logo
#

أحدث الأخبار مع #آلجور

إدارة الحملات الانتخابية بين التخطيط الاستراتيجي والأخطاء القاتلة
إدارة الحملات الانتخابية بين التخطيط الاستراتيجي والأخطاء القاتلة

الأسبوع

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأسبوع

إدارة الحملات الانتخابية بين التخطيط الاستراتيجي والأخطاء القاتلة

أحمد هريدي أحمد هريدي في عالم الانتخابات، لا يكفي أن يمتلك المرشح برنامجًا قويًا أو حضورًا جماهيريًا مؤثرًا، فالنصر غالبًا ما يُحسم خلف الكواليس، وقد تكون كيفية إدارة الحملة الانتخابية هي العامل الحاسم بين النصر والهزيمة، وقد أظهرت تجارب انتخابية متعددة، في دول كبرى مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا أن الأخطاء التنظيمية والاستراتيجية يمكن أن تطيح بآمال مرشحين كانوا الأوفر حظًا والأقرب للفوز. هذه القاعدة لا تنطبق فقط على الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، بل تمتد إلى النقابات المهنية والاتحادات العمالية. في كتاب Campaigns and Elections: Rules، Reality، Strategy، and Choice للمؤلفَين جون إس. جاكسون وكيفن بي. سميث، تُعَرَّف الحملة الانتخابية بأنها "سلسلة من الأنشطة المنظمة والمُخطط لها لدعم مرشح سياسي في الانتخابات". وتُعد الحملة عملية ديناميكية تتطلب تكيّفًا مع التغيرات المتسارعة في الرأي العام والسياقات السياسية والاجتماعية. وتُعد الأخطاء الاستراتيجية من أبرز الأسباب التي تقود إلى فشل الحملات الانتخابية، كأن يتم تجاهل شرائح تصويتية مهمة، أو تجاهل قضايا تشغل الرأي العام، أو تقديم خطاب لا يتماشى مع أولويات الجمهور المستهدف، مما قد يُضعف موقف المرشح لصالح منافسيه. في 12 أبريل 2015، أعلنت هيلاري كلينتون انطلاق حملتها الانتخابية للسباق الرئاسي الأمريكي من خلال فيديو نُشر عبر الإنترنت، مدعومًا بموارد مالية وإعلامية ضخمة. ومع ذلك، تعرّضت الحملة لاحقًا لانتقادات واسعة بسبب تركيزها غير المتوازن على ولايات تقليدية، وإغفالها ولايات متأرجحة حاسمة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا. وقد أشارت تقارير عديدة إلى أن هذا التجاهل ساهم في تقليص فرص فوزها أمام دونالد ترامب، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" في تقريرها عن استراتيجية كلينتون في 2016. وفي 8 نوفمبر 2016، حصد دونالد ترامب أصوات تلك الولايات المتأرجحة بفارق ضئيل، وفاز بـ304 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 227 لكلينتون، رغم أنها تفوقت عليه في التصويت الشعبي. وفي مثال آخر، بدأ آل جور حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية ضد جورج بوش الابن في يونيو 1999. وشهدت الحملة لحظات احتدام شديدة، خصوصًا في ولاية فلوريدا. وسقطت الحملة في مشاكل تنظيمية أدت إلى تضارب في الرسائل بين المقرات المركزية والولايات المختلفة، وقد أشار تحليل نُشر في Political Science Quarterly إلى أن الحملة افتقرت إلى التنسيق الداخلي، ما أدى إلى ضعف في الأداء الميداني وتراجع القدرة على الحشد والتأثير في بعض الولايات الحاسمة، مثل فلوريدا، التي كانت عامل الحسم في النتيجة النهائية. وعلى الرغم من تفوق آل جور في التصويت الشعبي بنسبة 50.9% مقابل 47.9% لبوش، فإن الأخير فاز في المجمع الانتخابي بعد أن نال 271 صوتًا مقابل 266، بفعل نتائج فلوريدا