logo
#

أحدث الأخبار مع #أبيهريرة،

أبو اليزيد سلامة يكشف معلومات لا تعرفها عن اليوم الآخر
أبو اليزيد سلامة يكشف معلومات لا تعرفها عن اليوم الآخر

الدستور

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الدستور

أبو اليزيد سلامة يكشف معلومات لا تعرفها عن اليوم الآخر

قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن اليوم الآخر المقصود به يوم القيامة، ويبدأ من وقت الحشر إلى ما لا نهاية، لافتًا إلى أن أسماء اليوم الآخر متعددة، وكثرة الأسماء تدل على المكانة والشرف والخطورة لهذا اليوم العظيم، ومنزلة هذا اليوم. وأضاف سلامة، خلال حديثه ببرنامج "قبس من علوم الشريعة" المذاع على قناة الناس، أن اليوم الآخر سمي بـ "يوم القيامة"، لأن الناس يقومون فيه من قبورهم لله تبارك وتعالى، كما يسمى بـ القارعة والحاقة والصاخة. يوم القيامة به أهوال كبيرة جدًا على الناس وأوضح عالم الأزهر الشريف، أن يوم القيامة به أهوال كبيرة جدًا على الناس، مستدلًا بحديث أبي هريرة، قائلًا: "مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة". وأشار عالم الأزهر الشريف، إلى أن هناك أكثر من آية بالقرآن الكريم تتحدث عن يوم القيامة أو اليوم الآخر، منها "أنه كألف سنة مما تعدون"، و"في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"، معقبًا: "لا تعارض بين الآيتين، والمقصود عن رأي بعض العلماء بيان المدة الطويلة، والمراد هنا أن المدة طويلة وليس العدد".

المجددون.. محمد أبو زهرة أبرز علماء الشريعة والقانون في القرن العشرين
المجددون.. محمد أبو زهرة أبرز علماء الشريعة والقانون في القرن العشرين

