
التفكجي لـ "صفا": الاحتلال يُسرّع الاستيطان لإنهاء مدينة القدس كعاصمة فلسطينية
القدس المحتلة - خاص صفا
حذّر خبير الاستيطان خليل التفكجي من تسريع الاحتلال وتيرة الاستيطان في مدينة القدس خلال عام 2025، مؤكدًا أن ما يجري هو عملية لإنهاء القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية وفق الاتفاقيات، وإذابة شرقي المدينة في غربيها، ضمن سياسة إسرائيلية واضحة للسيطرة على الأرض.
ويلفت التفكجي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسارع في تنفيذ مشاريع البناء الاستيطاني، سواء من خلال توسيع المستوطنات القائمة أو إقامة بؤر استيطانية جديدة، مستغلًا الأوضاع الدولية التي أعقبت الحرب على قطاع غزة، في ظل وجود موافقة أمريكية وغياب الإدانة أو الضغط الأوروبي الفعّال.
ويضيف في حديث خاص لوكالة "صفا": "إسرائيل سيطرت على 87% من أراضي شرقي القدس منذ عام 1967، ولم يتبقَ للفلسطينيين سوى 13% فقط، وحتى هذه المساحة تحاول سلطات الاحتلال إقامة بؤر استيطانية فيها، ضمن سياسة الإحلال الإسرائيلي وطرد السكان الفلسطينيين، كما يحدث حاليًا في بلدتي سلوان وبيت حنينا".
ويشير التفكجي إلى أن الاحتلال يركز بالتوازي مع التوسع الاستيطاني على تغيير الواقع الديموغرافي في المدينة، استنادًا إلى دراسات إسرائيلية تُقدّر أن الفلسطينيين سيشكلون 55% من سكان القدس بحلول عام 2040.
ويتابع: "بناءً على هذه المعطيات، بدأ الجانب الإسرائيلي بتكثيف بناء المستوطنات الجديدة وتوسيع القائم منها، وطرح كافة ملفات البناء الاستيطاني، سواء كانت مشاريع إسكانية أو بنى تحتية من شوارع وأنفاق، ضمن برنامج إسرائيلي متكامل".
ويوضح أن هذا البرنامج يستهدف تطويق الأحياء الفلسطينية بشبكات طرق، يليها زرع بؤر استيطانية داخل هذه الأحياء، فيما يُعرف بسياسة "الاختراق"، لتتبعها لاحقًا مرحلة "التشتيت" عبر تحويل الأحياء الفلسطينية إلى مجرد بقع متناثرة أشبه بفسيفساء وسط الكتل الاستيطانية اليهودية.
ويضيف التفكجي: "في الوقت ذاته، بدأ الاحتلال الانتقال إلى مرحلة جديدة تُعرف بمشروع 'القدس الكبرى وفق الرؤية الإسرائيلية، وهي خطة قديمة تعود إلى الوزير الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن إليعيزر خلال حكومة رابين، الذي دعا إلى ضم 10% من مساحة الضفة الغربية لصالح إسرائيل".
ويتابع: "على أساس هذا التصور، بُني الجدار الفاصل الذي أخرج نحو 150 ألف مقدسي خلفه، في خطوة تهدف إلى تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة".
ويوضح التفكجي أن الاحتلال يعمل اليوم على فرض وقائع ميدانية لترسيخ مفهوم "القدس الكبرى"، والذي يمتد ليشمل مستوطنات "غوش عتصيون" جنوبًا وتضم 14 مستوطنة، و"معاليه أدوميم" شرقًا وتضم 8 مستوطنات، و"جفعات زئيف" شمال غرب المدينة وتضم 5 مستوطنات، بالإضافة إلى منطقة "كوخاف يعقوب" و"بيت إيل" شمالًا، المكونة أيضًا من خمس مستوطنات إسرائيلية.
ويضيف التفكجي أن الاحتلال يسعى كذلك إلى توسعة عدد من البؤر الاستيطانية القائمة، منها "كدمات تسيون" المقامة على أراضي بلدة أبو ديس لتضم 400 وحدة سكنية، و"نفي تسيون" في جبل المكبر والتي يُخطط لتوسعتها إلى 600 وحدة سكنية.
ويشير إلى استمرار التوسع الاستيطاني في "معاليه أدوميم"، فضلًا عن إقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة الخان الأحمر بتاريخ 4 نيسان/أبريل 2025، في خطوة تستهدف ربط المستوطنات بالأغوار.
