
خيط أسنان مبتكر قد يساعد في اكتشاف السرطان وقياس مستوى التوتر
هل يمكن أن يتحول خيط الأسنان من أداة للعناية اليومية بالفم إلى وسيلة لمراقبة الصحة الجسدية والنفسية؟
يقول فريق بحثي من جامعة "تافتس" في بوسطن إنهم صمموا نظاماً مبتكراً لخيط الأسنان قادراً على تتبع حالات صحية متعددة، أبرزها التوتر والسرطان.
يعتمد هذا الابتكار على قياس مستوى هرمون الكورتيزول، المعروف بأنه الهرمون المرتبط بالتوتر في الجسم.
وفي هذا السياق، يوضح أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوبية البروفيسور سمير سونكوسال قائلاً: "لم نرغب في أن تكون عملية القياس ذاتها مصدراً جديداً للقلق، لذا فكرنا في تصميم جهاز يصبح جزءاً من روتين الحياة اليومي، وبما أن الكورتيزول يظهر في اللعاب، بدا خيط الأسنان خياراً طبيعياً لأخذ عينة يومية بصورة غير مزعجة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد نشر سونكوسال وفريقه البحثي نتائج هذا العمل الجمعة في مجلة "المجمع الكيماوي الأميركي للمواد والواجهات التطبيقية" ACS Applied Materials and Interfaces.
ما يلفت الانتباه إلى أن تصميم خيط الأسنان الجديد لا يختلف من ناحية الشكل عن الخيوط التقليدية المتوافرة في الصيدليات، مما يجعله مألوفاً وسهل الاستخدام من دون أي تعقيد.
كيف يمكن أن تخفي هذه البساطة تقنية متقدمة قادرة على تحليل اللعاب؟
يعمل الجهاز من خلال التقاط كمية صغيرة من اللعاب عبر فتحة دقيقة في الخيط، حيث تنتقل العينة إلى مقبض الأداة. هناك، تنتشر العينة على شريحة مزودة بموصلات كهربائية قادرة على قياس مستوى الكورتيزول بدقة.
ويستخدم الابتكار تقنية تدعى "بوليمرات مطبوعة جزيئياً والمكهربة"، والتي تقوم بالتعرف إلى الكورتيزول. وتشير الجامعة إلى أن هذه التقنية تشبه عمل الجبس الطبي، الذي يأخذ شكل الجزء المغطى به، إذ تترك الجزيئات بصمتها داخل البوليمر، مما يسهل التعرف إليها لاحقاً. وتندرج مواد مثل البلاستيك والمطاط تحت هذا النوع من البوليمرات.
وقد أوضح الباحثون أن هذا القالب الجزيئي لا يقتصر دوره على رصد الكورتيزول بل يمكن استخدامه كذلك لاكتشاف جزيئات أخرى في اللعاب، مثل مؤشرات السكر لدى مرضى السكري، أو مؤشرات الإصابة بالسرطان. وربما يكون قادراً على كشف مشكلات صحية عدة في آن واحد.
ويبرز سونكوسال الفرق بين هذه التقنية والمستشعرات الحيوية التقليدية، قائلاً "عادة ما تطور أجهزة الاستشعار الحيوي باستخدام الأجسام المضادة أو مستقبلات أخرى تلتقط الجزيء المستهدف. وبمجرد اكتشاف علامة حيوية، يتطلب الأمر كثيراً من العمل في الهندسة الحيوية لتصميم الجزيء المستقبل وربطه بجهاز الاستشعار". وأشار إلى أن تقنية "بوليمرات مطبوعة جزيئياً والمكهربة" "لا تعتمد على استثمارات كبيرة في تصنيع الأجسام المضادة أو المستقبلات. فإذا اكتشفت علامة جديدة للإجهاد أو لأي مرض أو حالة أخرى، يمكنك ببساطة إنشاء قالب بوليمري خلال فترة زمنية قصيرة جداً".
من جانبه يؤكد فريق البحث أن أداء أجهزة الاستشعار هذه لا يقل دقة عن أفضل الأجهزة المتوافرة في السوق، مشيرين إلى أنهم يعملون حالياً على تأسيس شركة ناشئة تهدف إلى تحويل هذا الابتكار إلى منتج تجاري يمكن طرحه في الأسواق قريباً.
