أحدث الأخبار مع #أمار


Independent عربية
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
بينالي "أمار" يستعيد "الأغاني الساخرة" في العالم العربي
معروف أن البينالي يختار في كل دورة، موضوعاً محدداً من الأرشيف الموسيقي العربي من أجل دراسته المعمقة، عبر أنشطة ووسائط عدة بالتعاون مع مجموعة من المتخصصين من مجالات علمية ومهنية مختلفة. وتهدف هذه الأنشطة إلى دراسة الإرث الثقافي في مختلف المناطق العربية وإلى فهم أفضل لخصوصيته ولأطره التاريخية والاجتماعية والسياسية. ويشكل رصيد هذه الأعمال وثائق تاريخية في معرفة التحولات المجتمعية، وهو بالتالي أحد مكونات الذاكرة الجماعية التي يجب حفظها ونشرها في وجه المحاولات الممنهجة لمحوها. تنوعت أعمال هذه الدورة من إقامة فنية إلى إطلاق إصدارٍ سمعي وبحثي جديد، إضافة إلى ندوات وعروض أفلام وثائقية مختصة وسلسلة من الفيديوهات المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتختتم الأنشطة بحفلة من الأغاني الساخرة يقدمها المشاركون في الإقامة الفنية. شارك في الأنشطة 10 باحثين ومخرجين إضافة إلى سبعة موسيقيين. وقد أقيمت الدورة الأولى من البينالي بدعم من الحكومة النرويجية والصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، وقدمت الندوات في متحف سرسق. أعمال البينالي تكون برنامج البينالي من خمسة أنواع من الأنشطة، هي: إطلاق إصدار موسيقي، وندوات، وعروض أفلام، وعروض سلسلة فيديوهات قصيرة منتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي إضافة إلى الإقامة الفنية والحفلة الختامية. في ما يلي نبذة عنهم: أطلقت مؤسسة "أمار" إصدارها الجديد بعنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920-1950" يستعرض هذا الإصدار مجموعة من الأغاني الساخرة والنقدية التي ظهرت في بلاد الشام خلال فترة الانتدابين الفرنسي والبريطاني، وهي مرحلة شهدت تحولات سياسية واجتماعية عميقة. من خلال تسجيلات أرشيفية نادرة، يكشف هذا العمل عن كيفية تجاوز هذه الأغاني الحدود الاستعمارية لتعبّر بأسلوب يجمع بين الفكاهة والنقد الحاد عن قضايا الهوية والمقاومة والحياة اليومية. تشكل هذه التسجيلات اليوم وثائق تاريخية مهمة في معرفة تحديات تلك الحقبة، ولعل دراستها ونشرها ضرورة للحفاظ على هذا التراث ومنعه من الزوال واعتبارها مكوناً من الذاكرة الجماعية للمنطقة، خصوصاً في وجه محاولات الإبادة والمحو الممنهجين لتاريخها وهويتها. يشمل الكتيب ثلاث دراسات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية إضافة إلى 78 تسجيلاً سمعياً من الأغنيات الساخرة. ندوات بحثية شهد البينالي ندوات دراسية شارك فيها متخصصون في علوم الاجتماع والتاريخ واللسانيات وعلم موسيقى الشعوب حول تأثير الأغنية الساخرة وتطورها في القرن الـ20 في المنطقة العربية. ويشمل ذلك إطلاق إصدار مؤسسة "أمار" الجديد بعنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920-1950" إضافة إلى أربع حلقات نقاشية تركز على الأغنية الساخرة في مصر وفلسطين والجزائر واليمن، إلى جانب حلقة ختامية تقدم خلاصات واقتراحات عما تمت مناقشته خلال البينالي، يدير هذا النشاط أكرم الريس. عروض أفلام وتفرد البينالي بتخصيص حيز لعروض أفلام تتناول الشأن الموسيقي. قد تكون في بعض الأحيان روائية، وثائقية أو تسجيلية، وفي أحيان أخرى حفلات موسيقية مصورة. وتتم معالجة هذه الأفلام ليس بالضرورة من الجانب السينمائي البحت، إنما من جانب التحليل الإتنوموسيقي. في هذه الدورة تم التركيز