أحدث الأخبار مع #أبوعائشةالشامي،


البوابة
منذ 11 ساعات
- سياسة
- البوابة
تنظيم سرايا أنصار السنة الإرهابي يتبنى تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق
في تطور أمني خطير، تبنّى تنظيم متطرف يطلق على نفسه اسم 'سرايا أنصار السنة' التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة جنوب شرق دمشق، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وإصابة 63 آخرين، بينهم أطفال ونساء، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية السورية. بيان التنظيم في بيان نُشر عبر قناة التنظيم على تطبيق 'تلجرام'، أعلن ما يسمى 'جناح الإعلام الجهادي' في سرايا أنصار السنة مسؤولية التنظيم عن التفجير، مشيرًا إلى أن منفّذ العملية يُدعى 'محمد زين العابدين أبو عثمان'، واصفًا الهجوم بأنه 'ردّ على استفزاز من نصارى دمشق في حق الدعوة وأهل الملّة'. وتوعد التنظيم بتنفيذ المزيد من الهجمات، مهددًا بأن 'القادم لن يمهلكم، ولن يرحم غفلتكم'، مشيرًا إلى أن 'جنوده في عافية وتمكين'، نافياً ما وصفه بـ'شائعات التضييق والانحسار'. تنظيم حديث العهد بقيادة منشق عن 'تحرير الشام' يُعد 'سرايا أنصار السنة' من أخطر التنظيمات الجهادية الصاعدة في سوريا، حيث أُعلن عن تأسيسه رسميًا في فبراير الماضي بقيادة 'أبو عائشة الشامي'، وهو قيادي سابق في 'هيئة تحرير الشام' انشق عنها بدعوى 'تراخيها تجاه الطوائف الأخرى'. يتبنى التنظيم عقيدة تكفيرية متشددة، ويركّز استهدافه على غير المسلمين وكذلك على المسلمين الذين لا يتبعون 'المنهج الجهادي الصافي'، بحسب أدبياته. ويُقدّر عدد مقاتليه بنحو 1,600 عنصر، موزعين ضمن خلايا غير مركزية في محافظات حماة، حمص، اللاذقية، وجبال الساحل، إضافة إلى نشاطات متزايدة قرب الحدود اللبنانية الشمالية. سجل دموي في رمضان وتهديد للتماسك الطائفي يُذكر أن التنظيم نفّذ خلال شهر رمضان الماضي عمليات عنف واسعة النطاق، شملت إعدامات جماعية في قرى علوية، وعمليات حرق ممتلكات لمواطنين مدنيين، وفق ما أظهرته منشوراته الإعلامية. ويرى مراقبون أن التنظيم يسعى لزرع الفتنة الطائفية والضغط على بنية التعايش في سوريا، مستفيدًا من حالة التوتر والفراغ الأمني في بعض المناطق. تحركات أمنية وتوقيف مشتبهين في أعقاب التفجير، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن نفّذت عملية في ريف دمشق أسفرت عن توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في العملية، وضبط سترات ناسفة وألغام معدّة للتفجير، يعتقد أنها تعود لخلية تابعة لتنظيم داعش كانت تقدم الدعم اللوجستي لـ'سرايا أنصار السنة'. الرئاسة السورية: 'لن يفلت أحد من العقاب' في أول ردّ رسمي، أدان الرئيس السوري أحمد الشرع الهجوم بشدة، وقال في خطاب متلفز: 'هذه الجريمة البشعة تذكرنا بأهمية التكاتف والوحدة في مواجهة كل ما يهدد أمننا واستقرار وطننا.' وأضاف أن الأجهزة المعنية 'لن تهدأ حتى يُلقى القبض على كل من خطط وشارك وسهّل لهذه الجريمة الإرهابية'. مخاوف من تصعيد طائفي وانفلات أمني أعادت هذه العملية الدامية إلى الأذهان مشاهد العنف الطائفي التي عصفت بسوريا في سنوات الحرب، لتثير قلقاً واسعاً من دخول البلاد مرحلة جديدة من الاستهداف الديني المركّز، لا سيما مع تصاعد خطابات الكراهية والتكفير. وتواجه الحكومة السورية تحديات متزايدة في احتواء التهديدات من التنظيمات المتشددة، وسط تساؤلات عن فعالية الإجراءات الأمنية في حماية دور العبادة والمؤسسات المدنية. الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس ليس فقط اعتداءً على طائفة أو حي، بل إنذار واضح بأن التهديد الجهادي لا يزال حاضرًا وبقوة، ويهدد بنسف ما تبقى من استقرار في بلد أنهكته الحرب والانقسامات.