ويحذر التفكجي من أن هذه التحركات تأتي ضمن مسعى لدمج شرقي القدس بغربها بشكل كامل، من خلال مشاريع مثل "مركز القدس" ومشروع "وادي السيلكون" في حي وادي الجوز، بما يؤدي إلى إنهاء فكرة القدس الشرقية كعاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية.
ويقول الخبير في شؤون الاستيطان إن "الاستيطان لم يعد يقتصر على بناء مساكن أو بنية تحتية، بل أصبح شكلًا من أشكال الاحتلال الحسي الذي يسعى لمحو الهوية؛ فأنتِ تتكلمين اللغة العربية، لكن الاحتلال لا يريد أن يفهمها".
ويتحدث التفكجي عن واقع الاستيطان داخل مدينة القدس، مشيرًا إلى وجود مشاريع إسرائيلية تهدف إلى إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في مناطق مختلفة من المدينة.
ويوضح أن من بين هذه المشاريع، بناء 3500 وحدة استيطانية في منطقة خربة طبالية، المعروفة إسرائيليًا بـ"جفعات همتوس"، و1900 وحدة في منطقة جيلو أو ما يعرف بـ"أرض صليب" الواقعة على أراضي بيت جالا، بالإضافة إلى نحو 1700 وحدة في منطقة "رمات راحيل" أو ما يسمى "القناة السفلية" قرب مار إلياس.
كما يشير التفكجي إلى وجود مخططات لبناء بؤر استيطانية جديدة، من بينها "كدمات تسيون" التي تضم 400 وحدة سكنية على أراضي بلدة أبو ديس، و"نفي تسيون" في جبل المكبر، التي يسعى الاحتلال لتوسعتها إلى 600 وحدة سكنية.
ويُضاف إلى ذلك التوسع المتواصل في منطقة "معاليه أدوميم"، إلى جانب إقامة بؤرة استيطانية جديدة في الخان الأحمر بتاريخ 4 أبريل/نيسان 2025 باتجاه منطقة الأغوار.
ويؤكد أن ما يجري في المدينة يمثل محاولة ممنهجة لدمج و"إذابة" شرقي القدس في غربيها، عبر مشاريع متعددة مثل "مركز القدس" ومشروع "وادي السيلكون" في حي وادي الجوز، في إطار مسعى إسرائيلي لإنهاء فكرة وجود شطر شرقي للقدس يمكن أن يكون عاصمة مستقبلية لدولة فلسطينية.
وينوه إلى أن الاستيطان لم يعد يقتصر فقط على البناء أو إنشاء البنية التحتية، بل أصبح احتلالًا ملموسًا يسعى لفرض واقع ثقافي وديموغرافي جديد، قائلًا: "الاحتلال اليوم بات حسيًا.. إنك تتكلمين اللغة العربية لكني لا أفهمها"، وفق قوله.
ويشير التفكجي إلى أن الأمر لا يقتصر على النشاط الاستيطاني فحسب، بل يشمل أيضًا إقامة بنية تحتية تخدم هذا المشروع، مثل شارع السيادة والأنفاق وشارع 45، بهدف تسهيل حركة المستوطنين، وتحويل هذه البنى إلى معازل خاصة بهم، كما هو الحال في شارع السيادة.
ويوضح أن هذا الشارع، الذي صودق عليه عام 2020، يشهد حاليًا أعمال تسوية لإقامة جسر يفصل البنية التحتية الإسرائيلية عن الفلسطينية، بحيث يخدم المشروع الإسرائيلي للقدس الكبرى، الذي يعادل نحو 10% من مساحة الضفة الغربية، دون أن يخدم الفلسطينيين.
ويبدأ شارع السيادة من جبل البابا في بلدة العيزرية، ويمر عبر نفق يصل إلى زعيم وعناتا وحزما وجبع باتجاه رام الله، ويهدف إلى فصل البنى التحتية ومنع الفلسطينيين من استخدام الشوارع الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، يؤكد التفكجي أن التوسع الاستيطاني يتم على حساب الأراضي الفلسطينية من خلال المصادقة على عمليات مصادرة مستمرة.
ويذكر التفكجي أن جميع الشوارع التي يتم شقها تمر في أراضٍ صودرت بين عامي 1968 و1995، ضاربًا مثالًا بمستوطنة "كوخاف يعقوب" التي تبلغ مساحتها 1800 دونم، استُخدم منها 50 دونمًا فقط، ومستوطنة "معاليه أدوميم" المخطط لها أن تمتد على مساحة 35 كيلومترًا مربعًا، استُخدم منها حتى الآن 10 كيلومترات مربعة.
