logo
#

أحدث الأخبار مع #Qubit

الحوسبة الكمية وتطوير الأدوية
الحوسبة الكمية وتطوير الأدوية

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم

الحوسبة الكمية وتطوير الأدوية

شهد العالم في السنوات الأخيرة بروزا متسارعا لتقنية الحوسبة الكمية (Quantum Computing)، التي تعد نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا والمعلومات. تقوم هذه التقنية على مبدأ استثمار خواص الجسيمات الكمية، لحل مشكلات بالغة التعقيد بسرعة غير مسبوقة مقارنة بالحواسيب التقليدية. ومع تطور هذه الحواسيب الكمية تدريجيا، بدأ العديد من القطاعات الصناعية والبحثية بالاستفادة من إمكاناتها. ويأتي قطاع تطوير الأدوية في مقدمة المجالات المرشحة لتحقيق طفرة ثورية في اكتشاف وتركيب الأدوية بفضل قدرات الحوسبة الكمية الهائلة. تستند الحوسبة الكمية عزيزي القارئ إلى المبادئ الأساسية لميكانيكا الكم، وأبرزها مبدأ «التراكب» (Superposition) الذي يسمح لـ»الكيوبِت» (Qubit) – الوحدة الأساسية في الحوسبة الكمية، بأن يتخذ أكثر من حالة في وقت واحد، خلافا لـ»البت» (Bit) في الحواسيب التقليدية الذي يقتصر على حالتين: صفر أو واحد. بالإضافة إلى ذلك، يتيح مفهوم «التشابك الكوانتمي أو الكمي» (Quantum Entanglement) ترابطا عميقا بين الكيوبِتات؛ بحيث يؤثر أي تغيير في إحداها بشكل فوري على الأخرى، وإن كانت بعيدة عنها مكانيا. ينتج عن هذه الخصائص مقدرة غير اعتيادية على إجراء عمليات حسابية متوازية ومعالجة مشكلات رياضية معقدة بسرعة هائلة، ما يفتح الباب أمام إيجاد حلول كان من المستحيل أو شبه المستحيل الوصول إليها بالاعتماد على الحواسيب التقليدية فقط. يمر تصميم الأدوية وتطويرها بمراحل معقدة وطويلة، تبدأ من دراسة التفاعلات الجزيئية واختيار المركبات المرشحة للعلاج، ثم التحقق من فعاليتها في المختبرات والحيوانات وصولا للتجارب السريرية على البشر. وتتضمن هذه العملية تحليلا دقيقا لبناء الجزيئات وتفاعلاتها المحتملة مع بروتينات الجسم وأجهزته الحيوية. وتلجأ الشركات البحثية إلى الحوسبة الفائقة (High-Performance Computing) لتقليص الزمن والتكاليف المرتبطة بالتجارب المعملية، عبر استخدام «المحاكاة الجزيئية» (Molecular Simulation) التي تمكن من التنبؤ بوظائف الجزيئات وتماثلها البنيوي. ومع ذلك تبقى كثير من الجوانب الفيزيائية والكيميائية معقدة بصورة تفوق قدرة الحواسيب الحالية، ما يحول دون الوصول إلى محاكاة دقيقة أو سريعة تكفي لتصميم أدوية ناجحة في وقت وجيز. يعد فهم التفاعلات بين الجزيئات والمستقبلات الخلوية من أهم الخطوات في مجال تصميم الأدوية. وهنا تبرز مزايا الحوسبة الكمية، فقدرتها على البحث في فضاءات حسابية شاسعة بسرعة عالية تسمح بمحاكاة أكثر تفصيلا للتفاعلات الكيمائية، والتحليل العميق للترابطات بين