
سباق الـ»توب 5»: أرسنال إلى المعركة... ونيوكاسل يواجه تشلسي
يقترب مانشستر سيتي بسرعة من أرسنال، علماً أنّه حلّ في المركزَين الأول أو الثاني في كل من المواسم الـ7 الماضية. يمكن القول إنّهم خبراء في هذا الجزء من الموسم.
في مكان آخر من الجولة 36، نيوكاسل سيستضيف تشلسي، وهو خبر سار لنوتنغهام فورست، الذي يمكنه تقليص الفجوة مع أحدهما أو كلَيهما. ولا يزال أستون فيلا في الصورة إلى حدٍ ما، مع رحلة صعبة إلى بورنموث الثامن مساء اليوم.
حاسوب «أوبتا» الشهير، لدرجة أنّ أرتيتا نفسه أشار إليه الأسبوع الماضي، لا يزال يمنح «المدفعجية» فرصة بنسبة 79% لإنهاء الموسم في المركز الثاني، مع ترجيح كفة سيتي للثالث، نيوكاسل للرابع، وصعوبة التمييز بين تشلسي وفورست بشأن من سيُكمل المراكز الـ5 الأولى.
في غضون ذلك، تُظهر شبكة صعوبة المباريات، أنّ سيتي وفورست يملكان نهايات نظرية أسهل للموسم، على رغم من أنّ رحلة تشلسي إلى ملعب «سيتي غراوند» في الأحد الأخير، تبدو بشكل متزايد كأنّها قد تكون حاسمة. وستكون مباراتا نيوكاسل أمام ضيفه تشلسي ومضيفه أرسنال، ذات تأثير كبير أيضاً في شكل الجدول النهائي.
لكن، ما هو المزاج في كل نادٍ مع اقتراب المباريات الثلاث الأخيرة من الأفق؟
لماذا دوري الأبطال أكثر ربحية بكثير من بطولاته «الشقيقة»؟
من ناحية الجوائز المالية المحلية، فإنّ إنهاء الموسم في المركز السادس بدلاً من الخامس في الـ»بريميرليغ» ليس أمراً كارثياً. إذ تُشكّل الجوائز على أساس الترتيب حوالي خُمس الجوائز السنوية التي يُقدّمها الدوري، وبينما ارتفعت هذه النسبة خلال العقد الماضي (من 16% من التوزيعات المركزية في موسم 2015-2016 إلى 21% في الموسم الماضي)، فإنّها لا تزال تُعادِل نحو 2,8 مليون جنيه إسترليني (3,7 ملايين دولار) لكل مركز في الترتيب.
كل مبلغ له قيمته، بالطبع، لكن في السياق العام، فإنّ الهبوط بمركز واحد في اليوم الأخير لن يكون مؤلماً كثيراً بالإيرادات المحلية. التأثير الحقيقي على ميزانيات الأندية جرّاء معركة هذا العام على المراكز الـ5 الأولى سيكون قادماً أساساً من الخارج، نظراً للفارق الهائل في الجوائز المالية بين دوري الأبطال وباقي البطولات القارية.
عندما أطلق الاتحاد الأوروبي دوري المؤتمر (درجة ثالثة) موسم 2021-2022، كان عليه تخصيص ميزانية جوائز لها. ويتقاسم المشاركون في دوري المؤتمر الآن نحو 240 مليون يورو سنوياً، لكن على رغم من أنّ الميزانية الإجمالية لـ»ويفا» ارتفعت بنحو 300 مليون يورو ذلك العام، لم تُخصِّص هذه الزيادة بالكامل لهذه البطولة الإضافية.
بدلاً من ذلك، حرِص الاتحاد الأوروبي على زيادة جوائز دوري الأبطال، فدفع مجموع الجوائز هناك إلى ما يتجاوز مليارَي يورو في الموسم الواحد. وكنتيجة لذلك، قُلِّصت الجوائز الممنوحة في الدوري الأوروبي إلى 476 مليون يورو الموسم الماضي، مقارنةً بـ541 مليون يورو قبل 3 مواسم.
