
يوم انتخابي طويل في جبل لبنان… و'الداخلية' في قلب المشهد
كتب ريشار حرفوش في 'نداء الوطن':
إنجاز يسجل لوزارة الداخلية والبلديات التي تحوّلت إلى خلية نحل تتابع لحظة بلحظة مجريات العملية الانتخابية في جبل لبنان، في مشهد عكس الجدية الكاملة في مقاربة هذا الاستحقاق الديمقراطي الحساس.
خلال التغطية الميدانية من داخل الوزارة، بدا واضحاً الجهد التنظيمي واللوجستي، وبرز الدور المحوري للمسؤولة الإعلامية في وزارة الداخلية فانيسا متى درغام، التي أشرفت بدقة على التنسيق وتسهيل مهام الإعلاميين. ومن ضمن التسهيلات، شاشة إلكترونية في الباحة الرئيسية لعرض نسب الاقتراع وعدد المقترعين تباعاً وعلى مدار الساعة، ما أتاح للصحافيين متابعة التفاصيل أولاً بأول. وقد قوبلت هذه الجهود بتحية شكر من الجسم الإعلامي، الذي لمس حسن الاستقبال والتنظيم.
تم تقسيم الفريق الإعلامي إلى قسمين: أحدهما فضّل البقاء في الوزارة لتوثيق سير العمل داخل غرفة العمليات، فيما اختار القسم الآخر الصعود على متن الباص الذي خصصته الوزارة للتوجه إلى بلدة شحيم، حيث أدلى وزير الداخلية أحمد الحجار بصوته. أما أنا، ففضّلت تغطية الحدثين معاً، إلا أن الباص غادر من دون أن ينتظرني.
لكن، وفي لفتة استثنائية، سمحت لي الدوائر المعنية في وزارة الداخلية بالصعود ضمن الموكب الأمني الخاص للوزير الحجار، لأشارك بشكل مباشر في الجولة، وكانت تجربة نادرة لا تتكرر كثيراً في حياة المراسل، إذ تنقلتُ مع عناصر قوى الأمن الداخلي وفريق الاستقصاء ضمن موكب الوزير لتوثيق الحدث من زواياه الأقرب.
وبالعودة إلى داخل الوزارة، كان الوزير الحجار حاضراً منذ الصباح الباكر، مشرفاً على العمليات بشكل مباشر، يتنقل بين غرفة العمليات ومكتبه، ويجيب على أسئلة الإعلام عند كل تطور ميداني، كما أجرى اتصالات فورية لمعالجة الإشكالات الانتخابية التي حصلت في بعض المناطق. غرفة العمليات تلقت آلاف الاتصالات، وتولّى متابعتها فريق متخصّص من أكثر من أربعين شخصاً، عملوا بتناغم تام لتلبية حاجات الناس وضمان انتظام العملية.
في تمام السابعة صباحاً، زار رئيس الجمهورية جوزاف عون مبنى الوزارة وأطلق رسمياً اليوم الانتخابي من هناك، كما أجرى جولة ميدانية داخل غرفة العمليات برفقة الحجار، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الحرس الجمهوري. وقد ألقى كلمة مقتضبة أشاد فيها بالتنظيم وبجهود الوزارة.
من جانبه، أدلى الحجار بصوته في بلدته شحيم، مشيراً إلى ارتياحه لمجريات العملية، ومؤكداً أن جميع المرشحين في بلدته إخوة، وأنّ الوزارة تتعامل مع الشكاوى القليلة التي وردت بكل شفافية وسرعة.
وكان لافتاً في فترة الظهر أن الحجار أصرّ على النزول من مكتبه لتفقّد العاملين شخصياً داخل الوزارة، حيث جال في المكاتب وسأل الموظفين والمتواجدين من الإعلاميين إذا كان ينقصهم أي شيء. وعندما سألناه عن رؤيته لمجريات الانتخابات، أكّد بثقة أن الأمور تسير بشكل ممتاز، وأن كل الإشكالات التي حصلت تمّ ضبطها ومعالجتها في وقتها، مشيراً إلى أن سير العملية الانتخابية كان منتظماً وفق ما هو مطلوب.