البروتينات والجزيئات الفعّالة (Drug Molecules). يمكن لحواسيب الكمّ إجراء عمليات رياضية تقوم بحل معادلات شديدة التعقيد تصف سلوك الالكترونات وتفاعلها داخل الجزيئات، وبشكل أسرع بكثير من الحواسيب التقليدية. ومن شأن هذا الدعم الحسابي الكمي أن يقلص دورة الاكتشاف الدوائي عبر تمكين محاكاة التركيبات الدوائية والتنبؤ بمدى ارتباطها بالبروتين الهدف (Target Protein)، مما يختصر الكثير من الاختبارات المخبرية المكلفة. وأيضا تحسين اختيار المركبات الأنسب لإجراء التجارب، ما يزيد من احتمال نجاح المرحلة السريرية وتجنب الهدر الكبير في التكلفة والوقت. وأيضا عزيزي القارئ، تساعد الحواسيب الكمية على دراسة بنى جزيئية معقدة تضم مئات الذرات بدقة أعلى، مما يفسح المجال لتطوير أدوية تستهدف أمراضا نادرة أو مقاومة للعلاج التقليدي. في هذا المجال عزيزي القارئ، بدأت بعض الشركات الرائدة في عقد شراكات مع مؤسسات تقنية لتوظيف الحوسبة الكمية في البحوث الدوائية. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة «فايزر» (Pfizer) عن تعاون مع شركات حوسبة كمية مثل «آي بي إم» (IBM) و»غوغل» (Google) لدراسة وتقييم نماذج محاكاة جزيئية. كما ظهرت شركات ناشئة تتركز أعمالها بالكامل حول تقنيات المحاكاة الكمية وتحليل الجزيئات الدوائية سعيا لتوفير حلول تتفوق على قدرات الحواسيب التقليدية. على الرغم من أن هذه التجارب لا تزال في مراحلها الأولية، فإنّ النتائج المبكرة مشجّعة، وتكشف عن إمكانات كبيرة لتعزيز دقة المحاكاة وسرعة التنقيب الدوائي. ما زال أمام الحوسبة الكمية طريق طويل قبل أن تصبح تقنية سائدة في ميدان اكتشاف الأدوية. إذ تستلزم المحافظة على الحالات الكمية بيئات معقدة من التبريد الشديد والوقاية من أي اهتزازات أو ضوضاء قد تُضعف الكيوبِتات وتؤثر في نتائج الحساب. وتتطلب الأجهزة الكمية الراهنة عددا محدودا من الكيوبِتات القادرة على العمل بدقة عالية، وهي مسألة تضع قيودا على تطبيقات ضخمة بحجم صناعة الأدوية العالمية. كذلك يطرح تساؤل حول جدوى التكلفة، إذ ما يزال الاستثمار في هذا المجال يتطلب ميزانيات ضخمة، وعقد شراكات طويلة الأمد بين المؤسسات البحثية والحكومات والشركات التقنية. على الرغم من هذه التحديات، يعد اندماج الحوسبة الكمية في صناعة الأدوية اتجاها واعدا سيتطور تدريجيا خلال الأعوام القادمة. ومن المرجح أن تُحدث هذه الثورة نقلة في أسلوبنا لفهم الكيمياء الحيوية وتطوير العلاجات الموجّهة (Targeted Therapies) والطب الشخصي (Personalized Medicine). فقد يتمكن العلماء في المستقبل من نمذجة جزيئات دوائية معقدة في أيام أو ساعات بدلا من أشهر أو سنوات، وبالتالي تسريع طرح عقاقير مبتكرة في الأسواق لمكافحة أمراض مستعصية، وتخفيض تكاليف الأبحاث السريرية المرهقة على شركات الدواء. nabilalhakamy@

