أحدث الأخبار مع #«فانس»


البوابة
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- البوابة
تسريب خطة ضرب الحوثيين يربك إدارة ترامب.. صحفي أمريكي يكشف التفاصيل
في واحدة من أكبر التسريبات الاستخباراتية في العالم التي أربكت الولايات المتحدة، كشف الصحفي الأمريكي، جيفري جولد برج، عن طريق الخطأ؛ خطة حربية سرية بشأن الهجمات الأخيرة على جماعة الحوثيين اليمنية، التي أعلنت بدء استهدافها للسفن الإسرائيلية أو التابعة لبلدان داعمة للاحتلال على خلفية حربة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. التسريب وضع بعض الشخصيات الكبيرة في إدارة الرئيس دونالد ترامب، لا سيما نائبه جي دي فانس، ومستشاره، ستيفين ميلر، ورئيسة موظفيه، سوزي ويلز، ووزير الدفاع، بيتر هيجيست، ومديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايكل والتز، في مأزق، عن طريق تطبيق الدردشة التجاري «Signal». البداية كانت عندما نشر «جيفري»، مقال في مجلة «أتلانتك» الأمريكية، أمس الاثنين، كشف فيه أنه تم إدراجه في محادثة «Signal»، تسمى «Houthi PC Small Group»، وأدرك أن 18 عضوًا من إدارة الرئيس الأمريكي في المجموعة. وفي روايته، قال إنه قام بإزالة مواد حساسة من حسابه، بما في ذلك هوية ضابط كبير في وكالة المخابرات المركزية، وتفاصيل العمليات الحالية. يقول بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، للمجلة الأمريكية: «يبدو أن هذه سلسلة رسائل أصلية، ونحن نراجع كيف تمت إضافة رقم غير مقصود إلى السلسلة»؛ يقصد رقم الصحفي، مضيفًا أن هذا الحوار يُجسّد التنسيقَ السياسي العميق والمدروس بين كبار المسؤولين، ويشير إلى النجاح المُستمر للعملية الحوثية إلى عدم وجودِ أي تهديدٍ للقوات أو الأمن الوطني. المناقشات التي اطلع عليها الصحفي الأمريكي، تبرز تعليقات من «فانس» الذي بدا غير مقتنع بضرورة مهاجمة اليمن، فضلًا عن المحادثات حول الثمن الذي ينبغي أن تتوقعه الولايات المتحدة من الأوروبيين وغيرهم من البلدان مقابل قيامه بإزالة التهديد الموجه إلى طريق الشحن العالمي الرئيسي، في البحر الأحمر. وفي مقاله كتب «جولد برج»، أنه كان يشك في البداية في ما إذا كانت الرسائل قد تكون نوعًا من عملية التضليل الأجنبية، لكنه بعد ذلك أصبح مقتنعًا بأنها حقيقية بسبب اللغة والمواقف المقدمة، إضافةً إلى الخطة التي نوقشت تزامنت مع هجوم فعلي من قبل الولايات المتحدة على الجماعة اليمنية. وتابع الصحفي الأمريكي: أن المستخدم المُعرَّف باسم «هيجسيث»، رد بعد ثلاث دقائق، قائلًا: «نائب الرئيس: أُشاركك تمامًا كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه لأمرٌ مُثير للشفقة. لكن «مايك» مُحق، فنحن الوحيدون على هذا الكوكب في جانبنا من الدفتر القادرون على فعل ذلك. لا أحد قريبٌ حتى المسألة تتعلق بالتوقيت. أشعر أن الآن هو الوقت الأنسب، خاصةً بعد توجيهات الرئيس بإعادة فتح ممرات الشحن. أعتقد أننا يجب أن نغادر؛ لكن لا يزال لدى ترامب 24 ساعة لاتخاذ القرار». يكمل أن «والتز»، قدم تحديثًا للمجموعة مرة أخرى، ووصف العملية بأنها عمل مذهل، وبعد دقائق قليلة، كتب