وبما أنّ دوري الأبطال يُقدِّم عوائد مالية أعلى بكثير من بطولتَيه الشقيقتَين، فليس من المستغرب أن ترغب أندية الـ»بريميرليغ» بشدّة في احتلال أحد المراكز الـ5 الأولى.
حتى التتويج في إحدى البطولتَين الأخريَين لا يقترب من عائدات المشاركة في البطولة الكبرى؛ فحملة وست هام الناجحة في دوري المؤتمر عام 2023 جلبت له فقط 22,1 مليون يورو، مع أنّه استفاد من كون الأندية الإنكليزية تتمتّع عموماً بحصة أكبر من الجوائز، بسبب ارتباط الجوائز باتفاقيات البث التلفزيوني الخاصة بكل دولة.
ومن الغريب أنّ 22 مليون يورو هو تقريباً ما يمكن أن يتوقّعه تشلسي إن كرّر إنجاز وست هام بعد 3 أسابيع. وهذا، لتأكيد النقطة بشكل قاطع، أقل ممّا قد يحصل عليه فقط بالتأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.
ما هو شعور الفرق المتنافسة؟
أرسنال
يُفترض أن يكون أرسنال في وضع جيد للتأهل إلى دوري الأبطال... أليس كذلك؟! يبدو أنّ موسمه في طريقه إلى الذبول، إذ تركّزت معظم جهوده أخيراً على دوري الأبطال، ما أثر سلباً على أدائه في الدوري. فاز بمباراة واحدة فقط من آخر 5 محلية، وإذا حسبنا مواجهتَي نصف النهائي ضدّ باريس سان جيرمان، فهو في سلسلة 3 هزائم متتالية في جميع المسابقات.
يتبقّى لأرسنال 3 مباريات في الدوري لمحاولة إيقاف التراجع، وضمان التأهّل إلى دوري الأبطال، ويُفضِّل أن يؤكّد المركز الثاني للموسم الثالث توالياً.
يبدأ أرسنال بمواجهة ليفربول غداً، وسجِلّه في «أنفيلد» ليس الأفضل، لكنّه يأمل بالارتداد بعد الخروج الأوروبي، أمام فريق خسر المباراة الوحيدة التي خاضها منذ تتويجه باللقب. ثم يستضيف نيوكاسل، أحد الفرق المطاردة له. وقد يكون لدى أرتيتا دافع إضافي في هذه المباراة: إذا تأهّل نيوكاسل إلى دوري الأبطال، فقد يعني ذلك أنّ الهدف الصَيفي ألكسندر إيزاك بات بعيد المنال من أرسنال.
وينهي موسمه أمام مضيفه ساوثهامبتون، متذيل الترتيب الذي هبط بالفعل، ممّا يمنح بعض الطمأنينة. أفضلية أرسنال في فارق الأهداف عن فورست تعني أنّ ضمان مكان في الـTop 5 سيحتاج على الأرجح إلى 3 نقاط فقط من أصل 9 ممكنة. جمهوره يأمل بشدة ألّا ينتظر حتى رحلة «سانت ماريز» للحصول على تلك النقاط.
مانشستر سيتي
يبدو أنّ العمل الشاق أُنجِز بعد الفوز على إيفرتون، أستون فيلا، وولفرهمبتون، مع ساوثهامبتون الهابط في الانتظار اليوم.
بتعثر أرسنال أخّيراً ومواجهته مباراتَين صعبتَين، وأنّ تشلسي ونيوكاسل يتواجهان، فإنّ الفوز المتوقع على فريق لم يُحقّق سوى انتصارَين في الدوري، قد يكون كافياً لضمان مركز بين الـ5 الأوائل لسيتي، حتى وإن احتاج لبعض النتائج الأخرى في الجولة المقبلة.
ومن المثير للسخرية، أنّ احتلال مركز بين الـ5 الأوائل لم يَعُد يبدو طموحاً كافياً بالنظر إلى مستوى سيتي أخيراً: هناك احتمال لخطف الوصافة إذا انهار أرسنال.