الحوسبة الكمية وتطوير الأدوية
الحوسبة الكمية وتطوير الأدوية

خبر صح

time٠٦-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • خبر صح

الحوسبة الكمية وتطوير الأدوية

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: الحوسبة الكمية وتطوير الأدوية - خبر صح, اليوم الخميس 6 مارس 2025 12:36 صباحاً شهد العالم في السنوات الأخيرة بروزا متسارعا لتقنية الحوسبة الكمية (Quantum Computing)، التي تعد نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا والمعلومات. تقوم هذه التقنية على مبدأ استثمار خواص الجسيمات الكمية، لحل مشكلات بالغة التعقيد بسرعة غير مسبوقة مقارنة بالحواسيب التقليدية. ومع تطور هذه الحواسيب الكمية تدريجيا، بدأ العديد من القطاعات الصناعية والبحثية بالاستفادة من إمكاناتها. ويأتي قطاع تطوير الأدوية في مقدمة المجالات المرشحة لتحقيق طفرة ثورية في اكتشاف وتركيب الأدوية بفضل قدرات الحوسبة الكمية الهائلة. تستند الحوسبة الكمية عزيزي القارئ إلى المبادئ الأساسية لميكانيكا الكم، وأبرزها مبدأ «التراكب» (Superposition) الذي يسمح لـ»الكيوبِت» (Qubit) – الوحدة الأساسية في الحوسبة الكمية، بأن يتخذ أكثر من حالة في وقت واحد، خلافا لـ»البت» (Bit) في الحواسيب التقليدية الذي يقتصر على حالتين: صفر أو واحد. بالإضافة إلى ذلك، يتيح مفهوم «التشابك الكوانتمي أو الكمي» (Quantum Entanglement) ترابطا عميقا بين الكيوبِتات؛ بحيث يؤثر أي تغيير في إحداها بشكل فوري على الأخرى، وإن كانت بعيدة عنها مكانيا. ينتج عن هذه الخصائص مقدرة غير اعتيادية على إجراء عمليات حسابية متوازية ومعالجة مشكلات رياضية معقدة بسرعة هائلة، ما يفتح الباب أمام إيجاد حلول كان من المستحيل أو شبه المستحيل الوصول إليها بالاعتماد على الحواسيب التقليدية فقط. يمر تصميم الأدوية وتطويرها بمراحل معقدة وطويلة، تبدأ من دراسة التفاعلات الجزيئية واختيار المركبات المرشحة للعلاج، ثم التحقق من فعاليتها في المختبرات والحيوانات وصولا للتجارب السريرية على البشر. وتتضمن هذه العملية تحليلا دقيقا لبناء الجزيئات وتفاعلاتها المحتملة مع بروتينات الجسم وأجهزته الحيوية. وتلجأ الشركات البحثية إلى الحوسبة الفائقة (High-Performance Computing) لتقليص الزمن والتكاليف المرتبطة بالتجارب المعملية، عبر استخدام «المحاكاة الجزيئية» (Molecular Simulation) التي تمكن من التنبؤ بوظائف الجزيئات وتماثلها البنيوي. ومع ذلك تبقى كثير من الجوانب الفيزيائية والكيميائية معقدة بصورة تفوق قدرة الحواسيب الحالية، ما يحول دون الوصول إلى محاكاة دقيقة أو سريعة تكفي لتصميم أدوية ناجحة في وقت وجيز. يعد فهم التفاعلات بين الجزيئات والمستقبلات الخلوية من أهم الخطوات في مجال تصميم الأدوية. وهنا تبرز مزايا الحوسبة الكمية، فقدرتها على البحث في فضاءات حسابية شاسعة بسرعة عالية تسمح بمحاكاة