لكن، وعلى رغم هذه النتائج الواعدة، يلفت سونكوسال إلى أن هناك تفاوتاً طبيعياً في مؤشرات اللعاب بين الأفراد، وهو أمر يجب أخذه بالحسبان عند استخدام هذا النوع من الأجهزة.
ويختتم بالقول "صحيح أن فحوصات الدم هي المعيار الذهبي للتشخيص الدقيق، لكن بعد التشخيص وبدء العلاج، يمكن لهذا المستشعر أن يوفر وسيلة سهلة لمراقبة الحالة الصحية مثل أمراض القلب، مما يتيح التدخل المبكر عند الضرورة وتحقيق نتائج أفضل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
"أطباء بلا حدود": العنف الجنسي في السودان "خطر شبه دائم"
حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الأربعاء من أن العنف الجنسي يشكل "خطراً شبه دائم" على النساء والفتيات في منطقة دارفور غرب السودان، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. "فظيعة ووحشية" ومنذ بدء الحرب في أبريل (نيسان) عام 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، كانت الحالات المبلغ عنها "فظيعة ووحشية" بحسب كلير سان فيليبو منسقة الطوارئ في "أطباء بلا حدود" التي أفادت المنظمة بأنها عالجت 659 ناجية في جنوب دارفور بين يناير (كانون الثاني) 2024 ومارس (آذار) الماضي، أكدت 86 في المئة منهن تعرضهن للاغتصاب، وكان ثلثهن دون الـ 18 وبعضهن في الخامسة. الرجال والفتيان وأضافت سان فيليبو أن "النساء والفتيات لا يشعرن بالأمان في أي مكان"، وأوضحت أنهن "يتعرضن للهجوم داخل منازلهن أثناء محاولتهن الفرار من العنف وأثناء البحث عن الطعام أو الحطب أو أثناء العمل في الحقول". ويتعرض الرجال والفتيان أيضاً للعنف الجنسي لكن بنسبة أقل، إذ إن 94 في المئة من الناجين هم من النساء والفتيات، وفق منظمة "أطباء بلا حدود". وفي مستشفى في طويلة على بعد 60 كيلومتراً غرب الفاشر العاصمة المحاصرة لولاية شمال دارفور، عولجت 48 ناجية بين يناير الماضي ومطلع مايو (أيار) الجاري هرب معظمهن من هجوم لقوات "الدعم السريع" على مخيم زمزم للنازحين، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 200 مدني وأرغم أكثر من 400 ألف شخص على الفرار. وفي شرق تشاد حيث لجأ أكثر من 800 ألف سوداني، كان نصف الناجين البالغ عددهم 44 والذين عالجتهم منظمة "أطباء بلا حدود" منذ يناير الماضي من الأطفال. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) اغتصاب جماعي وأكدت فتاة تبلغ 17 سنة أنها تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل مسلحي "الدعم السريع"، وقالت "أردت أن أفقد ذاكرتي بعد ذلك". وبحسب مسؤولة الطوارئ الطبية في "أطباء بلا حدود" روث كوفمان يبقى الوصول إلى الرعاية الصحية "غير كافٍ"، وأضافت "كما هي الحال بالنسبة إلى كل الخدمات الإنسانية والطبية في السودان، لا بد من تعزيز هذا الدعم بصورة عاجلة". واتهم الجانبان بارتكاب فظائع، وفي أبريل الماضي أفادت منظمة العفو الدولية بوجود حالات من العبودية الجنسية.


