١٠-٠٥-٢٠٢٥
سباق الـ»توب 5»: أرسنال إلى المعركة... ونيوكاسل يواجه تشلسي
يقترب مانشستر سيتي بسرعة من أرسنال، علماً أنّه حلّ في المركزَين الأول أو الثاني في كل من المواسم الـ7 الماضية. يمكن القول إنّهم خبراء في هذا الجزء من الموسم.
في مكان آخر من الجولة 36، نيوكاسل سيستضيف تشلسي، وهو خبر سار لنوتنغهام فورست، الذي يمكنه تقليص الفجوة مع أحدهما أو كلَيهما. ولا يزال أستون فيلا في الصورة إلى حدٍ ما، مع رحلة صعبة إلى بورنموث الثامن مساء اليوم.
حاسوب «أوبتا» الشهير، لدرجة أنّ أرتيتا نفسه أشار إليه الأسبوع الماضي، لا يزال يمنح «المدفعجية» فرصة بنسبة 79% لإنهاء الموسم في المركز الثاني، مع ترجيح كفة سيتي للثالث، نيوكاسل للرابع، وصعوبة التمييز بين تشلسي وفورست بشأن من سيُكمل المراكز الـ5 الأولى.
في غضون ذلك، تُظهر شبكة صعوبة المباريات، أنّ سيتي وفورست يملكان نهايات نظرية أسهل للموسم، على رغم من أنّ رحلة تشلسي إلى ملعب «سيتي غراوند» في الأحد الأخير، تبدو بشكل متزايد كأنّها قد تكون حاسمة. وستكون مباراتا نيوكاسل أمام ضيفه تشلسي ومضيفه أرسنال، ذات تأثير كبير أيضاً في شكل الجدول النهائي.
لكن، ما هو المزاج في كل نادٍ مع اقتراب المباريات الثلاث الأخيرة من الأفق؟
لماذا دوري الأبطال أكثر ربحية بكثير من بطولاته «الشقيقة»؟
من ناحية الجوائز المالية المحلية، فإنّ إنهاء الموسم في المركز السادس بدلاً من الخامس في الـ»بريميرليغ» ليس أمراً كارثياً. إذ تُشكّل الجوائز على أساس الترتيب حوالي خُمس الجوائز السنوية التي يُقدّمها الدوري، وبينما ارتفعت هذه النسبة خلال العقد الماضي (من 16% من التوزيعات المركزية في موسم 2015-2016 إلى 21% في الموسم الماضي)، فإنّها لا تزال تُعادِل نحو 2,8 مليون جنيه إسترليني (3,7 ملايين دولار) لكل مركز في الترتيب.
كل مبلغ له قيمته، بالطبع، لكن في السياق العام، فإنّ الهبوط بمركز واحد في اليوم الأخير لن يكون مؤلماً كثيراً بالإيرادات المحلية. التأثير الحقيقي على ميزانيات الأندية جرّاء معركة هذا العام على المراكز الـ5 الأولى سيكون قادماً أساساً من الخارج، نظراً للفارق الهائل في الجوائز المالية بين دوري الأبطال وباقي البطولات القارية.
عندما أطلق الاتحاد الأوروبي دوري المؤتمر (درجة ثالثة) موسم 2021-2022، كان عليه تخصيص ميزانية جوائز لها. ويتقاسم المشاركون في دوري المؤتمر الآن نحو 240 مليون يورو سنوياً، لكن على رغم من أنّ الميزانية الإجمالية لـ»ويفا» ارتفعت بنحو 300 مليون يورو ذلك العام، لم تُخصِّص هذه الزيادة بالكامل لهذه البطولة الإضافية.
بدلاً من ذلك، حرِص الاتحاد الأوروبي على زيادة جوائز دوري الأبطال، فدفع مجموع الجوائز هناك إلى ما يتجاوز مليارَي يورو في الموسم الواحد. وكنتيجة لذلك، قُلِّصت الجوائز الممنوحة في الدوري الأوروبي إلى 476 مليون يورو الموسم الماضي، مقارنةً بـ541 مليون يورو قبل 3 مواسم.
وبما أنّ دوري الأبطال يُقدِّم عوائد مالية أعلى بكثير من بطولتَيه الشقيقتَين، فليس من المستغرب أن ترغب أندية الـ»بريميرليغ» بشدّة في احتلال أحد المراكز الـ5 الأولى.
حتى التتويج في إحدى البطولتَين الأخريَين لا يقترب من عائدات المشاركة في البطولة الكبرى؛ فحملة وست هام الناجحة في دوري المؤتمر عام 2023 جلبت له فقط 22,1 مليون يورو، مع أنّه استفاد من كون الأندية الإنكليزية تتمتّع عموماً بحصة أكبر من الجوائز، بسبب ارتباط الجوائز باتفاقيات البث التلفزيوني الخاصة بكل دولة.
