logo
#

أحدث الأخبار مع #آرثرشوبنهاور

"شوبنهاور" يفكّ شفرات التقدُّم التكنولوجي
"شوبنهاور" يفكّ شفرات التقدُّم التكنولوجي

اليوم الثامن

timeمنذ 21 ساعات

  • صحة
  • اليوم الثامن

"شوبنهاور" يفكّ شفرات التقدُّم التكنولوجي

توافر للإنسان في العصر الحديث الكثير من السُّبل التي تسهِّل عليه الحياة، والتي إذا كان متواجدًا ولو بعضًا أو حتى واحدةً منها في الماضي، لكانت الابتهاج له حليفًا دائمًا. لكن ما يحدث حاليًا أمر يدعو للحزن الشديد؛ إذ أن الإنسان وبالرغم من بلوغه مراتب عُلا من التقدُّم التكنولوجي ومعرفته بالعديد من الوصفات التي تجعله مالكًا للسمو الأخلاقي والرقي، إلَّا أنه ينزلق يومًا تلو الآخر في غياهب من الهمجية التي تتأصَّل بداخله وتتزايد يومًا تلو الآخر. بل والأسوأ، باتت الحياة تعجّ بالمرضى النفسيين، وأصبح الاكتئاب مرض مُعتاد، ومصاب به المليارات، بما في ذلك الأطفال. وعلاوة على ذلك، صارت السعادة أمر بعيد المنال يمكن القراءة عنه في الكتب والقصص الخيالية فقط. وبالرغم من كل هذا، يأمل العلماء أن تتعاظم سعادة الإنسان باختراع الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يحاكي التفكير البشري وأساليب وعيه وإدراكه. والغرض المُعلن من ذاك الاختراع الفريد ليس فقط محاكاة الإنسان لمجرَّد المحاكاة، لكن توفير وقته وجهده لأعمال أخرى قد تكون ذات نفع عظيم له وللبشرية ، بما في ذلك توفير الوقت والطاقة لتنمية الروابط الأسرية والإنسانية التي فقدها تقريبًا عند اللهاث وراء تحقيق النجاح والتميُّز. ويحاول العلماء طمأنة البشر أن ذاك الاختراع الذي غيَّر أشكال الحياة، ولسوف يواصل تبديل كل ما هو قديم بقيم ومستحدثات غير مسبوقة، لسوف يكون السبيل لفهم كيفية عمل العقل البشري، الذي لا يزال سرًّا معقَّا لا يستطيع العلم والتقدُّم التكنولوجي فك شفراته. وكذلك يؤكِّد العلماء أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإنسان - في شكلها الأمثل - هي علاقة نفع مُتبادل، وأنه لا يجب أن يصير الذكاء الاصطناعي بديلًا للإنسان الذي اخترعه ولا يزال يعمل على تطويره. وذاك الرأي الذي أتي على لسان زمرة من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم، والتخصصين في البرمجيات والفيزياء وعلوم النفس والأعصاب. إلَّا أن أقوالهم لم تشعر العامة بالاطمئنان الموجو، وأزجت المزيد من التوتُّر على عقولهم وعلى حياتهم. ودون أدنى شك، السبب واضح؛ لأن العلماء وضعوا العقل البشري والإنسان ككيان في مرتبة متساوية مع الذكاء الاصطناعي. ولكي يفهم الإنسان موقفه في هذا العالم الحديث الذي أصبح التقدُّم فيه أمر حتمي، وكذلك هو الحال بالنسبة للإحساس بالتشاؤم من المستقبل وعدم الرضا عنه، كان لا بد من الرجوع لآراء الحكماء الذين وضعوا أسس هذا العالم الحديث من خلال إنشاء ما يشابه المنهاج الذي لا يساعد فقط على فهم ما يحدث حولنا، بل أيضًا التعامل معه بسهولة وأريحية. وواحدًا من الفلاسفة شديدي الحكمة الذي يجب اللجوء لأرائهم في أحلك المواقف، هو الفيلسوف الألماني "آرثر شوبنهاور" Arthur