أحدث الأخبار مع #ReutersArticleinformationAuthor


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : طلاب جامعة هارفارد الأجانب يواجهون حالة من عدم اليقين بعد توقف خطة ترامب لمنع التسجيل في الوقت الحالي
الأحد 25 مايو 2025 02:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters Article information Author, مايك ويندلينج وجون سودورث Role, بي بي سي قبل 3 ساعة أصدر قاضٍ أمراً تقييدياً مؤقتاً يوقف خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحرمان جامعة هارفارد من إمكانية قبول الطلاب الأجانب. جاء الحكم بعد أن رفعت هارفارد دعوى قضائية، في أحدث تصعيد للنزاع بين البيت الأبيض وإحدى أعرق المؤسسات الأمريكية. ووصفت الجامعة قرار الإدارة الصادر الخميس، بمنع الطلاب الدوليين بأنه "انتهاك صارخ" للقانون ولحقوق حرية التعبير. وتقول إدارة ترامب إن هارفارد لم تبذل جهوداً كافية لمكافحة معاداة السامية، ولم تُغير ممارساتها في التوظيف والقبول، وهي مزاعم نفتها الجامعة بشدة. وأصدرت قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية أليسون بوروز أمراً تقييدياً مؤقتاً في حكم موجز صدر يوم الجمعة. يُوقف هذا الأمرُ الإجراءَ الذي اتخذته وزارة الأمن الداخلي الخميس لإلغاء وصول جامعة هارفارد إلى برنامج الطلاب والزوار التبادليين (SEVP)، الذي يعد قاعدة بيانات حكومية تُدير الطلاب الأجانب. وستُعقد الجلسة التالية في 29 مايو/أيار في بوسطن. وذكرت جامعة هارفارد في الدعوى القضائية: "بجرة قلم، سعت الحكومة إلى محو ربع طلاب جامعة هارفارد، وهم طلاب دوليون يُساهمون بشكل كبير في الجامعة ورسالتها". وقال رئيس جامعة هارفارد، آلان غاربر، في رسالة: "نُدين هذا الإجراء غير القانوني وغير المبرر". كتب غاربر: "يُمثل هذا الإلغاء استمراراً لسلسلة من الإجراءات الحكومية الانتقامية ضد جامعة هارفارد لرفضها التخلي عن استقلالها الأكاديمي والخضوع لسيطرة الحكومة الفيدرالية غير القانونية على مناهجنا الدراسية وأعضاء هيئة التدريس والطلاب". ورداً على ذلك، قالت نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض أبيجيل جاكسون: "لو اهتمت هارفارد بهذا القدر بإنهاء آفة المحرضين المعادين لأمريكا والسامية والمؤيدين للإرهاب في حرمها الجامعي، لما كانت في هذا الوضع أصلاً". بعد صدور الأمر التقييدي، اتهمت جاكسون القاضية في القضية بـ"امتلاك أجندة ليبرالية". وقالت جاكسون: "لا يحق لهؤلاء القضاة غير المنتخبين منع إدارة ترامب من ممارسة سيطرتها المشروعة على سياسة الهجرة وسياسة الأمن القومي". التخرج في ظل عدم اليقين ساد الهدوء جامعة هارفارد يوم الجمعة. انتهت الفصول الدراسية لهذا العام، ويجري التحضير لحفلات التخرج. امتدت الأكشاك في الساحة الخارجية بينما استأجر الطلاب أثواب التخرج وجمعوا التذاكر لعائلاتهم. بالنسبة للمتخرجين، ينبغي أن يكون هذا الأسبوع أسبوعاً للاحتفال، لكن بالنسبة للطلاب الأجانب الذين يأملون في البقاء في الولايات المتحدة، كان الأمر بمثابة زوبعة استمرت 24 ساعة. طوال الصباح، سارع طلاب هارفارد الدوليون لمعرفة ما سيحدث، هل سيُضطرون لمغادرة الولايات المتحدة فوراً؟ هل باتوا مُهددين بالترحيل الآن؟ كورماك سافاج من داونباتريك في مقاطعة داون في أيرلندا الشمالية على بعد ستة أيام من التخرج بدرجة في الحوكمة واللغات. سافاج حصل على وظيفة في بروكسل، ويرجع ذلك جزئياً إلى حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة. وقال يوم الجمعة: "أنت تعلم أنك بخير إذا كنت لا تزال في الولايات المتحدة بشكل قانوني خلال التسعين يوماً المقبلة، لكنك لا تعلم أنه يمكنك العودة وإنهاء دراستك". وأضاف: "أنت لا تعرف ما إذا كان بإمكانك البقاء والعمل في الولايات المتحدة إذا كنت على وشك التخرج". يُعقّد هذا الأمر أيضاً خطط الطلاب الذين ما زالوا مسجلين، مثل روهان باتولا، الطالب في السنة الثالثة من المملكة المتحدة والذي سيعتمد على تأشيرته للعمل في نيويورك في يونيو/حزيران. قال باتولا لبي بي سي: "كنت قلقاً من أنني إذا عدت إلى الوطن فلن أتمكن من العودة"، لذلك اختار البقاء في الحرم الجامعي. بالنسبة لمجموعة من الطلاب الدوليين الذين تجمعوا على ضفاف نهر تشارلز، بينما كانت فرق التجديف تمر، كان الشعور بالارتياح ملموساً عندما ورد خبر تأجيل تنفيذ الحكم من محكمة بوسطن. شعر باتولا بالارتياح