أحدث الأخبار مع #PA


الوسط
٠٧-٠٧-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
الشوكولاتة: من "طعام إلهي" إلى "مال ينمو على الأشجار"
Getty Images وأنتم تتجهون لشراء الشوكولاتة، محتارين بين أنواعها المختلفة ونكهاتها المميزة، هل تساءلتم يوماً كيف حصلنا على "هذه المكافأة"؟ وبعيداً عن أصلها المعروف كبذرة للكاكاو، كيف توصل الإنسان لاختراع الشوكولاتة؟ ماذا عن أول نكهة لسائل الشوكولاتة كيف كانت يا ترى؟ هل كانت حلوة الطعم، أم حارة، أم محشوة بأنواع المكسرات المختلفة وجوز الهند كما هو حالها اليوم. عندما بدأت كتابة هذا التقرير بمناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة الذي يصادف السابع من تموز/أيلول. فاجأني تاريخ الشوكولاتة، وتقديسها لدى بعض الشعوب قديماً. وما نجده اليوم سهلاً في متناول اليد لاختلاف الأنواع والأسعار لم يكن كذلك سابقاً، إذ كانت الشوكولاتة في بعض العصور امتيازاً لا يملكه سوى الأثرياء. كيف كان شكل الشوكلاتة في الحضارات القديمة؟ "طعام إلهي"، هكذا اعتبرت أول حضارات اكتشفت أصل الشوكولاتة في أمريكا الوسطى، بين قبائل المايا والتولتك والأزتيك. على يد القبائل التي عاشت في أمريكا الوسطى، زُرعت قبل 3 آلاف عام شجرة الكاكاو، واستُخدمت كمشروب احتفالي. وتنقل موسوعة بريتانيكا أن شعوب المايا اعتبرت الشوكولاتة "غذاءً للآلهة، وقدست شجرة الكاكاو، ودفنت كبار الشخصيات مع أوعية من هذه المادة، إلى جانب أشياء أخرى اعتبروها مفيدة في الحياة الآخرة". "قبل قرون من تذوقنا لأول لوح شوكولاتة، كان الكاكاو يُستخدم كمشروب، لكن بعيداً عن طعمه الحلو المعروف لدينا اليوم، كان مشروب المايا من الكاكاو يميل إلى المذاق المالح أو اللاذع"، تقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون. وتوضح بيلتون في بحث لها نشرته عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة التراث الإنجليزي، إن حبوب الكاكاو في ذلك الوقت، كانت تطحن مع الذرة وتمزج بالماء، وقد يضاف إليها بعض التوابل مثل الفانيليا، وتوابل حارة تشبه الفلفل الأسود وأحياناً القرفة، وتؤخذ بعضها من "زهرة الأذن-ear flower". وتضيف: "كان مزيج الشوكولاتة يُصب بعد ذلك بين إناءين من ارتفاع معين، لتكوين مشروب رغوي". أما الأزتيك، فكانوا "يُضيفون المزيد من النكهة المشروب عبر مسحوق الفلفل الحار وملون طبيعي 'Achiote'، مما يُعطيه لوناً قرمزياً. وفي بعض الأحيان عملوا على غلي الشراب للحصول على نسخة بدائية من الشوكولاتة الساخنة التي نعرفها في وقتنا الحالي"، تقول بيلتون. Getty Images آيس كريم مميز مصنوع بقالب يشبه البوابة الأمامية الكبيرة في المدينة المحرمة (تيانانمن) في الصين. 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020 تقول موسوعة بريتانيكا إن شعوب المايا والتولتك والأزتك استخدوا حبوب الكاكاو أيضاً كعملة نقدية. وصفتها بيلتون في بحثها بـ "المال على الأشجار". وحالياً يُشار إلى أن من مناطق إنتاج الكاكاو الرئيسية حول العالم، دول غرب أفريقيا مثل ساحل العاج وغانا، المسؤولة عن إنتاج 60 في المئة من الكاكاو حول العالم، وفق إحصائيات نشرتها الأمم المتحدة. لكن كيف بدأ انتشار الشوكولاتة في دول العالم، ثم في الأسواق؟ كيف تحولت الشوكولاتة من سائل مر إلى لوح؟ PA كانت إسبانيا أول دولة أوروبية تُدرج الشوكولاتة في مطبخها، ولكن كيفية حدوث ذلك بالضبط ليس واضحاً، تقول موسوعة بريتانيكا. لكن الموسوعة لفتت إلى أنه "من المعروف أن كما تحدثت الموسوعة عن اعتقاد سائد دون دليل حول تقديم حاكم الأزتك في المكسيك في عام 1519، مشروباً مراً من حبوب الكاكاو إلى القائد الإسباني هيرنان كورتيس، الذي أدخل المشروب لاحقاً إلى إسبانيا. ومن المحتمل أن الشوكولاتة وصلت لأول مرة إلى إسبانيا "في عام 1544 مع ممثلي شعب المايا-كيكتشي في غواتيمالا، الذين جاءوا حاملين الهدايا (بما في ذلك الشوكولاتة) لزيارة بلاط الأمير فيليب. ومع ذلك، لم تصل أول شحنة مسجلة من حبوب الكاكاو إلى إسبانيا من ولاية فيراكروز في المكسيك إلا في عام 1585". بعد ذلك تقول الموسوعة إن الشوكولاتة المحلاة والمنكهة بالقرفة والفانيليا، قٌدمت كمشروب ساخن وأصبحت شائعة جداً في البلاط الإسباني. ثم بعد سنوات عديدة دخلت الشوكولاتة إلى فرنسا وإنجلترا وغيرها. وفي عام 1657، افتتح رجل فرنسي متجراً لبيع الشوكولاتة الصلبة، لكن حينها كان هذا النوع من الشوكولاتة يستخدم لصنع الشراب الساخن منها. إلا أنه في ذلك الوقت أيضاً وبسبب سعرها المرتفع، ظلت الشوكولاتة منتشرة بين أوساط الأثرياء. وظهرت في لندن وأمستردام وعواصم أوروبية أخرى مصانع شوكولاتة راقية، تطور بعضها لاحقاً إلى نوادٍ خاصة شهيرة. تذكر الموسوعة أنه في لندن، استُخدمت العديد من مصانع الشوكولاتة كمقار