Schopenhauer (1788-1860) المشهور بلقب فيلسوف التشاؤم. لكن بالرجوع إلى كنزه الفكري من مراجع لا تحظى بشعبية كاسحة حتى الآن، يلاحظ أنه لا يصدِّر التشاؤم للبشرية، بل أنه يشرح أسبابه ويحاول قدر الإمكان إيجاد منهاجًا للتعامل معه. وقد يظن البعض أن آراءه بالية قد عفا عليها الزمان لأنه ولد في القرن الثامن عشر وفارق الحياة بعد منتصف القرن التاسع عشر، لكن من يظن هذا قد حاده الصواب؛ لأن "شوبنهاور" عاصر الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية في مهدهما، وراقب عن كثب التطوُّرات الناشئة والمخاوف العامة من تلك من الآلات المستحدثة، والتي بالقياس تشابه لحد بعيد اختراع الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتعددة في الوقت الحالي، وبالمثل، كان هناك حينئذٍ مخاوف شديدة من استبدال البشر بآلات لا يصيبها الإرهاق ولا تمانع العمل بشكل متواصل وفي أي وقت، حسب الحاجة لها وكلما طُلِب منها. في الماضي، كان الرقي الاجتماعي والأخلاقي مرتبطين بكل ما يُعلي من شأن العلوم وتحصيلها والاطلاع على الفنون وفهمها، وكذلك معرفة المستحدثات والابتكارات. ولهذا السبب، كان الجميع يحرصون على اقتناء مكتبات ضخمة مهيبة بداخل منازلهم؛ للتفاخر بها، وكأنها العلامة الدَّامعة لرفي شخص ما وحصافة رأيه، بينما قد يكون العكس عين الصِّحة. والأنكى من ذلك، أن المكتبات المنزلية تلك تتحول إلى ما يشبه المكتبات التي لا يستفيد منها أي فرد، بل وقد تكون لم يمسسها أحد على الإطلاق، فيما خلا البعض من كتبها. ومن ثمَّ، كان ينتقد "شوبنهاور" من يشترون الكتب ويكدسونها، لأن من يشتري كتابًا من الأحرى أن يشتري أيضًا معه الوقت اللازم لقراءته؛ لأنه جرت العادة على مجرد الرغبة في امتلاك المحتوى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عملية القراءة بالنسبة ل"شوبنهاور" ليست كل شيء، لأن من يقرأ يجعل شخص آخر يفكر بالأصالة عنه، والقاريء مجرد شخص يكرر إعمال العقل الذي قام به مؤلِّف الكتاب؛ إذًا، فإن القارئ في تلك الحالة ليس بمبتكر، بل كأي تلميذ صغير يتعلَّم الكتابة، ويكون فرضه المدرسي تكرار ما كتبه له المعلِّم وسطره بقلم رصاص، أي أنه من السهل أن يُمحى هذا المحتوى، وتتلاشى من جدار الذَّاكرة المعلومات التي عمل الفرد على جمعها من القراءة. والسبب، أن الجزء الأكبر من عملية التعلُّم والفكر قد أنجزه الكتاب من أجلنا. ولهذا السبب، عندما يرغب أي شخص إلهاء نفسه عن أمر ما، أو تحسين حالته المزاجية، أو حتى محاربة الأرق، فإنه على الفور يلتقط كتابًا ويقرأه؛ كي تلهيه القراءة عن الانشغال بأفكاره. وتأثير القراءة السلبي يكون بنفس تأثيرها الإيجابي؛ لأنها تجعل العقل البشري يتراجع لمرتبة ملعبًا لأفكار الآخرين، سواء أكانت مفيدة أو مغلوطة. ويحذِّر "شوبنهاور" من قضاء المرء يوم بأكمله منكبًّا على القراءة، ثمَّ، يتخلل ذاك اليوم فترات استرخاء يمضيها في تسلية طائشة. ومع اعتياد ذاك الروتين، يفقد العقل القدرة على التفكير تدريجيًا، تمامًا كما هو الحال بالنسبة للفرد الذي يعتاد الركوب، فإنه يفقد تدريجيًا القدرة