فيتو

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فيتو

المجددون.. محمد أبو زهرة أبرز علماء الشريعة والقانون في القرن العشرين

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. محمد أبو زهرة (1315 هـ - 1394 هـ) رأى الدكتور خالد فهمي إبراهيم، الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية والخبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأبو الحسن الجمّال الكاتب والمؤرخ المصري، في كتابهما "مآذن من بشر.. أعلام معاصرون"، أن الشيخ محمد أبو زهرة من أبرز المجددين. هو عالم دين وباحث ومفكر مصري. يعرف بأنه واحد من أهم وأقوى علماء الشريعة والقانون في القرن العشرين. اشتهر بالتقوى والورع، وحب الخير، وكان لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يغره منصب ولا مال ولا جاه. استمر حتى آخر يوم في حياته يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يترك محتاجًا للعلم أو النصح إلا وأخذ بيده حتى النهاية. من هو الشيخ أبو زهرة؟ هو محمد أحمد مصطفى أبو زهرة، الشهير باسم أبو زهرة. تعود أصوله إلى مدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية. الشيخ محمد أبو زهرة، فيتو ولد لعائلة متوسطة الحال تشتهر بالتدين والالتزام، يعود نسبها إلى الشيخ مصطفى أبو زهرة الذي اشتهر باسم الششتاوي، وهو ابن الشيخ أحمد أبو زهرة، رجل الدين الذي اشتهر بالصلاح وحسن الخلق والالتزام. كانت أمه من حفظة القرآن الكريم، وساعدت ابنها على حفظ القرآن، فكانت تراجع له ما يحفظه في الكتاب كل يوم. فحفظ القرآن قبل أن يتم التاسعة من العمر. كان الشيخ محمد سريع البديهة قوي الذاكرة ذكيًا، مثل أسرته، فشقيقه الأستاذ الدكتور مصطفى أحمد أبو زهرة هو من أنشأ قسم هندسة الطيران بكلية الهندسة في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول سابقًا) وترأسه، كما أنه كان أستاذًا في كلية الهندسة بجامعة لندن الإنجليزية. كان الشيخ محمد أبو زهرة أبيض الوجه، ذا صوت عال لا سيما في قول الحق، شديد الذكاء، راجح العقل، حر الإرادة. يتمتع بقدر كبير من الإيمان والوقار والجدية مع حس الدعابة. وكان رجل ذا مبادئ يكافح من أجلها ويموت في سبيلها، كما كان ينادي بأهمية تطبيق الشريعة الإسلامية، وضرورة اختيار سلطان صالح بطريقة عادلة، كما أنه حارب قضية الربا بكل قوته، وأكد أنها نظرية فاسدة وأن العالم لا يحتاج إليها حقًا. مولده ونشأته ولد الشيخ محمد أبو زهرة في التاسع والعشرين من مارس عام 1898م، الموافق السادس من ذي القعدة لعام 1315هـ. ألحقته أسرته التي كانت تحب العلم والدين بأحد الكتاتيب لكي يتعلم القراءة والكتابة ويحفظ القرآن الكريم. وبعد أن حفظ الطفل كتاب الله وتعلم مبادئ القراءة والكتابة التحق بالجامع الأحمدي في طنطا، والذي كان يشتهر بأنه ساحة تقام فيها حلقات العلم ويحضرها كبار العلماء، لذا كان يعرف باسم 'الأزهر الثاني'. وظل يدرس فيه على مدار ثلاث سنوات، انتقل بعدها إلى مدرسة القضاء الشرعي عام 1916م، وهي المدرسة التي أنشأها محمد عاطف بركات باشا، الذي كان واحدًا من كبار التربويين والمربين المؤثرين في مجال التعليم بمصر في العصر الحديث. الشيخ محمد أبو زهرة، فيتو نجح أبو زهرة في اجتياز اختبار القبول الصعب والدقيق الخاص بها. وكان أول متقدم إليه بالرغم من حداثة سنه، وظل في هذه المدرسة لمدة 8 سنوات يدرس بكل جد وشغف حتى تخرج منها عام 1924م، وحصل على عالمية القضاء الشرعي، ليتجه بعدها لدار العلوم ويحصل على المعادلة الخاصة بها عام 1927م. في مجال التعليم بعد التخرج عمل الشيخ محمد أبو زهرة في مجال التعليم، إذ إنه درس اللغة العربية في المدارس الثانوية. وبحلول عام 1933م تم اختياره للتدريس بكلية أصول الدين، حيث كان يدرس فيها مادة 'الخطابة والجدل'، وعُرف بمحاضراته الرنانة والمميزة، ثم ألف كتابًا في الخطابة كان الأول من نوعه على الإطلاق، فذاع صيته واشتهر ببراعته رغم صغر سنه. وهذا ما جعل كلية الحقوق تختاره لتدريس مادة الخطابة فيها، ولما أثبت جدارته جعلته الكلية يدرس مادة الشريعة الإسلامية كذلك. وهناك كون صداقات مع مجموعة من أهم العلماء، على رأسهم: أحمد إبراهيم، علي قراعة، فرج السنهوري وأحمد أبي الفتح. وبمرور الوقت أثبت أبو زهرة جديته وبراعته، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا لقسم الشريعة، وظل في المنصب حتى تقاعد منه عام 1958م. تم اختياره عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية عام 1962م بعد أن صدر قانون تطوير الأزهر. وأسهم في تأسيس معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وكان يلقي فيه المحاضرات المجانية عن الشريعة الإسلامية. مؤلفاته ترك الشيخ أبو زهرة العديد من المؤلفات في مختلف الموضوعات الحياتية، مثل الملكية، نظرية العقد، الوصية وقوانينها، التركات، الأحوال الشخصية، الوقف وأحكامه. كما قام بتفصيل جهود 8 من كبار أئمة الإسلام في الفقه، وهم: الإمام مالك، أبو حنيفة، الشافعي، أحمد بن حنبل، ابن حزم، ابن تيمية، جعفر الصادق وزيد بن علي. فضلا عن مؤلفاته في التفسير والسيرة، خاصة كتاب المعجزة الكبرى الذي تناول فيه قصص نزول القرآن الكريم وطريقة جمعه وتدوينه وقراءته ورسم حروفه وترجمته للغات الأجنبية. كتب أبو زهرة طوال حياته أكثر من 30 كتابا، على رأسها: كتاب خاتم النبيين في ثلاث مجلدات.. كتاب المعجزة الكبرى في القرآن الكريم.. تاريخ المذاهب الإسلامية في جزأين.. العقوبة في الفقه الإسلامي.. الجريمة في الفقه الإسلامي.. أبو حنيفة (حياته وعصره – آراؤه وفقهه). الإمام مالك (حياته وعصره – آراؤه وفقهه).. أحكام التركات والمواريث.. الدعوة إلى الإسلام.. مقارنات الأديان.. الولاية على النفس. الملكية ونظرية العقد.. الخطابة (أصولها – تاريخها في أزهى عصورها عند العرب).. العلاقات الدولية في الإسلام.. الميراث عند الجعفریة.. زهرة التفاسير. معاناة الإمام عانى الإمام أبو زهرة من كثير من الانتقادات التي كان يوجهها إليه بعض المشايخ، رغم أنه كان واحدًا من كبار العلماء لا سيما في الفقه وأصوله؛ إلا أنهم قالوا عنه إنه اشتهر ببغضه للسلفيين، حيث وضع الوهابية في كتاب له تحت عنوان 'تاريخ المذاهب الإسلامية' بين البهائية والقاديانية، وقال عنهم إنهم في بداية ظهورهم حرموا شرب القهوة، ثم تراجعوا عن الأمر. الشيخ محمد أبو زهرة، فيتو إلا أنه في حقيقة الأمر أورد الوهابية بجانب المذهبين المذكورين لأنه كان يتناول المذاهب الحديثة، ولم يكن يتعمد على الإطلاق إقران الوهابية بالقاديانية أو البهائية. وقال في الكتاب نفسه عن الوهابية: 'وقد اتسمت العصور التي جمد فيها العقل بتقديس آراء الأئمة كما أشرنا. وكان من مظاهر ذلك التقديس تقديس الصالحين في حياتهم وبعد مماتهم، وزيارة أضرحتهم، والطواف حولها بما يشبه الطواف حول البيت الحرام. وكان من أثر ذلك أن قامت طائفة تحارب هذا، وتشدد في محاربته'. ورغم اختلافه معهم في بعض النقاط، إلا أنه لم يسء لهم. وكان الشيخ أبو زهرة معتدلًا في نقده للآخرين حتى وإن عارضوه، حيث يقول في مقدمة كتابه عن ابن تيمية: 'وعندما اتجهتُ ذلك الاتجاه، برز إلى الخاطر إمام شغل عصره بفكره ورأيه ومسلكه؛ فدوَّى صوته بآرائه في مجتمعه، فتقبَّلتها عقول واستساغتها، وضاقت عنها وردَّتها. وانبرى لمُنازلته المخالفون، وشدَّ أزره الموافقون. وهو في الجمعين يصول ويجول، ويجادل ويناضل. والعامة من وراء الفريقين قد سيطر عليهم الإعجاب بشخصه وبيانه، وقوة جنانه وحدَّة لسانه'. وفاته توفي الشيخ محمد أبو زهرة في مغرب يوم الجمعة، الثاني عشر من أبريل 1974م، بينما كان يهبط الدرج ظهرًا ليلقي خطبة في مؤتمر شعبي أقامه أمام منزله بمنطقة الزيتون، لمناقشة أمور الدين، فتعثر الشيخ وسقط أثناء نزوله، وكان يحمل في يده مصحفه وأوراق تفسير سورة النمل التي كان قد بدأ في كتابتها. ولم تمر سوى ساعات حتى صعدت روحه إلى بارئها، تاركًا إرثًا عظيمًا وذكريات طيبة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المجددون.. عباس محمود العقاد، صاحب "العبقريات" ورائد السير الذاتية الإسلامية
المجددون.. عباس محمود العقاد، صاحب "العبقريات" ورائد السير الذاتية الإسلامية

