتى ألد أعداء اليمن والشعب اليمني من الداخل والخارج، لأنه عندما تصبح أمام القاعدة المعروفة «الاعتراف سيد البراهين» فإنه لا معنى ولا قيمة ولا جدوى ولا تأثير لأي كلام ولأي إعلام يناقض ذلك أو يتناقض معه.. نحن لا نؤمن في جهادنا المقدس بالدعائية ولا نحتاج من أرضية هذا الإيمان للادعائية، ولذلك كنا الطرف الذي يوضح أو يدافع بعد إعلان هذا الاتفاق بوساطة عُمانية لأن الأطراف المعادية لليمن سارت في حملة إعلامية دعائية كاذبة ومكشوفة الخداعية تشوه الحقائق والاستحقاق بما لا يقبله ولا يصدقه العقل البشري ربطاً بموقفنا الإيماني الثابت والراسخ بإسناد غزة وفلسطين.. إذا هؤلاء المنافقين والمرتزقة والعملاء في الداخل والخارج لم يصدقوا الأستاذ محمد عبدالسلام وأنكروا الواقع والوقائع فماذا عساهم يقولون أو يتقولون عن خطاب نائب الرئيس الأمريكي وعن فرض الحصار الجوي على الكيان الصهيوني وعن توسيع وتصعيد الحصار البحري؟.. إن لم تكن هذه هي الصهينة أكثر من الصهيونية فماذا تكون غير ذلك أو أقل من ذلك.. نائب الرئيس الأمريكي ومن خلال ما جرى في اليمن كان يتحدث عن مشكلة عالمية لأمريكا وذلك يربط بما كررته التصريحات الأمريكية بأن الحرب في البحر الأحمر هي أشرس حرب واجهتها أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك ما يجعل خطاب نائب الرئيس الأمريكي هو معطى ونتيجة لهذه الحرب الأشرس.. لقد ظل النظام السعودي يتباهى أو يتشدق أنه من يحمي ويؤمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب خلال قرابة العقد من العدوان مستفيداً من كوننا مارسنا البحر وباب المندب ربطاً بقضية القضايا «فلسطين وغزة» وترفعنا عن تفعيله واستعماله من أجل قضيتنا الوطنية اليمنية أساساً.. وهكذا تتشابه الأبقار في تفعيل العملاء كما النظام السعودي ثم تفعيل مرتزقتهم والإمارات في اليمن، لأنه مادام بقي لذلك التشدق السعودي قرابة العقد وقد تعرضت آلهتهم وإلههم الأكبر «أمريكا» لهذه الهزيمة والانهزام أمام اليمن في البحر الأحمر وباب المندب، ولو كان النظام السعودي بمستوى ما ظل به يشتدق ما كانت أمريكا لتأتي بنفسها لتمارس العدوان وهكذا فالعملاء والمرتزقة ربطاً بالأمركة والصهينة عادة ما يتحدثون عن أدوار هي أكبر من أحجامهم الحقيقية ومن أدوارهم الخسيسة والرخيصة التي أهلها وباتوا لها فقط يتبعون التعليمات ويطيعون الأوامر، وغير ذلك لا إرادة لهم ولا حول ولا قوة.. يضحكني النظامان السعودي والإماراتي عندما يتحدثان عن المشكلة اليمنية وأنهما يجهدان أنفسهما في البحث عن حل وفي مساعٍ للحلحلة فيما الشعب اليمني يرى أساس المشكلة هي في العدوان السعودي والإماراتي على اليمن كواجهة للعدوان الأمريكي الصهيوني الذي اضطر لاحقاً ليقوم بدور الواجهة.. النظامان العميلان لأمريكا وإسرائيل وهما السعودي والإماراتي وهما يمنحان التريليونات لأمريكا وإسرائيل وهم صاغرون يعنيهما التعامل مع كل مترتبات وتعويضات عدوانهما على اليمن وأن يتركوا اليمن لليمنيين ويرحلوا منهما، والأفضل إعطاء ما هو حق واستحقاق لليمن والشعب اليمني بالرضا وطوعاً لأن أمريكا وإسرائيل قد أثبتت الوقائع والواقع عجزهما عن حماية نفسيهما، فمن يحمي النظامين العميلين؟! فحمايتهما باتت كما حماية النظام السعودي للبحر الأحمر وباب المندب والملاحة الدولية!!.