logo
#

أحدث الأخبار مع #TheLancet

النوم المفرط قد يضر الدماغ
النوم المفرط قد يضر الدماغ

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ 6 أيام

  • صحة
  • أخبار اليوم المصرية

النوم المفرط قد يضر الدماغ

من المعروف أن قلة النوم ترتبط بزيادة خطر الإصابة ب الخرف ، لكن دراسة علمية حديثة كشفت أن النوم لفترات طويلة قد يكون ضاراً أيضاً بـ الصحة العقلية. فقد توصل باحثون من "مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس" إلى أن النوم لمدة تسع ساعات أو أكثر في الليلة قد يسرّع من شيخوخة الدماغ، ما يؤدي إلى مشكلات في الذاكرة مع التقدم في العمر. وأظهرت الدراسة أن هذا القدر من النوم أضاف ما يعادل ست سنوات ونصف من الشيخوخة إلى عمر الدماغ، مقارنة بمن ينامون ساعات أقل. ووفقاً للباحثين، فإن "طول مدة النوم" قد يشكل "عامل خطر مبكر وقابل للعكس" للإصابة بالخرف، مما يفتح الباب أمام فرص وقائية محتملة في المستقبل. اقر أ أيضًا | 7 طرق طبيعية لتعزيز هرمون النوم بدون مكملات دراسة طويلة الأمد تشمل أكثر من 1800 شخص شملت الدراسة 1,853 بالغاً سليماً تتراوح أعمارهم بين 27 و85 عاماً، وتم تتبع قدراتهم المعرفية كل أربع سنوات، باستخدام أدوات دقيقة لقياس الذاكرة، والتفكير المنطقي، والوعي البصري المكاني، وسرعة الاستجابة، كما طُلب من المشاركين الإجابة عن استبيان حول عدد ساعات نومهم المعتادة كل أربع سنوات. وأظهرت النتائج أن الذين ناموا تسع ساعات أو أكثر يومياً على مدى الدراسة التي استمرت 20 عاماً، سجلوا أداءً أضعف في جميع الاختبارات المعرفية الأربعة. الرابط بين النوم والاكتئاب وتراجع القدرات العقلية لوحظ أن أضعف النتائج ظهرت بين الأشخاص الذين يعانون من أعراض اكتئابية وينامون أكثر من تسع ساعات في الليلة، مما يشير إلى أن الاكتئاب -الذي قد يؤدي إلى الإفراط في النوم- ربما يكون السبب الأساسي في هذا التدهور العقلي. لكن الخطر لا يقتصر على من يعانون من اضطرابات مزاجية، فحتى الأشخاص الأصحاء الذين ينامون ساعات طويلة دون أعراض اكتئاب، سجلوا تراجعاً في الوظائف المعرفية، لاسيما في الإدراك العام وإعادة إنتاج الصور البصرية. وقال البروفيسور "يونغ" المشارك في الدراسة: "الاضطرابات في مدة النوم ونمطه تسهم في زيادة خطر الإصابة بالتدهور المعرفي ومرض ألزهايمر"، بحسب دراسة نشرتها صحيفة ديلي ميل. تتوافق هذه النتائج مع دراسات سابقة، من بينها تقرير نُشر في دورية Psychiatry Research استمر لعشر سنوات، وخلص إلى أن النوم لأكثر من ثماني ساعات يومياً ارتبط بزيادة نسبة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 64%. ورغم أن السبب الدقيق وراء تأثير النوم الزائد على الدماغ لا يزال غير واضح، تشير دراسة سويدية إلى أن اضطراب الإيقاع اليومي (الساعة البيولوجية) قد يكون العامل المؤثر، إذ يمكن أن يؤدي النوم في أوقات غير معتادة، مثل النهار، إلى إعاقة قدرة الدماغ على التخلص من الفضلات المتراكمة. كما أشار العلماء إلى احتمال أن يكون النوم الزائد أحد أعراض تلف دماغي ناتج عن الخرف في مراحله المبكرة، وليس سبباً مباشراً له. تأتي هذه النتائج في وقت تُظهر فيه دراسات أخرى أملاً متزايداً في إمكانية الوقاية من مرض ألزهايمر، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعاً. فقد كشفت دراسة نُشرت في دورية The Lancet أن ما يقرب من نصف حالات ألزهايمر يمكن الوقاية منها من خلال التحكم في 14 عاملاً من عوامل نمط الحياة، مثل فقدان السمع، وارتفاع الكوليسترول، وضعف البصر، وقلة النشاط البدني. ويعاني ما يقرب من 982,000 شخص في المملكة المتحدة من مرض ألزهايمر. وبحسب تحليل لمنظمة "بحوث ألزهايمر في المملكة المتحدة"، توفي أكثر من 74,000 شخص بسبب الخرف في عام 2022، مقارنة بـ69,000 شخص في العام السابق، ليصبح المرض السبب الأول للوفاة في البلاد. وتُقدّر التكاليف السنوية لعلاج مشكلات الخرف على النظام الصحي البريطاني بـ 700 مليون جنيه إسترليني.