أكثر تفصيلا للتفاعلات الكيمائية، والتحليل العميق للترابطات بين البروتينات والجزيئات الفعّالة (Drug Molecules). يمكن لحواسيب الكمّ إجراء عمليات رياضية تقوم بحل معادلات شديدة التعقيد تصف سلوك الالكترونات وتفاعلها داخل الجزيئات، وبشكل أسرع بكثير من الحواسيب التقليدية. ومن شأن هذا الدعم الحسابي الكمي أن يقلص دورة الاكتشاف الدوائي عبر تمكين محاكاة التركيبات الدوائية والتنبؤ بمدى ارتباطها بالبروتين الهدف (Target Protein)، مما يختصر الكثير من الاختبارات المخبرية المكلفة. وأيضا تحسين اختيار المركبات الأنسب لإجراء التجارب، ما يزيد من احتمال نجاح المرحلة السريرية وتجنب الهدر الكبير في التكلفة والوقت. وأيضا عزيزي القارئ، تساعد الحواسيب الكمية على دراسة بنى جزيئية معقدة تضم مئات الذرات بدقة أعلى، مما يفسح المجال لتطوير أدوية تستهدف أمراضا نادرة أو مقاومة للعلاج التقليدي. في هذا المجال عزيزي القارئ، بدأت بعض الشركات الرائدة في عقد شراكات مع مؤسسات تقنية لتوظيف الحوسبة الكمية في البحوث الدوائية. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة «فايزر» (Pfizer) عن تعاون مع شركات حوسبة كمية مثل «آي بي إم» (IBM) و»غوغل» (Google) لدراسة وتقييم نماذج محاكاة جزيئية. كما ظهرت شركات ناشئة تتركز أعمالها بالكامل حول تقنيات المحاكاة الكمية وتحليل الجزيئات الدوائية سعيا لتوفير حلول تتفوق على قدرات الحواسيب التقليدية. على الرغم من أن هذه التجارب لا تزال في مراحلها الأولية، فإنّ النتائج المبكرة مشجّعة، وتكشف عن إمكانات كبيرة لتعزيز دقة المحاكاة وسرعة التنقيب الدوائي. ما زال أمام الحوسبة الكمية طريق طويل قبل أن تصبح تقنية سائدة في ميدان اكتشاف الأدوية. إذ تستلزم المحافظة على الحالات الكمية بيئات معقدة من التبريد الشديد والوقاية من أي اهتزازات أو ضوضاء قد تُضعف الكيوبِتات وتؤثر في نتائج الحساب. وتتطلب الأجهزة الكمية الراهنة عددا محدودا من الكيوبِتات القادرة على العمل بدقة عالية، وهي مسألة تضع قيودا على تطبيقات ضخمة بحجم صناعة الأدوية العالمية. كذلك يطرح تساؤل حول جدوى التكلفة، إذ ما يزال الاستثمار في هذا المجال يتطلب ميزانيات ضخمة، وعقد شراكات طويلة الأمد بين المؤسسات البحثية والحكومات والشركات التقنية. على الرغم من هذه التحديات، يعد اندماج الحوسبة الكمية في صناعة الأدوية اتجاها واعدا سيتطور تدريجيا خلال الأعوام القادمة. ومن المرجح أن تُحدث هذه الثورة نقلة في أسلوبنا لفهم الكيمياء الحيوية وتطوير العلاجات الموجّهة (Targeted Therapies) والطب الشخصي (Personalized Medicine). فقد يتمكن العلماء في المستقبل من نمذجة جزيئات دوائية معقدة في أيام أو ساعات بدلا من أشهر أو سنوات، وبالتالي تسريع طرح عقاقير مبتكرة في الأسواق لمكافحة أمراض مستعصية، وتخفيض تكاليف الأبحاث السريرية المرهقة على شركات الدواء. nabilalhakamy@

