
خطابُ قاسم من الأرشيف... أيّ رد لبناني؟
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة باقية ومستمرة، مشيراً إلى خيارات أخرى موجودة إذا فشلت الدولة في أدائها. وأكد في كلمة الاحد في عيد "المقاومة والتحرير" أن المقاومة مستمرة وباقية، "وإذا فشلت الدولة فالخيارات الأخرى موجودة"، مؤكداً "أننا لن نسكت ولن نستسلم". وتوجه بالشكر إلى قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، الذي أصدر بياناً يؤكد فيه أن "التحرير إنجاز وطني"، مؤكداً له الالتزام بمقولة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة من "أجل أن نصنع المستقبل ونصنع التحرير". وأكد له أن "المقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادراً على المواجهة، وهي السند للجيش عندما يكون قادراً". وإذ جدد تأكيد التزام لبنان والمقاومة باتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: ليكن واضحاً عند الجميع، لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن، فلتنسحب إسرائيل، وتوقف عدوانها، وتُفرج عن الأسرى، وتنتهي من كل الالتزامات الموجودة في الاتفاق، وبعد ذلك لكل حادث حديث. ودعا الدولة إلى التحرك بفعالية أكبر، قائلاً: طالبوهم، أسكتوهم، اصرخوا في وجوههم، لبنان يجب أن يكون قوياً (...) لا تخافوا من شيء، ماذا سيفعلون بكم إذا رفعتم الصوت؟ وإذا كانت أميركا تعتقد أنها بالضغط على المسؤولين اللبنانيين وعلى لبنان تستطيع أن تحقق الشروط الإسرائيلية، أقول لها: لن تحققوا ما لم يتحقق في الحرب"، داعياً الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى "التحرر من قبضة إسرائيل"، وإلا ستضيع "فرصة مهمة للاستثمار في لبنان وفي المنطقة".
مَن يقرأ خطاب قاسم يظنه يتحدث منذ سنوات وكأن موجة التبدلات الدراماتيكية التي شهدتها المنطقة منذ اتفاق وقف النار وسقوط نظام بشار الاسد ودخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض ... واصداءها، لم تصل اليه. فبحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة سقطت الى غير رجعة منذ سقوطها من خطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ومن البيان الوزاري، وحديث قاسم عن الحرب التي لا تزال خيارا لتحرير الارض اذا فشلت الدبلوماسية، هو ايضا، لا يُترجم في اي مكان. فقاسم يعرف ذلك جيدا ويعرف تكاليف اي خطوة ناقصة قد يقدم عليها في هذا الخصوص، هذا اضافة الى ان حزبه، عمليا، بات بعيدا من الحدود، كما ان تل ابيب دائما متقدمة عليه بخطوة، فهل فعلا يتحدث عن الخيار العسكري للتحرير؟! من هنا، تتابع المصادر، كلام قاسم فارغ ويبدو هدفه فقط ارضاء البيئة.
الحرب لم تنته صحيح، لكن لأن إسرائيل لم تنهها بعد وتنتظر تسليم السلاح لتنسحب من الجنوب، أقله هذا ما تقوله، غير ان الحزب يرفض ذلك. وهنا بيت القصيد. ففي كلمته، بدا قاسم يقول لرئيس الجمهورية الا يفاتحه بعد اليوم بتسليم السلاح وحصره بيد الدولة. وهو يبلغه ان على إسرائيل أولا الانسحاب من الجنوب وتحرير الاسرى، قبل ان تتم مطالبته هو، من قبل اي كان، سواء كان اميركيا او لبنانيا وتحديدا رئيس الجمهورية، بتسليم السلاح، تطبيقا لاتفاق وقف النار ولاتفاف الطائف.
