أحدث الأخبار مع #RelatedNodes


Independent عربية
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- Independent عربية
وفاة 10 آلاف عامل سنويا في إيران جراء غياب معايير السلامة
أعلن مساعد دائرة الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في إيران علي رضا رئيسي أرقاماً صادمة تختلف، بصورة كبيرة، عن الإحصاءات السابقة، مؤكداً أن نحو 10 آلاف عامل في البلاد يفقدون حياتهم سنوياً بسبب حوادث العمل. يأتي هذا في حين أن منظمة الطب الشرعي في إيران كانت قد أعلنت، في وقت سابق، أن نحو 2000 عامل فقط لقوا حتفهم أثناء أداء مهامهم خلال عام 2024، فيما دأبت تقارير سابقة صادرة عن وزارة العمل ومركز أبحاث البرلمان ومنظمة الطب الشرعي على حصر عدد الوفيات بين العمال سنوياً بأقل من 2000 حالة. لكن بحسب وكالة "إرنا" للأنباء، قال رئيسي إن "نحو 10 آلاف شخص في إيران يفقدون حياتهم سنوياً بسبب حوادث العمل"، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في معايير الصحة البيئية والمهنية لضمان سلامة العمال وحمايتهم. وتظهر هذه الإحصاءات أن متوسط عدد وفيات العمال سنوياً في إيران، بسبب انعدام معايير السلامة والمواصفات المهنية المناسبة، يفوق بثلاثة أضعاف إجمال الوفيات بين العمال في دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة. ووفقاً للإحصاءات العالمية، فقد سجلت عام 2024 وفاة 3286 عاملاً بسبب حوادث العمل في الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فيما لم يتجاوز هذا العدد في المملكة المتحدة 138 حالة فقط. أضاف مساعد وزير الصحة الإيراني خلال ملتقى "التحول في سلامة العمل ودور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في الصحة المهنية"، "هذا العدد من الوفيات ليس بالقليل، ويجب اتخاذ إجراءات فعالة في مجال الوقاية من الوفيات القابلة للتجنب، كذلك فإن هناك كثيراً من حالات الإعاقة التي تنتج من حوادث العمل في البلاد، وتظهر آثار بعض هذه الإصابات على المدى البعيد. على سبيل المثال، العاملون الذين يتعرضون لأبخرة الفحم أو بخار البنزين في محطات الوقود لا يصابون فوراً بمشكلات صحية، بل تظهر الأعراض بعد أعوام من التعرض المستمر"، كذلك أشار إلى النقص الحاد في الكوادر المتخصصة بمراقبة الصحة في القطاعات الصناعية وورش العمل والمهن المختلفة، موضحاً أن كثيراً من القوانين والمعايير المتعلقة بالصحة البيئية والمهنية في إيران تعود إلى فترات قديمة، وهي في حاجة إلى مراجعة وتحديث شاملين، وأكد رئيسي ضرورة الاستفادة من الأدوات والتقنيات الحديثة، وتكييف عمليات التقييم وفقاً لها، واعتماد المعايير العالمية المعاصرة. لم تصدر وزارة التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي في إيران، ولا منظمة الطب الشرعي، أي رد فعل، حتى الآن، على الأرقام التي أعلنها مساعد وزير الصحة، كذلك لم توضح أي من الجهتين سبب امتناعها، طوال الفترة الماضية، عن نشر الإحصاءات الحقيقية في هذا الخصوص. ووصفت وكالة "إيلنا" الرسمية هذا التباين الكبير مع الإحصاءات الرسمية السابقة بأنه مثير للاستغراب، لكنها شددت، في الوقت نفسه على أن إحصاءات منظمة الطب الشرعي، على رغم كونها أدق من إحصاءات وزارة العمل ومنظمة الضمان الاجتماعي في شأن وفيات العمال، لا تعكس، بدورها، الحقيقة الكاملة لحوادث العمل. وأضافت الوكالة أن كثيراً من النشطاء العماليين يعتقدون أن الإحصاءات التي تنشرها منظمة الطب الشرعي لا تعكس، بدقة، حجم الكوارث في هذا المجال، وأن التعتيم على الأرقام الحقيقية كما في المجالات الأخرى، طاول أيضاً ملف حوادث العمل. والإفشاء الجديد الصادر عن مساعد وزير الصحة الإيراني يعني أن أكثر من 800 عامل يفقدون حياتهم شهرياً بسبب حوادث العمل في إيران، أي بمعدل يومي يراوح ما بين 26 و27 حالة وفاة في صفوف العمال نتيجة غياب معايير السلامة المهنية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المتخصص القانوني والباحث في مجال حقوق العمال في إيران فرشاد إسماعيلي لوكالة "إيلنا" إنه و"منذ أعوام تقدم وزارة العمل إحصاءات تقتصر فقط على الورش الرسمية والعمال المشمولين بالتأمين. هرب أصحاب العمل والمقاولون من تسجيل الحوادث، وخوف العمال من الإبلاغ عنها، إلى جانب التوصل إلى تسويات بين أصحاب العمل وعائلات الضحايا، كلها