ويشير إلى أن آخر عملية مصادرة شملت 525 دونمًا من أراضي بيت حنينا قرب قرية النبي صموئيل، وأراضي في بيت صفافا، كما تم في 4 نيسان 2025 المصادقة على إقامة بؤرة استيطانية في منطقة الخان الأحمر، على رأس الجبل المتجه نحو أريحا، ضمن مخطط القدس الكبرى.
وينفي خبير الاستيطان خليل التفكجي ما يُتداول حول نية الاحتلال الإسرائيلي ضم أحياء وقرى فلسطينية إلى حدود مدينة القدس، قائلاً: "سمعت أن الجانب الإسرائيلي سيقوم بضم قرى وأحياء فلسطينية إلى مدينة القدس، وهذا غير صحيح على الإطلاق".
ويُوضح أن "إسرائيل" استفادت من تجربتها في ضم شرقي القدس إلى غربيها، حيث كان عدد الفلسطينيين عام 1967 نحو 70 ألف نسمة، وارتفع اليوم إلى 345 ألفًا ضمن حدود بلدية القدس، وليس على مستوى المحافظة.
وبناءً على ذلك، يرى التفكجي أن إسرائيل ستركز في أي عملية ضم مستقبلية على المستوطنات الإسرائيلية فقط، دون إشراك الأحياء الفلسطينية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة الفلسطينية
منذ يوم واحد
- وكالة الصحافة الفلسطينية
"الإعلامي الحكومي" بغزة ينفي مزاعم عرقلة فصائل المقاومة توزيع المساعدات
غزة - صفا أعرب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، يوم الثلاثاء، عن استغرابه الشديد لما ورد في تحديثات المؤسسة التي تطلق على نفسها "غزة للإغاثة الإنسانية" (GHF) فيما تضمّنته من مزاعم باطلة تتعلق باتهام فصائل المقاومة الفلسطينية، بعرقلة الوصول إلى ما يُسمّى "مواقع التوزيع الآمن" في القطاع. وأكد المكتب في بيان اطلعت عليه وكالة "صفا" أن الادعاء القائل إن المقاومة فرضت حواجز منعت المواطنين من الوصول إلى المساعدات، هو محض افتراء لا يمت للواقع بصلة، ويُشكل انحرافاً خطيراً في خطاب مؤسسة تزعم أنها تتمتع بالحياد الإنساني. وقال البيان: "الحقيقة الموثقة، بالتقارير الميدانية والإعلام العبري ذاته، أن السبب الحقيقي للتأخير والانهيار في عملية توزيع المساعدات هو الفوضى المأساوية التي وقعت بفعل سوء إدارة الشركة نفسها التي تتبع لإدارة الاحتلال الإسرائيلي ذاته لتلك المناطق العازلة، وما نتج عن ذلك من اندفاع آلاف الجائعين تحت ضغط الحصار والجوع، ثم اقتحامهم مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام، تخلله إطلاق نار من الاحتلال". وأضاف أنّ ما يُسمّى "مواقع التوزيع الآمن" ليست سوى "غيتوهات عازلة عنصرية" أُقيمت تحت إشراف الاحتلال، في مناطق عسكرية مكشوفة ومعزولة، وتُعد نموذجاً قسرياً لـ"الممرات الإنسانية" المفخخة، التي تُستخدم كغطاء لتمرير أجندات الاحتلال الأمنية، وتُكرّس سياسة التجويع والابتزاز، لا سيّما في ظل المنع الممنهج لدخول المساعدات عبر المعابر الرسمية والمنظمات الدولية المحايدة. وأردف البيان أن استمرار المؤسسة الأمريكية "الإسرائيلية" GHF - التابعة للاحتلال - في ترديد مزاعم الاحتلال وتبني روايته، أفقدها عملياً مصداقيتها وحيادها المزعوم، ويُحمّلها هي والاحتلال المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن التغطية على جريمة الإبادة الجماعية الجارية، والتي تُمارَس ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، من خلال قطع شامل للغذاء والدواء والماء والوقود عن قطاع غزة بشكل كامل. وتابع "قامت المؤسسة المذكورة، وبدعم مباشر من سلطات الاحتلال، بالاستيلاء على عدد من شاحنات المساعدات التابعة لإحدى المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في قطاع غزة، بعد أن تم تضليل تلك المنظمة وإيهامها بأن المساعدات ستُسلم داخل القطاع بشكل رسمي ومنسّق". وأكمل البيان "إلا أن ما جرى لاحقاً، هو أن ما تُسمى (شركة غزة GHF)، وبحماية الاحتلال، قامت بتحويل هذه الشاحنات إلى مركز التوزيع الخاص بها فيما يُعرف بالمناطق العازلة، وشرعت بتوزيعها على المدنيين الذين أُنهكوا بفعل الحصار والتجويع الممنهج". وشدد على أن ترويج هذه المؤسسة لروايات مشوّهة بعد هذه الجريمة لا يُمكن القبول به، ويُشكّل تزويراً للحقائق ومشاركة الاحتلال في تضليل الرأي العام الإنساني. وحذّر "الإعلامي الحكومي" بشدة من محاولات بعض المؤسسات الانخراط في مسارات إنسانية مُسيّسة، تتماهى مع رواية الاحتلال وتُسهم – بشكل مباشر أو غير مباشر – في شرعنة الحصار والعزل وتجويع المدنيين، بدلاً من فضح هذه الجرائم والعمل الجاد على إنهائها".