فيتو

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فيتو

المجددون.. عباس محمود العقاد، صاحب "العبقريات" ورائد السير الذاتية الإسلامية

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. عباس محمود العقاد (1306 هـ - 1383 هـ) هو صاحب "العبقريات"، ورائد السير الذاتية الإسلامية.. قال عنه فؤاد صالح السيد في كتابه "أعظم الأحداث المعاصرة"، إنه من المجددين في الفكر الإسلامي، والشعر العربي، ومن أئمة المجددين في كتابة التراجم والسير. قاد العقاد الحركة الفكرية في مصر في أوائل القرن العشرين، وساهم بشكل كبير في التنوير الثقافي؛ فنال مكانة عالية في النهضة الأدبية الحديثة، فقد كان من أعلام الفكر الإسلامي، وتمثل سلسلة العبقريات ذروة شامخة في الأدب والتاريخ والفلسفة الإسلامية، والسير الذاتية لرموز الإسلام وقادة العرب. كتابات العقاد وأفكاره الحداثية وضعته في مكانة لا يكاد يوجد في التاريخ الحديث من ينافسه فيها. وقد حاز هذه المكانة بما اجتمع له من المواهب والملَكَات، فقد كان كاتبا كبيرا، وشاعرا لامعا، وناقدا بصيرا، ومؤرخا دقيقا، ولغويا بصيرا، وسياسيا متميزا، وصحفيا نابها، ولم ينل منزلته الرفيعة بوساطات أو علاقات، أو بدرجات، وشهادات، بل نالها بمواهبه المتعددة، واجتهاده، ودأبه، وإصراره، وكفاحه. أبى أن يتكسب إلا من قلمه وكتبه، وترفع عن الوظائف والمناصب زهدا فيها، وصونًا لحريته واعتزازًا بكرامته، وحتى لا تشغله الوظائف عن عشقه للمعرفة. تشكل حياة العقاد حلقات متلاحقة من الكفاح المتصل والعمل الدؤوب، فقد صارع الحياة والأحداث وتسامى على الصعاب، وعرف حياة السجن وشظف العيش، واضطهاد الحكام، لكن ذلك كله لم يفت في عضده، ولم يوهن عزمه أو يصرفه عما نذر نفسه له، أخلص للأدب والفكر، وتنسك في محراب العلم؛ فأعطاه ما يستحق من مكانة وتقدير. واتخذ موقفا واضحا من معارضة الاستعمار البريطاني، ونادى بالاستقلال وضرورة التمسك بالهوية العربية والإسلامية. وكانت أفكاره جريئة ومتقدمة، فقد كان يدعو إلى التفكير النقدي ورفض التقليد الأعمى، مما وضعه في موضع صدام مع التيارات المحافظة. مولده ونشأته ولد عباس محمود العقاد في مدينة أسوان بأقصى صعيد مصر، في يوم الجمعة 29 من شوال 1306هـ= 28 من يونيو 1889، ونشأ في أسرة تعمل بالزراعة، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة أسوان الأميرية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية سنة 1321هـ= 1903م، وهو في الرابعة عشرة من عمره. أثناء دراسته كان يتردد مع والده على مجلس الشيخ أحمد الجداوي، وهو من علماء الأزهر الذين لزموا جمال الدين الأفغاني، وكان مجلسه مجلس أدب وعلم، فأحب الفتى الصغير القراءة والاطلاع، فكان مما قرأه في هذه الفترة 'المُسْتَطْرَف في كل فن مستظرف' للأبشيهي، و'قصص ألف ليلة وليلة'، وديوان البهاء زهير وغيرها، وصادف هذا هوى في نفسه، ما زاد إقباله على مطالعة الكتب العربية والإفرنجية، وبدأ في نظم الشعر. العقاد في شبابه، فيتو لم ينل العقاد تعليمًا جامعيًا رسميًا، لكنه اعتمد على تعليمه الذاتي وقراءته المتواصلة ليصبح من أبرز المثقفين في عصره.. فلم يكمل تعليمه بعد حصوله على الشهادة الابتدائية، بل عمل موظفًا في الحكومة بمدينة قنا سنة 1323هـ= 1905م، ثم نُقِلَ إلى الزقازيق سنة 1325هـ= 1907م، وعمل في القسم المالي بمديرية الشرقية، وفي هذه السنة توفي أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها. العقاد صحفيا ضاق عباس محمود العقاد بحياة الوظيفة وقيودها، ولم يكن له أمل في الحياة غير صناعة القلم، وهذه الصناعة ميدانها الصحافة، فاتجه إليها، وكان أول اتصاله بها في سنة 1325هـ= 1907م، حين عمل مع العلامة محمد فريد وجدي في جريدة الدستور اليومية التي كان يصدرها، وتحمل معه أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير، فلم يكن معهما أحد يساعدهما في التحرير. وبعد توقف الجريدة عاد العقاد سنة 1331هـ= 1912م إلى الوظيفة بديوان الأوقاف، لكنه ضاق بها، فتركها، واشترك في تحرير جريدة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ علي يوسف، وسرعان ما اصطدم بسياسة الجريدة، التي كانت تؤيد الخديوي عباس حلمي، فتركها وعمل بالتدريس فترة مع الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازني، ثم عاد إلى الاشتغال بالصحافة في جريدة الأهالي سنة (1336هـ= 1917م) وكانت تَصْدُر بالإسكندرية، ثم تركها وعمل بجريدة الأهرام سنة 1338هـ= 1919م، واشتغل بالحركة الوطنية التي اشتغلت بعد ثورة 1919م، وصار من كُتَّابها الكبار مدافعًا عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، وأصبح الكاتب الأول لحزب الوفد، المدافع عنه أمام خصومه من الأحزاب الأخرى، ودخل في معارك حامية مع منتقدي سعد زغلول زعيم الأمة حول سياسة المفاوضات مع الإنجليز بعد الثورة. وبعد فترة انتقل للعمل مع عبد القادر حمزة سنة 1342هـ= 1923م في جريدة البلاغ، وارتبط اسمه بتلك الجريدة، وملحقها الأدبي الأسبوعي لسنوات طويلة، ولمع اسمه، وذاع صيته واُنْتخب عضوا بمجلس النواب، ولن يَنسى له التاريخ وقفته الشجاعة حين أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، فارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه قائلا: 'إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه'، وقد كلفته هذه الكلمة الشجاعة تسعة أشهر من السجن سنة 1349هـ= 1930م بتهمة العيب في الذات الملكية. وظل عباس محمود العقاد منتميًا لحزب الوفد حتى اصطدم بسياسته تحت زعامة مصطفى النحاس باشا في سنة ( 1354هـ= 1935م) فانسحب من العمل السياسي، وبدأ نشاطُه الصحفي يقل بالتدريج وينتقل إلى مجال التأليف، وإن كانت مساهماته بالمقالات لم تنقطع إلى الصحف، فشارك في تحرير صحف روزاليوسف، والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر. العقاد قارئا وكاتبا عُرف العقاد منذ صغره بنهمه الشديد في القراءة، وإنفاقه الساعات الطوال في البحث والدرس، وقدرته الفائقة على الفهم والاستيعاب، وشملت قراءاته الأدب العربي والآداب العالمية فلم ينقطع يومًا عن الاتصال بهما، لا يحوله مانع عن قراءة عيونهما ومتابعة الجديد الذي يصدر منهما، وبلغ من شغفه بالقراءة أنه يطالع كتبًا كثيرة لا ينوي الكتابة في موضوعاتها حتى إن أديبًا زاره يومًا، فوجد على مكتبه بعض المجلدات في غرائز الحشرات وسلوكها، فسأله عنها، فأجابه بأنه يقرأ ذلك توسيعًا لنهمه وإدراكه، حتى ينفذ إلى بواطن الطبائع وأصولها الأولى، ويقيس عليها دنيا الناس والسياسة. عباس محمود العقاد، فيتو كان للعقاد اهتمامات فلسفية واسعة، وقد أسهم في توضيح الفكر الفلسفي الإسلامي والحداثي على حد سواء. كان يرفض الأفكار الجاهزة ويدعو إلى التفكير النقدي والتساؤل المستمر. كان يؤمن بأن الفلسفة هي وسيلة لفهم الإنسان والعالم، ولذلك كتب عن موضوعات فلسفية معقدة بأسلوب مبسط يمكن أن يصل إلى القارئ العادي. يعتبر كتاب 'الله' من أبرز أعماله الفلسفية، حيث طرح فيه رؤيته الفلسفية والدينية