أيضاً بعد أن أصدرت القاضية بوروز أمرها. لكن حالة عدم اليقين لا تزال تُلقي بظلالها عليه. قال باتولا: "من الغريب أن تعتقد أنك تُقيم بشكل غير قانوني لفترة من الوقت في بلد ما، لمجرد أنك درست فيه". أحلام الطلاب أصبحت في طي النسيان يوجد قرابة 6800 طالب دولي في جامعة هارفارد، ويشكلون أكثر من 27 في المئة من طلابها المسجلين هذا العام. يأتي حوالي خُمسهم من الصين، مع أعداد كبيرة من كندا والهند وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، ومن بين الطلاب الدوليين المسجلين حالياً، ملكة بلجيكا المستقبلية، الأميرة إليزابيث، البالغة من العمر 23 عاماً. وكان من المقرر أن يدرس ليو أكرمان التربية وريادة الأعمال في هارفارد ابتداءً من أغسطس/آب، محققاً "حلماً". وقال أكرمان: "كنت متحمساً حقاً، وما زلت متحمساً حقاً إذا تمكنت من الذهاب إلى هناك"، مضيفاً أن "فقدان ذلك سيبدو لحظة حزينة لكثير من الناس". استبعاد الطلاب الأجانب من شأنه أن يستنزف قدراً كبيراً من موارد هارفارد المالية. وقال خبراء إن الطلاب الدوليين أكثر ميلاً إلى دفع الرسوم الدراسية كاملة، مما يعني في الأساس دعم المساعدات للطلاب الأمريكيين. وستصل رسوم الدراسة الجامعية - باستثناء الرسوم والسكن والكتب والطعام والتأمين الصحي - إلى 59,320 دولاراً أمريكياً في العام الدراسي المقبل، وفقاً للجامعة. وتتجاوز التكلفة الإجمالية للعام الدراسي في هارفارد، قبل أي مساعدة مالية، أكثر من 100 ألف دولار أمريكي. انتقل إسحاق بانغورا، طالب إدارة عامة من سيراليون، إلى هارفارد مع زوجته وابنتيه الصغيرتين بعد أن نجا من حرب أهلية. قال: "منذ الأمس، يسألني أطفالي: أبي، أفهم أنهم قادمون لإعادتنا إلى الوطن. إنهم يقصدون الترحيل". وتحدث عن ضرورة أن يكون قوياً من أجلهم وأن يكون لديه إيمان. وأضاف: "أعلم أن الشعب الأمريكي دائماً، عندما يواجه أي مشكلة، سيجد طرقاً لحلها". الحكومة ضد جامعة النخبة بالإضافة إلى جامعة هارفارد، استهدفت إدارة ترامب مؤسسات نخبوية أخرى، ليس فقط بالقول إنها يجب أن تبذل المزيد من الجهود لقمع النشطاء المؤيدين للفلسطينيين، بل أيضاً بزعم أنها تمارس التمييز ضد الآراء المحافظة. يوم الجمعة، وفي حديثه من المكتب البيضاوي، قال الرئيس دونالد ترامب: "على جامعة هارفارد أن تغير نهجها". وأشار ترامب إلى أنه يدرس اتخاذ إجراءات ضد المزيد من الجامعات. في أبريل/نيسان، جمّد البيت الأبيض 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد. وهدد ترامب بإلغاء إعفاء الجامعة من الضرائب. أدى تجميد التمويل إلى رفع دعوى قضائية سابقة من جامعة هارفارد، طالبت فيها المحاكم أيضاً بوقف إجراءات الإدارة. قال أستاذ القانون بجامعة ريتشموند كارل توبياس، إن المحاكم الفيدرالية في ماساتشوستس ونيو إنغلاند، حيث ستُعقد المراحل الأولى من القضية، لطالما أصدرت أحكاماً ضد إدارة ترامب. لكن قد تكون النتيجة أقل قابلية للتنبؤ في المحكمة العليا الأمريكية، حيث قد تنتهي قضية هارفارد. وقال توبياس: "هذه قضايا صعبة بالنسبة لجامعة هارفارد، لكن لديهم الموارد ويبدو أن لديهم الإرادة للقتال". قدم قادة هارفارد تنازلات للبيت الأبيض - بما في ذلك إقالة قادة مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لها، الذين تعرضوا لانتقادات شديدة لفشلهم في عرض وجهات نظر إسرائيلية. لكنها استعانت أيضاً بالعديد من المحامين الجمهوريين البارزين، بمن فيهم روبرت هور، المستشار الخاص السابق الذي حقق في احتفاظ الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بوثائق سرية. أعرب الطلاب الأجانب المسجلون حالياً في جامعة هارفارد عن قلقهم من أن يُجبرهم هذا الخلاف على الانتقال إلى جامعة أخرى أو العودة إلى أوطانهم. يُعد تسجيل الدخول إلى نظام (SEVP) شرطاً أساسياً للحصول على تأشيرات الطلاب. وفي حال حُجبت جامعة هارفارد من قاعدة البيانات، فقد يُعد الطلاب مخالفين للقانون، وقد يواجهون الترحيل. أعرب العديد من الطلاب البريطانيين المسجلين في جامعة هارفارد، والذين تحدثوا إلى بي بي سي شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من سلطات الهجرة، عن قلقهم من إمكانية انقطاع تعليمهم في الولايات المتحدة. قال أحد الطلاب: "أعتقد بالتأكيد أن حرية التعبير مشكلة في الحرم الجامعي، ولكن يجري العمل عليها بجد... كانت صدمة حقيقية عندما صدر الإعلان أمس".