وكالة الصحافة الفلسطينية
منذ 2 أيام
- وكالة الصحافة الفلسطينية
التفكجي لـ "صفا": الاحتلال يُسرّع الاستيطان لإنهاء مدينة القدس كعاصمة فلسطينية
القدس المحتلة - خاص صفا حذّر خبير الاستيطان خليل التفكجي من تسريع الاحتلال وتيرة الاستيطان في مدينة القدس خلال عام 2025، مؤكدًا أن ما يجري هو عملية لإنهاء القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية وفق الاتفاقيات، وإذابة شرقي المدينة في غربيها، ضمن سياسة إسرائيلية واضحة للسيطرة على الأرض. ويلفت التفكجي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسارع في تنفيذ مشاريع البناء الاستيطاني، سواء من خلال توسيع المستوطنات القائمة أو إقامة بؤر استيطانية جديدة، مستغلًا الأوضاع الدولية التي أعقبت الحرب على قطاع غزة، في ظل وجود موافقة أمريكية وغياب الإدانة أو الضغط الأوروبي الفعّال. ويضيف في حديث خاص لوكالة "صفا": "إسرائيل سيطرت على 87% من أراضي شرقي القدس منذ عام 1967، ولم يتبقَ للفلسطينيين سوى 13% فقط، وحتى هذه المساحة تحاول سلطات الاحتلال إقامة بؤر استيطانية فيها، ضمن سياسة الإحلال الإسرائيلي وطرد السكان الفلسطينيين، كما يحدث حاليًا في بلدتي سلوان وبيت حنينا". ويشير التفكجي إلى أن الاحتلال يركز بالتوازي مع التوسع الاستيطاني على تغيير الواقع الديموغرافي في المدينة، استنادًا إلى دراسات إسرائيلية تُقدّر أن الفلسطينيين سيشكلون 55% من سكان القدس بحلول عام 2040. ويتابع: "بناءً على هذه المعطيات، بدأ الجانب الإسرائيلي بتكثيف بناء المستوطنات الجديدة وتوسيع القائم منها، وطرح كافة ملفات البناء الاستيطاني، سواء كانت مشاريع إسكانية أو بنى تحتية من شوارع وأنفاق، ضمن برنامج إسرائيلي متكامل". ويوضح أن هذا البرنامج يستهدف تطويق الأحياء الفلسطينية بشبكات طرق، يليها زرع بؤر استيطانية داخل هذه الأحياء، فيما يُعرف بسياسة "الاختراق"، لتتبعها لاحقًا مرحلة "التشتيت" عبر تحويل الأحياء الفلسطينية إلى مجرد بقع متناثرة أشبه بفسيفساء وسط الكتل الاستيطانية اليهودية. ويضيف التفكجي: "في الوقت ذاته، بدأ الاحتلال الانتقال إلى مرحلة جديدة تُعرف بمشروع 'القدس الكبرى وفق الرؤية الإسرائيلية، وهي خطة قديمة تعود إلى الوزير الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن إليعيزر خلال حكومة رابين، الذي دعا إلى ضم 10% من مساحة الضفة الغربية لصالح إسرائيل". ويتابع: "على أساس هذا التصور، بُني الجدار الفاصل الذي أخرج نحو 150 ألف مقدسي خلفه، في خطوة تهدف إلى تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة". ويوضح التفكجي أن الاحتلال يعمل اليوم على فرض وقائع ميدانية لترسيخ مفهوم "القدس الكبرى"، والذي يمتد ليشمل مستوطنات "غوش عتصيون" جنوبًا وتضم 14 مستوطنة، و"معاليه أدوميم" شرقًا وتضم 8 مستوطنات، و"جفعات زئيف" شمال غرب المدينة وتضم 5 مستوطنات، بالإضافة إلى منطقة "كوخاف يعقوب" و"بيت إيل" شمالًا، المكونة أيضًا من خمس مستوطنات إسرائيلية. ويضيف التفكجي أن