للعالم، محاولًا تقديم تفسير عقلاني لإيمان الإنسان بالله، وتوضيح العلاقة بين العقل والدين. استند العقاد في تحليله على أفكار فلسفية عميقة، ودمج بين الفلسفة الإسلامية والتراث الديني والفكر الحديث. وألف عشرات الكتب في شتى المجالات، فكتب في الأدب والتاريخ والاجتماع مثل: مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون، وأشتات مجتمعة في اللغة والأدب، وساعات بين الكتب، وعقائد المفكرين في القرن العشرين، وجحا الضاحك المضحك، وبين الكتب والناس، والفصول، واليد القوية في مصر. وكتب في الدراسات النقدية واللغوية مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب 'الديوان في النقد والأدب' بالاشتراك مع المازني، وأصبح اسم الكتاب عنوانًا على مدرسة شعرية عُرفت بمدرسة الديوان، وكتاب 'ابن الرومي حياته من شعره'، وشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي، ورجعة أبي العلاء، وأبو نواس الحسن بن هانئ، واللغة الشاعرية، والتعريف بشكسبير. وألف في السياسة عدة كتب في مقدمتها: 'الحكم المطلق في القرن العشرين'، و'هتلر في الميزان'، وأفيون الشعوب'، و'فلاسفة الحكم في العصر الحديث'، و'الشيوعية والإسلام'، و'النازية والأديان'، و'لا شيوعية ولا استعمار'. عبر هذه الكتب، حارب الشيوعية والنظم الاستبدادية، ودعم الديمقراطية التي تكفل حرية الفرد، لكي يشعر بأنه صاحب رأي، وكان ينظر إلى الشيوعية باعتبارها مذهبًا هدَّامًا يقضي على جهود الإنسانية في تاريخها القديم والحديث، ولا سيما الجهود التي بذلها الإنسان للارتفاع بنفسه من الانصياع للشهوات إلى مرتبة المخلوق الذي يطلق العنان لفكره، ويحرس الضمير تصرفاته. وكتب السير الذاتية لأعلام من الشرق والغرب، مثل: سعد زغلول، وغاندي، وبنيامين فرانكلين، ومحمد علي جناح، وعبد الرحمن الكواكبي، وابن رشد، والفارابي، ومحمد عبده، وبرناردشو، والشيخ الرئيس ابن سينا. وترجم عن الإنجليزية كتابين هما: 'عرائس وشياطين، وألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي'. كتاباته الإسلامية تخطت مؤلفات العقاد الإسلامية أربعين كتابًا، شملت جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية، فتناول أعلام الإسلام في كتب مشهورة، عرف كثير منها باسم "العبقريات"، استهلها بـ"عبقرية محمد"، ثم توالت باقي السلسلة التي ضمت "عبقرية الصديق"، و"عبقرية عمر"، و"عبقرية علي"، و"عبقرية خالد"، و"داعي السماء بلال"، و"ذو النورين عثمان"، و"الصديقة بنت الصديق"، و"أبو الشهداء الحسين بن علي"، و"عمرو بن العاص"، و"معاوية بن أبي سفيان"، و"فاطمة الزهراء والفاطميون". عباس العقاد، فيتو وهو في هذه الكتب لا يهتم بنقل الأحداث، وذكر الوقائع، وإنما يرسم صورة للشخصية، تجلو أخلاقه وبواعث أعماله، مثلما تدرك الصورة ملامح من تراه بالعين. حققت عبقرياته انتشارا واسعا، وكان بعضها موضوع دراسة الطلاب في المدارس الثانوية في مصر، وحظيت من التقدير والاحتفاء بما لم تحظ به كتبه الأخرى. أنجز العقاد في مجال الدفاع عن الإسلام عدة كتب، في مقدمتها: حقائق الإسلام وأباطيل خصومه، والفلسفة القرآنية، والتفكير فريضة إسلامية، ومطلع النور، والديمقراطية في الإسلام، والإنسان في القرآن الكريم، والإسلام في القرن العشرين وما يقال عن الإسلام. وقد دافع في هذه الكتب عن الإسلام ضد الشبهات التي يرميه بها خصومه، مستخدمًا علمه الواسع وقدرته على المناقشة والجدل، وإفحام الخصوم بالمنطق العقلاني، فوازن بين الإسلام وغيره، وانتهى من الموازنة إلى شمول حقائق الإسلام وخلوص عبادته وشعائره من شوائب الملل الغابرة، والتي حُرِّفت عن مسارها الصحيح، وعرض للنبوة في القديم والحديث، وانتهى إلى أن النبوة في الإسلام كانت كمال النبوات، وختام الرسالات وهو يهاجم الذين يدعون أن الإسلام يدعو إلى الانقياد والتسليم دون تفكير وتأمل، ويقدم ما يثبت أن التفكير فريضة إسلامية، وأن مزية القرآن الأولى هي التنويه بالعقل وإعماله، ويكثر من النصوص القرآنية التي تؤيد ذلك، ليصل إلى أن العقل الذي يخاطبه الإسلام هو العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميز بين الأشياء. فند العقاد في بعض هذه الكتب ما يثيره أعداء الإسلام من شبهات ظالمة يحاولون ترويجها بشتى الوسائل، مثل انتشار الإسلام بالسيف، وتحبيذ الإسلام للرق، وقد فنَّد الكاتب هذه التهم بالحجج المقنعة والأدلة القاطعة في كتابه 'ما يقال عن الإسلام'. العقاد شاعرا لم تتوقف موهبة العقاد عند الكتابة والبحث والفكر، بل كان أيضا شاعرًا مجددًا، له عشرة دواوين، هي: يقظة الصباح، ووهج الظهيرة، وأشباح الأصيل، وأعاصير مغرب، وبعد الأعاصير، وأشجان الليل، ووحي الأربعين، وهدية الكروان، وعابر سبيل، وديوان من دواوين، وهذه الدواوين العشرة هي ثمرة ما يزيد على خمسين عامًا من التجربة الشعرية. ومن أطرف دواوين العقاد 'عابر سبيل'، والذي أراد به أن يبتدع طريقة في الشعر العربي، ولا يجعل الشعر مقصورًا على غرض دون غرض، فأمور الحياة كلها تصلح موضوعًا للشعر؛ ولذا جعل هذا الديوان بموضوعات مستمدة من الحياة. تكريمات حظي العقاد بتقدير وحفاوة في حياته من مصر والعالم العربي، فكان من أوائل أعضاء مجمع اللغة العربية بمصر سنة (1359هـ= 1940م)، واخْتير عضوًا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ونظيره في العراق، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة (1379هـ= 1959م). وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فكتابه 'الله' ترجم إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية. خليفة أحمد شوقي وكان أدبه وفكره ميدانًا لأطروحات جامعية تناولته شاعرًا وناقدًا ومؤرخًا وكاتبًا، وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسمه على إحدى قاعات محاضراتها، وبايعه طه حسين بإمارة الشعر بعد موت شوقي، وحافظ إبراهيم، قائلا: "ضعوا لواء الشعر في يد العقاد، وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء، فقد رفعه لكم صاحبه". وأصدرت دار الكتب نشرة بيلوجرافية وافية عن مؤلفات العقاد، وأصدر الدكتور حمدي السكوت أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية كتابًا شاملا عن العقاد، اشتمل على بيلوجرافية لكل إنتاج العقاد الأدبي والفكري، ولا تخلو دراسة عن الأدب العربي الحديث عن تناول كتاباته الشعرية والنثرية. وكان له صالونه الأدبي الذي كان يعقد في صباح كل جمعة، يحضره تلامذته ومحبوه، يلتقون حول أساتذتهم، ويعرضون لمسائل من العلم والأدب والتاريخ دون إعداد أو ترتيب مسبق. وفاته استمر عباس محمود العقاد عاكفا على الكتابة حتى تجاوزت كتُبُه المائةَ، بالإضافة إلى مقالاته التي بلغت الآلاف في الصحف والدوريات، ووقف حياته كلها على خدمة الفكر، حتى توفي في 26 شوال 1383هـ= 12 مارس 1964م. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المجددون، محمد إقبال شاعر ومفكر وفيلسوف نادى بإنشاء دولة إسلامية في شرق آسيا
المجددون، محمد إقبال شاعر ومفكر وفيلسوف نادى بإنشاء دولة إسلامية في شرق آسيا