اجتماعات للأحزاب السياسية. واستخدمت أيضاً لأنشطة المقامرة، كان المشاركون فيها يراهنون بمبالغ ضخمة أو ممتلكات ثمينة. ومن أشهر نوادي الشوكولاتة حينها كان "بيت شوكولاتة شجرة الكاكاو"، وعُرِف لاحقاً باسم "نادي شجرة الكاكاو"، وافتُتح عام 1698، و"بيت شوكولاتة وايت" الذي افتتحه فرانسيس وايت عام 1693. أعاقت بريطانيا العظمى انخفاض تكلفة مشروب الشوكولاتة عبر فرض رسوم جمركية على حبوب الكاكاو الخام، لذا لم تحصل الشوكولاتة على مكانتها الشعبية حتى منتصف القرن التاسع عشر. لكن انتشرت الشوكولاتة في هذه الأثناء وتطورت صناعتها في أماكن أخرى، مثل المستعمرات الأمريكية في ماساتشوستس ودورشيستر عام 1765. وتقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون إنه على الرغم من استهلاك الشوكولاتة في المقام الأول كمشروب، إلا أنها استُخدمت أيضاً في الحلويات منذ القرن الثامن عشر على الأقل. على سبيل المثال "في قاموس الطهاة والحلوانيين عام 1723، يقدّم جون نوت ستة تحضيرات للشوكولاتة، بما في ذلك بسكويت الشوكولاتة ونبيذ الشوكولاتة. أما معاصره تشارلز كارتر، فقدم وصفات لبودينغ الشوكولاتة وكريمة الشوكولاتة في كتابه (الطبخ العملي الكامل) عام 1730". وفي عام 1828، طور الكيميائي الهولندي كونراد يوهانس فان هوتن عملية "تحول الحبوب إلى مسحوق. مما سهّل خلطها بالماء وهضمها. ومكّن ذلك أيضاً من إنتاج الشوكولاتة بكميات كبيرة، وأخيراً أصبحت في متناول الجميع"، كما تشير بيلتون. وتشرح الموسوعة البريطانية أن براءة الاختراع التي حصل عليها هوتن كانت نتاج، عصر معظم الدهون، أو زبدة الكاكاو، من حبوب الكاكاو المطحونة والمحمصة، للحصول على مسحوق الكاكاو. وفي عام 1847، عملت شركة "فراي آند سانز-Fry and Sons" الإنجليزية، على دمج زبدة الكاكاو مع سائل الشوكولاتة والسكر لإنتاج شوكولاتة حلوة تصلح للأكل - وأصبحت أساس غالبية حلويات الشوكولاتة. وفي عام 1876، أضاف السويسري دانيال بيتر الحليب المجفف لصنع شوكولاتة الحليب. وسرعان ما تبع ذلك انتشار أطعمة الشوكولاتة المنكهة والصلبة والمغلفة. ومن أوروبا، انتقلت الشوكولاتة لاحقاً إلى دول الشرق الأوسط. مثل سوريا التي أدخل إليها صادق الغراوي الشوكولاتة عام 1931، بعد رحلة إلى العاصمة الفرنسية باريس. لماذا نحب الشوكولاتة؟ Getty Images لا يفترض هذا السؤال أننا جميعاً نحب الشوكولاتة، لكن إجابته موجهة لمحبيها. الطبيب الراحل مايكل موسلي في مقال له عبر بي بي سي قبل سنوات بحث عن إجابات لهذا السؤال مع عالم النبات جيمس وونغ. وأجاب: "تؤدي عملية تحميص حبوب الكاكاو الأساسية في صنع الشوكولاتة إلى إطلاق مجموعة من المركبات الكيميائية مثل حمض 3-ميثيل بيوتانويك، ثلاثي كبريتيد ثنائي الميثيل... وينتج عن تفاعل هذه الجزيئات العطرية مع غيرها، بصمة كيميائية فريدة تعشقها أدمغتنا". وأضاف أن الشوكولاتة تحتوي على عدد من المواد الكيميائية المؤثرة نفسياً، منها الأنانداميد، وهو ناقل عصبي اشتق اسمه من اللغة السنسكريتية - "أناندا"، ويعني "الفرح، النعيم، البهجة". تقول أخصائية التغذية العلاجية فاتن النشاش لـبي بي سي، إن الانجذاب للشوكولاتة نابع من أسباب كيميائية وأخرى سلوكية. وتشرح أن الأسباب الكيميائية تعود لاحتواء الشوكولاتة على "مركبات تؤثر بشكل مباشر على الدماغ والجهاز العصبي أبرزها الحمض الأميني تريبتوفان، ويدخل في تكوين السيروتونين الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج وشعورنا بالسعادة والراحة". كما تحتوي أيضاً على القليل من الكافيين كجرعة منبهة تزيد من التركيز والشعور بالنشاط، تضيف. وتلفت النشاش أيضاً إلى مكونات الشوكلاتة من الدهون والسكر، "المكونان المرتبطان بنظام المكافأة في الدماغ. وعند حصولنا عليهما يطلق الدوبامين"، -وهو ناقصل عصبي أيضاً ومادة كيميائية مرتبط بالمتعة والتحفيز ويعرف باسم هرمون السعادة-. الصحفي الطبي موسلي قال إنه من النادر أن تجد مستويات عالية من السكر والدهون معاً في الطبيعة. لكن بالنظر إلى عبوات العديد من الشوكولاتة الممزوجة بالحليب فإنها غالباً ما تحتوي على 20-25 في المئة من الدهون و40-50 في المئة من السكر، ما يؤدي إلى استمتاعنا بالشوكولاتة. أما سلوكياً، فتجد النشاش أن حب الشوكولاتة ناجم عن ارتباطها بالمناسبات السعيدة مثل الأعياد وحفلات الزفاف وغيرها من العادات الاجتماعية السعيدة. وقد يتجه البعض عند التوتر لتناول الشوكولاتة، وهذا سبب سلوكي مرتبط بالأسباب الكيميائية، وفق قولها. وتلفت إلى أن الشوكولاتة الداكنة هي النوع المفيد للقلب لاحتوائها على مضادات الأكسدة. والكمية المناسبة لتناولها يومياً هي 30 غراماً. "لن يشعر دماغك بدفعة كيميائية كبيرة من تناول بضع قطع. ومع ذلك، فإنها قد تلعب دوراً صغيراً في إغواء حواسنا"، لفت موسلي.


