
لبنان: لا عودة إلى الوراء
وقد يبدو الوقت ضاغطاً لناحيتين: أمام إتمام التفاهم النووي وملحقاته مع إيران، وأمام إنجاز تسوية إسرائيلية ـ فلسطينية. لكن وبغض النظر عن عامل الوقت إلّا أنّه بات واضحاً أنّ المنطقة موضوعة أمام ترتيبات على مستوى معادلات جديدة يتمّ بناؤها على أنقاض التوازنات التي قامت سابقاً. لأجل ذلك ربما اندفعت القوى الإقليمية الكبرى في لعبة تحسين المواقع والتقاط الأوراق، ليقينها بأنّ الماضي مضى والشطارة في تأمين مقاعد مريحة للعقود المقبلة. ولا حاجة للتذكير دائماً بأنّ الساحة اللبنانية تدخل في صلب التبدّل الكبير الحاصل.
ويراهن ترامب على إتمام إنجازه الشرق أوسطي وهو بأمسّ الحاجة لانتصار يرفعه في يده. فإذا كانت حصيلة مدة المئة يوم الرئاسية بمثابة مؤشر أو مقياس مبكر إلى كل الولاية لاحقاً كما يعتقد المراقبون، فإنّ نتائجها لا بدّ من أن تُقلق ترامب. ذلك أنّ جميع استطلاعات الرأي التي أجرتها المؤسسات المختصة لمناسبة انقضاء مهلة المئة يوم، أظهرت تراجع نسبة مؤيدي ترامب وبمقدار كبير، وتراوح بين 5 و9 نقاط. فمؤسسة «بيو» المعروفة بدقتها ومهنيتها أوردت نسبة 40% لمصلحة ترامب. أما «الواشنطن بوست» فتحدثت عن 39%، مع العلم أنّ نسبة مؤيدي ترامب تراوحت الشهر الماضي بين 45% و47%. ولا شك في أنّ الدعسة الناقصة الأساسية في قرارات ترامب كانت في موضوع زيادة الرسوم الجمركية، إلّا أنّه بات مضطراً إلى البحث عن انتصار كبير ليغطي على النتائج السلبية التي حصلت. ومن هنا التركيز والرهان على إنجاز تاريخي في الشرق الأوسط.
وفي واشنطن هنالك نظريات كثيرة ومتناقضة حيال النيات الفعلية لإيران وجدّيتها. لكن الميزان بدأ يميل لمصلحة اقتناع النظام الإيراني بالذهاب إلى الإتفاق ودفع الثمن المطلوب. فالتركيبة الإقليمية التي بناها قاسم سليماني فقدت أسسها وتفكّكت، في وقت لا تبدو الظروف واقعية أمام طهران لإعادة بنائها. لا بل إنّ الأثمان الإقتصادية الباهظة التي دفعتها إرتّدت سلباً على الأوضاع الداخلية بسبب العقوبات، وهو ما بات يضع الإستقرار الداخلي على المحك. ولذلك هنالك من يعود الى آب 1988 مع قبول إيران بإنهاء حربها مع عراق صدام، وعبارة الخميني الشهيرة «تجرّعت السم». لكن ظهور تفسخات داخلية ألزمت السلطة بوقف الحرب والعودة إلى الداخل لضرب المعارضين وإعادة الإمساك بالوضع. ولكن وبعد النجاح بتحصين الوضع الداخلي تمّ صوغ مشروع إقليمي ركيزته «حزب الله» وسوريا و»حماس».
وفي السياق نفسه، يكشف الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط دينيس روس في مقالة له، أنّ في العام 2003 وإثر الغزو الأميركي للعراق، ظنّ الإيرانيون أنّهم الهدف التالي. لذلك تقدّمت إيران باقتراح واسع النطاق يتضمن تعليق تخصيب اليورانيوم وإنهاء الدعم العسكري لـ«حزب الله» وحركة «حماس»، لكن الصقور في إدارة بوش رفضوه. ويتابع روس، أنّ في العام الماضي وإثر مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة «القائم» شمال الأردن بمسيّرة أطلقها فصيل عراقي موالٍ لإيران، ردّت إدارة بايدن بقصف 85 هدفاً مختلفاً في العراق. ويضيف روس، أنّه خشية من أن تتمدّد الضربات لتطاول إيران ذهب قائد فيلق القدس قآني إلى بغداد وأقنع الفصائل الموالية لإيران بوقف لإطلاق النار لمدة 6 أشهر.
واستناداً إلى ما تقدّم، فإنّ الإستنتاج بأنّه تحت وطأة الخشية من المسّ بالإستقرار الداخلي، ستجد إيران نفسها مضطرة إلى «شرب السم». ولا بدّ هنا من الإشارة إلى الإرتباك الإيراني الرسمي في الإدلاء بروايته حول الإنفجار الهائل الذي طاول أكبر ميناء للحاويات في إيران، والتأرجح حول أسبابه قبل الإستقرار على فرضية الإهمال.