وفي لفتة قريبة من الناس، دخل الحجار في تفاصيل يوم الإعلاميين، وقال حرفياً: 'ناقصكم شي؟ عايزين شي؟'، مشيراً إلى أن خدمة الـ Wi-Fi في الوزارة مفتوحة للجميع. هذا الموقف عكس نهجاً جديداً في التعامل بين المسؤولين والإعلام والعاملين، حيث بدا واضحاً أن الوزير كان قريباً من الجميع، في صورة تؤكد أننا دخلنا مرحلة جديدة مع هذا العهد، يكون فيها الوزراء من الناس، وإلى الناس.
وكان للحجار جولة ميدانية في الغبيري والشياح، حيث تنقّل سيراً على الأقدام داخل الأقلام الانتخابية، متفقدًا الناخبين ومطمئناً الناس إلى حسن سير العملية. وفي حديثه للإعلام، أشار إلى وجود خطة بديلة جاهزة للأماكن المهدّدة جنوباً من قبل العدو الإسرائيلي، حفاظاً على سلامة المواطنين واستمرارية الانتخابات.
وخلال الجولة، حصل تلاسن محدود بين أحد الناخبين ورئيس بلدية الغبيري، فتدخّل الوزير مؤكداً حياده الكامل ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع. فيما ردّ رئيس البلدية بأنّه لا يزال في موقعه القانوني حتى 30 أيار، وأن من حقه التواجد داخل القلم الانتخابي حتى لو كان مرشحاً، باعتباره سلطة محلية.
وفي الغبيري تحديداً، كان المشهد واضحاً بأن المعركة ذات طابع سياسي لا عائلي، إذ ازدحمت الأقلام الانتخابية بالمندوبين الثابتين والجوالين الموزّعين حصرياً بين اللونين الأخضر والأصفر، في دلالة صريحة على الإصطفاف الحزبي في هذه المنطقة.
ومع إقفال صناديق الاقتراع، زار رئيس الحكومة نواف سلام مقر الوزارة وأثنى على جهود الوزير وفريق عمله مهنّئاً إياهم على حسن تنظيم هذا الاستحقاق الدستوري.
هكذا طُويت صفحة يوم انتخابي طويل في جبل لبنان، كانت فيه وزارة الداخلية مركز القرار والحركة، فيما كان الإعلام شريكاً في نقل الحقيقة من الداخل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
منذ 17 دقائق
- MTV
رسالة إماراتية مزدوجة إلى لبنان: دعم معنوي ومن ثمّ مادي
في مشهد يحمل أبعاداً دبلوماسية وتنموية في آن، شهد مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي جولة ميدانية لوزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، برفقة وفد إماراتي رفيع ترأسه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية وتبادل المعرفة عبد الله ناصر لوتاه، بهدف استكشاف سبل التعاون وتقييم حجم الأضرار والخطط المستقبلية. بدأت الجولة في مرفأ بيروت، حيث عاين الوفد عن كثب العنابر التي كانت مخصصة لتخزين القمح، والتي تضررت بشدة خلال انفجار 4 آب. وحرص رسامني على التأكيد أنّ "إعادة الثقة تبدأ من هنا، من أرض المرفأ والمطار، من خلال النهوض بهما مجدداً"، مشيداً بالعلاقة الأخوية التي تربط لبنان بالإمارات، وواصفاً الأخيرة بـ "البلد الثاني" للبنانيين. من جهته، أكد لوتاه أنّ القيادة الإماراتية، وعلى رأسها رئيس الدولة، "حريصة على منح لبنان كل ما يتمناه"، مشيراً إلى رغبة اللبنانيين في استعادة موقع بلادهم الاستراتيجي في المنطقة. وخلال لقاء عُقد عبر تقنية "زوم" على هامش هذه الجولة، أكد المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني أن "المرفأ بات جاهزاً للانضمام إلى خطوط النقل العربية واستعادة دوره كمحور استراتيجي"، مشيراً إلى قرب انتهاء تركيب أجهزة الكشف، والتقدم في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خصوصاً بعد خصخصة محطة الحاويات. ولفت إلى أن الإدارة قادرة على إدارة الاستثمارات رغم نقص