شفق نيوز
٠٧-٠٧-٢٠٢٥
- ترفيه
- شفق نيوز
الشوكولاتة: من "طعام إلهي" إلى "مال ينمو على الأشجار"
وأنتم تتجهون لشراء الشوكولاتة، محتارين بين أنواعها المختلفة ونكهاتها المميزة، هل تساءلتم يوماً كيف حصلنا على "هذه المكافأة"؟ وبعيداً عن أصلها المعروف كبذرة للكاكاو، كيف توصل الإنسان لاختراع الشوكولاتة؟ ماذا عن أول نكهة لسائل الشوكولاتة كيف كانت يا ترى؟ هل كانت حلوة الطعم، أم حارة، أم محشوة بأنواع المكسرات المختلفة وجوز الهند كما هو حالها اليوم. عندما بدأت كتابة هذا التقرير بمناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة الذي يصادف السابع من تموز/أيلول. فاجأني تاريخ الشوكولاتة، وتقديسها لدى بعض الشعوب قديماً. وما نجده اليوم سهلاً في متناول اليد لاختلاف الأنواع والأسعار لم يكن كذلك سابقاً، إذ كانت الشوكولاتة في بعض العصور امتيازاً لا يملكه سوى الأثرياء. كيف كان شكل الشوكلاتة في الحضارات القديمة؟ "طعام إلهي"، هكذا اعتبرت أول حضارات اكتشفت أصل الشوكولاتة في أمريكا الوسطى، بين قبائل المايا والتولتك والأزتيك. على يد القبائل التي عاشت في أمريكا الوسطى، زُرعت قبل 3 آلاف عام شجرة الكاكاو، واستُخدمت كمشروب احتفالي. وتنقل موسوعة بريتانيكا أن شعوب المايا اعتبرت الشوكولاتة "غذاءً للآلهة، وقدست شجرة الكاكاو، ودفنت كبار الشخصيات مع أوعية من هذه المادة، إلى جانب أشياء أخرى اعتبروها مفيدة في الحياة الآخرة". "قبل قرون من تذوقنا لأول لوح شوكولاتة، كان الكاكاو يُستخدم كمشروب، لكن بعيداً عن طعمه الحلو المعروف لدينا اليوم، كان مشروب المايا من الكاكاو يميل إلى المذاق المالح أو اللاذع"، تقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون. وتوضح بيلتون في بحث لها نشرته عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة التراث الإنجليزي، إن حبوب الكاكاو في ذلك الوقت، كانت تطحن مع الذرة وتمزج بالماء، وقد يضاف إليها بعض التوابل مثل الفانيليا، وتوابل حارة تشبه الفلفل الأسود وأحياناً القرفة، وتؤخذ بعضها من "زهرة الأذن-ear flower". وتضيف: "كان مزيج الشوكولاتة يُصب بعد ذلك بين إناءين من ارتفاع معين، لتكوين مشروب رغوي". أما الأزتيك، فكانوا "يُضيفون المزيد من النكهة المشروب عبر مسحوق الفلفل الحار وملون طبيعي 'Achiote'، مما يُعطيه لوناً قرمزياً. وفي بعض الأحيان عملوا على غلي الشراب للحصول على نسخة بدائية من الشوكولاتة الساخنة التي نعرفها في وقتنا الحالي"، تقول بيلتون. تقول موسوعة بريتانيكا إن شعوب المايا والتولتك والأزتك استخدوا حبوب الكاكاو أيضاً كعملة نقدية. وصفتها بيلتون في بحثها بـ "المال على الأشجار". وحالياً يُشار إلى أن من مناطق إنتاج الكاكاو الرئيسية حول العالم، دول غرب أفريقيا مثل ساحل العاج وغانا، المسؤولة عن إنتاج 60 في المئة من الكاكاو حول العالم، وفق إحصائيات نشرتها الأمم المتحدة. لكن كيف بدأ انتشار الشوكولاتة في دول العالم، ثم في الأسواق؟ كيف تحولت الشوكولاتة من سائل مر إلى لوح؟ PA كانت إسبانيا أول دولة أوروبية تُدرج الشوكولاتة في مطبخها، ولكن كيفية حدوث ذلك بالضبط ليس واضحاً، تقول موسوعة بريتانيكا. لكن الموسوعة لفتت إلى أنه "من المعروف أن كريستوفر كولومبوس [الرحالة الإيطالي] أخذ حبوب الكاكاو إلى إسبانيا بعد رحلته الرابعة عام 1502، على الرغم من إثارة القليل حول الموضوع في ذلك الوقت". كما تحدثت الموسوعة عن اعتقاد سائد دون دليل حول تقديم حاكم الأزتك في المكسيك في عام 1519، مشروباً مراً من حبوب الكاكاو إلى القائد الإسباني هيرنان كورتيس، الذي أدخل المشروب لاحقاً إلى إسبانيا. ومن المحتمل أن الشوكولاتة وصلت لأول مرة إلى إسبانيا "في عام 1544 مع ممثلي شعب المايا-كيكتشي في غواتيمالا، الذين جاءوا حاملين الهدايا (بما في ذلك الشوكولاتة) لزيارة بلاط الأمير فيليب. ومع ذلك، لم تصل أول شحنة مسجلة من حبوب الكاكاو إلى إسبانيا من ولاية فيراكروز في المكسيك إلا في عام 1585". بعد ذلك تقول الموسوعة إن الشوكولاتة المحلاة والمنكهة بالقرفة والفانيليا، قٌدمت كمشروب ساخن وأصبحت شائعة جداً في البلاط الإسباني. ثم بعد سنوات عديدة دخلت الشوكولاتة إلى فرنسا وإنجلترا وغيرها. وفي عام 1657، افتتح رجل فرنسي متجراً لبيع الشوكولاتة الصلبة، لكن حينها كان هذا النوع من الشوكولاتة يستخدم لصنع الشراب الساخن منها. إلا أنه في ذلك الوقت أيضاً وبسبب سعرها المرتفع، ظلت الشوكولاتة منتشرة بين أوساط الأثرياء. وظهرت في لندن وأمستردام وعواصم أوروبية أخرى مصانع شوكولاتة راقية، تطور بعضها لاحقاً إلى نوادٍ خاصة شهيرة. تذكر الموسوعة أنه في لندن، استُخدمت العديد من مصانع الشوكولاتة كمقار اجتماعات للأحزاب