
خيارات إيران أمام مطالب ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصل مع إيران إلى لحظة الحقيقة، أو كما قال هو لمحطة «فوكس» الأميركية، وصل إلى اللحظة الأخيرة مع إيران، مؤكداً أنه لن يسمح لها بحيازة سلاح نووي، ومحذراً: «شيء ما سيحدث قريباً». الذي حدث أنه كشف عن إرسال رسالة إلى المرشد الروحي الإيراني آية الله خامنئي يعطيه فيها مهلة شهرين للتوصل إلى صفقة حول برنامج إيران النووي، حسب موقع «أكسيوس» الإخباري، أو مواجهة عمل عسكري. ومع أنه من غير الواضح ما إذا كانت مهلة الشهرين تبدأ من يوم إرسال الرسالة أو من تاريخ بدء المفاوضات النووية، قال الموقع إنه إذا رفضت إيران العرض والتفاوض فإن «حظوظ عمل عسكري أميركي أو إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية ستزداد بشكل كبير».
الرئيس ترمب لا يريد التورط في حرب في الشرق الأوسط، وهو كرر أكثر من مرة منذ كشفه عن الرسالة أنه يفضل الصفقة السلمية، وهو أوضح في مقابلة أنه يمكن أن تتعامل إيران مع الرسالة بطريقتين: «إما عسكرياً أو عبر صفقة. إني أفضل الصفقة؛ لأني لا أريد أن أوذي إيران. إنهم شعب عظيم».
وللدلالة على الجدية في الإنذار الذي وجّهه إلى إيران، برزت خطوتان تشيران إلى العمل الأميركي - الإسرائيلي على البدء بتنفيذ أجندتهم تجاه إيران: الأولى كانت التقارير التي كشفت عن اجتماعات ستُعقد الأسبوع المقبل مع وفد إسرائيلي رفيع سيزور واشنطن لبحث برنامج إيران النووي في البيت الأبيض مع كبار المسؤولين الأميركيين. والثانية هي إعلان وزارتَي المالية والخارجية الأميركيتين عن عقوبات جديدة فرضتهما على شركتين صينيتين تقومان بشراء وتكرير وتخزين النفط الخام الإيراني، بما فيه نفط من حاملات نفط تعود لأنصار الله الحوثيين. وفرضت وزارة المالية عقوبات على 12 هيئة، وشخص واحد، وصفتها بأنها جزء من «أسطول الظل» من حاملات النفط الإيراني التي تزود الشركة الصينية «إبريق الشاي» أو «تي بوت» التي جرى فرض العقوبات عليها.
وأكدت واشنطن أن هذه العقوبات هي في إطار حملة الضغوط القصوى التي يجري تطبيقها على إيران خطوةً خطوة. فكيف ستتعامل إيران مع هذه الحملة الأميركية؟ وهل تتجاوب مع ترمب فتبدأ بالتفاوض معه؟
رد المرشد الروحي لم يكن إيجابياً، ووصف الرسالة بالخدعة من قبل أميركا لكي تفرض عقوبات وتزيد الضغط على إيران. ولكن كما العادة كانت هناك ردود إيرانية أخرى تُظهر أن إيران تعرف أنها لا تستطيع رفض الطلب الأميركي للتفاوض، وخصوصاً أن هناك تقارير سُربت في الصحف تُظهر أن دول الـ«إي 3» الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) أعطت إيران أيضاً مهلة حتى يونيو (حزيران) للتوصل إلى صفقة، وإلا فستواجه عقوبات دولية، وربما ضربات عسكرية إسرائيلية، حسب صحيفة «الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية التي تساءلت كيف يمكن أن يكون هناك موعدان مختلفان؛ واحد أميركي وضعه الرئيس ترمب وآخر أوروبي؟ وأي موعد ستختار إيران للالتزام بمهلته؟
بصرف النظر عن أي إنذار وأي مهلة تقرر إيران الالتزام بها، فإن أمامها قراراً عليها اتخاذه. ولننظر ما هي خيارات طهران:
خيار التفاوض: لقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها سترد على رسالة الرئيس ترمب بعد دراستها بتمعن. ونُقل عن المرشد الروحي امتعاضه من المطالب والضغط المفرط في رسالة ترمب. لكن بعثة إيران في الأمم المتحدة في بيان على منصة «إكس» لم تستبعد التفاوض بين إيران وواشنطن حول البرنامج النووي. وقالت حسب تقرير «أكسيوس»: «إذا كان الهدف من المفاوضات هو معالجة المخاوف بشأن احتمال عسكرة برنامج إيران النووي، فإنه يمكن أخذ هكذا محادثات بعين الاعتبار». لكن أضافت بعثة إيران: «وإذا كان الهدف من المفاوضات هو تفكيك البرنامج النووي الإيراني السلمي للادعاء أن ما فشل أوباما في تحقيقه جرى إنجازه الآن، فإن هكذا مفاوضات لن تتم».