الرئيس عون واللبنانيون يعرفون ان لا يمكن الانتظار اكثر، وان بعد القمة السعودية الأميركية، يجب ان يكون نمط العمل اللبناني اسرع ليواكب القطار الذي انطلق في المنطقة، وإلا سيبقى خارجه وعلى قارعة التبدلات. فكيف سيتم التعاطي مع تشدد قاسم؟ وماذا أبلغ عون وفد كتلة الوفاء للمقاومة الذي زاره امس في بعبدا في هذا الشأن؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
المعركة على النواب الشيعة؟
تشهد الساحة السياسية اللبنانية تحركات متصاعدة في صفوف قوى المعارضة، في محاولة لإحداث خرق نوعي في أحد المقاعد الشيعية خلال الانتخابات النيابية المقبلة. هذا المسعى لا يُعتبر جديداً من حيث الرغبة، لكنه بدأ يأخذ طابعاً أكثر جدية وتنظيماً من خلال محورين أساسيين: الأول يتمثل في تكتيل المعارضة الشيعية وكودرتها ضمن إطار سياسي واضح. وتسعى هذه القوى إلى فرض حضور إعلامي واسع للمعارضة الشيعية، خصوصاً عبر المنابر الإعلامية التي تناهض حزب الله، وذلك بهدف إعطائها شرعية ووزناً يتجاوز حجمها الواقعي في الشارع الشيعي. أما المحور الثاني، فهو سياسي الطابع، ويتمحور حول الدفع بفكرة استكمال سيطرة معارضي حزب الله على المؤسسات الدستورية، ما يفتح باب التلميح إلى معركة محتملة على رئاسة مجلس النواب، وهي خطوة رمزية كبرى تعكس تحدياً مباشراً وغير مسبوق منذ العام 1992. لكن بالرغم من هذه الجهود، تبدو الصورة الانتخابية أكثر تعقيداً. فالوقائع تشير إلى أن المعارضة الشيعية لن تتمكن من تحقيق أي تفوق عددي داخل البيئة الشيعية، بل من المرجح أن تخسر جزءاً من الأصوات التي حصدتها في انتخابات 2022، حيث كانت الاستفادة من مزاج احتجاجي أوسع يشمل مختلف الطوائف. هذا التراجع المتوقع يدفع قوى المعارضة إلى التفكير بخيارات بديلة، أبرزها تحصيل دعم انتخابي عابر للطوائف. هنا، يبرز الخيار الأكثر حساسية: أن تمنح أصوات غير شيعية لمرشحين شيعة معارضين لحزب الله وحركة أمل. نجاح هذا السيناريو يتطلب أولاً قبول هؤلاء المرشحين بالفوز من خارج بيئتهم الطائفية، وتالياً استعداد بعض القوى، لا سيما المسيحية منها كالقوات اللبنانية، للتخلي عن مقاعد مسيحية لصالح هذه المعارضة. السؤال البديهي هنا: هل تقبل القوات اللبنانية مثلاً بأن تعطي اصواتها لصالح شخصية شيعية معارضة للحزب، مقابل خسارتها مقعداً نيابياً لقواتي مسيحي؟ منطقياً، هذا النوع من المعارك الانتخابية يحمل مخاطرة كبيرة، إذ أنه قد يؤدي إلى تمكين الحزب من اختراقات مسيحية في مقابل خسارته المحدودة داخل طائفته، ما يعني عملياً تبادلاً غير متوازن. يبدو أن خوض معركة داخل البيئة الشيعية من خارجها لن يكون سهلاً، بل يتطلب أولاً إعادة نظر شاملة بالتحالفات، وبالمعادلات الطائفية والسياسية التي تحكم العملية الانتخابية اللبنانية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


وزارة الإعلام
منذ 4 ساعات
- وزارة الإعلام
الديار: قبل المخيمات: العيون العربية على سلاح حزب الله.. هل يُشعل نتنياهو المنطقة لعرقلة الاتفاق الأميركي ــ الإيراني و«الدولة الفلسطينية»؟