شخص آخر: «بداية جديدة»، بينما بعد فترة وجيزة، عاد مستشار الأمن القومي ليرد بثلاثة رموز تعبيرية: قبضة - علم أمريكي- نار، وسرعان ما انضمّ آخرون، بمن فيهم وزير الخارجية، الذي كتب: «أحسنتَ يا بيت وفريقك»، فيما أرسلت سوزي وايلز رسالة نصية: «أحسنتَ للجميع - وخاصةً في مسرح العمليات والقيادة المركزية! رائع حقًا. بارك الله فيكم». فيما نقلت صحيفة «بوليتيكو»، عن مسؤولين أمريكيين، القول بأن ثمة تقديرات بأن يحمل الرئيس دونالد ترامب مستشار الأمن القومي، المسؤولية عن تعرض أمن الولايات المتحدة للخطر. وأكدت الصحيفة الأمريكية أن مصير مستشار الأمن القومي، لم يُحسم بعد، ومن الوارد إجباره على الاستقالة عقب ما يتردد عن تسريب معلومات عسكرية؛ بشأن العمليات ضد «الحوثيين». وأضافت، أن «ترامب»، سيتخذ القرار النهائي بشأن مستشاره للأمن القومي، خلال اليوم أو اليومين المقبلين. وذكر موقع "آكسيوس" الأمريكي أن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ ستكون أول من يستجوب مدير الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية، جون راتكليف، الثلاثاء، حيث كانا من بين 18 شخصًا ظهروا في مجموعة "سيجنال" التي كشف عنها الصحفي جيفري جولدبرج في تقرير نشره موقع "ذا أتلانتيك". كما ستعقد لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جلستها يوم الأربعاء مع المسؤولين أنفسهم، حيث تعهد جيم هايمز، أبرز الديمقراطيين في اللجنة، بالفعل باستجوابهم بشأن القضية. وبحسب قناة «القاهرة الإخبارية»، نفى وزير الدفاع الأمريكي، تسرب أي خطط حربية عبر رسائل نصية. وكانت القيادة المركزية الأمريكية قالت في الساعات الأولى من يوم الإثنين الماضي، إن قواتها تواصل عملياتها ضد جماعة الحوثي اليمنية. وبعد شن الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر2023، بدأ «الحوثيون» استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية، قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها. وأكد «الحوثيون»، أن ذلك يأتي في إطار مساندة الفلسطينيين، وأدت هذه الهجمات الى تراجع كبير في حركة الملاحة البحرية، عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولًا لقناة السويس، وهو ممر أساسي لحركة التجارة الدولية. وفي محاولة لردعهم، أعلنت الولايات المتحدة، تشكيل تحالف دولي متعدد الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر. فيما استأنفت الجماعة اليمنية الأسبوع الماضي الهجمات الصاروخية بعد انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. من جهتها، شنت الولايات المتحدة سلسلة غارات جديدة على مواقع تابعة لـ«الحوثيون»، في إطار التصعيد المتواصل ضد الجماعة، بعد تجدد هجماتها الصاروخية على إسرائيل. وقالت مصادر في اليمن إن الغارات الأمريكية استهدفت مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، مشيرة إلى تنفيذ عدة ضربات جوية في منطقة الفازة. ويأتي التصعيد في وقت ذكرت فيه تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم الرد على هجمات «الحوثيين»، في محاولة لتجنب توسيع نطاق المواجهة في المنطقة.


