logo
#

أحدث الأخبار مع #«الواشنطنبوست»

لبنان: لا عودة إلى الوراء
لبنان: لا عودة إلى الوراء

الجمهورية

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجمهورية

لبنان: لا عودة إلى الوراء

وقد يبدو الوقت ضاغطاً لناحيتين: أمام إتمام التفاهم النووي وملحقاته مع إيران، وأمام إنجاز تسوية إسرائيلية ـ فلسطينية. لكن وبغض النظر عن عامل الوقت إلّا أنّه بات واضحاً أنّ المنطقة موضوعة أمام ترتيبات على مستوى معادلات جديدة يتمّ بناؤها على أنقاض التوازنات التي قامت سابقاً. لأجل ذلك ربما اندفعت القوى الإقليمية الكبرى في لعبة تحسين المواقع والتقاط الأوراق، ليقينها بأنّ الماضي مضى والشطارة في تأمين مقاعد مريحة للعقود المقبلة. ولا حاجة للتذكير دائماً بأنّ الساحة اللبنانية تدخل في صلب التبدّل الكبير الحاصل. ويراهن ترامب على إتمام إنجازه الشرق أوسطي وهو بأمسّ الحاجة لانتصار يرفعه في يده. فإذا كانت حصيلة مدة المئة يوم الرئاسية بمثابة مؤشر أو مقياس مبكر إلى كل الولاية لاحقاً كما يعتقد المراقبون، فإنّ نتائجها لا بدّ من أن تُقلق ترامب. ذلك أنّ جميع استطلاعات الرأي التي أجرتها المؤسسات المختصة لمناسبة انقضاء مهلة المئة يوم، أظهرت تراجع نسبة مؤيدي ترامب وبمقدار كبير، وتراوح بين 5 و9 نقاط. فمؤسسة «بيو» المعروفة بدقتها ومهنيتها أوردت نسبة 40% لمصلحة ترامب. أما «الواشنطن بوست» فتحدثت عن 39%، مع العلم أنّ نسبة مؤيدي ترامب تراوحت الشهر الماضي بين 45% و47%. ولا شك في أنّ الدعسة الناقصة الأساسية في قرارات ترامب كانت في موضوع زيادة الرسوم الجمركية، إلّا أنّه بات مضطراً إلى البحث عن انتصار كبير ليغطي على النتائج السلبية التي حصلت. ومن هنا التركيز والرهان على إنجاز تاريخي في الشرق الأوسط. وفي واشنطن هنالك نظريات كثيرة ومتناقضة حيال النيات الفعلية لإيران وجدّيتها. لكن الميزان بدأ يميل لمصلحة اقتناع النظام الإيراني بالذهاب إلى الإتفاق ودفع الثمن المطلوب. فالتركيبة الإقليمية التي بناها قاسم سليماني فقدت أسسها وتفكّكت، في وقت لا تبدو الظروف واقعية أمام طهران لإعادة بنائها. لا بل إنّ الأثمان الإقتصادية الباهظة التي دفعتها إرتّدت سلباً على الأوضاع الداخلية بسبب العقوبات، وهو ما بات يضع الإستقرار الداخلي على المحك. ولذلك هنالك من يعود الى آب 1988 مع قبول إيران بإنهاء حربها مع عراق صدام، وعبارة الخميني الشهيرة «تجرّعت السم». لكن ظهور تفسخات داخلية ألزمت السلطة بوقف الحرب والعودة إلى الداخل لضرب المعارضين وإعادة الإمساك بالوضع. ولكن وبعد النجاح بتحصين الوضع الداخلي تمّ صوغ مشروع إقليمي ركيزته «حزب الله» وسوريا و»حماس». وفي السياق نفسه، يكشف الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط دينيس روس في مقالة له، أنّ في العام 2003 وإثر الغزو الأميركي للعراق، ظنّ الإيرانيون