عوامل أسهمت في جعل الإحصاءات الرسمية لحوادث العمل غير موثوقة. وزارة العمل تدرك جيداً أن الأرقام التي تعلنها تعكس فقط جزءاً من الواقع، يقتصر على العمال المتوفين والمؤمن عليهم فحسب"، وأضاف إسماعيلي أن من بين الأسباب الأخرى التي تجعل الأعداد الحقيقية للعمال المتوفين في إيران تختلف، بشكل ملحوظ، عن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن المؤسسات الحكومية، هو أن سبب الوفاة يدون، في كثير من الحالات، في شهادة الوفاة بشكل مختلف سواء عن قصد أو عن غير قصد. وعلى سبيل المثال لا الحصر أنه بدلاً من تسجيل سبب الوفاة تحت مسمى "حادثة عمل"، تُستخدم تعبيرات مثل "إصابة في الرأس نتيجة جسم ثقيل"، حتى لا يسجل المتوفى ضمن قائمة العمال الذين لقوا حتفهم بسبب حوادث العمل. وتكشف تصريحات مساعد وزير الصحة الإيراني الأخيرة عن وجود أزمة عميقة في مجال سلامة العمال داخل إيران، وتؤكد كيف أن مختلف المسؤولين في الحكومات الإيرانية المتعاقبة خلال العقود الماضية، لجأوا إلى التلاعب بالأرقام أو إخفاء الإحصاءات الحقيقية بشكل متعمد، بهدف التستر على أوجه القصور والفشل في إدارة الأزمات. هذا النهج لم يقتصر على حوادث العمل فحسب، بل شمل أيضاً مجالات أخرى مثل التضخم والنمو الاقتصادي والبطالة والفقر، إذ تُقدم أرقام غير واقعية للرأي العام لتجميل الواقع وتفادي تحمل المسؤولية. في إيران، تحولت قضية السلامة والصحة المهنية للعمال إلى تحد خطر في ظل تجاهل الحكومات وضعف الرقابة وغياب الأولوية لحماية أرواح العمال. وقد أعرب النشطاء النقابيون، مراراً وفي أكثر من مناسبة، عن احتجاجهم على عدم تطبيق بنود قانون العمل، مشيرين إلى تخلف أصحاب العمل عن توفير بيئة عمل آمنة، وتقاعس الجهات المعنية مثل إدارة التفتيش العام ومؤسسة الضمان الاجتماعي في أداء مهامها الرقابية وحماية العمال. هذا الإهمال المزمن أدى إلى تعرض العمال لشتى أنواع الأخطار في أماكن عملهم، بخاصة في القطاعات العالية الخطورة، إذ يتسبب غياب الحد الأدنى من معايير السلامة في وقوع حوادث مميتة تهدد أرواحهم وصحتهم بشكل مباشر. نقلاً عن "اندبندنت فارسية"


Independent عربية
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
إسرائيل تعتزم قطع الكهرباء عن غزة و"حماس" تندد بـ"ابتزاز رخيص"
أعلنت إسرائيل الأحد أنها تعتزم وقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء، قبل مفاوضات غير مباشرة جديدة مرتقبة في الدوحة لبحث سبل إطلاق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار مع حركة "حماس". وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في مقطع مصور الأحد "وقعت للتو أمراً بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء فوراً"، وذلك بعد أسبوع من قرار تل أبيب بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر. وأضاف كوهين "سنستخدم كل الأدوات المتاحة لنا لاستعادة الرهائن وضمان عدم وجود حماس في غزة في اليوم التالي" للحرب، في وقت تتبادل إسرائيل والحركة الفلسطينية الاتهامات بانتهاك اتفاق الهدنة الساري منذ 19 يناير (كانون الثاني) الماضي. ويغذي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسة في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص. ويعول سكان غزة خصوصاً على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء، وخصوصاً أن الوقود ينقل إلى القطاع بكميات ضئيلة. وسارعت "حماس" إلى التنديد بالقرار الإسرائيلي. وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان "ندين بشدة قرار الاحتلال قطع الكهرباء عن غزة بعد أن حرمها من الغذاء والدواء والماء"، معتبراً أنها "محاولة يائسة للضغط على شعبنا ومقاومته عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض". وبعدما عقد عدة اجتماعات في القاهرة أبرزها مع رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد، توجه وفد من "حماس" برئاسة القائم بأعمال رئيس الحركة محمد درويش الأحد إلى الدوحة استعداداً لبدء مفاوضات غير مباشرة جديدة، على ما أفاد قيادي في الحركة وكالة الصحافة الفرنسية. وفد إسرائيلي إلى الدوحة من جهتها، أعلنت إسرائيل أنها سترسل الإثنين وفداً إلى الدوحة "بدعوة من الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة" لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يفترض أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب في القطاع المدمر. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه من المقرر أن تعقد الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة اجتماعاً الأحد لتحديد أطر تفويض هذا الوفد. ووسط هذه الجهود المضاعفة لتذليل التباينات حول اتفاق الهدنة، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه شن غارة جوية على "إرهابيين" كانوا "يحاولون زرع عبوة ناسفة قرب قواته في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم. ودخلت الهدنة في غزة حيز التنفيذ في يناير، بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأعرب المبعوث الأميركي الخاص في شأن الرهائن المحتجزين في غزة عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم "في غضون أسابيع"، واصفاً المحادثات المباشرة غير المسبوقة التي أجراها أخيراً مع حركة "حماس" بأنها "مفيدة جداً". وقال آدم بولر في مقابلة أجرتها معه شبكة سي أن أن "أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما في غضون أسابيع، باعتقادي هناك اتفاق يمكنهم عبره إطلاق سراح جميع الرهائن، وليس الأميركيين فقط". وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها. ماذا ناقش وفد حماس في القاهرة؟ ناقش وفد "حماس" خلال اجتماعاته في القاهرة "إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والدفع باتجاه بدء مفاوضات المرحلة الثانية". وطالب الوسطاء بـ"إلزام إسرائيل تنفيذ البروتوكول الإنساني وبدء المرحلة الثانية بشكل فوري وإدخال المساعدات لقطاع غزة"، على ما قال قيادي في حماس أمس الأحد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وصرح المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم الأحد "نطالب الوسطاء في مصر وقطر والضامنين في الإدارة الأميركية بإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية وبدء المرحلة الثانية وفقاً للمحددات المتفق عليها". وامتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ومع انقضائها في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف أبريل (نيسان) بناءً على مقترح أميركي. ويقوم الطرح، بحسب إسرائيل، على إطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الرهائن (الأحياء أو الأموات) بحال التوصل لاتفاق دائم في شأن وقف النار. وتشترط إسرائيل "نزع السلاح بشكل كامل" من القطاع وخروج "حماس" من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية. في المقابل، تطالب "حماس" التي تصر على البقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ العام 2007، بانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات مالية بناءً على خطة أقرتها القمة العربية التي انعقدت أخيراً. الأحد، جدد القيادي في حماس محمود مرداوي تأكيد التزام الحركة "تنفيذ كل بنود الاتفاق"، مشدداً على "ضرورة إجبار الاحتلال (إسرائيل) على تنفيذ الاتفاق والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية" وفق "المعايير المتفق عليها". منع دخول المساعدات الإنسانية ومنع الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر على نقاط العبور إلى غزة دخول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى القطاع. وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب صدمة وغضباً عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصاً مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم. وعلق وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش الأحد في الكنيست أن خطة ترمب "تتبلور، مع خطوات متواصلة بالتنسيق مع الإدارة (الأميركية)، تشمل تحديد دول" الاستقبال، مشيراً إلى أن التحضيرات جارية لإنشاء سلطة هجرة واسعة للإشراف على العملية. وأسفر هجوم "حماس" عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر. وأدت الحرب في غزة إلى مقتل 48458 شخصاً في الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس" والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها. وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصاً، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.