فيتو

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فيتو

المجددون، محمد إقبال شاعر ومفكر وفيلسوف نادى بإنشاء دولة إسلامية في شرق آسيا

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. محمد إقبال (1294 هـ - 1357 هـ) تحقق فيه دعاء "ابن سينا": "اللهم إني أسألك عمرا عريضا"، فكانت حياته حافلة بالإنجازات والنجاحات. إقبال أول من نادى بإنشاء دولة مستقلة للمسلمين في شبه القارة الهندية، فكان له الفضل في قيام دولة باكستان. رأى المفكر والأديب توفيق الحكيم والدكتور محمود حمدي زقزوق أنه من كبار المجددين في القرن الرابع عشر الهجري. مولده ونشأته شهدت مدينة "سيالكوت" بمقاطعة البنجاب الهندية مولد إقبال، عام 1877، لأسرة كشميرية من البراهمة النبلاء، اعتنقت الإسلام في عصور متأخرة، وعملوا بالتجارة، واستقرت العائلة في منطقة سيالكوت منذ القرن السابع عشر، وكان والده متصوفا عميق التدين. التحق إقبال بمدرسة الإرسالية الاسكتلندية للتعليم المبكر وتخرج من الكلية الحكومية المرموقة في لاهور عام 1897، وتميز في اللغتين العربية والإنجليزية، وحصل على البكالوريوس، ثم حصل على الماجستير في الفلسفة من نفس الكلية عام 1899. حصل على منحة دراسية من كلية ترينيتي في جامعة كامبريدج، ونال درجة البكالوريوس في الآداب عام 1906. نال درجة الدكتوراه من جامعة لودفيج ماكسيميليان في ألمانيا عام 1908 عن أطروحته حول تطور ما وراء الطبيعة في بلاد فارس. وفي العام نفسه، عاد إلى لاهور والتحق بجامعة الكلية الحكومية كأستاذ للفلسفة والأدب الإنجليزي. سافر إلى أوربا عام 1905، ليتابع تحصيله العلمي في جامعتي كامبردج البريطانية وميونخ الألمانية، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة وشهادة المحاماة في القانون، ثم عاد إلى الهند عام 1908 بحصاد علمي وافر في فترة قصيرة. عمل إقبال في الهند محاميا، لكن اهتمامه بالفلسفة والشعر والسياسة شغله، فانضم إلى عدد من الجمعيات والمنظمات التي تستهدف حماية الوجود الإسلامي في الهند بعد أن بدأت إرهاصات رحيل المستعمر البريطاني وتقرير المصير الهندي. نشأ محمد إقبال في أجواء الثقافة الهندوسية، ثم اغترف من الثقافة الغربية، في وقت ندر فيه وجود المسلم الملم بثقافة الغرب بعمق. واطلع على الفلسفات الغربية والشعر الإنجليزي والألماني. وفي عام 1922، حصل على وسام فارس من الملك جورج الخامس. فلسفته فلسفة إقبال ونظرته للحياة تتلخص في 3 كلمات هي: "عز العبودية لله"، ويعبر إقبال عنها أحيانا بمصطلح "زهد الملوك" و"زهد المقتدر". وتتشكل فلسفة عز العبودية من: "نفي الذات"، و"إثبات الذات". ومعنى نفي الذات: التواضع والخضوع المطلق في العلاقة بالخالق. وإثبات الذات: العزة والثقة بالنفس في العلاقة بالمخلوق. محمد إقبال، فيتو كان إقبال في مسار حياته مثالا للمسلم المعتز بدينه، وكان يرى كل ما سوى العبودية لله ذلا وتسولا ومهانة. كان إقبال مثالا للعالم المتبحر ذي العقل الكبير، فقد تعلم 7 لغات، وأتقن عدة تخصصات. على أن روح إقبال ومرآة فكره الصافية تتجلى في شعره أكثر من نثره، فقد آثر لغة القلب على لغة العقل. آمن إقبال بأن أساس الالتزام الإسلامي هو المحبة القلبية الوالهة، لا المعرفة الذهنية الباردة؛ فالحب أعمق أثرا من العلم، والقلب أقوى سلطانا من العقل، وما يحتاجه المسلم للوصول إلى مقام "عز العبودية لله" أكثر بكثير من مجرد المعرفة الذهنية بالإسلام، أو الإلمام بالتاريخ والانتصارات الإسلامية. مؤلفاته ترك إقبال بحرا من الأفكار والخواطر البديعة التي ضمنها دواوينه الشعرية وكتبه النثرية، فقد ألف 9 دواوين شعرية، ضمت حوالي 12 ألف بيت من الشعر، منها حوالي 7 آلاف بيت بالفارسية، و5 آلاف بيت بالأوردية. ومن دواوينه: "جناح جبريل" و"رسالة المشرق" و"ضرب الكليم" و"هدية الحجاز" و"الأسرار والرموز". كما ألف كتبا نثرية تثبت أنه كان متمرسا بفلسفة الشرق والغرب. وأهمها: "إعادة بناء الفكر الإسلامي" (Reconstruction of Islamic Thought) و"تطور الميتافيزيقا في بلاد فارس" (The Development of Metaphysics in Persia). لقي الكتابان شهرة واسعة في المنطقة العربية، وتمت ترجمتهما إلى العربية بعنوان "تجديد الفكر الديني في الإسلام" و"تطور الفكر الفلسفي في إيران". كما ترجمت إلى العربية كل دواوين إقبال الشعرية التسعة، فقد اهتم كثيرون من المثقفين العرب بترجمة شعر إقبال؛ لما رأوه فيه من مشاعر صادقة وأفكار عبقرية، فكانت ترجمة السفير