logo
حاجز الرياض أمام فرض الأمر الواقع

حاجز الرياض أمام فرض الأمر الواقع

الشرق الأوسط١٩-٠٢-٢٠٢٥

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مالئ الدنيا وشاغل الناس بتصريحاته ومواقفه التي يعدّها المراقبون خارجة عن مألوف الدبلوماسية الأميركية. فهو يقول ما يؤمن به من دون أن يهتمّ بردّات الفعل، سواء على مستوى الداخل الأميركي أو المستوى الخارجي. ومن أبرز التصريحات التي أدلى بها ترمب مؤخراً رؤيته في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، التي جاءت على شكل مشروع يرى ترمب وجوب تنفيذه من أجل حسم الصراع وتفادي تكرار ما حصل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
لقد سبق وعبّر ترمب عن قلقه على مستقبل إسرائيل بسبب صغر مساحتها التي شبهها بأنها لا تتعدى رأس القلم الضائع وسط طاولة مكتب كبيرة. لذلك فهو يرى الحل في خروج الفلسطينيين من القطاع، وتوطينهم في الأردن وشبه جزيرة سيناء المصرية، وإنهاء النزاع. ببساطة شديدة جداً، شخّص ترمب المشكلة في وجود الفلسطينيين بالقطاع، وليس في صعوبة الحياة التي يعيشونها والتي هيأت بيئة ناقمة على الاحتلال.
ترمب يعي ما يقول ويتفهمه من خلال قراءة السياق التاريخي للصراع العربي - الإسرائيلي. فإسرائيل لم تنسحب من أرضٍ احتلتها إلا في حالة واحدة، وهي سيناء، وقد قبضت مقابلاً مجزياً للانسحاب من تلك الأرض التي تعادل أربعة أضعاف مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة. فمقابل الانسحاب حصلت إسرائيل على الاعتراف السياسي والعلاقة الدبلوماسية من الدولة الأكبر عربياً من ناحيتي عدد السكان وحجم الجيش، والتي مثّلت رأس الحربة في كل الحروب العربية - الإسرائيلية قبل اتفاقية «كامب ديفيد».
إسرائيل التي ترفض مبادرات السلام العربية الشاملة التي تترأسها المملكة العربية السعودية، هي نفسها التي تأمل في أن يتمكن ترمب من إقناع السعودية بجدوى إقامة علاقات دبلوماسية معها. بالمقابل، فإن السعوديين يعون تماماً وزن بلدهم، وأنهم لن يقدموا على خطوة لا تتماشى مع مبادراتهم التي قدّمها ثلاثة من قادتهم الكبار الذين شغلوا منصب ولي العهد (هم الملكان الراحلان فهد وعبد الله، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان).
لذلك ليس غريباً أن تقف السعودية حاجزاً منيعاً أمام محاولة فرض الأمر الواقع على منطقة الشرق الأوسط، فقد صرّح الأمير محمد بن سلمان في افتتاحية مجلس الشورى السعودي بأنه لا علاقات مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية، وقد ردّت «الخارجية» السعودية بوضوح على الدعوات الأخيرة، بأنها لا تتماشى مع الموقف السعودي الثابت حيال القضية الفلسطينية.
إن الموقف السعودي الثابت من حق الفلسطينيين في التمسك بأرضهم وإقامة دولة فلسطينية، هو الأمل الأخير للقضية الأكثر حساسية في العالمين العربي والإسلامي، وهذا ما تعيه المنطقة بشكل عام، والقيادة السعودية بشكل خاص. أما بالنسبة لتصريحات ترمب، فإن السياسة السعودية تقوم على رؤية ثابتة، ولا تخضع للمزايدات من أي رئيس أميركي يريد أن ينجز صفقة تحسب له في تاريخه. وإذا كان الرئيس الراحل جيمي كارتر قد تمكّن من أن يقنع الرئيس المصري الراحل أنور السادات بتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد» بعنوان الصداقة الشخصية، فإن الأمير محمد بن سلمان ثابت على موقفه المبني على موقفي عمّيه الراحلين ووالده الذي عُرف بدعم القضية الفلسطينية منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض.
ختاماً؛ العقلانية السعودية التي يراهن عليها العرب مبنية على سياق تاريخي واضح يراعي المصالح الوطنية السعودية، والالتزام بالدور القيادي للرياض على المستويين العربي والإسلامي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد هجوم ترمب على الجامعات.. ألمانيا وهونج كونج تخططان لجذب الطلاب المتضررين
بعد هجوم ترمب على الجامعات.. ألمانيا وهونج كونج تخططان لجذب الطلاب المتضررين