وهذا ما يجعل الميزان يميل لمصلحة الفريق الذي يراهن على جدّية إيران في مفاوضاتها. لكن أصحاب هذا التوجّه وبناءً للتجارب التاريخية، يبدون خشيتهم من ارتداد إيران مجدداً في اتجاه ساحات المنطقة، بعد أن تكون قد فكّت طوق العقوبات عن عنق اقتصادها. فالساحة السورية التي «نحرت» مشروع إيران الإقليمي لا تزال تعيش في حالٍ من الفوضى العارمة والتي ستغري إيران للتسلل مجدداً عبر التناقضات السورية. وانطلاقاً من هنا ارتفعت بعض الأصوات في واشنطن تطالب بالسعي لمنح إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع بعض الأوكسيجين لإراحته داخلياً ولو بنحو محدود. وفي الوقت نفسه طالبت هذه الأصوات بالسعي لحماية الأقليات من دروز وأكراد وعلويين ومسيحيين، من أجل الحفاظ على شيء من التوازن الداخلي. فاختلال التوازنات في سوريا لن يقتصر على الإستقرار داخل سوريا، بل سيهدّد النظام الملكي الأردني وتوازنات السلطة الفتية التي قامت في لبنان. والمقصود هنا طبعاً لا يتعلق بالعوامل المحلية فقط بل بالتدخّلات الإقليمية القوية بدءاً من إسرائيل ومروراً بتركيا، وهو ما يعيد فتح شهية إيران للعودة.
وفي السابع من نيسان وخلال زيارته للبيت الأبيض، لم يستطع نتنياهو إخفاء توتره من خلال ابتسامة صفراء، عندما أشاد ترامب بأردوغان ودوره في سوريا. واستمر قلق نتنياهو حتى عندما أبدى ترامب استعداده لحل أي مشكلة بين إسرائيل وتركيا. قبل ذلك كانت إسرائيل تسعى لمنع تركيا من التمركز في تدمر وسط سوريا، معتبرةً ذلك بمثابة خط أحمر. لكن إسرائيل اضطرت بعدها للجلوس مع الأتراك في أذربيجان، الدولة التي نسجت علاقات وثيقة مع كلا البلدين. إلّا أنّه يصعب تنظيم العلاقة في سوريا بين بلدين لديهما مصالح متناقضة. ففي موازاة سعي تل أبيب لدى واشنطن بغض نظرها عن المتبقي من الوجود العسكري الروسي في سوريا بعد أن تمّ تفكيك معظم البنية التحتية العسكرية الروسية لتنحصر في قاعدة حميميم، عملت إسرائيل على تعزيز علاقتها بالأكراد شمالاً ونسج علاقات أكثر متانة مع الدروز جنوباً. وفي هذه الخانة يمكن وضع الاشتباكات الدامية التي اندلعت فجأة وسط قلق درزي متنامٍ من نظام إسلامي متشدّد يتمركز في دمشق.
ويضغط اللوبي اليهودي في واشنطن على إدارة ترامب لعدم استبدال الهيمنة الإيرانية بأخرى تركية. فمن الواضح أنّ واشنطن كلّفت أردوغان بناء حائط صدّ في وجه إيران. وهذا التلزيم سمح لأردوغان بالإنقضاض على أقوى معارضيه رئيس بلدية اسطنبول وسط صمت دولي مطبق. وما يُقلق إسرائيل أيضاً سعي أردوغان لتوسيع حضوره الإقليمي عبر دخوله على خط تسوية الوضع في غزة من خلال حركة «حماس».
وإزاء هذه الحسابات المعقّدة والمتشابكة كان لا بدّ من أن يتحرك الوضع في لبنان مجدداً ولو بشكل محدود. فلقد تعمّدت إسرائيل الإعلان عن أنّ الغارة الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت تمّ إطلاع واشنطن عليها مسبقاً. فهي استهدفت مخزناً احتوى صاروخين. ووفق أوساط ديبلوماسية مطلعة فإنّ «حزب الله» الذي رفض في البداية دخول الجيش اللبناني إلى الموقع عاد وسمح بذلك إثر تهديد إسرائيلي نقلته اللجنة العسكرية بتدمير المخزن الموجود تحت الأرض. وعمل الجيش لاحقاً على نقل الصاروخين وتدميرهما. وفحوى الرسالة الأميركية أنّه بمعزل عن المفاوضات والتطورات إلّا أنّ العودة بلبنان إلى الوراء غير واردة. وتتسلّح واشنطن بالملحق الذي وافق عليه الثنائي الشيعي للقرار 1701، والذي يسمح بالتحرك الجوي الإسرائيلي بعد آلية محدّدة. وتزامن ذلك مع صدور معلومات تتحدث عن إمساك الجيش بنحو 500 موقع لحزب الله في جنوب الليطاني وشماله. ولا حاجة لأي تفسير.