هذا الكلام يبدو رداً على تصريح لمستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي مايك وولتز يوم الأحد الماضي يطالب فيه إيران بـ«تسليم والتخلي عن كل عناصر برنامجها النووي، بما فيه الصواريخ والتسليح وتشبيع اليورانيوم». إن هذا التصريح الأميركي يعني أن إيران مدعوة للتفاوض حول التخلص من برنامجها النووي، وأنه لن يُترك لها مجال لبرنامج نووي سلمي إذا كان هذا هو الموقف الأميركي في المفاوضات. فهل تقبل إيران التفاوض على نزع الورقة النووية من يدها؟ وهل تدخل المفاوضات دون الاتفاق مسبقاً على ماذا سيتم التفاوض حوله؟
خيار المواجهة: التقييم هنا أن إيران ضعفت وخسرت أوراقها في المنطقة، وأن هذا أفضل وقت مناسب لإنهاء برنامجها النووي ودعمها للإرهاب. الواقع أن إيران لم تعد تملك كلياً أياً من الأوراق التي كانت منذ سنة فقط تملكها في المنطقة. حليفها في دمشق سقط، وسوريا اليوم في مقلب آخر مُعادٍ لإيران، وقطعت على إيران خط الإمدادات الذي كانت تستخدمه لتزويد حليفها في لبنان؛ «حزب الله»، بالسلاح والمال.
«حزب الله» بدوره ضعف كثيراً جراء الضربة التي وجّهتها إسرائيل له، ولا يستطيع اليوم مساعدة طهران في الوقوف في وجه أميركا في المنطقة. حلفاء إيران، الحوثي في اليمن و«حماس» في غزة، يصارعان للبقاء. أما حلفاؤها في العراق، فواشنطن تنتظر أن يرتكبوا خطأ ضدها، ومن المستبعد أن يُسمح لهم بضرب أمن العراق. وتهديد ترمب لها بأن أي هجوم من الحوثيين سيعتبره هجوماً من إيران، يجعل الحلفاء عبئاً عليها.
هذا يترك أمام إيران خياراً وحيداً هو التفاوض.
خيار شراء الوقت: استراتيجية إيران السابقة في شراء الوقت، وانتظار تغيّر الأوضاع في واشنطن، أو ما كانوا يسمونه بـ«الصبر الاستراتيجي»، لا تنفع لا استراتيجياً ولا حتى تكتيكياً مع ترمب؛ فالرئيس الأميركي لا يريد مفاوضات مفتوحة، وهو وضع مهلة محددة بشهرين، وأرفقها بتهديد.
الرئيس ترمب لا يريد حرباً، وهو قال إنه يريد أن يكون صانع سلام. فهل ستساهم إيران في تحقيق أمنيته وتقبل «الفرصة» في عرضه، أو تختار التهديد وتقابله بالمثل؟ لقد وضع ترمب الكرة في ملعب المرشد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
ولي العهد.. ومسيرة بناء الوطن
واليوم، وفي ظل قيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– تتواصل الانتصارات على خطى الآباء والأجداد. فمنذ النشأة الأولى، وملوك السعودية يسعون لتعزيز أمن المملكة واستقرارها، وقد غرسوا ذلك في أبنائهم، لنرى اليوم الجهود العظيمة التي يبذلها الأحفاد، وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان، لتنصت لآرائه كبرى دول العالم. ولم يكن ذلك جديدًا علينا؛ فبالعودة قليلًا إلى التاريخ، نجد أن الملك عبدالعزيز كان أول من أسس تحالفًا متينًا مع الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت، بهدف تزويد المملكة بالخبرات العسكرية وتطوير الجيش، ومنع استغلال نفطها، لتصبح منذ ذلك الوقت من أكثر الدول تأثيرًا في العالم الإسلامي والأقوى في الوطن العربي. كما سار أبناء عبدالعزيز على خطاه، يقدّم الأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد كل ما يملك في خدمة البلاد. فعلى مدار نحو 10 أعوام، نرى الخير ينهمر من يديه وأثر توفيق الله عليه، حيث كانت رؤية 2030 التي أطلقها بتوجيه الملك سلمان انطلاقة قوية نحو مستقبل واعد للمملكة، وها نحن نعيش آثارها بفخر وعز قبل موعدها المحدد. كان لولي العهد دور فعّال ومبتكر في مختلف قطاعات الدولة، فلم يقتصر أثره على الاقتصاد فحسب، بل شمل المجتمع بأسره، من خلال تعزيز دور الشباب. فالأمير محمد بن سلمان، وهو لا يزال في مقتبل العمر، لم يغفل عن الشباب السعودي، وقدم لهم أهدافًا طموحة نصّت عليها الرؤية، لتمكينهم من سوق العمل وتطويرهم بالتعليم والتدريب لمواكبة متطلبات السوق الحديثة. لم يقتصر دور ولي العهد على المجتمع السعودي فقط، بل كان له أثر كبير ورأي سديد على الصعيدين العربي والغربي، حيث سعى لتعزيز التعاون الإقليمي في الجوانب الاقتصادية والأمنية، وقد تجلّى ذلك في القمة العربية الثانية والثلاثين التي استضافتها المملكة. كما أن له جهدًا فعّالًا في حل النزاعات ودعم الجهود الدولية، ويتضح ذلك من منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي اعتززنا به، خاصةً عند تصريح ترامب برفع العقوبات عن سوريا ، وهو ما أبرز مكانة المملكة الرفيعة عالميًا. وليس هذا فحسب؛ فقد كان لمنتدى الاستثمار تأثير إيجابي على أبناء الوطن، ويمثّل محركًا مهمًا للنمو الاقتصادي وتنويعه لتحقيق رؤية 2030، ومن أبرز آثاره جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث تعمّقت العلاقات مع أمريكا ب600 مليار دولار لتعزيز الابتكار وتطوير القدرات المحلية. وعلى صعيد المواطنين، أوصى المنتدى بخلق فرص عمل جديدة، وتحسين المعيشة من خلال زيادة الرواتب، وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة، إلى جانب دعم ريادة الأعمال. كما ترك المنتدى أثرًا بالغًا في نفوس المرأة السعودية، إذ يسعى لتمكينها وتوسيع فرص عملها في قطاعات متعددة مثل: السياحة، الترفيه، والتجزئة. كما يسعى المنتدى لتطوير مهارات المرأة السعودية عبر برامج تدريبية وتأهيلية مصاحبة للاستثمارات الجديدة، لزيادة قدرتها التنافسية في سوق العمل، ومن أبرز هذه البرامج مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك» التي قدّمت العديد من البرامج لتطوير مهارات الشباب، خصوصًا الإناث. والكثير من الجهود التي قدّمها ولا يزال يقدّمها الأمير محمد بن سلمان لبلاده وشعبه. وسنظل نفخر به وبالإنجازات التي حققها في وقت وجيز بعقل حكيم ورأي سديد، لينظر العالم اليوم إلى حكومتنا وشعبنا وجيشنا المتين، بقيادة رجل سيخلده التاريخ بإذن الله.


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
اخبار السعودية : موجز "سبق" الأسبوعي: خادم الحرمين يستضيف 2300 حاج وحاجة.. وضغط خليجي يصيب مكتب نتنياهو بالتوتر
شهد الأسبوع الماضي أحداثًا محلية وعالمية، كانت محل اهتمام قراء 'سبق'، تصدَّرها تفاصيل مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ إذ أعرب -أيده الله- عن شكره وتقديره لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد جي ترامب على تلبية الدعوة بزيارة السعودية. ومن بين الأخبار أيضًا توجيه خادم الحرمين باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والجرحى الفلسطينيين، إلى جانب 1300 حاج وحاجة من دول أخرى؛ للمشاركة في موسم الحج المقبل. وتضمَّنت حزمة الأحداث أيضًا التحول الذي تشهده السعودية لإعادة رسم ملامح اقتصادها ببوصلة جديدة، تقود اتجاهاتها رؤية السعودية 2030، وتوجُّه السعودية نحو تنويع مصادر دخلها، وتوفير القيمة المضافة في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصناعي. وتركزت أخبار الأسبوع على جهود السعودية، واستعدادها لاستضافة موسم الحج المقبل، من خلال برامج الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والعمل على تقديم خدمات نوعية لضيوف الرحمن عبر منظومة متكاملة من التسهيلات. وتناولت الأحداث أيضًا الحرب في قطاع غزة، والضغط الخليجي من أجل إنهاء الحرب في القطاع؛ وهو ما تسبَّب في توتُّر أصاب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وإليكم التفاصيل: 13 قرارًا رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، في جدة حيث أعرب -أيده الله- عن شكره وتقديره لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد جي ترمب على تلبية الدعوة بزيارة المملكة، كما أشاد -حفظه الله- بما توصلت إليه مباحثاته مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ من نتائج ستسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، وبما يعزز التكامل الاقتصادي للبلدين الصديقين. واتخذ المجلس 13 قرارا، من بينها على إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع، واعتماد آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة؛ لمنع وصول المواد المشعة أو الخردة المعدنية الملوثة بالمواد المشعة إليها. 