نافذة على العالم
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : هل يحاول بوتين شق الصف بين الولايات المتحدة وأوروبا؟
الاثنين 12 مايو 2025 10:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters Article information Author, ستيف روزنبرغ Role, محرر الشؤون الروسية قبل 5 ساعة ليست المرة الأولى التي نرى فيها طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع التحذيرات الدولية، فهو لا يتفاعل معها بشكل جيد، ورأينا ذلك مجدداً الليلة الماضية، في الكرملين. انتقد الرئيس بوتين القوى الأوروبية بشدة لحديثها مع روسيا "بطريقة فظّة، وتقديم التحذيرات"، ولم يُسهب في التفاصيل، إذ لم يكن بحاجة إلى ذلك. كان هذا بوضوح ردّ بوتين على التحذير الذي وجهه القادة الأوروبيون في كييف. وهدد القادة الأوروبيون بفرض المزيد من العقوبات عليها وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في حال لم توافق على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً اعتباراً من يوم الاثنين. و قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه "إذا كان بوتين جاداً بشأن السلام، فلديه فرصة لإثبات ذلك". وردّ الكرملين: نحن جادون، لكننا سنُظهر ذلك بطريقتنا. وكانت طريقة بوتين هي اقتراح إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول الخميس المقبل. ولكن الأهم من ذلك، لا يوجد وقف إطلاق نار فوري. فهل يُعدّ عرض الكرملين مبادرة سلام جادة؟ أم أنه مجرد محاولة من موسكو لكسب الوقت وإطالة أمد الحرب؟ وهل تسعى روسيا، بهذا الاقتراح إلى شقّ صفوف التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا؟ لنبدأ بسؤال قصير وجوهري: هل يريد فلاديمير بوتين السلام؟ يزعم أنه يريد ذلك، لكن بشروط روسيا فقط. إذ ترى موسكو أنها لن تستفيد كثيراً من وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً، لا سيما وأنها تعتقد أنها تملك حالياً زمام الأمور في ساحة المعركة على الأراضي الأوكرانية. صدر الصورة، AFP via Getty Images التعليق على الصورة، استضاف فولوديمير زيلينسكي زعماء العالم في كييف في 10 مايو/أيار لكن روسيا لا تريد أن يُنظر إليها على أنها عقبة أمام السلام، فهي حريصة على الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع إدارة دونالد ترامب، وتعمل جاهدة لتحسينها. وإذا استمر التقارب الأمريكي الروسي، فإن الكرملين يأمل في تخفيف العقوبات والحصول على دعم اقتصادي. و باقتراحه إجراء محادثات مباشرة في إسطنبول، يُرسل الرئيس بوتين رسالة إلى البيت الأبيض مفادها: "أنا رجل سلام". لكن، وبعدم موافقتها على وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يوماً، يُرجَّح أن تواصل روسيا الحرب، وتدفع باتجاه التوغل في المزيد من الأراضي الأوكرانية واحتلالها. عند الحديث عن الحرب والسلام، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوتين هو من اتخذ القرار، وأمر بالغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، ما يُنظر إليه على أنه محاولة لإجبار أوكرانيا على العودة إلى فلك موسكو. ومع ذلك، لم يُسمِّها بوتين حرباً، بل لطالما صوّر تحركات روسيا على أنها "عملية عسكرية خاصة". وفي الليلة الماضية، أعلن بوتين أن "هناك قتال مستمر، حرب. لكننا نعرض استئناف المحادثات التي انقطعت، وليس بسببنا. ما العيب في ذلك؟" في حسابات الكرملين، ربما يحدث عرض إجراء محادثات مباشرة في إسطنبول، شرخاً بين الإدارة الأمريكية والقادة الأوروبيين. فعقب إعلان بوتين، أشاد الرئيس ترامب بـ"يوم عظيم محتمل لروسيا وأوكرانيا" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ووعد "بمواصلة العمل مع الجانبين لضمان حدوث ذلك". ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض بوتين بأنه "خطوة أولى، لكنها غير كافية"، مشيراً إلى أن "وقف إطلاق النار غير المشروط لا تسبقه مفاوضات". وأعلن بوتين عن مقترحه في بيانٍ صدر في وقتٍ متأخر من الليل داخل الكرملين. كنتُ ضمن مجموعة صغيرة من الصحفيين الأجانب الذين دُعوا لحضور ما قيل إنه مؤتمر صحفي.