في المقابل، جال الوفد القضائي الفرنسي خالي الوفاض ومن دون أي مستندات قيل إنّ باريس تمتلكها عن انفجار مرفأ بيروت. وكان قد وصل إلى العواصم الغربية أنّ ملف المرفأ يشكّل خطاً أحمر لدى الفريق الشيعي. فهل هنالك من يفكّر بمقايضة ما بين المرفأ والسلاح في موازاة المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، والتي لا بدّ من أن تلحظ ملف إعادة الإعمار؟
كما أنّه لا بدّ من الإشارة إلى التوقيت الذي اختاره الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة لبنان، والتي سيجري خلالها البحث في السلاح الفلسطيني في المخيمات. فزيارة عباس من المفترض أن تحصل بعد انتهاء زيارة ترامب للمنطقة. وهو ما يرفع منسوب الأمل اللبناني في نجاح التسويات الكبرى المطروحة، لكن هذا لا يلغي القلق الدائم بسبب التطورات الدموية في سوريا. وهو ما يؤكّد صوابية قرار السلطة اللبنانية بالسير في تروٍ وحكمة للوصول إلى الأهداف المطلوبة، وليس بسلوك متهور وغرائزي سيؤدي حكماً إلى الغرق في وحول وبرك دماء خرجنا منها للتو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
الشيخ نعيم البلدي
يتناوب قادة "حزب الله" الأشاوس ونوابه الفطاحل على مديح الهزائم والكوارث بتناغم قلّ نظيره في سائر الأحزاب. أحيانا تجد بعض التمايز مثلاً بين خطاب قبلان قبلان الفلسفي وخطاب قاسم هاشم لجهة العمق والارتفاع وتقييم أداء الحسناء مورغان أورتاغوس، وثمة فوارق في مقاربة التحولات العالمية وإسقاطاتها البلدية بين النائبة بوليت سيراكان ياغوبيان وشريكها ملحم إميل خلف، ولا يمكن القول بتماهٍ كامل بين رئيسة الكتلة الزحلية الزغتورة، أي الكتلة الشعبية السيدة ميريام طوق سكاف والقطب الكاثوليكي المحنّك ميشال ضاهر. في "الحزب" الجميع واحد. الجميع يزنّ على نفس الوتر. الجميع يمتدح الذات إلى درجة تشعر فيها أن الدكتور حسين الحاج حسن تمثال نصفي يتحرك وينطق، وإن قصّر في مدح فريقه وانتقاد الآخرين فالشيخ نعيم مندور لهذه المهمة. في مناسبة جليلة، امتطى الدكتور حسن المنبر وردد ما يطلبه المستمعون "من ينتقد مشروع المقاومة عليه أن يقول ماذا قدمت الدبلوماسية" وكأني بسعادة العابس يؤكد على تناقض المشروعين: مشروع المقاومة الإسلامية في لبنان، ومشروع حكومة لبنان. وفي أحسن الأحوال الدولة شي، وما يُسمى "المقاومة" شيء آخر. وهما خطان متوازيان. ولعل أسوأ ما حققته الدبلوماسية في أشهر يوازي أفضل ما حققته المقاومة في ربع قرن يا حاج. وفي المناسبة الرئيس بري كان رأس الدبلوماسية والمدبر الرسولي لاتفاق وقف إطلاق النار في قرية الغجر وتلال كفرشوبا والأراضي المتنازع عليها. حررتم الجنوب والبقاع الغربي و"كعيتو" على مئات الأمتار يحتلها عناكب؟ والدبلوماسية إن عجزت عن إرغام إسرائيل على الانسحاب وعلى وقف عدوانها على عناصر "الحزب"، فبسبب مكابرتكم ورفضكم حل الجناح العسكري في حزبكم، والمنطق يقول بحل الحزب الديني غير الشرعي كلّه بجناحيه. وفي مسألة الانتخابات، ينافس الحزب نفسه، مع رشة تخوين لمعارضي لوائح تنمية الأحقاد والوفاء الأعمى. على مشارف جولة الانتخابات البلدية الأخيرة اليوم، خاطب الشيخ نعيم جمهوره من عليائه أو من سردابه بفوقية لا تقيم وزناً لأي مكوّن شيعي خارج منظومة الثنائي الوطني "نحن لا نُخاطبُكم لتحقِّقوا الفوز في الانتخابات، فأنتم فائزون بإذن الله تعالى، نحن نُخاطِبُكم لتُكثِّفوا حضوركم ومشاركتكم في الانتخابات، ليكون الفوز صاخباً". وبعد صدور النتائج الليلة، يُرجح أن يضع الشيخ نعيم الفوز البلدي الساحق والماحق في خانة الانتصار على إسرائيل وأن المساء لناظره قريب. وإن التزم الشيخ نعيم الصمت الانتخابي الاختياري فحسن فضل الله ينوب عنه في التبجح .اللهم ألّا يصدر بيان لئيم عن أفيخاي أدرعي هذا الصباح يقرر فيه أن السبت غير ملائم لاستكمال الانتصارات! عماد موسى -نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


لبنان اليوم
منذ ساعة واحدة