على المشي؛ لأن عظامه تتيبَّس وعضلاته تضمر. وما ذكره "شوبنهاور" أثبتت أيضًا العلوم الحديثة صحته. ولهذا السبب كان يتعجَّب الكثير من أن بعض كبار السن يصابون بالخرف أو الزهايمر بالرغم من أنهم يدأبون على القراءة والاطلاع. ويضيف "شوبنهاور" أنه قد اكتشف أيضًا بعض العلماء أنهم أغبياء؛ لأنهم اكتفوا بدور النَّاقل الذي يجمع أفكار البعض دون وضع لمسات تفكيرهم العميق. فالاكتفاء بالمعرفة السطحية التي لا تفضي إلى إعمال العقل والابتكار تجعل الفرد تدريجيًا لا يبالي بما يدور في أذهان الآخرين، لطالما اعتنق أفكار آخرين والتي قد تنطوي على معرفة سطحية ووجهات نظر ضيِّقة وأخطاء متكررة. ومن ثمَّ، فإن محاكاة الآخرين تفقد أي شخص ثلاثة أرباع سماته المميَّزة. وبالتفكير قليلًا فيما يسطره "شوبنهاور"، نلاحظ أن موقفه مطابقًا لموقف الإنسان في عصر السيبرانية والذكاء الاصطناعي؛ فجميع ألوان المعرفة أصبحت متوافرة يضغطة زرّ واحدة، ولهذا اختفت تقريبًا الكتب المطبوعة. وبالرغم من أن جميع ألوان المعارف والفنون أصبحت مُتاحة، فإن نسبة الجهل الثقافي والعزوف عن الاطلاع تزايدت بشكل مرعب؛ والسبب هو الاعتماد أن المعرفة متاحة ويمكن الرجوع إليها في أي وقت. ومن ثمَّ، تزايد الاعتماد في العقدين الماضيين على القراءة فقط، وصارت هناك أجيال لا تحسن الكتابة والإملاء؛ للاعتماد على أن الوسائل التكنولوجية بمقدورها تصحيح الأخطاء الإملائية. ودون أدنى شك، تلازمت مع تلك الظاهرة اختفاء الأسلوب الراقي في الكتابة، حيث أصبحت الكتابة شديدة البرجماتية؛ محتصرة أو على شكل نقاط، وغالبًا بالأسلوب العامي. ومع انتشار المواد العلمية المسموعة، لاحظ العلماء وجود شرائح من الأجيال الجديدة لا تحسن حتى القراءة. ودون أدنى شك، فإن إخلاء السَّاحة للذكاء الاصطناعي لكي يقرأ ويكتب ويفكر ويحلل عوضًا عن الجنس البشري لسوف يجعل نهاية الإنسان محتومة، ألا وهي التراجع إلى مرتبة الحيوانات التي همّها الأكبر إتاحة الطعام لها وإشباع الغرائز الحسِّية، ويرجع ذلك للتواكل على أدوات أخرى تقوم بالمهام التي تتطلَّب إعمال العقل عوضًا عن العنصر البشري. ولا يعني ذلك رفض التقدم أو المستحدثات التكنولوجية أو مهاجمة الذَّكاء الاصطناعي، بل إيجاد السُّبل الصحيحة للاستفادة منها لكي نطوِّر أفكارنا ونجعل عقولنا تستقبل وتصدر المعلومات والأفكار. واحدة من أكبر وأهم النعم التي منَّ بها الخالق على عباده الآدميين هي القدرة على التفكير والتحليل؛ فلا يجب على المرء أن يتوقف عن التفكير ومحاولة تقديم أي اسهام شخصي يصبح بمثابة بصمته المميزة، ويجب المداومة على توكيد ذاك التميُّز من خلال الإضافة له بشكل متواصل، أي أن يجب ألَّا يكف العقل البشري عن التفكير، شريطة أن تكون تلك الأفكار ذات قيمة فعلية، وتنأى عن التفاهات والتسلية الطائشة التي تُزجي الجانب الحيواني لدى الإنسان. فلا تتوقف عن التفكير حتى تحتفظ بمكانة السيِّد ذو اليد الطولى على التقدُّم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، فالحياد عن ذاك الطريق يجعل طريق العبيد هو الخيار الوحيد المتاح.