أنّهم الهدف التالي. لذلك تقدّمت إيران باقتراح واسع النطاق يتضمن تعليق تخصيب اليورانيوم وإنهاء الدعم العسكري لـ«حزب الله» وحركة «حماس»، لكن الصقور في إدارة بوش رفضوه. ويتابع روس، أنّ في العام الماضي وإثر مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة «القائم» شمال الأردن بمسيّرة أطلقها فصيل عراقي موالٍ لإيران، ردّت إدارة بايدن بقصف 85 هدفاً مختلفاً في العراق. ويضيف روس، أنّه خشية من أن تتمدّد الضربات لتطاول إيران ذهب قائد فيلق القدس قآني إلى بغداد وأقنع الفصائل الموالية لإيران بوقف لإطلاق النار لمدة 6 أشهر. واستناداً إلى ما تقدّم، فإنّ الإستنتاج بأنّه تحت وطأة الخشية من المسّ بالإستقرار الداخلي، ستجد إيران نفسها مضطرة إلى «شرب السم». ولا بدّ هنا من الإشارة إلى الإرتباك الإيراني الرسمي في الإدلاء بروايته حول الإنفجار الهائل الذي طاول أكبر ميناء للحاويات في إيران، والتأرجح حول أسبابه قبل الإستقرار على فرضية الإهمال. وهذا ما يجعل الميزان يميل لمصلحة الفريق الذي يراهن على جدّية إيران في مفاوضاتها. لكن أصحاب هذا التوجّه وبناءً للتجارب التاريخية، يبدون خشيتهم من ارتداد إيران مجدداً في اتجاه ساحات المنطقة، بعد أن تكون قد فكّت طوق العقوبات عن عنق اقتصادها. فالساحة السورية التي «نحرت» مشروع إيران الإقليمي لا تزال تعيش في حالٍ من الفوضى العارمة والتي ستغري إيران للتسلل مجدداً عبر التناقضات السورية. وانطلاقاً من هنا ارتفعت بعض الأصوات في واشنطن تطالب بالسعي لمنح إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع بعض الأوكسيجين لإراحته داخلياً ولو بنحو محدود. وفي الوقت نفسه طالبت هذه الأصوات بالسعي لحماية الأقليات من دروز وأكراد وعلويين ومسيحيين، من أجل الحفاظ على شيء من التوازن الداخلي. فاختلال التوازنات في سوريا لن يقتصر على الإستقرار داخل سوريا، بل سيهدّد النظام الملكي الأردني وتوازنات السلطة الفتية التي قامت في لبنان. والمقصود هنا طبعاً لا يتعلق بالعوامل المحلية فقط بل بالتدخّلات الإقليمية القوية بدءاً من إسرائيل ومروراً بتركيا، وهو ما يعيد فتح شهية إيران للعودة. وفي السابع من نيسان وخلال زيارته للبيت الأبيض، لم يستطع نتنياهو إخفاء توتره من خلال ابتسامة صفراء، عندما أشاد ترامب بأردوغان ودوره في سوريا. واستمر قلق نتنياهو حتى عندما أبدى ترامب استعداده لحل أي مشكلة بين إسرائيل وتركيا. قبل ذلك كانت إسرائيل تسعى لمنع تركيا من التمركز في تدمر وسط سوريا، معتبرةً ذلك بمثابة خط أحمر. لكن إسرائيل اضطرت بعدها للجلوس مع الأتراك في أذربيجان، الدولة التي نسجت علاقات وثيقة مع كلا البلدين. إلّا أنّه يصعب تنظيم العلاقة في سوريا بين بلدين لديهما مصالح متناقضة. ففي موازاة سعي تل أبيب لدى واشنطن بغض نظرها عن المتبقي من الوجود العسكري الروسي في