الكوادر، مع التركيز على تدريب العاملين وتحديث المهارات وفق المعايير الدولية. تعبيد الطريق خلال أيام توجه الوفد لاحقاً إلى مطار بيروت، حيث شملت الجولة مركز سلامة الطيران وبعض الأقسام اللوجستية والفنية. وشهدت الزيارة استعراضاً للتطورات القائمة، لا سيما أعمال التعبيد وتحسين الطرق المؤدية إلى قاعة الوصول، والتي من المتوقع إنجازها خلال أيام، حيث يتم حالياً تحويل حركة الوصول إلى الموقف بسبب الأشغال، بحسب ما أكدت مصادر أمنية لـ "نداء الوطن"، كما طالت التحسينات تجهيزات الشاشات وتحديث البنى التحتية التقنية داخل المطار، والاتصالات والـ "WIFI". ولم تغب المسائل الأمنية عن الجولة، حيث ترافق الحضور مع رئيس جهاز أمن المطار في الجيش اللبناني العميد فادي الكفوري، الذي يعقد اجتماعات دورية لتأمين بيئة آمنة وفعالة في المطار، ختمت المصادر، قائلةً: "الأمن ممسوك، وتعبيد طريق "الوصول" و"المغادرة" سيكون سريعاً كون الورشة ستنتهي خلال أيام معدودة". إشارةً الى أن شركة طيران "الشرق الأوسط" هي من تكفل بدفع كل مصاريف تعبيد هذه الطريق. اهتمام إماراتي بلبنان في ختام الجولة، عُقد لقاء مغلق في صالون الشرف بين رسامني ورئيس الوفد الإماراتي، تحول فيه الحديث من العام إلى التفصيلي، وتمّ طرح إمكانية المساهمة الإماراتية عبر مساعدات عينية مباشرة للمطار والمرفأ، في خطوة تمهّد لتعاون أعمق وأوسع. وبعد الخلوة مباشرةً، كان لـ "نداء الوطن" حديث خاص مع رسامني، أعلن فيه أن "رسالة الوفد الإماراتي هي رسالة إنمائية واقتصادية"، من دون أن يُخفي أنها تحمل رسالة سياسية أيضاً. وقال: "الوفد الإماراتي قال إنه مهتم بلبنان وبشتى المجالات فيه". ورداً على سؤال عمّا إذا كان الدعم معنوياً لا مادياً، أجاب: "الدعم سيبدأ معنوياً على أن يتبعه دعم مادي ولوجستي وغيره لاحقاً". ورداً على سؤال عن رزمة مساعدات من بلدان الخليج العربي، قال: "تفاصيل المساعدات ستكون مدار بحث اللجان المشتركة بين لبنان والإمارات". ورداً على سؤال حول سبب عقد خلوة ثنائية في نهاية الجولات، أجاب رسامني: "أردنا التحدث عن تفاصيل الأمور وألّا يكون الحديث مقتصراً على العموميات، فالإمارات إلى جانبنا وراغبة في مساعدتنا، ومن هذا المنطلق تحدثنا عن كل قطاع وكيفية المساعدة فيه". وعمّا إذا كانت المساعدات محصورة بنقل خبرات، جزم بأن هناك مساعدات مالية أيضاً، مؤكداً أن "النية موجودة لدى الإمارات، والتفاصيل سنتحدث فيها لاحقاً". أضاف: "التواصل سيكون سريعاً بين لبنان والإمارات في الفترة المقبلة، وهذا ما أكدنا عليه في لقاءاتنا الثنائية". وختم: "بدأ يتوافد السياح من الخليج العربي، وبدأنا بتعبيد الطريق الخارجية للمطار، وتحسين الإنارة وتأمينها على طريق المطار، بغرض أن نكون على أكمل جهوزية لاستقبال السياح من الخارج". التسهيلات بدأت في المطار في السياق، بدأ الوافدون من الخارج إلى مطار بيروت الدولي يلحظون بوضوح التغييرات النوعية التي طرأت على المطار، سواء على مستوى التنظيم أو التسهيلات اللوجستية والإدارية. فقد باتت إجراءات الدخول والمغادرة عبر الأمن العام أكثر سرعة وسلاسة، وسط إشادة متزايدة من قبل المسافرين بالإجراءات المعتمدة، سواء من اللبنانيين العائدين أو السياح القادمين إلى بيروت. هذه التسهيلات انعكست إيجاباً على روّاد المطار، الذين لاحظوا أن العبور بات أكثر مرونة، من دون تأخير يُذكر، لا عند الوصول ولا عند المغادرة. ويأتي هذا التطور ضمن خطة شاملة