logo
#

أحدث الأخبار مع #«بيتالجاز»

فعل الكتابة شريك في فهم الدراما النفسية للشخوص
فعل الكتابة شريك في فهم الدراما النفسية للشخوص

الشرق الأوسط

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

فعل الكتابة شريك في فهم الدراما النفسية للشخوص

في روايتها «بيت الجاز» تولي الكاتبة والروائية المصرية نورا ناجي اهتماماً بإيجاد فضاء مكاني مُهمش يتسع لطرح تساؤلات محورية حول الموت المجاني، ومواجهة الواقع المرفوض، فيما يبدو السقوط وكأنه «رحلة» طويلة مُمتدة في حياة البشر، لا تنتهي بلحظة الارتطام بالأرض، أو الوقوف على الحافة، والنظر إلى الهاوية من منظور أبعد من كل التصورات عن الخوف من المجهول، بل يبدو الأمر أكثر واقعية من الواقع نفسه. صدرت الرواية أخيراً عن دار «الشروق» بالقاهرة، وفيها يتفرع السرد إلى ثلاثة فصول ومسارات رئيسية، تمثل معاً «ضفيرة» العمل: (الكاتبة - الرِواية - الحقيقة)، تنهض على خلفية جريمة إلقاء طفل حديث الولادة من شبَّاك مستشفى في مدينة طنطا المصرية، بما يُلقي بظلاله على بطلات الرواية الرئيسيات؛ «رضوى» الكاتبة التي تبحث عن سلام مفقود، و«يمنى» الطبيبة التي تواجه واقعاً مُركباً، و«مرمر» الطفلة التي سُلبت منها طفولتها قسراً قبل أوانها. وعبر 202 صفحة، تربط الرواية بين قصص بطلاتها عبر تقنية من التوازي بين ما هو واقع ومُتخيّل، والمساحات المهمشة والضائعة بينهما، تمهد الكاتبة لذلك على لسان «رضوى» بطلة الرواية: «ظلّت هذه الأقصوصة من صفحة الحوادث ماثلة أمام عينيّ رضوى بطلة الرواية ثلاثة عشر عاماً. تحفز الحادثة المروعة فتخوض رحلة تنقيب عن قصة أم هذا الطفل وملابسات تلك الفاجعة، لتُفجر تلك القصة (المُختبئة) آلاماً شخصية مطمورة داخلها، وتقودها إلى رحلة كتابة يتحوّل فيها الواقع إلى واقع آخر مُتخيّل، في تخليق سردي يبدو أقرب لخروج رواية من (رحِم) رواية أخرى». تقمص روائي أيضاً يبدو «الرحِم» أحد مفاتيح الاقتراب من العالم النفسي للرواية، بداية من توظيفه كمجاز لفكرة المهد الأول أو «البيت» الذي يشهد على مناخات طفولة غائمة وسنوات نشأة مُعقدة لبطلات الرواية الثلاث بطرق مختلفة، وصولاً لصورته المادية حيث تقترب الرواية من مأساوية واقع الإجهاض، بما يحمله من لحظات انكسار مضنية لا تتجاوزها النساء بسهولة، ولعل المشهد الرئيسي الصادم لسقوط جنين من شباك مستشفى جامعي على رأس رجل، يظل شبحاً يُلاحق بطلة الرواية «رضوى»، التي بدا لها هذا الحادث أعمق من مجرد «مادة» روائية جذابة، حيث يُعيد تعريفها على عالمها المُظلم وهي تتقمص مشاعر بطلاتها اللاتي استلهمتهن من تتبع هذا الحادث، فتقترب من تلك المشاعر التي كانت تتحاشاها بتناسيها