المدن
منذ 19 ساعات
- سياسة
- المدن
دمشق: من يقف وراء استهداف المسيحيين منذ قرن ونصف؟
في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ انهيار نظام بشار الأسد، شهدت العاصمة السورية يوم الأحد الماضي تفجيراً دموياً داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، أسفر عن مقتل أكثر من 25 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 63 آخرين، أثناء قداس صباحي مزدحم بالمصلين. وسارعت وزارة الداخلية السورية عقب الهجوم إلى الإعلان عن "القبض على عدد من المتورطين"، مرجّحة "ضلوع تنظيم داعش" في العملية. إلا أن الساعات القليلة الماضية حملت تطوراً مفاجئاً، تمثّل في بيان رسمي نُشر عبر تطبيق تليغرام، أعلن فيه تنظيم يُعرف باسم "سرايا أنصار السنة" تبنّيه الكامل للعملية، مقدّماً رواية تتقاطع مع شهادات من داخل الكنيسة، ما يضرب الرواية الرسمية ويكشف ضعفاً أمنياً خطيراً في العاصمة. من هم "سرايا أنصار السنة"؟ يُعد تنظيم "سرايا أنصار السنة" من أخطر التشكيلات الجهادية التي ظهرت في سوريا منذ سقوط النظام. وقد أُعلن عن تأسيسه في 1 شباط/فبراير 2025 بقيادة أبو عائشة الشامي، وهو قيادي سابق في "هيئة تحرير الشام" انشقّ عنها احتجاجاً على ما اعتبره "تساهلاً تجاه الطوائف الأخرى". يتبنى التنظيم عقيدة تكفيرية صارمة تستهدف كل من لا ينتمي إلى "المنهج السني الجهادي"، بما في ذلك العلويون، الشيعة، الدروز، المسيحيون، وحتى السنة الذين خدموا في النظام السابق أو شاركوا في مؤسسات المعارضة السياسية. وصف التنظيم مشروعه بـ"حرب تطهير عقائدي"، ويعمل عبر خلايا لا مركزية مستقلة، ويُقدّر عدد مقاتليه بنحو 1,600 عنصر موزعين في حماة، حمص، جبال الساحل، اللاذقية، مع مؤشرات على تمدده نحو طرابلس اللبنانية. دلالات تبنّي "أنصار السنة" بيان التنظيم شكّك في صحة إعلان وزارة الداخلية عن "القبض على متورطين"، واعتبره "محاولة للتغطية على الفشل الأمني"، ما يضرب مصداقية السلطة الانتقالية ويعمّق فقدان الثقة بها. وجاء التفجير بعد سلسلة خطوات تطمينية من الحكومة الانتقالية تجاه الأقليات الدينية، ما يجعل العملية بمثابة رسالة دموية موجهة ضد مشروع الدولة المدنية. ووفقاً لباحثين، فإن تفجير كنيسة مار إلياس يُعد أكبر مجزرة تستهدف المكوّن المسيحي في سوريا منذ مذابح عام 1860، عندما تعرّض المسيحيون في دمشق ومناطق أخرى لهجمات طائفية دامية في عهد الدولة العثمانية. تنظيم يتغذّى على الفراغ والفوضى لم يكن بروز "سرايا أنصار السنة" وليد لحظة. بل جاء تتويجاً لاستغلال التنظيم للفراغ الأمني والشلل المؤسساتي الذي أعقب سقوط النظام، وتمدّده في بيئات هشة يغيب فيها القانون. منذ تأسيسه، تبنّى التنظيم عشرات العمليات، أبرزها: كمين استهدف عائلة من الطائفة العلوية في ريف حماة (12 قتيلًا)، اغتيالات في حمص وطرطوس، إحراق غابات في القرداحة، اختطاف مدنيين علويين في اللاذقية، وتصفية عناصر سنية خدمت في أجهزة النظام الأمنية. كما وجّه تهديدات صريحة بتوسيع عملياته إلى لبنان، وحدّد مدينة طرابلس بوصفها "أرضاً للردة يجب تحريرها"، على حد تعبيره. التشييع تحت التهديد إعلان التنظيم مسؤوليته عن الهجوم ألقى بظلال قاتمة على مراسم تشييع الضحايا، المقرّرة اليوم في كنيسة مار إلياس. ومع توقعات باحتشاد آلاف المشيعين من مختلف