تعمل عليها وزارة الأشغال العامة والنقل، بالتعاون مع إدارة المطار وسائر الأجهزة المعنية، لتحسين تجربة المسافر من "Door to door". التحسينات لم تقتصر على الجانب الإداري، بل طالت أيضاً البنية التحتية للمطار، حيث شهدت الصالات والممرات أعمال صيانة شملت الأرضيات، ونظام الشاشات الإرشادية، إضافةً إلى النظافة والخدمات الأساسية مثل الحمامات العامة ودوائر المياه، التي باتت بحالة ممتازة من حيث الجهوزية والنظافة. ولعلّ من أبرز ما يُسجَّل، هو تنظيم الممرات الداخلية بحيث أصبح تنقّل المسافرين سهلاً وسلساً، مع اختفاء مظاهر الفوضى أو الازدحام العشوائي، كما أن المسارات مخصصة بوضوح، بما يوفّر على المسافرين عناء الانتظار أو الحيرة في التنقل بين الأقسام المختلفة للمطار. كل هذه المؤشرات تعكس بداية مرحلة جديدة في مسار تطوير المطار، بما يُعزز مكانته كبوابة رئيسية للبنان نحو العالم.

المركزية
منذ 38 دقائق
- المركزية
رسامني: دعم إماراتي يبدأ معنوياً ويتوسّع مادياً
في مشهد يحمل أبعاداً دبلوماسية وتنموية في آن، شهد مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي جولة ميدانية لوزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، برفقة وفد إماراتي رفيع ترأسه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية وتبادل المعرفة عبد الله ناصر لوتاه، بهدف استكشاف سبل التعاون وتقييم حجم الأضرار والخطط المستقبلية. بدأت الجولة في مرفأ بيروت، حيث عاين الوفد عن كثب العنابر التي كانت مخصصة لتخزين القمح، والتي تضررت بشدة خلال انفجار 4 آب. وحرص رسامني على التأكيد أنّ 'إعادة الثقة تبدأ من هنا، من أرض المرفأ والمطار، من خلال النهوض بهما مجدداً'، مشيداً بالعلاقة الأخوية التي تربط لبنان بالإمارات، وواصفاً الأخيرة بـ 'البلد الثاني' للبنانيين. من جهته، أكد لوتاه أنّ القيادة الإماراتية، وعلى رأسها رئيس الدولة، 'حريصة على منح لبنان كل ما يتمناه'، مشيراً إلى رغبة اللبنانيين في استعادة موقع بلادهم الاستراتيجي في المنطقة. وخلال لقاء عُقد عبر تقنية 'زوم' على هامش هذه الجولة، أكد المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني أن 'المرفأ بات جاهزاً للانضمام إلى خطوط النقل العربية واستعادة دوره كمحور استراتيجي'، مشيراً إلى قرب انتهاء تركيب أجهزة الكشف، والتقدم في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خصوصاً بعد خصخصة محطة الحاويات. ولفت إلى أن الإدارة قادرة على إدارة الاستثمارات رغم نقص الكوادر، مع التركيز على تدريب العاملين وتحديث المهارات وفق المعايير الدولية. تعبيد الطريق خلال أيام توجه الوفد لاحقاً إلى مطار بيروت، حيث شملت الجولة مركز سلامة الطيران وبعض الأقسام اللوجستية والفنية. وشهدت الزيارة استعراضاً للتطورات القائمة، لا سيما أعمال التعبيد وتحسين الطرق المؤدية إلى قاعة الوصول، والتي من المتوقع إنجازها خلال أيام، حيث يتم حالياً تحويل حركة الوصول إلى الموقف بسبب الأشغال، بحسب ما أكدت مصادر أمنية لـ 'نداء الوطن'، كما طالت التحسينات تجهيزات الشاشات وتحديث البنى التحتية التقنية داخل المطار، والاتصالات والـ 'WIFI'. ولم تغب المسائل الأمنية عن الجولة، حيث ترافق الحضور مع رئيس جهاز أمن المطار في الجيش اللبناني العميد فادي الكفوري، الذي يعقد اجتماعات دورية لتأمين بيئة آمنة وفعالة في المطار، ختمت المصادر، قائلةً: 'الأمن ممسوك، وتعبيد طريق 