تقنية ثورية جديدة تحدد عمرك البيولوجي من صورة.. تعرف عليها
تقنية ثورية جديدة تحدد عمرك البيولوجي من صورة.. تعرف عليها

رائج

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • رائج

تقنية ثورية جديدة تحدد عمرك البيولوجي من صورة.. تعرف عليها

في عالم الطب، غالبا ما يبدأ الأطباء فحوصاتهم بتقييم بصري سريع، يصدرون من خلاله حكما أوليا حول ما إذا كان المريض يبدو أكبر أو أصغر من عمره الفعلي. هذا التقييم الحدسي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على القرارات الطبية الهامة. لكن هذا التقييم البشري قد يشهد قريبا تحولا جذريا بفضل تطورات الذكاء الاصطناعي. فقد تم تطوير خوارزمية تعلم عميق مبتكرة تحمل اسم FaceAge، والتي تم الكشف عنها في دورية The Lancet Digital Health. تقوم هذه الخوارزمية بتحويل صورة شخصية بسيطة إلى رقم يعكس بدقة أكبر العمر البيولوجي للشخص، أي العمر الفعلي لخلايا وأنسجة الجسم، بدلا من مجرد تاريخ الميلاد المسجل في ملفه الطبي. مزايا التقنية الجديدة خضعت هذه الخوارزمية لتدريب مكثف على عشرات الآلاف من الصور الفوتوغرافية. وخلال الاختبارات، تبين أن متوسط العمر البيولوجي لبعض مرضى السرطان كان أكبر بخمس سنوات من متوسط العمر البيولوجي لأقرانهم الأصحاء. ويرى مؤلفو الدراسة أن هذه التقنية يمكن أن تساعد الأطباء في اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة بشأن المرضى الذين يمكنهم تحمل العلاجات القاسية بأمان، وأولئك الذين قد يستفيدون بشكل أفضل من اتباع نهج علاجي أكثر لطفا وتدريجيا. لتوضيح أهمية هذه التقنية بشكل أفضل، تخيل مريضين يبلغان من العمر 75 عاما. قد يبدو أحدهما نشيطا وحيويا، ويشير تحليله بواسطة FaceAge إلى أن عمره البيولوجي هو 65 عاما فقط. في المقابل، قد يبدو المريض الآخر ضعيفا وهشا، ويكشف تحليله أن عمره البيولوجي هو 70 عاما. في هذه الحالة، قد يكون العلاج الإشعاعي المكثف خيارا مناسبا للمريض الأول، بينما يمكن أن يشكل نفس العلاج الإشعاعي خطرا كبيرا على صحة المريض الثاني. وينطبق المنطق نفسه على اتخاذ العديد من القرارات الأخرى المتعلقة بجراحات القلب، واستبدال المفاصل، والرعاية التلطيفية في نهاية العمر. كيف تعمل التقنية الجديدة؟ تم تدريب هذا النموذج على مجموعة بيانات ضخمة تضم 58,851 صورة لأفراد بالغين يفترض أنهم يتمتعون بصحة جيدة وتجاوزوا سن الستين، تم جمعها من مصادر عامة. بعد ذلك، تم اختبار فعالية النموذج على 6,196 مريضا بالسرطان ممن خضعوا للعلاج الإشعاعي في الولايات المتحدة وهولندا، وذلك باستخدام صور تم التقاطها لهم قبل بدء العلاج مباشرة. وأظهرت النتائج أن متوسط العمر البيولوجي لهؤلاء المرضى كان أكبر بنحو 4.79 سنوات من عمرهم الزمني الفعلي. والأكثر أهمية، وجد الباحثون أن ارتفاع درجة FaceAge لدى مرضى السرطان كان مؤشرا قويا على انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر الفعلي والجنس ونوع الورم. وقد ارتفع خطر الوفاة بشكل حاد لدى المرضى الذين تجاوز عمرهم البيولوجي 85 عاما. ومن المثير للاهتمام أن FaceAge يبدو أنه يقيم علامات