رسامني: دعم إماراتي يبدأ معنوياً ويتوسّع مادياً
في مشهد يحمل أبعاداً دبلوماسية وتنموية في آن، شهد مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي جولة ميدانية لوزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، برفقة وفد إماراتي رفيع ترأسه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية وتبادل المعرفة عبد الله ناصر لوتاه، بهدف استكشاف سبل التعاون وتقييم حجم الأضرار والخطط المستقبلية.
بدأت الجولة في مرفأ بيروت، حيث عاين الوفد عن كثب العنابر التي كانت مخصصة لتخزين القمح، والتي تضررت بشدة خلال انفجار 4 آب. وحرص رسامني على التأكيد أنّ 'إعادة الثقة تبدأ من هنا، من أرض المرفأ والمطار، من خلال النهوض بهما مجدداً'، مشيداً بالعلاقة الأخوية التي تربط لبنان بالإمارات، وواصفاً الأخيرة بـ 'البلد الثاني' للبنانيين.
من جهته، أكد لوتاه أنّ القيادة الإماراتية، وعلى رأسها رئيس الدولة، 'حريصة على منح لبنان كل ما يتمناه'، مشيراً إلى رغبة اللبنانيين في استعادة موقع بلادهم الاستراتيجي في المنطقة.
وخلال لقاء عُقد عبر تقنية 'زوم' على هامش هذه الجولة، أكد المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني أن 'المرفأ بات جاهزاً للانضمام إلى خطوط النقل العربية واستعادة دوره كمحور استراتيجي'، مشيراً إلى قرب انتهاء تركيب أجهزة الكشف، والتقدم في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خصوصاً بعد خصخصة محطة الحاويات. ولفت إلى أن الإدارة قادرة على إدارة الاستثمارات رغم نقص الكوادر، مع التركيز على تدريب العاملين وتحديث المهارات وفق المعايير الدولية.
تعبيد الطريق خلال أيام
توجه الوفد لاحقاً إلى مطار بيروت، حيث شملت الجولة مركز سلامة الطيران وبعض الأقسام اللوجستية والفنية. وشهدت الزيارة استعراضاً للتطورات القائمة، لا سيما أعمال التعبيد وتحسين الطرق المؤدية إلى قاعة الوصول، والتي من المتوقع إنجازها خلال أيام، حيث يتم حالياً تحويل حركة الوصول إلى الموقف بسبب الأشغال، بحسب ما أكدت مصادر أمنية لـ 'نداء الوطن'، كما طالت التحسينات تجهيزات الشاشات وتحديث البنى التحتية التقنية داخل المطار، والاتصالات والـ 'WIFI'.
ولم تغب المسائل الأمنية عن الجولة، حيث ترافق الحضور مع رئيس جهاز أمن المطار في الجيش اللبناني العميد فادي الكفوري، الذي يعقد اجتماعات دورية لتأمين بيئة آمنة وفعالة في المطار، ختمت المصادر، قائلةً: 'الأمن ممسوك، وتعبيد طريق 'الوصول' و'المغادرة' سيكون سريعاً كون الورشة ستنتهي خلال أيام معدودة'.
إشارةً الى أن شركة طيران 'الشرق الأوسط' هي من تكفل بدفع كل مصاريف تعبيد هذه الطريق.
اهتمام إماراتي بلبنان
في ختام الجولة، عُقد لقاء مغلق في صالون الشرف بين رسامني ورئيس الوفد الإماراتي، تحول فيه الحديث من العام إلى التفصيلي، وتمّ طرح إمكانية المساهمة الإماراتية عبر مساعدات عينية مباشرة للمطار والمرفأ، في خطوة تمهّد لتعاون أعمق وأوسع.
وبعد الخلوة مباشرةً، كان لـ 'نداء الوطن' حديث خاص مع رسامني، أعلن فيه أن 'رسالة الوفد الإماراتي هي رسالة إنمائية واقتصادية'، من دون أن يُخفي أنها تحمل رسالة سياسية أيضاً.