على أفلام تطرقت لدور الأغنية الساخرة في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية في المنطقة العربية. يرافق هذه العروض، نقاد باحثون أو مخرجون من مختلف أنحاء المنطقة العربية لتقديم آرائهم حول الموضوع والحوار مع الحضور. واحتفل البينالي بالفنان اللبناني عمر الزعني في تظاهرة بعنوان "رجع عا بيروت" وقدم سلسلة فواصل فيديو قصيرة منتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي. استطاعت التسجيلات السمعية القديمة للفنان عمر الزعني أن تنجو وتعبر من القرن الماضي إلى يومنا هذا، ولكن لم تتوفر مقاطع فيديو توثق نشاطه الفني ويومياته، ونظراً إلى قدرة أعماله على محاكاة التحديات الاجتماعية والسياسية للزمن الحاضر ومن ثم مخاطبة الجيل الجديد، استعانت المؤسسة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مستندة إلى بعض الصور من هنا ومن هناك، وإلى بعض الأبحاث والحكايات التي تدور حوله وحول أغانيه، لإعادة إحياء تراث هذا الفنان الساخر الملتزم بقضايا الشعب. حفلة موسيقية قدم الفنانون المقيمون في البينالي، حفلة موسيقية استناداً إلى الأغاني الساخرة في أرشيف مؤسسة "أمار"، بما في ذلك أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني وموسيقى "الشعبي" الجزائرية وآخرين. وبدت الحفلة نتيجة لإقامة فنية على مدار أسبوع، في مقر مؤسسة "أمار" في قرية قرنة الحمراء، وشارك فيها سبعة فنانين من لبنان والدول العربية، قاموا بتبادل المعلومات والخبرات والتجارب الموسيقية والبحث في أرشيف "أمار" عن الأغاني الساخرة ودراسة المخزون الموسيقي. من خلال هذا المسار التعاوني، أضاء الموسيقيون على أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني ولور دكاش وسهام رفقي وغيرهم من الأعلام. جرى الافتتاح الرسمي للبينالي في متحف سرسق – بيروت، بحضور حوالى 100 شخص من فنانين وباحثين ومهتمين. استهلت المؤسسة الحدث بكلمة ترحيبية من مديرة المشروع هبة الحاج فيلدر، أعقبتها كلمة من السفيرة النرويجية، ثم مداخلة ممثلة "آفاق". بعدها، تم تقديم عرض بصري متقن صُمم باستخدام الذكاء الاصطناعي، تناول أرشيف الفنان عمر الزعني، أحد رموز الأغنية الساخرة في لبنان. ثم أقيمت ندوة نقاشية ضمت الدكتورة ديانا عباني، الدكتور نادر سراج، والأب الدكتور بديع الحاج، تم خلالها استعراض نماذج الغنائية الساخرة من بلاد الشام بين عامي 1920 و1950، إضافة إلى خصائصها اللغوية والموسيقية مرفقة بعرض سمعي. ركز المتحدثون على أن هذا النوع من الأغاني هو شكل من أشكال المقاومة الثقافية و"كاريكاتير سمعي" يتجاوز الحدود الاستعمارية، ويعكس فضاء ثقافياً مشتركاً. بلاد الشام ومصر والجزائر قامت مؤسسة "أمار" بإطلاق إصدارها السمعي-البحثي الجديد حول "الأغنية الساخرة" في بلاد الشام بين 1920 و1950، ويتألف من كتيب يتناول جانباً نادراً من التراث الغنائي الساخر في بلاد الشام خلال فترة الانتدابين الفرنسي والبريطاني. ويضم الإصدار مجموعة مختارة من 78 أغنية نادرة عكست ردود فعل الناس على القضايا الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة، حيث تلتقي الروح الشعبية بالتوثيق التاريخي.أما ندوة "الأغنية الساخرة المصرية"، فجمعت بين البحث الأكاديمي والعرض الموسيقي التفاعلي. افتتحت الندوة بعرض مسجل قدمه الباحث الفرنسي فريدريك لاغرانج، المتخصص في الموسيقى المصرية في عصر النهضة، حيث أضاء من خلاله على تطور الأغنية الساخرة في مصر من منتصف القرن الـ19 حتى الثلاثينيات من القرن الـ20، وسياقاتها الاجتماعية والثقافية. أعقبه عرض تحليلي موسيقي قدمه طارق عبدالله، الباحث المصري المتخصص في آلة العود، تناول فيه مفهوم "التطريز الغنائي" وأنواع الفكاهة في الأغنية الساخرة منذ الأربعينيات حتى ميدان التحرير، مستخدماً أداء مباشراً على آلة العود لتوضيح المفاهيم بصورة غير تقليدية ولافتة.