التي حسمتها المحكمة العليا الأمريكية في نهاية المطاف، وفقًا لتقارير "واشنطن بوست" في ذلك الوقت. في أبريل 2011، أعلن ميت رومني ترشحه لمنافسة باراك أوباما على الرئاسة. وفي سبتمبر 2012، سُرب فيديو لتصريح في اجتماع قال فيه إن "47% من الأمريكيين سيصوتون لأوباما لأنهم يعتمدون على الحكومة". وقد أثار هذا التصريح موجة انتقادات حادة، إذ اعتُبر إهانة لشرائح واسعة من الناخبين الأمريكيين، وأسهم بشكل ملموس في تراجع شعبيته في الأسابيع التالية، وفقًا لتقارير فرانس 24. وفي 6 نوفمبر 2012، فاز أوباما بولاية رئاسية ثانية، جامعًا 332 صوتًا في المجمع الانتخابي، مقابل 206 لرومني، رغم أن الأخير كان قد تفوق في بعض الولايات المؤثرة في البداية. في 15 فبراير 2012، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ترشحه رسميًا لولاية ثانية في مواجهة الاشتراكي فرانسوا هولاند.وخلال حملته، سعى إلى كسب قاعدة الجبهة الوطنية عبر تبني خطاب أكثر تشددًا بشأن قضايا الهجرة، وهو ما اعتبرته بعض الصحف الفرنسية تحوّلًا استراتيجيًا لإرضاء الناخبين اليمينيين. لكن هذه المقاربة أدت إلى عزوف بعض الناخبين الوسطيين الذين كانوا قد دعموه في 2007، وأسهمت في تراجع فرصه أمام هولاند، كما ذكرت لوموند الفرنسية. وفي الجولة الثانية من الانتخابات، التي جرت في 6 مايو 2012، فاز هولاند بنسبة 51.64% من الأصوات، بينما حصل ساركوزي على 48.36%. لا تقتصر إدارة الحملات على السياسة العامة فحسب، فالحملات النقابية تتطلب قدرًا كبيرًا من التنظيم والدراية. فنجاح الحملة النقابية مرهون بفهم بنية الكتل التصويتية داخل النقابة، وتحديد المطالب الجوهرية للأعضاء، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، ثم توجيه الخطاب النقابي بما يتناسب مع هذه الأولويات. كما ينبغي أن تتسم الرسالة النقابية بالمرونة والقدرة على التكيف مع تطورات الواقع السياسي والاقتصادي، وكذلك مع تحركات المرشحين المنافسين. فالإخفاق هنا لا يعود فقط على المرشح بل ينعكس على بنية النقابة وقدرتها على التفاوض مستقبلًا. لتحقيق النجاح، ينبغي تحديد الجمهور المستهدف بدقة، وصياغة رسالة انتخابية واضحة وجذابة تعكس شخصية المرشح ومبادئه. ويجب أن تشمل استراتيجية التواصل، الأدوات التقليدية كالإعلام المرئي والمطبوع، إضافة إلى المنصات الرقمية التي أصبحت ساحة حيوية للتأثير في الرأي العام. ويُعد الانضباط التنظيمي داخل فريق الحملة شرطًا أساسيًا، من خلال وجود هيكل إداري مرن وواضح يتيح تقسيم المهام بكفاءة، وتحليل بيانات الناخبين واستطلاعات الرأي بشكل دوري لتعديل الاستراتيجيات حسب المستجدات. في نهاية المطاف، تُعتبر إدارة الحملة الانتخابية فنًا معقدًا يتطلب توازنًا دقيقًا بين التخطيط الاستراتيجي، والانضباط الإعلامي، والمرونة في اتخاذ القرارات. ورغم أن بعض الأخطاء قد تبدو بسيطة أو محدودة الأثر، فإن تراكمها يمكن أن يُعرّض الحملة لخسارة كبرى، كما شهدنا في العديد من الحملات الانتخابية حول العالم. إن الدروس المستفادة من هذه التجارب لا تقتصر على المرشحين فقط، بل تمتد أيضًا لتكون مرشدًا للناخبين والمحللين السياسيين لفهم كيفية صناعة الفرص أو هدمها في الساحة السياسية والنقابية. وبالتالي، يصبح من الضروري أن تتحلى الأطراف جميعها بوعي استراتيجي مستمر لضمان النجاح والتقدم في معركة الانتخابات.

