أحدث الأخبار مع #«كامبديفيد»


المصري اليوم
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المصري اليوم
«زي النهارده».. وفاة الخال عبدالرحمن الأبنودي 21 أبريل 2015
كان الخال عبدالرحمن الأبنودي من المحبين والمتابعين لـ«المصري اليوم»، ومن الحريصين على متابعة زاوية «زي النهارده» في «المصري اليوم»، وكثيرا ماكان يتصل بنا ليذكرنا بمولد أو رحيل واحد من أعلام الأدب والفكر ومن رفاق مسيرته أيضا، ومن ثم ظلت هذه الزاوية تحيي ذكراه في كل عام، وكانت المصري اليوم أجرت معه أكثر من حوار وتقول سيرة الخال الأبنودي أنه في الحادى عشر من أبريل عام 1938 شهدت دوار المأذون محمود الأبنودى بقرية أبنود الصغيرة بمحافظة قنا مولد طفل أسمر نحيل، لم يكن محمود أو فاطمة يعلمون أن هذا الـ«عبدالرحمن» سيكون أشهر شعراء العامية في العالم العربى. فاطمة قنديل أو «فاطنة» كما يناجيها في شعره كانت سجلًا لكل أشعار القرية وطقوسها، وكذلك كانت الجدة «ست أبوها»، واعتبر الأبنودى نفسه محظوظًا لأنه عاش مع هاتين المرأتين، أما الأب الذي كان مأذوناً وشاعراًفلم يتحمل في ذلك الوقت مايكتبه ابنه فمزق ديوانه الأول«حبة كلام»وبعد سنوات،انتقل عبدالرحمن لمدينة قنا وتحديداً شارع بنى على،وهنا بدأ يستمع إلى أغانى السيرةوتأثر بهاوبعد فترة أرسل عبدالرحمن الأبنودى مجموعة من قصائده بالبريد إلى صلاح جاهين، فلم يكتف الأخير بتخصيص عموده في «الأهرام» للشاب الجنوبى، بل أرسل قصيدتين له إلى الإذاعة ليبدأ تلحينهما وهما «بالسلامة يا حبيبى» لنجاح سلام، و«تحت الشجر يا وهيبة» لمحمد رشدى. وفى مطلع الستينيات هبط القاهرة مع رفيقيه أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله وكان السمرالثلاثة لديهم قناعة بضرورة «غزو المدينة القاهرة»التي كانت أشبة ب النداهة»، تدعو كل صاحب كلمةوقت الثورة وفى القاهرة التحق بأحد التنظيمات الشيوعية، فألقى القبض عليه1966 وفى السجن اكتشف أن«الشيوعية ليست طريقا لتحقيق الذات أوتقديم خيرإلى الفقراء»، وجاءت النكسة ليرى كل الأحلام تنهار فكتب لعبدالحليم حافظ «المسيح» و«عدى النهار» ثم ذهب إلى الجبهة وهناك كتب يومياتهافى ديوانه «وجوه على الشط وفى تلك المرحلة وفرله إعجاب الرئيس عبدالناصربأعماله، خاصة القصيدة التي كتبها في رثاء عبدالمنعم رياض وأغنية عدا النهار وغيرها حماية من بطش «زوار الفجر» وبعد انقلاب السادات بدأ التضييق الأمنى على الأبنودى الذي رفض «أمن الدولة» سفره إلى تونس ليستكمل مشروعه في جمع الهلالية واتصل به أحد الضباط يفاوضه على السفرمقابل «كتابة تقاريرعن زملائه فرفض وكانت أكثر ذكرى تزعجه من تلك الفترة»شائعات الرفاق الثوريين«حوله وخرج الأبنودى من مصر واختار لندن منفى اختياريا لثلاث سنوات، أنهاها عبدالحليم مستخدما «سلطته» في السماح له بالدخول إلى مصر. واعتقد السادات أن الأبنودى سيكون صوته، فأعلن رغبته في تعيينه «وزيرا للثقافة الشعبية» لكن اتفاقية «كامب ديفيد» ألهمت الشاعر قصيدته الشهيرة «المشروع والممنوع» وهى أقسى نقد وجه إلى نظام السادات وبسبب هذا الديوان جرى التحقيق مع الأبنودى أمام المدعى العام الاشتراكى بموجب قانون سمى «حماية القيم من العيب».