ومن الغريب أنّ 22 مليون يورو هو تقريباً ما يمكن أن يتوقّعه تشلسي إن كرّر إنجاز وست هام بعد 3 أسابيع. وهذا، لتأكيد النقطة بشكل قاطع، أقل ممّا قد يحصل عليه فقط بالتأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.
ما هو شعور الفرق المتنافسة؟
أرسنال
يُفترض أن يكون أرسنال في وضع جيد للتأهل إلى دوري الأبطال... أليس كذلك؟! يبدو أنّ موسمه في طريقه إلى الذبول، إذ تركّزت معظم جهوده أخيراً على دوري الأبطال، ما أثر سلباً على أدائه في الدوري. فاز بمباراة واحدة فقط من آخر 5 محلية، وإذا حسبنا مواجهتَي نصف النهائي ضدّ باريس سان جيرمان، فهو في سلسلة 3 هزائم متتالية في جميع المسابقات.
يتبقّى لأرسنال 3 مباريات في الدوري لمحاولة إيقاف التراجع، وضمان التأهّل إلى دوري الأبطال، ويُفضِّل أن يؤكّد المركز الثاني للموسم الثالث توالياً.
يبدأ أرسنال بمواجهة ليفربول غداً، وسجِلّه في «أنفيلد» ليس الأفضل، لكنّه يأمل بالارتداد بعد الخروج الأوروبي، أمام فريق خسر المباراة الوحيدة التي خاضها منذ تتويجه باللقب. ثم يستضيف نيوكاسل، أحد الفرق المطاردة له. وقد يكون لدى أرتيتا دافع إضافي في هذه المباراة: إذا تأهّل نيوكاسل إلى دوري الأبطال، فقد يعني ذلك أنّ الهدف الصَيفي ألكسندر إيزاك بات بعيد المنال من أرسنال.
وينهي موسمه أمام مضيفه ساوثهامبتون، متذيل الترتيب الذي هبط بالفعل، ممّا يمنح بعض الطمأنينة. أفضلية أرسنال في فارق الأهداف عن فورست تعني أنّ ضمان مكان في الـTop 5 سيحتاج على الأرجح إلى 3 نقاط فقط من أصل 9 ممكنة. جمهوره يأمل بشدة ألّا ينتظر حتى رحلة «سانت ماريز» للحصول على تلك النقاط.
مانشستر سيتي
يبدو أنّ العمل الشاق أُنجِز بعد الفوز على إيفرتون، أستون فيلا، وولفرهمبتون، مع ساوثهامبتون الهابط في الانتظار اليوم.
بتعثر أرسنال أخّيراً ومواجهته مباراتَين صعبتَين، وأنّ تشلسي ونيوكاسل يتواجهان، فإنّ الفوز المتوقع على فريق لم يُحقّق سوى انتصارَين في الدوري، قد يكون كافياً لضمان مركز بين الـ5 الأوائل لسيتي، حتى وإن احتاج لبعض النتائج الأخرى في الجولة المقبلة.
ومن المثير للسخرية، أنّ احتلال مركز بين الـ5 الأوائل لم يَعُد يبدو طموحاً كافياً بالنظر إلى مستوى سيتي أخيراً: هناك احتمال لخطف الوصافة إذا انهار أرسنال.
نيوكاسل
بعض المطّلعين في نيوكاسل يصفون مباراة الغد بأنّها «أهم مباراة في الدوري»، ومن السهل فهم السبب. نيوكاسل الرابع يستضيف تشلسي الخامس، الذي يتأخّر فقط بفارق الأهداف، وفوز أيّ منهما قد يضمَن فعلياً لهما مقعداً في دوري الأبطال.
لكن من نواحٍ أخرى، يبدو الضغط أكبر على تشلسي. فقد يملك فرصة للفوز بدوري المؤتمر قريباً، لكن لنادٍ اعتاد حصد الألقاب محلياً وأوروبياً، فإنّ تلك البطولة تظلّ أقل شأناً بكثير من تتويج نيوكاسل بكأس الرابطة، حين أنهى صياماً محلياً دام 70 عاماً، وضَمِن له المشاركة في دوري المؤتمر، أي أنّ الهدف الأساسي للموسم قد تحقق.