خلي بالك من طفلك.. العلامات المبكرة للتوحد
خلي بالك من طفلك.. العلامات المبكرة للتوحد

صدى البلد

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • صدى البلد

خلي بالك من طفلك.. العلامات المبكرة للتوحد

في اليوم العالمي للتوعية عن مرض التوحد، توضح هيئة الدواء المصرية، العلامات المبكرة للتوحد التي يمكن أن تظهر على طفلك.​ العلامات تختلف باختلاف العمر وتشمل الآتي:​ -قلة التواصل البصري.​ -صعوبة في التفاعل الاجتماعي (الطفل مش بيتفاعل عند توجيه الحديث إليه، واهتمامه بالآخرين قليل، وبالكاد يُبدي رد فعل عندما يتعرض للأذى أو الانزعاج من شيء ما).​ -صعوبة في التحدث واستخدام اللغة مع تكرار نفس العبارات.​ -صعوبة كبيرة في النوم والأكل وخاصة عند الأطفال الصغيرة.​ -مش بيفضّل التنوُّع في اللعب.​ -الحركات المتكررة زي رفرفة ايديهم أو تحريك أصابعهم أو هز أجسادهم.​ -عدم فهم ما يُفكر فيه الآخرون أو يشعرون به مع إيجاد صعوبة في التعبير عن مشاعرهم.​ -الإعجاب بالروتين اليومي الصارم.​ -إيجاد صعوبة في تكوين صداقات أو تفضيل البقاء بمفردهم.​ -أخذ الأمور حرفيًا. ​ -قد يبدو فظا أو عديم الاهتمام بالآخرين دون قصد.​ لو لاحظت هذه العلامات على طفلك، من الضروري أن تستشير الطبيب لتأكيد التشخيص وبدء العلاج.​ مشاهير التوحد.. نماذج نجحوا في العلوم والفن والسياسية يعاني مرضى التوحد من نظرة المجتمع السلبية لهم، حيث يعتقد عدد كبير من الاشخاص انهم أغبياء او أقل ذكاء ولكن في الحقيقة انهم يمتلكون مهارات خاصة بل وبعضهم يمتلك ذكاء اعلى بكثير من المعدلات الطبيعية. لذا.. نستعرض لكم في السطور التالية أهم مشاهير التوحد. آينشتاين كشفت جامعة أوكسفورد في بريطانيا أن ألبرت آينشتاين الذي يوصف بأعظم علماء الفيزياء في العالم، عانى من احد أشكال التوحد وهو متلازمة أسبرجر. ليونيل ميسي يعاني لاعب الكرة العالمي ليونيل ميسي ذو الأصل الأرجنتيني من التوحد لكنه تحول لأسطورة فى عالم الرياضة وصنف كأفضل لاعب كرة قدم في العالم حوالى 7 مرات وكل هذا بفضل مساعدة الأهل. بيل جيتس ويعد رائد صناعة الكمبيوتر ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس من أحد مصابي متلازمة أسبرجر، وكان في طفولته فضوليًا وغريبا وفي شبابه لم يكن متزنًا. توماس إديسون يعد من أقدم مشاهير التوحد حيث هزمه رغم عدم معرفة العلماء به وقتها فلم يكن هذا المرض معروفا وطرد من مدرسته بسبب اعتقادهم أنه غبى لكن أصبح أديسون من أهم العلماء واخترع أكثر من 1,093 شيئا منها المصباح والتليفون ومسجل الأصوات. آل جور ولم تقتصر نجاحات اصحاب التوحد على الفنون والعلوم بل شملت السياسة والاقتصاد فقد شغل آل جور منصب نائب رئيس الولايات المتحدة من 1993م إلى 2001م. كان مرشحًا قويا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 ، وعمل رئيسا لتلفزيون INd ، ورئيس مجلس إدارة الاستثمار، وعضو مجلس الإدارة في شركة أبل للكمبيوتر. فاز بجائزة أفضل إنجاز شخصي للأفراد بسبب دوره في نشر الوعي العالمي حول مخاطر وتداعيات تغير المناخ ودوره في نشر ثقافة التفاؤل لدى المجتمع العالمي فيما يتعلق بإمكانية إيجاد حلول ناجحة لهذه التحديات وتحقيق تحول كبير في قطاع الطاقة العالمي بتطوير ونشر تقنيات الطاقة المتجددة حول العالم. مناهل ثابت حصلت الدكتورة مناهل ثابت على لقب أول سيدة عربية تدخل موسوعة العباقرة وذلك في عام 2013 كممثلة عن قارة آسيا (من اليمن)، وتصنف ضمن قائمة أذكى النساء في العالم بالرغم من إصابتها بمرض التوحد. واستفادت الجامعات الأمريكية من أبحاثها في أغراض تنموية وحصلت على الدكتوراه في مجال رياضيات الكم وتبنت العديد من المؤسسات العالمية، وتوصلت لنظريات فى مجال الفضاء لقياس المجرات الكونية وسرعة انتقال الضوء. داريل هانا عانت الممثلة الأمريكية داريل هانا من احد انواع التوحد وهو متلازمة أسبرجر أحد اضطرابات مرض التوحد ومع ذلك فازت بـ 8 جوائز سينمائية.