وقال: 'الوفد الإماراتي قال إنه مهتم بلبنان وبشتى المجالات فيه'.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الدعم معنوياً لا مادياً، أجاب: 'الدعم سيبدأ معنوياً على أن يتبعه دعم مادي ولوجستي وغيره لاحقاً'.
ورداً على سؤال عن رزمة مساعدات من بلدان الخليج العربي، قال: 'تفاصيل المساعدات ستكون مدار بحث اللجان المشتركة بين لبنان والإمارات'.
ورداً على سؤال حول سبب عقد خلوة ثنائية في نهاية الجولات، أجاب رسامني: 'أردنا التحدث عن تفاصيل الأمور وألّا يكون الحديث مقتصراً على العموميات، فالإمارات إلى جانبنا وراغبة في مساعدتنا، ومن هذا المنطلق تحدثنا عن كل قطاع وكيفية المساعدة فيه'.
وعمّا إذا كانت المساعدات محصورة بنقل خبرات، جزم بأن هناك مساعدات مالية أيضاً، مؤكداً أن 'النية موجودة لدى الإمارات، والتفاصيل سنتحدث فيها لاحقاً'.
أضاف: 'التواصل سيكون سريعاً بين لبنان والإمارات في الفترة المقبلة، وهذا ما أكدنا عليه في لقاءاتنا الثنائية'.
وختم: 'بدأ يتوافد السياح من الخليج العربي، وبدأنا بتعبيد الطريق الخارجية للمطار، وتحسين الإنارة وتأمينها على طريق المطار، بغرض أن نكون على أكمل جهوزية لاستقبال السياح من الخارج'.
التسهيلات بدأت في المطار
في السياق، بدأ الوافدون من الخارج إلى مطار بيروت الدولي يلحظون بوضوح التغييرات النوعية التي طرأت على المطار، سواء على مستوى التنظيم أو التسهيلات اللوجستية والإدارية. فقد باتت إجراءات الدخول والمغادرة عبر الأمن العام أكثر سرعة وسلاسة، وسط إشادة متزايدة من قبل المسافرين بالإجراءات المعتمدة، سواء من اللبنانيين العائدين أو السياح القادمين إلى بيروت.
هذه التسهيلات انعكست إيجاباً على روّاد المطار، الذين لاحظوا أن العبور بات أكثر مرونة، من دون تأخير يُذكر، لا عند الوصول ولا عند المغادرة. ويأتي هذا التطور ضمن خطة شاملة تعمل عليها وزارة الأشغال العامة والنقل، بالتعاون مع إدارة المطار وسائر الأجهزة المعنية، لتحسين تجربة المسافر من 'Door to door'.
التحسينات لم تقتصر على الجانب الإداري، بل طالت أيضاً البنية التحتية للمطار، حيث شهدت الصالات والممرات أعمال صيانة شملت الأرضيات، ونظام الشاشات الإرشادية، إضافةً إلى النظافة والخدمات الأساسية مثل الحمامات العامة ودوائر المياه، التي باتت بحالة ممتازة من حيث الجهوزية والنظافة.
ولعلّ من أبرز ما يُسجَّل، هو تنظيم الممرات الداخلية بحيث أصبح تنقّل المسافرين سهلاً وسلساً، مع اختفاء مظاهر الفوضى أو الازدحام العشوائي، كما أن المسارات مخصصة بوضوح، بما يوفّر على المسافرين عناء الانتظار أو الحيرة في التنقل بين الأقسام المختلفة للمطار.
كل هذه المؤشرات تعكس بداية مرحلة جديدة في مسار تطوير المطار، بما يُعزز مكانته كبوابة رئيسية للبنان نحو العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
السيدة الاولى تستقبل مدير دائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبلت اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، مدير دائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي السيد جان كريستوف كاري. وتناول اللقاء البرامج التي ينفذها البنك الدولي في لبنان من ضمنها برنامج تمكين المرأة في المشرق (MGF)، الذي تقوم الهيئة الوطنية بتنسيق تنفيذ نشاطاته. كما تمّ البحث في سبل تعزيز التعاون بين الهيئة الوطنية والبنك الدولي، واستكمال المشاريع المشتركة في المرحلة المقبلة.