Independent عربية
منذ 11 ساعات
- Independent عربية
واشنطن توقف التوصية بلقاح "كوفيد" للحوامل والأطفال الأصحاء
أعلن وزير الصحة الأميركي روبرت أف كينيدي الابن اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة أوقفت التوصية بإعطاء لقاحات روتينية من "كوفيد-19" للنساء الحوامل والأطفال الأصحاء، مما يتعارض مع التوصية التقليدية التي تتبعها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وأضاف كينيدي خلال مقطع مصور مع مفوض إدارة الأغذية والعقاقير مارتي مكاري ومدير المعاهد الوطنية للصحة جاي باتاشاريا أن اللقاحات أزيلت من جدول التطعيمات التي توصي بها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع من الكشف عن متطلبات أكثر صرامة لتطعيمات "كوفيد" لتقتصر بذلك على كبار السن والمعرضين لخطر الإصابة بمرض شديد. ويعمل كينيدي على إعادة تشكيل النظام الصحي الأميركي ليتماشى مع هدف الرئيس دونالد ترمب تقليص الحكومة الاتحادية بصورة كبيرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال في مقطع مصور "حثت إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن الأطفال الأصحاء العام الماضي على الحصول على جرعة أخرى من لقاح "كوفيد" على رغم قلة البيانات السريرية لدعم استراتيجية التعزيز المتكرر للأطفال". ويظهر موقع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن الدراسات التي أجريت على مئات آلاف الأشخاص حول العالم توصلت إلى أن لقاح "كوفيد-19" آمن قبل الحمل وبعده فاعل ومفيد لكل من المرأة الحامل والطفل.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
وفاة 170 سودانيا خلال أسبوع جراء تفشي الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة السودانية اليوم الثلاثاء ازدياداً كبيراً في عدد الإصابات بالكوليرا في البلاد، إذ سجلت 2700 إصابة و172 وفاة خلال أسبوع واحد. وقالت الوزارة في بيان إن 90 في المئة من الإصابات سجلت في ولاية الخرطوم، حيث تعطلت إمدادات الطاقة والمياه بشدة في الأسابيع الأخيرة جراء ضربات بالمسيرات نسبت إلى قوات "الدعم السريع" التي تخوض حرباً ضد الجيش منذ أبريل (نيسان) 2023، وسجلت حالات أخرى في جنوب البلاد ووسطها وشمالها. يعد وباء الكوليرا متوطناً في السودان، لكنه يتفشى بصورة أسوأ بكثير وأكثر تكراراً منذ اندلعت الحرب التي أدت إلى تدهور البنى التحتية الهشة أساساً للمياه والصحة والصرف الصحي. وقالت الوزارة الثلاثاء الماضي إن 51 شخصاً لقوا حتفهم جراء الكوليرا من بين أكثر من 2300 حالة جرى تسجيلها على المدى الأسابيع الثلاثة الماضية، 90 في المئة منها في ولاية الخرطوم. شنت قوات "الدعم السريع" ضربات هذا الشهر على أنحاء الخرطوم، بما في ذلك على ثلاث محطات للطاقة، قبل إخراجها من آخر مواقع كانت تسيطر عليها في العاصمة الأسبوع الماضي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأدت الضربات إلى خروج شبكة الطاقة ولاحقاً المياه المحلية عن الخدمة، بحسب "أطباء بلا حدود"، مما أجبر السكان على اللجوء إلى مصادر المياه غير الآمنة. وقال منسق الشؤون الطبية لدى "أطباء بلا حدود" في السودان سليمان عمار في بيان "انقطعت الكهرباء عن محطات معالجة المياه، ولم يعد بإمكانها توفير المياه النظيفة من النيل". وقد يؤدي وباء الكوليرا الذي يتسبب بإسهال حاد ناجم عن تلوث المياه أو الغذاء إلى الوفاة في غضون ساعات ما لم يحصل المصاب على العلاج، لكن الوقاية منه وكذلك علاجه أمر سهل عندما تتوفر المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الطبية في وقتها. دفعت الحرب نظام الرعاية الصحية الهش أساساً في السودان إلى "نقطة انهيار"، بحسب منظمة الصحة العالمية. وأجبرت نحو 90 في المئة من مستشفيات البلاد في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك، بحسب اتحاد الأطباء، فيما جرى اقتحام المنشآت الصحية بصورة دورية وقصفها ونهبها. وأودت الحرب التي دخلت عامها الثالث بحياة عشرات الآلاف، وأدت إلى نزوح 13 مليون شخص، متسببة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.