كتبت صحيفة 'الديار': لم يعد خافيًا أن هناك قرارًا دوليًا – أميركيًا و'إسرائيليًا' يقضي بضرورة ضبط سلاح حزب الله في لبنان. إلا أن طريقة معالجة هذا الملف تبقى غامضة حتى اللحظة. فهل سيتم التوصل إلى تفاهم داخلي بشأنه؟ أم أن القوة ستكون الوسيلة لنزع سلاح الحزب؟ حتى الآن، لا توافق على تسليم السلاح، في ظل الرفض القاطع من حزب الله لذلك. والسؤال المطروح: من يملك القدرة الفعلية على تنفيذ قرار كهذا بالقوة؟ والحال ان التاريخ اللبناني يؤكد أن أي تغيير داخلي بالقوة لم يتمكن وان مرة واحدة من الوصول الى الهدف. ففي عام 1975، فشلت الحركة الوطنية التي ضمت تحالف 'فتح' والحزب التقدمي الاشتراكي ومعظم الأحزاب اليسارية في تعديل النظام السياسي وكسر الجبهة اللبنانية المسيحية. وفي 1957-1958، لم تنجح محاولة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في عزل الرئيس كميل شمعون واضعاف قوته في الحياة السياسية اللبنانية. كما فشل العماد ميشال عون عام 1990 في فرض معادلة سياسية جديدة بالقوة. كل هذه المحطات تثبت أن أي تغيير فعلي في لبنان يحتاج إلى توافق وطني شامل، لا إلى فرض الأمر الواقع. الرئيس عون وسلام يحاولان تخفيف غلو اميركا تجاه سلاح حزب الله في هذا السياق، يحاول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام تخفيف حدة الموقف الأميركي الداعي إلى سحب سلاح حزب الله، في مسعى منهما لتفادي صدام داخلي أو خارجي قد يجر البلاد إلى المجهول. انما في الوقت ذاته، يختلف اسلوب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن اسلوب رئيس الحكومة نواف سلام في تصاريحهما الداخلية حول سلاح حزب الله الا ان هدفهما واحد وهو احتكار الدولة وحدها للسلاح. فالرئيس عون كان واضحا في خطاب القسم وفي لقائه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وخلال زيارته لمصر ولقائه الرئيس السيسي بأن الدولة هي المخولة بامتلاك السلاح وعكس ذلك فهو امر مخالف للدستور وغير قانوني وغير شرعي. وكذلك الامر مع الرئيس نواف سلام الذي يصرح بطريقة اقل ديبلوماسية تجاه سلاح الحزب الا ان ما يريده يتطابق ايضا مع ما يريده عون وهو الوصول الى بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية وان يكون الجيش اللبناني العين الساهرة الوحيدة على امن لبنان. تصعيد الضغط بهدف التطبيع في هذه الحال، يبقى لبنان في عين الاعصار حيث تقول معلومات مؤكدة بان هناك جهات عربية ابلغت مرجعا سياسيا بان لا نزع لسلاح المخيمات الفلسطينية قبل نزع سلاح حزب الله، وبان الضغوط في هذه المسألة تتجه الى التصعيد في المرحلة المقبلة، بعدما بات معلوما ان حكومات عربية ابلغت البيت الابيض بان حزب الله هو العائق الوحيد دون التوصل الى صفقة تربط بين التعهد باقامة الدولة الفلسطينية مقابل تطبيع لبنان وسوريا مع 'اسرائيل' وما تبقى من الدول العربية مثل العراق وبعض الدول الخليجية التي لم تنخرط في اتفاقات ابراهام. نزع سلاح المخيمات الفلسطينية في هذا الملف، تضاربت الاراء حول جدية نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية ، فالبعض اعتبر ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اعطى موافقة معنوية للدولة اللبنانية برفع الغطاء عن سلاح المخيمات. وعليه رأت اوساط سياسية بأن عباس باع 'سمكا في البحر' للدولة اللبنانية نظرا للنسبة الضئيلة التي تسيطر عليها السلطة في المخيمات في حين هناك فصائل اخرى ابرزها حماس الى جانب وجود تنظيمات ارهابية تغلغلت في مخيم عين الحلوة. في المقابل، كشف البعض الاخر ان عباس يمهد لتقديم شيء ما للاميركيين والاسرائيليين ، ظنا