ليُظهر تشلسي تقدّماً حقيقياً، فإنّه بحاجة للتأهل إلى دوري الأبطال. أمّا لنيوكاسل، فليس الأمر كذلك. فالعودة إلى البطولة الكبرى للمرّة الثانية خلال 3 سنوات، ستكون مؤثرة مالياً، وتزيد فرص بقاء نجومه، وتجعله الموسم الأفضل في تاريخ النادي الحديث. وبينما كان التعادل 1-1 مع برايتون الأسبوع الماضي بعيداً من المثالية، فإنّ الطريقة التي قاتل بها الفريق، وعدم تأثره بإلغاء ركلتَي جزاء، ثم تسجيله هدف التعادل في اللحظات الأخيرة، كانت ذات مغزى. هذا التعادل أيضاً حرم تشلسي من القفز فوقه عندما هزم ليفربول.
لم يخسر نيوكاسل بعد أمام أي من «الـ6 الكبار» على أرضه، بما في ذلك أمام تشلسي في ربع نهائي كأس الرابطة – ولا يَنوي إنهاء هذا السجل الآن.
تشلسي
كان واضحاً منذ فترة أنّ رحلة تشلسي إلى ملعب «سانت جيمس بارك» ستكون حاسمة في آمال الفريقَين بالتأهل إلى دوري الأبطال. ما تغيّر خلال المباريات الثلاث الأخيرة هو أنّ فريق إنزو ماريسكا يسافر إلى الشمال بثقة وزخم حقيقيَّين.
كان الفوز على فولهام وإيفرتون الحدّ الأدنى المطلوب لإبقاء آمال تشلسي حيّة، لكنّ الانتصار على ليفربول كان رسالة قوية. عاد روميو لافيا للياقته ويُسيطر على خط الوسط، وكول بالمر، أخيراً، عاد لمستواه المعهود.
سيحتاج تشلسي لذلك وأكثر ليواصل سلسلة الانتصارات أمام نيوكاسل، الذي تفوّق عليه بدنياً في كأس الرابطة. لكنّ المباراة كانت، حتى وقتٍ قريب، تبدو وكأنّها «لا بُدّ من الفوز بها» لماريسكا، وباتت الآن أقرب إلى «لا يُسمح بخسارتها».
نوتنغهام فورست
قد يُغفر لمشجّعي فورست إن لم يكونوا متأكّدين ممّا يجب أن يشعروا به الآن. هل يمكنهم فعلاً أن يسألوا أنفسهم ما إذا كان التأهل إلى الدوري الأوروبي أو دوري المؤتمر سيكون، في هذه المرحلة، خيبة أمل؟
في الصورة الكبرى، بالتأكيد لا. لكن بعد أن احتلوا المركز الثالث لفترة طويلة، من المفهوم أن يكون هناك شعور بالإحباط حيال احتمال فقدان فرصة دوري الأبطال.
الأداء والتعادل 1-1 أمام كريستال بالاس في الجولة الماضية منحا جرعة جديدة من التفاؤل. بدا فورست، في فترات طويلة، وكأنّه عاد إلى مستواه، أمام خصم قوي. ومن دون أي افتراضات، يجب على فريق بطموحات فورست أن يأمل بالفوز على ليستر سيتي الهابط، عندما يزور ملعب «سيتي غراوند» غداً. ويجب أن يشعر بالثقة عند مواجهة وست هام المتذبذب بعدها.
لو قال أحدهم لجمهور فورست في آب إنّ فريقهم قد يدخل المباراة الأخيرة أمام ضيفه تشلسي، وهو يعلم أنّ الفائز سيتأهل إلى دوري الأبطال - إنّه السيناريو الذي يأملون أن يتحقق في 25 أيار - لكانوا في قمة السعادة.
أستون فيلا
ظهرت التوترات خلال الفوز 1-0 على فولهام، حين كان فيلا وجمهوره يدركان أنّ أي تعثر سيُبعدهما أكثر عن ركب الـ«توب 5». وعلى رغم من أنّ الأداء لم يكن جميلاً، إلّا أنّه حقق المطلوب الأول في سلسلة انتصارات ضرورية للتأهل إلى دوري الأبطال للموسم الثاني توالياً.
لكنّ الأجواء العامة يسودها التفاؤل، بعدما فاز بـ6 مباريات فقط من 21 بين أيلول وشباط، فكان طبيعياً أن تكون المهمّة صعبة للحاق بالركب. لذا فإنّ جلوسه الآن على بُعد 2 نقاط فقط من المركز الخامس مع تبقّي 3 مباريات، يمنحه الأمل.
فاز فيلا في 7 من آخر 9 مباريات في الدوري، ويشعر أنّ الرحلة إلى بورنموث قد تكون أصعب مواجهاته المتبقية، نظراً لأنّ المباراتَين الأخريَين أمام توتنهام ومانشستر يونايتد، يُركّزان على نهائي الدوري الأوروبي في 21 أيار.