سوريا بعد أن تمّ تفكيك معظم البنية التحتية العسكرية الروسية لتنحصر في قاعدة حميميم، عملت إسرائيل على تعزيز علاقتها بالأكراد شمالاً ونسج علاقات أكثر متانة مع الدروز جنوباً. وفي هذه الخانة يمكن وضع الاشتباكات الدامية التي اندلعت فجأة وسط قلق درزي متنامٍ من نظام إسلامي متشدّد يتمركز في دمشق. ويضغط اللوبي اليهودي في واشنطن على إدارة ترامب لعدم استبدال الهيمنة الإيرانية بأخرى تركية. فمن الواضح أنّ واشنطن كلّفت أردوغان بناء حائط صدّ في وجه إيران. وهذا التلزيم سمح لأردوغان بالإنقضاض على أقوى معارضيه رئيس بلدية اسطنبول وسط صمت دولي مطبق. وما يُقلق إسرائيل أيضاً سعي أردوغان لتوسيع حضوره الإقليمي عبر دخوله على خط تسوية الوضع في غزة من خلال حركة «حماس». وإزاء هذه الحسابات المعقّدة والمتشابكة كان لا بدّ من أن يتحرك الوضع في لبنان مجدداً ولو بشكل محدود. فلقد تعمّدت إسرائيل الإعلان عن أنّ الغارة الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت تمّ إطلاع واشنطن عليها مسبقاً. فهي استهدفت مخزناً احتوى صاروخين. ووفق أوساط ديبلوماسية مطلعة فإنّ «حزب الله» الذي رفض في البداية دخول الجيش اللبناني إلى الموقع عاد وسمح بذلك إثر تهديد إسرائيلي نقلته اللجنة العسكرية بتدمير المخزن الموجود تحت الأرض. وعمل الجيش لاحقاً على نقل الصاروخين وتدميرهما. وفحوى الرسالة الأميركية أنّه بمعزل عن المفاوضات والتطورات إلّا أنّ العودة بلبنان إلى الوراء غير واردة. وتتسلّح واشنطن بالملحق الذي وافق عليه الثنائي الشيعي للقرار 1701، والذي يسمح بالتحرك الجوي الإسرائيلي بعد آلية محدّدة. وتزامن ذلك مع صدور معلومات تتحدث عن إمساك الجيش بنحو 500 موقع لحزب الله في جنوب الليطاني وشماله. ولا حاجة لأي تفسير. في المقابل، جال الوفد القضائي الفرنسي خالي الوفاض ومن دون أي مستندات قيل إنّ باريس تمتلكها عن انفجار مرفأ بيروت. وكان قد وصل إلى العواصم الغربية أنّ ملف المرفأ يشكّل خطاً أحمر لدى الفريق الشيعي. فهل هنالك من يفكّر بمقايضة ما بين المرفأ والسلاح في موازاة المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، والتي لا بدّ من أن تلحظ ملف إعادة الإعمار؟ كما أنّه لا بدّ من الإشارة إلى التوقيت الذي اختاره الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة لبنان، والتي سيجري خلالها البحث في السلاح الفلسطيني في المخيمات. فزيارة عباس من المفترض أن تحصل بعد انتهاء زيارة ترامب للمنطقة. وهو ما يرفع منسوب الأمل اللبناني في نجاح التسويات الكبرى المطروحة، لكن هذا لا يلغي القلق الدائم بسبب التطورات الدموية في سوريا. وهو ما يؤكّد صوابية قرار السلطة اللبنانية بالسير في تروٍ وحكمة للوصول إلى الأهداف المطلوبة، وليس بسلوك متهور وغرائزي سيؤدي حكماً إلى الغرق في وحول وبرك دماء خرجنا منها للتو.