نيوكاسل
بعض المطّلعين في نيوكاسل يصفون مباراة الغد بأنّها «أهم مباراة في الدوري»، ومن السهل فهم السبب. نيوكاسل الرابع يستضيف تشلسي الخامس، الذي يتأخّر فقط بفارق الأهداف، وفوز أيّ منهما قد يضمَن فعلياً لهما مقعداً في دوري الأبطال.
لكن من نواحٍ أخرى، يبدو الضغط أكبر على تشلسي. فقد يملك فرصة للفوز بدوري المؤتمر قريباً، لكن لنادٍ اعتاد حصد الألقاب محلياً وأوروبياً، فإنّ تلك البطولة تظلّ أقل شأناً بكثير من تتويج نيوكاسل بكأس الرابطة، حين أنهى صياماً محلياً دام 70 عاماً، وضَمِن له المشاركة في دوري المؤتمر، أي أنّ الهدف الأساسي للموسم قد تحقق.
ليُظهر تشلسي تقدّماً حقيقياً، فإنّه بحاجة للتأهل إلى دوري الأبطال. أمّا لنيوكاسل، فليس الأمر كذلك. فالعودة إلى البطولة الكبرى للمرّة الثانية خلال 3 سنوات، ستكون مؤثرة مالياً، وتزيد فرص بقاء نجومه، وتجعله الموسم الأفضل في تاريخ النادي الحديث. وبينما كان التعادل 1-1 مع برايتون الأسبوع الماضي بعيداً من المثالية، فإنّ الطريقة التي قاتل بها الفريق، وعدم تأثره بإلغاء ركلتَي جزاء، ثم تسجيله هدف التعادل في اللحظات الأخيرة، كانت ذات مغزى. هذا التعادل أيضاً حرم تشلسي من القفز فوقه عندما هزم ليفربول.
لم يخسر نيوكاسل بعد أمام أي من «الـ6 الكبار» على أرضه، بما في ذلك أمام تشلسي في ربع نهائي كأس الرابطة – ولا يَنوي إنهاء هذا السجل الآن.
تشلسي
كان واضحاً منذ فترة أنّ رحلة تشلسي إلى ملعب «سانت جيمس بارك» ستكون حاسمة في آمال الفريقَين بالتأهل إلى دوري الأبطال. ما تغيّر خلال المباريات الثلاث الأخيرة هو أنّ فريق إنزو ماريسكا يسافر إلى الشمال بثقة وزخم حقيقيَّين.
كان الفوز على فولهام وإيفرتون الحدّ الأدنى المطلوب لإبقاء آمال تشلسي حيّة، لكنّ الانتصار على ليفربول كان رسالة قوية. عاد روميو لافيا للياقته ويُسيطر على خط الوسط، وكول بالمر، أخيراً، عاد لمستواه المعهود.
سيحتاج تشلسي لذلك وأكثر ليواصل سلسلة الانتصارات أمام نيوكاسل، الذي تفوّق عليه بدنياً في كأس الرابطة. لكنّ المباراة كانت، حتى وقتٍ قريب، تبدو وكأنّها «لا بُدّ من الفوز بها» لماريسكا، وباتت الآن أقرب إلى «لا يُسمح بخسارتها».
نوتنغهام فورست
قد يُغفر لمشجّعي فورست إن لم يكونوا متأكّدين ممّا يجب أن يشعروا به الآن. هل يمكنهم فعلاً أن يسألوا أنفسهم ما إذا كان التأهل إلى الدوري الأوروبي أو دوري المؤتمر سيكون، في هذه المرحلة، خيبة أمل؟
في الصورة الكبرى، بالتأكيد لا. لكن بعد أن احتلوا المركز الثالث لفترة طويلة، من المفهوم أن يكون هناك شعور بالإحباط حيال احتمال فقدان فرصة دوري الأبطال.