منه ان اي خطوة نحو ازالة العسكرة عن الفلسطينيين ، وتوطينهم في الاماكن الذين يتواجدون فيها يمكن ان يمهد الطريق لموافقة الائتلاف الراهن الاسرائيلي على خارطة الطريق باقامة الدولة الفلسطينية. ولكن ما من مرة، اثار الاسرائيليون ملف سلاح المخيمات الفلسطينية والتي لم تشكل يوما خطرا على الدولة العبرية لا بل انه طالما استخدم هذا السلاح سواء لزيادة الانقسام بين الفلسطينيين او سواء لابقاء الوضع الداخلي متوترا في المناطق اللبنانية. في الحالتين، لا شيء يشير بان عملية نزع سلاح المخيمات الفلسطينية سيكون امرا سهلا حيث قالت اوساط سياسية للديار بان الدولة اللبنانية اعتادت على هذه التصريحات المطاطة والضبابية التي اطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اثناء زيارته الاخيرة الى لبنان، لا سيما ان هناك معارضة حتى داخل حركة فتح بحجة انه ليس منطقيا بان تتخلى الفصائل المرتبطة بمنظمة التحرير عن سلاحها في حين تحتفظ فصائل اخرى بسلاحها. القوى الاسلامية في المخيمات لن تسلم سلاحها! الى ذلك، كشفت مصادر عسكرية لبنانية ان القوى الاسلامية المتشددة لن تسلم سلاحها الا ضمن حل سياسي نهائي فضلا انه في المخيمات لا يوجد طرف فلسطيني مركزي ياخذ قرارا بتسليم السلاح. ورأت ان الامور ستكون اشبه بتمثيلية حيث لن يسلم السلاح الثقيل بل سلاح 'غير مهم'. في المقابل، شددت مصادر حزبية لبنانية رفيعة المستوى ان الدولة اللبنانية ووفقا لاتفاق الطائف الذي ينص على تجريد كل سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية اي الفلسطينية، يتوجب عليها سحب سلاح المخيمات الفلسطينية وخاصة السلاح المهم منها لاسقاط اتفاق القاهرة المذل واسقاط التوطين وعودة الدولة الى بسط سلطتها على كامل المناطق اللبنانية.واضافت ان اليوم لبنان دخل مرحلة جديدة وبالتالي بات امرا اساسيا باخلاء المخيمات الفلسطينية من السلاح وان تكون تحت امرة الجيش اللبناني، سواء وافق الرئيس عباس ام لم يوافق. تخوف اميركي من تفجير نتنياهو المفاوضات الاميركية – الايرانية وعلى الصعيد الاقليمي، هناك تخوف غربي، بما في ذلك تخوف اميركي، من ان يخترق بنيامين نتنياهو الخط الاحمر الاخير الذي وضعته ادارة الرئيس دونالد ترامب ويفجر المفاوضات بين الولايات المتحدة الاميركية وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية حول البرنامج النووي، وذلك لخشيته من التوصل الى اي اتفاق بين البلدين قد يؤثر يصورة او باخرى على المسار الاستراتيجي الذي تأخذه المنطقة في الوقت الراهن. وفي هذا الصدد تشير مصادر عربية واوروبية على ان التخوف الاميركي جدي، وبعدما كشفت معلومات ان هناك جنرالات 'اسرائيليين' دعوا عبر قنوات مختلفة الى الحد من الضغط الاميركي على رئيس الحكومة 'الاسرائيلية' بنيامين نتنياهو لا سيما في ما يتعلق بوقف النار في غزة والاهم في ما يتعلق بالقبول بخطوات ما لانشاء الدولة الفلسطينية بعدما تردد ان ترامب وعد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بالضغط على 'تل ابيب' لحملها على تليين موقفها حيال موضوع الدولة، الامر الذي يعارضه اركان الائتلاف بكل قوة، والى حد التهديد بوقف اي تنسيق مع الادارة الاميركية حول الوضع في الشرق الاوسط. وفي هذا النطاق، اعتبر مصدر عسكري للديار ان 'اسرائيل' قد تلجأ الى عمل عسكري إذا ضمنت تحقيق ثلاثة أهداف أساسية: 1. توجيه ضربة جراحية تدمر البرنامج النووي الإيراني. 