Independent عربية
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
إيران وحروب المتشددين ضد الإنقاذ
يبدو أن الجهود السياسية والدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تحولت إلى حقل ألغام تحاول القوى المتشددة زرعه أمام سلطته التنفيذية ليتفجر فيه وفي حكومته وإدارته السياسية، وقد وجدت هذه القوى المتضررة من وصول بزشكيان وخطابه التوفيقي على أساس وطني مسوغاً لها لرفع مستوى مواجهتها له ولفريقه وخطابه، وهو عداء لا ينطلق من خليفه شخصية وإنما تحركه دوافع ومصالح ومكاسب وإستراتيجية ورؤية مختلفة للعمل السياسي والتنفيذي، تتعارض وتتصادم مع أي خطاب إصلاحي أو وسطي أو توفيقي، وإن كان الهدف منه الحفاظ على المصالح القومية العليا وإبعاد الخطر من إيران ونظامها وثورتها الإسلاميين. ولم تترك هذه القوى، وبخاصة الجناح المدعوم من سعيد جليلي الخاسر في السباق الرئاسي أمام بزشكيان، أية فرصة للنيل أو وضع العراقيل أمام الحكومة الجديدة التي جاءت من خارج إرادة المحافظين بتشكيلاتهم المتشددة، متخذة من وجود وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف في موقع مساعد الرئيس للشؤون الإستراتيجية ذريعة لحربها ضد بزشكيان وفريقه، وصولاً إلى الإطاحة به إذا أمكن أو منعه من تحقيق برنامجه السياسي والاقتصادي في الحد الأدنى. وإذا ما كان الرئيس السابق حسن روحاني قد وصل إلى الرئاسة وورث مساراً قائماً من المفاوضات السرية الثنائية بين النظام والإدارة الأميركية، أفضت معه، وبقيادة ظريف، إلى التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، فإن بزشكيان جاء ببرنامج واضح ومباشر لم يكن أي من أسلافه في رئاسة السلطة التنفيذية يملك الجرأة والقدرة على الإفصاح عنه أو الاقتراب منه بهذه الشفافية والواقعية، من خلال التأكيد أن الطريق للخروج من الأزمات الاقتصادية والمعيشية والاختلال في الموقع السياسي في المعادلات الإقليمية والدولية للنظام وإيران يمر من خلال التفاوض المباشر مع الإدارة الأميركية، وإعادة تعريف العلاقة معها وحل كل الملفات العالقة، بدءاً من الملف النووي ووصولاً إلى كل الملفات السياسية والأمنية على المستويين الإقليمي والدولي، وأن الحاجة إلى مثل هذا المسار باتت أكثر إلحاحاً وبخاصة خلال المرحلة الأخيرة، ونتيجة التطورات والتداعيات التي شهدتها المنطقة والمعادلات الجيوسياسية والجيوستراتيجية التي نتجت من الأحداث في قطاع عزة ولبنان وسوريا والعراق، والتي ستفرض على النظام وقيادته إعادة تعريف مفهوم "العمق الإستراتيجي" الذي بنا عليه نفوذه الإقليمي. وعلى رغم الموقف الواضح للمرشد الأعلى للنظام في دعم التوجهات السياسية والإستراتيجية للرئيس بزشكيان، والتي تتقدم بالتنسيق والتخطيط معه وتحت رعايته، ومعرفة وإدراك القوى والتيارات المتشددة لهذه الحقيقة، لكنها تحاول الذهاب إلى تحدي توجهات المرشد وشروط واشتراطات المرحلة الجديدة وتعقيداتها من خلال رفضها التسليم أمام هذا المتغير في إستراتيجية النظام وقيادته، ولم تسقط ما تملكه من أسلحة أو ما تعتقده كذلك في حربها ضد إدارة بزشكيان، والعمل على إفشاله أو إجباره على اتخاذ سياسات أكثر تشدداً وراديكالية تنسجم مع أيديولوجيتهم وعقيدتهم السياسية والفكرية. والقوى المحافظة، سواء في عهود الرؤساء السابقين وتحديداً محمد خاتمي وحسن روحاني، لم تستطع التخلي عن طموحاتها في إبعاد وإقصاء كل القوى والتيارات المختلفة أو المتعارضة معها، ولم تترك