الأداء والتعادل 1-1 أمام كريستال بالاس في الجولة الماضية منحا جرعة جديدة من التفاؤل. بدا فورست، في فترات طويلة، وكأنّه عاد إلى مستواه، أمام خصم قوي. ومن دون أي افتراضات، يجب على فريق بطموحات فورست أن يأمل بالفوز على ليستر سيتي الهابط، عندما يزور ملعب «سيتي غراوند» غداً. ويجب أن يشعر بالثقة عند مواجهة وست هام المتذبذب بعدها.
لو قال أحدهم لجمهور فورست في آب إنّ فريقهم قد يدخل المباراة الأخيرة أمام ضيفه تشلسي، وهو يعلم أنّ الفائز سيتأهل إلى دوري الأبطال - إنّه السيناريو الذي يأملون أن يتحقق في 25 أيار - لكانوا في قمة السعادة.
أستون فيلا
ظهرت التوترات خلال الفوز 1-0 على فولهام، حين كان فيلا وجمهوره يدركان أنّ أي تعثر سيُبعدهما أكثر عن ركب الـ«توب 5». وعلى رغم من أنّ الأداء لم يكن جميلاً، إلّا أنّه حقق المطلوب الأول في سلسلة انتصارات ضرورية للتأهل إلى دوري الأبطال للموسم الثاني توالياً.
لكنّ الأجواء العامة يسودها التفاؤل، بعدما فاز بـ6 مباريات فقط من 21 بين أيلول وشباط، فكان طبيعياً أن تكون المهمّة صعبة للحاق بالركب. لذا فإنّ جلوسه الآن على بُعد 2 نقاط فقط من المركز الخامس مع تبقّي 3 مباريات، يمنحه الأمل.
فاز فيلا في 7 من آخر 9 مباريات في الدوري، ويشعر أنّ الرحلة إلى بورنموث قد تكون أصعب مواجهاته المتبقية، نظراً لأنّ المباراتَين الأخريَين أمام توتنهام ومانشستر يونايتد، يُركّزان على نهائي الدوري الأوروبي في 21 أيار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 5 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
غوارديولا خارج السيتي؟
في رسالة تحذيرية شديدة اللهجة، كشف الإسباني بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، أنه قد يرحل عن الفريق في حال قررت الإدارة الاحتفاظ بقائمة كبيرة من اللاعبين الموسم المقبل، مؤكدًا أنه لم يعد قادرًا على استبعاد هذا العدد من اللاعبين الجاهزين في كل مباراة. وقال غوارديولا عقب فوز فريقه 3-1 على بورنموث: "لا أريد أن أترك خمسة أو ستة لاعبين في الثلاجة، لا أريد ذلك. سأرحل. اجعلوا القائمة أصغر وسأبقى". يأتي هذا التصريح في خضم موسم مخيب للآمال بالنسبة لسيتي، الذي فشل في الفوز بأي لقب كبير حتى الآن. ويستعد الفريق لمرحلة انتقالية خلال الصيف، يُتوقع أن تشهد مغادرة أسماء بارزة يتقدّمهم كيفن دي بروين، الذي يُرجح أنه خاض مباراته الأخيرة على ملعب الاتحاد. وأشار غوارديولا إلى أن الإصابات هذا الموسم أجبرته في أوقات على الاعتماد على تشكيلة محدودة للغاية، مضيفًا: "ربما لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر لم نكن قادرين على اختيار 11 لاعباً كاملاً. لم يكن لدينا مدافعون. كان الأمر صعبًا جدًا". ورغم هذه الظروف، أبدى مدرب برشلونة وبايرن ميونيخ السابق تمسكه بفلسفته القائمة على قائمة محدودة العدد ولاعبين من الأكاديمية عند الحاجة: "إذا كانت هناك إصابات، فسنعتمد على لاعبي الأكاديمية... لا يمكننا الحفاظ على روح النادي إن واصلنا هذا النهج. نحتاج إلى إعادة بناء الارتباط بين اللاعبين، وهو ما فقدناه قليلاً هذا الموسم". ويبدو أن غوارديولا، الذي يمتد عقده حتى صيف 2025، يضع خطوطًا حمراء واضحة أمام إدارة السيتي قبل انطلاق مشروع التجديد. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الجمهورية