2. إسقاط النظام الإيراني أو إضعافه بشكل حاسم. 3. تفادي أي رد فعل إيراني مباشر على 'إسرائيل'. وفي حال عدم توافر هذه الشروط مجتمعة، فلن تقدم 'تل أبيب' على هذه الخطوة. مصادر اوروبية: ترامب يتجه الى اتفاق مؤقت مع ايران اما الرئيس الاميركي دونالد ترامب حتى هذا التاريخ فقد اظهر انه يريد الحلول بدلا من تزكية الازمات ولذلك يلجم 'اسرائيل' بعدم تقويض مسار المفاوضات الجارية بين بلاده وبين ايران فضلا ان ترامب سهل طريق سوريا واوقف الحرب على اليمن. وهنا، كشفت مصادر اوروبية للديار ان ترامب يتجه الى ابرام اتفاق مؤقت مع ايران، بمعنى ان يرفع بعض العقوبات على طهران مقابل تقديم تنازلات من جهتها.


وزارة الإعلام
منذ 4 ساعات
- وزارة الإعلام
اللواء: سلام للجالية في الإمارات: استمرار الاحتلال الإسرائيلي يؤخر بسط سيادة الدولة.. تعيينات في مجلس الوزراء اليوم.. ووقف التغطية الصحية للنازحين ومحادثات عسكرية حدودية في دمشق
كتبت صحيفة 'اللواء': يتأثر لبنان بارتدادات متسارعة تجري في المنطقة، سواءٌ عبر البوابة السورية ببعديها المتعلق بالحدود او النازحين او التموضع الجديد للادارة الحالية، وكذلك عبر البوابة الجنوبية، حيث رفع رئيس الاركان الاسرائيلي ايال زاميري من الحدود مع لبنان، من تهديداته، مشيراً الى ان المواجهة مع حزب الله لم تنتهِ، وسيواصل العمل من اجل ازالة تهديداته قبل تبلورها.. في وقت تشتد التجاذب الدبلوماسية حول التمديد المقبل لليونيفيل، في ضوء المطالبة بتوسيع منطقة عملها والصلاحيات التي تطالب بها بدعم اميركي مباشر، فيما يتمسك لبنان بمهام 'اليونيفيل' من دون اي تعديل جديد. مجلس الوزراء واليوم يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية، وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ'اللواء' ان تمرير مجموعة تعيينات في الجلسة باتت مسألة محسومة ولاسيما تلك التي تخضع لآلية التعيين المقرة سابقا، ومن المقرر ان يصار التأكيد على مواصلة هذه التعيينات ولفتت الى انه ليس مستبعدا ان يتطرق المجلس الى الحملة التي تستهدف رئيس الحكومة على خلفية مواقف اطلقها مؤخرا، معتبرة ان هناك وزراء سيسألون عن التعيينات. وقالت المصادر ان رئيس الجمهورية سيطلع المجلس على ما أتفق بشأنه في ملف السلاح الفلسطيني مع الرئيس محمود عباس والأجراءات التي ستشق طريقها وهنا قد تكون لبعض الوزراء استفسارات محددة. في هذه الاجواء، بقي السجال المتطور بين الحكومة وفريق حزب الله حول مصير السلاح في واجهة الاهتمام، وسط مخاوف من اتساع السجالات، ما لم يطرأ تحرك يوقفها عند النقطة التي وصلت اليها.. وردّ وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي مباشرة امس، على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول معادلة 'جيش وشعب ومقاومة' قائلاً: يستطيع أن يقول ما يشاء إنما الشعب اللبناني لم يعد يريد هذه الثلاثية الخشبية، إنتهى. وفي حديثٍ لصحيفة 'القدس العربي'، أكد رجي أن 'الدولة اللبنانية لا تفاوض على سيادتها' واصفاً حزب الله بـ'التنظيم المسلح الخارج عن القانون وبأنه ليس شرعيا' ومتوجهاً اليه بالقول: 'سلّم سلاحك وشكّل مع مناصريك حزباً سياسياً عادياً مع العقيدة التي تريدون'. رجي اعتبر أن التهجم عليه سببه أنهم 'لا يريدون