عمداً، بما يلقي الضوء على «الكتابة» بوصفها فعل تحرير وتطهير، وكذلك فعل مُكاشفة مرأوي، حيث تبدو الكاتبة وكأنها مُتورطة في مأساة شخصيات روايتها، وكأنها جزء من تركيبة زمنها الروائي الذي تخلقه، دون أن تتخذ مسافة آمنة من عالمها الموحش. تُسيّج نورا ناجي عالم روايتها بمحيط منطقة «بيت الجاز» بروائحه النفاذة، يعززها مجاورته للمقابر، ومستشفى «الجذام» القديمة، وهي بؤرة لا تكف عن بث مشاعر عارمة من الانقباض على مدار العمل: «بين الفقر والمرض والجلود الذائبة أو المتغضنة أو المجذومين الصامتين، في الشوارع المتربة والنساء اللاتي يرتدين السواد، وعربات الكارو وأكوام القمامة والشجر المصفر على جانبي الطريق»، هكذا تلقي الرواية بظلالها على العالم الذي تخرج منه «يمنى» الطبيبة التي تعمل بالنهار في مستشفى الجذام، وفي عيادة تجميل بالليزر ليلاً، لتبدو حياتها سلسلة من التناقض والانفصال، والبطلة الثانية «مرمر» ابنة «بيت الجاز»، التي ما إن تفتّح جسدها من مكمن الطفولة إلى عتبات الأنوثة حتى تلفها دوائر من الحيرة، فتبدو البطلتان وكأنهما تشاطران معاً رحلتهما صوب «السقوط»، الذي دعم السرد تقديمه بصورة فنية وكأنهما ظِل لامرأة واحدة حتى في مآلات مصيرهما، إنه السقوط الذي كانت تتقمصه بطلة الرواية «رضوى» خلال كتابتها لقصة بطلتيها: «كلما أغمضت عينيها ترى العالم يهوى. ليست هي من تسقط في رؤاها المُتخيلة، بل العالم من حولها». أزمنة مشتركة تتبنى الرواية منظوراً يُوسّع من تأمل الحكاية وعدم إغلاقها على بطلاتها، بما يجعل فعل الكتابة نفسه شريكاً في فهم الدراما النفسية والاجتماعية وراء هذا الحادث: «الحياة أرحم من الكتابة، لأنها في الكتابة لن تفكر كثيراً في الطفل، بل ستبحث عن أصل الحكاية، عن الجذر المُتخفي داخل الأرض، عن القسوة التي أدت للفعل، عن البطن التي لفظت، واليد التي ألقت، والأرجل التي ركضت هاربة، ستتقصى رضوى عن الهشاشة، عن الشر الذي يُغلّف العالم مثل غلالة رقيقة. شر البشر يدفعها للتعاطف، الشر يخفي كل اليأس». ويتسلل من خلال صوت «رضوى» خيط خفي يصل بين أصوات الكاتبات عبر أزمنة وعوالم مختلفة، كأنه تحية روائية لتلك الآصرة النِسوية، فالبطلة تتلمس على امتداد حياتها طيف الكاتبة «رضوى عاشور»، وتُلّمِح إلى «فيرجينيا وولف» التي تتحدث عنها بلسان حفيدة صارت «تملك غرفة تخصها للكتابة» بعد سنوات طويلة من الكفاح، وتسرد «قائمة الخسارات» المُشتركة لدى الكاتبات، وذلك الجانب المُعتم في حياتهن حيث «الكتابة هي الألم»، فتصفها بأنها: «حُمى راسكولنيكوف بعد قتله للمرابية العجوز، وهي دموع السيد أحمد عبد الجواد بعد موت ابنه، وهي خوف شهرزاد كل ليلة، وهي السماء التي تحتوي قمرين».