وحين كان الأبنودى في أبنود في سياق جهده لجمع السيرة الهلالية جاءته مكالمة من الإذاعة، من أحمد سعيد وعبدالحليم حافظ ووجدى الحكيم وعاد الأبنودى وأثناء الرحلة التي تزيد عن اثنتى عشرة ساعة كتب تلك الأغنيات التي صارت أغنيات الحرب فيما بعد. ومن أشهر أعمال الخال الأبنودى الأرض، والعيال والزحمة، وجوابات حراجى القط، والفصول، وأحمد سماعين، وبعد التحية والسلام، ووجوه على الشط، وصمت الجرس، والمشروع والممنوع، والمد والجزر، والأحزان العادية، والسيرة الهلالية، والموت على الأسفلت، وسيرة بنى هلال بأجزائها الخمس، والاستعمار العربى.ومن الأغانى الأخرى التي كتبها لعبدالحليم أحلف بسماها وبترابها، وابنك يقول لك يا بطل، وأنا كل ما أقول التوبة، وأحضان الحبايب، ومما كتبه لمحمد رشدى تحت الشجر يا وهيبة، وعدوية، ووسع للنور، وعرباوى ولفايزة أحمد يمّا يا هوايا يمّا،ومال على مال ولنجاة الصغيرة عيون القلب،وقصص الحب الجميلة ولشادية آه يا اسمرانى اللون، وقالى الوداع، وأغانى فيلم شىء من الخوف الذي كتب حواره أيضا وكتب لصباح ساعات ساعات ولوردة الجزائرية طبعًا أحباب، وقبل النهاردة ولماجدة الرومى جايى من بيروت، وبهواكى يا مصر لمحمد منير قلبى مايشبهنيش وشوكولاتة، كل الحاجات بتفكرنى، من حبك مش برىء، برة الشبابيك، الليلة ديا، يونس، عزيزة، قلبى مايشبهنيش، يا حمام، يا رمانكما كتب حوار فيلم الطوق والإسورة وأغانى فيلم البرىء.وبمنذ ثورة 25 يناير والخال يواصل عطاءه شعرا شاهدا وموثقا لها بنصه ومبشرا وفاضحا الزيف والانتهازية. ويعد شعر الخال توثيقاً لقاموسنا اللغوى الجنوبى الغنى،وأرخ لعذابات الجنوب عبريوميات شعرية لأحد المواطنين المطحونين فى«جوابات حراجى القط»وكتب الكثير من النصوص عن القضية الفلسطينية وعن ناجى العلى في «الموت على الأسفلت» وكتب قصيدته الإشكالية«الدايرة المقطوعة» التي تطالب النخبة بالنزول إلى رجل الشارع، غير عمله التوثيقى العملاق «السيرة الهلالية» الذي جاب في سبيل توثيقه صوتيا وكتابيا كل ربوع مصر، وكان الأبنودى أول شاعرعامية يحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2000 كما حصل مؤخرا على جائزة الشاعرالفلسطينى محمود درويش كما حصل على جائزة النيل وكانت قصائده المتتابعةمنذ اندلاع ثورة 25 يناير، ومن بعدها 30 يونيو توثيقا وتأريخا وشاهدا ونصا لصيقا بالثورة، ومحذرا صانعيها من اختطافها من قبل الانتهازيين من سارقى النارالمقدسة ومبشرا بغد أروع لمصر رغم كيد الكارهين، وكانت «المصري اليوم» احتفلت مع الخال بعيد ميلاده السادس والسبعين، 10 أبريل 2014، وأجرت معه حوار مطولا على صفحتين في النسخة الورقية جاء تحت عنوان «الأبنودي في عيد ميلاده الـ76: السيسي أنقذ مصر بمذبحة مماليك غير دموية، وقد توفي الخال «زى النهارده» في 21 أبريل 2015. الأبنودى أثناء حديثه لـ«المصرى اليوم»


الجريدة