الميادين
منذ 6 ساعات
- الميادين
اليمن لـ "إسرائيل": انتظروا مفاجآتنا
وسط تصعيد غير مسبوق في المنطقة، وجريمة مستمرة تُرتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، برز الموقف اليمني ليؤكد مرة جديدة أن دعم فلسطين ليس شعارًا سياسيًا ولا موقفًا موسميًا، بل هو التزام ثابت لا يتزحزح، وأن أي عدوان إسرائيلي لن يمر من دون رد. ومع كل صاروخ يسقط على غزة، تجهّز صنعاء مفاجأة جديدة للعدو الإسرائيلي، في معادلة واضحة: لا أمن للكيان ما دام الأمان لم يتحقق لأطفال غزة ونسائها. العدوان الإسرائيلي الأخير على مطار صنعاء الدولي – الذي لم تمضِ عشرة أيام على إعادة ترميمه وتشغيله بعد استهداف سابق – يكشف حجم التخبط الذي يعيشه الكيان المؤقت. الغارات الإسرائيلية التي استهدفت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية بينما كانت تستعد لنقل الحجاج، ليست فقط انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، بل محاولة يائسة لعزل اليمن عن معادلة الإسناد للمقاومة. لكن الرد لم يتأخر، بل جاء من قلب المطار، حيث ظهر الرئيس مهدي المشاط متحديًا، ومتوعدًا للعدو بـ"صيف ساخن"، ومخاطبًا شركات الطيران العالمية التي لا تزال تتردد في تسيير رحلات إلى مطار الُلد:"خذوا التحذيرات على محمل الجد". يحاول العدو الإسرائيلي أن يروّج للرأي العام – داخليًا وخارجيًا – أن استهداف البنية التحتية في اليمن نجاح استثنائي، لكن الحقيقة، كما فضحها الإعلام الصهيوني نفسه، أن تل أبيب باتت في موقع دفاعي حرج. مطار اللد يعيش شللًا جزئيًا منذ أسابيع، وشركات الطيران الكبرى ما زالت ملتزمة بالحظر الذي فرضته صنعاء، وسط تقارير تتحدث عن بيئة "غير آمنة" في المطار، وانعدام القدرة على طمأنة المستثمرين والمشغلين. بل إن وسائل إعلام العدو كشفت فضيحة مدوية حين أظهرت أن "الرحلات الجوية" التي يتحدث عنها الكيان لا تتجاوز عددًا محدودًا تنفذه شركات طيران صغيرة لا تلبي أدنى حاجات السوق. هذه الفضيحة عززت قناعة المراقبين بأن اليمن يفرض معادلة ردع حقيقية، تختلف عن منطق الاستعراض الإسرائيلي المعتاد. 28 أيار 09:25 18 أيار 06:48 اليمن، في كل مناسبة، يكرر المعادلة التي باتت واضحة لكل الأطراف: لا وقف للعمليات إلا بوقف العدوان على غزة. وهذه المعادلة ليست للاستهلاك الإعلامي، بل تُترجم عملياً في الميدان. فصواريخ اليمن وطائراته المسيّرة لم تتوقف عن ضرب مواقع حساسة داخل الكيان، أبرزها مطار اللد بعد توقيف ميناء أم الرشراس المسمى "إيلات" فيما بات ميناء حيفا في قائمة الاستهداف. وهنا، تبرز جرأة اليمن في تجاوز الخطوط التقليدية للاشتباك، وفرضه واقعًا جديدًا عنوانه: لا أمان للمعتدي، ولا