الشيخوخة بشكل مختلف عن التقييم البشري. على سبيل المثال، فإن ظهور الشيب أو الصلع له تأثير أقل على تقدير العمر البيولوجي مقارنة بالتغيرات الطفيفة في قوة عضلات الوجه ومرونتها. الأطباء أكثر المستفيدين ساهم استخدام FaceAge في تحسين دقة الأطباء في التقييم. فقد طلب من ثمانية أطباء فحص صور شخصية لمرضى سرطان في مراحل متقدمة وتوقع من سيتوفى خلال ستة أشهر. وقد كانت نسبة نجاحهم في التوقع قريبة من الصدفة. ولكن عند تزويدهم ببيانات FaceAge، تحسنت دقة توقعاتهم بشكل ملحوظ. وفي لفتة طريفة، أكد النموذج حتى إحدى الميمات الشهيرة على الإنترنت، حيث قدر العمر البيولوجي للممثل بول رود بـ 43 عاما في صورة التقطت له عندما كان يبلغ من العمر 50 عاما، مما يسلط الضوء على قدرة هذه التقنية على التقاط علامات الشباب والحيوية التي قد لا تتوافق دائما مع العمر الزمني. التطوير مستمر واجهت تطبيقات الذكاء الاصطناعي انتقادات تتعلق بتقديم خدمات غير كافية للأفراد من غير ذوي البشرة البيضاء. وفي هذا السياق، أوضح الباحث ماك أن الفحوصات الأولية التي أجريت على أداة FaceAge لم تكشف عن وجود تحيز عنصري كبير في توقعات الأداة للعمر البيولوجي. ومع ذلك، يعمل الفريق حاليا على تدريب نموذج أكثر تطورا من الجيل الثاني باستخدام بيانات مستمدة من عشرين ألف مريض بهدف تعزيز دقة الأداة وتقليل أي احتمالية للتحيز. بالإضافة إلى ذلك، يبحث الفريق في العوامل التي قد تؤثر على دقة عمل النظام وتؤدي إلى نتائج مضللة، مثل استخدام مستحضرات التجميل، أو الخضوع لعمليات الجراحة التجميلية، أو حتى الاختلافات في إضاءة الغرفة التي يتم فيها التقاط الصورة. أضرار محتملة تثير هذه التكنولوجيا الجديدة نقاشات أخلاقية مهمة. ففي حين أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحديد العمر البيولوجي من صورة شخصية قد تمثل فائدة كبيرة للأطباء في تقييم الحالة الصحية للمرضى، إلا أنها قد تشكل أيضا إغراء لشركات التأمين على الحياة أو أصحاب العمل الذين يسعون لتقييم المخاطر الصحية المحتملة للأفراد. وفي هذا الصدد، أكد هوغو إيرتس، الباحث المشارك في قيادة الدراسة ومدير برنامج الذكاء الاصطناعي في الطب بمجموعة MGB، على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لهذه الجوانب الأخلاقية لضمان استخدام هذه التقنيات حصريًا لما فيه مصلحة المرضى. تطرح هذه التكنولوجيا معضلة أخرى تتعلق بالتأثير النفسي المحتمل. فماذا سيحدث عندما تقدم لنا المرآة الذكية معلومات غير متوقعة عن عمرنا البيولوجي؟ قد تدفع هذه المعرفة الأفراد إلى تبني تغييرات صحية إيجابية في نمط حياتهم، ولكنها قد تثير لديهم أيضا مشاعر القلق والتوتر. ستكون متاحة قريبا للجميع يخطط الباحثون لإطلاق بوابة FaceAge عامة عبر الإنترنت، حيث سيتمكن الأفراد من تحميل صورهم الشخصية والمشاركة في دراسة بحثية تهدف إلى التحقق من صحة الخوارزمية المستخدمة في الأداة على نطاق أوسع. وقد يلي ذلك إطلاق نسخ تجارية من الأداة تستهدف الأطباء والعيادات، ولكن لن يتم ذلك إلا بعد إجراء المزيد من الدراسات والتحقق من دقة الأداة وموثوقيتها.