الطوائف للمشاركة في الصلوات والجنائز العامة، ارتفعت مؤشرات الخطر الأمني وسط دعوات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي للتجمّع بكثافة. هذا التوتر المتصاعد يضع الأجهزة الأمنية أمام اختبار حرج، ويثير مخاوف من استهدافات جديدة أو محاولات تفجير بين الحشود، خصوصاً في ظل تصريحات التنظيم عن نيته مواصلة "سلسلة التطهير"، وغياب مؤشرات على تفكيك خلاياه داخل العاصمة. الهجوم يبعث برسائل قاسية لسكان العاصمة. فـ"دمشق، التي كانت تُعد أكثر المدن تحصيناً، باتت ساحة مفتوحة أمام جماعات متطرفة، ما جرى يُظهر خللاً عميقاً في البنية الأمنية، ويهدد أساسات الدولة الوليدة. خطاب الكراهية تبنّي "أنصار السنة" للهجوم يعيد تسليط الضوء على خطاب الكراهية الطائفي الذي تُرك دون ردّ رادع، ويثير هواجس من انزلاق البلاد نحو موجة صراعات أهلية، في ظل عجز المؤسسات الانتقالية عن فرض سيطرتها الكاملة على الأرض. تفجير كنيسة مار إلياس ليس حدثاً معزولاً. بل هو مؤشر خطير على تحوّل المسار الأمني والسياسي في سوريا ما بعد الأسد. فظهور تنظيم مثل "سرايا أنصار السنة" بأيديولوجيته الدموية وأجندته الطائفية يفتح جراحًا قديمة، ويهدد بإشعال صراعات لا تُحمد عقباها. يبقى السؤال: هل تمتلك الدولة السورية الجديدة القدرة على مواجهة هذا النوع من الإرهاب المنظّم؟ أم أن البلاد مقبلة على جولة أخرى من الدم والفوضى؟


Independent عربية
٠١-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
"أنصار السنة"... آخر كتائب ما بعد الأسد
سرايا "أنصار السنة" هي آخر الكتائب التي ظهرت علانية على الساحة السورية بعد سقوط النظام السوري السابق، كان ذلك في الفاتح من شهر فبراير (شباط) الماضي، وقد أخذت على عاتقها التهديد بقتل وحرق وتهجير الأقليات الطائفية والعرقية، وبالفعل نفذت وتبنت عشرات العمليات الدموية إلى جانب حرق الغابات والأراضي الزراعية في المناطق التي تستهدفها، حاملة شعار "سنأتيكم بالسكاكين لنحصد رؤوسكم". الغريب في التنظيم الجديد الذي يتبنى الفكر السلفي الجهادي، هو إمعانه في تكفير الرئيس السوري أحمد الشرع وكلّ من والاه، وكيل التهم لهم جملة وفرادى عند كل موقف ومنعطف، لذا فقد صاروا يريدون محاربة "هيئة تحرير الشام" بأكملها وكل ما انبثق منها من هيئات ووزارات وإدارات وشخصيات مرتبطة بها أو تقبل التعامل معها. تنظيم سري غير مركزي السرايا لا تزال حتى الآن تنظيماً سرياً غير مركزي لا يُعرف له مكان ثابت للتواجد، فيما ترجّح مصادر مطلعة لـ "اندبندنت عربية"، أن يكون تعداد أفراده لا يزال قليلاً نسبياً، وينتشرون على شكل جماعات منفردة وثانوية العدد ليقوموا بالمهام الموكلة إليهم من دون أن تكون هناك ارتباطات مفتوحة ومبينة ما بين القاعدة والهرم ضمن التسلسل الواضح للإدارة، إلا أن الأكيد أن التنظيم أثار الرعب والخوف بظهوره وعملياته وبياناته ذات الأسلوب الجزل لغوياً. ومن المؤكد حتى الآن أن السرايا بنيت على اجتماع عناصر منشقة عن "هيئة تحرير الشام"، وقد يكون بعضهم من "داعش"، إضافة إلى عناصر من خلفيات متعددة، فضلاً عن تطويع مدنيين جدد في الهيكلية. ويقود تلك السرايا رجل مجهول اسمه أبو عائشة الشامي، لم يتمكن حتى الآن أحد من الوصول إلى خلفيته أو اسمه الحقيقي ومكان وجوده، فيما يتولى إدارة الشؤون الشرعية في