بوابة الأهرام
٢٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
من حزام الصدأ إلى عالم المال والسياسة
«لم أكتب هذا الكتاب لأنى أنجزت إنجازا غير عادى، وإنما لأنى أنجزت ــ بالكلية ــ إنجازا عاديا، الأمر الذى لا يتحقق للكثير من الأطفال الذين تربوا فى ظروف اجتماعية مثل التى تنشأت فيها»... وردت هذه الكلمات فى مقدمة المذكرات التى أصدرها «جيمس دافيد فانس» (41 عاما)، الناشط الشاب فى عالمى المال والسياسة ــ آنذاك ــ فى العام 2016، وذلك عندما بلغ الثانية والثلاثين من العمر. وبالرغم من انقضاء عدة سنوات على صدور المذكرات إلا أنه قد تجدد الاهتمام بها خلال الشهور الماضية مرتين: المرة الأولى عندما اختير فانس ليخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية كنائب لدونالد ترامب فى الصيف الماضى لمعرفة المزيد عن تاريخ الرجل. أما المرة الثانية فكانت بعد الكلمة العنيفة التى ألقاها فى مستهل فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن (14 فبراير الماضي) بعد انتخابه نائبا للرئيس رقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية «دونالد ترامب»، والتى رفضها معظم القادة الأوروبيين لما اعتبرته تدخلا سافرا للشأن الداخلى لأوروبا من جانب، وتعبئة للقوى الشعبوية المتطرفة الأوروبية من جانب آخر. حظيت المذكرات عند صدورها باهتمام كبير نظرا لأنها - عبر 200 صفحة تضمنت مقدمة و15 فصلا وخاتمة - وثيقة حية حول واقع الفقر فى إحدى بقاع أرض الحلم الأمريكى (ميدلتاون بولاية أوهايو)، وكان من نتاج هذا الاهتمام أن أنتجت إحدى المنصات الرقمية فيلما مستلهما وقائع المذكرات. كذلك اعتبرها الباحثون فى علم الاجتماع السياسى من جهة، والخبراء فى السلوك السياسى من جهة أخرى دليلا استرشاديا لفهم ديناميات التصويت فيما بات يُعرف فى أدبيات الاجتماع السياسى: «حزام الصدأ» Rust Belt؛مسرح أحداث سيرة بطل المذكرات.وتجدر الإشارة هنا إلى أنه وإبان الاستعداد لحملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية صدر، من ضمن ما صدر، لفهم الدوافع التصويتية للقواعد الطبقية والاجتماعية فى الولايات المتحدة الأمريكية (أو ما بات يُعرف بجغرافيا وسوسيولوجياالتصويت) كتاب مرجعى لعالمة الاجتماع السياسى المعتبرة «تيدا سكوبول» (78 عاما) عنوانه: حزام الصدأ الأزرق؛ تحاول فيه الإجابة عن سؤال لماذا يتحول المصوتون الذين ينتمون للطبقة العاملة بعيدا عن الحزب الديمقراطي. كذلك صدور أكثر من كتاب يدرس رحلة «الصعود الفانسي» وما طرأ على الرجل من تغيرات على مستوى القناعات والخيارات العملية أثرت على رحلته فى دنيا المال ــ السياسة. تلك التغيرات التى اعتبرها المتابعون تجسيدا لتحولات طالت كتلة مجتمعية قاعدية. ويبدو لى أن المذكرات يمكن أن تفتح لنا أفقا لفهم الداخل الأمريكي. بداية عنوان المذكرات كما يلي: «مرثية هيلبيللي: سيرة أسرة وثقافة فى أزمة Hillbilly Elegy : A Memoir of A Family And Culture In Crisis؛ إذ يتناول «فانس» سيرته وكيف ولد فى منطقة تنتمى إلى ما يعرف بنطاقات «حزام الصدأ» Rust Belt؛ ويقصد بها تلك المناطق التى كانت مزدهرة صناعيا حول الحرب العالمية الثانية، ولكنها تخلفت