الأديب عبد الوهاب عزام في المقدمة، ثم تلاه العالم الأزهري الكفيف الصاوي شعلان، فالصور الشعرية الرائعة التي أنجزها الأديب السوري زهير ظاظا، والذي قدم الترجمة النثرية لديوان "جناح جبريل". عشق الحجاز وسواء كان طالبا في بريطانيا، أو باحثا في ألمانيا، أو سائحا في إيطاليا، كان قلب إقبال دائما معلقا بالحجاز، ولم يجد في بلاد الشرق والغرب ما يسحر قلبه أو يسبي لبه مثل ما فعلت به أرض الحجاز. كان محمد إقبال شاعرا وفيلسوفا وسياسيا، واعتبر شعره باللغتين الأردية والفارسية من بين أعظم الأشعار في العصر الحديث، وهو مشهور أيضا بإسهاماته في فلسفة الإسلام الدينية والسياسية، وترجمت أشعاره إلى اللغات الإسبانية والصينية واليابانية والإنجليزية وغيرها. كما يعتبر إقبال رجل المحبة بحق، أحب الإسلام وكل ما يمت له بصلة، وأحب العرب لارتباطهم بتاريخ الإسلام وثقافته، لكن حبه تجلى أعمق ما تجلي في تعلقه بالحجاز، أرض النبوة ومهبط الوحي. كان هندي الهوية حجازي الهوى. وكتب: 'صوت قيثارتي التي سمعوها.. أعجميٌّ لكنَّ لحْني حجـازي' وكانت أمنية إقبال في هذه الحياة أن يكون جذوة من جذوات الحرم الشريف. شعر إقبال تأثر محمد إقبال بالعالم الصوفي جلال الدين الرومي، ويمثل إقبال امتدادا لفلسفة الرومي، وأنتج أعمالا أدبية باللغتين الفارسية والأردية. ولكن شعره الفارسي، على وجه الخصوص، متأثر بشدة بالرومي. وكان يصف نفسه بفخر بأنه تلميذٌ للرومي. وظهرت أول مجموعة من شعره بالفارسية "أسرار الخودي" عام 1915، وشملت كتاباته الشعرية الأخرى بالفارسية رمز بخودي وبايام المشرق وزبور عجم، بينما أعماله باللغة الأردية ه بانج إي دارا وبال إي جيبري وزارب إ كليم وأرموغان إ حجاز. وأكسبه عمله الهائل باللغتين لقب "شاعر الشرق". في كتابه الشهير "جافيدناما"، نصح الشاعر الشهير ابنه "جافيد إقبال" بأنه إذا فشل في العثور على صديق حكيم في حياته فعليه الارتباط بفكر الرومي لأنه يعرف الفرق بين الواقع وظاهر الأشياء. لم يكتب محمد إقبال شعره بالعربية، ولكنه سعى لاستنهاض همة الأمة العربية في مواجهة الاستعمار الذي سيطر على كثير من دول العالمين العربي والإسلامي. "بحثا عن الشرق" نشرت في عام 2014 مجلة "الدوحة" القطرية ديوان شعر عنوانه "محمد إقبال.. مختارات شعرية" بمقدمة للناقد الجزائري بومدين بوزيد، عنوانها "من الشرق إلى الغرب بحثا عن الشرق". وسجلت المقدمة ما قاله الكاتب والمفكر الكبير أحمد حسن الزيات: إن إقبال "نبت جسمه في رياض كشمير وانبثقت روحه من ضياء مكة وتألف غناؤه من ألحان شيراز.. لسان لدين الله في العجم يفسر القرآن بالحكمة ويصور الإيمان بالشعر ويدعو إلى حضارة شرقية قوامها الله والروح وينفر من حضارة غربية تقدس الإنسان والمادة". محمد إقبال، فيتو وأقصر قصائده تضم 4 أبيات وعنوانها "النسر والنملة" وتجمع بين الرمز والحكمة: "قالت النملة للنسر الذي مر يوما ما على وادي النمل: أنت ترعى في بساتين النجوم وأنا في شقوة العيش المذل، فقال: لكن أنا لا أبحث عن مؤني مثلك في هذا التراب لست ألقي نظرة حتى ولا للسماوات التي فوق السحاب". وغنت أم كلثوم له قصيدة "حديث الروح" من ديوان "صلصلة جرس" من ترجمة الشيخ الصاوي شعلان، وقد تضافرت فيها كلمات إقبال ولحن رياض السنباطي وأداء أم كلثوم في سبيكة شجن صوفية. وتقول القصيدة: "حديث الروح للأرواح يسري.. وتدركه القلوب بلا عناء.. هتفت به فطار بلا جناح.. وشق أنينه صدر الفضاء ومعدنه ترابي ولكن.. جرت في لفظه لغة السماء.. لقد فاضت دموع العشق مني.. حديثا كان علوي النداء.. فحلق في ربا الأفلاك حتى.. أهاج العالم الأعلى بكائي". تجديد التفكير الديني بين عامي 1928 و1929 ألقى محمد إقبال سلسلة محاضرات عن تجديد التفكير الديني. وفي عام 1934 أصدر كتابا تحت عنوان "تجديد الفكر الديني في الإسلام" بني على تلك المحاضرات. وكان يقول: إن التفكير الديني، الذي عانى التحجر منذ قرون، بحاجة إلى التجديد مع ضرورة احترام الماضي في نفس الوقت، رافضا فكرة أن الزمن تجاوز الدين الذي لا مكان له في عصر العقل. وأضاف: إن الرجل يجب أن يتسم بالحيوية باستمرار من خلال تجربة التفاعل مع مقاصد الله. وشرح فكرته، قائلا: "لقد عاد النبي محمد من تلك التجربة ليطلق على الأرض عالما ثقافيا يتميز بإلغاء الكهنوت والملكية الوراثية والتشديد على دراسة التاريخ والطبيعة". كما قال إنه يجب على المجتمع المسلم في العصر الحالي أن يبتكر مؤسسات اجتماعية وسياسية جديدة من خلال