نافذة على العالم
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : انتهاء هدنة "عيد الفصح" في أوكرانيا، وموسكو "انتهكت الهدنة 3000 مرة"
الاثنين 21 أبريل 2025 06:15 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters Article information Author, لوسي كلارك بيلينجز Role, بي بي سي نيوز Reporting from لندن قبل 2 ساعة مع انتهاء "هدنة عيد الفصح" التي أعلنت عنها موسكو واستمرت ثلاثين ساعة حتى ليل الأحد، تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بخرق الهدنة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية انتهكت وقف إطلاق النار نحو 3000 مرة منذ بداية يوم الأحد، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها صدت هجماتٍ من أوكرانيا، واتهمت كييف بإطلاق مئات الطائرات المسيرة والقذائف. ولم تتحقق بي بي سي بشكل مستقل من مزاعم الطرفين. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - الذي يسعى لإنهاء الحرب - إنه "يأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع"، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. ومنذ أن بدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، سيطرت على حوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الجنوبية التي ضمتها موسكو في عام 2014. وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص - الغالبية العظمى منهم من الجنود - قتلوا أو أصيبوا من طرفي القتال منذ عام 2022. وخلال الشهر الماضي، طرحت موسكو قائمة طويلة من الشروط رداً على مقترح لوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن السبت، انتهاء جميع الأعمال العدائية من الساعة الرابعة عصراً بتوقيت غرينتش يوم السبت حتى العاشرة مساء بتوقيت غرينتش يوم الأحد، فيما أكدت كييف التزامها أيضًا. وقال بوتين في إعلانه "خلال هذه الفترة، أمرت بوقف جميع العمليات العسكرية، ونتوقع أن يحذو الجانب الأوكراني حذونا، وفي الوقت نفسه، يجب أن تكون قواتنا مستعدة لصد أي انتهاكات محتملة للهدنة واستفزازات من العدو، وأي أعمال عدوانية". لكن الرئيس الأوكراني قال في وقت متأخر من مساء الأحد، إن روسيا نفذت 1882 عملية قصف، منها 812 عملية استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، وفقا لتقرير من القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي. وقال زيلينسكي إن أعنف عمليات القصف والهجمات كانت في شرق أوكرانيا بالقرب من مدينة بوكروفسك المحاصرة، وهي مركز لوجستي رئيسي في منطقة دونيتسك. وأضاف زيلينسكي أن "طبيعة الإجراءات الأوكرانية ستظل في سياق الرد: سنرد على الصمت بالصمت، وستكون ضرباتنا للحماية من الضربات الروسية". وفي وقت سابق من اليوم، قال زيلينسكي إنه "لم تكن هناك تنبيهات بشأن غارات جوية اليوم"، في إشارة إلى الضربات الجوية التي تشنها روسيا بطائرات دون طيار والصواريخ بشكل يومي. واقترح زيلينسكي "وقف أي ضربات باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ على البنية التحتية المدنية لمدة لا تقل عن 30 يوماً، مع إمكانية التمديد". واعتبر زيلينسكي إن إعلان بوتين عن الهدنة كان بمثابة مناورة " للعلاقات العامة". وأضاف زيلينسكي أن كلام بوتين "فارغ" واتهم الكرملين بمحاولة خلق "انطباع عام عن وقف إطلاق النار". وقال الرئيس الأوكراني يوم الأحد "إن عيد الفصح هذا أظهر بوضوح أن المصدر الوحيد لهذه الحرب، والسبب في استمرارها، هو روسيا"، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها "التزمت بوقف إطلاق النار بشكل صارم". من جانبها، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أوكرانيا باستخدام صواريخ هيمارز التي قدمتها الولايات المتحدة لخرق وقف إطلاق النار. وقبل ساعات من انتهاء الهدنة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بوتن لم يصدر أمراً بتمديدها، حسبما ذكرت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية. وجاء الإعلان المفاجئ عن "هدنة عيد الفصح" بعد وقت قصير من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"عدم الوساطة" في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا . كيف سارت "الهدنة" كانت هناك ردود فعل متباينة بشأن الهدنة التي استمرت 30 ساعة من قبل الأوكرانيين الذين حضروا قداس صباح عيد الفصح في كييف ومدينة دونيتسك المحتلة من قبل روسيا يوم الأحد. وقالت المحامية أولينا بوبريتش البالغة من العمر 45 عاما لوكالة رويترز للأنباء: "لا أعتقد أن هذا الرجل [بوتين] له أي علاقة بالإنسانية". إلا أن العديد من سكان مدينة دونيتسك التي يخضع جزء كبير منها للسيطرة الروسية منذ عام 2014، أعربوا عن عدم ثقتهم في التزام زيلينسكي بشروط وقف إطلاق النار. وقال فلاديمير، الذي حضر قداس صباح عيد الفصح في دونيتسك: "راقبتُ ردود أفعاله [زيلينسكي] عن كثب. لم يكن هناك أي شيء بخصوص وقف إطلاق النار... مجرد تصريحات غامضة، لا تُعطي أي ثقة بأننا لن نتعرض للقصف". ووصفت الحكومة البريطانية يوم الأحد وقف إطلاق النار المقترح بأنه "خدعة ليوم واحد"، قائلة إن الهدنة المزعومة تضمنت "انتهاكات، بما في ذلك قتل وجرح المزيد من الأوكرانيين الأبرياء". وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية أن الهدنة تتناسب مع "نمط وقف إطلاق النار الزائف السابق"، ودعت بدلا من ذلك إلى وقف أطول للقتال لمدة 30 يوما، كما اقترحت أوكرانيا. وجاء في بيان وزارة الخارجية والتنمية: "كما هو الحال دائمًا، لا نرى أي دليل على أن الرئيس بوتين يستعد بشكل جدي للسلام". فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية أيضا إنها سترحب بتمديد وقف إطلاق النار، وأضاف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان يوم الأحد: "نحن لا نزال ملتزمين بتحقيق وقف إطلاق النار الكامل والشامل، وعندما نقوم بتقييم مدى جدية هذه القضية، فإننا نرحب بتمديدها إلى ما بعد يوم الأحد." تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، وأعلن بوتين وقف إطلاق النار في أوكرانيا ليوم واحد حتى منتصف ليل الأحد بتوقيت موسكو (21:00 بتوقيت غرينتش). في 24 فبراير/شباط 2022، شنت روسيا غزواً واسع النطاق على أوكرانيا، وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص - الغالبية العظمى منهم جنود - قتلوا أو أصيبوا من جميع الجهات. وتجري الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع روسيا كجزء من جهودها لإنهاء الحرب، لكنها تواجه صعوبة في تحقيق تقدم كبير. في الشهر الماضي، طرحت موسكو قائمة طويلة من الشروط ردا على وقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط الذي تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة إن الولايات المتحدة "لن تستمر في هذا المسعى لأسابيع وأشهر متواصلة"، لأنها لديها "أولويات أخرى للتركيز عليها".