أن تتم حصرية السلاح في البلد مهما كان'، أضاف: مهما قلت يريدون التهجم لا لسبب بل لأن ما أقوله لا يعجبهم. وإستطرد مستعيناً بالمثل اللبناني 'عم يحكوا الجارة حتى تسمع الكنّة'، حتى لا يفكر أحد بتخطيهم لا رئيس الحكومة ولا رئيس الجمهورية. وبإنتظار الرد على الوزير رجي، ردّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان على كلام الرئيس نواف سلام حول' نهاية عصر تصدير الثورة الايرانية الى لبنان، وحصرية السلاح بيد الدولة ورفض ثنائية السلاح التي كانت تؤدي إلى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب '، فقال قبلان مخاطبا سلام: أنت بموقع أبوي للبلد والمواقف الإستفزازية لا تفيد أبداً. اضاف: اما بخصوص 'ثنائية السلاح' المنطق السيادي يقول: لا سلاح شرعيا أكثر من شرعية السلاح الذي حرّر لبنان وما زال يحميه، وبمنطق الأرض والتاريخ والتحرير: لا شرعية فوق شرعية سلاح المقاومة والجيش اللبناني، وحين يحصل لبنان على طائرات 'أف 35″ و'منظومات ثاد' عندها نناقش 'سلاح المقاومة' الذي قاد أعقد المعجزات لتحرير وحماية لبنان. وكان الرئيس سلام قد قال أمام الجالية اللبنانية في الإمارات خلال حفل أقيم على شرفه في القنصلية اللبنانية: نحن نعمل لتثبيت الأمن وعنوانه استعادة سيادة الدولة وبسط سيادتها على كافة الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر خصصنا له ثلاث فقرات في البيان الوزاري، واؤكد على ما جاء في اتفاق الطائف من بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، واسترجاع الدولة اللبنانية قرار الحرب والسلم، والذي يعطل هذه المسيرة هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي للنقاط في الجنوب، علماً اننا اليوم اصبحنا في عصر الأقمار الاصطناعية والمناطيد للتجسس والرصد ولسنا في الحرب العالمية الأولى، هذا اذا لم نتكلم عن شبكات الجواسيس الموجودة على الارض. استمرار الاحتلال الاسرائيلي يؤخر عملية بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما التزمنا في البيان الوزاري. وأكد سلام 'الإصرار على المضي في تحقيق مشروع الاصلاح والسيادة، وأن المشروع الأساسي للحكومة هو إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين'. الى ذلك، استضاف متحف المستقبل في دبي، رئيس الحكومة، واطّلع سلام، خلال جولة في أروقة المتحف برفقة المدير التنفيذي لمتحف المستقبل ماجد المنصوري، على المعالم المعمارية الفريدة للمتحف، الذي يُعد أيقونة هندسية ومعمارية عالمية، ودوره كمركز عالمي لاستشراف المستقبل، ومنصة تجمع بين صناع القرار والمبتكرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم. وخلال الجولة، تعرف سلام والوفد المرافق له، على أحدث التجارب التفاعلية والابتكارات التقنية والعلمية التي يقدمها المتحف، والتي تسلط الضوء على التحديات والفرص التي ستواجه البشرية في العقود المقبلة. كما زار سلام جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي. ودخل على الخط رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، فقال في حوار مع الـL.B.C.I: ارى الشيخ نعيم قاسم، وهو يتكلم وكأنه على كوكب آخر لا علاقة له بالواقع، ولا يزال جالساً في ايران.. وفي موضوع سلاح الحزب، قال جعجع: 'رئيس الجمهورية هو المسؤول الاكثر دراسة، وكذلك رئيس الحكومة، الذي اوجه له