13 قرارًا وإشادة بمباحثات ولي العهد وترامب.. الملك يرأس جلسة الوزراء والمجلس يجدّد: 'لا تهجير للفلسطينيين' الشهداء الفلسطينيون وجَّهَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق على نفقته الخاصة، لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفّذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. خادم الحرمين يوجّه باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين استضافة 1300 حاج وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- باستضافة (1300) حاج وحاجة من (100) دولة لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. بتوجيه كريم من خادم الحرمين .. استضافة 1300 حاج وحاجة من 100 دولة لأداء مناسك الحج القتل تعزيرًا أصدرت وزارة الداخلية، بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانيين في المنطقة الشرقية. حيث أقدمت مريم بنت محمد بن حمد المتعب ـ سعودية الجنسية ـ وبمشاركة منصور قايد عبدالله ـ يمني الجنسية ـ على خطف ثلاثة أطفال حديثي الولادة من مأمنهم بالمستشفى، وذلك عن طريق الحيلة والخداع على أمهاتهم، ونسب المخطوفين إلى غير آبائهم، وممارسة أعمال السحر والشعوذة، وقيام/ منصور بتسهيل مهام/ مريم المذكورة والتستر عليها في وقائع الخطف بعد علمه بذلك. تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بخاطفة الدمام بعد إدانتها بالخطف والسحر والشعوذة ضغط خليجي أفادت قناة 'العربية/الحدث' نقلاً عن مصادر، الاثنين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خيّر إسرائيل بين إنهاء الحرب في غزة أو التخلي عنها. وأضافت أن الضغط الأمريكي لإبرام صفقة في غزة جاء بعد ضغط خليجي غير مسبوق. كما أردفت أن الضغط الأمريكي الأخير كبير وواضح، وإسرائيل تسعى لإبرام صفقة قد تكون الأخيرة. توتر في مكتب نتنياهو وبحسب 'العربية'، لفتت المصادر إلى أن توتراً يسود في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب رسالة ترامب حول غزة. بعد ضغط خليجي غير مسبوق.. 'العربية': ترامب خيّر إسرائيل بين إنهاء حرب غزة أو التخلي عنها الاعتراف بفلسطين تتزايد يوماً بعد الآخر فرص الاعتراف بدولة فلسطين في الأوساط العالمية والأوروبية على وجه الخصوص، في ظل جهود ومساعٍ سعودية حثيثة تدفع تلك الزمرة الدولية إلى الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، والدفع نحو حل الدولتين. وتقود السعودية تحركات دبلوماسية حيوية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، تدفع في اتجاهين أو مسارين، الأول يتلخص في حشد الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يمهد للسلام في الشرق الأوسط، والثاني هو إقناع المجتمع الدولي بأن الحل النهائي للقضية المعقدة، الذي يؤدي إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة هو في 'حل الدولتين'. بدعم سعودي.. أوروبا تغير المعادلة: اعتراف متزايد بفلسطين وضغوط غير مسبوقة على إسرائيل ضيوف الرحمن أعلنت المديرية العامة للجوازات، أن إجمالي ضيوف الرحمن القادمين من الخارج عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، بلغ (890.883) حاجاً، وذلك حتى نهاية يوم الجمعة 25 /11/ 1446هـ. وأوضحت 'الجوازات' أنه بلغ عدد ضيوف الرحمن القادمين من خارج المملكة عبر المنافذ الجوية (846.415) حاجاً، فيما بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البرية (41.646) حاجاً، وعدد (2822) حاجاً عبر المنافذ البحرية. الجوازات: إجمالي ضيوف الرحمن القادمين من الخارج (890.883) حاجاً السعودية الأقل تأثرًا سجّلت المملكة العربية السعودية أدنى نسبة من المستخدمين المتأثرين بالحوادث السيبرانية عبر الإنترنت (التهديدات الإلكترونية) في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الأول من عام 2025، تلتها باكستان كثاني أقل الدول تأثرًا، وفقًا لتقرير فريق البحث والتحليل العالمي في كاسبرسكي. وعلى النقيض من ذلك، كانت تركيا وكينيا الدولتين اللتين سجّلتا أعلى عددٍ من المستخدمين المتأثرين بهذه الحوادث في المنطقة خلال الفترة نفسها، تلتهما قطر، ثم نيجيريا وجنوب إفريقيا. السعودية الأقل تأثرًا بالهجمات السيبرانية.. وتركيا وكينيا الأكثر تضررًا تحوّل صناعي تشهد المملكة تحولًا تاريخيًّا غير مسبوق، إذ تُعيد رسم ملامح اقتصادها ببوصلة جديدة تقود اتجاهاتها رؤية المملكة 2030، فبينما كان النفط يشكل لعقود طويلة العمود الفقري للاقتصاد الوطني، تتجه المملكة اليوم نحو تنويع مصادر دخلها، وتوفير القيمة المضافة في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصناعي. ولتحقيق تلك المستهدفات تعمل المملكة على تأسيس قاعدة صناعية متينة تنافس عالميًّا، تقوم على توطين الصناعات الإستراتيجية المتقدمة، وتمكين