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

بعد هجوم ترمب على الجامعات.. ألمانيا وهونج كونج تخططان لجذب الطلاب المتضررين

تأمل جامعات في آسيا وأوروبا، أن يمنحها هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير على جامعة هارفارد، ميزة حاسمة في سعيها لوقف هجرة العقول والمواهب التي استمرت لعقود إلى الولايات المتحدة، حيث اقترحت ألمانيا أن تُنشئ الجامعة فرعاً لها داخل حدودها. وقال وزير الثقافة الألماني ولفرام فايمر في تصريحات لـ "بلومبرغ"، إن هارفارد "قد تُنشئ حرماً جامعياً للمنفيين في البلاد"، مضيفاً: "إلى طلاب هارفارد والجامعات الأميركية الأخرى، أقول: أنتم مرحب بكم في ألمانيا". وجاءت هذه الخطوة بعد وقت قصير من إصدار جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا دعوةً، قالت فيها إن "أي طالب دولي مُسجل في هارفارد سيكون مُرحباً به لمواصلة دراسته في هونج كونج". وتزايدت هذه المبادرات منذ تولي ترمب منصبه، حيث خفض خلال هذه الفترة مليارات الدولارات من تمويل العلوم والصحة العامة والتعليم، وسرح عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين العاملين في هذه المجالات، وقلص منح البحث العلمي إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. ويأتي ما يقرب من نصف طلاب الدراسات العليا في العلوم والهندسة من الخارج، ويتزايد قلق الباحثين المولودين في الخارج من احتمال استهدافهم، إذا شددت الإدارة حملتها على حاملي التأشيرات. واستهدفت إدارة ترمب بشكل خاص جامعات النخبة، بما في ذلك هارفارد وكولومبيا وكورنيل وبرينستون، بدعوى "فشلها" في حماية الطلاب اليهود في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أشعلت موجة من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الجامعات. واستغل البيت الأبيض قضية "معاداة السامية"، التي تُقر الجامعات بأنها مشكلة في حرمها الجامعي، لشن هجوم أوسع لإعادة تشكيل التعليم العالي، حيث يسعى البيت الأبيض إلى تفكيك مبادرات التنوع والمساواة والشمول، بالإضافة إلى مواجهة المؤسسات التي يراها متحيزة بشدة تجاه القضايا اليسارية. الهجوم الأكبر ضد هارفارد ومع ذلك، لم تتعرض أي مؤسسة لهجوم أكبر من هارفارد، أبرز جامعة في البلاد، إذ خفضت الحكومة الأميركية تمويلها للجامعة بما لا يقل عن 2.6 مليار دولار، وهددت وضعها كمؤسسة غير ربحية، وسعت إلى جعلها عبرة لغيرها من الجامعات لعدم امتثالها لمطالب مثل منح الحكومة رقابة أكبر على البرامج الأكاديمية، وعمليات القبول، والتوظيف. ولطالما كانت الجامعات الأميركية رائدة العالم في مجال البحث العلمي المتطور، لكن دول العالم الآن تنظر إلى علمائها كوسيلة لتنشيط اقتصاداتها. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة "نيتشر" في مارس الماضي، أن ثلاثة أرباع، أي أكثر من 1600 باحث أميركي يفكرون في التقدم لوظائف في الخارج، ومع ذلك، لا تزال العديد من الدول تواجه منافسة شرسة مع الولايات المتحدة. يأتي ما يقرب من نصف طلاب الدراسات العليا في العلوم والهندسة من الخارج، وفي حال انخفاض هذا العدد، تخشى شيرلي تيلجمان، الرئيسة السابقة لجامعة برينستون، من أن "يحل محل الطلاب الدوليين طلاب محليون، والذين لن يكونوا بالضرورة بنفس الكفاءة". وكانت الدول الأوروبية من بين الدول الأكثر صراحةً في مناشداتها للعلماء، مع توفير الأموال للجامعات ومعاهد البحث لاستخدامها في استقطاب الباحثين. وأطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة بقيمة 500 مليون يورو (569 مليون دولار) في وقت سابق من هذا الشهر لجذب الباحثين الأجانب، كما خصصت فرنسا 100 مليون يورو لجعل البلاد ملاذاً آمناً للعلوم، وخصصت إسبانيا 45 مليون يورو إضافية لبرنامج لتوظيف كبار العلماء، وتخطط بريطانيا للكشف عن خطتها الخاصة بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني (59 مليون يورو). يضاف هذا إلى جهود مؤسسات فردية في ألمانيا والسويد والنمسا وأماكن أخرى لجذب العلماء من خلال وظائف حديثة الإنشاء، وتمويل خاص، وتأشيرات سريعة. وتُفيد الجامعات الأوروبية بتلقيها سيلاً من الاستفسارات من الأكاديميين المقيمين في الولايات المتحدة، لكن مسألة ما إذا كان الباحثون سيختارون الانتقال في نهاية المطاف، نظراً لانخفاض متوسط ​​الرواتب في أوروبا وصغر حجم صناديق البحث تاريخياً، يعدّ سؤالاً مختلفاً.