وشملت الندوة عرضاً لأعمال ساخرة لإسماعيل ياسين، الشيخ إمام، محمود عبدالعزيز وعلي الحجار، إلى جانب عرض فيلم وثائقي بعنوان الشيخ المغني لهيني سرور حول حياة الشيخ إمام ودوره في ترسيخ الأغنية الساخرة كأداة فنية مقاومة، وذلك بالتعاون مع نادي لكل الناس. وفي الندوة المخصصة للأغنية الفلسطينية، أبرز البرنامج تداخل الفن مع قضايا النضال، لا سيما في السياق الفلسطيني. وبينما تعذر حضور الباحث حازم جمجوم نتيجة ظرف طارئ، قامت منسقة البرنامج، هبة الحاج فلدر، بإلقاء محاضرتها نيابة عنه. كانت الكلمة تلخيصاً لندوة كان من المزمع أن يقدمها جمجوم بعنوان "فلسطين: قرن من الموسيقى والنضال"، التي كانت ستستعرض تحولات الأغنية الفلسطينية الساخرة والاحتجاجية في سياقاتها السياسية والتاريخية المختلفة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقدم البينالي ندوة بعنوان "الأغنية الساخرة في الجزائر – تاريخ وواقع". قدم الندوة الفنان والباحث في التراث الشعبي عبدالقادر بن دعماش، وحاوره الباحث الفرنسي جان لامبير، بدأت الندوة بعرض لتاريخ الثقافي وتنوعها عبر المناطق المختلفة في الجزائر، تخللها حديث عن تنوع الأنماط الموسيقية، من التراث الأندلسي، والموسيقى التقليدية الكلاسيكية، والموسيقى الفلكلورية البدوية، وصولاً إلى الأشواق (الموال) وغيرها من الأنماط التي تعكس غنى المشهد الثقافي الجزائري، مع التأكيد أن الأغنية الساخرة في الجزائر لم تكن مجرد شكل فني، بل أداة نضالية في مواجهة الاستعمار وتثبيت الهوية الوطنية. وتناول المحاضر تطور هذا الفن منذ بدايات القرن الماضي، حيث لعبت الأغنية الساخرة دوراً فاعلاً في معالجة كثير من القضايا والمواضيع، مثل أزمة الإفقار، الأزمات الاقتصادية، الواقع الاجتماعي، النضال ضد المستعمر، الظروف السياسية، وانتقاد السلطات، إضافة إلى دورها في إيقاظ الوعي والروح الوطنية. وقد تخلل الندوة عرض لنماذج سمعية مختارة من الأغاني الشعبية الساخرة التي شكّلت علامات بارزة في هذا السياق. اختتمت سلسلة الندوات الخاصة بـ"الأغاني الساخرة" ندوة عن اليمن. وقدم الباحث في علوم موسيقى الشعوب جان لامبير مداخلة تمحورت حول تجميع أولي ونادر لأرشيف الأغاني الساخرة الأقل شهرة في اليمن، بالتحديد تلك التي تناولت مواضيع سياسية واجتماعية، وظهرت في وقت مبكر مع بدايات التسجيلات الصوتية الأولى في عدن. حاوره أكرم الريس، العضو المؤسس في الهيئة الإدارية لـ"أمار". جاءت الجلسة تحت عنوان "من مقبرة الأناضول إلى حصاد الوطن"، في إشارة إلى المراحل التاريخية التي مر بها اليمن من المعارك ضد الإمبراطورية العثمانية إلى نهايات الاستعمار البريطاني. وهذا عبر عرض بصري مدعوم بأمثلة سمعية، سلطت الندوة الضوء على التأثير المباشر للمعارك والتحولات السياسية في الفن والموسيقى. كما أبرزت كيف تحول الغناء إلى وسيلة رمزية للتعبير عن الانتماء القومي، خصوصاً مع تصاعد الحركة القومية في خمسينيات القرن الماضي. وأكدت الندوة أهمية دراسة الأغاني الساخرة في عدن، ودورها بوصفها مرآة للذاكرة الجماعية للنضال السياسي والاجتماعي، مشيرة إلى ندرة الأبحاث في هذا الحقل وضرورة توثيقه أكاديمياً.