نافذة على العالم
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الآلاف يخرجون في أنحاء الولايات المتحدة في مظاهرات مناوئة لترامب
الأحد 20 أبريل 2025 06:15 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters Article information Author, آنا فاغاي Role, بي بي سي نيوز - واشنطن قبل 5 ساعة خرج الآلاف إلى الشوارع في أنحاء الولايات المتحدة، يوم السبت، احتجاجاً على الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب. واتخذت هذه المظاهرات اسم "50501"، الذي يرمز إلى 50 مظاهرة، و50 ولاية، وحركة واحدة. وقصد القائمون على تنظيم هذه المظاهرات أن يتزامن خروجها مع الذكرى السنوية الـ 250 لبداية حرب الاستقلال الأمريكية. ومن أمام البيت الأبيض، وأمام مقرّات وكلاء مبيعات شركة تسلا، ومن قلب العديد من المدن الأمريكية – عبّر المتظاهرون عن العديد من المظالم. وطالب كثيرون بإعادة كيلمار أبريغو غارسيا، الذي رُحِّل بالخطأ إلى جمهورية السلفادور. وأصبحت المظاهرات السياسية أكثر شيوعاً في الولايات المتحدة – ومنها مظاهرات خرجت مطلع أبريل/نيسان الجاري باسم "ارفعوا أيديكم"، التي شارك فيها عشرات الآلاف في أنحاء البلاد. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، في نيويورك سيتي وأظهرت آخر استطلاعات الرأي، التي أجراها مركز غالوب، رضا 45 في المئة من المشاركين في تلك الاستطلاعات عن أداء ترامب في الثلاثة أشهر الأولى من فترة رئاسته الحالية، وهي أكثر من النسبة التي حصل عليها خلال الفترة ذاتها من رئاسته السابقة – عند 41 في المئة. جدير بالذكر أن معدّل نسبة الرضا الشعبي عن أداء الرؤساء الأمريكيين في الأشهر الثلاثة الأولى من رئاستهم خلال الفترة من 1952 وحتى 2020 هي 60 في المئة - ما يعني أنّ ترامب لا يزل أقلّ من المعدّل. وخرجت مظاهرات السبت احتجاجاً على عدد من قرارات إدارة ترامب، ومن بينها قرارات اتخذتها وزارة الكفاءة الحكومية – وهي مبادرة ترامب لخفض الوظائف الحكومية الأمريكية وخفض الإنفاق الحكومي بشكل عام. كما احتج متظاهرون على عدم إبداء إدارة ترامب استعداداً لإعادة أبريغو غارسيا، وهو مواطن من السلفادور تمّ ترحيله بالخطأ إلى بلاده. وقال جهاد الجندي، لشبكة سي إن إن، إنه انضمّ إلى مظاهرة أمام البيت الأبيض، احتجاجاً على ترحيل أبريغو غارسيا. ويعتقد الجندي أنه من السهل أن "يضغط ترامب على السلفادور لإعادة" غارسيا. واتسمت المظاهرات في عمومها بالسِلمية، حسبما أفادت تقارير، رغم ما أظهره مقطع فيديو نشره النائب الديمقراطي سوهاس سوبرامانيام على صفحته عبر موقع إكس؛ حيث ظهر رجل يحمل لافتة عليها صورة ترامب وهو يشقّ طريقه وسط الحشود الغاضبة. وحمل كثير من المتظاهرين لافتات تقول "لا ملوك"، في إشارة إلى ذكرى بدء النضال الأمريكي للاستقلال عن التاج البريطاني. كما حمل متظاهرون لافتات شبيهة في الاحتفالات بولاية ماساتشوستس، التي أحيت ذكرى معارك شهدتها مدينتا ليكسينغتون وكونكورد، والفارس بول ريفير. كما شهدت ولاية بوسطن يوم السبت خروج مسيرات ضمن "مظاهرات 50501". وقال توماس باسفورد لوكالة أسوشيتد برس للأنباء: "إن الحرية في أمريكا تعيش وقتاً صعباً للغاية هذه الأيام". واصطحب باسفورد معه إلى المظاهرة في بوسطن كلاً من صديقته وابنته واثنين من أحفاده، قائلاً: "أريد أن يتعرّف الأبناء على أصول هذا البلد وأنه يتعين علينا أحياناً أن نناضل في سبيل الحرية". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، متظاهرون في ليكسينغتون، بولاية ماساتشوستس وتشهد شعبية ترامب تراجُعاً، على ما يبدو، لا سيما عند الحديث عن الاقتصاد – وعندما بدأ فترته الرئاسية الراهنة في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت شعبية ترامب تناهز 47 في المئة، وفقاً لمركز غالوب لاستطلاعات الرأي. كما أظهر استطلاع "إيسبوس-رويترز" تراجُعاً في شعبية ترامب إلى 43 في المئة من 47 في المئة يوم تنصيبه. وقد أظهر الاستطلاع ذاته تراجُعاً في مستوى الرضاء الشعبي عن أداء ترامب على الصعيد الاقتصادي إلى 37 في المئة، مقارنة بـ 42 في المئة إبّان تنصيبه. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، احتشد مئات الآلاف من الأمريكيين في أضخم تظاهرة احتجاجية شهدتها البلاد منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.