وسيلة لإفشال كل برامجها الإنقاذية والتنموية على جميع المستويات، إضافة إلى إفشال كل الجهود التي بذلت من أجل ترميم علاقات إيران مع المجتمع الدولي وخفض التصعيد وتخفيف التوتر مع المحيط والعالم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولا يختلف الأمر مع بزشكيان الذي رفع شعار "الوفاق الوطني" كمدخل لشراكة جميع القوى السياسية في العملية الإنقاذية التي يسعى إليها بالتنسيق والتفاهم مع المرشد الأعلى، في ظل ما يحيط بإيران من أخطار لا تقتصر على التهديد الخارجي وإمكان حصول حرب إقليمية مدمرة، بل تشمل أيضاً أخطار الانفجار الداخلي ووقوع إيران في دائرة الفوضى وعدم الاستقرار مع تحمله من تداعيات خطرة قد تصل إلى تهديد وحدة الأراضي الإيرانية. وفي هذا السياق يكمن اعتبار الاستهداف المركز الذي يتعرض له ظريف من قبل التيار المتشدد في المحافظين، وبخاصة التيار المحسوب على جماعة "الثابتون - بایداریها" إضافة إلى الجماعات المحسوبة على سعيد جليلي، بمثابة الضحية التي يسعى هؤلاء إلى الرمي بها وسط حقل الألغام الذي زرعوه في طريق بزشكيان وحتى النظام، والحرب على ظريف لم تبدأ نتيجة الكلام الذي صدر عنه على هامش طبيعية الأحداث الأخيرة وتغييب إيران عن توقيت عملية "طوفان الأقصى" التي نسفت الجهود التي بذلتها طهران لإعادة إطلاق الحوار بينها وبين الإدارة الأميركية، إضافة إلى توصيف موقف رئيس الجمهورية الذي علّق بالتنسيق مع المرشد والمجلس الأعلى للأمن القومي تنفيذ قانون الحجاب الصادر عن البرلمان، أو مستوى التداعيات التي كانت ستواجهها المنطقة وإمكان حصول حرب مدمرة في حال وصول جليلي إلى الرئاسة. والهجوم على ظريف بدأ بصورة واسعة وممنهجة منذ أن انضم إلى الحملة الانتخابية للمرشح بزشكيان، ثم في الدور الذي لعبه في تشكيل الحكومة وتركيب فريق الرئيس السياسي والإداري، وبخاصة ما يتعلق بالملفات الدولية والحساسة، والذي جعل من هذه القوى رافضة دوره لاعتبار أن سلطة بزشكيان استمرار لعهدي خاتمي وروحاني، وأن هذه الحكومة ستستغل ما تواجهه إيران من أزمات لفرض أجندتها السياسية على علاقات إيران الدولية والإقليمية، وأن ذلك سيشكل ضربة لهذه الجماعات ومشروعها في أن تكون هي الجهة التي تقود هذه العملية وأن تسجل باسمها، لتكون قادرة على توظيف أي انفراج اقتصادي أو سياسي أو دولي في تعزيز مواقعها داخل منظومة السلطة، وأن تكون صاحبة الكلمة الفصل في رسم سياسات النظام خلال المرحلة المقبلة، بخاصة أنها تعيش بانتظار التداعيات السياسية التي ستشهدها إيران بعد غياب المرشد الأعلى وحجم الدور الذي ستلعبه في اختيار المرشد الجديد. لا شك في أن معركة استهداف ظريف والسعي إلى إخراجه من دوره والحياة السياسية والإدارية لا يكمن اعتباره معركة ثأرية بينه وبين هذه القوى ومعها جليلي، بل هي معركة تستهدف السلطة التنفيذية والخطاب التوافقي الذي يحمله بزشكيان المدعوم من المرشد، والذي يدرك ويلمس مدى الحاجة إلى هذا التغيير الذي يقوده الرئيس لإنقاذ النظام، وبالتالي فإن نجاح هذه القوى في إبعاد وإخراج ظريف يعني حكماً إنهاء أو إضعاف، حد الموت، تجربة بزشكيان، وإعادة إيران للمراوحة السياسية المفتوحة حينها على جميع الاحتمالات، بما فيها العودة للخطاب التصعيدي والتحريضي الذي يعيد توفير الحماية لمصالح ومكاسب هذه الجماعات القريبة والبعيدة، ويسمح لها بإحكام قبضتها على مفاصل القرار السياسي والإستراتيجي بمختلف مستوياته من جديد. أما في حال فشلها والذي يعني انتصار الخطاب المعتدل والانفتاحي، فإن إيران قد تذهب إلى مرحلة جديدة من إعادة بناء علاقاتها الداخلية والخارجية التي ستكون متأثرة بطبيعة الحال بالتطورات التي شهدتها منطقة غرب آسيا والمعادلات الجديدة التي طرأت عليها.