منذ 10 ساعات
- الجمهورية
ناديك لم يتعاقد مع هويسن؟ مَن يجب أن يكون هدفه البديل؟
كانت هناك همسات حول إمكاناته قبل فترته في الساحل الجنوبي؛ إذ وصفه جوزيه مورينيو بأنّه «أحد أكثر المواهب جودة في كرة القدم الأوروبية لعمره» في الفترة التي سبقت ظهوره الأول مع روما. لكنّ سهولة تأقلم هويسن مع الـ«بريميرليغ» - راحة في الاستحواذ، هيمنة في المواجهات الثنائية، عدم التأثر على ما يبدو بالضغط، وسرعة الدوري - كانت كافية لتحفّز أنجح نادٍ في أوروبا على التحرّك لضمّه. مع خروج هويسن من السوق، اختفى ملف دفاعي «فريد من نوعه» طوله 196 سم، ومع ذلك لا يتردّد في التقدّم إلى خط الوسط بالكرة عند قدمَيه، ويُمرّر كرات حاسمة بقدمه اليمنى أو اليسرى، ويدافع بشكل استباقي في نظام عدواني يعتمد على الرقابة الفردية، جامعاً بين عدة سمات مرغوبة في قلب الدفاع في لاعب واحد. البحث عن هويسن الجديد ليس بالأمر البسيط — قلائل يمكنهم أن يُقدّموا ما يُقدّمه بهذا العمر الصغير. لكن، مسلّحين ببيانات من «أوبتا» و«سكيل كورنر»، ومدركين لحجم المهمّة، اختار موقع The Athletic بعض البدائل المحتملة. شلوتربك بالتوسع إلى الدوريات الأوروبية الـ4 الكبرى، يمكننا تحديد بعض قلوب الدفاع الشابّة الذين يساهمون بشكل كبير في تقدّم الكرة من الخط الخلفي. فيتفوّق يان-بول فان هيكه (برايتون) بفارق واضح، إلى جانب مارك غويهي وناثان كولينز، إذ يتحمّلون مسؤولية مماثلة لهويسن في ما يتعلّق بالتمريرات الأمامية لفرقهم. بعيداً عن فان هيكه، يبرز نيكو شلوتربك (بوروسيا دورتموند) كأحد أكثر قلوب الدفاع مغامرة في أوروبا. لكن هناك عائقاً واضحاً: الألماني مصاب حتى تشرين الأول بتمزّق في الغضروف المفصلي خلال التمارين. ومع تبقّي عامَين فقط في عقده، قد يكون متاحاً بسعر مخفّض، والعديد من الأندية ستعتبره يستحق المجازفة، سواء بالإصابة أو من دونها. فعلى رغم من موسمه المقتضب بـ21 مباراة فقط، فإنّ أليساندرو باستوني (إنتر ميلان) هو الوحيد الذي خلق فرصاً (23) أكثر من شلوتربك (17) في الدوريات الـ4 الكبرى. يعكس ذلك أسلوب تمريره الجريء والمبدع. فتمريرات شلوتربك دائماً ما تُشكّل خطراً وتخلق «تهديداً متوقعاً» - احتمال أن تؤدّي التمريرة إلى هدف خلال 10 ثوانٍ - بمعدّل 0,2 لكل مباراة، وهو رابع أعلى معدّل. بالإضافة إلى ذلك، هو واحد من قلبَي الدفاع الوحيدَين تحت 25 عاماً، إلى جانب عمر سوليت (أودينيزي) اللذَين لعبا عدد تمريرات طويلة أكثر من هويسن في كل مباراة. لكنّ المخاطرة في مركز قلب الدفاع لها عواقب أكبر عند الوقوع في الخطأ، وهو ما يعترف به شلوتربك: «حاولت التقليل من هذه المخاطر في السنوات الأخيرة. لكن بالطبع، ارتكبت خطأَين أو 3 أكثر