غزة قبل ثلاثة عقود... حلم «سنغافورة»
غزة قبل ثلاثة عقود... حلم «سنغافورة»

الجريدة

time١٨-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الجريدة

غزة قبل ثلاثة عقود... حلم «سنغافورة»

عندما سمعت لأول مرة بمخطط «ريفييرا غزة»، الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب، أعاد ذلك إلى ذهني آمال الفلسطينيين قبل ثلاثة عقود خلال أوج اتفاقيات أوسلو. في ذلك الوقت، كنت أشارك في رئاسة مشروع «البُناة من أجل السلام»، وهو مشروع أطلقه نائب الرئيس آل جور لتشجيع الشركات الأميركية على الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني، لدعم عملية السلام الناشئة. كنّا قد استعددنا لمهمتنا من خلال قراءة الدراسة الشاملة التي أعدها البنك الدولي حول الاقتصاد الفلسطيني قبل أوسلو. كانت الملاحظات والاستنتاجات واقعية، ولكنها تبعث على الأمل، فقد أشار التقرير إلى العقبات التي تعوق تنمية الاقتصاد الفلسطيني، مثل: سيطرة إسرائيل على الأراضي والموارد والطاقة الفلسطينية، ورفضها السماح للفلسطينيين بالاستيراد والتصدير بشكل مستقل، والعراقيل التي وضعتها إسرائيل أمام تنقل الفلسطينيين حتى أمام ممارسة التجارة داخل الأراضي المحتلة. ومع ذلك، خلص البنك إلى أنه في حال إزالة هذه القيود الإسرائيلية عن رواد الأعمال الفلسطينيين، فإن الاستثمارات الخارجية ستوفر فرصاً للنمو السريع والازدهار. لقد قرأنا أيضاً الدراسة الرائعة التي أعدتها «سارة روي» (عالمة سياسة أميركية) حول الإجراءات القاسية التي اتبعتها إسرائيل لـ «إفقار» غزة، بهدف منع تطور اقتصاد مستقل، وتحويل الفلسطينيين إلى مجرد عمال يوميين بأجور زهيدة في المصانع الإسرائيلية أو مشرفين على ورش صغيرة تنتج سلعاً للتصدير عبر الشركات الإسرائيلية. وقمنا أيضاً ببعض الزيارات الاستكشافية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للقاء القادة السياسيين ورجال الأعمال الفلسطينيين، لتقييم الفرص المتاحة والتحديات التي قد نواجهها. وسرعان ما اتضحت لنا الصورة بكل تفاصيلها. عندما حان وقت إطلاق المشروع، قُدتُ مع زميلي في الرئاسة، ميل ليفين، أول وفد من رجال الأعمال الأميركيين (الذي ضم أميركيين من أصول عربية ويهودية) إلى الأراضي الفلسطينية، وكانت أول تجربة لنا مع المشكلات التي سنواجهها عندما حاولنا الدخول عبر جسر الملك حسين من الأردن، فقد تم السماح لليهود الأميركيين وغيرهم بالعبور بسهولة، بينما تم فصل الأميركيين من أصول عربية عن المجموعة، وخضعوا لإجراءات تفتيش مهينة. عقدنا جلسة في القدس للفلسطينيين المهتمين بمقابلة المستثمرين الأميركيين، لكننا اكتشفنا أن دخول الفلسطينيين المدينة يتطلب تصريحاً من سلطات الاحتلال. وبما أن التصاريح لا تسمح لهم إلا ببضع ساعات فيها، فقد تبين أن الوقت الذي تمكنوا من تكريسه لمناقشاتنا كان محدوداً. وكان دخول غزة والخروج منها أيضاً مشكلة كبيرة. وما زال أحد المشاهد التي رأيتها عند مغادرتي غزة عالقاً في ذهني: مئات الرجال الفلسطينيين مكدسون داخل ممرات ضيقة، ينتظرون تحت أشعة الشمس الإذن بدخول إسرائيل، وكان هناك جنود إسرائيليون شباب يصرخون عليهم من فوق، يأمرونهم بعدم النظر إليهم ورفع تصاريحهم فوق رؤوسهم. كان مشهداً مؤلماً للغاية. وفي غزة والضفة الغربية، كانت لقاءاتنا مع كبار رجال الأعمال الفلسطينيين مفعمة بالأمل، فقد كانوا حريصين على مناقشة الاحتمالات مع نظرائهم الأميركيين، وقد أعجب الأميركيون بهذه اللقاءات. كما ناقشنا عدداً من الشراكات المحتملة. كان هناك مشروعان بارزان، الأول كان يهدف إلى تصنيع المنتجات