السياسية. واستخدمت أيضاً لأنشطة المقامرة، كان المشاركون فيها يراهنون بمبالغ ضخمة أو ممتلكات ثمينة. ومن أشهر نوادي الشوكولاتة حينها كان "بيت شوكولاتة شجرة الكاكاو"، وعُرِف لاحقاً باسم "نادي شجرة الكاكاو"، وافتُتح عام 1698، و"بيت شوكولاتة وايت" الذي افتتحه فرانسيس وايت عام 1693. أعاقت بريطانيا العظمى انخفاض تكلفة مشروب الشوكولاتة عبر فرض رسوم جمركية على حبوب الكاكاو الخام، لذا لم تحصل الشوكولاتة على مكانتها الشعبية حتى منتصف القرن التاسع عشر. لكن انتشرت الشوكولاتة في هذه الأثناء وتطورت صناعتها في أماكن أخرى، مثل المستعمرات الأمريكية في ماساتشوستس ودورشيستر عام 1765. وتقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون إنه على الرغم من استهلاك الشوكولاتة في المقام الأول كمشروب، إلا أنها استُخدمت أيضاً في الحلويات منذ القرن الثامن عشر على الأقل. على سبيل المثال "في قاموس الطهاة والحلوانيين عام 1723، يقدّم جون نوت ستة تحضيرات للشوكولاتة، بما في ذلك بسكويت الشوكولاتة ونبيذ الشوكولاتة. أما معاصره تشارلز كارتر، فقدم وصفات لبودينغ الشوكولاتة وكريمة الشوكولاتة في كتابه (الطبخ العملي الكامل) عام 1730". وفي عام 1828، طور الكيميائي الهولندي كونراد يوهانس فان هوتن عملية "تحول الحبوب إلى مسحوق. مما سهّل خلطها بالماء وهضمها. ومكّن ذلك أيضاً من إنتاج الشوكولاتة بكميات كبيرة، وأخيراً أصبحت في متناول الجميع"، كما تشير بيلتون. وتشرح الموسوعة البريطانية أن براءة الاختراع التي حصل عليها هوتن كانت نتاج، عصر معظم الدهون، أو زبدة الكاكاو، من حبوب الكاكاو المطحونة والمحمصة، للحصول على مسحوق الكاكاو. وفي عام 1847، عملت شركة "فراي آند سانز-Fry and Sons" الإنجليزية، على دمج زبدة الكاكاو مع سائل الشوكولاتة والسكر لإنتاج شوكولاتة حلوة تصلح للأكل - وأصبحت أساس غالبية حلويات الشوكولاتة. وفي عام 1876، أضاف السويسري دانيال بيتر الحليب المجفف لصنع شوكولاتة الحليب. وسرعان ما تبع ذلك انتشار أطعمة الشوكولاتة المنكهة والصلبة والمغلفة. ومن أوروبا، انتقلت الشوكولاتة لاحقاً إلى دول الشرق الأوسط. مثل سوريا التي أدخل إليها صادق الغراوي الشوكولاتة عام 1931، بعد رحلة إلى العاصمة الفرنسية باريس. لا يفترض هذا السؤال أننا جميعاً نحب الشوكولاتة، لكن إجابته موجهة لمحبيها. الطبيب الراحل مايكل موسلي في مقال له عبر بي بي سي قبل سنوات بحث عن إجابات لهذا السؤال مع عالم النبات جيمس وونغ. وأجاب: "تؤدي عملية تحميص حبوب الكاكاو الأساسية في صنع الشوكولاتة إلى إطلاق مجموعة من المركبات الكيميائية مثل حمض 3-ميثيل بيوتانويك، ثلاثي كبريتيد ثنائي الميثيل... وينتج عن تفاعل هذه الجزيئات العطرية مع غيرها، بصمة كيميائية فريدة تعشقها أدمغتنا". وأضاف أن الشوكولاتة تحتوي على عدد من المواد الكيميائية المؤثرة نفسياً، منها الأنانداميد، وهو ناقل عصبي اشتق اسمه من اللغة السنسكريتية - "أناندا"، ويعني "الفرح، النعيم، البهجة". تقول أخصائية التغذية العلاجية فاتن النشاش لـبي بي سي، إن الانجذاب للشوكولاتة نابع من أسباب كيميائية وأخرى سلوكية. وتشرح أن الأسباب الكيميائية تعود لاحتواء الشوكولاتة على "مركبات تؤثر بشكل مباشر على الدماغ والجهاز العصبي أبرزها الحمض الأميني تريبتوفان، ويدخل في تكوين السيروتونين الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج وشعورنا بالسعادة والراحة". كما تحتوي أيضاً على القليل من الكافيين كجرعة منبهة تزيد من التركيز والشعور بالنشاط، تضيف. وتلفت النشاش أيضاً إلى مكونات الشوكلاتة من الدهون والسكر، "المكونان المرتبطان بنظام المكافأة في الدماغ. وعند حصولنا عليهما يطلق الدوبامين"، -وهو ناقصل عصبي أيضاً ومادة كيميائية مرتبط بالمتعة والتحفيز ويعرف باسم هرمون السعادة-. الصحفي الطبي موسلي قال إنه من النادر أن تجد مستويات عالية من السكر والدهون معاً في الطبيعة. لكن بالنظر إلى عبوات العديد من الشوكولاتة الممزوجة بالحليب فإنها غالباً ما تحتوي على 20-25 في المئة من الدهون و40-50 في المئة من السكر، ما يؤدي إلى استمتاعنا بالشوكولاتة. أما سلوكياً، فتجد النشاش أن حب الشوكولاتة ناجم عن ارتباطها بالمناسبات السعيدة مثل الأعياد وحفلات الزفاف وغيرها من العادات الاجتماعية السعيدة. وقد يتجه البعض عند التوتر لتناول الشوكولاتة، وهذا سبب سلوكي مرتبط بالأسباب الكيميائية، وفق قولها. وتلفت إلى أن الشوكولاتة الداكنة هي النوع المفيد للقلب لاحتوائها على مضادات الأكسدة. والكمية المناسبة لتناولها يومياً هي 30 غراماً. "لن يشعر دماغك بدفعة كيميائية كبيرة من تناول بضع قطع. ومع ذلك، فإنها قد تلعب دوراً صغيراً في إغواء حواسنا"، لفت موسلي.