من اللازم». من المجالات الغريبة التي يبرز فيها شلوتربك حقاً: تنفيذ الركلات الركنية. معظم قلوب الدفاع معروفون بتسجيلهم من الركلات الركنية، لكنّ شلوتربك قلب المعادلة في مباراته الأخيرة قبل الإصابة أمام ماينتس، فتولّى تنفيذ الركنيات بنفسه وصنع هدفَين. فيفيان داني فيفيان (25 عاماً): اسم آخر من الأسماء المعروفة التي برزت على رغم من أنّ انتقاله قد يكون معقّداً نظراً لدوره الحيَوي في قلب دفاع أتلتيك بلباو. مثل معظم لاعبي النادي الباسكي، تدرّج فيفيان في الفئات العمرية، ويقترب سريعاً من 250 مباراة مع النادي خلال 7 مواسم. يلعب بقلبه، مدافع «مدرسة قديمة» يعشق الصراع على الاستحواذ بقدر حُبِّه للتمريرات بين الخطوط والانطلاقات من الخلف لبناء اللعب. ضدّ خيتافي، قام بـ14 إبعاداً للكرة، فاز بجميع مواجهاته الأرضية الـ5، أتمّ أكبر عدد من التمريرات في الملعب، وسجّل من ركلة ركنية هدفه الرابع في «لاليغا». ويؤكّد زميله المدافع أيتور باريخ «تنظر إليه في الملعب فتراه مستقيماً جداً، جدّي للغاية. هذا ليس مجرّد مظهر، هكذا هو فعلاً؛ ملتزم، منضبط، يملك عقلاً ناضجاً على رغم من صغر سنّه». لكن لا تدع تلك الجدّية تخدعك؛ فيفيان من أكثر اللاعبين تقدّماً بالكرة، ويأتي ضمن العشرة الأوائل في «لاليغا» في التمريرات والانطلاقات التقدّمية. عدوانيّته وسيطرته البدنية تسمحان لبلباو بالضغط العالي، بينما تمريراته المكسرة للخطوط والتمريرات الطولية للجناحَين تساعده في الهجوم بسرعة. ربما ليس برّاقاً أو سلساً تقنياً مثل هويسن، لكن فيفيان سيكون خياراً ثانياً قوياً بجودته التقدمية المثبتة. قدّم جاراد برانثويت موسماً أول رائعاً في الـ»بريميرليغ» 2023-2024، بسلسلة من العروض الهادئة والقوية في دفاع إيفرتون. والآن بات عنصراً أساسياً على رغم من أنّه يعمل بهدوء مواصلاً تطوّره اللافت. بطول 196 سم، يُشبه برانثويت هويسن في القامة والأسلوب. مثله، يستخدم القدمَين، سريع على الأرض، وهادئ في الاستحواذ. بعمر 22، هو أكبر بعامَين من الإسباني، وأكثر تطوّراً بدنياً. النهج المباشر لإيفرتون - أعلى من الكرات الطويلة هذا الموسم (16,2%) - يحدّ من فُرَص برانثويت في إظهار قدراته في البناء واللعب الدفاعي المتقدّم. لكنّ اتقان الجوانب الأساسية للدفاع ليس بالأمر السيّئ. في الموسم الماضي، فاز برانثويت برابع أكبر عدد من الكرات الهوائية (95)، وقام بأعلى عدد من التدخّلات (66). هذا الموسم، قلّت تدخّلاته وانخفضت أرقامه في الاعتراضات والكرات الهوائية، لأنّ جيمس تاركوفسكي تولّى الجزء الأكبر من المهام الدفاعية العدوانية، ممّا منح برانثويت حرّية أكبر للتركيز على أدواره في بناء اللعب. قفز عدد تمريراته التقدّمية من 3,5 إلى 4,7 في المباراة، لكنّ الزيادة اللافتة كانت في انطلاقاته التقدّمية: من 2,9 إلى 6,1. هذه الانطلاقات الطويلة إلى الأمام أساسية لمساعدة إيفرتون على التحوّل من الحالة الدفاعية إلى الهجومية. قوام برانثويت الكبير قد يجعله يبدو بطيئاً أحياناً في المساحات الضيّقة. ومن