ممارسة الاجتهاد. "نظرية الدولتين" قبل سفره لأوروبا كان يؤكد في شعره على القومية الهندية، لكنه غيَّر موقفه خلال وجوده في أوروبا، إذ وجد أن القومية السياسية تؤدي إلى الفاشية المدمرة والإمبريالية. وفي عام 1910 ألقى إقبال خطابا في أليغار تحت عنوان "الإسلام كنموذج اجتماعي سياسي"، عبر عنه في أشعار تشيد بأمجاد الإسلام الغابرة، وتشكو انحطاط الوضع الراهن وتدعو للوحدة والإصلاح. وكان يرى أنه يمكن تحقيق الإصلاح من خلال تقوية الفرد عبر 3 مراحل متتالية، وهي: طاعة الشريعة، وضبط النفس، وقبول فكرة أن كل شخص يحتمل أن يكون خليفة لله. أيضا فإن حياة العمل مفضلة على الزهد. أخذ إقبال يلقي محاضراته بجامعات مدراس وحيدر آباد، كما شرع في العمل مع "العصبة الإسلامية"، وهو حزب تأسس عام 1906 للدفاع عن مسلمي الهند. وفي الاجتماع السنوي للعصبة بمدينة الله آباد عام 1930 والذي تم خلاله انتخاب إقبال رئيسا، ألقى خطابه الشهير الذي دعا فيه لإقامة دولة مستقلة للمسلمين شمال غرب الهند. ويُعرف خطابه هذا بأنه أساس "نظرية الدولتين" التي مهدت الطريق لتأسيس باكستان. وأقنع محمد علي جناح، مؤسس باكستان، بالعودة من بريطانيا وقيادة المسلمين الهنود في كفاحهم من أجل وطن مستقل. نشأة باكستان قاوم غاندي الاستعمار البريطاني طويلا.. إلى أن نجح في إضعاف قبضة إنجلترا على الهند. لكن الخلافات اشتعلت بين أكبر قيادتين سياسيتين، وهما جواهر لال نهرو ومحمد علي جناح. وكان نهرو، زعيم حزب المؤتمر وأول رئيس وزراء في الهند المستقلة، معارضا لمبدأ تقسيم الهند على أسس دينية. ولكن محمد علي جناح، زعيم عصبة مسلمي الهند، والذي أصبح حاكما عاما لباكستان عقب التقسيم، كان مصرّا على أن لمسلمي الهند الحق في تأسيس دولة خاصة بهم. وكان جناح نفسه من دعاة الوحدة بين الهندوس والمسلمين، وعضوا في حزب المؤتمر قبل أن يقطع علاقته بالحزب الذي يسعى لتهميش المسلمين، وترأس جناح عصبة عموم مسلمي الهند. وفي مارس 1946، طالب العديد من السيخ بدولة قومية سيخية يُطلق عليها سيخستان أو خالستان. كان جناح يعاني من السل وسرطان الرئة، عندما أعلن نهرو في أول مؤتمر صحفي، صيف 1946، لدى إعادة انتخابه رئيسا لحزب المؤتمر أنه لا يمكن لأي جمعية دستورية أن تكون "ملزمة" بأي ترتيبات دستورية مسبقة. أدرك جناح أن نهرو تخلى عن وعوده، فعقد جناح مؤتمرا للعصبة التي سحبت موافقتها السابقة على فكرة الاتحاد الفيدرالي، ودعت لقيام "الأمة الإسلامية" وإطلاق "تحرك مباشر" في منتصف أغسطس من عام 1946 لتحقيق هذا الهدف. أدت أعمال الشغب والقتل بين الهندوس والمسلمين التي بدأت في كالكوتا، إلى إشعال حرب أهلية في شبه القارة الهندية. كلفت إنجلترا اللورد ماونتباتن، أحد أعمدة الأسرة البريطانية المالكة بمهمة إنهاء الوجود البريطاني من الهند. وكعادة الاستعمار، وكما فعل في أفريقيا، وضع الإنجليز خطة التقسيم، وأقر البرلمان البريطاني في يوليو 1947 قانون استقلال الهند، لترسيم حدود الهند وباكستان بحلول منتصف ليل 14-15 أغسطس من عام 1947. تم الانتهاء من رسم خط تقسيم شبه القارة إلى دولتين في خمسة أسابيع فقط، وأعلنت الهند وباكستان استقلالهما في منتصف أغسطس 1947. ثم انضمت الولايات ذات الأغلبية الهندوسية للهند، وذات الأغلبية المسلمة لباكستان بينما استمرت الخلافات حول كشمير إلى اليوم. وبعد مضي يومين فقط، اتضحت طبيعة خط الحدود بين البلدين الوليدين، واكتشف جناح أن بريطانيا أعطته "لغما" اسمه "باكستان"، وأنه حصل على دولة "أكلها العث"، إذ تشكلت الدولة المسلمة الجديدة من شطرين يفصل بينهما ألفا كيلومتر من الأراضي الهندية (استقلت باكستان الشرقية عام 1971 لتؤسس دولة بنجلاديش بعد حرب شرسة لعبت فيها الهند دورا كبيرا). كانت عملية التقسيم سببا لواحدة من أكبر مآسي القرن العشرين، ولا يزال النزاع مستمرا بين المسلمين والهندوس، وبين الهند وباكستان. وفاته في آخر حياته، قال إقبال: "أنا مسلم، ومن شأن المسلم أن يستقبل الموت مبتسما". عانى إقبال فترة طويلة من المرض، وبعد عمر عريض من العلم والعمل، رحل عن هذه الدنيا فجر يوم 19 أبريل 1938، في لاهور. ودفن بلاهور قبالة مسجد بادشاهي، وتحقق حلمه بالدولة المسلمة في القارة الهندية بإعلان تأسيس باكستان، بعد وفاته بعقد من الزمان. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المجددون.. شمس الدين الرملي، محيي السنة وعمدة الفقهاء
المجددون.. شمس الدين الرملي، محيي السنة وعمدة الفقهاء