التقنية والمعرفة والابتكار، بالاعتماد على بنية تحتية ذكية ومتطوّرة. تحوّل صناعي في المملكة تقوده 'رؤية 2030' وتمكّنه بنية تحتية صناعية متقدمة تأشيرات الزيارة أعلنت وزارة الداخلية، أن تأشيرات الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها، باستثناء 'تأشيرة الحج' لا تخوّل حاملها أداء فريضة الحج. وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم تطبيق غرامة مالية تصل إلى (20.000) ريال بحق مَن يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، أو يحاول القيام بالدخول إلى مدينة مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة أو البقاء فيهما، بداية من اليوم (الأول) من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الـ (14) من شهر ذي الحجة، وترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين لبلادهم، ومنعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات. 'الداخلية': تأشيرات الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها باستثناء 'تأشيرة الحج' لا تخوّل حاملها أداء فريضة الحج المسجد الحرام تواصل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، تقديم خدماتها لضيوف الرحمن عبر منظومة متكاملة من التسهيلات، حيث تسهّل السلالم والمصاعد الكهربائية حركة أكثر من 200 ألف من القاصدين في الساعة الواحدة، مما يضمن انسيابية التنقل داخل المسجد الحرام وساحاته بكل يُسرٍ وسهولة. ويتوزّع أكثر من 220 سلماً كهربائيًّا في أنحاء المسجد الحرام، في التوسعة السعودية الثانية بعدد 56 سلماً، والمسعى 122 سلماً، ودورات المياه 14 سلماً، إضافة إلى مداخل المسجد الحرام من نفق السوق الصغير 20 سلم، جميعها تعمل بكفاءة عالية تحت مختلف الظروف التشغيلية، بما يُسهم في تقديم أرقى مستويات الخدمة لضيوف الرحمن. سلالم ومصاعد المسجد الحرام الكهربائية تخدم 200 ألف قاصد في الساعة بكفاءة عالية الذكاء الاصطناعي دشن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس روبوت منارة الحرمين بالذكاء الاصطناعي؛ لإجابة السائلين في المسجد الحرام (النسخة ٢) لمواكبة التحولات الرقمية الذكية وتعضيد التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لإثراء تحربة حجاج بيت الله الحرام إيمانيًا. وتم تصميم روبوت منارة (النسخة الثانية) خصيصًا للرئاسة ليكون مرجعًا ذكيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات الشرعية من خلال قاعدة بيانات محوكمة متكاملة، مع خدمة التواصل المباشر مع أصحاب الفضيلة المفتين عبر مكالمة فيديو، إذا لم يكن السؤال مخزنًا مسبقًا. السديس يدشن النسخة الـ 2 من روبوت إجابة السائلين في المسجد الحرام بعدة لغات الأمتعة الزائدة دعت وزارة الحج والعمرة، ضيوف الرحمن، إلى التخفيف من الأمتعة الزائدة أثناء أداء مناسك الحج، مبينةً أن الاكتفاء بالضروريات يُسهم في أداء المناسك بيُسرٍ وطمأنينة، ويُجنّب الحاج الزحام والتأخير داخل أماكن السكن والتنقل. وقالت الوزارة عبر منشورٍ توعوي: 'أخي الحاج.. الأمتعة في الحرمين الشريفين تُعيق حركتك وتضايق غيرك من الحجاج، لذلك اكتفِ بالاحتياجات الضرورية، وضع حقائبك الكبيرة في السكن'. يأتي هذا التوجيه ضمن الحملة التوعوية المستمرة التي تُطلقها الوزارة لتيسير موسم الحج 1446هـ، وضمان راحة ضيوف الرحمن وسلامتهم في أثناء تنقلهم بين المشاعر المقدّسة. 'الحج والعمرة': الأمتعة الزائدة تعيق الحركة وتؤثر في راحة الحجاج ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
الأسهم العالمية تتراجع مع فرض رسوم 50 % على واردات الاتحاد الأوروبيالذهب يرتفع 5 % مع انتعاش الطلب وتجدد تهديدات التعريفات الجمركية
