logo
#

أحدث الأخبار مع #أنبيسي،

بالفيديو- بعد سؤاله عن الطائرة القطرية... ترامب يطرد مراسلاً من المكتب البيضوي: "أنتَ صحافيّ سيّئ"
بالفيديو- بعد سؤاله عن الطائرة القطرية... ترامب يطرد مراسلاً من المكتب البيضوي: "أنتَ صحافيّ سيّئ"

النهار

timeمنذ 14 ساعات

  • سياسة
  • النهار

بالفيديو- بعد سؤاله عن الطائرة القطرية... ترامب يطرد مراسلاً من المكتب البيضوي: "أنتَ صحافيّ سيّئ"

لا تزال قضية الطائرة القطرية تتفاعل في الولايات المتحدة وتُثير تساؤلات الرأي العام والصحافيين، خصوصاً بعدما وافق البنتاغون على الهدية القطرية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وخلال استقباله رئيس جنوب أفريقيا في المكتب البيضوي، أبدى ترامب انزعاجه من أحد المراسلين عند سؤاله عن التقارير حول قبول الولايات المتحدة الطائرة القطرية. وقاطع ترامب مراسل شبكة "أن بي سي" قائلاً: "ما الذي تتحدث عنه؟... أتعلم؟ عليكَ الخروج من هنا. ما علاقة هذا بالطائرة القطرية؟". وبعدما أشار ترامب بطرد المراسل من المكتب البيضوي، وصف منح قطر طائرة رئاسية لأميركا بـ"الأمر العظيم". — Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) May 22, 2025 ثمّ وجّه ترامب إهانة للمراسل وهاجم براين روبرتس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "كومكاست كوربوريشن"، التي تملك قناة "أن بي سي"، وقال للمراسل: "أنتَ صحافيّ سيّئ للغاية". وأمس الأربعاء، أعلن البنتاغون موافقة وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسث، على طائرة "بوينغ 747" مقدّمة من قطر سيستخدمها الرئيس، دونالد ترامب، وذلك بمجرد أن تقوم وزارة الدفاع بتحديثها بتدابير "أمنية مناسبة".

حين يتعثر السلام: ترمب وظلال الرؤساء السابقين
حين يتعثر السلام: ترمب وظلال الرؤساء السابقين