Independent عربية
٠٨-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- Independent عربية
تنديد فلسطيني بتدهور صحة المفرج عنهم في خامس عملية تبادل
وصل أكثر من 100 معتقل فلسطيني أفرج عنهم اليوم السبت من السجون الإسرائيلية إلى قطاع غزة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة "الصحافة الفرنسية"، في خامس عملية تبادل معتقلين ورهائن في إطار اتفاق وقف النار بين حركة "حماس" وإسرائيل. ونقل المعتقلون المفرج عنهم في حافلتين برفقة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، إلى مستشفى "غزة الأوروبي" لإجراء فحوصات طبية، إذ كان مئات الفلسطينيين في استقبالهم. ونددت حركة "حماس" اليوم بما سمته "سياسة القتل البطيء" بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد الإفراج عن 183 معتقلاً أدخل سبعة منهم إلى المستشفى، في إطار عملية التبادل. وأكدت "حماس" في بيان أن "ما ظهر من ترد للحال الصحية لأسرانا المحررين في صفقة التبادل اليوم (...) وما سبقها، يكشف مجدداً عن الحال المأسوية التي يعيشها أسرانا داخل سجون الاحتلال" مضيفة أن "تحويل سبعة أسرى فور الإفراج عنهم إلى المستشفيات (...) يدلل على منهجية إدارة سجون الاحتلال في اعتداءاتها وتنكيلها بأسرانا (...) وهو ما يأتي ضمن سياسة حكومة الاحتلال المتطرفة التي تنتهج القتل البطيء بحق الأسرى داخل السجون". وقال نادي الأسير الفلسطيني إن سبعة من المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم اليوم ضمن عملية التبادل الخامسة بين إسرائيل وحركة "حماس" في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نقلوا إلى المستشفى بسبب وضعهم الصحي. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني إدخال سبعة معتقلين إلى المستشفى. وقال رئيس النادي عبدالله الزغاري لوكالة "الصحافة الفرنسية"، "جميع الأسرى الذين خرجوا اليوم في حاجة إلى رعاية طبية ومعالجة وفحوصات نتيجة ما تعرضوا خلال الأشهر الماضية من وحشية في التعامل"، مؤكداً "هناك سبعة نقلوا إلى المستشفى ومنهم جمال الطويل وهو في حاجة إلى عناية طبية ماسة". وجمال الطويل أحد القياديين السياسيين لحركة "حماس" في الضفة الغربية المحتلة، واعتقل نهاية عام 2023. وقال الزغاري "نقل الطويل إلى المستشفى بسبب وضعه الصحي الصعب الناجم عما تعرض له وهو في حاجة إلى عناية طبية، ومن المتوقع أن يتم تحويل آخرين من الذين أفرج عنهم إلى المشافي". قال الجيش الإسرائيلي إنه شن اليوم غارة جوية على مستودع أسلحة يتبع لحركة "حماس" في جنوب سوريا. وجاء في بيان للجيش "قبل وقت قصير، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة استناداً إلى معلومات استخباراتية أكدت وجود مستودع لتخزين الأسلحة يتبع لحركة حماس الإرهابية في منطقة دير علي في جنوب سوريا". وأفرجت حركة "حماس"، اليوم السبت، عن ثلاثة رهائن إسرائيليين في مقابل 183 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، في خامس عملية تبادل منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ بعد حرب مدمرة بدأت قبل 15 شهراً. واستلم الصليب الأحمر الدولي الأسرى الثلاثة تمهيداً لنقلهم