نافذة على العالم
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : التقارب بين سوريا ودول الخليج: انتعاش مؤقت أم تحوّل محسوب؟
السبت 19 أبريل 2025 06:15 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters Article information Author, مجدي القسوس Role, بي بي سي نيوز عربي قبل 40 دقيقة فتحت سوريا بعد تسلّم أحمد الشرع رئاسة البلاد لمرحلة انتقالية، فصلاً جديداً في سجل علاقاتها الخارجية، أبرز ما فيه حتى الآن هو العلاقة مع دول الخليج، وهو فصلٌ يمكن توصيفه بألبومٍ من الصور النادرة التي لطالما غابت لعقود، تجمع رئيس الجمهورية مع قادة دول خليجية، ما يؤشر إلى أن "الصفحة الجديدة" مع الخليج تُرسم بخطى متسارعة على محاور السياسة والاقتصاد والتقارب العربي، عنوانها: المصالح تتجاوز الخلافات، والذاكرة تُعاد صياغتها بلقاءات كانت حتى الأمس القريب خارج الحسابات، وفق ما يقول محللون لبي بي سي. هذه الانتعاشة في العلاقة تضع سوريا في مسار غير المعتاد، عندما كانت تحت حكم عائلة الأسد، فعلى الرغم من بعض الزيارات والاتصالات بين الرئيس السابق بشار الأسد وقادة في دول الخليج، إلا أن العلاقة بشكلها العام لطالما وُصفت بالمتأزمة بين الجمهورية والخليج، حتى سقوط الحكم في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد هجوم واسع شنّته قوات المعارضة. في الصفحة الأولى مّما يمكن أن نسميه "ألبوم عودة العلاقات" حتماً ستظهر صورة من دمشق، حيث كان اللقاء القطري–السوري في 30 يناير/كانون الثاني، فاتحة لمشهد جديد طال انتظاره من قبل بعض المراقبين. تتبعها لقطة من الرياض في 2 فبراير/شباط، أول زيارة للشرع خارج البلاد، يلتقط فيها المشهد السياسي زاوية أكثر وضوحاً وجرأة. ثم ننتقل إلى صور منتصف أبريل/نيسان، حيث توزعت الكاميرا بين الإمارات وقطر، توثق لحظات المصافحة، والابتسامات، والحوارات التي لم تكن سائدة في كادر العلاقات في سنوات الأزمة السورية، في أربعة مشاهد متتالية، كل واحدة منها تضع إطاراً جديداً لعلاقة كانت خارج نطاق التصوير لعقود. لم يقتصر هذا الحراك السياسي بين الطرفين على القادة، بل امتد ليشمل زيارات متبادلة لوفود من المسؤولين والشخصيات الرسمية بين "بلاد الشمس" ومعظم دول الخليج، وفي مقدّمتها السعودية، البحرين، الإمارات، وقطر. شملت الزيارات مناقشة التطورات الإقليمية وأمن المنطقة، في إطار مساعٍ من الشرع لـ"تبديد المخاوف الخليجية" تجاه إدارته، وفق ما تذكره صحف رسمية. ومن تابع الصور ومقاطع الفيديو التي جمعت الشرع بقادة دول الخليج، لا بد أن لاحظ درجة من الودّ في لغة الجسد، والتي وصلت إلى المزاح والعناق والترحيب الحار. وهنا سألنا الدكتور هشام الغنام، الباحث السعودي والزميل في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي والمشرف العام على برنامج الأمن الوطني بجامعة نايف للشرق الأوسط، عن السرّ وراء هذا "الدفء السياسي"، لا سيّما أن الشرع لا يزال حديث العهد على هذا المستوى من الانفتاح الدبلوماسي. "تقاطع المصالح يصوغ العلاقة بين الخليج وسوريا" صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، يقول غنام إن دول الخليج تنظر إلى استقرار سوريا كضرورة لأمن الإقليم. يرى الغنّام أن العلاقة الراهنة بين دول الخليج والحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، تقوم على "تقاطع مصالح استراتيجية" أكثر من كونها علاقة قائمة على الألفة الشخصية. وفي حديثه لبي بي سي يوضح الغنام أن دول الخليج تنظر إلى استقرار سوريا كضرورة لأمن الإقليم، مضيفاً: "إن وُجدت ألفة، فهي أقرب ما تكون إلى تعاطف تاريخي مع الشعب السوري، لكن حين تتقاطع الضرورات الأمنية مع الانفتاح السياسي، يصبح التعاون أداة عقلانية لتعزيز الاستقرار." وحول ما إذا كان ما نشهده من تقارب يمثل انتعاشة حقيقية أم مجاملة سياسية مؤقتة، يشير الغنام إلى أن الحكومة السورية الجديدة أظهرت براغماتية وانفتاحاً غير مسبوق