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجريدة
الدبلوماسية في مواجهة الاحتلال: مسار شاق لاستعادة الحقوق اللبنانية
لا يزال الجدل محتدماً في لبنان بين من يؤمن بأن استعادة الأرض والأسرى لا تتحقق إلا بقوة السلاح، وبين من يرى في الدبلوماسية فرصة للحصول على المكاسب على قاعدة «خذ وطالب». ورغم امتلاك كلا الطرفين أسانيد نظرية ومبررات واقعية، لم يستطع أي منهما إقناع عموم الشعب اللبناني بشكل حاسم، وذلك ليس لضعف في حججه أو فشل في أدائه، بل بسبب تعنّت العدو الصهيوني والاستمرار في غطرسته، مستغلاً الدعم الأميركي العسكري والسياسي غير المحدود، مما يجعل أنصار المقاومة يجدون صعوبة في تقديم المزيد من التضحيات الثمينة، في حين يقف دعاة الدبلوماسية بحرج أمام حجم الدماء المسالة والدمار المروّع. ومن حيث أن الخيار الدبلوماسي مطروح على الطاولة بجدّية هذه المرّة، فإنه يستحق التمحيص بما يرتبط به من أساليب معتمدة لاستعادة الحقوق والسيادة، وما قد يخلص اليه من نتائج يحول بين تحقيقها بسلاسة ونجاعة عدد من التحديات الثابتة، فمن خلال مقاربة التجارب الدولية السابقة، يمكن استشفاف الدروس والعقبات التي قد تساعد في بلورة استراتيجية متوازنة، تزاوج بين التفاوض والحفاظ على المكتسبات والحقوق الوطنية. *** من الناحية النظرية، تستند دبلوماسية «التحرير» إلى أساليب تجمع بين الحوار والحنكة السياسية، مع الانطلاق من موقف داخلي موحّد والالتزام بمبادئ بالقانون الدولي، تبدأ هذه المقاربة بـ«المفاوضات» المباشرة أو غير المباشرة مع تعزيزها بـ«الوساطة الدولية» كأداة محايدة، في حين تلعب «الدبلوماسية الوقائية» دوراً مهماً في منع تصاعد النزاعات، بينما يبقى اللجوء إلى «المحاكم الدولية» خياراً قانونياً لإعلاء العدالة، وتبقى «العقوبات الدبلوماسية» والتحالفات السياسية أدوات ضغط حاسمة تستخدم لدفع الطرف المعتدي إلى احترام السيادة واسترداد الحقوق. السوابق على الساحة الدولية متعددة الأوجه، على سبيل المثال، تمت استعادة هونغ كونغ من بريطانيا إلى الصين عام 1997 من خلال مفاوضات طويلة أدت إلى اتفاقية «دولة واحدة بنظامين»، بينما أنهت اتفاقية كامب ديفيد 1978 النزاع بين مصر وإسرائيل عبر الوساطة الأميركية، مما مكّن مصر من استعادة سيناء. وفي سياق «الدبلوماسية الوقائية»، شكّل استقلال إستونيا عام 1991 مثالاً على استخدام الحوار السلمي لتجنب الصراع مع الاتحاد السوفياتي. ومن جانب آخر تمكنت محكمة العدل الدولية في عام 2002 من حسم نزاع دولي بين الكاميرون ونيجيريا بشأن شبه جزيرة غنية بالنفط والموارد الطبيعية، في حين كانت العقوبات الاقتصادية والقطيعة الدبلوماسية فعّالة في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بعد أن أدت إلى عزلته وتسريع التحول إلى حكم ديموقراطي. *** ورغم ما أنتجه منطق التحرير بالقوة من تضحيات كبرى وخسائر فادحة على كل الصعد، وأبرزها التصدّع في الموقف الشعبي والرسمي، فإن تبني الحكومة اللبنانية لنهج استعادة الأراضي المحتلة والحقوق المغتصبة عبر