الجلدية، والثاني إلى تجميع الأثاث، وكلاهما اعتمد على قرب غزة من أوروبا الشرقية لتصدير المنتجات إلى هناك، لكنّ المشروعين فشلا، لأن نجاحهما كان يعتمد على سماح إسرائيل باستيراد المواد الخام وتصدير المنتجات النهائية. ويبدو أن الإسرائيليين ربما كانوا على استعداد لقبول مثل هذه المشاريع، ولكن بشرط أن يعمل الأميركيون والفلسطينيون من خلال وسيط إسرائيلي، وبالتالي تقليص ربحية المشاريع. حتى المشاريع التي حاولت الحكومة الأميركية تنفيذها فشلت، وذات يوم تلقيت مكالمة من مسؤول في وزارة الزراعة الأميركية، أخبرني أن الوزارة قدمت 50 ألف بصيلة زهور لغزة لإنشاء صناعة تصدير الزهور، لكنه قال إن هذه البصيلات ظلّت عالقة في أحد الموانئ الإسرائيلية لأشهر وكادت تتعفن. وأضاف أن الوزارة كانت مستعدة لإرسال 25 ألف بصيلة أخرى، لكن ذلك كان يعتمد على ضمان دخولها من قِبل الإسرائيليين. لم يتحقق ذلك، لأن إسرائيل لم تكن تريد أي منافسة لصناعة تصدير الزهور الخاصة بها، ولذلك لم تسمح بقيام صناعة فلسطينية منافسة. بعد سنوات من الإحباط، قابلت الرئيس بيل كلينتون، الذي سألني عن مدى تطور المشروع، فأخبرته عن العراقيل الإسرائيلية التي تعوق الاستثمار في التنمية الاقتصادية الفلسطينية المستقلة. بدا عليه القلق وطلب منّي أن أكتب له مذكرة تفصيلية. في رسالتي للرئيس، أوضحت المشكلات التي كنا نواجهها، وشكوت من أن فريق السلام التابع له لم يكن يأخذ هذه التحديات على محمل الجد، بحجة أن أي تحدٍ أميركي للإسرائيليين من شأنه أن يعوق جهود التفاوض من أجل السلام، وقلت للرئيس إن البطالة بين الفلسطينيين تضاعفت منذ أوسلو، وارتفعت معدلات الفقر، وتبخرت آمال الفلسطينيين في السلام. ولدهشتي، بدا أن الرد الذي تلقيته من البيت الأبيض كان من إعداد فريق السلام التابع له، ولم يكن رداً على الإطلاق. وفي نهاية الفترة الأولى لكلينتون، تم حل منظمة بناة السلام ومعها آمال النمو الاقتصادي الفلسطيني المستقل. خلال العقد التالي، ومع غياب أي ضغط أميركي على إسرائيل لتغيير سلوكها، استمرت المفاوضات في التعثر، وأصبح الفلسطينيون أكثر فقراً، وازدادت إسرائيل غطرسة وقمعاً، وتصاعدت مشاعر الإحباط بين الفلسطينيين، مما أدى إلى تجدد العنف. هناك ذكرى أخرى من تلك الفترة لا بد من استرجاعها، كان أحد أكثر المشاريع الواعدة التي دعّمها «البُناة من أجل السلام» هو اقتراح من شركة فلسطينية - أميركية مقرها في فرجينيا لبناء منتجع ماريوت على شاطئ غزة. وبعد تأمين الاستثمار الأولي، بدأت الشركة في البناء، بدءاً من الأساسات وموقف سيارات ضخم. ونظراً للمخاطر، طلبوا تأميناً ضد المخاطر من وكالة الاستثمار الأميركية OPIC، وهي وكالة حكومية أميركية تضمن الاستثمارات ضد المخاطر، وقد حصل المشروع على دعم وزير التجارة آنذاك، رون براون، الذي كان من داعمي «البُناة من أجل السلام»، كما حظي بمباركة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي رأى أن الفندق سيمثل حجر الأساس لنمو الاقتصاد الفلسطيني في المستقبل. عندما تحدث عرفات إلينا عن مستقبل غزة، كان يقول إنه إذا حصلت على الاستثمار والتحرر من الاحتلال، فإنها يمكن أن تصبح «سنغافورة». وإذا حُرمت منهما، فستصبح أشبه بدولة فاشلة. وقد فعلت إسرائيل كل ما بوسعها لمنع سيناريو «سنغافورة»، ويبدو أنها نجحت. في ظل هذا الواقع، كان من المؤلم سماع خطة ترامب لبناء «ريفييرا غزة» بملكية أميركية. لقد ذكّرني ذلك بما كان يمكن أن يكون، ولكنه بعد ثلاثة عقود يتم طرحه دون أي منفعة تُذكر للفلسطينيين. * رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن

غزة قبل ثلاثة عقود.. حلم «سنغافورة»
غزة قبل ثلاثة عقود.. حلم «سنغافورة»

الاتحاد

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الاتحاد

غزة قبل ثلاثة عقود.. حلم «سنغافورة»

غزة قبل ثلاثة عقود.. حلم «سنغافورة» عندما سمعت لأول مرة بمخطط «ريفييرا غزة» الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب، أعاد ذلك إلى ذهني آمال الفلسطينيين قبل ثلاثة عقود خلال أوج اتفاقيات أوسلو. في ذلك الوقت، كنت أشارك في رئاسة مشروع «البُناة من أجل السلام»، وهو مشروع أطلقه نائب الرئيس آل جور لتشجيع الشركات الأميركية على الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني لدعم عملية السلام الناشئة. كنّا قد استعددنا لمهمتنا من خلال قراءة الدراسة الشاملة التي أعدها البنك الدولي حول الاقتصاد الفلسطيني قبل أوسلو. كانت الملاحظات والاستنتاجات واقعية، ولكنها تبعث على الأمل. فقد أشار التقرير إلى العقبات التي تعيق تنمية الاقتصاد الفلسطيني، مثل: سيطرة إسرائيل على الأراضي والموارد والطاقة الفلسطينية، ورفضها السماح للفلسطينيين بالاستيراد والتصدير بشكل مستقل، والعراقيل التي وضعتها إسرائيل أمام تنقل الفلسطينيين وحتى أمام ممارسة التجارة داخل الأراضي المحتلة. ومع ذلك، خلص البنك إلى أنه في حال إزالة هذه القيود الإسرائيلية عن رواد الأعمال الفلسطينيين، فإن الاستثمارات الخارجية ستوفر فرصاً للنمو السريع والازدهار. لقد قرأنا أيضاً الدراسة الرائعة التي أعدتها «سارة روي» (عالمة سياسة أميركية) حول الإجراءات القاسية التي اتبعتها إسرائيل لـ«إفقار» غزة، بهدف منع تطور اقتصاد مستقل، وتحويل الفلسطينيين إلى مجرد عمال يوميين بأجور زهيدة في المصانع الإسرائيلية أو مشرفين على ورش صغيرة تنتج سلعاً للتصدير عبر الشركات الإسرائيلية. وقمنا أيضاً ببعض الزيارات الاستكشافية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للقاء القادة السياسيين ورجال الأعمال الفلسطينيين، لتقييم الفرص المتاحة والتحديات التي قد نواجهها. وسرعان ما اتضحت لنا الصورة بكل تفاصيلها. عندما حان وقت إطلاق المشروع، قُدتُ مع زميلي في الرئاسة، ميل ليفين، أول وفد من رجال الأعمال الأميركيين (الذي ضم أميركيين من أصول عربية ويهودية) إلى الأراضي الفلسطينية. وكانت أول تجربة لنا مع المشكلات التي سنواجهها عندما حاولنا الدخول عبر جسر الملك حسين من الأردن. فقد تم السماح