الدستور
١٢-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
نتعاطف معهم.. رئيس الوزراء البريطاني يعلّق على حادث الطائرة الهندية
صور أولية للحادث قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إن مشاعره مع ركاب وعائلات الضحايا الذين كانوا على متن رحلة طيران الهند المتجهة إلى مطار جاتويك، والتي تحطمت في مدينة أحمد آباد الهندية. وبحسب وكالة الأنباء البريطانية "PA"، صرح ستارمر قائلًا: "المشاهد الواردة بشأن تحطم طائرة كانت متجهة إلى لندن، وتحمل العديد من المواطنين البريطانيين في مدينة أحمد آباد الهندية مفجعة للغاية، أتابع التطورات لحظة بلحظة، وأفكاري مع الركاب وعائلاتهم في هذا الوقت العصيب والمؤلم." العديد من الصور لحادث تحطم الطائرة وفي السياق نفسه، بدأت وكالات الأنباء العالمية بنشر مزيد من الصور من موقع الحادث، حيث يظهر الحطام المتناثر والدخان الكثيف، فيما يعمل أفراد الطوارئ في موقع تحطم الطائرة بمدينة أحمد آباد، شمال غربي الهند. من جهتها، أعلنت شركة طيران الهند أن الرحلة AI171 التي كانت متجهة من أحمد آباد إلى مطار جاتويك في لندن، قد تعرضت لحادث بعد الإقلاع، مؤكدة وجود 242 شخصًا على متنها، من بينهم:169 مواطنًا هنديًا، و53 بريطانيًا، 7 برتغاليين، ومواطن كندي واحد. وأضافت الشركة في بيان رسمي عبر منصة "إكس": "المصابون يتم نقلهم إلى أقرب المستشفيات، وقد تم تخصيص خط هاتفي خاص 1800 5691 444 لتقديم المعلومات لعائلات الركاب، كما نؤكد تعاوننا الكامل مع السلطات المختصة التي تحقق في الحادث". وفي تطور متصل، أعلنت المتحدثة باسم مجلس العموم البريطاني، لوسي باول، أن الحكومة البريطانية ستقدم كل ما في وسعها من دعم للمتضررين من هذا الحادث، قائلة: "أفكار الحكومة وأعضاء مجلس العموم جميعًا مع عائلات الركاب الذين كانوا على متن الرحلة AI171، هذه الحادثة تثير قلقًا بالغًا للكثير من العائلات سواء في بريطانيا أو في الهند، نُعبّر عن بالغ تعاطفنا، والحكومة ستبذل كل ما بوسعها لمساندة المعنيين سواء على الأراضي البريطانية أو في الهند". من جهته، أكد مكتب الخارجية البريطانية أنه يتابع الحادث بالتنسيق مع السلطات الهندية بهدف التحقق من التفاصيل، وتقديم الدعم اللازم للمواطنين البريطانيين المتضررين. وفي سياق الإجراءات، أعلن مطار أحمد آباد تعليق جميع عملياته مؤقتًا، حيث قال متحدث باسمه لوكالات الأنباء: إن المطار غير عامل حاليًا وتم تعليق جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، في ظل استمرار أعمال الطوارئ والتحقيقات في موقع الحادث.