تحية على مواقفه الواضحة'. وقال: اولويتنا حالياً ليست اتفاق سلام مع اسرائيل، بل هي العودة الى اتفاق الهدنة، وهذا اقصى ما نطمح اليه في الوقت الراهن. مخزومي مهنئاً بنجاح الانتخابات البلدية بلدياً، هنأ النائب فؤاد مخزومي الرئيسين جوزف عون ونبيه بري بنجاح الدولة في اجراء الانتخابات البلدية، وادارتها بحرفية ونزاهة، وجرت في مواعدها الدستوري، وشكر مخزومي بري على دوره الوطني في عملية اثبات المناصفة والتوافق الوطني في بيروت، و'بصراحة لعب دوراً اساسياً بالنجاح الذي تحقق في بيروت'، داعياً الى الوحدة الداخلية ومواكبة التطورات الجارية في المنطقة. وفي الاطار البلدي ايضاً، اعيد انتخاب المهندس حسن دبوق رئيساً لمجلس بلدية صور في مبنى البلدية، وانتخاب علوان شرف الدين نائباً للرئيس. وقف التغطية الإستشفائية للنازحين وفي تطور خطير آخر يزيد ملف عودة النازحين السوريين ارباكا وعبئاً على لبنان، تبلغ وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين امس، من وفدٍ من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين برئاسة ممثل المكتب في لبنان إيفو فرايجسن، بقرار المفوضية وقف التغطية الإستشفائية للنازحين السوريين المقيمين على أرض لبنان ووقف الدعم المقدم لمختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية، وذلك ابتداء من تشرين الثاني /نوفمبر المقبل بسبب محدودية التمويل المقدم من الدول المانحة. وقد رد الوزير ناصر الدين مؤكدًا 'ضرورة عدم تقاعس المجتمع الدولي عن مسؤولياته الإنسانية، هذه المسؤوليات التي لم يتقاعس عنها لبنان حيال المقيمين على أرضه من غير مواطنيه، طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية برغم أزماته الكبرى المتلاحقة ماليا واقتصاديا وأمنيا'. وقال: لقد شهد لبنان قبل أقل من ثلاثة أشهر موجة نزوح جديدة ما يبقي أعداد النازحين مرتفعة جدا بالنسبة إلى مساحة لبنان وقدرة نظامه الصحي على تحمل أعباء إضافية كبرى. ودعا المفوضية بالتعاون مع الجهات المؤثرة في المجتمع الدولي، الى ايجاد السبل الكفيلة لتأمين التغطية الإستشفائية للنازحين ودعم الخدمات الصحية المقدمة لهم في مراكز الرعاية الأولية. وأكد أن لا حل إلا بتأمين التمويل الدولي للرعاية الصحية للنازحين واستشفائهم إلى حين عودتهم الآمنة لبلادهم، داعيًا في هذا المجال إلى المباشرة بجهود جدية لتحقيق خطة العودة إلى البلد الأم بعد تغير الأوضاع فيه. وفد عسكري في دمشق وعلى خط التنسيق اللبناني – السوري، اعلنت الداخلية السورية، ان معاون وزير الداخلية للشؤون الشرطية اللواء احمد لطوف، استقبل وفداً من الجيش اللبناني برئاسة العميد الركن ميشال بطرس. وحسب ما اعلن، جرى البحث خلال اللقاء في الاوضاع عند الحدود السورية – اللبنانية، وسبل تعزيز التعاون المشترك لضبط عمليات التهريب. وعلى خط تأكيد التطمينات للرعايا العرب والاجانب الراغبين بالمجيء الى لبنان في الصيف وفصول السنة الاخرى، قام وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني بجولة ميدانية الى مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت، يرافقه وفد رفيع المستوى من دولة الإمارات العربية المتحدة، برئاسة سعادة عبد الله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية وتبادل المعرفة، ويضمّ الوفد الزائر ممثلين عن مكتب التبادل