مايكروسوفت تكشف عن ذكاء اصطناعي ثوري لألعاب الفيديو
مايكروسوفت تكشف عن ذكاء اصطناعي ثوري لألعاب الفيديو

صدى البلد

time٢٠-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • صدى البلد

مايكروسوفت تكشف عن ذكاء اصطناعي ثوري لألعاب الفيديو

أعلنت شركة مايكروسوفت، عن خطتها لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي مخصص لألعاب الفيديو، يحمل اسم "Muse"، والذي يساهم في توليد الصور والإجراءات في الألعاب، تم تطوير هذا النموذج بالتعاون مع "Ninja Theory"، أحد المطورين التابعين لاستوديوهات Xbox. وبحسب ما ذكرته وكالة 'رويترز'، تأتي هذه الخطوة في ظل الارتفاع المستمر في تكاليف تطوير ألعاب الفيديو، بالإضافة إلى ضعف الإنفاق على الألعاب الجديدة حيث يفضل المستهلكون الاعتماد على العناوين المعروفة بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي. وفي هذا السياق، قالت فاطمة كاردار، نائبة رئيس قسم الألعاب: 'نحن نستخدم بالفعل Muse لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي قابل للعب في الوقت الفعلي، يتم تدريبه على ألعاب الطرف الأول، ونرى إمكانية كبيرة لهذا العمل في أفادة كل من اللاعبين ومطوري الألعاب'. مايكروسوفت تحقق تقدما ثوريا في الحوسبة الكمومية وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة مايكروسوفت أنها حققت نجحا كبيرا في مجال الحوسبة الكمومية، مما يفتح أمامها إمكانيات جديدة لاستخدام أجهزة الكمبيوتر الكمومية في حل المشكلات الصناعية المعقدة، بعد 17 عاما من البحث والتطوير، كشفت الشركة عن معالجها الكمومي الأول "Majorana 1"، الذي يعتمد على بنية جديدة. في صميم هذا الكمبيوتر الكمومي توجد وحدات المعلومات، المعروفة باسم "Qubits"، التي تحاول العديد من الشركات الكبرى مثل IBM وجوجل، مما يجعلها موثوقة مثل البتات الثنائية المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر التقليدية، Qubits تعتبر أكثر عرضة للضوضاء، مما يؤدي إلى أخطاء وفقدان البيانات. Qubits تتميز شريحة Majorana 1 بإمكانية احتواء مليون Qubit على مساحة صغيرة، زجاجية مثل وحدات المعالجة المركزية في أجهزة الكمبيوتر والخوادم. واستخدام مايكروسوفت لجسيمات ماجورانا، التي تم وصفها لأول مرة من قبل الفيزيائي النظري إيتوري ماجورانا في عام 1937، هو ما يميز هذا المعالج. وقد قامت مايكروسوفت بتطوير "أشباه الموصلات الطوبولوجية" الجديدة، التي يمكن من خلالها التحكم في جسيمات ماجورانا وإنشاء Qubits بكفاءة. وقد نشرت نتائج أبحاث مايكروسوفت في ورقة مراجعة محكمة في مجلة Nature، حيث أوضح الباحثون كيفية إنشاء Qubit الطوبولوجي باستخدام مادة جديدة مصنوعة من أرسينيد الإنديوم والألومنيوم، مع تحديد الهدف للوصول إلى مليون Qubit في المستقبل. يمكن لشريحة تحتوي على مليون Qubit إجراء عمليات محاكاة أكثر دقة، مما قد يسهم في تحسين الفهم العلمي ويؤدي إلى تقدم ملحوظ في مجالات الطب والعلوم المادية، وأكد كبير الباحثين في المشروع، عظمة، أن هذه النتائج هي بداية جديدة في رحلة الحوسبة الكمومية التي تسعى مايكروسوفت لتحقيقها.

حسام الحوراني : ما الذي يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق؟
حسام الحوراني : ما الذي يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق؟