الجمهورية الإسلامية والصمود بوجه الضغوط الأمريكية
الجمهورية الإسلامية والصمود بوجه الضغوط الأمريكية

اذاعة طهران العربية

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • اذاعة طهران العربية

الجمهورية الإسلامية والصمود بوجه الضغوط الأمريكية

توقّعت عواصم غربية عدة، وعلى رأسها واشنطن، أن تكون طهران على وشك الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، وأن تؤدي هذه السياسة إلى تغيير في سلوك النظام، أو حتى إسقاطه من الداخل. لكن ما جرى كان نقيضا لهذه التوقعات. لم تُبدِ إيران علامات استسلام أو تراجع، بل سلكت طريقًا معاكسًا تمامًا، حيث واصلت تطوير برنامجها النووي، وعززت من قدراتها الدفاعية، وأعادت تمتين تحالفاتها الإقليمية والدولية. لم يكن صمود إيران مجرد رد فعل عابر، بل نتاجًا لاستراتيجية طويلة الأمد، انطلقت من داخل منظومة الحكم الإيرانية، تقوم على إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع وفق معادلات جديدة تستند إلى "الاكتفاء الذاتي"، و"الاقتصاد المقاوم"، و'الانفتاح على الشرق". فما هي ركائز هذا الصمود؟ وكيف تمكّنت طهران من امتصاص واحدة من أعنف حملات العقوبات في العصر الحديث، بل وتحويلها إلى فرصة لإعادة تعريف دورها في النظام الدولي؟ صمود اقتصادي منذ أوائل الألفية، شرع قائد الثورة الإسلامية في ايران السيد علي خامنئي بالترويج لمفهوم "الاقتصاد المقاوم" كإطار نظري وعملي لمواجهة العقوبات والعزلة. لا يقوم هذا النموذج على العزلة التامة عن العالم، بل على تنويع الشركاء، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الغرب، لا سيما في القطاعات الحيوية. في قطاع الزراعة، باتت إيران شبه مكتفية ذاتيًا من القمح، بحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) ، وهو إنجاز مهم لبلد يعاني من شح المياه والتغير المناخي. أما في قطاع الصناعات الدوائية، فتنتج إيران اليوم أكثر من 95% من احتياجاتها محليًا، وفقًا لمجلة The Lancet ورغم القيود المفروضة على استيراد المعدات الطبية المتطورة، نجحت طهران في تعزيز قدراتها التصنيعية، وبدأت شركاتها بالتصدير إلى دول الجوار. الاقتصاد المقاوم لم يكن مجرد شعار، بل سياسة اقتصادية أعادت تنظيم أولويات الدولة. فعلى الرغم من انخفاض صادرات النفط بسبب العقوبات، ركزت الحكومة على دعم الصناعات غير النفطية، وفرضت قيودًا صارمة على الواردات الكمالية، وشجعت الإنتاج المحلي عبر حوافز ضريبية وتسهيلات مصرفية. تماسك داخلي رغم الأزمات لم تكن العقوبات الاقتصادية مجرد قيود على التجارة، بل حملة شاملة استهدفت كل مفاصل الحياة في إيران، بما في ذلك الطاقة، المصارف، الطيران، الشحن، بل وحتى النظام المالي العالمي عبر فصل إيران عن نظام "سويفت". وكان الرهان الأميركي أن يؤدي هذا "الخنق" إلى انفجار شعبي يُسقط النظام أو يُرغمه على التفاوض بشروط قاسية. لكن إيران لم تشهد انهيارًا داخليًا، بل تكيفت مع الضغوط، ونجح النظام في تحويل الأزمة إلى معركة صمود وطنية. ولعب الإعلام الرسمي دورًا كبيرًا في شيطنة العقوبات باعتبارها حربًا على الشعب الإيراني، لا على النظام فحسب، وهو ما ولّد نوعًا من الالتفاف الوطني، لا سيما في ظل غياب بديل سياسي مقنع داخليًا أو خارجيًا. ويرى مراقبون أن النظام الإيراني، بتركيبته