تخلفا شديدا مع مطلع ستينيات القرن الماضى، لذا وصفت «بمناطق الصناعات الصدئة»، أى التى عفا عليها الزمن، لأنها لم تستطع أن تواكب العصر. ومن ثم عانى أهل «حزام الصدأ» من حال بائس اجتاحته كل الموبقات التى عادة تجتاح هكذا حال بائس. وبالأخير كيف استطاع صاحب السيرة «فانس» - آنذاك - «الإبحار فى واقع مضطرب» ليرسو على شاطئ عالم الاستثمار. أو بالأحرى، هؤلاء البيض الذين لا ينتمون إلى ما يعرف بذوى البشرة البيضاء الأنجلوساكسون البروتستنانت (WASP)، إذ هم «ينتمون واقعيا إلى الأمريكيين البيض الذين ينتمون إلى الطبقة العاملة فى منطقة متدهورة صناعيا وفقيرة اقتصاديا ومتراجعة تعليميا.إنهم الذين يطلق عليهم الأمريكيون فى الثقافة الشعبية كما يقول «فانس» «بذوى الرقبة الحمراء» الذين يتسمون «بالجلافة»، ويراهم الآخرون بأنهم غير متعلمين وأنهم فى منزلة دنيا. لذا يصفون بـ «White trash». لا يكتفى فانس بإلقاء الضوء على الجانب الإثنى «للهيلبيللى» بل نجده يقوم بإضاءة الوجه الآخر من العملة ألا وهو الجغرافيا الاجتماعية لهؤلاء المهمشين وما آلت إليه من واقع مترد. وذلك من خلال سرد تفصيلى للتاريخ الاجتماعى لأسرته من جانب، ولتاريخ تدهور الموضع من جهة أخرى. ولا يخجل «فانس» من سرد بعض القصص الشائنة بكل صراحة وجرأة إلا أنه فى المقابل لا يقدم أسبابا للتدهور الذى طال الطبقة الصناعية/الصناعة فى موضع نشأته وضمها إلى «حزام الصدأ». كما تعكس سيرة فانس كيف أنه قام بالكثير من التحولات، اتسم بعضها بالجدية ــ يسردها بأريحية كبيرة ــ ما مهد له الطريق نحو مزيد من التقدم اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. ويعتبر «فانس» تقدمه لحظة فارقة ميزت (راجع الفصل الحادى عشر) بين «التفاؤل الذى يشعر به وبين التشاؤم الذى يهيمن على مجتمعه»(القابع فى حزام الصدأ). عندئذ انتبه «فانس» بأن هذا المجتمع يحتاج إلى «بطل» يستنقذ أهله من الاغتراب الذى يعانون منه منذ عهد بيل كلينتون وحتى أوباما». وتجسدت هذه المعاناة فى عدم الثقة فى الحكومات، ولا فى سياساتها الاجتماعية، ولا فى سياسييها. «هؤلاء علينا أن نمكنهم»، يقول فانس. لقد وجد ضالته فى هذه الطبقة لتكون القاعدة الاجتماعية التى يمكن أن تنطلق منها النخبة المحافظة الجديدة قفزا على النخبة الجمهورية المحافظة التاريخية. ولا شك أن مذكرات فانس ساهمت فى توجيه النظر إلى مسار التحولات الطبقية وما ترتب عليها من تغيرات أيديولوجية وسلوكية سياسية لعل من أبرزها خيارات الأجيال الجديدة لأسر الطبقة العاملة. هؤلاء الذين عنوا أن يتعلموا تعليما يتناسب مع الزمن الرقمى وأن يرتبطوا بدوائر النخبة الرأسمالية الرقمية. وهو الخيار الذى كان «فانس» رائدا فيه حسب سيرته. (ويرصد أكثر من باحث أهمية هذا التحول الذى أطلق عليه بإعادة تكوين اقتصادية فارقة فى الجسم الانتخابى الأمريكى أظنها تحتاج إلى تفصيل قد نعود إليه لاحقا)، وضمن له وسيضمن لشريحة واسعة الصعود من القاعدة الصدئة إلى قمة دنيا المال والسياسة. الخلاصة، مذكرات فانس ــ بما تضمنته من تحولات وتجاوزات ــ تعكس طبيعة القوى الجديدة: النخبة الرأسمالية الرقمية وقاعدتها الشعبوية؛ التى تشكل أمريكا، أو النموذج «الترامبى».