'الوصول' و'المغادرة' سيكون سريعاً كون الورشة ستنتهي خلال أيام معدودة'. إشارةً الى أن شركة طيران 'الشرق الأوسط' هي من تكفل بدفع كل مصاريف تعبيد هذه الطريق. اهتمام إماراتي بلبنان في ختام الجولة، عُقد لقاء مغلق في صالون الشرف بين رسامني ورئيس الوفد الإماراتي، تحول فيه الحديث من العام إلى التفصيلي، وتمّ طرح إمكانية المساهمة الإماراتية عبر مساعدات عينية مباشرة للمطار والمرفأ، في خطوة تمهّد لتعاون أعمق وأوسع. وبعد الخلوة مباشرةً، كان لـ 'نداء الوطن' حديث خاص مع رسامني، أعلن فيه أن 'رسالة الوفد الإماراتي هي رسالة إنمائية واقتصادية'، من دون أن يُخفي أنها تحمل رسالة سياسية أيضاً. وقال: 'الوفد الإماراتي قال إنه مهتم بلبنان وبشتى المجالات فيه'. ورداً على سؤال عمّا إذا كان الدعم معنوياً لا مادياً، أجاب: 'الدعم سيبدأ معنوياً على أن يتبعه دعم مادي ولوجستي وغيره لاحقاً'. ورداً على سؤال عن رزمة مساعدات من بلدان الخليج العربي، قال: 'تفاصيل المساعدات ستكون مدار بحث اللجان المشتركة بين لبنان والإمارات'. ورداً على سؤال حول سبب عقد خلوة ثنائية في نهاية الجولات، أجاب رسامني: 'أردنا التحدث عن تفاصيل الأمور وألّا يكون الحديث مقتصراً على العموميات، فالإمارات إلى جانبنا وراغبة في مساعدتنا، ومن هذا المنطلق تحدثنا عن كل قطاع وكيفية المساعدة فيه'. وعمّا إذا كانت المساعدات محصورة بنقل خبرات، جزم بأن هناك مساعدات مالية أيضاً، مؤكداً أن 'النية موجودة لدى الإمارات، والتفاصيل سنتحدث فيها لاحقاً'. أضاف: 'التواصل سيكون سريعاً بين لبنان والإمارات في الفترة المقبلة، وهذا ما أكدنا عليه في لقاءاتنا الثنائية'. وختم: 'بدأ يتوافد السياح من الخليج العربي، وبدأنا بتعبيد الطريق الخارجية للمطار، وتحسين الإنارة وتأمينها على طريق المطار، بغرض أن نكون على أكمل جهوزية لاستقبال السياح من الخارج'. التسهيلات بدأت في المطار في السياق، بدأ الوافدون من الخارج إلى مطار بيروت الدولي يلحظون بوضوح التغييرات النوعية التي طرأت على المطار، سواء على مستوى التنظيم أو التسهيلات اللوجستية والإدارية. فقد باتت إجراءات الدخول والمغادرة عبر الأمن العام أكثر سرعة وسلاسة، وسط إشادة متزايدة من قبل المسافرين بالإجراءات المعتمدة، سواء من اللبنانيين العائدين أو السياح القادمين إلى بيروت. هذه التسهيلات انعكست إيجاباً على روّاد المطار، الذين لاحظوا أن العبور بات أكثر مرونة، من دون تأخير يُذكر، لا عند الوصول ولا عند المغادرة. ويأتي هذا التطور ضمن خطة شاملة تعمل عليها وزارة الأشغال العامة والنقل، بالتعاون مع إدارة المطار وسائر الأجهزة المعنية، لتحسين تجربة المسافر من 'Door to door'. التحسينات لم تقتصر على الجانب الإداري، بل طالت أيضاً البنية التحتية للمطار، حيث شهدت الصالات والممرات أعمال صيانة شملت الأرضيات، ونظام الشاشات الإرشادية، إضافةً إلى النظافة والخدمات الأساسية مثل الحمامات العامة ودوائر المياه، التي باتت بحالة ممتازة من حيث الجهوزية والنظافة. ولعلّ من أبرز ما يُسجَّل، هو تنظيم الممرات الداخلية بحيث أصبح تنقّل المسافرين سهلاً وسلساً، مع اختفاء مظاهر الفوضى أو الازدحام العشوائي، كما أن المسارات مخصصة بوضوح، بما يوفّر على المسافرين عناء الانتظار أو الحيرة في التنقل بين الأقسام المختلفة للمطار. كل هذه المؤشرات تعكس بداية مرحلة جديدة في مسار تطوير المطار، بما يُعزز مكانته كبوابة رئيسية للبنان نحو العالم.