موقع كتابات
٠٩-٠٦-٢٠٢٥
- علوم
- موقع كتابات
الباراسيكولوجي2.. أُجريت أبحاثه في حوالي 30 دولة
خاص: إعداد- سماح عادل تأسست جمعية علم النفس الباراسيكولوجي (PA) في دورهام، كارولاينا الشمالية، في 19 يونيو/ حزيران 1957. اقترح ج. ب. راين تأسيسها خلال ورشة عمل حول علم النفس الباراسيكولوجي عُقدت في مختبر علم النفس الباراسيكولوجي بجامعة ديوك. واقترح راين أن تشكل المجموعة نواة لجمعية مهنية دولية في علم النفس الباراسيكولوجي. وكان هدف المنظمة، كما هو منصوص عليه في دستورها، 'النهوض بعلم النفس الباراسيكولوجي كعلم، ونشر المعرفة في هذا المجال، ودمج نتائجه مع نتائج فروع العلوم الأخرى'. في عام 1969، وتحت إشراف عالمة الأنثروبولوجيا مارغريت ميد، انضمت جمعية علم النفس الباراسيكولوجي إلى الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS)، أكبر جمعية علمية عامة في العالم. في عام ١٩٧٩، صرح الفيزيائي جون أ. ويلر بأن علم ما وراء النفس زائف، وأن انضمام الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS) إلى الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS) بحاجة إلى إعادة النظر. لم يُكتب النجاح لطعنه في انضمام علم ما وراء النفس إلى الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS). واليوم، تضم الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (PA) حوالي ثلاثمائة عضو كامل العضوية، ومنتسب، ومنتسب حول العالم. مشروع ستارغيت.. ابتداء من أوائل خمسينيات القرن الماضي، بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) أبحاثًا مكثفة في مجال الهندسة السلوكية. أدت نتائج هذه التجارب إلى تشكيل مشروع ستارغيت، الذي تولى أبحاث الإدراك الحسي خارج الحواس (ESP) لصالح الحكومة الفيدرالية الأمريكية. تم إنهاء مشروع ستارغيت عام ١٩٩٥، مع استنتاج أنه لم يكن مفيدًا أبدًا في أي عملية استخباراتية. كانت المعلومات غامضة وتضمنت الكثير من البيانات غير ذات الصلة والخاطئة. كان هناك أيضًا ما يدعو للشك في أن مديري البحث قد عدّلوا تقارير مشاريعهم لتتناسب مع الإشارات الخلفية المعروفة. سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.. أدى انضمام جمعية علم النفس الباراسيكولوجي (PA) إلى الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، إلى جانب الانفتاح العام على الظواهر النفسية والغامضة في سبعينيات القرن العشرين، إلى عقد من ازدياد البحث في هذا المجال. خلال هذه الفترة، تأسست منظمات أخرى ذات صلة، بما في ذلك أكاديمية علم النفس الباراسيكولوجي والطب (1970)، ومعهد العلوم الباراسيكولوجية (1971)، وأكاديمية الدين والبحوث النفسية، ومعهد العلوم العقلية (1973)، والرابطة الدولية لأبحاث كيرليان (1975)، ومختبر برينستون لأبحاث الشذوذ الهندسي (1979). كما أُجريت أبحاث في علم النفس الباراسيكولوجي في معهد ستانفورد للأبحاث (SRI) خلال هذه الفترة. اتسع نطاق علم النفس الباراسيكولوجي خلال هذه السنوات. أجرى الطبيب النفسي إيان ستيفنسون الكثير من أبحاثه حول التناسخ خلال سبعينيات القرن الماضي، ونُشرت الطبعة الثانية من كتابه 'عشرون حالة توحي بالتناسخ' عام ١٩٧٤. درست عالمة النفس ثيلما موس التصوير الكيرلياني في مختبر علم النفس الخارق بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس. أدى تدفق المعلمين الروحيين من آسيا وادعاءاتهم بقدراتهم الناتجة عن التأمل إلى إجراء أبحاث حول حالات الوعي المتغيرة. أجرى كارليس أوسيس، مدير الأبحاث في الجمعية الأمريكية للأبحاث النفسية، تجارب على تجارب الخروج من الجسد. صاغ الفيزيائي راسل تارغ مصطلح 'الرؤية عن بُعد' لاستخدامه في بعض أعماله في معهد SRI عام ١٩٧٤. استمرت الطفرة في أبحاث الخوارق حتى ثمانينيات القرن الماضي: أفادت الجمعية الأمريكية لعلم النفس الخارق بوجود أعضاء يعملون في أكثر من ٣٠ دولة. على سبيل المثال، أُجريت أبحاث وعُقدت مؤتمرات دورية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق على الرغم من استبعاد مصطلح علم النفس الباراسيكولوجي لصالح مصطلح السايكوترونيكس. وبينما تضمنت السايكوترونيكس السوفيتية العديد من الأساليب الخيالية وغير الفعالة، إلا أنها، مثل علم النفس الباراسيكولوجي، حظيت بدعم حكومي أوسع، واستكشفت العديد من الوسائل العلمية للتأثير على الإدراك بالإضافة إلى الأساليب العلمية الزائفة. كان المروج الرئيسي للسايكوترونيكس هو العالم التشيكي زدينيك ريجداك، الذي وصفه بأنه علم فيزيائي، ونظم مؤتمرات وترأس الجمعية الدولية لأبحاث السايكوترونيكس. في عام 1985، أنشأ قسم علم النفس بجامعة إدنبرة كرسيًا في علم النفس الباراسيكولوجي، ومنحه لروبرت موريس، وهو عالم تجريبي في علم النفس الباراسيكولوجي من الولايات المتحدة. واصل موريس وزملاؤه في البحث وطلاب الدكتوراه أبحاثًا حول مواضيع تتعلق بعلم النفس الباراسيكولوجي. العصر الحديث.. منذ ثمانينيات القرن العشرين، تراجعت البحوث المعاصرة في مجال علم النفس الخارق بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة. اعتبرت البحوث المبكرة غير حاسمة، وواجه علماء النفس الخارق شكوكًا شديدة من زملائهم الأكاديميين. اختفت بعض التأثيرات التي اعتبرت خارقة للطبيعة، مثل، تأثيرات التصوير الفوتوغرافي كيرليان الذي يعتقد البعض أنه يمثل هالة بشرية، في ظل ضوابط أكثر صرامة، تاركةً تلك السبل البحثية في طريق مسدود. تقتصر معظم أبحاث علم النفس الخارق في الولايات المتحدة الآن على المؤسسات الخاصة الممولة من مصادر خاصة. بعد 28 عامًا من البحث، أُغلق مختبر أبحاث شذوذات الهندسة في جامعة برينستون (PEAR)، الذي كان يدرس التحريك النفسي، في عام 2007. تمتلك جامعتان في الولايات المتحدة مختبرات