الدستور
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
لماذا رفضت أمريكا وبريطانيا التوقيع على بيان باريس للذكاء الاصطناعي؟
عرضت فضائية القاهرة الإخبارية تقريرا تلفزيونيا بعنوان مناقشات حاسمة في قمة باريس بشأن تطورات مستقبل الذكاء الاصطناعي. وهناك حضور واسع النطاق ومناقشات مطولة شهدتها قمة باريس للذكاء الاصطناعي، على مدى يومين، حول قضايا مستقبل تلك التقنية الجديدة والمتسارعة وكيفية تنظيمها. وأشار إلى أن هناك بيانا بشأن الذكاء الاصطناعي الشامل والمستدام كان عنوانا لإعلان باريس الذي توافقت عليه 61 دولة من بينها الصين، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا امتنعتا عن توقيعه، إذ أن البيان الختامي دعا إلى أن يكون الذكاء الاصطناعي مفتوحا وأخلاقيا وخاضعا للحوكمة الدولية ومستداما للكوكب. ولم تقدم الولايات المتحدة تفسيرا بشأن عدم توقيعها على إعلان باريس، إلا أن كلمات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خلال هذه القمة، حملت في طياتها السبب الحقيقي وراء هذا، خاصة بعد تحذيره لزعماء العالم من إبرام اتفاقات في مجال الذكاء الاصطناعي مع من وصفها بالأنظمة الاستبدادية. «فانس» لم يخف السياسة التي تتبناها إدارة ترامب وهي «أمريكا أولًا»، بتأكيده مرارا أن الولايات المتحدة حريصة على الاستمرار في كونها القوة المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة لبريطانيا، انتقد المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر البيان الختامي لقمة باريس، قائلا إنه يفتقر إلى الوضوح بشأن الأسئلة المتعلقة بالحوكمة العالمية والأمن القومي. وبحسب التقرير، هدفت قمة باريس في المقام الأول إلى وضع فرنسا وأوروبا على الخريطة العالمية للذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أن الريادة في هذا المجال ليست لأمريكا والصين فقط، بل إن لفرنسا والاطراف الدولية الفاعلة دور أيضا في هذا المجال، ولإضفاء الطابع الأوروبي على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كشفت رئيس المفوضية الأوروبية فون ديرلاين عن استثمارات بقيمة 200 مليار يورو، لتسريع الابتكار في هذا المجال سريع النمو.


الأسبوع
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الأسبوع
لماذا رفضت أمريكا وبريطانيا التوقيع على بيان باريس للذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي حضور واسع النطاق ومناقشات مطولة شهدتها قمة باريس للذكاء الاصطناعي، على مدى يومين، حول قضايا مستقبل تلك التقنية الجديدة والمتسارعة وكيفية تنظيمها. وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرا تلفزيونيا بعنوان «مناقشات حاسمة في قمة باريس بشأن تطورات مستقبل الذكاء الاصطناعي»، أشار إلى أن هناك بيانا بشأن الذكاء الاصطناعي الشامل والمستدام كان عنوانا لإعلان باريس الذي توافقت عليه 61 دولة من بينها الصين، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا امتنعتا عن توقيعه، إذ أن البيان الختامي دعا إلى أن يكون الذكاء الاصطناعي مفتوحا وأخلاقيا وخاضعا للحوكمة الدولية ومستداما للكوكب. ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم تفسيرا بشأن عدم توقيعها على إعلان باريس، إلا أن كلمات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خلال هذه القمة، حملت في طياتها السبب الحقيقي وراء هذا، خاصة بعد تحذيره لزعماء العالم من إبرام اتفاقات في مجال الذكاء الاصطناعي مع من وصفها بالأنظمة الاستبدادية. «فانس» لم يخف السياسة التي تتبناها إدارة ترامب وهي «أمريكا أولاً»، بتأكيده مرارا أن الولايات المتحدة حريصة على الاستمرار في كونها القوة المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة لبريطانيا، انتقد المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر البيان الختامي لقمة باريس، قائلا إنه يفتقر إلى الوضوح بشأن الأسئلة المتعلقة بالحوكمة العالمية والأمن القومي. وبحسب التقرير، هدفت قمة باريس في المقام الأول إلى وضع فرنسا وأوروبا على الخريطة العالمية للذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أن الريادة في هذا المجال ليست لأمريكا والصين فقط، بل إن لفرنسا والاطراف الدولية الفاعلة دور أيضا في هذا المجال، ولإضفاء الطابع الأوروبي على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كشفت رئيس المفوضية الأوروبية فون ديرلاين عن استثمارات بقيمة 200 مليار يورو، لتسريع الابتكار في هذا المجال سريع النمو.