ادعاءات رئيس!
ادعاءات رئيس!

العرب اليوم

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • العرب اليوم

ادعاءات رئيس!

الشائع عالميا وأمريكيا أن الرئيس دونالد ترامب يكذب كثيرا؛ ويصيغ ذلك فى صيغ درامية حول أن كل ما سبقه فشل؛ وكل ما جنته أمريكا من سياسات عالمية كان الغبن والظلم من الأعداء والأصدقاء. الآن آن الأوان لتغيير هذا الأمر المزرى وأن تصبح أمريكا عظيمة وغنية ويتدفق عليها تريليونات الدولارات التى تجعل تخفيض الضرائب منطقيا وسداد الدين العام ممكنا. فى 3 أبريل الحالى فندت صحيفة «الواشنطن بوست» خطاب الجمارك الرئاسى بأن الصورة التى تظهر للولايات المتحدة الأمريكية ليست صحيحة لدولة ناتجها المحلى الإجمالى يزيد على 29 تريليون دولار؛ بينما الدولة التالية ـــ الصين ــ فهو 18 تريليونا. نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى هو 90 ألف دولار؛ بينما هو 14 ألفا فى الصين 58 ألفا فى ألمانيا و36 ألفا فى اليابان. الصحيفة بعد ذلك لكى تتبع مقارنات ترامب فى السلع مثل «الموتوسيكل» والسيارات لكى تجد أن ما ذكره عن جمارك الدول الأخرى ليس صحيحا وأقل مما قال وأحيانا فإنه كان يقابله تعريفات أخرى فى السلع التى تتمتع فيها أمريكا بتفوق واضح مثل عربات النقل. ما هو غير مذكور فى المقال صراحة غير تصحيح أرقام الرئيس أن واقع الحال فى الولايات المتحدة هو حالة من العجز التنافسى فى الصناعات التقليدية للسيارات والسفن والحديد والصلب والألومنيوم؛ أو التركيز على الزراعة والتعدين فى مناطق الوسط والجنوب. ولكن الحقيقة غير المعلنة كثيرا أنه خلال العقود الأربعة الماضية جرى نوع جديد من تقسيم العمل بحيث تحتكر الولايات المتحدة صناعات الطيران والفضاء والهندسة الوراثية ومكافحة الأمراض المستعصية؛ باختصار كل ما يتعلق بنتائج الثورتين الصناعيتين الثالثة والرابعة، والتى تمركزت فى السواحل الأمريكية على المحيطين. هذا التقسيم كان مثمرا اقتصاديا بشدة حيث أبقى التضخم منخفضا وكذلك البطالة التى لم تتجاوز خلال السنوات الأخيرة حاجز 4% سنويا وهو معدل بالغ المعقولية ويسبب كثيرا من الحسد داخل الدول المتقدمة.

ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط
ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط

المغرب اليوم

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المغرب اليوم

ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط

قبل 12 عاماً بدأ فريق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وإيران مفاوضات سرية لعامين، وأنجزوا ما عرف بـ«الاتفاق النووي الشامل»، وتم تطبيقه لثلاث سنوات. جاء الرئيس دونالد ترمب في ولايته الأولى وقام بتمزيقه بشجاعة غير مسبوقة، رغم تصديقه في الأمم المتحدة. ثم خلفه الرئيس جو بايدن، الذي قرر عدم استئنافه وأصبح تاريخاً. الاتفاق الذي حمل عنوان السلام أفضت نتائجه إلى أزمات ونزاعات أكثر مما كان الوضع عليه قبل توقيعه. اليوم، يعود الأميركيون والإيرانيون للتفاوض في ظروف حاسمة، فكيف ستختلف مفاوضات مسقط الجديدة عن مفاوضات 2013؟ صرح الرئيس ترمب بأن خياره الأول الحل عبر التفاوض، وإن فشل فخياره الثاني الحرب. وفي تقديري، الطرفان يرغبان في التوصل لحل سياسي، رغم لغة البارود. لكن عن أي حل هما يتحدثان؟ «الحل التفاوضي» مفهوم واسع. فقد تمكَّن أوباما فعلياً من تحقيق اتفاق ألزم إيران بالتخلِّي عمَّا خصبته من يورانيوم، وتم إرساله إلى روسيا. لكن النووي لم يكن سوى ورقة مساومة تفاوضية بيد إيران نجحت في استخدامها للمحافظة على أنشطتها العسكرية الإقليمية والدولية. أوباما تعمَّد إبعاد الأطراف المعنية عن المفاوضات، تحديداً الدول الخليجية وإسرائيل، وفوق هذا، تجاهل مخاوف دول المنطقة. إيران عدَّت الاتفاق في الواقع رخصة لها بالتوسع والهيمنة على العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وتهديد البقية. وأنفقت طهران أكثر من مائة مليار دولار مجمدة سمحت بها واشنطن لإيران، ذهبت لتمويل نشاطاتها العسكرية التي زعزعت معظم المنطقة. في مفاوضات العاصمة العمانية، وجوه جديدة، لكن القضايا الجوهرية هي نفسها التي طرحت في مارس (آذار) 2013، وقف إيران مشروعها النووي ذا الطابع العسكري، وإنهاء دعمها وتمويلها الميليشيات في المنطقة، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. أوباما اكتفى بالاتفاق على موضوع واحد، هو النووي. هل يمكننا المراهنة على ترمب؟ حتى الآن طرحه أكثر وضوحاً وحزماً مقارنة بأوباما الذي تراخى أمام المرشد الأعلى الإيراني، وتراجع عن تهديده الشهير لنظام الأسد الذي استخدم السلاح الكيماوي في حرب سوريا. ترمب هيَّأ المسرح السياسي استباقاً لمفاوضات مسقط. أرسل المزيد من قواته إلى المنطقة، وباشر عملية تدمير قدرات الحوثي في اليمن، وكلَّف مبعوثه ستيف ويتكوف بمهمة التواصل مع طهران، وبعث برسالة مباشرة للمرشد الأعلى، وفرض عقوبات جديدة على تصدير إيران بترولها، واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وتحدث عن الخيار العسكري. سلسلة خطوات تُمهد لتعزيز موقفه في المفاوضات. الإيرانيون ليسوا في وضع جيد، لكنهم ردُّوا بخطوات. فقد أخذ المرشد موقفاً متشدداً، وترك للحكومة الموافقة. وأعلنت طهران موقفها ردّاً على ترمب في مقال نشر لوزير الخارجية في صحيفة «الواشنطن بوست». وميدانياً لم يعد يبدو «حزب الله» متعاوناً في تنفيذ اتفاقه مع إسرائيل، كما رفض الحوثي دعوة واشنطن لوقف الهجمات على الملاحة البحرية، رغم قصفه منذ نحو شهر، ربما تعزيزاً لموقف طهران التفاوضي. أهم ما ورد في رسالة ترمب لخامنئي التي تم تسريبها، أنه أكَّد رغبته في التفاوض، لكنه اشترط شهرين فقط للتوصل لاتفاق، ومن المرجح أن يمددها إن كانت البداية التفاوضية مشجعة. ثم عاد متوعداً إيران باستهداف منشآتها النووية ما لم يتم اتفاق، «إسرائيل هي مَن ستقوم بالمهمة»، أعلنها وهو يجلس مع نتنياهو. هذا المشهد مختلف تماماً عن مناخ مفاوضات أوباما، وصورة أوباما التصالحية. ترمب سبقته سمعته المريعة بأنه لا يهاب مواجهة نصف العالم. ويجيء فريقه للتفاوض، وإيران في أسوأ وضع بعد أن دمرت إسرائيل أذرعتها الخارجية؛ «حزب الله» و«حماس» وسقوط نظام الأسد. ستكون حظوظ ترمب كبيرة في الحصول على اتفاق «جيد» غير مسبوق مع إيران إن واصل إصراره على مطالبه، وتمكَّن فريقه من تطويق تكتيكات فريق طهران الماكرة. فميزان القوة مال لصالح إسرائيل بعد تدميرها قوى إيران الخارجية، الأمر الذي يُجردها في مفاوضات مسقط من ورقة «الوكلاء» التي كانت تُهدد بها العالم وتستخدمها في التفاوض. يضاف إليها، أن ترمب باشر تنفيذ وعده بحرمان طهران من بيع معظم نفوطها، وستكون في وضع مالي صعب ما لم تتوصل إلى اتفاق مع ترمب. وبالتالي نرى أن خيارات إيران باتت محدودة، ما يجعلنا أمام احتمال حقيقي بالتوصل إلى سلام أخيراً في المنطقة، يبدأ من مسقط ويستكمل لاحقاً في اتفاقيات السلام الإقليمية.

ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط
ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط

السوسنة

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • السوسنة

ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط

قبل 12 عاماً بدأ فريق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وإيران مفاوضات سرية لعامين، وأنجزوا ما عرف بـ«الاتفاق النووي الشامل»، وتم تطبيقه لثلاث سنوات. جاء الرئيس دونالد ترمب في ولايته الأولى وقام بتمزيقه بشجاعة غير مسبوقة، رغم تصديقه في الأمم المتحدة. ثم خلفه الرئيس جو بايدن، الذي قرر عدم استئنافه وأصبح تاريخاً. الاتفاق الذي حمل عنوان السلام أفضت نتائجه إلى أزمات ونزاعات أكثر مما كان الوضع عليه قبل توقيعه.اليوم، يعود الأميركيون والإيرانيون للتفاوض في ظروف حاسمة، فكيف ستختلف مفاوضات مسقط الجديدة عن مفاوضات 2013؟ صرح الرئيس ترمب بأن خياره الأول الحل عبر التفاوض، وإن فشل فخياره الثاني الحرب. وفي تقديري، الطرفان يرغبان في التوصل لحل سياسي، رغم لغة البارود. لكن عن أي حل هما يتحدثان؟ «الحل التفاوضي» مفهوم واسع. فقد تمكَّن أوباما فعلياً من تحقيق اتفاق ألزم إيران بالتخلِّي عمَّا خصبته من يورانيوم، وتم إرساله إلى روسيا. لكن النووي لم يكن سوى ورقة مساومة تفاوضية بيد إيران نجحت في استخدامها للمحافظة على أنشطتها العسكرية الإقليمية والدولية. أوباما تعمَّد إبعاد الأطراف المعنية عن المفاوضات، تحديداً الدول الخليجية وإسرائيل، وفوق هذا، تجاهل مخاوف دول المنطقة. إيران عدَّت الاتفاق في الواقع رخصة لها بالتوسع والهيمنة على العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وتهديد البقية. وأنفقت طهران أكثر من مائة مليار دولار مجمدة سمحت بها واشنطن لإيران، ذهبت لتمويل نشاطاتها العسكرية التي زعزعت معظم المنطقة.في مفاوضات العاصمة العمانية، وجوه جديدة، لكن القضايا الجوهرية هي نفسها التي طرحت في مارس (آذار) 2013، وقف إيران مشروعها النووي ذا الطابع العسكري، وإنهاء دعمها وتمويلها الميليشيات في المنطقة، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. أوباما اكتفى بالاتفاق على موضوع واحد، هو النووي.هل يمكننا المراهنة على ترمب؟ حتى الآن طرحه أكثر وضوحاً وحزماً مقارنة بأوباما الذي تراخى أمام المرشد الأعلى الإيراني، وتراجع عن تهديده الشهير لنظام الأسد الذي استخدم السلاح الكيماوي في حرب سوريا. ترمب هيَّأ المسرح السياسي استباقاً لمفاوضات مسقط. أرسل المزيد من قواته إلى المنطقة، وباشر عملية تدمير قدرات الحوثي في اليمن، وكلَّف مبعوثه ستيف ويتكوف بمهمة التواصل مع طهران، وبعث برسالة مباشرة للمرشد الأعلى، وفرض عقوبات جديدة على تصدير إيران بترولها، واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وتحدث عن الخيار العسكري. سلسلة خطوات تُمهد لتعزيز موقفه في المفاوضات. الإيرانيون ليسوا في وضع جيد، لكنهم ردُّوا بخطوات. فقد أخذ المرشد موقفاً متشدداً، وترك للحكومة الموافقة. وأعلنت طهران موقفها ردّاً على ترمب في مقال نشر لوزير الخارجية في صحيفة «الواشنطن بوست». وميدانياً لم يعد يبدو «حزب الله» متعاوناً في تنفيذ اتفاقه مع إسرائيل، كما رفض الحوثي دعوة واشنطن لوقف الهجمات على الملاحة البحرية، رغم قصفه منذ نحو شهر، ربما تعزيزاً لموقف طهران التفاوضي. أهم ما ورد في رسالة ترمب لخامنئي التي تم تسريبها، أنه أكَّد رغبته في التفاوض، لكنه اشترط شهرين فقط للتوصل لاتفاق، ومن المرجح أن يمددها إن كانت البداية التفاوضية مشجعة. ثم عاد متوعداً إيران باستهداف منشآتها النووية ما لم يتم اتفاق، «إسرائيل هي مَن ستقوم بالمهمة»، أعلنها وهو يجلس مع نتنياهو. هذا المشهد مختلف تماماً عن مناخ مفاوضات أوباما، وصورة أوباما التصالحية. ترمب سبقته سمعته المريعة بأنه لا يهاب مواجهة نصف العالم. ويجيء فريقه للتفاوض، وإيران في أسوأ وضع بعد أن دمرت إسرائيل أذرعتها الخارجية؛ «حزب الله» و«حماس» وسقوط نظام الأسد. ستكون حظوظ ترمب كبيرة في الحصول على اتفاق «جيد» غير مسبوق مع إيران إن واصل إصراره على مطالبه، وتمكَّن فريقه من تطويق تكتيكات فريق طهران الماكرة. فميزان القوة مال لصالح إسرائيل بعد تدميرها قوى إيران الخارجية، الأمر الذي يُجردها في مفاوضات مسقط من ورقة «الوكلاء» التي كانت تُهدد بها العالم وتستخدمها في التفاوض. يضاف إليها، أن ترمب باشر تنفيذ وعده بحرمان طهران من بيع معظم نفوطها، وستكون في وضع مالي صعب ما لم تتوصل إلى اتفاق مع ترمب. وبالتالي نرى أن خيارات إيران باتت محدودة، ما يجعلنا أمام احتمال حقيقي بالتوصل إلى سلام أخيراً في المنطقة، يبدأ من مسقط ويستكمل لاحقاً في اتفاقيات السلام الإقليمية.

ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط
ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط

العرب اليوم

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العرب اليوم

ترمب وخامنئي والعودة إلى مسقط

قبل 12 عاماً بدأ فريق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وإيران مفاوضات سرية لعامين، وأنجزوا ما عرف بـ«الاتفاق النووي الشامل»، وتم تطبيقه لثلاث سنوات. جاء الرئيس دونالد ترمب في ولايته الأولى وقام بتمزيقه بشجاعة غير مسبوقة، رغم تصديقه في الأمم المتحدة. ثم خلفه الرئيس جو بايدن، الذي قرر عدم استئنافه وأصبح تاريخاً. الاتفاق الذي حمل عنوان السلام أفضت نتائجه إلى أزمات ونزاعات أكثر مما كان الوضع عليه قبل توقيعه. اليوم، يعود الأميركيون والإيرانيون للتفاوض في ظروف حاسمة، فكيف ستختلف مفاوضات مسقط الجديدة عن مفاوضات 2013؟ صرح الرئيس ترمب بأن خياره الأول الحل عبر التفاوض، وإن فشل فخياره الثاني الحرب. وفي تقديري، الطرفان يرغبان في التوصل لحل سياسي، رغم لغة البارود. لكن عن أي حل هما يتحدثان؟ «الحل التفاوضي» مفهوم واسع. فقد تمكَّن أوباما فعلياً من تحقيق اتفاق ألزم إيران بالتخلِّي عمَّا خصبته من يورانيوم، وتم إرساله إلى روسيا. لكن النووي لم يكن سوى ورقة مساومة تفاوضية بيد إيران نجحت في استخدامها للمحافظة على أنشطتها العسكرية الإقليمية والدولية. أوباما تعمَّد إبعاد الأطراف المعنية عن المفاوضات، تحديداً الدول الخليجية وإسرائيل، وفوق هذا، تجاهل مخاوف دول المنطقة. إيران عدَّت الاتفاق في الواقع رخصة لها بالتوسع والهيمنة على العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وتهديد البقية. وأنفقت طهران أكثر من مائة مليار دولار مجمدة سمحت بها واشنطن لإيران، ذهبت لتمويل نشاطاتها العسكرية التي زعزعت معظم المنطقة. في مفاوضات العاصمة العمانية، وجوه جديدة، لكن القضايا الجوهرية هي نفسها التي طرحت في مارس (آذار) 2013، وقف إيران مشروعها النووي ذا الطابع العسكري، وإنهاء دعمها وتمويلها الميليشيات في المنطقة، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. أوباما اكتفى بالاتفاق على موضوع واحد، هو النووي. هل يمكننا المراهنة على ترمب؟ حتى الآن طرحه أكثر وضوحاً وحزماً مقارنة بأوباما الذي تراخى أمام المرشد الأعلى الإيراني، وتراجع عن تهديده الشهير لنظام الأسد الذي استخدم السلاح الكيماوي في حرب سوريا. ترمب هيَّأ المسرح السياسي استباقاً لمفاوضات مسقط. أرسل المزيد من قواته إلى المنطقة، وباشر عملية تدمير قدرات الحوثي في اليمن، وكلَّف مبعوثه ستيف ويتكوف بمهمة التواصل مع طهران، وبعث برسالة مباشرة للمرشد الأعلى، وفرض عقوبات جديدة على تصدير إيران بترولها، واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وتحدث عن الخيار العسكري. سلسلة خطوات تُمهد لتعزيز موقفه في المفاوضات. الإيرانيون ليسوا في وضع جيد، لكنهم ردُّوا بخطوات. فقد أخذ المرشد موقفاً متشدداً، وترك للحكومة الموافقة. وأعلنت طهران موقفها ردّاً على ترمب في مقال نشر لوزير الخارجية في صحيفة «الواشنطن بوست». وميدانياً لم يعد يبدو «حزب الله» متعاوناً في تنفيذ اتفاقه مع إسرائيل، كما رفض الحوثي دعوة واشنطن لوقف الهجمات على الملاحة البحرية، رغم قصفه منذ نحو شهر، ربما تعزيزاً لموقف طهران التفاوضي. أهم ما ورد في رسالة ترمب لخامنئي التي تم تسريبها، أنه أكَّد رغبته في التفاوض، لكنه اشترط شهرين فقط للتوصل لاتفاق، ومن المرجح أن يمددها إن كانت البداية التفاوضية مشجعة. ثم عاد متوعداً إيران باستهداف منشآتها النووية ما لم يتم اتفاق، «إسرائيل هي مَن ستقوم بالمهمة»، أعلنها وهو يجلس مع نتنياهو. هذا المشهد مختلف تماماً عن مناخ مفاوضات أوباما، وصورة أوباما التصالحية. ترمب سبقته سمعته المريعة بأنه لا يهاب مواجهة نصف العالم. ويجيء فريقه للتفاوض، وإيران في أسوأ وضع بعد أن دمرت إسرائيل أذرعتها الخارجية؛ «حزب الله» و«حماس» وسقوط نظام الأسد. ستكون حظوظ ترمب كبيرة في الحصول على اتفاق «جيد» غير مسبوق مع إيران إن واصل إصراره على مطالبه، وتمكَّن فريقه من تطويق تكتيكات فريق طهران الماكرة. فميزان القوة مال لصالح إسرائيل بعد تدميرها قوى إيران الخارجية، الأمر الذي يُجردها في مفاوضات مسقط من ورقة «الوكلاء» التي كانت تُهدد بها العالم وتستخدمها في التفاوض. يضاف إليها، أن ترمب باشر تنفيذ وعده بحرمان طهران من بيع معظم نفوطها، وستكون في وضع مالي صعب ما لم تتوصل إلى اتفاق مع ترمب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store