أحدث الأخبار مع #«إي3


الدستور
منذ يوم واحد
- سياسة
- الدستور
النووي الإيراني: جولة جديدة من المفاوضات بين طهران وواشنطن في عُمان
طهران - يتوجّه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى سلطنة عُمان على رأس وفد دبلوماسي وفني متخصص، لإجراء جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.يأتي ذلك بعد جولتين سابقتين في مسقط وروما، أحرز فيهما الطرفان «تقدمًا» وفق ما أفاد مسؤولون إيرانيون وأميركيون. وتُعقد هذه الجولة الجديدة من المفاوضات يوم السبت، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي.وسيمثل الولايات المتحدة في هذه المباحثات المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى جانب رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، مايكل أنتون، الذي سيقود الشق الفني من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني.وبحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، سيشارك في الجانب الإيراني كل من نائبي وزير الخارجية، كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي، في المحادثات الفنية التي ستُجرى على هامش اللقاء.وصرّح بقائي بأن «التقدم في المفاوضات يتطلب إظهار حسن النية والجدية والواقعية من الجانب الآخر»، فيما شدد عراقجي، في تصريحات سابقة، على أن طهران ستدخل المفاوضات بـ»جدية»، داعيًا الطرف الأميركي إلى التعامل بالمثل.وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إلى أن هذه الجولة ستكون الأولى بين الفرق الفنية من الطرفين، ولفتت إلى أن اللقاء الأخير بين ويتكوف ومسؤولين إيرانيين في روما السبت الماضي انتهى بأجواء «متفائلة» دون الإفصاح عن تفاصيل.وفي سياق متصل، عبّر عراقجي عن استعداده لزيارة فرنسا وألمانيا وبريطانيا لإجراء مشاورات بشأن الملف النووي والعلاقات الثنائية، بعد أن أجرى مشاورات مماثلة مع موسكو وبكين، خلال الأيام الماضية.واعتبر وزير الخارجية الإيراني، في منشور على منصة «إكس»، أن الكرة الآن في ملعب «إي 3» (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، مشددا على انفتاح بلاده على مناقشة قضايا تتجاوز النووي، «في كل مجال من مجالات الاهتمام المشترك».من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها ستتابع الإعلان الإيراني عن كثب، وشددت على رغبتها في استمرار الحوار، فيما لم تصدر بعد ردود رسمية عن برلين أو لندن.وكان عراقجي قد زار الصين، الأربعاء، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية وانغ يي، كما زار موسكو، الأسبوع الماضي، حيث التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.ورغم إشادته بالشراكة مع موسكو وبكين، اعتبر أن علاقات بلاده مع العواصم الأوروبية الثلاث في «أدنى مستوياتها» حاليًا، واتهم إسرائيل بمحاولة تقويض المسار الدبلوماسي عبر تحريض متواصل ضد إيران.في المقابل، صعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، من لهجته تجاه إيران، واعتبرها «تهديدًا وجوديًا»، واعتبر أن امتلاك طهران لسلاح نووي يضع «مصير الإنسانية» في خطر، في الوقت الذي تؤكد فيه إيران على الطابع المدني السلمي لبرنامجها النووي.وكالات


الرأي
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الرأي
الأوروبيون مستبعدون من مفاوضات الملف النووي الإيراني
بات دور الأوروبيين الذين نشطوا في التفاوض على بنود الاتفاق النووي الإيراني سنة 2015، يقتصر على كونهم مراقبين يتابعون عن بعد المباحثات الجارية حالياً بين واشنطن وطهران. وفي 12 أبريل، باشرت إيران والولايات المتحدة اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980، مباحثات بوساطة عُمانية سعياً للتوصل إلى اتفاق جديد حول الملف النووي الإيراني. والوقت المتاح لتحقيق ذلك ينفد، إذ إن إيران «ليست بعيدة» من امتلاك القنبلة النووية، على ما حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية رافاييل غروسي في مقابلة مع صحيفة «لو موند» الفرنسية نشرت الأربعاء. وتشتبه دول غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في أن