التفاوض والدبلوماسية ليس أمراً سهل المنال -لا بالموقف منه ولا بالنتائج المرتقبة- اذ تواجه هذا المسار جملة من التحديات التي تتطلب مزيجاً من الواقعية السياسية والحنكة الدبلوماسية والتمسك الصارم بمبادئ القانون الدولي مع تماسك وطني طويل الأمد وثابت الركائز. فإذا ما اعتمد لبنان الرسمي نهج المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة كخيار متاح وفق منطق القانون الدولي، عليه -بلا أدنى شك- تخطّي مجموعة كبيرة من العقبات الجدّية، التي ليس أقلها غياب الثقة بالعدو الصهيوني الذي ما زال مستمراً بشكل يومي في فرض وقائع جديدة على الأرض، وكما عانت مفاوضات «كامب ديفيد» من تعقيدات المصالح المتباينة، يجد لبنان نفسه أمام معضلة تداخل المصالح الدولية والإقليمية، ما يفرض على الحكومة قدرة استثنائية على المناورة الدبلوماسية. إلى جانب المفاوضات، تُعد الوساطة الدولية إحدى الأدوات الأساسية التي قد يلجأ إليها لبنان، إلا أن تحدي الانحياز السياسي لبعض الوسطاء يبقى حاضراً، فالوساطة الناجحة تتطلب بيئة دولية متوازنة، وهو ما قد يفتقر إليه لبنان في ظل النفوذ الدولي والإقليمي المتشابك في منطقة الشرق الأوسط، حيث تلقي النزاعات الإقليمية والصراع الإيراني-الغربي بظلالها على قدرة لبنان على الصمود. أما الدبلوماسية الوقائية التي تتطلب وحدة الصف الداخلي، فإنها تواجه عوائق حقيقية في الحالة اللبنانية، يضاعفها استمرار التعديات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية وعلى كل المناطق اللبنانية، مع ضعف منطق الدولة وقدرة الجيش اللبناني على احتكار القرار السيادي، ناهيك عن تأثير التباين السياسي والشعبي حيال القضايا الكبرى على قدرة الحكومة في تبني موقف موحد وصلب في المحافل الدولية. من جهة أخرى، يظل اللجوء إلى القضاء الدولي خياراً قائماً، لكنه محفوف بالمعوقات في ظل عدم اعتراف الكيان الغاصب بولاية المحاكم الدولية على النزاعات الحدودية، فيما يستحيل -في الوقت الراهن- الارتكان إلى منطق العقوبات الاقتصادية والقطيعة الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني لأسباب معروفة. *** بالنظر إلى كل هذه العوامل مجتمعة، ومن حيث إن استعادة الأراضي المحتلة والحقوق اللبنانية -بمنطق الدبلوماسية أم بقوة السلاح- تتطلب مساراً طويل الأمد وتضحيات جمّة تعب وعجز اللبنانيون عن تقديمها على مذبح المصالح الدولية والاقليمية المتداخلة، فإن سياسة «الصبر الاستراتيجي» التي يجب أن يتبعها لبنان الرسمي والشعبي، تتجاوز مسألة اتخاذ الخيار المباشر بالمقاومة أم التفاوض، لتصل إلى وجوب الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتوحيد الموقف الوطني أولاً وقبل كل شيء، تمهّد لبناء صورة دولية متماسكة تعكس حق لبنان في استرداد سيادته وفقاً لشرعية القانون الدولي مع أهمية تعزيز الحضور القانوني في المحافل الدولية وتوظيف التحالفات السياسية. * كاتب ومستشار قانوني


يمني برس
٠٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- يمني برس