المفارقات أنّ مانشستر يونايتد كان أكثر الأندية رغبة في ضمّه الصيف الماضي، ورُفضت عدة عروض من إيفرتون. بشكل مشابه، برز المدافع اليوناني كونستانتينوس كولييراكيس، إذ إنّ 4 فقط من قلوب الدفاع تحت 21 عاماً لعبوا دقائق أكثر منه هذا الموسم في الدوريات الـ4 الكبرى. على رغم من التذبذب السريع في نتائج فولفسبورغ تحت قيادة رالف هازنهوتل، فإنّ كولييراكيس واصل الأداء في مركز قلب الدفاع الأيسر ضمن ثلاثي أو في مركز ثنائي. يتمتع بالقوة والطول، وهو مدافع استباقي أكثر من كونه متهوّراً، ويملك قدماً يسرى استغلها هازنهوتل لإرسال الكرات الطويلة. هويسن هو الوحيد تحت 21 عاماً الذي أتمّ تمريرات طويلة أكثر منه، وغالباً ما يبحث عن كرة فوق المدافعين لإجبارهم على التراجع. أسلوب كولييراكيس ليس دائماً أنيقاً - دقة تمريراته الطويلة، كحال هويسن، تقلّ عن 50% - لكنّ تقنيّته في تمرير الكرات المنخفضة والطويلة عبر الملعب لافتة. فولفسبورغ يستخدمه كثيراً كنقطة خروج للكرة من ركلات المرمى، خصوصاً تحت الضغط، فيُرسل الكرات الطويلة بقوة. لكن حين يُمنح وقتاً أكبر لاختيار تمريراته، فإنّه يُمرّر بقوة ودقة إلى الجناح داخل منطقة الجزاء، متجاوزاً 8 لاعبين. إذاً، فهو هادئ، واسع الرؤية، وخبير أكثر من سنّه، والمقارنة مع هويسن تفرض نفسها. بويومو وجيلا وفلامينغو يبرز إنزو بويومو (أوساسونا) بتمريراته بعد موسم استثنائي. فهو واثق في حمل الكرة، وممرّر حاسم، وحقق أكبر عدد من التدخّلات بين المدافعين في «لاليغا»، لكنّه لا يملك سيطرة هويسن في الهواء. ماريو جيلا (لاتسيو) هو خيار مثير آخر. متخصِّص في التمرير، والوحيد الذي أتمّ أكثر من 100 تمريرة طويلة بدقة تتجاوز 65%، لكنّه يفتقر إلى الطول والقوة البدنية. خارج الدوريات الكبرى، يُحقِّق رايان فلامينغو (22 عاماً، أيندهوفن) الكثير من المعايير، إذ أتمّ أكبر عدد من التمريرات في «إيريدفيزي» الموسم الماضي، ويُحبّ التقدّم والدفاع في مواجهة لاعب، ويُمرّر بذكاء. قد ننتظر طويلاً لرؤية قلب دفاع متكامل مثل هويسن يخترق الـ«بريميرليغ» مجدّداً، لكن أولئك الذين يُتقنون مهارة أو اثنتَين من مهاراته المتعدّدة لا يزالون قادرين على جذب الأنظار.


ليبانون 24
منذ 16 ساعات
- ليبانون 24
توتنهام يهزم مانشستر يونايتد.. ويحرز لقب يوروبا ليغ
توّج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي لكرة القدم"يوروبا ليغ"، مساء الأربعاء، بعد فوزه 1-صفر على مانشستر يونايتد في النهائي على ملعب سان ماميس في بلباو ، حاسما تأهله إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وسجّل الويلزي برينان جونسون الهدف الوحيد (42) لفريق المدرب الأسترالي أنج بوستيكوغلو الذي توّج بأول ألقابه الكبرى منذ تغلبه على جاره تشلسي (2-1 بعد التمديد) في المباراة النهائية لمسابقة كأس الرابطة عام 2008، بينما كان آخر لقب أوروبي له في كأس الاتحاد الأوروبي (التي أدمجت مع كأس الكؤوس وأصبحت يوروبا ليغ) عام 1984، وهو كان الثاني له آنذاك بعد 1972.