'شوبنهاور' يتجاوز بوابات الزمن
'شوبنهاور' يتجاوز بوابات الزمن

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • صحة
  • موقع كتابات

'شوبنهاور' يتجاوز بوابات الزمن

توافر للإنسان في العصر الحديث الكثير من السُّبل التي تسهل عليه الحياة، والتي إذا كان متواجدًا ولو بعضًا أو حتى واحدةً منها في الماضي، لكانت الابتهاج له حليفًادائمًا. لكن ما يحدث حاليًا أمر يدعو للحزن الشديد؛ إذ أن الإنسان وبالرغم من بلوغه مراتب عُلا من التقدُّم التكنولوجي ومعرفته بالعديد من الوصفات التي تجعله مالكًا للسمو الأخلاقي والرقي، إلَّا أنه ينزلق يومًا تلو الآخر في غياهب من الهمجية التي تتأصَّل بداخله وتتزايد يومًا تلو الآخر. بل والأسوأ، باتت الحياة تعجّ بالمرضى النفسيين، وأصبح الاكتئاب مرض معتاد، ومصاب به المليارات، بما في ذلك الأطفال. وعلاوة على ذلك، صارت السعادة أمر بعيد المنال يمكن القراءة عنه في الكتب والقصص الخيالية فقط. وبالرغم من كل هذا، يأمل العلماء أن تتعاظم سعادة الإنسان باختراع الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يحاكي التفكير البشري وأساليب وعيه وإدراكه. والغرض المعلن من ذاك الاختراع الفريد ليس فقط محاكاة الإنسان لمجرَّد المحاكاة، لكن توفير وقته وجهده لأعمال أخرى قد تكون ذات نفع عظيم له وللبشرية ، بما في ذلك توفير الوقت والطاقة لتنمية الروابط الأسرية والإنسانية التي فقدها تقريبًا عند اللهاث وراء تحقيق النجاح والتميُّز. ويحاول العلماء طمأنة البشر أن ذاك الاختراع الذي غيَّر أشكال الحياة، ولسوف يواصل تبديل كل ما هو قديم بقيم ومستحدثات غير مسبوقة، لسوف يكون السبيل لفهم كيفية عمل العقل البشري، الذي لا يزال سرًّا معقَّا لا يستطيع العلم والتقدُّم التكنولوجي فك شفراته. وكذلك يؤكِّد العلماء أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإنسان – في شكلها الأمثل – هي علاقة نفع مُتبادل، وأنه لا يجب أن يصير الذكاء الاصطناعي بديلًا للإنسان الذي اخترعه ولا يزال يعمل على تطويره. وذاك الرأي الذي أتي على لسان زمرة من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم، والتخصصين في البرمجيات والفيزياء وعلوم النفس والأعصاب. إلَّا أن أقوالهم لم تشعر العامة بالاطمئنان الموجو، وأزجت المزيد من التوتُّر على عقولهم وعلى حياتهم. ودون أدنى شك، السبب واضح؛ لأن العلماء وضعوا العقل البشري والإنسان ككيان في مرتبة متساوية مع الذكاء الاصطناعي. ولكي يفهم الإنسان موقفه في هذا العالم الحديث الذي أصبح التقدُّم فيه أمر حتمي، وكذلك هو الحال بالنسبة للإحساس بالتشاؤم من المستقبل وعدم الرضا عنه، كان لا بد من الرجوع لآراء الحكماء الذين وضعوا أسس هذا العالم الحديث من خلال إنشاء ما يشابه المنهاج الذي لا يساعد فقط على فهم ما يحدث حولنا، بل أيضًا التعامل معه بسهولة وأريحية. وواحدًا من الفلاسفة شديدي الحكمة الذي يجب اللجوء لأرائهم في أحلك المواقف، هو الفيلسوف الألماني 'آرثر شوبنهاور' Arthur Schopenhauer(1788-1860) المشهور بلقب فيلسوف التشاؤم. لكن بالرجوع إلى كنزه الفكري من مراجع لا تحظى بشعبية كاسحة حتى الآن، يلاحظ أنه لا يصدِّر التشاؤم للبشرية، بل أنه يشرح أسبابه ويحاول قدر الإمكان إيجاد منهاجًاللتعامل معه. وقد يظن البعض أن آراءه بالية قد عفا عليها الزمان لأنه ولد في القرن الثامن عشر وفارق الحياة بعد منتصف القرن التاسع عشر، لكن من يظن هذا قد حاده الصواب؛ لأن 'شوبنهاور' عاصر الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية في مهدهما، وراقب عن كثب التطوُّرات الناشئة والمخاوف العامة من تلك من الآلات المستحدثة، والتي بالقياس تشابه لحد بعيد اختراع الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتعددة في الوقت الحالي، وبالمثل، كان هناك حينئذٍ مخاوف شديدة من استبدال البشر بآلات لا يصيبها الإرهاق ولا تمانع العمل بشكل متواصل وفي أي وقت، حسب الحاجة لها وكلما طُلِب منها. في الماضي، كان الرقي الاجتماعي والأخلاقي مرتبطين بكل ما يُعلي من شأن العلوم وتحصيلها والاطلاع على الفنون وفهمها، وكذلك معرفة المستحدثات والابتكارات. ولهذا السبب، كان الجميع يحرصون على اقتناء مكتبات ضخمة مهيبة بداخل منازلهم؛ للتفاخر بها، وكأنها العلامة الدَّامعة لرفي شخص ما وحصافة رأيه، بينما قد يكون العكس عين الصِّحة. والأنكى من ذلك، أن المكتبات المنزلية تلك تتحول