يمني برس/ كتابات/ مطهر الاشموري
الاستعمار الغربي وعلى رأسه بريطانيا أسس في منطقتنا أنظمة عميلة وليس مجرد عملاء، والاستعمار الأمريكي كرّس واقع العمالة المؤسسة بل وأسس لعمالة أوسع على مستوى الأنظمة ربطاً بانهزام اليسار القومي والأممي، والصورة أوضح والحقائق أكثر وضوحاً بعد أول «كامب ديفيد» الذي كانت أرضيته العمالة المؤسسة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، والعمالة المضافة من خلال انتصار أمريكا على اليسار القومي ثم اليسار العالمي.. ولهذا وربطاً بالمتغيرات العالمية الجديدة يحس المرء بوضوح أن الهيمنة الأمريكية تراجعت وانخفضت وبدأت في مسار النهاية في كل أنحاء العالم ماعدا منطقتنا أو الشرق الأوسط كمسمى أمريكي.. أما لماذا ؟ .. فلأن العمالة كأنظمة أسست غربياً ثم كرّست وتوسعت أمريكياً بما لم يحدث في أي منطقة في العالم.. توقفوا عند تهديد ترامب لمصر والأردن بأن يقوما بإدخال المهجربن الفلسطينيين إلى أراضيهما لأن أمريكا كما يقول دفعت لهما أموالاً طائلة، وماذا تكون هذه الأموال مقابل التريليونات المعلنة التي دفعت لأمريكا من السعودية والإمارات؟.. لاحظوا بالمقابل فحلفاء وشركاء آخرون لأمريكا كما اليابان أو حتى كوريا الجنوبية يرفضون أن يدفعوا لأمريكا حتى 10٪ مما دفعته السعودية والإمارات كدفعة واحدة.. هذا يؤكد بديهية أن الاستعمار الغربي الأمريكي لا زال الحاكم المتحكم بالمنطقة وأنه يمتلك أغلبية الأنظمة وهو من يصدر قرارات الجامعة العربية ومنذ أول كامب ديفيد وأي استثناء لا حكم له ولا تأثير.. الحرب العدوانية على اليمن هي حرب أمريكية إسرائيلية قديمة كما الجديدة، والعرب والأنظمة لم يتوحدوا في موقف أو حرب كما في الحرب على اليمن قديمه وجديده أيضاً وهذا مرتبط بالأرضية الأمريكية الإسرائيلية لكل الحروب في المنطقة منذ استثنائية فترة الهيمنة الأمريكية.. الرئيس المصري السادات قال خلال أول كامب ديفيد، إن أمريكا تملك ٩٩٪ من أوراق المنطقة فيما رفع خلفه مبارك شعار «دي أمريكا».. نحن بهذا لم يعد هدفاً لنا كشف عمالة وعملاء ولا تحريرهم من استعمار أحالهم بالاستعمار إلى ما دون العبيد ولكنها الحقيقة المرّة التي علينا التعامل على أساسها ومن واقعها ووقعها.. ونحن ننتقل من الواجهة العربية للعدوان على اليمن بمسمى «تحالف عربي» إلى واجهة أمريكية، فيما نحن نعرف ونعي أنها – ومن أولها إلى آخرها – حرب أمريكية إسرائيلية، والأعراب والعرب هم مجرد أدوات لأوامر الأمريكي والتوغل والتغلغل الصهيوني.. أعرف تماماً أننا في ظل هذا الوضع وفي ظل تفعيل المتراكم الاستعماري الغربي الأمريكي الصهيوني-أعرف- أننا بحاجة لأدنى مرونات حقيقية وواقعية من قبل الأنظمة العريية ليتركونا نواجه أمريكا وإسرائيل بمفردنا ولم تعد من بطولة ولم يعد من تبرير أو مبرر لاستهدافنا فوق الاستهداف الأمريكي الصهيوني، ومع ذلك فمشهد المنطقة والمشهد العربي تحديداً بات يقدم الخلفية والمتراكم كبداهة أو بديهية، و ذكره أو التذكير به لم يعد غير تنفيس في ظل جور الظلم وحجم