تجاه محيطها، مشيراً إلى أن تشكيلها يعكس "تنوعاً واضحاً في الخلفيات السياسية واعتماداً على الكفاءة لا الانتماءات الضيقة"، وفق ما يرى الغنام. ويعتبر أن هذه المعطيات "تعزز ثقة الدول المجاورة وتدفع نحو تعاون فعّال ومستدام"، ما يجعل المرحلة الراهنة أقرب إلى بداية انتعاشة استراتيجية حقيقية تتجاوز المجاملات الدبلوماسية. ويكشف الغنام أن الدعم الخليجي لسوريا سياسياً وميدانياً بدأ مبكراً، وتحديداً بعد سقوط النظام السابق، وكانت السعودية في طليعة الدول التي بادرت بتقديم دعم دبلوماسي وإنساني، بما في ذلك تدشين جسر جوي وبري للمساعدات الإغاثية العاجلة. لكنه يستدرك قائلاً إن دعم إعادة الإعمار لا يزال مرهوناً بظروف إقليمية غير مستقرة، مشيراً إلى أن "استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، والتصعيد في سوريا ولبنان، والغموض حول الملف النووي الإيراني، كلها عوامل تدفع دول الخليج نحو التريث" في إطلاق استثمارات كبيرة في الداخل السوري. وفيما يتعلق بالارتباط بين هذا التقارب والتحولات الإقليمية الكبرى، يؤكد الباحث السعودي أن التقارب الخليجي مع إدارة الشرع لا يمكن فصله عن الاستراتيجية السعودية الجديدة القائمة على خفض التوتر وبناء التوازن. ويقول: "التقارب السعودي-الإيراني شكّل تحولًا جوهرياً، ويمثل دعم حكومة الشرع خطوة عملية لتحييد سوريا عن محور الصراع الإقليمي، وإعادتها إلى دائرة التأثير العربي." وفق قوله. كما يرى أن هذا التوجه يتقاطع مع ملفات إقليمية أخرى، مثل اليمن ولبنان، حيث يمكن أن يكون لسوريا "المعتدلة" دور في "كسر الاحتكار الإيراني للقرار اللبناني"، على حد وصفه، والمساهمة في "تسهيل تسويات محتملة في اليمن من خلال تهدئة مع طهران". "الشرع أعلن بوضوح أنه لا يسعى لتصدير أي أجندة خارج سوريا، ودعمه من قبل الخليج هو استثمار سياسي في استقرار إقليمي طويل الأمد وإعادة الدور العربي لسوريا"، وفق ما يرى غنام. الخليج وحكم "الأسد": تاريخ من التوتر صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، في رصدٍ لتاريخ العلاقات بين الرئيس السوري السابق بشار الأسد مع دول الخليج، نجد أن "الأزمة السورية" عام 2011 كانت العامل المشترك في توتر العلاقات بينهما. في رصدٍ لتاريخ العلاقات بين الرئيس السوري السابق بشار الأسد مع دول الخليج، نجد أن "الأزمة السورية" عام 2011 كانت العامل المشترك في توتر العلاقات بينهما. فوفق ما نشرت صحيفة فاينانشال تايمز في مايو/أيار 2013، أرسلت السعودية، في بداية الأزمة السورية أسلحة للمعارضة، كما أدانت الرياض حكومة الأسد في آب/أغسطس 2011 "بسبب طريقة التعامل مع المظاهرات المناهضة للحكومة"، بحسب تصريح للملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز. كما سحبت المملكة وفدها من بعثة حفظ السلام التابعة للجامعة العربية في سوريا في 22 يناير/كانون الثاني 2012، وأغلقت سفارتها في دمشق في فبراير/شباط، ورفضت إعادة فتحها عام 2019. فَتَر التوتر بين الطرفين بعد عام 2017، عندما اعتبر الأمير محمد بن سلمان أن "بقاء الأسد ضرورة"، ويرتيط بالتخلص من مصالح إيران في المنطقة. ثم تحولت لغة المملكة تجاه سوريا عام 2018، عندما عرضت أن تعمل مع روسيا في التوصل إلى حل سياسي للحرب السورية، بحسب ما ذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وهو ما لاقى قبولاً من سوريا. وفي 10 مايو/أيار 2023 قرر البلدان إعادة فتح السفارات بينهما، وبعد تسعة أيام زار الأسد السعودية للمشاركة في القمة العربية 2023. أما قطر، فاعترفت بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ومنحته مبنى السفارة السورية في الدوحة آنذاك، وشكلت مع تركيا كتلة واحدة تدعم ما كان يسمى حينها بـ"الجماعات المتمردة". في حين شهدت العلاقة مع الإمارات تحولاً تدريجياً منذ 2011، بداية من القطيعة مع النظام والدعم الحذر للمعارضة، إلى إعادة فتح سفارتها في دمشق عام 2018، ثم تطبيع كامل، تُوّج