فيتو

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فيتو

المجددون.. شمس الدين الرملي، محيي السنة وعمدة الفقهاء

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. شمس الدين الرملي (919 هـ - 1004 هـ) ذهب جماعة من العلماء إلى أنه مجدد القرن العاشر، ووقع الاتفاق على المغالاة بمدحه وهو عمدة الفقهاء في الآفاق، وكان عجيب الفهم، جمع الله تعالى له بين الحفظ والفهم والعلم والعمل، وكان موصوفًا بمحاسن الأوصاف. واعتبره محمد بن فضل الله المحبي ومحمد بن أبي بكر الشلِّي، ومحمد شمس الحق العظيم آبادي، أحد المجددين على رأس المائة العاشرة بصفته أحد الفقهاء. هو الإمام العلامة أستاذ الأستاذين، وأحد أساطين العلماء وأعلام نحاريرهم، محيي السنة، وعمدة الفقهاء، شمس الملة والدين محمد بن شهاب الدين أحمد بن حمزة الرملي (نسبة إلى رملة قرية صغيرة قريبًا من البحر بالقرب من منية العطار تجاه مسجد الخضر عليه السلام بالمنوفية)، المنوفي المصري الأنصاري، الشهير بـ"الشافعي الصغير". وُلد آخر شهر جمادى الأولى من سنة 919 هـ، بمصر. شيوخه والده الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي: اشتغل عليه في الفقه والتفسير والنحو والصرف والمعاني والبيان والتاريخ وبه استغنى عن التردد إلى غيره، وحُكي عن والده أنه قال: تركت محمدًا بحمد الله تعالى لا يحتاج إلى أحد من علماء عصره إلا في النادر، وقال العلماء عن الشمس الرملي: كانت بدايته بنهاية والده. شيخ الإسلام القاضي زين الدين بن محمد بن زكريا الأنصاري. الشيخ الإمام العلامة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن رضوان بن أبي شريف. له رواية عن شيخ الإسلام قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن النجار الحنبلي. شيخ الإسلام قاضي القضاة شرف الدين يحيى بن إبراهيم الدميري المالكي. شيخ الإسلام نور الدين علي بن ياسين الطرابلسي الحنفي، روى عنه. 7- الشيخ الإمام العلامة المسند سعد الدين محمد بن محمد بن علي الذهبي الشافعي. صفاته كان الشمس الرملي فاتح أقفال مشكلات العلوم ومحيي ما اندرس منها من الآثار والرسوم، علامة المحققين على الإطلاق، وفهَّامة المدققين بالاتفاق. ذكره الشيخ عبد الوهاب الشعراني فقال: "صحبته من حين كنت أحمله على كتفي إلى وقتنا هذا فما رأيت عليه ما يشينه في دينه، ولا كان يلعب في صغره مع الأطفال بل نشأ على الدين والتقوى والصيانة وحفظ الجوارح ونقاء العرض، رباه والده فأحسن تربيته، ولما كنت أحمله وأنا أقرأ على والده في المدرسة الناصرية كنت أرى عليه لوائح الصلاح والتقوى والتوفيق، فحقق الله رجاءنا فيه وأقرَّ عين المحبين به؛ فإنه الآن مرجع أهل مصر في تحرير الفتاوى وأجمعوا على دينه وورعه وحسن خلقه وكرم نفسه ولم يزل بحمد الله في زيادة من ذلك". لوجة ضريح الشيخ شمس الدين الرملي، فيتو وجلس بعد وفاة والده للتدريس فأقرأ التفسير والحديث والأصول والفروع والنحو والمعاني والبيان وبرع في العلوم النقلية والعقلية، وحضر درسه أكثر تلامذة والده، وممن حضره الشيخ ناصر الدين الطبلاوي الذي كان من مفردات العالم مع أنه في مقام أبنائه، فَلِيمَ على ذلك، وسئل عن الداعي إلى ملازمته، فقال: "لا داعي لها إلا أني أستفيد منه ما لم يكن لي به علم". ولازمه تلميذ أبيه الشهاب أحمد بن قاسم ولم يفارقه أبدًا، وسئل ابن قاسم مرة أن يعقد مجلس الفقه فقال: "مع وجود الشيخ شمس الدين الرملي لا يليق". وقد طار صيته في الآفاق وولي عدة مدارس وولي منصب إفتاء الشافعية وألَّف التآليف النافعة، واشتهرت كتبه في جميع الأقطار وأخذ عنه أكثر الشافعية من أهل مصر ورجعوا إليه، فإنه هذَّب المذهب وحرره، وتكاد غالب مسائل الفقه في حفظه مصورة. انتهت إليه معرفة الفقه في هذه الديار، واشتهر بذلك غاية الاشتهار، بحيث لا يختلف في ذلك اثنان، ولا يحتاج فيه إلى إثبات حجة وإقامة برهان، فإنه بلغ فيه إلى الدرجة القصوى، وصار المعول عليه في هذا العصر في الفتوى. فكان أمر الفتوى وتعيين المفتين منوطًا به لا يعقد فيها أمر إلا بإذنه، ووصل في ذلك إلى أسنى محل وأرفع مقام. مؤلفاته منها: نهاية المحتاج شرح المنهاج، وهو شرح على منهاج الطالبين للنووي فرغ منه سنة 973هـ، قال عنه العلماء: "إنه أتى فيه بالعجب العجاب"، وقد اعتنى به العلماء أيما عناية واشتغلوا به قراءة وتعليمًا وشرحًا وتحشية، وظل يدرس بالأزهر على المتقدمين من طلبة الشافعية فترات طويلة. الغرر البهية في شرح المناسك النووية. شرح على إيضاح المناسك للنووي. غاية البيان في شرح زبد ابن رسلان. وهو شرح على كتاب صفوة الزبد في فقه الشافعية لابن رسلان، وهو من الشروح الماتعة التي تلقاها العلماء بالقبول. عمدة الرابح في معرفة الطريق الواضح. شرح على هدية الناصح وحزب الفلاح الناجح للشيخ أحمد الزاهد. غاية المرام شرح على رسالة والده في شروط المأموم والإمام. شرح البهجة الوردية. شرح منظومة ابن العماد في العدد. شرح العقود في النحو. شرح الآجرومية. في قواعد العربية. حاشية على شرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري. تلاميذه الشيخ إبراهيم بن حسن بن علي بن عبد القدوس برهان الدين اللقاني المالكي، صاحب منظومة جوهرة التوحيد. الشيخ إبراهيم بن علي السعدي الشافعي الحموي، المعروف بابن كاسوحة. الشيخ برهان الدين الميموني. الشيخ أبو بكر بن إسماعيل بن القطب الرباني شهاب الدين الشنواني. الشيخ أبو بكر بن علي نور الدين بن أبي بكر، المعروف بالجمال المصري الأنصاري الخزرجي الشافعي المكي. الشيخ أبو السعود بن عبد الرحيم بن عبد المحسن بن عبد الرحمن بن علي المصري قاضي القضاة الشعراني. الشيخ أبو المواهب بن محمد بن علي البكري الصدِّيقي المصري الشافعي، وهو تلميذه وزوج ابنته وخليفته على المدرسة الشريفة المشروطة لأعلم الشافعية. الشيخ العلامة أحمد بن أحمد الخطيب الشوبري المصري الفقيه الحنفي العالم الكبير الحجة شيخ الحنفية في زمانه. الشيخ الأستاذ الأعظم الفقيه المقدم القاضي شهاب الدين أحمد، الحضرمي المعروف ببافقيه، قاضي تريم. الشيخ شهاب الدين أحمد بن خليل السبكي. الشيخ أبو المواهب أحمد بن علي بن عبد القدوس بن محمد الشناوي المصري ثم المدني. الشيخ شهاب الدين شيخ المحيا النبوي بالجامع الأزهر. الشيخ الإمام علي بن إبراهيم بن برهان الدين الحلبي، صاحب السيرة النبوية، الإمام الكبير روى عنه ولازمه سنين عديدة. الشيخ العلامة محمد بن أحمد الملقب بشمس الدين الخطيب الشوبري الشافعي المصري، الإمام المتقن الثبت الحجة، حضر دروسه ثماني سنين، وأجازه بالإفتاء والتدريس سنة ألف، وصار بعدها شيخ الشافعية في وقته ورأس أهل التحقيق والتدريس والإفتاء في الجامع الأزهر، وكان يلقب بشافعي الزمان. الشيخ العلامة محمد بن محمد بن يوسف، الملقب شمس الدين، الحموي الأصل، الدمشقي المولد، عالم الشام ومحدثها وصدر علمائها الحافظ المتقن رحل إلى مصر في سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وجاور بالأزهر تسع سنين حضر فيها دروس الإمام الرملي. وغيرهم كثيرون. وفاته توفي شمس الدين الرملي، رحمه الله، نهار الأحد ثالث عشر جمادى الأولى سنة 1004هـ= 13 من يناير سنة 1596م. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store