المظلومية للشعب اليمني في العدوان الأمريكي الصهيوني حين تفعيل العوربة له أو حين تغيير في شكله أو واجهته.. أقصى ما أريده هو التحفيز لشعب الإيمان والحكمة وللإرادة الوطنية الإيمانية لمواصلة الجهاد الإيماني الوطني ضد العدوان الأمريكي الصهيوني بكل محتواه وحاوياته، لأنه إذا واصلنا هذا المسار الإيماني الجهادي فالله هو المتكفل بنصرنا بتأييده وعونه وقوته «وما ذلك على الله بعزيز».. الشعب اليمني سيثبت أنه أقوى من كل طواغيت وجبابرة الأرض لأنه يعتمد على قدرات وقوة وجبروت خالق الخلق ومالك السماوات والأرض.. وكأنما التاريخ يعيد نفسه ليقدم الشعب اليمني الدور الذي قدمه أجداده الأنصار في نصرة خاتم الأنبياء والمرسلين في الجاهلية الأولى، وأمام الجاهلية الجديدة الأمريكية الصهيونية، وإذا الجاهلية الأولى لم تعجز الله فكذلك الجاهلية الثانية والجديدة أياً كان مكرها وحرفيتها وتسليحها وأسلحتها «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».


الأسبوع
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الأسبوع
رئيس أركان جيش الاحتلال: إسرائيل قلقة من قدرات الجيش المصري
هيرتسي هاليفي مدحت بدران أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، عن قلقه إزاء القوة العسكرية المتنامية لمصر، مشيرا إلى أسلحتها المتقدمة وقواتها الكبيرة. وفي مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، قال هاليفي: «نحن قلقون للغاية بشأن هذا الأمر، وأن مصر لديها جيش كبير مجهز بأنظمة قتالية متطورة وطائرات وغواصات وسفن حربية ودبابات حديثة، إلى جانب عدد كبير من قوات المشاة». وفي حين أشار إلى أن مصر لا تشكل تهديدا في الوقت الراهن، إلا أنه حذر من أن الوضع قد يتغير «في لحظة». وليست هذه المرة الأولى، التي يعلن فيها مسؤول إسرائيلي تخوفه من الوضع العسكري لمصر، إذ أعرب مندوب تل أبيب الدائم في الأمم المتحدة داني دانون، عن مخاوف إسرائيل بشأن تسلح الجيش المصري. وقال دانون في يناير الماضي: «ليس لديهم أي تهديدات في المنطقة، لماذا يحتاجون «المصريون» إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟». ورد عليه السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، في فبراير الجاري قائلا: «بما أنه «دانون» أعطى لنفسه الحق في التساؤل، فإن الإجابة واضحة وبسيطة ومباشرة وهي: الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومي بأبعاده الشاملة عبر تسليح كافٍ ومتنوع». وتابع: «أؤكد أن مصر أول من أرسى دعائم السلام بالشرق الأوسط، وهي ملتزمة بقضية السلام كخيار استراتيجي، لكنها قادرة على الدفاع عن أمنها القومي بجيش قوي، وتاريخ يمتد لآلاف السنين». وشدد عبد الخالق، على أن «العقيدة العسكرية المصرية دفاعية، كما أنها قادرة على الردع»، قائلا: في 26 مارس 1979 وقعت مصر وإسرائيل في واشنطن معاهدة سلام عقب اتفاقية «كامب ديفيد» بين الجانبين عام 1978، وأبرز بنودها وقف حالة الحرب وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.