time١٠-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم

حسام الحوراني : ما الذي يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق؟

أخبارنا : في عالم التكنولوجيا الذي يتطور بوتيرة غير مسبوقة، تبرز الحوسبة الكمية كأحد أهم الإنجازات العلمية التي ستغير الطريقة التي نتعامل بها مع البيانات والمعلومات. تعتمد الحوسبة التقليدية على البِت (Bit) في تمثيل البيانات إما 0 أو 1، وهي الطريقة التي تشكل الأساس لكل الأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها اليوم. لكن الحوسبة الكمية تأتي بمفهوم جديد تمامًا من خلال وحدات الكيوبت (Qubit)، والتي يمكن أن تكون في حالات متعددة في آن واحد بفضل ظاهرة التراكب الكمي (Quantum Superposition)، وهذا هو السر وراء سرعتها الفائقة. في الحوسبة الكمية، لا يقتصر الكيوبت على حالتين فقط، بل يستطيع التواجد في مجموعة لا نهائية من الحالات بين 0 و1. هذا يعني أن الحواسيب الكمية قادرة على معالجة ملايين العمليات الحسابية في وقت واحد. تخيل أنك في متاهة معقدة وتحتاج إلى استكشاف كل المسارات الممكنة للوصول إلى المخرج. في الحوسبة التقليدية، ستسلك طريقًا واحدًا في كل مرة حتى تجد المخرج الصحيح، مما يتطلب الكثير من الوقت. أما في الحوسبة الكمية، فتستطيع استكشاف جميع المسارات المحتملة في آن واحد، مما يمكنك من الوصول إلى الحل في لحظات. ظاهرة التشابك الكمي (Quantum Entanglement) تضيف بُعدًا آخر لهذه السرعة الفائقة. عندما تتشابك الكيوبتات، فإن حالتها ترتبط ببعضها بطريقة تجعل معرفة حالة أحدها تؤدي إلى معرفة حالة الآخر فورًا، بغض النظر عن المسافة بينهما. هذا يعني أن الكيوبتات يمكنها التواصل والعمل معًا كفريق واحد في الوقت ذاته، مما يضاعف من كفاءة العمليات الحسابية. التوازي الحسابي الذي توفره الحوسبة الكمية يمنحها ميزة لا مثيل لها مقارنة بالحواسيب التقليدية. بينما تعتمد الحواسيب التقليدية على معالجة البيانات بشكل متسلسل، تستطيع الحواسيب الكمية معالجة جميع الاحتمالات الممكنة في وقت واحد. هذا يجعلها مثالية للتطبيقات التي تتطلب قدرات حسابية هائلة، مثل تحليل البيانات الضخمة، تطوير الأدوية، تحسين الذكاء الاصطناعي، والتنبؤ بالتغيرات المناخية. في مجال الطب، تفتح الحوسبة الكمية آفاقًا جديدة في محاكاة التفاعلات الجزيئية، مما يسهم في تسريع عملية تطوير الأدوية. بدلًا من سنوات من التجارب المخبرية، يمكن للحواسيب الكمية أن تحاكي التفاعلات الكيميائية في وقت قياسي، مما يساعد في اكتشاف علاجات جديدة بسرعة غير مسبوقة. وفي مجال الأمن السيبراني، يمكن للحوسبة الكمية كسر أنظمة التشفير الحالية بسهولة، مما يشكل تحديًا للبنية التحتية الرقمية. لكن في الوقت ذاته، تتيح تقنيات التشفير الكمي حماية البيانات بطريقة لا يمكن اختراقها تقريبًا. رغم هذه الإمكانات الهائلة، تواجه الحوسبة الكمية تحديات ، أبرزها الاستقرار الكمي (Quantum Decoherence). الكيوبتات شديدة الحساسية للتداخلات البيئية مثل الحرارة والإشعاع، مما يؤدي إلى فقدان المعلومات بسرعة. للحفاظ على استقرار الكيوبتات، تحتاج الحواسيب الكمية إلى بيئات شديدة البرودة تقترب من الصفر المطلق (-273 درجة مئوية)، وهذا يتطلب بنية تحتية متقدمة وتكاليف باهظة..وكذالك الأخطاء الشائعة في حواسيب الكم بسبب الطبيعة الغير مستقرة للكيوبتات، ان تطوير خوارزميات تصحيح الأخطاء الكمية لا يزال تحديًا ، ويتطلب عددًا كبيرًا من الكيوبتات للعمل على تصحيح الأخطاء أثناء معالجة البيانات. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا المجال محدودة، مما يستدعي استثمارات كبيرة في التعليم والتدريب لتطوير جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على دفع هذا المجال إلى الأمام الحوسبة الكمية ستقلب موازين القوى وهو اشبه بقفزة فضائية عظيمة نحو المستقبل. شركات كبرى مثل Google وIBM وMicrosoft تعمل على تطوير أنظمة كمية تجارية يمكن استخدامها في مختلف القطاعات. مع التقدم المستمر، سنشهد خلال الاشهر والسنوات المقبلة تطبيقات عملية للحوسبة الكمية في الحياة اليومية في جميع المجالات. الحوسبة الكمية ليست مجرد تطور تقني إضافي، بل هي تحول جذري سيغير قواعد اللعبة في جميع المجالات. بفضل قدرتها على حل المسائل المستعصية بسرعة غير مسبوقة، ستساهم في تحسين جودة حياتنا وتطوير الصناعات بشكل لم يكن ممكنًا من قبل. من الطب إلى الذكاء الاصطناعي، ومن الأمن السيبراني إلى الطاقة، ستعيد الحوسبة الكمية رسم ملامح المستقبل، وستكون القوة الدافعة لثورة تكنولوجية جديدة. اخيرا، ما يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق ليس مجرد تحسين بسيط في السرعة، بل هو قفزة نوعية تعتمد على مبادئ فيزيائية غير تقليدية. إنها بداية لحقبة جديدة، حيث يصبح المستحيل اليوم حقيقة في الغد. ومع استمرار البحث والتطوير، سنرى عما قريب كيف ستغير هذه التقنية العالم بشكل لم نتخيله من قبل، فهل من مدكر؟ ــ الدستور