لليهود الأميركيين وغيرهم بالعبور بسهولة، بينما تم فصل الأميركيين من أصول عربية عن المجموعة، وخضعوا لإجراءات تفتيش مهينة. عقدنا جلسة في القدس للفلسطينيين المهتمين بمقابلة المستثمرين الأميركيين، لكننا اكتشفنا أن دخول الفلسطينيين إلى المدينة يتطلب تصريحاً من سلطات الاحتلال. وبما أن التصاريح لا تسمح لهم إلا ببضع ساعات في المدينة، فقد تبين أن الوقت الذي تمكنوا من تكريسه لمناقشاتنا كان محدوداً. وكان الدخول إلى غزة والخروج منها أيضاً مشكلة كبيرة. وما زالت إحدى المشاهد التي رأيتها عند مغادرتي غزة عالقة في ذهني: مئات الرجال الفلسطينيين مكدسون داخل ممرات ضيقة، ينتظرون تحت أشعة الشمس الإذن بالدخول إلى إسرائيل. وكان هناك جنود إسرائيليون شباب يصرخون عليهم من فوق، يأمرونهم بعدم النظر إليهم ورفع تصاريحهم فوق رؤوسهم. كان مشهداً مؤلماً للغاية. وفي غزة والضفة الغربية، كانت لقاءاتنا مع كبار رجال الأعمال الفلسطينيين مفعمة بالأمل. فقد كانوا حريصين على مناقشة الاحتمالات مع نظرائهم الأميركيين، وقد أعجب الأميركيون بهذه اللقاءات. كما ناقشنا عدداً من الشراكات المحتملة. كان هناك مشروعان بارزان. الأول كان يهدف إلى تصنيع المنتجات الجلدية، والثاني إلى تجميع الأثاث. وكلاهما اعتمد على قرب غزة من أوروبا الشرقية لتصدير المنتجات إلى هناك. لكن المشروعين فشلا لأن نجاحهما كان يعتمد على سماح إسرائيل باستيراد المواد الخام وتصدير المنتجات النهائية. ويبدو أن الإسرائيليين ربما كانوا على استعداد لقبول مثل هذه المشاريع، ولكن بشرط أن يعمل الأميركيون والفلسطينيون من خلال وسيط إسرائيلي، وبالتالي تقليص ربحية المشاريع. حتى المشاريع التي حاولت الحكومة الأميركية تنفيذها فشلت. ذات يوم تلقيت مكالمة من مسؤول في وزارة الزراعة الأميركية، أخبرني بأن الوزارة قدمت 50 ألف بصيلة زهور لغزة لإنشاء صناعة تصدير الزهور. لكنه قال إن هذه البصيلات ظلّت عالقة في أحد الموانئ الإسرائيلية لأشهر وكانت تتعفن. وأضاف أن الوزارة كانت مستعدة لإرسال 25 ألف بصيلة أخرى، لكن ذلك كان يعتمد على ضمان دخولها من قِبل الإسرائيليين. لم يتحقق ذلك لأن إسرائيل لم تكن تريد أي منافسة لصناعة تصدير الزهور الخاصة بها، ولذلك لم تسمح بقيام صناعة فلسطينية منافسة. بعد سنوات من الإحباط، قابلت الرئيس بيل كلينتون، الذي سألني عن مدى تطور المشروع. أخبرته عن العراقيل الإسرائيلية التي تعيق الاستثمار