فانس: ترمب سيتجنب الحروب المفتوحة وسيستخدم القوة العسكرية بحسم
فانس: ترمب سيتجنب الحروب المفتوحة وسيستخدم القوة العسكرية بحسم

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

فانس: ترمب سيتجنب الحروب المفتوحة وسيستخدم القوة العسكرية بحسم

قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، لخريجي أكاديمية عسكرية، اليوم الجمعة، إن الرئيس دونالد ترمب يعمل على ضمان إرسال القوات المسلحة الأميركية إلى مناطق الخطر فقط في حال وجود أهداف واضحة، وليس في «المهام غير المحددة» و«الصراعات المفتوحة»، كما حدث في الماضي. وأوضح فانس، في خطابٍ ألقاه خلال حفل التخرج بالأكاديمية البحرية الأميركية، أن نهج ترمب «لا يعني تجاهل التهديدات، بل يعني التعامل معها بانضباط، وإذا أرسلناكم إلى الحرب، فإننا سنفعل ذلك مع وضع مجموعة محددة للغاية من الأهداف في الحسبان»، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء. وتابع فانس أن البديل في عهد إدارة ترمب سيكون تنفيذ ضربات عسكرية بشكل أسرع، مشيراً إلى القصف الذي أمر به ترمب مؤخراً - ثم أوقفه دون نتائج واضحة - ضد المسلّحين الحوثيين في اليمن. واستطرد قائلاً: «هكذا يجب استخدام القوة العسكرية، بشكل حاسم وبهدف واضح».

ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأميركية
ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأميركية

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأميركية

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة، أربعة أوامر تنفيذية تهدف، بحسب مستشاره، إلى إطلاق "نهضة" الطاقة النووية المدنية في الولايات المتحدة، مع طموح بزيادة إنتاج الطاقة النووية أربع مرات خلال السنوات الـ25 المقبلة. ويريد الرئيس الأميركي الذي وعد بإجراءات "سريعة للغاية وآمنة للغاية"، ألا تتجاوز مدة دراسة طلب بناء مفاعل نووي جديد 18 شهرا، ويعتزم إصلاح هيئة التنظيم النووي، مع تعزيز استخراج اليورانيوم وتخصيبه. وصرح ترمب للصحافيين في المكتب البيضوي: "الآن هو وقت الطاقة النووية"، فيما قال وزير الداخلية دوغ بورغوم إن التحدي هو "إنتاج ما يكفي من الكهرباء للفوز في مبارزة الذكاء الاصطناعي مع الصين". وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته للصحافيين: "نريد أن نكون قادرين على اختبار ونشر المفاعلات النووية" بحلول يناير (كانون الثاني) 2029. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية في العالم، إذ تمتلك 94 مفاعلاً نووياً عاملاً، لكن متوسط أعمار هذه المفاعلات ازداد حتى بلغ 42 سنة. ومع تزايد الاحتياجات على صعيد الكهرباء، والتي يحركها خصوصاً تنامي الذكاء الاصطناعي، ورغبة بعض البلدان في الاستغناء عن الكربون في اقتصاداتها، يزداد الاهتمام بالطاقة النووية في جميع أنحاء العالم. والعام 2022، أعلنت فرنسا التي تبقى صاحبة أعلى معدل طاقة نووية للفرد بواقع 57 مفاعلا، برنامجا جديدا يضم ستة إلى 14 مفاعلا. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أول هذه المفاعلات العام 2038. وتظل روسيا المصدر الرئيسي لمحطات الطاقة، إذ لديها 26 مفاعلا قيد الإنشاء، بينها ستة مفاعلات على أراضيها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store