المعرفي الحكومي (GEEO)، ووزارة شؤون مجلس الوزراء، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبعثة دولة الإمارات في بيروت، وصندوق أبوظبي للتنمية (ADFD). وبعد جولته في المرفأ قال رسامني: 'علينا اتخاذ القرار لإعادة الثقة للمواطن بوطنه، والإمارات هي بلدنا الثاني وعندما كان وطننا في محنة ومخطوفًا اضطر أهلنا إلى مغادرة لبنان واليوم وبعد بداية عهد جديد سنعمل على إعادة أهلنا'. من جهته قال رئيس الوفد الإماراتي: 'لدى اللبناني رغبة في عودة لبنان الى دوره الاستراتيجي ورئيس دولة الامارات حريص على منح لبنان كل ما يتمناه'. الجنوب: توسُّع العدوان والإشكالات في الميدان، وسَّعت اسرائيل ضرباتها، فاستهدفت العباسية بعد ياطر، واستمرت الاشكالات بين الاهالي ووحدات 'اليونيفيل' التي تتحرك من دون مراعاة وضع القرى، لا سيما التي تعرضت للدمار، فوقع امس اشكالان بين الاهالي وجنود حفظ السلام في كل من ياطر وفرون، سرعان ما تدخل الجيش اللبناني لاعادة الامور الى نصابها في القريتين. ونفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الساعة السادسة والنصف صباحًا، عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة باتجاه سهل مرجعيون. وفي السياق نفسه، سُمعت رشقات نارية متقطعة من الجانب الإسرائيلي قرب موقع الحمامص. وحلق الطيران المسيّر الاسرائيلي على علو منخفض، في أجواء منطقة الزهراني. والى ذلك،ذكر ئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الجنرال إيال زامير، أننا 'سنواصل العمل على إزالة التهديدات وإضعاف حزب الله من أجل حماية بلدات الشمال ودولة إسرائيل، وقيادة المنطقة الشمالية غيّرت الواقع الأمني في المنطقة وعزّزت الأمن على الحدود'. وقال زامير: المعركة ضد حزب الله في لبنان لم تنتهِ بعد وسنواصلها حتى إضعاف الحزب وانهياره. وجاء كلام زامير، امس الاربعاء، اثناء إجراء تقييم للوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية، بمشاركة كل من قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين، وقائد الفرقة 146 البريغادير يفتح نوركين، وقائد الفرقة 91 البريغادير يوفال غز، وغيرهم من القادة. وأشاد رئيس الأركان 'بقوات الاحتياط التابعة للفرقة 146 وبقوات الفرقة 91 على أدائهم في الجبهة الشمالية منذ بداية الحرب وعلى الإنجازات المهمة التي حققوها'. كما قال: نحن نقاتل بما يتماشى واحتياجاتنا الأمنية، وسنعمل على تقصير أمد الحرب من خلال التفوق العملياتي والحسم على مختلف الجبهات. وذكر جيش الاحتلال الاسرائيلي 'أن عدد الجنود المنتشرين على الحدود مع لبنان يبلغ حالياً ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل اندلاع الحرب، في مؤشر واضح على رفع الجاهزية وتعزيز التحصينات العسكرية في المنطقة الحدودية'. وكشف جيش الاحتلال 'عن إنشاء لواء إقليمي جديد مكلف بالدفاع عن القطاع الأوسط، لينضم إلى اللواءين القائمين سابقًا: اللواء 300 واللواء 769'. وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن الفرقة 146 انسحبت من القطاع الغربي بعد أن كانت تعمل فيه كفرقة جغرافية خلال الحرب، وحلّت مكانها الفرقة 91 (فرقة الجليل)، التي تتولى الآن المسؤولية من رأس الناقورة حتى المناطق الشرقية، باستثناء جبل دوف – مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.