إلى ما يشبه المكتبات التي لا يستفيد منها أي فرد، بل وقد تكون لم يمسسها أحد على الإطلاق، فيما خلا البعض من كتبها. ومن ثمَّ، كان ينتقد 'شوبنهاور' من يشترون الكتب ويكدسونها، لأن من يشتري كتابًا من الأحرى أن يشتريأيضًا معه الوقت اللازم لقراءته؛ لأنه جرت العادة على مجرد الرغبة في امتلاك المحتوى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عملية القراءة بالنسبة ل'شوبنهاور' ليست كل شيء، لأن من يقرأ يجعل شخص آخر يفكر بالأصالة عنه، والقاريء مجرد شخص يكرر إعمال العقل الذي قام به مؤلِّف الكتاب؛ إذًا، فإن القارئ في تلك الحالة ليس بمبتكر، بل كأي تلميذ صغير يتعلَّم الكتابة، ويكون فرضه المدرسي تكرار ما كتبه له المعلِّم وسطره بقلم رصاص، أي أنه من السهل أن يمحى هذا المحتوى، وتتلاشى من جدار الذَّاكرة المعلومات التي عمل الفرد على جمعها من القراءة. والسبب، أن الجزء الأكبر من عملية التعلُّم والفكر قد أنجزه الكتاب من أجلنا. ولهذا السبب، عندما يرغب أي شخص إلهاء نفسه عن أمر ما، أو تحسين حالته المزاجية، أو حتى محاربة الأرق، فإنه على الفور يلتقط كتابًا ويقرأه؛ كي تلهيه القراءة عن الانشغال بأفكاره. وتأثير القراءة السلبي يكون بنفس تأثيرها الإيجابي؛ لأنها تجعل العقل البشري يتراجع لمرتبة ملعبًا لأفكار الآخرين، سواء أكانت مفيدة أو مغلوطة. ويحذِّر 'شوبنهاور' من قضاء المرء يوم بأكمله منكبًّا علىالقراءة، ثمَّ، يتخلل ذاك اليوم فترات استرخاء يمضيها في تسلية طائشة. ومع اعتياد ذاك الروتين، يفقد العقل القدرة على التفكير تدريجيًا، تمامًا كما هو الحال بالنسبة للفرد الذي يعتاد الركوب، فإنه يفقد تدريجيًا القدرة على المشي؛ لأن عظامه تتيبَّس وعضلاته تضمر. وما ذكره 'شوبنهاور' أثبتت أيضًا العلوم الحديثة صحته. ولهذا السبب كان يتعجَّب الكثير من أن بعض كبار السن يصابون بالخرف أو الزهايمر بالرغم من أنهم يدأبون على القراءة والاطلاع. ويضيف 'شوبنهاور' أنه قد اكتشف أيضًا بعض العلماء أنهم أغبياء؛ لأنهم اكتفوا بدور النَّاقل الذي يجمع أفكارالبعض دون وضع لمسات تفكيرهم العميق. فالاكتفاء بالمعرفة السطحية التي لا تفضي إلى إعمال العقل والابتكار تجعل الفرد تدريجيًا لا يبالي بما يدور في أذهان الآخرين، لطالما اعتنق أفكار آخرين والتي قد تنطوي على معرفة سطحية ووجهات نظر ضيِّقة وأخطاء متكررة.ومن ثمَّ، فإن محاكاة الآخرين تفقد أي شخص ثلاثة أرباع سماته المميَّزة. وبالتفكير قليلًا فيما يسطره 'شوبنهاور'، نلاحظ أن موقفه مطابقًا لموقف الإنسان في عصر السيبرانية والذكاء الاصطناعي؛ فجميع ألوان المعرفة أصبحت متوافرة يضغطة زرّ واحدة، ولهذا اختفت تقريبًا الكتب المطبوعة. وبالرغم من أن جميع ألوان المعارف والفنون أصبحت متاحة، فإن نسبة الجهل الثقافي والعزوف عن الاطلاع تزايدت بشكل مرعب؛ والسبب هو الاعتماد أن المعرفة متاحة ويمكن الرجوع إليها في أي وقت. ومن ثمَّ، تزايد الاعتماد في العقدين الماضيين على القراءة فقط، وصارت هناك أجيال لا تحسن الكتابة والإملاء؛ للاعتماد على أن الوسائل التكنولوجية بمقدورها تصحيح الأخطاء الإملائية. ودون أدنى شك، تلازمت مع تلك الظاهرة اختفاء الأسلوب الراقي في الكتابة، حيث أصبحت الكتابة شديدة البرجماتية؛ محتصرة أو على شكل نقاط، وغالبًا بالأسلوب العامي. ومع انتشار المواد العلمية المسموعة، لاحظ العلماء وجود شرائح من الأجيال الجديدة لا تحسن حتى القراءة. ودون أدنى شك، فإن إخلاء السَّاحة للذكاء الاصطناعي لكي يقرأ ويكتب ويفكر ويحلل عوضًا عن الجنس البشري لسوف يجعل نهاية الإنسان محتومة، ألا وهي التراجع إلى مرتبة الحيوانات التي همها الأكبر إتاحة الطعام لها وإشباع الغرائز الحسية، ويرجع ذلك للتواكل على أدوات أخرى تقوم بالمهام التي تتطلَّب إعمال العقل عوضًا عنالعنصر البشري. ولا يعني ذلك رفض التقدم أو المستحدثات التكنولوجية أو مهاجمة الذكاء الاصطناعي، بل إيجاد السبل الصحيحة للاستفادة منها لكي نطوِّر أفكارنا ونجعل عقولنا تستقبل وتصدر المعلومات والأفكار. واحدة من أكبر وأهم النعم التي من بها الخالق على عباده الآدميين هي القدرة على التفكير والتحليل؛ فلا يجب على المرء أن يتوقف عن التفكير ومحاولة تقديم أي اسهام شخصي يصبح بمثابة بصمته المميزة، ويجب المداومة على توكيد ذاك التميُّز زجي الجانب الحيواني لدى الإنسان. فلا تتوقف عن التفكير حتى تحتفظ بمكانة السيِّد ذو اليد الطولى على التقد