نورا ناجى تكتب رواية عن ثلاثة خطوط درامية لواقع أليم: «بيت الجاز».. اللجوء للكتابة محاولة لطرد الأشباح
نورا ناجى تكتب رواية عن ثلاثة خطوط درامية لواقع أليم: «بيت الجاز».. اللجوء للكتابة محاولة لطرد الأشباح

مصرس

time١٤-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

نورا ناجى تكتب رواية عن ثلاثة خطوط درامية لواقع أليم: «بيت الجاز».. اللجوء للكتابة محاولة لطرد الأشباح

مشهد واحد قادر على السيطرة على عقل الإنسان يستطيع أن يشغل فكره وحياته أن يغيرها ويعبث بها ويغير سرديتها ويصنع واقعا مغايرا للواقع المعاش، العقل يحتفظ بتلك المشاهد التى رآها، أو سمع عنها، أو قرأ عنها يمكنها أن تعيد تشكيل مشاعره، ويصبح نسيانها صعبا للغاية. نتحدث هنا عن الإنسان العادى والعقل الملاحظ الطبيعى فماذا لو كنا نتحدث عن الكاتب أو الكاتبة ممارس الفعل الإبداعى، ذلك الفعل المرهق الذى يحول الإنسان وعقله من الوضع الطبيعى إلى وضع أكثر تربصا بالأحداث، المشاهد، والقصص، مشهد واحد قادر على قلب حياة الكاتب رأسا على عقب قادر على إعادة تشكيلها الفكرة لو استقرت فى عقل الكاتب صنعت عالما وواقع خاصا بها، ولهذا الكاتبة فعل شديد الصعوبة يأخذ من الروح. وهذا هو بيت القصيد فى رواية «بيت الجاز» أحدث أعمال الكاتبة والروائية نورا ناجى، والصادرة عن دار الشروق، هنا نرى نصا يقام على مشهد، مشهد لطفل يلقى من نافذة مستشفى بطنطا فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، مشهد سيحول الرواية لنص واعٍ بذاته، رواية داخلها نصوص أخرى لتتحول الرواية بفعل هذا المشهد الأساسى فى بناء الرواية ذاته إلى حجر الأساس لتأسيس روايتين ليصير لدينا ما يشبه الثلاث روايات فى نص واحد.لدينا هنا رواية طبقات ثلاث طبقات متشابكة، ثلاثة خطوط دارمية منفصلة متصلة بثلاث شخصيات رئيسية، والبعض الآخر الهامشى، هنا توجد الكاتبة رضوى التى نسير معها فى رحلة حول مخاوفها، تساؤلاتها، خيالاتها، وحول الكثير من الأشباح التى تطارد الكاتب، إن الفصول الخاصة برضوى والمعنونة بالكتابة هى فصول أول ما تكون عن الكتابة نفسها اختارت فيها الكاتبة طرح حياة ممارس فعل الكتابة، واختارت لها اسما يرمز إلى أحد الكاتبات الكبار رضوى عاشور، والتى تم الإشارة لها فى النص أكثر من مرة.هنالك تلك الحياة التى تتسم بالوحدة وبالألم، والتى تدفع رضوى للكتابة مثلها مثل كاتب يريد التمرد على تلك الحياة يريد الهرب من نفسه إلى الكتابة، ومع الكتابة هو يؤرخ لبعض منه، نرى أيضا حياة الكاتب فى الأوساط الثقافية فى نقد واضح لتلك الأوساط وأصحابها غير الحقيقيين بدرجة كبيرة، ثم نعيش مع رضوى ذلك المشهد الذى تظل حبيسة له طوال الرواية هو مشهد إلقاء طفل رضيع من أحد نوافذ المستشفى فى طنطا ذلك المشهد الذى ستحتفظ به دائما بعدما قرأت فى الجرائد وسيؤرقها طوال الرواية، حتى تكتب عنه رواية تراها روايتها الأخيرة التى بعدها سوف تعتزل فعل الكتابة المرهق.الرواية التى كتبتها رضوى وأعطتها الحياة، وجعلت بطلتها من لحم ودم بطلة سنحتار إن كانت حقيقية أم محض خيال هنا ستذوب الفوارق بين الواقع والخيال، بطلة الرواية يمنى الطبيبة غير السعيدة التى نرى حياتها الكئيبة ومحطاتها الكثيرة، ونلمس تشابها بين البطلة وكاتبتها، يمنى هى الشخصية التى اختارت رضوى أن تجعلها الراوى للحكاية أن تكون هى الشاهد على قصة إلقاء الطفل الرضيع من نافذة المستشفى، ولكن ليس الحادث نفسه، بل ما حدث قبله لتسرد لنا ما رأته من حكاية بيت الجاز وأهله، وحكاية البطلة الحقيقية مرمر أم الطفل الملقى.ومع ذلك تصبح يمنى شخصية مستقلة تسرد لما من حياتها الكثير، شاهدت يمنى مشهدا ظل محفورا فى ذاكرتها لا تستطيع التخلص منه، وهو مشهد انتحار مرمر بعد كل ما قاسته إضرامها النار فى جسدها وإلقاء نفسها من فوق سطح بيت الجاز كما ألقوا بابنها من نافذة المستشفى، مشهد ظل محفورا فى ذاكرة يمنى دائما، ولم تستطع التخلص منه على الإطلاق كأنه سلبها حياتها.الخط الثالث للرواية هى المعنونة فصولها بالحقيقة، وكأنها حقيقة ما حدث لبطلة الرواية الأصلية مرمر أم الطفل الرضيع الملقى من نافذة المستشفى، نعود معها فى فصول الحقيقة من أجل تقصى الحقيقية عن ماذا أوصل ذلك الطفل ليتم الإلقاء به من النافذة عن قصة أمه الطفلة التى حملت هذا الطفل دون أى إرادة منها من جريمة وحشية لأحد أقرب الناس إليها، نرى سيرتها وسيرة بيت الجاز وأهله، سيرة أبيها وأمها وعمتها الملقية بالطفل من نافذة المستشفى، وعمها زيزو، وربما سيرة ليمنى بعيون مرمر، نرى أيضا سيرة الموت والمرض مع المجذومين والمقابر نشتم رائحة الموت الذى يحوم حول المكان دائما، ونرى مرمر وهى تتخلص من حياتها بإحراق جسدها والسقوط إلى الهاوية لترتفع هيا، ويهوى عالمها إلى الأبد.إننا فى رواية «بيت الجاز» أمام نص مؤثر للغاية نص واعٍ إلى حد كبير بكونه نصا أدبيا، نص فى داخله عدة نصوص أخرى تضافر مع بعضها لتصنع لنا نصا بلغة شاعرية، تنبض شخصياته بالحياة، ليؤثر فى مشاعر من يقرأه.