الأمنية والسياسية والدينية، أثبت قدرة عالية على احتواء الأزمات، وإعادة تدوير الضغوط لصالح تماسكه. تفكيك القنبلة الاقتصادية انهيار العملة كان واحدًا من أبرز مؤشرات الأزمة الاقتصادية، إذ تراجعت قيمة الريال الإيراني بشكل حاد بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. ومع ذلك، لم تدخل إيران في دوامة تضخم مفرط على غرار فنزويلا أو زيمبابوي، بل تمكنت من كبح الانهيار عبر أدوات إدارية وسياسات نقدية دقيقة. قام البنك المركزي الإيراني بوضع نظام أسعار صرف متعددة، يتيح للسلع الأساسية سعرًا مدعومًا، بينما يُترك السعر الحر لبقية المعاملات، ما حدّ من تداعيات تقلبات السوق. كما تم تقييد التعامل في السوق السوداء، وملاحقة المضاربين، وتعزيز أنظمة الدفع المحلية. منحت الحكومة امتيازات واضحة للمصدرين في الصناعات التي تدرّ عملة صعبة، مثل البتروكيميائيات والمعادن، ما ساعد على تدفق نسبي للنقد الأجنبي. وفي مواجهة العقوبات المصرفية، شجعت طهران على استخدام العملات المحلية في التجارة مع شركائها الآسيويين، وتوسيع الاعتماد على أنظمة دفع بديلة عن الدولار و"سويفت". تحالفات استراتيجية.. والرهان شرقا مع انسداد الأفق أمام العلاقات مع الغرب، أعادت إيران توجيه بوصلتها نحو الشرق، في تحالفات لا تستند فقط إلى المصالح الاقتصادية، بل إلى رؤى مشتركة بشأن النظام العالمي. - الاتفاق مع الصين: وقعت طهران وبكين اتفاقًا استراتيجيًا يمتد لـ25 عامًا، يتضمن استثمارات بمليارات الدولارات في البنى التحتية، والنفط، والطاقة المتجددة، والاتصالات. هذا الاتفاق لا يقتصر على الاقتصاد، بل يمثل إعلانًا عن شراكة استراتيجية بعيدة المدى، تعزز موقع إيران في منظومة دولية تقودها قوى غير غربية. - التقارب مع روسيا: في ظل الحرب في أوكرانيا، باتت إيران وروسيا أكثر تقاربًا من أي وقت مضى. امتد التنسيق إلى قطاعات الطاقة والدفاع، وتم الاتفاق على استخدام أنظمة دفع بديلة عن "سويفت"، في محاولة لبناء منظومة مالية موازية للهيمنة الغربية. - العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون: مثلت هذه الخطوة تحولًا مهمًا، إذ باتت إيران شريكًا رسميًا في منظومة أمنية واقتصادية تمثل ثقلاً متناميًا في آسيا. كما فتحت المنظمة ل إيران أبواب التعاون مع الهند ودول آسيا الوسطى، بما في ذلك مشاريع النقل والطاقة. رغم أن العقوبات فرضت تحديات قاسية، فإن إيران لم تكتفِ بالصمود، بل حولت الأزمة إلى فرصة استراتيجية لإعادة تموضعها كقوة إقليمية فاعلة ومؤثرة. تجاوزت طهران دور "الضحية" لتعيد تشكيل موقعها الجيوسياسي، عبر تحالفات متينة مع قوى كبرى كالصين وروسيا، وانخراط نشط في تكتلات إقليمية تعيد رسم ملامح النظام العالمي بعيداً عن المركزية الغربية. في ميزان القوى الإقليمي، باتت إيران تمثل قطبًا قائمًا بذاته، يملك أدوات الضغط والردع، ويمارس تأثيره في ملفات تمتد من شرق المتوسط إلى آسيا الوسطى. وبهذا المعنى، لم تكن العقوبات نهاية طهران، بل بداية فصل جديد في صعودها كقوة إقليمية تملك مشروعًا واضح المعالم، وتستند إلى رصيد من التجربة والقدرة على التكيف في عالم متحوّل. ف إيران اليوم، ليست فقط دولة نجت من العقوبات، بل واحدة من أبرز الفاعلين في صياغة خرائط المستقبل في غرب آسيا وخارجه. "صحفي ومحلل سوري"