المدن
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- المدن
بينالي "الأغاني الساخرة": هويات جديدة تحاكي العصر الحديث
تنظم مؤسسة البحث والتوثيق في الموسيقى العربية "أمار"، الدورة الأولى من "بينالي أمار"، بدعم من الحكومة النروجية، والصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق في متحف سرسق، من 6 الى 11 أيار/مايو. ومحور البينالي هو "الأغاني الساخرة"، ودورها الريادي كأصوات صارخة في مقاربة التحديات السياسية على امتداد القرن الماضي. وذلك في محاولة لاستنهاض الذاكرة الجماعية العربية الثقافية والفنية، بما في ذلك أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني ولور دكاش، وسواهم، لا سيما من خلال الإصدار السمعي والبحثي الجديد للمؤسسة، تحت عنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920 – 1950"، بالاضافة الى ندوات وعروض أفلام وثائقية متخصصة، مع محاولة تقريب المسافة بين جيل الأمس وجيل اليوم المنجرف وراء السوشال ميديا، من خلال بث سلسلة فيديوهات خلال الأيام الخمسة، مُنتجة بالذكاء الإصطناعي. لمَ هذا البينالي عن "الأغاني الساخرة"؟ الإجابة تأتي في البيان الصادر عن المنظمين، والذي قرأته منسقة " البينالي" هبه الحاج فيلدير، في الإفتتاح، شرحت فيه "سبب اختيار هذا العنوان يعود إلى أمرين، الأول توثيقي وبحثي بحت، نظراً لندرة الدراسات المتوفرة حول الموضوع، ومصادفة وجود كمّ من التسجيلات القيمة حول الأغنية الساخرة لدى أرشيف أمار، أما السبب الثاني، وقد يكون الأهم، فهو احتمال تمازج صدى مضمون هذه الأغاني، الآتية من زمن مضى، مع واقعنا الحالي ومحاكاته". لنبدأ بالإصدار الجديد لمؤسسة "أمار" عن "الأغاني الساخرة". فهو كما يقول عضو الهيئة الإدارية في "أمار" أكرم الريس، لـ"المدن"، يتضمن "دراسات بحثية ثلاث، لكل من المؤرخة الدكتورة ديانا عباني، الباحث في العلوم الموسيقية الأب بديع الحاج، والباحث في التاريخ الإجتماعي الدكتور نادر سراج، إضافة الى رمز الإستجابة السريعة Qr code لمجموعة من أغاني ساخرة مختارة من 1920 الى 1950 تؤرخ تاريخ الأغنية الساخرة في منطقة بلاد الشام، أي لبنان وسوريا وفلسطين والأردن". ويشير الريس إلى أن هذا "الإصدار يندرج ضمن أنشطة مختلفة تصب في إطار التخصص الموسيقي ونهضة التراث الفني المتوارث منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر". يعتبر الريس اننا "انتقلنا في هذا البينالي من التراث المدني الكلاسيكي إلى تراث يواكب نوعاً ما يوميات الناس وشؤونهم وشجونهم، في قوالب مثل المونولوج، النشيد والطقطوقة"، موضحاً أنه "ليس بصدفة أن تتحول هذه الموسيقى وكلماتها الى ما يشبه مدونة حافلة بالمشاهدات للحياة اليومية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وصولاً الى عرض واقع المرأة وضرورة تحررها في عالم ذكوري، آملين أن يعمم هذا التراث على الجميع لنتعلم من حاضرنا ونستشرف لمستقبلنا". أما المؤرخة ديانا عباني، فتعتبر في دراسة عن "الأغاني