الاتحاد
٠٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الاتحاد
استهداف البيروقراطية.. «اجتثاث البعث» على الطريقة الأميركية
استهداف البيروقراطية.. «اجتثاث البعث» على الطريقة الأميركية في عام 2021، وحين حل ضيفاً على إحدى جلسات «بودكاست»، شبّه نائبُ الرئيس الأميركي جيه دي فانس طموحاته في سيطرة المحافظين على أميركا بسياسة الولايات المتحدة في العراق بعد الحرب إذ قال: «إننا في حاجة إلى ما يشبه برنامج اجتثاث «البعث»، بل برنامج لاجتثاث الأفكار اليسارية في الولايات المتحدة.. في إشارة إلى حملة اجتثاث أعضاء حزب «البعث»، الذي كان يرأسه صدام حسين. وقال «فانس»: إنه إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، عليه «أن يطرد كل بيروقراطي من المستوى المتوسط، وكل موظف مدني في الدولة الإدارية، واستبدالهم برجالنا». كلمات «فانس» كانت بمثابة نبوءة، لأن الأيام الأولى من ولاية ترامب الرئاسية الثانية حملت أجواء ومشاعر تذكّر بـ«سلطة الائتلاف المؤقتة» في العراق. وبالنسبة للمحظوظين الذين لا يتذكرونها، فإن المقصود بـ«سلطة الائتلاف المؤقتة» هي الإدارة التي وضعها جورج دبليو بوش وفريقه، بعد أن غزوا العراق بتهور، اعتقاداً منهم بأنه سيكون من السهل إعادة تشكيل حكومة لا يعرفون عنها شيئاً تقريباً. هذه «السلطة» كانت مليئة بالأنصار اليمينيين، الذين كان بعضهم قد تخرّج لتوه في الجامعة، وأُسندت إليهم مسؤوليات هائلة. ومنهم 6 أشخاص كانوا معينين في وظائف إدارية منخفضة المستوى في البداية، بعد أن أرسلوا سيرهم الذاتية إلى مؤسسة «هيريتيدج فاونديشن» اليمينية المحافظة ليجدوا أنفسهم مكلفين بإدارة ميزانية العراق البالغة 13 مليار دولار. كما كلِّف أخصائي اجتماعي كان يعمل مديراً في مؤسسة خيرية مسيحية بمسؤولية إعادة بناء نظام الرعاية الصحية. وفي الأثناء، فُصل ما بين 50 ألفاً إلى 100 ألف موظف حكومي عراقي، العديد منهم كانوا قد انضموا إلى حزب «البعث» بهدف الحصول على وظائفهم فقط. وأصبحت المدارس بلا معلمين. وكما كتب سيروس سولو جين في مجلة «تايم»، فإن الأخطاء الفادحة في الميزانية التي ارتكبها مبتدئون تحت وطأة المهام الكثيرة التي كانت مناطة بهم كان من نتائجها عدم توصل أفراد الشرطة برواتبهم في الوقت المحدد. باختصار، إن عملية اجتثاث «البعث»، التي أراد «فانس» محاكاتها يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها كارثة ساهمت في الفوضى القاتلة وعدم الاستقرار الذي أعقب الغزو الأميركي. وبالطبع، فإن حكومة الولايات المتحدة، حتى الآن على الأقل، لم تفكَّك بالقدر نفسه الذي فُككت به الحكومة العراقية، وإنْ لم يكن ذلك بسبب عدم المحاولة. وخلال الفترة الانتقالية، استخدم حلفاء ترامب عبارة «الصدمة والرعب» - وهي عبارة أخرى تعود بنا إلى زمن حرب العراق - لوصف خططه للمئة يوم الأولى. وبعد فترة قصيرة من توليهم زمام الأمور، تسببوا في أزمة نتيجة إيقاف قطاعات ضخمة من إنفاق الحكومة الفيدرالية، وإن كانوا قد استأنفوا بعض المدفوعات على الأقل، بعد أن