ما الذي يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق؟
ما الذي يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق؟

الدستور

time١٠-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • الدستور

ما الذي يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق؟

في عالم التكنولوجيا الذي يتطور بوتيرة غير مسبوقة، تبرز الحوسبة الكمية كأحد أهم الإنجازات العلمية التي ستغير الطريقة التي نتعامل بها مع البيانات والمعلومات. تعتمد الحوسبة التقليدية على البِت (Bit) في تمثيل البيانات إما 0 أو 1، وهي الطريقة التي تشكل الأساس لكل الأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها اليوم. لكن الحوسبة الكمية تأتي بمفهوم جديد تمامًا من خلال وحدات الكيوبت (Qubit)، والتي يمكن أن تكون في حالات متعددة في آن واحد بفضل ظاهرة التراكب الكمي (Quantum Superposition)، وهذا هو السر وراء سرعتها الفائقة. في الحوسبة الكمية، لا يقتصر الكيوبت على حالتين فقط، بل يستطيع التواجد في مجموعة لا نهائية من الحالات بين 0 و1. هذا يعني أن الحواسيب الكمية قادرة على معالجة ملايين العمليات الحسابية في وقت واحد. تخيل أنك في متاهة معقدة وتحتاج إلى استكشاف كل المسارات الممكنة للوصول إلى المخرج. في الحوسبة التقليدية، ستسلك طريقًا واحدًا في كل مرة حتى تجد المخرج الصحيح، مما يتطلب الكثير من الوقت. أما في الحوسبة الكمية، فتستطيع استكشاف جميع المسارات المحتملة في آن واحد، مما يمكنك من الوصول إلى الحل في لحظات. ظاهرة التشابك الكمي (Quantum Entanglement) تضيف بُعدًا آخر لهذه السرعة الفائقة. عندما تتشابك الكيوبتات، فإن حالتها ترتبط ببعضها بطريقة تجعل معرفة حالة أحدها تؤدي إلى معرفة حالة الآخر فورًا، بغض النظر عن المسافة بينهما. هذا يعني أن الكيوبتات يمكنها التواصل والعمل معًا كفريق واحد في الوقت ذاته، مما يضاعف من كفاءة العمليات الحسابية. التوازي الحسابي الذي توفره الحوسبة الكمية يمنحها ميزة لا مثيل لها مقارنة بالحواسيب التقليدية. بينما تعتمد الحواسيب التقليدية على معالجة البيانات بشكل متسلسل، تستطيع الحواسيب الكمية معالجة جميع الاحتمالات الممكنة في وقت واحد. هذا يجعلها مثالية للتطبيقات التي تتطلب قدرات حسابية هائلة، مثل تحليل البيانات الضخمة، تطوير الأدوية، تحسين الذكاء الاصطناعي، والتنبؤ بالتغيرات المناخية. في مجال الطب، تفتح الحوسبة الكمية آفاقًا جديدة في محاكاة التفاعلات الجزيئية، مما يسهم في تسريع عملية تطوير الأدوية. بدلًا من سنوات من التجارب