الساخرة في بلاد الشام خلال الانتداب: الذاكرة، والمقاومة، والهوية"، أن فناني بلاد الشام من مختلف الطوائف والمناطق مثل عمر الزعني، وسلامة الأغواني، ولور دكاش، وعبد الغني الشيخ، وموسى حلمي، وإيليا بيضا، وغيرهم، سجلوا أغاني ساخرة ونقدية ساهمت في تشكيل هويات ثقافية وفنية مشتركة، (..) منتقدين بذلك الاستعمار تآكل القيم التقليدية، والتوتر بين الحفاظ على الهوية المحلية والسعي لتشكيل هويات جديدة تتماشى مع العصر الحديث". مواضيع الساعة تشدّد عباني على أن هؤلاء الفنانين "استخدموا السخرية واللغة العامية لانتقاد الاستعمار والنخب المتواطئة معه، إضافة إلى المجتمعات المتفرنجة، في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة، مع مناقشة أغانيهم قضايا رئيسية عديدة، من أبرزها موضوع تحرير المرأة وتأثيره في العائلة والمجتمع، بالإضافة إلى التغيرات في الأدوار الاجتماعية والصراعات الطبقية". وترى عباني أنه "في الوقت نفسه، قدمت هذه الأغاني نمطًا غنائيًا مدنيًا يتماشى مع التوقعات الاجتماعية الحديثة، لكن هذا النمط عزز في الواقع الأدوار التقليدية للرجولة والسلطة الأبوية، مما يعكس ترددًا في تجاوز القيود المجتمعية التقليدية". وتشير الى أنه "بينما كانت تدعو إلى التمدّن والتقدّم، فقد كانت أيضًا تكرس القيم التقليدية والأبوية، التي تحصر المرأة في أدوار معينة، في الوقت الذي شكلت فيه بديلاً حضاريًا للأشكال الموسيقية النسائية التقليدية مثل الطقاطيق والقدود، التي كانت تُعتبر أكثر تحررًا وأحيانًا فاحشة". مساحة تعبيرية أما الباحث في التاريخ الإجتماعي، نادر سراج، فقد تطرق في الدراسة اللسانية المُعالِجة إلى "الشواهد على ظروف احتكاك اللهجات الشعبية بتباشير الحداثة، وتداخل الفصحى مع العامية، وتأثر لسان الضاد بتدفق المقترضات وتزايد الاقتباسات الغربية، بما فيها تلك النفعية للاحتياجات التواصلية المستجدّة". يقول سراج: "من قلب الأسواق حيث تتزاحم الأقدام، ومن الشوارع ولّادة نداءات الباعة المرصّعة بمجازات غاية في الطرافة، إلى المسارح والإذاعات، وسائط التواصل الجماهيري، انتشرت أعمال فنانين مبدعين أثروا الفضاء "الشامي" بأعمالهم، مثل: عمر الزعنّي، وسلامة الأغواني، ونوح إبراهيم، وإيليا بيضا، لتصبح جزءًا من المشهد النقدي والاجتماعي العربي يومذاك". "عبر تحليل لغوي واجتماعي"، بحسب سراج، "مُدعّم بتقنية تحليل الخطاب، تستكشف هذه الدراسة التطبيقية، كيف تحولت الموسيقى إلى مساحة تعبيرية رحبة لصياغة لغة الاحتجاج والانتقاد البنّاء، من خلال تفكيك التفاوتات الطبقية، وتسليط الضوء على الأزمات الاقتصادية، وانتقاد التغريب في أنماط الحياة، وصولًا إلى سوء فهم مفردات لهجية تُتداول في ممارسات يومية، وتعود لبيئات عربية غير شامية (مصرية)". الغرب والشرق أما الباحث في العلوم الموسيقية، الأب بديع الحاج، فيذكر ان "الأغاني الساخرة تعتمد في كثير من الأحيان على مرافقة موسيقيّة جماعية تعزف الجملة الموسيقيّة نفسها من دون توزيع معقّد، مما يساهم