الصمود بوجه الضغوط الأمريكية.. إيران نموذجا
الصمود بوجه الضغوط الأمريكية.. إيران نموذجا

وكالة نيوز

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • وكالة نيوز

الصمود بوجه الضغوط الأمريكية.. إيران نموذجا

لكن ما جرى كان نقيضًا لهذه التوقعات. لم تُبدِ إيران علامات استسلام أو تراجع، بل سلكت طريقًا معاكسًا تمامًا، حيث واصلت تطوير برنامجها النووي، وعززت من قدراتها الدفاعية، وأعادت تمتين تحالفاتها الإقليمية والدولية. لم يكن صمود إيران مجرد رد فعل عابر، بل نتاجًا لاستراتيجية طويلة الأمد، انطلقت من داخل منظومة الحكم الإيرانية، تقوم على إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع وفق معادلات جديدة تستند إلى 'الاكتفاء الذاتي'، و'الاقتصاد المقاوم'، و'الانفتاح على الشرق'. فما هي ركائز هذا الصمود؟ وكيف تمكّنت طهران من امتصاص واحدة من أعنف حملات العقوبات في العصر الحديث، بل وتحويلها إلى فرصة لإعادة تعريف دورها في النظام الدولي؟ منذ أوائل الألفية، شرع المرشد الأعلى علي خامنئي بالترويج لمفهوم 'الاقتصاد المقاوم' كإطار نظري وعملي لمواجهة العقوبات والعزلة. لا يقوم هذا النموذج على العزلة التامة عن العالم، بل على تنويع الشركاء، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الغرب، لا سيما في القطاعات الحيوية. في قطاع الزراعة، باتت إيران شبه مكتفية ذاتيًا من القمح، بحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) ، وهو إنجاز مهم لبلد يعاني من شح المياه والتغير المناخي. أما في قطاع الصناعات الدوائية، فتنتج إيران اليوم أكثر من 95% من احتياجاتها محليًا، وفقًا لمجلة The Lancet ورغم القيود المفروضة على استيراد المعدات الطبية المتطورة، نجحت طهران في تعزيز قدراتها التصنيعية، وبدأت شركاتها بالتصدير إلى دول الجوار. الاقتصاد المقاوم لم يكن مجرد شعار، بل سياسة اقتصادية أعادت تنظيم أولويات الدولة. فعلى الرغم من انخفاض صادرات النفط بسبب العقوبات، ركزت الحكومة على دعم الصناعات غير النفطية، وفرضت قيودًا صارمة على الواردات الكمالية، وشجعت الإنتاج المحلي عبر حوافز ضريبية وتسهيلات مصرفية. تماسك داخلي رغم الأزمات لم تكن العقوبات الاقتصادية مجرد قيود على التجارة، بل حملة شاملة استهدفت كل مفاصل الحياة في إيران، بما في ذلك الطاقة، المصارف، الطيران، الشحن، بل وحتى النظام المالي العالمي عبر فصل إيران عن نظام 'سويفت'. وكان الرهان الأميركي أن يؤدي هذا 'الخنق' إلى انفجار شعبي يُسقط النظام أو يُرغمه على التفاوض بشروط قاسية. لكن إيران لم تشهد انهيارًا داخليًا، بل تكيفت مع الضغوط، ونجح النظام في تحويل الأزمة إلى معركة صمود وطنية. لعب الإعلام الرسمي دورًا كبيرًا في شيطنة العقوبات باعتبارها حربًا على الشعب الإيراني، لا على النظام فحسب، وهو ما ولّد نوعًا من الالتفاف الوطني، لا سيما في ظل غياب بديل سياسي مقنع داخليًا أو خارجيًا. الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بين الحين والآخر، كما في عامي 2019 و2022، عكست بعض من التململ الشعبي المشروع، لكنها لم تتحول إلى حركات منظمة قادرة على إحداث التغيير الجذري. ويرى مراقبون أن النظام الإيراني، بتركيبته الأمنية والسياسية والدينية، أثبت قدرة عالية على