الشرق الأوسط
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
حاجز الرياض أمام فرض الأمر الواقع
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مالئ الدنيا وشاغل الناس بتصريحاته ومواقفه التي يعدّها المراقبون خارجة عن مألوف الدبلوماسية الأميركية. فهو يقول ما يؤمن به من دون أن يهتمّ بردّات الفعل، سواء على مستوى الداخل الأميركي أو المستوى الخارجي. ومن أبرز التصريحات التي أدلى بها ترمب مؤخراً رؤيته في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، التي جاءت على شكل مشروع يرى ترمب وجوب تنفيذه من أجل حسم الصراع وتفادي تكرار ما حصل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. لقد سبق وعبّر ترمب عن قلقه على مستقبل إسرائيل بسبب صغر مساحتها التي شبهها بأنها لا تتعدى رأس القلم الضائع وسط طاولة مكتب كبيرة. لذلك فهو يرى الحل في خروج الفلسطينيين من القطاع، وتوطينهم في الأردن وشبه جزيرة سيناء المصرية، وإنهاء النزاع. ببساطة شديدة جداً، شخّص ترمب المشكلة في وجود الفلسطينيين بالقطاع، وليس في صعوبة الحياة التي يعيشونها والتي هيأت بيئة ناقمة على الاحتلال. ترمب يعي ما يقول ويتفهمه من خلال قراءة السياق التاريخي للصراع العربي - الإسرائيلي. فإسرائيل لم تنسحب من أرضٍ احتلتها إلا في حالة واحدة، وهي سيناء، وقد قبضت مقابلاً مجزياً للانسحاب من تلك الأرض التي تعادل أربعة أضعاف مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة. فمقابل الانسحاب حصلت إسرائيل على الاعتراف السياسي والعلاقة الدبلوماسية من الدولة الأكبر عربياً من ناحيتي عدد السكان وحجم الجيش، والتي مثّلت رأس الحربة في كل الحروب العربية - الإسرائيلية قبل اتفاقية «كامب ديفيد». إسرائيل التي ترفض مبادرات السلام العربية الشاملة التي تترأسها المملكة العربية السعودية، هي نفسها التي تأمل في أن يتمكن ترمب من إقناع السعودية بجدوى إقامة علاقات دبلوماسية معها. بالمقابل، فإن السعوديين يعون تماماً وزن بلدهم، وأنهم لن يقدموا على خطوة لا تتماشى مع مبادراتهم التي قدّمها ثلاثة من قادتهم الكبار الذين شغلوا منصب ولي العهد (هم الملكان الراحلان فهد وعبد الله، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان). لذلك ليس غريباً أن تقف السعودية حاجزاً منيعاً أمام محاولة فرض الأمر الواقع على منطقة الشرق الأوسط، فقد صرّح الأمير محمد بن سلمان في افتتاحية مجلس الشورى السعودي بأنه لا علاقات مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية، وقد ردّت «الخارجية» السعودية بوضوح على الدعوات الأخيرة، بأنها لا تتماشى مع الموقف السعودي الثابت حيال القضية الفلسطينية. إن الموقف السعودي الثابت من حق الفلسطينيين في التمسك بأرضهم وإقامة دولة فلسطينية، هو الأمل الأخير للقضية الأكثر حساسية في العالمين العربي والإسلامي، وهذا ما تعيه المنطقة بشكل عام، والقيادة السعودية بشكل خاص. أما بالنسبة لتصريحات ترمب، فإن السياسة السعودية تقوم على رؤية ثابتة، ولا تخضع للمزايدات من أي رئيس أميركي يريد أن ينجز صفقة تحسب له في تاريخه. وإذا كان الرئيس الراحل جيمي كارتر قد تمكّن من أن يقنع الرئيس المصري الراحل أنور السادات بتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد» بعنوان الصداقة الشخصية، فإن الأمير محمد بن سلمان ثابت على موقفه المبني على موقفي عمّيه الراحلين ووالده الذي عُرف بدعم القضية الفلسطينية منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض. ختاماً؛ العقلانية السعودية التي يراهن عليها العرب مبنية على سياق تاريخي واضح يراعي المصالح الوطنية السعودية، والالتزام بالدور القيادي للرياض على المستويين العربي والإسلامي.