في إبراز وضوح النصوص وكلمات الأغاني"، موضحاً أن "الأداء الغنائيّ يعتمد في الأغاني الساخرة على تقنيّات مثل تحوير الصوت، والإلقاء المسرحيّ، وإدخال الكلمات المحكيّة حتّى المبتذلة منها". يقول الحاج: "على سبيل المثال، يوظّف سلامة الإغواني هذه الأساليب في أغنية "كلّ الحق على الداية"، حيث يُستخدم الأداء الموسيقي لمواكبة الكلمة الساخرة، فيما تأتي بعض الألحان بأسلوب قريب من أغاني الأطفال، كما هو الحال في "شو عملنالك يا نونو"، مما يعزّز التناقض بين اللحن البريء والمعنى النقديّ". ويذكر ان استخدام مقامات مألوفة "يساعد في تعزيز التفاعل العاطفيّ مع الجمهور، كما في أغنية "يا توت الشام" لعمر الزعني، حيث يعكس الإنتقال بين المقامات تصاعد حدّة الإنتقاد". ويتوقف الحاج "عند التأثيرات الغربية والمصرية في الأغاني الساخرة، متخذاً على سبيل المثال أغنية "سباق الخيل" لعمر الزعني، التي توظف ألحانًا وتقنيّات غنائيّة غربيّة بأسلوب ساخر لإبراز المفارقات الإجتماعيّة"، إضافة إلى أن "الموسيقى المصريّة تركت بصمتها في هذه الأغاني، حيث تأثّر الفنّانون الشاميّون بأعمال سيّد درويش ومحمّد عبد الوهاب، وهو ما يظهر في استخدام اللهجة المصريّة في بعض الأغاني، كما هو الحال في "وقّف خدني بأتوموبيلك". الذكاء الإصطناعي وقُبيل الندوة، بُث فيديو صُنع بالذكاء الإصطناعي، يظهر عمر الزعني متنقلاً في أرجاء متحف سرسق وهو يغني لآل سرسق مع مجموعة من الجيل الشباب، الذي جاؤوا خصيصاً، لرؤية المكان والتجوال فيه وملاقاة الزعني. وإذ تفاوتت الآراء في القاعة بين مؤيدي الفيديو ومنتقديه، علّقت منسقة "البينالي" هبه الحاج فيلدير أننا "لا نروج للذكاء الاصطناعي، بل هو فعلياً أداة من أدوات بين أيدينا"، مشيرة إلى أننا "بالتقنية نقارب هذه الشخصية، نحن ننتقل من عالم كلاسيكي إلى شيء عصري ومعاصر وهو أسلوب لمحاكاة الجيل الناشىء وهذا أمر مهم للغاية". يذكر أن بينالي "أمار"

المدن
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- المدن
"محاولة لتهدئة بحر الغضب" لمحمد العبدالله...اختصار أحوالنا
على هامش ندوات "الأغاني الساخرة" التي تنظمها "مؤسسة أمار" في قصر سرسق في الأشرفية - بيروت، يمكن الحديث في لبنان عن تيمات كوميدية تهكمية لغوية كثيرة في هذا المجال، من حنكشيات الزحلاوي نجيب حنكش الذي وُصف بـ"إبتسامة ساخرة تمشي على قدمين"، إلى"تفتت اللغة" في طقاطيق "شيخ الملحنين" فيلمون وهبي، إلى زجليات البيروتي عمر الزعني ودبابيسه الانتقادية. ومن يوميات شوشو المسرحية الذي "هزمته الديون والرقابة"، إلى تدمير الكلام في معجم زياد الرحباني "المتمرّد الذي غنى لغة الشارع"، وحتى بعض أغاني مارسيل خليفة في "الليلة بدي خلي الكاس"، وهوارة العاقوري الجبيلي الراحل، آلان مرعب، وحدية طبيب الأسنان مخول قصوف "في "مثقفون نون". وصولاً إلى السخرية في الزجل ككل، وفي شعر الأخوانيات الذي طالما تبناه الشعراء في المقاهي وفي أحاديثهم الشفوية، لكنهم عزلوه في ارشيفهم، رغم دعوة