ارتفعت أسعار الذهب 5.1 % خلال الأسبوع الماضي لتُلامس أعلى مستوى لها في ستة أسابيع، مع إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن وسط تجدد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية، وضعف الدولار. ارتفع سعر الذهب الفوري يوم الجمعة بنسبة 2.1 % ليصل إلى 3,362.70 دولارًا للأوقية (الأونصة). وارتفعت السبائك بنسبة 5.1 % الأسبوع الماضي لتُلامس أعلى مستوى لها في أكثر من أسبوعين، واستقرت العقود الآجلة للذهب الأميركي على ارتفاع بنسبة 2.1 % عند 3,365.8 دولارًا. وقال تاي وونغ، وهو تاجر معادن مستقل: "كان ترمب في حالة من الترقب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقال: "إن تجدد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، في يومٍ يشهد انخفاضًا في السيولة قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة، قد يُعزز التحركات". تراجعت الأسهم العالمية بعد أن أوصى ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على واردات الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من 1 يونيو، كما صرّح ترمب بأن شركة آبل ستدفع رسومًا جمركية بنسبة 25 % على أجهزة آيفون المبيعة في الولايات المتحدة وغير المصنعة هناك. وانخفض مؤشر الدولاربنسبة 0.9 %، مما جعل الذهب المُقَيَّم بالدولار أرخص لحاملي العملات الأجنبية، وأقرّ مجلس النواب الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق من شأنه أن يضيف تريليونات الدولارات إلى ديون البلاد. وتزداد جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. وقال دانيال بافيلونيس، كبير استراتيجيي السوق في ار جيه او فيوتشرز: "إذا تجاوزنا مستوى 3500 دولار، فقد نشهد ارتفاعًا قويًا إلى 3800 دولار". وجاء ارتفاع أسعار الذهب يوم الجمعة، نتيجة لأثارة المخاوف بشأن تزايد الديون الأميركية، قلق المستثمرين، مما دفعهم إلى التوجه نحو المعدن النفيس الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا. وأقر مجلس النواب الأميركي بفارق ضئيل مشروع قانون ترمب الضخم لتخفيض الضرائب والإنفاق يوم الخميس، لينتقل الآن إلى مجلس الشيوخ، الذي سيكون قادرًا على إجراء تعديلات عليه أو الموافقة عليه. وهناك مخاوف من أن التخفيضات الضريبية والإنفاق المقترح في مشروع القانون سيزيد من عبء الدين الأميركي، وصرح مكتب الميزانية بالكونغرس أن المقترحات قد تضيف 3.8 تريليونات دولار إلى عجز الموازنة الفيدرالية الأميركية على مدى العقد المقبل. بالإضافة إلى ذلك، شهد مزاد سندات الحكومة الأميركية لأجل 20 عامًا، والمعروفة باسم سندات الخزانة، طلبًا ضعيفًا يوم الأربعاء، مما يشير إلى قلق المستثمرين من تنامي الدين الأميركي. وقد أدت هذه المخاوف بشأن تزايد مستويات الدين الأميركي إلى موجة بيع مكثفة للسندات هذا الأسبوع. وقال ريتشارد هانتر، رئيس الأسواق في شركة إنتراكتيف إنفستور: "إن موجة البيع المكثف للسندات تدفع الأسعار إلى الانخفاض، وبالتالي ترتفع العائدات، مما يؤثر على الاقتراض بشكل عام. في الواقع، يمكن أن تزيد أقساط الديون بشكل كبير، مما سيزيد العبء على عجز الموازنة الأميركية المتضخم أصلًا". وقال: "في وقت سابق من الأسبوع، عُقدت مزادات سندات في كل من الولايات المتحدة واليابان، وكشفت كلتاهما عن نقص في الطلب، حيث أصبح المستثمرون بحاجة واضحة إلى سداد أعلى لتمويل اقتراض هذه الحكومات على مدى عقود". وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، جددت التخفيضات الأخيرة للتصنيف الائتماني الأميركي ترويج "بيع أميركا" الذي يتزايد بقوة". وأضاف هانتر أن "هذا دفع أيضا إلى تجديد الاستثمارات في الملاذ الآمن، حيث استأنف الذهب صعوده ليرتفع بنسبة 26 % حتى الآن هذا العام". من بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 1.1 % لتصل إلى 33.44 دولارًا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 1.6 % ليصل إلى 998.89 دولارًا. وحقق كلا المعدنين مكاسب أسبوعية. وارتفع البلاتين بنسبة 1.2 % ليصل إلى 1094.05 دولارًا بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ مايو 2023 في وقت سابق من الجلسة. وقال جيوفاني ستونوفو، محلل في يو بي إس: "انخفضت مخزونات البلاتين فوق سطح الأرض إلى مستويات منخفضة للغاية، وهذا يُسبب ضغوطًا مادية على السوق". وفي تحليل الأسواق عن أحمد عسيري استراتيجي الأبحاث في بيبرستون، قال إن الذهب يتداول أعلى من مستويات 3300 بشكل واثق، مرتفعاً بنحو 4 % منذ بداية الأسبوع، أثناء البيع في الأسهم الأميركية، التي قد تكون متوسطة ولكن الأكثر حدة خلال أسبوعين، والتي ترافق معها انخفاض الدولار إلى مستويات 99.5. ويظهر أن المحفز عبر الأصول المختلفة يصب في مصلحة ارتفاع المعدن الأصفر، ولو أن المنطقة التي يتداول عندها الذهب حالياً، بالقرب من 3350 دولارا، تشكل منطقة المقاومة الأبرز، وذلك