أحدث الأخبار مع #Spritam


البلاد البحرينية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- البلاد البحرينية
الطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوية (2) تمثل الطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوية تقاربًا بين التكنولوجيا والطب والرعاية التي تركز على المريض (Patient-centered care)، فمن خلال
تمثل الطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوية تقاربًا بين التكنولوجيا والطب والرعاية التي تركز على المريض (Patient-centered care)، فمن خلال تمكين العلاجات الدقيقة والشخصية، فإن لهذه التقنية القدرة على تحسين الالتزام بخطط علاج المرضى وتقليل الآثار الجانبية للأدوية وتحسين علاج الأمراض المزمنة. مع نضوج التكنولوجيا، يمكن أن تؤدي الطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوية إلى حقبة جديدة من الصيدليات الرقمية، حيث لن تكون الأدوية بمقاس واحد يناسب الجميع، لكنها مصممة خصيصًا للاحتياجات الفريدة والفردية لكل مريض. من خلال القيام بذلك، فإن هذه التقنية قد تعيد تعريف كيفية تقديم الرعاية الصحية نفسها، وليس كيفية صنع الأدوية فقط. أبرز قصة نجاح للطباعة ثلاثية اﻷبعاد هي لدواء سبريتام (Spritam) الذي يحمل الاسم العلمي levetiracetam، والذي يعتبر أول دواء مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد معتمد من إدارة الغذاء والدواء اﻷميركية (FDA) والذي حمل معه تباشير عهد جديد من الصناعة الدوائية غير التقليدية. في هذا الدواء يسمح الهيكل المسامي له بالتفكك بسرعة مع رشفة من الماء، وهذا ينفع في معالجة مشاكل عسر البلع لدى المرضى الذين يستخدمون هذا الدواء. وتشمل التطبيقات الأخرى لهذه التقنية ما يلي: أولًا التجارب السريرية على مرضى السرطان: يقوم باحثون باختبار أدوية اﻷورام المطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد بجرعات معدلة لاستخدامها لكل مريض على حدة. ثانيًا الصيدليات المركبة: يمكن للطابعات ثلاثية الأبعاد أن تحل محل التركيب اليدوي للأدوية في الصيدليات، ما يضمن الاتساق في التركيبات المعقدة مثل العلاجات الهرمونية. ثالثًا الطب البيطري: كما لدى البشر، تعمل الأقراص المصممة بهذه التقنية خصيصًا للحيوانات على تحسين دقة جرعات واستساغة الدواء، ويتم التأكد من هذا اﻷمر من خلال اﻷبحاث. وعلى الرغم من إمكاناتها، تواجه طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد عدة عقبات ينبغي التغلب عليها. فأوﻻً يجب تعديل الأطر التنظيمية لضمان سلامة وفعالية الأدوية المطبوعة بالتقنية الثلاثية الأبعاد. وتشكّل التكلفة العالية للطابعات والمواد، إلى جانب الحاجة إلى الخبرة المتخصصة، عوائق إضافية. علاوة على ذلك، لا يزال نطاق المواد القابلة للطباعة محدودًا، ما يقيد أنواع الأدوية التي يمكن تصنيعها باستخدام هذه التقنية. علاوة على ذلك قد تحمل تقنية طباعة اﻷدوية ثلاثية الأبعاد بعض الإشكاليات الأخلاقية مثل الإنصاف في وصول هذه الأدوية لذوي الدخل المنخفض، خصوصًا مع التكاليف المرتفعة لهذه التقنية، وكيف يمكن للمنظمين ضمان جودة الأدوية المطبوعة خارج المرافق التقليدية؟ وهل من الممكن أن يكون للمرضى أو الصيادلة سلطة تعديل الجرعات دون إشراف الطبيب؟ مستقبل طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد يحمل آفاقًا واعدةً. ويمكن لدمج الذكاء الاصطناعي تحسين تصميمات الأدوية وتحسين الكفاءة. كذلك فإن الطباعة الحيوية التي تتضمن طباعة الهياكل البيولوجية المعقدة لتوصيل الأدوية المستهدفة هي وسيلة أخرى مثيرة. عندما يصبح الوصول إلى هذه التقنيات أكثر سهولة، فمن المرجح أن تشهد اعتمادًا أوسع في البيئات محدودة الموارد، ما يعزّز المساواة العالمية في الرعاية الصحية. ويمكن أن يؤدي التنفيذ الواسع للطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوية في نهاية المطاف إلى إعادة تشكيل سلاسل التوريد الدوائية وتحسين تقديم الرعاية الصحية على نطاق عالمي. ختامًا، تمثل الطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوية نقلة نوعية ربما تكون جبارة في التصنيع الصيدلاني، حيث توفر فرصًا لا مثيل لها للطب الشخصي الموجه لكل مريض بشكل منفرد. بينما لا تزال التحديات قائمة، فإن التطورات المستمرة في التكنولوجيا وتعديل التنظيمات أمور تمهد الطريق لاعتمادها على نطاق أوسع. ومن خلال تغيير كيفية تصميم الأدوية وإنتاجها وتسليمها، فإن طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد لديها القدرة على إحداث ثورة في الرعاية الصحية، وضمان أن تكون العلاجات أكثر فعالية، وسهولة الوصول إليها ممكنة، ومصممة خصيصًا لاحتياجات المرضى الفردية. وستكون الجهود التعاونية بين العلماء وصانعي السياسات وأصحاب المصلحة في الصناعة ضرورية لتسخير هذا الابتكار بمسؤولية.