إيران تسعى إلى تطوير سلاح نووي، في حين تنفي الجمهورية الإسلامية هذه الاتهامات، مؤكّدة حقّها في استخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية. وتجري جولة جديدة من المحادثات الأميركية - الإيرانية غداً السبت في روما بوساطة عُمانية أيضاً. وفي ظلّ تزايد المخاوف من ضربة إسرائيلية على إيران، أعربت الدول الأوروبية الثلاثة المنخرطة منذ فترة طويلة في الملّف الإيراني والمعروفة باسم «إي3»، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، عن تأييدها لأي مبادرة دبلوماسية حتّى لو لم تكن تشارك فيها مباشرة. «دراية تقنية» وقال علي فايز من «مجموعة الأزمات الدولية» إن «من المؤسف أن الأوروبيين الذين أطلقوا هذا المسار الديبلوماسي قبل 22 عاماً وأدّوا فيه دوراً بارزاً لم يحسنوا لعب أوراقهم هذه المرّة». وقبل الإعلان عن المباحثات الأميركية - الإيرانية، أجرت مجموعة «إي3» مناقشات مع طهران في جنيف في أكتوبر ونوفمبر ويناير وفبراير وصفتها طهران بـ«البنّاءة». أما الآن، «فيبدو أن الأوروبيين عالقون في فخّ مزدوج، فهم من جهة مستبعدون من المفاوضات الحالية ومحصورون في دور المعلّق، ومن جهة أخرى لا يستطيعون تقويض فرص أيّ اتفاق جديد، وإن كان أميركيا إيرانيا»، على ما قال دافيد خلفا من مؤسسة جان-جوريس. ولا يتوقّع خلفا أن «يتغيّر دور الأوروبيين بشكل كبير في الأيّام المقبلة، إذ إن إدارة ترامب مناهضة للاتحاد الأوروبي». ورأى علي فايز أن «الأمر مؤسف بالفعل، لأنه خلافا للعُمانيين، يتمتّع الأوروبيون بالدراية التقنية والذاكرة المؤسسية لدفع المفاوضات قدما». أما تييري كوفيل، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس) في فرنسا، فهو يعتبر أن استبعاد الأوروبيين لم يحصل نتيجة قرار واشنطن فحسب. «خطأ إستراتيجي» وأشار الباحث إلى أن «الخطأ الاستراتيجي ارتُكب وقت انسحاب دونالد ترامب من اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة في 2018». وأبرم هذا الاتفاق في 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، فضلاً عن ألمانيا. ولفت كوفيل إلى أن «الإيرانيين الذين أرادوا الحفاظ على الاتفاق طلبوا من الأوروبيين مساعدتهم من خلال الإبقاء على التبادلات التجارية مع إيران بالرغم من العقوبات الأميركية». وصحيح أن الأوروبيين أقرّوا «بأهمّية هذا الاتفاق»، غير أن شركاتهم «هربت كلّها من السوق الإيرانية»، ما تسبّب «إلى حدّ بعيد في تدهور الوضع الاقتصادي» الإيراني وأيضا في فقدانهم مصداقيتهم، بحسب كوفيل. ويؤكد الأوروبيون على قدرتهم على إعادة تشغيل الآلية التي تسمح بفرض عقوبات دولية من جديد على إيران والمعروفة بـ«سناب باك». فالاتفاق المبرم في 2015 ينصّ على تخفيف العقوبات الدولية على طهران في مقابل الإشراف على برنامجها النووي. وفي ظلّ تخلي طهران عن التزامات مفروضة عليها بموجب الاتفاق ردا على انسحاب واشنطن منه، وجّهت برلين ولندن وباريس في ديسمبر رسالة إلى مجلس الأمن تطرّقت فيها إلى احتمال إعادة تفعيل العقوبات. وسيلة ضغط وحيدة ولفت دبلوماسيون أوروبيون إلى أن المهلة المتاحة قصيرة، ذاكرين أنها تمتد حتى نهاية يونيو أو الصيف. وفي العام 2018، عندما سحب دونالد ترامب بلده بقرار أحادي من الاتفاق الذي كانت طهران تلتزم ببنوده، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، أعاد فرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية. وتعتبر آلية «سناب باك» وسيلة الضغط الوحيدة في أيدي الأوروبيين، بحسب الخبراء. وقال دافيد خلفا إن «إستراتيجيتهم راهنا تقضي... بجعل الأميركيين يدركون أن من مصلحتهم إشراكهم في المفاوضات في وقت ما». غير أن هامش المناورة ضيق، إذ إنه في حال تشغيل آلية «سناب باك»، لن يعود في أيدي أوروبا أيّ وسيلة ضغط أخرى، وفق علي فايز. كما لفت فايز، إلى أن ذلك «قد يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ما قد يفاقم الوضع بدلاً من حلّ المشكلة القائمة». وأوضح تييري كوفيل، أن إيران ترى على الأرجح أنه «من الأجدى عقد اتفاق مع ترامب تكون استدامته مضمونة» نظراً لنفوذ الرئيس الأميركي.