تأملات فيلسوف لا يبيع أوهامًا!
تأملات فيلسوف لا يبيع أوهامًا!

البوابة

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

تأملات فيلسوف لا يبيع أوهامًا!

كتاب "فن العيش الحكيم" للفيلسوف الألماني "آرثر شوبنهاور" يشبه صديقًا كبيرًا يجلس بجانبك وأنت في لحظة تعب، يربت على كتفك ويقول لك: "اهدأ... لا تأخذ الحياة بجدية زائدة، خذ منها ما يكفيك، وامضِ في طريقك بسلام." هذه هي خلاصة كتاب هذا الفيلسوف الرائع وهى يجب أن نعيش ببساطة، وأن نحب ذواتنا كما نحن، وأن نتجنب الصراع الفارغ، وأن نصنع عالمنا الداخلي بكل ما فيه من هدوء وسكينة. ويعجبني جدا أن هذا الفيلسوف لم يكن يحب تزيين الحقيقة، ولم يكن يبيع الوهم للناس، بل واجه الحياة بجرأة، وكان معلمًا حكيمًا، يعرف أن الإنسان يمكنه أن يجد راحته الداخلية وسلامه النفسي إذا تعلم كيف يعيش بذكاء وهدوء بعيدًا عن ضجيج الرغبات.. أن أول فكرة يهمس بها في آذاننا من خلال كتابه "فن العيش الحكيم" هي أن تهتم بجوهرك، لا بمظهرك.. بمعنى أن قيمتك الحقيقية في عقلك، وأخلاقك. ثم يعلمنا قاعدة ذهبية بسيطة وهي: "كلما قلّت رغباتك، زادت سعادتك." كما أنه يحذرك بأن ما يفسد حياتك هو أن تنظر لما في يد غيرك. ومن أجمل ما قرأت في هذا الكتاب هو الحقيقة التي اعترف بها صديق الفيلسوف والشاعر جوته في شبابه، عندما قال: "إن الطمع في سعادة خيالية هو الذي يُفسد كل شيء على صاحبه في هذه الفانية. ولن يتخلَّص منه إلا القانع بالقِسْمة بين يديه". ومن باب الحكمة والتعقل ألاّ يرفع المرء سقف طموحاته، ويتجنّب الإفراط في طلب المتع، والركض وراء الشهوات والملذات والمتع الفانية والجاه والسلطان ومظاهر الشرف والأبّهة وما شابه... فهذا التكالب المحموم على سراب السعادة وبريق المتع هو الذي يُسَبِّب للمرء خسائر فادحة، ويُلحق به انكسارات غير قابلة للجبر.. وهي ذي السيرة المُجملة التي يتوجب على المرء العضَّ عليها بالنواجذ، وهي عين العقل والحياة تؤكد له، غير ما مرة، أنه من السهل جدا أن يكون تعيسًا، ومن الصعب، بل من المستحيل أن يكون سعيدًا جدًا... وفي فقرة أخرى يقول الفيلسوف آرثر شوبنهاور: "لو شئتَ أن تعرف إن كان شخص سعيدًا أو تعيسًا، فابحث عمّا يُفرحه أو يُحزنه. فإن كان ما يُحزنه ويُكدّر صفوه تافهًا، فذاك دليل على أنه سعيد، وإن كان يتأثر لأبسط الأشياء، بل بتوافه الأمور، فتلك حجة على أنه يعيش عيشة هنية. إذ لو كان غارقا في لُجّة التعاسة، لما تأثر بها ولما التفت إليها بالمرة." لقد كان الفيلسوف "آرثر شوبنهاور" أحد أعظم الفلاسفة الألمان الذين تركوا بصمة عميقة في الفلسفة الغربية، وعُرف بقدرته على تحليل النفس البشرية بجرأة ووضوح، ولم يكن فيلسوفًا مثاليًا يبيع الأوهام، بل كان يواجه الواقع بصرامة، ويعري الوجود الإنساني من الزخارف الزائفة.. وأرى أن هذا الفيلسوف قدم رؤية فريدة حول الحياة والكون بفلسفة عميقة ومثيرة للتفكير، وهي ليست مجردة، بل هي دعوة للتأمل في الحياة والكون، والبحث عن الحقيقة والفهم الأعمق وستظل مصدر إلهام للمفكرين والكتاب، وستواصل تأثيرها في مختلف المجالات الفكرية والفنية. لقد سعدت بصحبة كتاب هذا الفيلسوف الرائع "فن العيش الحكيم"، وسعدت أكثر بنصائحه القيمة حول كيفية تحسين جودة الحياة. ولنا لقاء الأسبوع القادم، بإذن الله، مع قراءة في كتاب ممتع جديد.