البلاد البحرينية
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- البلاد البحرينية
الطباعة ثلاثية اﻷبعاد للأدوية (1)
عالم الصيدلة على حافة عصر جديد من الصناعة الدوائية المتخصصة والدقيقة مدفوعًا بالتقدم في التقنية الرقمية والتصنيع المتخصص المعروف باسم الطباعة ثلاثية الأبعاد. هذا النهج الرائد يجمع بين تقنيات الطباعة المتقدمة وتصنيع الأدوية. من المتعارف عليه أن الطباعة ثلاثية الأبعاد أحدثت ثورة في قطاعات مثل الطيران والسيارات والبناء والسلع الاستهلاكية، وفي نفس السياق فإن تطبيق هذه التكنولوجيا في تطوير الأدوية وتصنيعها يبشر بإمكانات هائلة للرعاية الصحية. من خلال التمكن من إنتاج أدوية مخصصة بجرعات دقيقة، وتركيبات فريدة، تحمل طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد أملًا في مواجهة التحديات طويلة الأمد في رعاية المرضى، وإمكانية الوصول إلى الأدوية، والفعالية العلاجية، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للطب الشخصي. طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد عملية تستخدم التصنيع المتخصص لإنشاء تركيبات صيدلانية بطريقة طبقة تلو أخرى، فعلى عكس طرق تصنيع الأدوية التقليدية، والتي غالبًا ما تتضمن الإنتاج بالجملة، تركز طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد على الدقة والتخصيص، حيث تتيح هذه التقنية إنتاج الأقراص والأشكال الصيدﻻنية الأخرى المصممة خصيصًا لاحتياجات المرضى بشكل شخصي وفردي. يمكن إرجاع تطوير هذه التقنية إلى الابتكارات في الطباعة ثلاثية الأبعاد خلال ثمانينيات القرن الماضي، ولكن أول اقتحام صيدلاني كبير لها كان في عام 2015 عندما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على Spritam، أول دواء مطبوع ثلاثي الأبعاد. أحد أهم تطبيقات طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد هو الطب الشخصي، حيث يتم تصميم الأدوية وفقًا للوضع الصحي الخاص بالمريض وعمره وربما ملفه الجيني، كما تنفع هذه التقنية أيضًا في تصنيع أدوية يتيمة للأمراض النادرة. تكمن الإمكانات الكبيرة لتقنية طباعة الأدوية ثلاثية الأبعاد في قدرتها على التغلب على قيود التصنيع التقليدي ومن فوائدها اﻷخرى: الجرعات الشخصية: غالبًا ما يحتاج المرضى اﻷطفال أو كبار السن أو الذين يعانون من بعض اﻷمراض مثل نقص المناعة إلى جرعات غير قياسية من اﻷدوية. تسمح الطباعة ثلاثية الأبعاد بإجراء تعديلات دقيقة على الجرعات، ما يقلل من الحاجة إلى تقسيم أو سحق أقراص اﻷدوية وبالتالي تفادي أية أخطاء في الجرعات وأية آثار جانبية مترتبة على ذلك. آلية إطلاق الأدوية المعقدة: يمكن تصميم أقراص متعددة الطبقات أو المتدرجة الكثافة لإطلاق الدواء المتسلسل. على سبيل المثال، قد تقدم حبة واحدة جرعة أولية لتخفيف الأعراض الفورية، يليها إطلاق طويل اﻷمد على مدار 24 ساعة، وهذا قد يساهم في ثبات تركيز الدواء في الجسم وفعاليته. اﻷدوية المتعددة في القرص الواحد (Polypills): غالبًا ما يتناول كبار السن أو المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري عدة أدوية يوميًّا. يمكن للطباعة ثلاثية الأبعاد دمجها في قرص واحد بغرض تقليل عدد اﻷقراص التي يتناولها المريض، وبالتالي تبسيط خطة العلاج وتعزيز الالتزام بها. وتنفع هذه اﻻستراتيجية للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب تعدد الأدوية (Polypharmacy). التكلفة المناسبة للإنتاج: يصبح الإنتاج على نطاق صغير وفق إمكانيات بسيطة نسبيًّا ممكنًا دون الحاجة إلى مرافق تصنيع كبيرة. التصنيع عند الطلب: يمكن للمستشفيات أو الصيدليات طباعة الأدوية حسب الحاجة، وتقليل النفايات المتراكمة من المخزون منتهي الصلاحية وتمكين الاستجابة السريعة لنقص اﻷدوية خصوصًا حين الأوبئة. تعزيز الذوبان والتوافر البيولوجي: تزيد الهياكل المسامية مساحة السطح لبعض اﻷدوية، ما يتيح انحلالًا وامتصاصًا أسرع، وهو مفيد بشكل خاص للأدوية التي تملك قابلية ضعيفة للذوبان في الماء. تشكل هذه الفوائد عناصر جذب لتقنية طباعة اﻷدوية ثلاثية اﻷبعاد، لأنه يجب اﻷخذ بعين اﻻعتبار التكلفة العالية لهذه التقنية في الوقت الراهن، كما يجب وضع اﻷطر التنظيمية لها لتجنب استخدامها بشكل غير قانوني.