الاحتلال يسعى كذلك إلى توسعة عدد من البؤر الاستيطانية القائمة، منها "كدمات تسيون" المقامة على أراضي بلدة أبو ديس لتضم 400 وحدة سكنية، و"نفي تسيون" في جبل المكبر والتي يُخطط لتوسعتها إلى 600 وحدة سكنية. ويشير إلى استمرار التوسع الاستيطاني في "معاليه أدوميم"، فضلًا عن إقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة الخان الأحمر بتاريخ 4 نيسان/أبريل 2025، في خطوة تستهدف ربط المستوطنات بالأغوار. ويحذر التفكجي من أن هذه التحركات تأتي ضمن مسعى لدمج شرقي القدس بغربها بشكل كامل، من خلال مشاريع مثل "مركز القدس" ومشروع "وادي السيلكون" في حي وادي الجوز، بما يؤدي إلى إنهاء فكرة القدس الشرقية كعاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية. ويقول الخبير في شؤون الاستيطان إن "الاستيطان لم يعد يقتصر على بناء مساكن أو بنية تحتية، بل أصبح شكلًا من أشكال الاحتلال الحسي الذي يسعى لمحو الهوية؛ فأنتِ تتكلمين اللغة العربية، لكن الاحتلال لا يريد أن يفهمها". ويتحدث التفكجي عن واقع الاستيطان داخل مدينة القدس، مشيرًا إلى وجود مشاريع إسرائيلية تهدف إلى إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في مناطق مختلفة من المدينة. ويوضح أن من بين هذه المشاريع، بناء 3500 وحدة استيطانية في منطقة خربة طبالية، المعروفة إسرائيليًا بـ"جفعات همتوس"، و1900 وحدة في منطقة جيلو أو ما يعرف بـ"أرض صليب" الواقعة على أراضي بيت جالا، بالإضافة إلى نحو 1700 وحدة في منطقة "رمات راحيل" أو ما يسمى "القناة السفلية" قرب مار إلياس. كما يشير التفكجي إلى وجود مخططات لبناء بؤر استيطانية جديدة، من بينها "كدمات تسيون" التي تضم 400 وحدة سكنية على أراضي بلدة أبو ديس، و"نفي تسيون" في جبل المكبر، التي يسعى الاحتلال لتوسعتها إلى 600 وحدة سكنية. ويُضاف إلى ذلك التوسع المتواصل في منطقة "معاليه أدوميم"، إلى جانب إقامة بؤرة استيطانية جديدة في الخان الأحمر بتاريخ 4 أبريل/نيسان 2025 باتجاه منطقة الأغوار. ويؤكد أن ما يجري في المدينة يمثل محاولة ممنهجة لدمج و"إذابة" شرقي القدس في غربيها، عبر مشاريع متعددة مثل "مركز القدس" ومشروع "وادي السيلكون" في حي وادي الجوز، في إطار مسعى إسرائيلي لإنهاء فكرة وجود شطر شرقي للقدس يمكن أن يكون عاصمة مستقبلية لدولة فلسطينية. وينوه إلى أن الاستيطان لم يعد يقتصر فقط على البناء أو إنشاء البنية التحتية، بل أصبح احتلالًا ملموسًا يسعى لفرض واقع ثقافي وديموغرافي جديد، قائلًا: "الاحتلال اليوم بات حسيًا.. إنك تتكلمين اللغة العربية لكني لا أفهمها"، وفق قوله. ويشير التفكجي إلى أن الأمر لا يقتصر على النشاط الاستيطاني فحسب، بل يشمل أيضًا إقامة بنية تحتية تخدم هذا المشروع، مثل شارع السيادة والأنفاق وشارع 45، بهدف تسهيل حركة المستوطنين، وتحويل هذه البنى إلى معازل خاصة بهم، كما هو الحال في شارع السيادة. ويوضح أن هذا الشارع، الذي صودق عليه عام 2020، يشهد حاليًا أعمال تسوية لإقامة جسر يفصل البنية التحتية