المخبرية، يمكن للحواسيب الكمية أن تحاكي التفاعلات الكيميائية في وقت قياسي، مما يساعد في اكتشاف علاجات جديدة بسرعة غير مسبوقة. وفي مجال الأمن السيبراني، يمكن للحوسبة الكمية كسر أنظمة التشفير الحالية بسهولة، مما يشكل تحديًا للبنية التحتية الرقمية. لكن في الوقت ذاته، تتيح تقنيات التشفير الكمي حماية البيانات بطريقة لا يمكن اختراقها تقريبًا. رغم هذه الإمكانات الهائلة، تواجه الحوسبة الكمية تحديات ، أبرزها الاستقرار الكمي (Quantum Decoherence). الكيوبتات شديدة الحساسية للتداخلات البيئية مثل الحرارة والإشعاع، مما يؤدي إلى فقدان المعلومات بسرعة. للحفاظ على استقرار الكيوبتات، تحتاج الحواسيب الكمية إلى بيئات شديدة البرودة تقترب من الصفر المطلق (-273 درجة مئوية)، وهذا يتطلب بنية تحتية متقدمة وتكاليف باهظة..وكذالك الأخطاء الشائعة في حواسيب الكم بسبب الطبيعة الغير مستقرة للكيوبتات، ان تطوير خوارزميات تصحيح الأخطاء الكمية لا يزال تحديًا ، ويتطلب عددًا كبيرًا من الكيوبتات للعمل على تصحيح الأخطاء أثناء معالجة البيانات. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا المجال محدودة، مما يستدعي استثمارات كبيرة في التعليم والتدريب لتطوير جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على دفع هذا المجال إلى الأمام الحوسبة الكمية ستقلب موازين القوى وهو اشبه بقفزة فضائية عظيمة نحو المستقبل. شركات كبرى مثل Google وIBM وMicrosoft تعمل على تطوير أنظمة كمية تجارية يمكن استخدامها في مختلف القطاعات. مع التقدم المستمر، سنشهد خلال الاشهر والسنوات المقبلة تطبيقات عملية للحوسبة الكمية في الحياة اليومية في جميع المجالات. الحوسبة الكمية ليست مجرد تطور تقني إضافي، بل هي تحول جذري سيغير قواعد اللعبة في جميع المجالات. بفضل قدرتها على حل المسائل المستعصية بسرعة غير مسبوقة، ستساهم في تحسين جودة حياتنا وتطوير الصناعات بشكل لم يكن ممكنًا من قبل. من الطب إلى الذكاء الاصطناعي، ومن الأمن السيبراني إلى الطاقة، ستعيد الحوسبة الكمية رسم ملامح المستقبل، وستكون القوة الدافعة لثورة تكنولوجية جديدة. اخيرا، ما يجعل الحوسبة الكمية سريعة بشكل لا يصدق ليس مجرد تحسين بسيط في السرعة، بل هو قفزة نوعية تعتمد على مبادئ فيزيائية غير تقليدية. إنها بداية لحقبة جديدة، حيث يصبح المستحيل اليوم حقيقة في الغد. ومع استمرار البحث والتطوير، سنرى عما قريب كيف ستغير هذه التقنية العالم بشكل لم نتخيله من قبل، فهل من مدكر؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store