- لبنان اليوم
تصعيد جديد من ترامب: رسوم جمركية ضخمة تهدد السلع الأوروبية iPhone يدخل خط النار
في تصعيد مفاجئ قد يعيد التوتر إلى الأسواق العالمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استبعاده التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى نيته فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على واردات التكتل. وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض، قال ترامب: 'لسنا بحاجة إلى اتفاق جديد، لقد حددناه مسبقًا: 50% رسوم جمركية'، ما اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى نوايا تصعيدية تجاه أوروبا. كما لم يسلم عملاق التكنولوجيا 'أبل' من تهديدات ترامب، إذ هدد بفرض 25% رسوماً جمركية على هواتف آيفون المباعة في الولايات المتحدة إذا لم تُصنع داخل البلاد. وكتب على منصة 'تروث سوشيال': 'أبلغت تيم كوك أن تصنيع الآيفون يجب أن يتم داخل أميركا… وإلا فعليهم دفع الرسوم'. هذا التصعيد السريع أثار ذعر الأسواق. وعلّق المحلل الاقتصادي في 'سيتي إندكس' فؤاد رزاق زاده بالقول: 'الآمال بإبرام صفقات تجارية تلاشت في ثوانٍ'. وكانت الأسواق قد شهدت اضطرابات مشابهة في أبريل/نيسان بعد فرض ترامب رسوماً جمركية عالمية، منها 145% على سلع صينية، ما تسبب بموجة بيع واسعة للأصول الأميركية وتراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين. رغم أن البيت الأبيض كان قد علّق معظم هذه الرسوم حتى يوليو/تموز، إلا أن تهديدات ترامب الأخيرة أعادت المخاوف من حرب تجارية شاملة. من جانبها، سارعت فرنسا إلى دعوة الطرفين إلى 'احتواء التصعيد'، مع التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد. وكتب لوران سان مارتين، الوزير الفرنسي المكلف بالتجارة الخارجية، على منصة 'إكس': 'التهديدات لا تُجدي نفعًا… لكننا على أتم الاستعداد للدفاع عن مصالحنا'. وفي السياق ذاته، حذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول من مغبة التصعيد، مؤكدًا دعم بلاده للمفاوضات السلمية. وأضاف أن أي رسوم إضافية 'ستضر بالنمو الاقتصادي في كلا الجانبين'. ترامب ألمح إلى أن الرسوم الجديدة قد تدخل حيّز التنفيذ مطلع يونيو/حزيران، ما قد يضرب واردات أوروبية واسعة تشمل السلع الفاخرة والأدوية. في المقابل، تواصل المفوضية الأوروبية جهودها التفاوضية، بدعم واضح من باريس وبرلين، وسط تحدٍ كبير للحفاظ على مصالح أوروبا في مواجهة سياسات تجارية أكثر تشددًا من واشنطن.


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض يخفض عدد الموظفين في إعادة هيكلة
كشفت خمسة مصادر مطلعة لـ "رويترز" على الأمر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقدم أمس الجمعة على إقالة العشرات من موظفي مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في إطار مساعيه لإعادة هيكلة المجلس والحد من دوره الواسع الذي تمتع به سابقا. وذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إنه تم تسريح موظفين يتولون قضايا جيوسياسية مهمة من أوكرانيا إلى كشمير. وجاءت هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من تولي وزير الخارجية ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي خلفا لمايك والتس. وأوضحت المصادر أن إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي من المتوقع أن تؤدي إلى تراجع نفوذه بشكل أكبر وتحويله من جهة رئيسية لصياغة السياسات إلى كيان صغير يكرس جهوده لتنفيذ أجندة الرئيس بدلا من تشكيلها. وأضافت المصادر أن هذه الخطوة ستمنح فعليا المزيد من الصلاحيات لوزارة الخارجية ووزارة الدفاع وغيرها من الوزارات والهيئة المعنية بالشؤون الدبلوماسية والأمن القومي والمخابرات وتسعى إدارة ترامب إلى تقليص حجم مجلس الأمن القومي ليقتصر على عدد محدود من الموظفين. وقالت أربعة مصادر مطلعة على الخطط إن العدد النهائي المتوقع للموظفين في المجلس سيبلغ نحو 50 شخصا.