لأن المستويات أعلى من ذلك تظهر حركة أسعار سريعة ولم تُشكّل مناطق تقوية تدعم النطاق الأعلى، على الأقل في الفترة الحالية، ولو أن الأسعار في 22 إبريل وصلت إلى مستويات 3500 بشكل وجيز. ومن المعدن الأصفر، الصديق الوفي في فترة التقلبات، إلى البيتكوين، الأصل غير الملموس والأكثر مخاطرة. ولكن على أرضية التداول، يعطي ذلك جرعة من الأدرينالين التي قد تشجع على اللحاق بالبيتكوين والشراء عند المستويات الحالية والأعلى تاريخياً، عند رقم مميز يتكون من ست خانات. بالرغم من غياب مؤشرات اقتصادية واضحة أو محفزات تقود معنويات الأسواق، الترند الأخير الصاعد والذي استمر نحو ست جلسات من الصعود المتتالي، حيث لوحظ إعادة التموضع إلى القطاعات الدفاعية بداية الأسبوع، حيث كانت الأسواق لا تزال تشتري الضعف في الزخم، وهو ما تم عكسه خلال الجلسة الماضية، حيث انخفض بمقدار 1.6 % في الجلسة الثانية على التوالي، متخلياً عن مستويات 5900، ولكن حافظ على التوازن تحت خط الدفاع الأول ومحافظاً على مستويات 5800 أثناء الجلسة، مغلقاً مع تحسن جانبي. وكانت حركة الأسعار تشير إلى ضعف الزخم وفقدان قوته مطلع الأسبوع، ولكن السبب الأكثر وضوحاً وراء عمليات جني الأرباح والبيع هو ارتفاع عوائد السندات إلى مستويات مرتفعة مقارنة بالبيانات التاريخية، وهو ما بطبيعة الحال يضغط على تقييمات الأسهم لأنه يقدم عوائد مغرية وبدون مخاطر. وهناك تحرك واستشعار لعمليات بيوع للآجال الطويلة في السندات الأميركية، وخصوصاً آجال الـ30 سنة (5.08 %)، وعشر سنوات (4.59 %)، حيث يبدو أن السلوك الحالي لحركة الأسعار يؤسس لجعل السقف السابق أرضية لعوائد السندات خلال الفترة المقبلة. وكان هناك اختبار في شهر أكتوبر عام 2023، حيث ارتفعت العوائد إلى هذه المستويات ولكن لمدة زمنية وجيزة، حيث شكلت فرصة للتمركز في منحنى العائد على الآجال الطويلة. وهذه المرة قد تكون حلقة أخرى من ارتفاع العوائد عند هذه المستويات لفترة وجيزة، أو قد يكون تغيراً هيكلياً في سوق سندات الدخل الثابت، حيث يتم تسعير استمرار العجز في الميزانية الحكومية الأميركية، وخصوصاً مع الأخذ في الاعتبار خفض الضرائب، والذي سوف يقلل من تدفق الأموال في شرايين الخزانة الأميركية. من هذه الضرائب التي تبدو تحت المجهر هي ضرائب الدخل للطبقة المتوسطة، والتي لا تزال في المطبخ السياسي الأميركي، ولكن بعض التخفيضات بالفعل دخلت حيز التنفيذ مثل إعفاء الضرائب على الأعطيات في قطاع الضيافة مثل المطاعم وخدمات العناية الشخصية ونحوها، ولو أن ذلك يأتي عند حد أعلى بمقدار 25,000 دولار سنوياً، وهو ما أعتقد أنه كان فوزاً سهلاً لترمب للوفاء بوعود الحملة الانتخابية، ولكن بالتأكيد سوف يفرض على واشنطن عجزا إضافياً في الميزانية الأميركية التي تعاني من تفاقم العجوزات في الأصل. واستمرار عدم وضع لمسات حقيقية تخفض العجز في الموازنة الفيدرالية، سوف يؤدي إلى ارتفاع الدين، ومن هذه الناحية سوف يطلب المستثمرون عوائد مرتفعة تقابل المخاطر التي تتوافق مع المستوى المتوقع للمخاطر. وفي هذه البيئة، عندما ترتفع العوائد إلى أكثر من 5 % في سندات تُعرف بجودتها وانعدام مخاطرها، يشكل ذلك ضغطاً على سوق الأسهم، سواء كان ذلك أسهم القيمة والتي تتسم بتوزيعات نقدية عادة، أو حتى على السوق ككل -وهو ما نراه الآن- حيث تُحفِّز على البيع وإعادة التمركز في السندات، لأن عوائدها مغرية مقارنة بالأسهم، التي عند تقييماتها الحالية لا تزال عند تقييمات مرتفعة تاريخياً. وهكذا، هذه العلاقات التاريخية المتصلة ببعضها البعض، ستلعب دوراً أكثر بروزاً خلال الفترة القادمة، مع قرب انتهاء فترة تأجيل التعريفات الجمركية والعمل على تخفيضات الضرائب المتوقعة. وفي تحليل لسوق العملات، قالت رانيا جول ، كبيرة محللي الأسواق في إكس اس دوت كوم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شهد الدولار الأميركي مؤخراً تراجعًا ملحوظًا مقابل الين الياباني، حيث كسر زوج الدولار/الين مستوى الدعم النفسي الهام عند 144.00، وهو ما يمثل علامة فارقة في تحركات هذا الزوج، ويعكس بوضوح حالة القلق والضعف التي تحيط بالدولار. ولم يكن هذا الانخفاض مفاجئًا بالنسبة للأسواق، إذ بدأت بوادر التراجع في الظهور منذ بداية التوترات المالية الأميركية وتصاعد المخاوف المتعلقة