شوقي بزيع في إحدى مقالاته إلى اطلاق سراح هذا النوع من الشعر، لكن الإصدرات بقيت محدودة في تجارب لطارق آل ناصرالدين وناجي بيضون. وكي لا يطول الكلام حول الأغاني الساخرة، سأختصر الحديث في أغنية واحدة، غير متداولة كثيراً في الاذاعات ومحطات التلفزة. وربما كانت تحتاج لحناً آخر لإيصالها، وهي معبّرة عن أحوال لبنان وفلسطين وسوريا والعراق. إذ يُروى، والله أعلم، أنّ الشاعر اللبناني الخيامي، رفيق سهراتنا في شارع الحمرا، الراحل محمد العبد الله، صاحب "رسائل الوحشة" و"حبيبتي الدولة" التي هي "رهاننا الوحيد مهما كان ضعيفاً" و"هي المشكلة وهي الحل"، كان في مدينة صور الساحلية الجنوبية، يبتاع من "فلافل بوّاب" في أواخر أيّام الحرب الأهلية. ركله أحدهم وتبيّن أنّه عنصر في إحدى التنظيمات المسيطرة والمهيمنة في ذلك الزمان، أو مسؤول فيها وربما ما زال. فكتب العبدالله قصيدة عنونها "محاولة لتهدئة بحر الغضب"، غناها في ما بعد الفنان اليساري الجبيلي، سامي حواط، وتقول كلماتها: أحد الإخوان، وأنا أبتاع رغيف فلافل من ذاك الدكان، لم يعجبه أمرٌ، لا أعرفه، فيّ، فيدايَ كأيدي الناسْ وكذلكَ رجلاي وعيناي وأيضًا لا أختلفُ حذاءً ولباسْ أحد الإخوان ... لبطني وأنا إن قيس الإنسان بهامته سأساوي بالنسبة للأخّ اثنينْ أو قيس الإنسان بفكرته سأساوي ألفينْ أو قيس الإنسان برقّته شجاعته سأساوي مليونينْ قلتُ: ألقّن هذا الحيوانْ درسًا لا ينساهْ فأضربه كفينْ على رقبته وقفاهْ ولكن حين علمت بأن الأخّ اللابط أعلاهْ من زلم السلطانْ أحجمتُ لأنّي تعبانْ قسمًا بعليّ والعباسْ قسمًا بجميع القديسينْ أنا تعبانْ قسمًا بصلاحِ الدينْ وحطينْ وجميعِ الجبهات لتحريرِ فلسطينْ أنا تعبانْ قسمًا بالنور المقطوعْ وبالماء المقطوعْ وبالبنزينْ وبالأفرانْ ومصرف لبنانْ أنا تعبانْ وإن شئتمْ قرفانْ وان شئتمْ كسلانٌ وجبانْ وكانت الأغنية تتضمن عبارة "وجودت فخر الدين"(الشاعر)، الذي اعترض على هذا النوع من المزاح، رغم أنه يكتب شعر الإخوانيات، فحذفت من الأغنية ومن النص المنشور ضمن "أعمال الكتابة". والحال إن القصيدة أو الأغنية التي يجازف فيها "باللغة إلى حدود التخلي الكامل عن جماليتها"(شوقي بزيع) بسبب أنه استخدم فعل "لبط"، تختصر أحوال لبنان وشجونه وسياساته وسلوكيات زعرانه وسلطانه. تختصر أحوال الكتابة الساخرة التي أبدع محمد العبدالله فيها، بنصوصه الجامعة بين التهكم والسخرية والمرارة والمرح واللعب والجد والذات والمكان والحكاية والفلسفة، سواء حين وصف الفروج المشوي في الشواية، أو سيارة اللادا الروسية بتقنيتها المتخلّفة، أو جلسات الأكل والكبة النية والحشيش، أو علاقته بالحرب الأهلية وتنقله من مكان إلى آخر في أوقات اشتعالها. وتختصر الأغنية نظام العناصر "غير المنضبطة" ونظام الأهالي ونظام الأمر الواقع وانماط التفكير المهيمنة، وواقع الحروب المتكررة والجبهات والأذرع الاقليمية وأطماع العدو وشراسته. إنها تختصر أحوال المتعبين، التي انتهت إلى اللامبالاة في أهوال الكوارث.