الشرق الأوسط
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
خيارات إيران أمام مطالب ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصل مع إيران إلى لحظة الحقيقة، أو كما قال هو لمحطة «فوكس» الأميركية، وصل إلى اللحظة الأخيرة مع إيران، مؤكداً أنه لن يسمح لها بحيازة سلاح نووي، ومحذراً: «شيء ما سيحدث قريباً». الذي حدث أنه كشف عن إرسال رسالة إلى المرشد الروحي الإيراني آية الله خامنئي يعطيه فيها مهلة شهرين للتوصل إلى صفقة حول برنامج إيران النووي، حسب موقع «أكسيوس» الإخباري، أو مواجهة عمل عسكري. ومع أنه من غير الواضح ما إذا كانت مهلة الشهرين تبدأ من يوم إرسال الرسالة أو من تاريخ بدء المفاوضات النووية، قال الموقع إنه إذا رفضت إيران العرض والتفاوض فإن «حظوظ عمل عسكري أميركي أو إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية ستزداد بشكل كبير». الرئيس ترمب لا يريد التورط في حرب في الشرق الأوسط، وهو كرر أكثر من مرة منذ كشفه عن الرسالة أنه يفضل الصفقة السلمية، وهو أوضح في مقابلة أنه يمكن أن تتعامل إيران مع الرسالة بطريقتين: «إما عسكرياً أو عبر صفقة. إني أفضل الصفقة؛ لأني لا أريد أن أوذي إيران. إنهم شعب عظيم». وللدلالة على الجدية في الإنذار الذي وجّهه إلى إيران، برزت خطوتان تشيران إلى العمل الأميركي - الإسرائيلي على البدء بتنفيذ أجندتهم تجاه إيران: الأولى كانت التقارير التي كشفت عن اجتماعات ستُعقد الأسبوع المقبل مع وفد إسرائيلي رفيع سيزور واشنطن لبحث برنامج إيران النووي في البيت الأبيض مع كبار المسؤولين الأميركيين. والثانية هي إعلان وزارتَي المالية والخارجية الأميركيتين عن عقوبات جديدة فرضتهما على شركتين صينيتين تقومان بشراء وتكرير وتخزين النفط الخام الإيراني، بما فيه نفط من حاملات نفط تعود لأنصار الله الحوثيين. وفرضت وزارة المالية عقوبات على 12 هيئة، وشخص واحد، وصفتها بأنها جزء من «أسطول الظل» من حاملات النفط الإيراني التي تزود الشركة الصينية «إبريق الشاي» أو «تي بوت» التي جرى فرض العقوبات عليها. وأكدت واشنطن أن هذه العقوبات هي في إطار حملة الضغوط القصوى التي يجري تطبيقها على إيران خطوةً خطوة. فكيف ستتعامل إيران مع هذه الحملة الأميركية؟ وهل تتجاوب مع ترمب فتبدأ بالتفاوض معه؟ رد المرشد الروحي لم يكن إيجابياً، ووصف الرسالة بالخدعة من قبل أميركا لكي تفرض عقوبات وتزيد الضغط على إيران. ولكن كما العادة كانت هناك ردود إيرانية أخرى تُظهر أن إيران تعرف أنها لا تستطيع رفض الطلب الأميركي للتفاوض، وخصوصاً أن هناك تقارير سُربت في الصحف تُظهر أن دول الـ«إي 3» الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) أعطت إيران أيضاً مهلة حتى يونيو (حزيران) للتوصل إلى صفقة، وإلا فستواجه عقوبات دولية، وربما ضربات عسكرية إسرائيلية، حسب صحيفة «الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية التي تساءلت كيف يمكن أن يكون هناك موعدان مختلفان؛ واحد أميركي وضعه الرئيس ترمب وآخر أوروبي؟ وأي موعد ستختار إيران للالتزام بمهلته؟ بصرف النظر عن أي إنذار وأي مهلة تقرر إيران الالتزام بها، فإن أمامها قراراً عليها اتخاذه. ولننظر ما هي خيارات طهران: خيار التفاوض: لقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها سترد على رسالة الرئيس ترمب بعد دراستها بتمعن. ونُقل عن المرشد الروحي امتعاضه من المطالب والضغط المفرط في رسالة ترمب. لكن بعثة إيران في الأمم المتحدة في بيان على منصة «إكس» لم تستبعد التفاوض بين إيران وواشنطن حول البرنامج النووي. وقالت حسب تقرير «أكسيوس»: «إذا كان الهدف من المفاوضات هو معالجة المخاوف بشأن احتمال عسكرة برنامج إيران النووي، فإنه يمكن أخذ هكذا محادثات بعين الاعتبار». لكن أضافت بعثة إيران: «وإذا كان الهدف من المفاوضات هو تفكيك البرنامج النووي الإيراني السلمي للادعاء أن ما فشل أوباما في تحقيقه جرى إنجازه الآن، فإن هكذا مفاوضات لن تتم». هذا الكلام يبدو رداً على تصريح لمستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي مايك وولتز يوم الأحد الماضي يطالب فيه إيران بـ«تسليم والتخلي عن كل عناصر برنامجها النووي، بما فيه الصواريخ والتسليح وتشبيع اليورانيوم». إن هذا التصريح الأميركي يعني أن إيران مدعوة للتفاوض حول التخلص من برنامجها النووي، وأنه لن يُترك لها مجال لبرنامج نووي سلمي إذا كان هذا هو الموقف الأميركي في المفاوضات. فهل تقبل إيران التفاوض على نزع الورقة النووية من يدها؟ وهل تدخل المفاوضات دون الاتفاق مسبقاً على ماذا سيتم التفاوض حوله؟ خيار المواجهة: التقييم هنا أن إيران ضعفت وخسرت أوراقها في المنطقة، وأن هذا أفضل وقت مناسب لإنهاء برنامجها النووي ودعمها للإرهاب. الواقع أن إيران لم تعد تملك كلياً أياً من الأوراق التي كانت منذ سنة فقط تملكها في المنطقة. حليفها في دمشق سقط، وسوريا اليوم في مقلب آخر مُعادٍ لإيران، وقطعت على إيران خط الإمدادات الذي كانت تستخدمه لتزويد حليفها في لبنان؛ «حزب الله»، بالسلاح والمال. «حزب الله» بدوره ضعف كثيراً جراء الضربة التي وجّهتها إسرائيل له، ولا يستطيع اليوم مساعدة طهران في الوقوف في وجه أميركا في المنطقة. حلفاء إيران، الحوثي في اليمن و«حماس» في غزة، يصارعان للبقاء. أما حلفاؤها في العراق، فواشنطن تنتظر أن يرتكبوا خطأ ضدها، ومن المستبعد أن يُسمح لهم بضرب أمن العراق. وتهديد ترمب لها بأن أي هجوم من الحوثيين سيعتبره هجوماً من إيران، يجعل الحلفاء عبئاً عليها. هذا يترك أمام إيران خياراً وحيداً هو التفاوض. خيار شراء الوقت: استراتيجية إيران السابقة في شراء الوقت، وانتظار تغيّر الأوضاع في واشنطن، أو ما كانوا يسمونه بـ«الصبر الاستراتيجي»، لا تنفع لا استراتيجياً ولا حتى تكتيكياً مع ترمب؛ فالرئيس الأميركي لا يريد مفاوضات مفتوحة، وهو وضع مهلة محددة بشهرين، وأرفقها بتهديد. الرئيس ترمب لا يريد حرباً، وهو قال إنه يريد أن يكون صانع سلام. فهل ستساهم إيران في تحقيق أمنيته وتقبل «الفرصة» في عرضه، أو تختار التهديد وتقابله بالمثل؟ لقد وضع ترمب الكرة في ملعب المرشد.