بالسياسة المالية في واشنطن. وأن هذا الاختراق يمثل نقطة تحول حاسمة، وقد يشير إلى تحول في هيمنة الدولار على الساحة العالمية، على الأقل على المدى المتوسط. والسبب الرئيس وراء هذا التراجع يعود إلى تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز، والتي لحقت بخطى ستاندرد آند بورز وفيتش. فهذا التخفيض يعكس فقدان الثقة في المسار المالي طويل الأجل للولايات المتحدة، خاصة في ظل مقترحات الرئيس دونالد ترمب المتعلقة بمشروع قانونه الضريبي الجديد، والذي قد يضيف ما يصل إلى 3.8 تريليونات دولار إلى العجز خلال السنوات العشر المقبلة. وهذا المشروع لا يشير فقط إلى زيادة حادة في الدين العام، بل يهدد أيضًا استقرار سوق السندات الأميركية التي طالما اعتُبرت ملاذًا آمنًا. المستثمرون الآن باتوا أكثر حذرًا في تقييمهم للدولار، وينظرون إلى المخاطر السياسية والمالية كعوامل تهديد حقيقية. ومن ناحية أخرى، يشهد الين الياباني انتعاشًا تدريجيًا، مستفيدًا من صورته كملاذ آمن، بالإضافة إلى التغييرات الجارية في السياسة النقدية اليابانية. فبنك اليابان، الذي كان يُعتبر لفترة طويلة آخر معاقل السياسات النقدية التيسيرية في الاقتصادات المتقدمة، بدأ يظهر إشارات واضحة على استعداده لتشديد السياسة النقدية تدريجيًا. وهذه الإشارات، إلى جانب التضخم المرتفع وزيادة الأجور المحلية، تعزز التوقعات بإمكانية رفع أسعار الفائدة في اليابان هذا العام. وأعتقد أن هذا التحول في السياسة اليابانية يمثل تطورًا جوهريًا، من شأنه أن يعيد رسم العلاقة بين الدولار والين، ويدفع المتداولين نحو إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية. والتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الياباني كازو أويدا حول ضرورة تضييق الفجوة بين أسعار الفائدة الأميركية واليابانية تؤكد هذه النظرة. وهذه الفجوة ظلت لعقود أحد العوامل الرئيسة التي أضعفت الين أمام الدولار، إلا أن الوقت قد حان لإعادة التوازن. وإذا استمر التضخم في اليابان واستمرت الضغوط على الأسعار، فإن أي رفع للفائدة سيكون له تأثير مزدوج: دعم الين من جهة، وتقليص فاتورة الواردات المرتفعة نتيجة ضعف العملة من جهة أخرى. لذلك، تظل اليابان في طريقها لاستعادة بعض من قوة عملتها، خاصة إذا ظل البنك المركزي الأميركي مترددًا في رفع الفائدة أو حتى بدأ بالحديث عن خفضها. وفي المقابل، لا يزال الغموض يغطي قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ورغم التصريحات المتحفظة من مسؤوليه، إلا أن المخاوف بشأن توقعات التضخم والضغوط على سوق السندات، خاصة في الشريحة الطويلة الأجل، بدأت تلقي بظلالها على السياسات النقدية الأميركية. والتحذير الأخير من صندوق النقد الدولي بشأن "العبء المالي المتزايد للولايات المتحدة" يأتي ليؤكد هذه التحديات، ويزيد من الضغوط على الدولار، ويضعف قدرته على الصمود أمام عملات مثل الين أو حتى اليورو. وأن التردد في رفع الفائدة الأميركية، إلى جانب تصاعد الدين العام، قد يقلل ثقة الأسواق العالمية في الدولار على المدى المتوسط. ففي الوقت الذي نشهد فيه ارتفاعًا في عوائد السندات طويلة الأجل في كل من الولايات المتحدة واليابان، فإن السياق مختلف تمامًا. في اليابان، كان الدافع هو ضعف مزاد السندات الحكومية وتزايد التوقعات بشأن إنهاء سياسة التحكم في منحنى العائد، بينما في الولايات المتحدة، يرتبط الارتفاع بتزايد القلق من العجز المالي وتراجع شهية المستثمرين نحو السندات الحكومية. وهذه الحالة تشير إلى أن الدولار قد يواجه فترة مطولة من الضعف، خاصة إذا لم تتمكن الحكومة الأميركية من إقناع الأسواق بجديتها في معالجة الأزمة المالية المقبلة. ولا يمكن إغفال العامل الجيوسياسي. فالاختلال المستمر في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة واليابان، وخاصة في ظل احتمالية عودة رسوم ترمب الجمركية، قد يُعيد الخلافات التجارية والتوترات حول سياسات العملة. فالتصريحات الأولية عن إمكانية مناقشة ضعف الين الياباني في المفاوضات التجارية الثنائية تُوحي بأن العملة ستبقى عنصرًا رئيسيًا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهو ما يجعل من المتوقع أن نشهد مزيدًا من التصريحات والمواقف المتضاربة التي قد تُحدث تقلبات كبيرة في سوق العملات.