الإسرائيلية عن الفلسطينية، بحيث يخدم المشروع الإسرائيلي للقدس الكبرى، الذي يعادل نحو 10% من مساحة الضفة الغربية، دون أن يخدم الفلسطينيين. ويبدأ شارع السيادة من جبل البابا في بلدة العيزرية، ويمر عبر نفق يصل إلى زعيم وعناتا وحزما وجبع باتجاه رام الله، ويهدف إلى فصل البنى التحتية ومنع الفلسطينيين من استخدام الشوارع الإسرائيلية. وفي سياق متصل، يؤكد التفكجي أن التوسع الاستيطاني يتم على حساب الأراضي الفلسطينية من خلال المصادقة على عمليات مصادرة مستمرة. ويذكر التفكجي أن جميع الشوارع التي يتم شقها تمر في أراضٍ صودرت بين عامي 1968 و1995، ضاربًا مثالًا بمستوطنة "كوخاف يعقوب" التي تبلغ مساحتها 1800 دونم، استُخدم منها 50 دونمًا فقط، ومستوطنة "معاليه أدوميم" المخطط لها أن تمتد على مساحة 35 كيلومترًا مربعًا، استُخدم منها حتى الآن 10 كيلومترات مربعة. ويشير إلى أن آخر عملية مصادرة شملت 525 دونمًا من أراضي بيت حنينا قرب قرية النبي صموئيل، وأراضي في بيت صفافا، كما تم في 4 نيسان 2025 المصادقة على إقامة بؤرة استيطانية في منطقة الخان الأحمر، على رأس الجبل المتجه نحو أريحا، ضمن مخطط القدس الكبرى. وينفي خبير الاستيطان خليل التفكجي ما يُتداول حول نية الاحتلال الإسرائيلي ضم أحياء وقرى فلسطينية إلى حدود مدينة القدس، قائلاً: "سمعت أن الجانب الإسرائيلي سيقوم بضم قرى وأحياء فلسطينية إلى مدينة القدس، وهذا غير صحيح على الإطلاق". ويُوضح أن "إسرائيل" استفادت من تجربتها في ضم شرقي القدس إلى غربيها، حيث كان عدد الفلسطينيين عام 1967 نحو 70 ألف نسمة، وارتفع اليوم إلى 345 ألفًا ضمن حدود بلدية القدس، وليس على مستوى المحافظة. وبناءً على ذلك، يرى التفكجي أن إسرائيل ستركز في أي عملية ضم مستقبلية على المستوطنات الإسرائيلية فقط، دون إشراك الأحياء الفلسطينية.


وكالة الصحافة الفلسطينية
منذ 3 أيام
- وكالة الصحافة الفلسطينية
لجان المقاومة تبارك الضربات المتواصلة من اليمن على عمق الكيان
غزة - صفا باركت "لجان المقاومة في فلسطين"، يوم الأحد، الضربات الصاروخية المتواصلة من اليمن تجاه عمق الكيان الإسرائيلي . وقالت اللجان في تصريح صحفي اطلعت عليه وكالة "صفا" إن هذه الضربات تؤكد استمرار التصعيد اليمني حتى وقف العدوان والإبادة الجماعية في غزة ورفع الحصار عنها . واعتبرت أن "الضربة الصاروخية اليمنية الجديدة التي استهدفت مطار اللد والتي أدخلت ملايين الصهاينة الى الملاجئ هي خطوة نوعية جديدة ضمن معركة إسناد غزة وتحمل رسالة لجمهور المستوطنين الصهاينة بأن لا امان لكم طالما ان غزة تحاصر ودماء الأبرياء تسفك". وأضافت اللجان أن الضربات الصاروخية اليمنية باتت تشكل إرهاقا وإرباكا للمؤسسة العسكرية والأمنية وللمجتمع الصهيوني وتؤكد فشل نظرية التفوق العسكري والتقني وانهيار منظومة الدفاع الجوي الصهيوأمريكي. وحيت الشعب اليمني الشقيق وقيادته الأصيلة الشجاعة داعية كافة مكونات الأمة وأحرار العالم للاقتداء بالنموذج اليمني وضرب المصالح الصهيوأمريكية في كل مكان .