اسماعيل الشريف يكتب : ترامب يريد غزة
اسماعيل الشريف يكتب : ترامب يريد غزة

أخبارنا

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أخبارنا

اسماعيل الشريف يكتب : ترامب يريد غزة

أخبارنا : «تمر الحقيقة بثلاث مراحل: أولًا، يُسخر منها. ثم تُواجَه بعنف. وأخيرًا، تُقبل كأمر مسلَّم به.» – آرثر شوبنهاور. في الحروب، تُحدَّد أهدافٌ معلنة لإضفاء الشرعية وحشد الرأي العام، بينما تُخفى الأهداف الأخرى التي قد تكون الدافع الحقيقي وراء الحرب. في عام 2003، تم الترويج بأن الحرب على العراق تهدف إلى جعله واحةً للاستقرار ونموذجًا للديمقراطية في المنطقة، إضافةً إلى مكافحة الإرهاب وتفكيك ترسانته من أسلحة الدمار الشامل. لكن الهدف الحقيقي كان نهب النفط العراقي وإضعاف واحدة من كبرى الدول العربية، تمهيدًا لتنفيذ مخططات لم يكن لها أن تنجح في ظل وجود عراقٍ قوي. وبالمثل، بعد طوفان الأقصى، حدَّد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أهدافهما من الإبادة الجماعية، مثل القضاء على حماس، وتحرير المحتجزين، ومكافحة الإرهاب، وإضعاف النفوذ الإيراني، وتحسين حياة المواطنين في غزة، وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. لكن الأهداف الخفية لهذه الإبادة لم تُعلن صراحةً، الأهداف التي لطالما كانت تُطرح في إطار التكهنات، أو تُصنف أحيانًا ضمن نظريات المؤامرة. تهجير سكان غزة والسيطرة عليها، ليس كهدف معزول، بل لتحقيق استراتيجيات أوسع، من بينها: -إيجاد بديل لقناة السويس: تُعد قناة السويس أحد أهم المفاتيح في مشروع «طريق الحرير»، حيث تمر عبرها نسبة كبيرة من التجارة الصينية المتجهة إلى أوروبا. ومن خلال سيطرتها على غزة، يمكن تنفيذ مشروع «قناة بن غوريون»، التي ستربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، لتكون بديلًا لقناة السويس، مع تصميم يجعلها أوسع وأعمق، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للممر التجاري الصيني عبر مصر. -زعزعة استقرار الموانئ الإقليمية التي استثمرت فيها الصين، مثل ميناء حيفا وميناء الدقم في عُمان، عبر خلق حالة من الاضطراب تدفع الشركات الكبرى إلى تقليل اعتمادها على طرق الملاحة الصينية. -تشديد الضغط على الدول العربية الحليفة للصين، عبر اتباع سياسة العصا والجزرة، لإجبارها على إعادة النظر في علاقاتها الاقتصادية مع بكين. -استهداف المبادرات اللوجستية الصينية في أفريقيا، حيث تعتمد الصين على الموانئ الأفريقية كجزء من استراتيجيتها لنقل البضائع إلى أوروبا. ومن خلال زعزعة الاستقرار في مناطق نفوذ الصين، يمكن تعطيل بعض مسارات مشروع «طريق الحرير». -السيطرة على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة، لا سيما حقل «غزة مارين»، الذي تُقدَّر احتياطياته بـ1.1 تريليون قدم مكعب، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات الأراضي الفلسطينية لمدة لا تقل عن خمسة عشر عامًا، مع إمكانية التصدير. -إضعاف الدور المصري اقتصاديًا وسياسيًا، من خلال ضرب المصالح الاقتصادية الحيوية لمصر وتقليل نفوذها الإقليمي. -تصفية القضية الفلسطينية وفصل غزة نهائيًا عن الضفة الغربية، إذ كان أحد أهداف تمرير «صفقة القرن»، التي سعت إلى تفتيت القضية الفلسطينية وتحويلها إلى مسألة إدارية واقتصادية بحتة، بدلًا من كونها قضية حقوق وطنية. وهذا من شأنه تكريس واقع يجعل أي حديث عن دولة فلسطينية مستقلة أمرًا مستحيلًا. -تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، والقضاء تمامًا على محور المقاومة، كجزء من الاستراتيجية الأمريكية الصهيونية لكسر موازين القوى الإقليمية. عزيزي القارئ، لا تستهِن أبدًا بنظريات المؤامرة، فما بدأ همسًا حول أهداف الإبادة الجماعية في غزة، تحول إلى صراخٍ لا يقبل الجدل. ولهذا، فإن هذا المخطط بالغ الخطورة، ويمثل تهديدًا جسيمًا لجميع دول المنطقة، ولن يتم إفشاله إلا بموقف عربي حازم.