أكاديمية لعلم النفس الخارق. يدرس قسم الدراسات الإدراكية، التابع لقسم الطب النفسي بجامعة فرجينيا، إمكانية بقاء الوعي بعد الموت الجسدي، وتجارب الاقتراب من الموت، وتجارب الخروج من الجسد. أجرى غاري شوارتز من مختبر فيريتاس بجامعة أريزونا دراساتٍ مختبرية على الوسطاء الروحانيين، والتي انتقدها المشككون في العلم. تُجري العديد من المؤسسات الخاصة، بما في ذلك معهد العلوم العقلية، أبحاثًا في علم النفس الخارق وتُشجعها. على مدى العقدين الماضيين، شهدت بعض مصادر تمويل علم النفس الخارق في أوروبا 'زيادةً كبيرةً في أبحاث علم النفس الخارق الأوروبية، مما أدى إلى تحول مركز الثقل في هذا المجال من الولايات المتحدة إلى أوروبا'. تمتلك المملكة المتحدة أكبر عدد من علماء النفس الخارق النشطين بين جميع الدول. في المملكة المتحدة، يعمل الباحثون في أقسام علم النفس التقليدية ويجرون دراسات في علم النفس السائد 'لتعزيز مصداقيتهم وإثبات سلامة مناهجهم'. يعتقد أن هذا النهج قد يفسر القوة النسبية لعلم النفس الباراسيكولوجي في بريطانيا. اعتبارا من عام 2007، أُجريت أبحاث علم النفس الباراسيكولوجي في حوالي 30 دولة، وتواصل بعض الجامعات حول العالم برامجها الأكاديمية في هذا المجال. من بين هذه الجامعات وحدة كوستلر لعلم النفس الباراسيكولوجي في جامعة إدنبرة؛ ومجموعة أبحاث علم النفس الباراسيكولوجي في جامعة ليفربول هوب التي أُغلقت في أبريل 2011. يدرس علماء ما وراء النفس بعض الظواهر الخارقة للطبيعة، بما في ذلك على سبيل المثال: التخاطر: نقل المعلومات المتعلقة بالأفكار أو المشاعر بين الأفراد بوسائل غير الحواس الخمس التقليدية. الاستبصار: إدراك معلومات عن أماكن أو أحداث مستقبلية قبل وقوعها. الاستبصار: الحصول على معلومات عن أماكن أو أحداث في مواقع نائية بوسائل غير معروفة للعلم الحديث. التحريك الذهني: قدرة العقل على التأثير في المادة أو الزمان أو المكان أو الطاقة بوسائل غير معروفة للعلم الحديث. تجارب الاقتراب من الموت: تجربة يرويها شخص كاد أن يموت أو عانى من موت سريري ثم عاد إلى الحياة. التناسخ: إعادة ميلاد روح أو جانب غير مادي آخر من جوانب الوعي البشري في جسد مادي جديد بعد الموت. التجارب الشبحية: ظواهر تنسب غالبا إلى الأشباح، وتصادف في أماكن يعتقد أن المتوفى قد تردد عليها، أو مرتبطة بممتلكاته السابقة. قد لا تعكس تعريفات المصطلحات المذكورة أعلاه استخدامها الشائع، ولا آراء جميع علماء النفس الخارق ونقادهم. وفقًا لجمعية علم النفس الخارق، لا يدرس علماء النفس الخارق جميع الظواهر الخارقة للطبيعة، ولا يهتمون بعلم التنجيم، أو الأجسام الطائرة المجهولة، أو علم الحيوانات الخفية، أو الوثنية، أو مصاصي الدماء، أو الخيمياء، أو السحر. تشمل المجلات التي تتناول علم النفس الخارق: مجلة علم النفس الخارق، ومجلة دراسات الاقتراب من الموت، ومجلة دراسات الوعي، ومجلة جمعية البحوث النفسية، ومجلة الاستكشاف العلمي. غانزفيلد وتعني بالألمانية 'الحقل الكامل' هي تقنية تستخدم لاختبار قدرة الأفراد على التخاطر. طورت هذه التقنية وهي شكل من أشكال الحرمان الحسي المعتدل لتهدئة 'الضوضاء' العقلية بسرعة من خلال توفير محفزات خفيفة وغير نمطية للحواس البصرية والسمعية. عادة ما تعزل حاسة البصر عن طريق توليد توهج أحمر خافت ينشر عبر نصف كرات تنس طاولة موضوعة فوق عيني المستقبِل. أما حاسة السمع، فعادة ما تحجب بتشغيل ضوضاء بيضاء أو أصوات ساكنة أو أصوات مشابهة للمستقبِل. كما يجلس المستقبِل في وضعية متكئة ومريحة لتقليل حاسة اللمس. في تجربة غانزفيلد النموذجية، يعزل 'المرسِل' و'المستقبِل'. يوضع المستقبِل في حالة غانزفيلد، أو تأثير غانزفيلد، ويعرض على المرسِل مقطع فيديو أو صورة ثابتة، ويطلب منه إرسال تلك الصورة ذهنيا إلى المستقبِل. أثناء وجوده في حالة غانزفيلد، يطلب المُجرّبون من المُستقبِل التحدث بصوت عالٍ باستمرار عن جميع العمليات العقلية، بما في ذلك الصور والأفكار والمشاعر. في نهاية فترة الإرسال، التي تتراوح عادةً بين 20 و40 دقيقة، يخرَج المُستقبِل من حالة غانزفيلد ويعرض عليه أربع صور أو مقاطع فيديو، إحداها للهدف الفعلي وثلاث صور وهمية غير مستهدفة. يحاول المستقبِل اختيار الهدف، مستخدمًا الإدراكات المختبرة خلال حالة غانزفيلد كأدلة على ماهية الصورة 'المرسلة' ذهنيًا. مشارك في تجربة غانزفيلد. يقول المُؤيدون إن مثل هذه التجارب أظهرت أدلة على التخاطر، بينما أشار نقاد مثل راي هايمان إلى أنها لم تُكرَّر بشكل مستقل. عانت دراسات تجربة غانزفيلد التي فحصها راي هايمان وتشارلز هونورتون من مشاكل منهجية موثَّقة جيدًا. أفاد هونورتون أن 36% فقط من الدراسات استخدمت مجموعات صور مستهدفة مُكررة لتجنب التعامل مع الإشارات. اكتشف هيمان عيوبًا في جميع تجارب غانزفيلد الـ 42، ولتقييم كل تجربة، ابتكر مجموعة من 12 فئة من العيوب. ستة منها تتعلق بعيوب إحصائية، بينما غطت العيوب الستة الأخرى عيوبًا إجرائية مثل عدم كفاية التوثيق، والعشوائية، والأمان، واحتمالات التسرب الحسي. فشلت أكثر من نصف الدراسات في توفير الحماية من التسرب الحسي، وتضمنت جميعها عيبا واحدا على الأقل من العيوب الاثني عشر. وبسبب هذه العيوب، اتفق هونورتون مع هيمان على أن دراسات غانزفيلد الـ 42 لا تدعم ادعاء وجود ظواهر نفسية. ومن بين احتمالات التسرب الحسي في تجارب غانزفيلد سماع المُستقبِلين لما كان يحدث في غرفة المُرسِل المجاورة، إذ لم تكن الغرف عازلة للصوت، وظهور بصمات المُرسِل على الجسم المُستهدف ليراه المُستقبِل راجع هيمان تجارب أوتوغانزفيلد واكتشف نمطًا في البيانات يُشير إلى احتمال وجود إشارة بصرية. وكتب هيمان أن تجارب أوتوغانزفيلد كانت معيبة لأنها لم تستبعد احتمال التسرب الحسي.