بزيارة الأسد لأبوظبي عام 2022، مع تنامي التعاون الاقتصادي ودور إماراتي متزايد في إعادة الإعمار واستقرار المنطقة. فيما قالت البحرين على لسان وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة عام 2019 لصحفية "الشرق الأسط" السعودية، إن علاقات بلاده مع نظام الأسد "لم تنقطع طوال السنوات الماضية". أما الكويت واليمن ، رفضتا عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بحسب تقرير سابق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فمعارضة اليمن للتطبيع مع الأسد كانت "بسبب موقفه من الحرب في اليمن، والدعم الذي يقدمه (الأسد) لجماعة الحوثي، المرتبطة بإيران". واتهم اليمن النظام السوري "بتسليم سفارة اليمن في دمشق لميليشيا الحوثي الإرهابية، في مخالفة لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة"، بحسب تصريحات لوزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، أحمد عوض بن مبارك، عام 2023. ورفضت الكويت السياسة المتبعة في سوريا، وسحبت سفيرها عام 2012، كما طلبت من السفير السوري مغادرة البلاد تنفيذاً لقرار مجلس التعاون الخليجي، باستثناء سلطنة عمان. وفي أبريل/نيسان عام 2014، أغلقت السفارة السورية أبوابها في الكويت، بعد قرار الحكومة السورية إغلاق سفاراتها في عدد من الدول، قبل أن تعاود الافتتاح في نهاية العام 2014. "الخليج شريك في التحول السوري" صدر الصورة، Reuters يقول الدكتور برهان غليون، المفكر والأكاديمي السوري، إن التحول في موقف دمشق تجاه دول الخليج يمثل "خياراً استراتيجياً وضرورة في آنٍ معاً" لخروج سوريا من المحنة التي تمرّ بها، مشيراً إلى أن الدول الخليجية، إلى جانب بقية الدول العربية، تُعدّ "حليفاً طبيعياً لسوريا" في ضوء المصلحة المشتركة والمتمثلة، بحسب تعبيره، في "إبعاد إيران عن المنطقة، ووقف تهريب الكبتاغون، وبناء تفاهمات مع الغرب". وفي حوار مع بي بي سي يؤكد غليون أن هذا الانفتاح لا يعني تقديم تنازلات سياسية من قبل النظام الجديد في سوريا، فدول الخليج "شريكة بما حدث في سوريا" برأيه، مضيفاً: "حتى الإمارات، التي بدت وكأنها لا تؤيد السلطة الجديدة فتحت أبوابها للشرع كغيرها من دول الخليج". ويشير غليون، وهو الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري المعارض، إلى أن هناك "قوى إقليمية ودولية" تدفع بهذا التقارب الإقليمي، موضحاً أن "العالم كله، من الأوروبيين والخليجيين إلى الروس والأتراك والأمريكيين، متفقون على أن سوريا يجب أن تتحرر من كونها أداة بيد إيران، وألّا تكون معبراً للنفوذ الإيراني أو لتجارة الكبتاغون أو ولادة الميليشيات". وفي تعليقه على الألفة السياسية اللافتة بين الشرع وقادة الخليج، يقول غليون إن الترحيب الذي حظي به الشرع "فاق ما ناله أي رئيس انتقالي سابق"، لافتاً إلى أن الشرع "يعكس التغير الحاصل لصالح الدول العربية ودول الغرب في مواجهة التغوّل الإيراني". وفق ما يرى غليون فإن دول الخليج ليست الوحيدة من "تراهن" على الشرع،"بل السوريون والعالم أجمع يراهنون أن تحّطّم السلطة الجديدة التوازن الإقليمي السابق، وتخلق نظاماً مركزياً جديداً يكون للعرب فيه كلمة حاضرة". وسبب هذا الرهان والتقارب مع الشرع، هو أنه "وفّر على العالم حرباً طويلة الأمد مع الميليشيات" وفق تعبير غليون، ونجح في انتزاع سوريا من "يد الميليشيات والفصائل المتنازعة .. بصرف النظر عن أفكاره واعتقاداته ومستقبل مشروع السياسي". ما الذي يخشاه الطرف السوري من هذا التقارب؟ يجيب غليون على سؤال بي بي سي بأن "السوريين يرحبون بالدعم الخليجي ولا خيار أمامهم سوى التحالف مع دول الخليج، كما أن الأخيرة لن تستطيع مواجهة التحديات الاستراتيجية في المنطقة دون ضمان وقوف سوريا على قدميها". ومع توالي اللقاءات وتراكم الصور التي توثّق هذا التقارب، يتشكّل مشهد جديد في علاقات سوريا مع الخليج، مشهد قد لا يكون نهائياً بعد، لكنه بالتأكيد لم يعد يشبه ما قبله.