أصدر قاض أمراً قضائياً بذلك. وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، بسط إيلون ماسك سيطرته على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة، والذي يصرف تريليونات الدولارات، ويتضمن بيانات حساسة عن ملايين الأميركيين. ويبدو أن بعض الأشخاص الذين يساعدونه على تولي أمر الحكومة - ومن بينهم 6 مهندسين تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عاماً، كما ذكرت مجلة «وايرد» - أقل خبرة حتى من الموظفين الجدد الذين عملوا ضمن «سلطة الائتلاف المؤقتة» في العراق. وفي وزارة التعليم، تم إيقاف موظفين عن العمل بسبب مشاركتهم في دورات تدريبية حول التنوع كان رؤساؤهم قد أوصوا بها، وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن ترامب سيبدأ قريباً في تفكيك الوزارة بالكامل. كما تم إبلاغ أكثر من 1000 شخص في «وكالة حماية البيئة» يعملون في قضايا مثل التغير المناخي، والحد من التلوث بأنهم قد يُفصلون من وظائفهم قريباً. وفي غضون ذلك، يقوم أتباع ترامب بتطهير الأجهزة الأمنية. إذ يجري التدقيق في عمل الآلاف من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب مشاركتهم في التحقيق مع مثيري الشغب في مقر الكونجرس وملاحقتهم، ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، فإن العشرات، أو حتى المئات من الضباط قد يتعرضون للطرد. وفي الأثناء، تذهب الوظائف القيادية في الإدارة إلى المتعصبين. فالعام الماضي، كتب دارين بيتي، الذي يقال إن ترامب يعتزم الاستعانة به ليكون وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة: «يجب أن يتولى المسؤولية رجال بيض أكفاء إذا أردت أن تسير الأمور على ما يرام». الكثيرون يصفون هجوم «ماسك» على البيروقراطية الفيدرالية بأنه انقلاب، وهذا ليس صحيحاً تماماً. فترامب انتُخب للأسف، ومنح ماسك تفويضاً كبيراً طواعية، غيرأ ن السبب في أن الأمر يبدو أشبه بالانقلاب هو أنه ليس لدينا سابقة لإدارة أميركية تعاملت مع حكومتها كمنطقة معادية. وفي مذكراته عن الحرب الأميركية على العراق وما تلاها، وصف غيث عبد الأحد بأن بلاده خضعت لحكم «شباب متعصبين كانوا يتمتعون بسلطات غير قابلة للطعن من أجل إعادة تشكيل العراق بالطريقة التي يريدها أسيادهم». وها نحن اليوم نتذوق بعضاً من طعم تلك التجربة. الأمر أشبه بإتمامنا دورة كاملة، وعودتنا إلى نقطة البداية، ذلك أن الحرب الأميركية في العراق، وعلاوة على قتلها مئات الآلاف من العراقيين، وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، مهّدت الطريق أيضاً لصعود ترامب من خلال تعزيزها شعوراً واسعاً في الولايات المتحدة بانعدام الثقة. وبدروه، ها هو ترامب يفرض علينا الآن نسخة أكثر اعتدالاً من الحكم غير الخاضع للمساءلة الذي أقمناه هناك. في النهاية، لن يكون من الممكن إنكار الدمار الذي جلبه هذا النظام الجديد، حتى بالنسبة لبعض مؤيديه، غير أن تحطيم بلد، للأسف، أسهل بكثير من ترميمه وإعادة تجميعه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»