احتواء الأزمات، وإعادة تدوير الضغوط لصالح تماسكه. انهيار العملة كان واحدًا من أبرز مؤشرات الأزمة الاقتصادية، إذ تراجعت قيمة الريال الإيراني بشكل حاد بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. ومع ذلك، لم تدخل إيران في دوامة تضخم مفرط على غرار فنزويلا أو زيمبابوي، بل تمكنت من كبح الانهيار عبر أدوات إدارية وسياسات نقدية دقيقة. قام البنك المركزي الإيراني بوضع نظام أسعار صرف متعددة، يتيح للسلع الأساسية سعرًا مدعومًا، بينما يُترك السعر الحر لبقية المعاملات، ما حدّ من تداعيات تقلبات السوق. كما تم تقييد التعامل في السوق السوداء، وملاحقة المضاربين، وتعزيز أنظمة الدفع المحلية. منحت الحكومة امتيازات واضحة للمصدرين في الصناعات التي تدرّ عملة صعبة، مثل البتروكيميائيات والمعادن، ما ساعد على تدفق نسبي للنقد الأجنبي. وفي مواجهة العقوبات المصرفية، شجعت طهران على استخدام العملات المحلية في التجارة مع شركائها الآسيويين، وتوسيع الاعتماد على أنظمة دفع بديلة عن الدولار و'سويفت'. تحالفات استراتيجية.. والرهان شرقاً مع انسداد الأفق أمام العلاقات مع الغرب، أعادت إيران توجيه بوصلتها نحو الشرق، في تحالفات لا تستند فقط إلى المصالح الاقتصادية، بل إلى رؤى مشتركة بشأن النظام العالمي. – الاتفاق مع الصين: وقعت طهران وبكين اتفاقًا استراتيجيًا يمتد لـ25 عامًا، يتضمن استثمارات بمليارات الدولارات في البنى التحتية، والنفط، والطاقة المتجددة، والاتصالات. هذا الاتفاق لا يقتصر على الاقتصاد، بل يمثل إعلانًا عن شراكة استراتيجية بعيدة المدى، تعزز موقع إيران في منظومة دولية تقودها قوى غير غربية. – التقارب مع روسيا: في ظل الحرب في أوكرانيا، باتت إيران وروسيا أكثر تقاربًا من أي وقت مضى. امتد التنسيق إلى قطاعات الطاقة والدفاع، وتم الاتفاق على استخدام أنظمة دفع بديلة عن 'سويفت'، في محاولة لبناء منظومة مالية موازية للهيمنة الغربية. – العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون: مثلت هذه الخطوة تحولًا مهمًا، إذ باتت إيران شريكًا رسميًا في منظومة أمنية واقتصادية تمثل ثقلاً متناميًا في آسيا. كما فتحت المنظمة لإيران أبواب التعاون مع الهند ودول آسيا الوسطى، بما في ذلك مشاريع النقل والطاقة. إيران من الدفاع إلى إعادة تشكيل اللعبة رغم أن العقوبات فرضت تحديات قاسية، فإن إيران لم تكتفِ بالصمود، بل حولت الأزمة إلى فرصة استراتيجية لإعادة تموضعها كقوة إقليمية فاعلة ومؤثرة. تجاوزت طهران دور 'الضحية' لتعيد تشكيل موقعها الجيوسياسي، عبر تحالفات متينة مع قوى كبرى كالصين وروسيا، وانخراط نشط في تكتلات إقليمية تعيد رسم ملامح النظام العالمي بعيداً عن المركزية الغربية. في ميزان القوى الإقليمي، باتت إيران تمثل قطبًا قائمًا بذاته، يملك أدوات الضغط والردع، ويمارس تأثيره في ملفات تمتد من شرق المتوسط إلى آسيا الوسطى. وبهذا المعنى، لم تكن العقوبات نهاية طهران، بل بداية فصل جديد في صعودها كقوة إقليمية تملك مشروعًا واضح المعالم، وتستند إلى رصيد من التجربة والقدرة على التكيف في عالم متحوّل. فإيران اليوم، ليست فقط دولة نجت من العقوبات، بل واحدة من أبرز الفاعلين في صياغة خرائط المستقبل في الشرق الأوسط وخارجه. بقلم: أحمد علي إبراهيم 'صحفي ومحلل سوري'