في التنمية الاقتصادية الفلسطينية المستقلة. بدا عليه القلق وطلب مني أن أكتب له مذكرة تفصيلية. في رسالتي للرئيس، أوضحت المشكلات التي كنا نواجهها، وشكوت من أن فريق السلام التابع له لم يكن يأخذ هذه التحديات على محمل الجد، بحجة أن أي تحدٍ أميركي للإسرائيليين من شأنه أن يعيق جهود التفاوض من أجل السلام. وقلت للرئيس إن البطالة بين الفلسطينيين تضاعفت منذ أوسلو، وارتفعت معدلات الفقر، وتبخرت آمال الفلسطينيين في السلام. ولدهشتي، بدا أن الرد الذي تلقيته من البيت الأبيض كان من إعداد فريق السلام التابع له، ولم يكن رداً على الإطلاق. وفي نهاية الفترة الأولى لكلينتون، تم حل منظمة بناة السلام ومعها آمال النمو الاقتصادي الفلسطيني المستقل. خلال العقد التالي، ومع غياب أي ضغط أميركي على إسرائيل لتغيير سلوكها، استمرت المفاوضات في التعثر، وأصبح الفلسطينيون أكثر فقراً، وازدادت إسرائيل غطرسة وقمعاً، وتصاعدت مشاعر الإحباط بين الفلسطينيين، مما أدى إلى تجدد العنف. هناك ذكرى أخرى من تلك الفترة لا بد من استرجاعها. كان أحد أكثر المشاريع الواعدة التي دعّمها «البُناة من أجل السلام» هو اقتراح من شركة فلسطينية أميركية مقرها في فرجينيا لبناء منتجع ماريوت على شاطئ غزة. وبعد تأمين الاستثمار الأولي، بدأت الشركة في البناء، بدءاً من الأساسات وموقف سيارات ضخم. ونظراً للمخاطر، طلبوا تأميناً ضد المخاطر من وكالة الاستثمار الأميركية OPIC، وهي وكالة حكومية أميركية تضمن الاستثمارات ضد المخاطر. وقد حصل المشروع على دعم وزير التجارة آنذاك، رون براون، الذي كان من داعمي «البُناة من أجل السلام»، كما حظي بمباركة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي رأى أن الفندق سيمثل حجر الأساس لنمو الاقتصاد الفلسطيني في المستقبل. عندما تحدث ياسر عرفات إلينا عن مستقبل غزة، كان يقول إنه إذا حصلت على الاستثمار والتحرر من الاحتلال، فإنها يمكن أن تصبح «سنغافورة». وإذا حُرمت منهما، فستصبح «الصومال». وقد فعلت إسرائيل كل ما بوسعها لضمان أن تصبح غزة «الصومال»-ويبدو أنها نجحت. في ظل هذا الواقع، كان من المؤلم سماع خطة ترامب لبناء «ريفييرا غزة» بملكية أميركية. لقد ذكّرني ذلك بما كان يمكن أن يكون، ولكنه بعد ثلاثة عقود يتم طرحه دون أي منفعة تُذكر للفلسطينيين. *رئيس المعهد العربي الأميركي- واشنطن

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store