السرايا رجل يعرف بأبو الفتح الشامي. أهداف السرايا لم تخف السرايا في أية مرحلة سابقة الهدف من إنشائها، وهو استهداف وقتل "النصيرية والدروز والنصارى والقسديين والروافض وغيرهم من المرتدين" على حد تعبيرهم خلال بياناتهم السابقة، البيانات التي أكدوا فيها أنهم حالياً لا يرون ضرورة للاصطدام العسكري المباشر مع قوى الأمن السوري، إلا أن الأمر قادم قريباً لا محالة، وفي ذات الوقت يوافقون "داعش" في أفكاره وسلوكياته ويتبنون نهجه في التدريب والعمليات، مؤكدين أيضاً أنهم ليسوا جزءاً منه، في الأقل خلال المرحلة الراهنة، لكن ليس من المستبعد أن ينخرطوا في صفوفه قريباً، وإذا ما تم ذلك فسيعلنون عن الأمر مباشرة، بحسب ما ورد في إحدى فتاوى منظر التنظيم. السرايا أكدت في إحدى إصداراتها عبر مؤسسة تابعة لها اسمها "مؤسسة العاديات الإعلامية"، والتي تصدر عبر "تيليغرام" حصراً كما كل إصداراتهم وبياناتهم وفتاويهم، أنهم شاركوا في مجازر الساحل، وقتلوا كثيراً من سكانه، كما أن باكورة أعمالهم كانت قتل 15 مدنياً في قرية أرزة العلوية في ريف حماة ومن ثم تهجير بقية سكانها عن بكرة أبيهم. مبينين أن كل ما فعلوه حتى الآن لم يكن سوى البداية، "لأن القادم سيكون زلزالاً يهز سوريا بأكملها". لبنان أيضاً في واحد من بيانات التنظيم الأخيرة خلال الشهر الجاري حمل اسم "بشائر التمكين في طرابلس الشام"، وبعد الحمد والثناء على الله وبعض الأدعية قالوا إنهم "رفعوا لواءهم في طرابلس الشام (اللبنانية)، وفيها هبت نسائم التمكين، وارتجفت مضاجع المشركين"، وبأنه "بات لديهم خلايا منثورة، وكتائب مستورة، تنتظر الإشارة لتضرب في خاصرة المرتدين من النصيرية (العلوية) والدروز والمرتدين"، إلى آخر ذلك من كلمات لا تخلو من التهديد والتوعد والإشارة إلى التمكين، وإلى أن القادم سيحصل لا مناص منه في لبنان، متى آن الأوان وأزف الميعاد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولا شك أن تلك السرايا التي بات يمكن ملاحظة وجودها في ريف حمص الغربي المحاذي لحدود لبنان ستتخذ من هناك منطلقاً لتنفيذ عمليات غالباً ما تكون خاطفة وسريعة ومباغتة، ولن يكون ذلك صعباً في ظل فراغ أمني حدودي ورسمي يعصف بسوريا ولبنان معاً، كما أن تلك السرايا تسمي مقاتليها من منفذي العمليات بـ "الذئاب المنفردة"، ما يعكس طبيعة الدور الفردي للمقاتل ويحرره من عبء التنقل الجماعي واكتشاف الأمر، وهو ما يراه مهتمون سوريون بالشؤون الجهادية بمثابة جرس إنذار يجب وأده في مهده برفع أعلى درجات التنسيق والجاهزية بين البلدين، بخاصة مع الاكتشاف المتواتر لخلايا "داعش" في مناطق قريبة للغاية من العاصمة دمشق نفسها أخيراً. السر في القيادة سر السرايا يكمن في رجلين، قائدها أبو عائشة الشامي، ومشرّعها ومنظرها أبو الفتح الشامي، وكلاهما مجهول، ويشتبه في تبعيتهما السابقة لـ"جبهة النصرة" قبل الانشقاق عنها. حاولنا تتبع خيوط عديدة للوصول إلى قيادات في السرايا، وكان ذلك عبر معرفاتهم التي لا تزال صغيرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تيليغرام"، فما بين صفحة السرايا ومنظّر التنظيم ومؤسسته الإعلامية تمكنا من الوصول إلى شخص يدعى أبو البراء الميداني، الذي رفض الحديث عن معلومات حول منصبه أو دوره داخل السرايا، أو إذا ما كان له دور أساساً، إلا أنه وافق على