علماء يحددون السن المثالي لزيادة النشاط البدني للوقاية من الزهايمر
علماء يحددون السن المثالي لزيادة النشاط البدني للوقاية من الزهايمر

أخبار اليوم المصرية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • أخبار اليوم المصرية

علماء يحددون السن المثالي لزيادة النشاط البدني للوقاية من الزهايمر

كشفت دراسة علمية حديثة أن زيادة ممارسة التمارين الرياضية خلال مرحلة منتصف العمر – ما بين سن 45 و65 عامًا – قد تساهم بشكل كبير في الوقاية من مرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة. وتابع باحثون إسبان من معهد برشلونة للصحة العالمية أكثر من 300 شخص بالغ، ووجدوا أن أولئك الذين مارسوا النشاط البدني بمعدل ساعتين ونصف أسبوعيًا خلال هذه المرحلة العمرية، كانوا أقل عرضة لتراكم بروتين "أميلويد" السام في الدماغ، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية. يُعتقد أن تراكم هذا البروتين، إلى جانب بروتين آخر يُدعى "تاو"، يؤدي إلى تكوّن لويحات وتشابكات دماغية تُعد من السمات المميزة لمرض الزهايمر، وهو السبب الأول للإصابة بالخرف. كما أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين حافظوا على نمط حياة نشط بدنيًا تمكنوا من الحفاظ على حجم أكبر في أجزاء الدماغ المرتبطة بالذاكرة والتفكير، وهو ما يعزز قدرتهم المعرفية على المدى الطويل. اقرأ أيضًا| مرض الحصبة يتفشى في خُمس الولايات الأمريكية وعدد الحالات يقترب من 900 الرياضة في منتصف العمر وقاية محتملة من الزهايمر وقالت الدكتورة إيدر أرينازا-أوركيخو، المتخصصة في شيخوخة الدماغ والزهايمر والمعدة الرئيسية للدراسة:"هذه النتائج تعزز أهمية تشجيع النشاط البدني في منتصف العمر كاستراتيجية للصحة العامة تهدف إلى الوقاية من الزهايمر، فالتدخلات التي تشجع على زيادة الحركة قد تكون أساسية للحد من انتشار المرض في المستقبل." وأضافت الدكتورة موجه أكينجي، المشاركة في الدراسة والمتخصصة في عوامل خطر الإصابة بالزهايمر:"حتى أولئك الذين مارسوا تمارين أقل من المستوى الموصى به أظهروا سماكة قشرية دماغية أعلى من الأشخاص الخاملين، ما يشير إلى أن أي قدر من النشاط البدني، مهما كان بسيطًا، له فوائد صحية." وحذر الخبراء مرارًا من أن قلة الحركة خلال اليوم تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل السمنة، والسكري من النوع الثاني، والسرطان، وحتى الوفاة المبكرة. تابع الباحثون 337 شخصًا بالغًا، خضعوا لاستبيانات لقياس مستويات نشاطهم البدني، بالإضافة إلى فحوصات تصوير دماغي، وخلال أربع سنوات من المتابعة، وجدوا أن من التزموا بتوصيات منظمة الصحة العالمية وهيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) – أي 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًا، أو 75 دقيقة من التمارين المكثفة – أظهروا تراكمًا أقل لبروتين أميلويد مقارنةً بغير النشطين. كما لوحظت فوائد كبيرة لدى المشاركين الذين كانوا خاملين ثم بدأوا ممارسة الرياضة خلال الدراسة. وكانت أدمغة الأشخاص الأكثر نشاطًا أكثر سماكة في المناطق المسؤولة عن الذاكرة، وتحديدًا المنطقة الصدغية الداخلية. ويُقدّر أن نحو 13% من حالات الزهايمر حول العالم تعود إلى قلة النشاط البدني. وأوضحت الدكتورة سارة-نعومي جيمس، عالمة الأوبئة العصبية في جامعة كوليدج لندن، والتي لم تشارك في الدراسة: "نتائج الدراسة تتماشى مع عدد كبير من الأدلة التي تؤكد أن الخمول وقلة الحركة تؤثر سلبًا على صحة الدماغ، حتى البدء بممارسة الرياضة في الستينيات من العمر يمكن أن يحقق فوائد ملموسة." من جانبها، قالت الدكتورة لوسي ديفيندرا، مديرة الأبحاث في جمعية الزهايمر البريطانية:"نحن نعلم أن البقاء نشطًا في مراحل متقدمة من العمر يعود بفوائد مهمة، سواء على المزاج أو النوم أو الحركة، لا يمكننا القول بيقين أن التمارين الرياضية تُسبب التغيرات الدماغية الإيجابية، لكن من المؤكد أن ممارسة النشاط البدني تظل ذات قيمة كبيرة للصحة العامة." تأتي هذه النتائج بعد دراسة سابقة نُشرت في مجلة The Lancet العام الماضي، أشارت إلى أن ما يقرب من نصف حالات الزهايمر يمكن الوقاية منها من خلال تعديل 14 عاملًا من نمط الحياة، من بينها توفير السماعات الطبية لمن يعاني ضعف السمع، والحد من الضوضاء الضارة، وتحسين الكشف عن الكوليسترول العالي وعلاجه لدى من تجاوزوا سن الأربعين. ويعد مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، ويؤثر على نحو 982,000 شخص في المملكة المتحدة وحدها، ووفقًا لتحليل من "ألزهايمر ريسيرش يو كيه"، فقد توفي 74,261 شخصًا بالخرف في عام 2022، مقارنة بـ 69,178 حالة وفاة في العام السابق، ما يجعله السبب الأول للوفاة في البلاد. وأشارت تقديرات عام 2019 إلى أن قلة الحركة في بريطانيا تتسبب في وفاة نحو 70,000 شخص سنويًا، وتُكلف هيئة الخدمات الصحية ما يقرب من 700 مليون جنيه إسترليني سنويًا لعلاج الأمراض المرتبطة بها. أما على المستوى العالمي، فتقدر منظمة الصحة العالمية أن نمط الحياة الخامل يسبب وفاة نحو 2 مليون شخص سنويًا، مما يجعله واحدًا من أبرز عشرة أسباب للوفاة والعجز حول العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store