مجال للسكوت على المذابح وجرائم الإبادة والتجويع في عزة. وقد أكد السيد عبد الملك الحوثي أنه "مهما كان حجم العدوان، ومهما تكررت الاعتداءات، فإن اليمن لن يتراجع عن موقفه في نصرة غزة" والأبعد من ذلك أنه توعد بتصعيد عمليات الإسناد اليمنية. رغم الحصار، والعدوان المستمر منذ سنوات، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، يثبت اليمن أنه حاضر في معادلة الأمة المركزية، مستندًا إلى قناعة راسخة بأن لا شيء أغلى من الكرامة والإنسانية. هذا الموقف لا ينبع فقط من الانتماء القومي أو الديني، بل من وجدان شعبي يرى في الدفاع عن فلسطين دفاعًا عن القيم، والحق، والكرامة. ومع كل صاروخ يسقط على غزة، تتحرك العمليات اليمنية كأنها صدى الألم الفلسطيني. فالأمهات اللواتي يصرخن كمداً في غزة، والأطفال الذين يبكون جوعًا، والبيوت التي تُقصف بلا رحمة، تجد من يرد لها الصدى من جبال اليمن وسواحله. العدوان على مطار صنعاء، وعلى المنشآت المدنية في صنعاء العاصمة والمحافظة وفي محافظتي الحديدة وعمران، ليس سوى محاولات مكشوفة للهروب من الفشل العسكري في غزة، ومن مأزق سياسي داخلي يتفاقم يومًا بعد آخر. ستمئة يوم من الحرب المفتوحة، والعدو الإسرائيلي عاجز عن الحسم، فيما الصراعات الداخلية تُضعف بنيته، وصورته "المظلومية" تنهار أمام الشعوب، وتحالفه مع الغرب يتآكل تحت ضغط الفضيحة الأخلاقية. لذا، فإن التصعيد ضد اليمن يُقرأ من زوايا كثيرة، أهمها أن العدو يبحث عن نصر إعلامي ولو وهمي، يعوّض به الخسارة المعنوية التي مُني بها أمام المقاومة في غزة، وأمام الردع اليمني الذي بات رقمًا صعبًا في معادلة الإقليم. التهديدات التي أطلقتها صنعاء لا تندرج في خانة الاستعراض السياسي، بل تتكئ على قدرات متراكمة أثبتت جدواها. التحذيرات اليمنية لم تعد تُؤخذ باستخفاف، بل باتت الشركات العالمية تستجيب لها قبل صدورها رسميًا، ومراكز أبحاث الأمن الإسرائيلي تحذر من اتساع بنك الأهداف اليمني. "لا شيء يكسر اليمن"، هذا ما أثبتته السنوات، وهذا ما تؤكده الأيام. فكل عدوان إسرائيلي يقابَل برد أقوى، وكل محاولة للردع تثمر نتائج معاكسة. واليوم، يدرك كيان العدو أن عمليات اليمن لن تتوقف إلا بتحقق شرط أساسي: وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها. ختامًا، اليمن لا يفاوض على المبادئ، في زمن التخاذل العربي والإسلامي، إذ يقف اليمن في خندق العزة، مدافعًا عن قضية الأمة الأولى. لا تهمه الاعتداءات، ولا تهزمه الأكاذيب والأراجيف والتهويلات الإعلامية، ولا توقفه الغارات. فغزة ليست وحدها، واليمن لا يساوم على موقفه. والرسالة إلى تل أبيب، واضحة ومباشرة: "انتظروا مفاجآتنا، فالقادم أعظم".