الدستور
٠٤-٠٦-٢٠٢٥
- منوعات
- الدستور
ستارمر: غزة تمر بـ"أيام حالكة".. والرد الإسرائيلي غير مجدٍ ويجب وقفه
قال رئيس الوزراء البريطاني إن غزة تواجه "أيامًا حالكة"، متعهّدًا بـ"النظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات" ضد إسرائيل. وأفادت وكالة الأنباء البريطانية (PA) أن كير ستارمر، رئيس الوزراء، وصف تصرفات الحكومة الإسرائيلية في القطاع الذي يبلغ طوله 25 ميلًا بأنها "غير مجدية ولا تُحتمل"، خلال كلمته أمام مجلس العموم. قدراً أكبر من الوضوح الأخلاقي من جهتها، قالت كلير هانا، زعيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي العمالي في أيرلندا الشمالية، إن هناك "قدرًا أكبر من الوضوح الأخلاقي يصدر من السيدة راشيل على يوتيوب أكثر مما يصدر عن كثير من زعماء العالم الذين يتواطأون بصمت"، في إشارة إلى مقدمة برامج الأطفال راشيل، التي دعت الزعماء إلى "الشعور بالخزي" مما وصفته بـ"عنصريتهم ضد الفلسطينيين". وتساءلت هانا أمام مجلس العموم: "قال رئيس الوزراء هذا الأسبوع إن على بريطانيا أن تكون مستعدة للحرب، وأنا أسأله: بعد عشرات الآلاف من القتلى، وبعد جيل كامل من الغزيين الذين دمرهم الجوع والصدمات، متى ستكون بريطانيا مستعدة للسلام؟ متى ستساعد على إيقاف هذه الإبادة الجماعية؟.. متى ستحاسب الحكومة الإسرائيلية؟.. ومتى ستعترف بدولة فلسطين؟". وردّ ستارمر: "هي على حق تمامًا في وصف ما يحدث بأنه أيام حالكة. وتابع ما قامت به إسرائيل مؤخرًا أمر مروع، وبرأيي هو غير مجدٍ ولا يُحتمل، وقد عارضنا بشدة توسيع العمليات العسكرية، وعنف المستوطنين، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية." وأضاف رئيس الوزراء:"كما رأيتم، قمنا بتعليق محادثات اتفاقية التجارة الحرة (FTA)، وفرضنا عقوبات على المتطرفين الذين يدعمون العنف في الضفة الغربية. سنواصل النظر في اتخاذ المزيد من الإجراءات بالتنسيق مع حلفائنا، بما في ذلك فرض عقوبات، لكن دعوني أكون واضحًا تمامًا: نحن بحاجة إلى العودة إلى وقف إطلاق النار. نحتاج إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ فترة طويلة، ونحتاج بشكل عاجل إلى دخول المزيد من المساعدات بسرعة وبكميات كبيرة إلى غزة، لأن الوضع هناك لا يُحتمل ومروع." وأفادت وكالة (PA) أن عددًا من أعضاء البرلمان كانوا يرتدون شارات حمراء، من بينهم جون ماكدونيل، النائب المستقل عن هايز وهارلينغتون، بالإضافة إلى نواب من حزب العمال عن ألووا وغرانجماوث ونوتنغهام إيست، وهما برايان ليشمان وناديا ويتوم، وقد غادروا القاعة بصمت بعد هذا النقاش. في السياق ذاته، سأل زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار إد ديفي رئيس الوزراء عمّا إذا كان سيضغط في مجلس الأمن الدولي من أجل فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات العاجلة إلى غزة. وقال أمام مجلس العموم:"من الواضح أن البرنامج الأمريكي-الإسرائيلي يفشل، ولن يجدي نفعًا سوى رفع الحصار الكامل عن المساعدات، لكن بما أن حكومة نتنياهو ترفض القيام بذلك، فهل سيتخذ رئيس الوزراء إجراءات حاسمة اليوم؟". فردّ ستارمر مؤكدًا أن حكومته "تعمل بسرعة مع حلفائها على هذا الملف تحديدًا، لاتخاذ كل ما يمكن من تدابير لإدخال المساعدات الإنسانية"، مضيفًا أنه يمنح ديفي "ضمانًا بمواصلة هذا الجهد، لأن تلك المساعدات يجب أن تصل بسرعة وبكميات كبيرة".