ترامب يريد غزة
ترامب يريد غزة

الدستور

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

ترامب يريد غزة

«تمر الحقيقة بثلاث مراحل: أولًا، يُسخر منها. ثم تُواجَه بعنف. وأخيرًا، تُقبل كأمر مسلَّم به.» – آرثر شوبنهاور. في الحروب، تُحدَّد أهدافٌ معلنة لإضفاء الشرعية وحشد الرأي العام، بينما تُخفى الأهداف الأخرى التي قد تكون الدافع الحقيقي وراء الحرب. في عام 2003، تم الترويج بأن الحرب على العراق تهدف إلى جعله واحةً للاستقرار ونموذجًا للديمقراطية في المنطقة، إضافةً إلى مكافحة الإرهاب وتفكيك ترسانته من أسلحة الدمار الشامل. لكن الهدف الحقيقي كان نهب النفط العراقي وإضعاف واحدة من كبرى الدول العربية، تمهيدًا لتنفيذ مخططات لم يكن لها أن تنجح في ظل وجود عراقٍ قوي. وبالمثل، بعد طوفان الأقصى، حدَّد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أهدافهما من الإبادة الجماعية، مثل القضاء على حماس، وتحرير المحتجزين، ومكافحة الإرهاب، وإضعاف النفوذ الإيراني، وتحسين حياة المواطنين في غزة، وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. لكن الأهداف الخفية لهذه الإبادة لم تُعلن صراحةً، الأهداف التي لطالما كانت تُطرح في إطار التكهنات، أو تُصنف أحيانًا ضمن نظريات المؤامرة. تهجير سكان غزة والسيطرة عليها، ليس كهدف معزول، بل لتحقيق استراتيجيات أوسع، من بينها: -إيجاد بديل لقناة السويس: تُعد قناة السويس أحد أهم المفاتيح في مشروع «طريق الحرير»، حيث تمر عبرها نسبة كبيرة من التجارة الصينية المتجهة إلى أوروبا. ومن خلال سيطرتها على غزة، يمكن تنفيذ مشروع «قناة بن غوريون»، التي ستربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، لتكون بديلًا لقناة السويس، مع تصميم يجعلها أوسع وأعمق، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للممر التجاري الصيني عبر مصر. -زعزعة استقرار الموانئ الإقليمية التي استثمرت فيها الصين، مثل ميناء حيفا وميناء الدقم في عُمان، عبر خلق حالة من الاضطراب تدفع الشركات الكبرى إلى تقليل اعتمادها على طرق الملاحة الصينية. -تشديد الضغط على الدول العربية الحليفة للصين، عبر اتباع سياسة العصا والجزرة، لإجبارها على إعادة النظر في علاقاتها الاقتصادية مع بكين. -استهداف المبادرات اللوجستية الصينية في أفريقيا، حيث تعتمد الصين على الموانئ الأفريقية كجزء من استراتيجيتها لنقل البضائع إلى أوروبا. ومن خلال زعزعة الاستقرار في مناطق نفوذ الصين، يمكن تعطيل بعض مسارات مشروع «طريق الحرير». -السيطرة على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة، لا سيما حقل «غزة مارين»، الذي تُقدَّر احتياطياته بـ1.1 تريليون قدم مكعب، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات الأراضي الفلسطينية لمدة لا تقل عن خمسة عشر عامًا، مع إمكانية التصدير. -إضعاف الدور المصري اقتصاديًا وسياسيًا، من خلال ضرب المصالح الاقتصادية الحيوية لمصر وتقليل نفوذها الإقليمي. -تصفية القضية الفلسطينية وفصل غزة نهائيًا عن الضفة الغربية، إذ كان أحد أهداف تمرير «صفقة القرن»، التي سعت إلى تفتيت القضية الفلسطينية وتحويلها إلى مسألة إدارية واقتصادية بحتة، بدلًا من كونها قضية حقوق وطنية. وهذا من شأنه تكريس واقع يجعل أي حديث عن دولة فلسطينية مستقلة أمرًا مستحيلًا. -تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، والقضاء تمامًا على محور المقاومة، كجزء من الاستراتيجية الأمريكية الصهيونية لكسر موازين القوى الإقليمية. عزيزي القارئ، لا تستهِن أبدًا بنظريات المؤامرة، فما بدأ همسًا حول أهداف الإبادة الجماعية في غزة، تحول إلى صراخٍ لا يقبل الجدل. ولهذا، فإن هذا المخطط بالغ الخطورة، ويمثل تهديدًا جسيمًا لجميع دول المنطقة، ولن يتم إفشاله إلا بموقف عربي حازم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store