IM Lebanon
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- IM Lebanon
التنظيم على وتيرته والفرز بإشراف الحجار شخصيًا
كتب ريشار حرفوش في 'نداء الوطن': بأجواء هادئة، انطلقت في تمام السابعة من صباح أمس الأحد عملية الاقتراع في بيروت، زحلة، البقاع الغربي، بعلبك الهرمل، البقاع، راشيا، وعند السابعة مساء أقفلت الصناديق ليتوجه بعدها وزير الداخلية أحمد الحجار مباشرة إلى عدد من أقلام الاقتراع في بيروت لمتابعة مجريات الفرز شخصياً، في خطوة غير مسبوقة تؤكد حرصه على الشفافية ومتابعة أي شائبة قد تمس نزاهة العملية. وفي تفاصيل اليوم الانتخابي الطويل في الوزارة، فبعيد فتح الأقلام في الأقضية المعنية، حضر وزير الدفاع ميشال منسى، وبعده رئيس الحكومة نواف سلام، وكان لقاء مع الوزير الحجار الذي ترأس غرفة العمليات وتابع كل مجريات النهار عن كثب. كذلك زار وزير العدل عادل نصار الوزارة، حيث شدد على أهمية ضبط إطلاق النار العشوائي وضرورة ملاحقة مطلقي النار ابتهاجاً من دون أي استثناءات، قائلاً: «ما في واسطة بهذا الموضوع، فصحة المواطنين خط أحمر». وبالنسبة للأرقام النهائية (الى حين إقفال الأقلام الانتخابية) كانت على الشكل التالي: راشيا: 37.09 %، الهرمل: 35.70 %، البقاع الغربي: 42.96 %، زحلة: 46.71 %، بعلبك: 48.98 %، بيروت: 21.10 %. بيروت ترفع النسبة وفي سياق مقارنة نسب الاقتراع بين الاستحقاق البلدي والاختياري لعامي 2016 و2025، تُظهر الأرقام الرسمية لوزارة الداخلية والبلديات مفارقة لافتة: وحدها العاصمة بيروت سجّلت ارتفاعاً في نسبة الاقتراع من 20.14 % في انتخابات 2016 إلى 21.03 % في العام الحالي، ما يعكس مؤشراً معاكساً للمنحى العام الذي ساد في سائر الأقضية. ففي بعلبك – الهرمل والبقاع، انخفضت نسبة الاقتراع الإجمالية من 49 % عام 2016 إلى 45.23 % عام 2025. وفي الهرمل تحديداً، سجّلت تراجعاً من 45 % إلى 35.7 %، أما في قضاء بعلبك، فقد انخفضت النسبة من 62 % إلى 48.61 %، وفي راشيا من 43.5 % إلى 37.02 %. حتى زحلة، التي لطالما سجلت نسب مشاركة مرتفعة، شهدت تراجعاً من 52.6 % إلى 46.06 %، وحده البقاع الغربي سجل ارتفاعاً طفيفاً من 42 % إلى 42.91 %. هذا التباين بين بيروت وسائر الأقضية يُعيد طرح التساؤلات حول العوامل المؤثرة في نسب المشاركة، ومدى قدرة القوى السياسية والمدنية على تحفيز الناخبين، لا سيما في المناطق التي تتسم بتقليد انتخابي أكثر حيوية. المخالفات بالأرقام أما عن المخالفات والشكاوى التي وصلت إلى وزارة الداخلية فهي لم تتعد الـ 400 مخالفة، والنسبة الأكبر كانت من هيئة قلم الاقتراع بنسبة تعدت الـ 56 %، أما من المواطنين فكانت بنسبة 26.5 %.