الإدلاء ببعض التصريحات المقتضبة على عجل، وذلك على قاعدة أن "التنظيم يباهي بما ينشر عنه في الصحف، بل ويعيد نشره على معرفاته". قال الميداني "ليس من مصلحتنا ولا مصلحة أحد حالياً أن يعرف من هو الأمير أبو عائشة لئلا نعرض التنظيم للخطر، ولنضمن سير الأعمال المرجوة بنجاح". وأضاف أن فكرة التنظيم ليست جديدة، بل هي ولدت حقيقة في إدلب قبل سقوط النظام، وظلت متخفية عن أعين أجهزة الجولاني واستخباراته، وأنهم على الدوام نفذوا عمليات لم يتبنوها لأن ذلك كان ضرورة مرحلية تحتم عليهم ذلك، فضربوا في عقر دار الكفرة، وأداروا أمورهم بنجاح من خلف الستار، لكن ذلك الستار أصبح عبئاً غير ضروري، فكان لا بد من الظهور للعلن في مرحلة حساسة من تاريخ الصراع الإسلامي مع أعدائه كضرورة لا تحتمل التأجيل". الشرع "كافر" بسؤاله ما إذا كانت بعض الروايات التي تتحدث عن أن التنظيم إعلامي ولا وجود حقيقياً له على الأرض، نفى ذلك بشكل قاطع، مستدلاً بالبيانات التي أصدروها قبل وبعد "إحقاق العدل"، وبأن القادم للأقليات سيبرهن مدى علو كعب السرايا، "لأنهم لن يتركوا حجراً أو بشراً من ضمن ما يملكونه في بنك أهدافهم على قيد الحياة". وأشار إلى أن "بنك الأهداف هذا ليس ضرورياً أن يشمل الأقليات فقط أو كلهم حتى، لكنه في الأقل سيشمل بعض السنة من المتواطئين مع النظام السابق"، مؤكداً قتلهم قبل أيام مختار حي الوعر في حمص على رغم طائفته السنية، وكذلك بعض السنّة في حلب، لأنهم كانوا على ارتباطات بشكل أو بآخر بنظام "الطاغوت في الشام". حاول أبو البراء الاكتفاء قبل السؤال الأخير المتعلق بنظرتهم الفعلية للرئيس الشرع، لكنه قال "رجل كافر ومرتد"، وتابع "مخادع مكار لا يعرف عن الإسلام شيئاً، إن واليته قضى عليك، وإن احتميت به زجّك في سجونه، الجولاني ومن معه تخلوا عن نهج العقيدة والسلف الصالح وانبطحوا تحت مصالح الغرب، ومدوا أيديهم لأعداء الأمة والإسلام، وما عادوا منا ولسنا منهم". المقاتلون الأجانب أمام هذا التنظيم التكفيري الدموي كان لا بد من محاولة استخلاص استنتاجات تتعلق بمواقفهم من المقاتلين الأجانب في ضوء راديكاليتهم المتشددة للغاية، وهذا ما حاول سامي عبد التوّاب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية والمتابع لملف "سرايا الأنصار" الإجابة عنه بقوله "أعتقد أن السرايا لن يميزوا بين الأجنبي والمحلي في قتالهم للسلطات، إن تم كما يقولون، فهم الآن شملوا كل من وضع يده بيد الرئيس الشرع في خانة واحدة، فالأجانب بالنسبة إليهم لا يشفع إليهم قدومهم من الصحارى والجبال والوديان وما خلف البحار للجهاد في سوريا، فلا مبرر لهم وقد صاروا ركيزة في الحكم الحالي، ووالوا رئيس هذه المرحلة الذي تكفره الجماعة أشد تكفير، فلا النوايا هنا ولا الجنسيات تتخذ كمبرر". ويكمل "قد يحمل التنظيم فكراً متبايناً في قضايا محورية كمثل من شق عصا الطاعة ولم ينخرط في مشروع الدولة، وغيرهم ممن انخرط وصار يريد الجنسية، فالفئة الأولى سيسعون لاستقطابها لمواصلة الجهاد، أما الثانية فستكون عدواً". ويذكّر بأن "داعش" دعا في إصداره الأخير الأسبوع الفائت، المقاتلين الأجانب إلى الابتعاد عن الشرع ونهجه "المرتد والكافر والمنبطح"، فاتحين الباب أمامهم للالتحاق بصفوف جماعات التنظيم المنتشرة في أكثر من مكان من دون الوقوع في فخ تسمية تلك الأماكن.