في يومه الحادي عشر.. استمرار النشاط والزخم بجناح دار الشروق بمعرض القاهرة للكتاب
في يومه الحادي عشر.. استمرار النشاط والزخم بجناح دار الشروق بمعرض القاهرة للكتاب

مصرس

time٠٤-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

في يومه الحادي عشر.. استمرار النشاط والزخم بجناح دار الشروق بمعرض القاهرة للكتاب

شهد جناح دار الشروق رقم B29 بقاعة 1 بمعرض القاهرة للكتاب، أمس الأول الإثنين، استمرارًا لحالة النشاط الكبير، والزخم الكبير الذى يشهده الجناح منذ بداية المعرض الذى تتم فعالياته اليوم الأربعاء. خلال أيام المعرض شهد الجناح تواصل حضور العديد من كتّاب دار الشروق، والذين حرصوا على توقيع نسخ من أعمالهم المختلفة، والتفاعل مع القراء، وأخذ صور تذكارية فى الجناح ومع القراء والزوار المختلفين. وتواجد يوم الإثنين بجناح دار الشروق الكاتب والمترجم الكبير سمير جريس مع أحدث ترجماته «إميل والمخبرون»، للكاتب إريش كستنر، وترجمنه، والصادر عن دار الشروق، ووقع سمير جريس بعض النسخ من الكتاب والتقط صور تذكارية مختلفة بالجناح.وتواجد الكاتب يحيى الجمال وروايته الأحدث «المسرحية الأخيرة» والصادرة حديثًا عن دار الشروق، وقام الجمال بالتوقيع على عدد من نسخ روايته، والتقط بعض الصور التذكارية المختلفة بالجناح.وتواجد أيضًا الكاتب والشاعر والروائى اللبنانى عباس بيضون ضيف المعرض بجناح دار الشروق حيث وقع بيضون على عدد من نسخ روايته الأحدث «الشيخ الأحمر» والصادرة عن دار الشروق والتقط بعض الصور التذكارية المختلفة وسط اختفاء كبير به.وتواجد أيضا بجناح دار الشروق الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق ووقع أبو غازى على عدد من نسخ أحدث كتبه «مشروع استقلال مصر 1883»، والصادر بالتعاون بينه وبين الدكتور وليد غالى، والتقط أبو غازى بعض الصور المختلفة بجناح دار الشروق.كما تواجد بالجناح الكاتب توماس جورجيسان وأحدث أعماله «إنها مشربية حياتى» والصادر حديثًا عن دار الشروق، الكاتب الدكتور حسام فخر وأحدث أعماله «لسان عصفور» والصادر حديثًا عن دار الشروق، الكاتب والإعلامى أحمد الدرينى وأحدث كتبه «الحبيب.. زيارة جديدة للسيرة النبوية» والصادر حديثًا عن دار الشروق، الكاتب والروائى أحمد صبرى أبو الفتوح وأحدث رواياته «مراد العارف» والصادرة حديثًا عن دار الشروق، الكاتبة والروائية نورا ناجى وأحدث رواياتها «بيت الجاز» والصادرة حديثًا عن دار الشروق، الكاتبة والروائية منصورة عز الدين، الكاتب العمانى أحمد الراشدى.وزار جناح دار الشروق الإعلامى عمرو خفاجى، الكاتب الصحفى سيد محمود، الكتابة والروائية رضوى الأسود، الكاتبة والروائية هبة خميس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store