اليمن الآن
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- اليمن الآن
أول «طائرة حفلات» في الشرق الأوسط تستعد للإقلاع
وكالات ستنطلق 'طائرة حفلات' تحمل منسقي أغان من دبي إلى مهرجان إلكتروني في مصر هذا الصيف، وهي أول رحلة من نوعها في الشرق الأوسط. وتعكس هذه المبادرة توجهًا متناميًا في الشرق الأوسط، حيث يتم الارتقاء بالترفيه والسياحة إلى تجارب أسلوب حياة راقية. وتُعدّ هذه المبادرة جزءًا من جهود إقليمية أوسع نطاقًا لتنويع الاقتصادات المعتمدة على الطاقة، لاسيما في منطقة الخليج، من خلال الاستثمار في القوة الناعمة الثقافية وعروض الترفيه المتميزة التي تستهدف كلًا من النخبة في الشرق الأوسط والمسافرين العالميين. كما تُسلّط الضوء على التنوع الثقافي في منطقة تتجلى فيها المواقف الأكثر ليبرالية بوضوح، تمامًا كما هو الحال مع مواقف المؤمنين باتباع أساليب حياة أكثر تقشفًا. وستضم رحلة الطيران العارض الحصرية ذات الاتجاه الواحد، والمعروفة باسم 'آيربوكس دبي'، منسقي أغان مباشرين طوال الرحلة، وتعتبر حفلة تمهيدية لحاملي تذاكر مهرجان ساندبوكس. وتبدأ أسعار باقات الرحلات الجوية من 579 دولارًا أميركيًا. وتقف وراء مهرجان آيربوكس دبي شركة مويز ريكوردز، وهي شركة تسجيلات موسيقية عالمية، نشأت في الإمارات العربية المتحدة وأُطلقت عام 2024، بالشراكة مع مهرجان ساندبوكس، وهو مهرجان سنوي للموسيقى الإلكترونية يُقام في منتجع الجونة الشاطئي الفاخر في مصر. وتُشغّل الرحلة شركة إسكيب كود، وهي خدمة سفر فاخرة مقرها مصر. ولم يُكشف بعد عن نوع الطائرة أو سعتها. ويجذب مهرجان البحر الأحمر، الذي تنظمه شركة ناسيل لتنظيم الفعاليات ومقرها القاهرة، حشودًا عالمية لمدة ثلاثة أيام من الموسيقى والفن. وعلق أحد مستخدمي إنستغرام قائلا 'لا بد أن أحد أعضاء المهرجان قد اكتشف 'سول بلين'،' في إشارة إلى الفيلم الكوميدي لعام 2004 من بطولة كيفن هارت، والذي يُحاكي حفلات الطيران الصاخبة والمبالغ فيها. وطالب مستخدمون آخرون بتجربة مماثلة للانطلاق من الرياض، المملكة العربية السعودية. وقد انطلقت تجارب مماثلة لرحلات الحفلات في أوروبا، وأبرزها طائرة 'أمار' من مهرجان تومورولاند. تم تشغيل الطائرة بالشراكة مع خطوط بروكسل الجوية، وتميزت بإضاءة خاصة وموسيقى ذات طابع خاص. كما عزف منسقو أغان على متن الرحلات المتجهة إلى إيبيزا من بريطانيا.