وزارة الإعلام
منذ 8 ساعات
- وزارة الإعلام
الشرق الأوسط: قائد الـ«يونيفيل» في لبنان: السلاح لا يزال يدوّي و«الخط الأزرق» قابل للاشتعال.. قال إن الطريق إلى السلام في جنوب البلاد لا بد أن يكون سياسياً
كتبت صحيفة 'الشرق الأوسط': حذّر قائد قوات الـ«يونيفيل» الأممية في جنوب لبنان، الجنرال أرولدو لاثارو، من أن الوضع على طول «الخط الأزرق» لا يزال متوتراً، وأن أي خطأ قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وفي الأثناء، يتواصل التصعيد الميداني، إذ اخترقت القوات الإسرائيلية، خلال الساعات الماضية، الحدود مع لبنان وتم تسجيل غارات بطائرات مسيّرة. وفي كلمة له خلال «اليوم الدولي لحفظة السلام» 29 مايو (أيار)، أكد لاثارو أن «الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوتراً وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي إلى عواقب وخيمة». وأضاف أنه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حلّ». وشدد رئيس «بعثة اليونيفيل» على ضرورة وجود عملية سياسية، مشيراً إلى أن «الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد». وأكد أن «إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا فلا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات». واختتم رئيس «بعثة اليونيفيل» كلمته مجدداً «الالتزام المشترك بمستقبل أكثر سلاماً لجنوب لبنان وللمنطقة، ولجميع النزاعات التي تسعى فيها الأمم المتحدة إلى إحلال السلام». ووضع الجنرال لاثارو وممثل قائد الجيش اللبناني، العميد نقولا تابت، أكاليل الزهور تكريماً لذكرى حفظة السلام الذين سقطوا، مع الإشارة إلى أن أكثر من 4400 جندي حفظ سلام تابع للأمم المتحدة فقدوا أرواحهم في مهمات حول العالم منذ عام 1948، من بينهم أكثر من 330 جندياً منذ تأسيس «اليونيفيل» عام 1978. وقالت «اليونيفيل» إنها تخدم حالياً في لبنان ما يقارب عشرة آلاف مدني وعسكري «يعملون على إعادة الاستقرار والأمن في جنوب لبنان إلى جانب شركائنا اللبنانيين». شرعية المقاومة وفي حين لا يزال «حزب الله» يرمي بالمسؤولية على الحكومة ويؤكد استمرار «المقاومة»، قال عضو كتلة الحزب في البرلمان، النائب حسن فضل الله: «إن قيادة (حزب الله) تمتلك الشجاعة الكاملة لاتخاذ القرار، لكن الآن الأمر متروك للحكومة، وبالنسبة إلينا صاحب السلطة الأمنية في منطقة جنوب الليطاني وشمال الليطاني هو الجيش اللبناني، ونحن ندعو إلى التعاون، وأيضاً على الحكومة أن تعالج الأمور بحكمة وفق قواعد السيادة الوطنية». واعتبر فضل الله أن شرعية المقاومة شعبية وقانونية، قائلاً: «من لديه عقدة من المقاومة فليبقَ في عقدته… تاريخنا لا يمكن تزويره». وفيما أكد أن الحزب لا يسعى إلى التجاذب، شدد على أن «مَن لا يفهم التوازنات في البلد يحتاج إلى الوقت»، محذّراً من إدخال المتاريس السياسية إلى داخل الحكومة. غارات إسرائيلية ميدانياً، نفّذت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة استهدفت مدخل حرج علي الطاهر في تلال النبطية الفوقا، ما أدى إلى مقتل موظف في البلدية. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن مسيرة إسرائيلية نفذت عدواناً جوياً بعد ظهر الخميس، واستهدفت موظفاً في بلدية النبطية الفوقا بغارة أثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر. وفي التفاصيل أنه «أثناء توجه الموظف محمود عطوي في بلدية النبطية الفوقا إلى البئر الموجودة في حرش علي الطاهر لتحويل المياه إلى المنازل، تم استهدافه على دراجته النارية بصاروخ من مسيَّرة معادية مما أدى إلى وفاته». ويأتي هذا التصعيد بعد ستة أشهر على سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وسط مخاوف دولية من انهياره في أي لحظة، لا سيما مع ارتفاع وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية في العمق اللبناني. ومساء الأربعاء كانت قد توغّلت قوة عسكرية إسرائيلية، معززة بدورية مشاة وجرافة، في منطقة بئر شعيب عند أطراف بلدة بليدا الشرقية في قضاء مرجعيون، متقدمة نحو 200 متر قبالة مركز للجيش اللبناني، لكن ردّ الأخير جاء سريعاً باستقدام تعزيزات إلى الموقع بهدف التصدي لمحاولة قضم جديدة لأراضٍ لبنانية محررة. وأتت هذه التطورات بعد ساعات على زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، يوم الأربعاء، مقر القيادة الشمالية، حيث أطلق تهديدات مباشرة ضد «حزب الله»، قائلاً إن «المعركة لم تنتهِ بعد… وسنواصل إضعاف (الحزب) حتى انهياره».