إلى إسرائيل، بينما أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية بدء عملية الإفراج عن الفلسطينيين من سجن "عوفر". وأكّدت إسرائيل ومنتدى عائلات الرهائن أن الرهائن الثلاث هم أور ليفي (34 عاماً)، وإيلي شرابي (52 عاماً)، والألماني - الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاماً). وصول قافلة الصليب الأحمر بينما تجمع الناس قبل أن يسلم مسلحو "حماس" ثلاثة رهائن في دير البلح، وسط غزة (أ ف ب) عائلات الرهائن وانتشر عشرات من مقاتلي "حماس" الملثمين والمسلحين، وقد وضعوا على جبينهم عصبة الحركة الخضراء، في دير البلح في وسط قطاع غزة، صباح اليوم، قبل بدء عملية الإفراج عن الرهائن. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وضربوا طوقاً حول المنطقة حيث أقامت الحركة منصة رفعت عليها صور آليات إسرائيلية عسكرية مدمرة، فضلاً عن أعلام الحركة وصور مقاتلين قضوا في القتال، وقد ركنت في المكان أيضاً شاحنات "بيك آب" بيضاء تابعة لحركة "حماس". "ساحة الرهائن" وفي تل أبيب في "ساحة الرهائن"، ينتظر مجيء مئات الأشخاص لمتابعة النقل المباشر للإفراج عن الرهائن، وقد نصبت في المكان شاشة عملاقة تعد الأيام والساعات والدقائق والثواني التي مضت منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 داخل إسرائيل وخطف خلاله الرهائن واقتيدوا إلى غزة. وصول فريق من الصليب الأحمر بينما يقف مسلحون من "حماس" حيث يتجمع الناس قبل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة (رويترز) شكوك وكانت شكوك تخيم على هذه الصفقة بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، لكن هذه الشكوك تبددت مساء الجمعة. وقالت المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني السراحنة إنه "من بين الذين سيفرج عنهم 18 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و54 أحكاماً طويلة و111 من غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، الذي اندلعت على أثره الحرب في غزة". وسيتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي العملية من الولايات المتحدة حيث يقوم بزيارة. وقف النار وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الـ19 من يناير (كانون الثاني) الماضي بعد أكثر من 15 شهراً على بدء الحرب المدمرة، وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية، تزامناً مع وقف العمليات القتالية. وقتلت زوجة إيلي شرابي وابنتاهما المراهقتان في منزلهم في "كيبوتس بئيري" في جنوب إسرائيل خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، ويشتبه أيضاً في مقتل الشقيق الأكبر لإيلي، يوسي شرابي الذي أخذ رهينة بشكل منفصل. وقتلت زوجة أور ليفي، إيناف، عندما هاجم مسلحو "حماس" مهرجان "نوفا" الموسيقي الذي كان الزوجان قد حضرا لمتابعته. أما زوجة أوهاد بن عامي التي اختطفت معه من "كيبوتس بئيري" فقد أطلق سراحها خلال الهدنة التي استمرت أسبوعاً واحداً في غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. اتفاق الهدنة ويتضمن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني، وحصلت حتى اليوم أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل. وناشد الرهينة الإسرائيلي ياردين بيباس الذي أفرجت عنه "حماس" الأسبوع الماضي، نتنياهو، العمل على إعادة زوجته وطفليه المحتجزين منذ السابع من أكتوبر 2023 في القطاع الفلسطيني ولا يزال مصيرهم مجهولاً.