Independent عربية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

حين يتعثر السلام: ترمب وظلال الرؤساء السابقين

حتى الآن لم ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في صنع السلام الذي تعهده بين روسيا وأوكرانيا، وبدت إدارته محبطة من عدم قبول الطرفين المتحاربين بخطة ترمب لإحلال السلام، وهو ما يثير تساؤلات عن سبب تعثره في الوساطة، بينما نجح رؤساء أميركيون سابقون مثل ثيودور روزفلت في إنهاء الحرب الروسية - اليابانية عام 1905، وجيمي كارتر في إحلال السلام بين مصر وإسرائيل باتفاق "كامب ديفيد" عام 1978، وبيل كلينتون في إنهاء الحروب التي اندلعت بسبب تفكك يوغوسلافيا عبر اتفاقات "دايتون" عام 1995، وفي تحقيق السلام في إيرلندا الشمالية عام 1998، فلماذا نجح هؤلاء وتعثر ترمب؟ وما شروط الوساطة الناجحة؟ وهل يمكن لترمب أن يتعلم من دروس التاريخ أم يفضل نهج الواقعية السياسية التي اتبعها ريتشارد نيكسون ومستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته هنري كيسنجر؟ اعتراف بالفشل طوال حملته الرئاسية لعام 2024 جعل ترمب الحل الدبلوماسي للحرب الأوكرانية - الروسية أولوية قصوى، مشيراً إلى قدرته على إحلال السلام في غضون 24 ساعة، وحتى قبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، بصفته رئيساً منتخباً، عين مبعوثين وأجرى مناقشات تمهيدية مع مجموعة من القادة، وحين وصل إلى السلطة تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتقى مرتين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأدلى بتصريحات علنية متكررة حول الحرب. لكنه في النهاية وبعد توقيع اتفاق المعادن الذي طال انتظاره مع كييف، اعترف الرئيس ترمب في حديث لبرنامج "واجه الصحافة" على شبكة "أن بي سي"، أنه قد لا يكون من الممكن للولايات المتحدة التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما يعد اعترافاً بالفشل، لكن المؤكد حتى الآن أن جهود الوساطة الأميركية بين الطرفين المتحاربين لم يدرها ترمب بالطريقة التي أدارها رؤساء أميركيون في الماضي حينما لعبوا دور الوسيط في النزاعات الخارجية، فحققوا نجاحات عدة، مع بعض الإخفاقات، ويشير التاريخ إلى طبيعة الجهود الرئاسية والدبلوماسية التي اضطلعت بها الولايات المتحدة منذ بدايات القرن الـ 20 وحتى الآن، وفي ما يلي إضاءة على أبرز هذه الجهود وعوامل النجاح التي رافقتها. إنهاء الحرب الروسية - اليابانية اندلعت الحرب الروسية - اليابانية في عامي 1904 و1905 بين روسيا القيصرية، القوة الدولية التي كانت آنذاك تمتلك أحد أكبر الجيوش في العالم، واليابان، القوة الصغيرة الناشئة التي خرجت لتوها من عزلة دامت قرنين ونصف القرن، حيث كانت كل منهما تسعى إلى نفوذ أكبر في آسيا، وخاضت الدولتان المتحاربتان معاركهما على أراضي دولتين محايدتين هما الصين وكوريا، عندما أطلق اليابانيون النار على الروس في بورت أرثر بإقليم منشوريا. شهد هذا الصراع أعظم معارك التاريخ قبيل الحرب العالمية الثانية من حيث عدد القوات والسفن، إذ كانت أول حرب حديثة يستخدم فيها تليغراف، والهاتف، والرشاشات، والأسلاك الشائكة، وقذائف النجوم المضيئة، وحقول الألغام، والطوربيدات المتطورة، والبوارج المدرعة، ولولا ضبط النفس العسكري الذي أبدته الدول الأوروبية الأخرى، ودبلوماسية الولايات المتحدة الناجحة، لكانت الحرب امتدت لتعجل بموعد الحرب العالمية الأولى. حافظ اليابانيون على تفوقهم العسكري طوال الصراع، لكن روسيا وعلى رغم تمزقها بالصراعات الأهلية، لم تتوقف عن القتال، ونظراً إلى افتقار اليابان للموارد المالية لمواصلة الحرب، طلبت من الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت التوسط من أجل السلام، ووافق الطرفان. فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب بين روسيا واليابان عبر معاهدة "بورتسموث" (مكتبة الكونغرس) جهود ثيودور روزفلت دعا روزفلت الكونت الروسي سيرغي ويت والبارون الياباني جوتارو كومورا إلى الولايات المتحدة لبدء الدبلوماسية الشخصية التي فضلها، وبمجرد وصولهما مع وفديهما، توجه المفاوضون إلى حوض بناء السفن التابع للبحرية الأميركية في بورتسموث بولاية ماين، ثم انتقلوا إلى اليخت الرئاسي الخاص به "ماي فلاور" مع ترحيب وكرم ضيافة أسهمت في إضفاء طابع إنساني لكسر الجمود في المفاوضات، وفي النهاية، وبفضل مهارة روزفلت التفاوضية، اتفق الجانبان على أن تتنازل روسيا عن أي حقوق في بورت أرثر والنصف الجنوبي من جزيرة سخالين، لكنها لن تدفع تعويضات لليابان، وتعهد الجانبان الانسحاب من منشوريا. شعرت اليابان بأنها المنتصرة في الحرب، واعتقدت أنه كان ينبغي أن تكسب أكثر في السلام، كما شعرت روسيا بأنها منعت اليابان من احتلال منشوريا، وكان هدف روزفلت هو خلق توازن في القوى بين الإمبراطوريتين، وهو ما يعتقد معظم المؤرخين أنه نجح في ذلك، كما رفعت جهود روزفلت الولايات المتحدة إلى مكانة أعلى في الشؤون العالمية، إذ فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب عبر معاهدة "بورتسموث"، الموقعة في الخامس من سبتمبر (أيلول) 1905، ومثلت هذه الجهود بداية دور الرئيس الأميركي كزعيم عالمي. أعظم نجاحات جيمي كارتر تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد" (رويترز) أعظم نجاح لجيمي كارتر على رغم انتكاسات الرئيس جيمي كارتر العديدة خلال دورته الرئاسية الوحيدة (1977-1981) فإن أعظم نجاحاته تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد"، وهي إطار السلام الذي تم التفاوض عليه عام 1978 بين إسرائيل ومصر بعد عقود من الصراع، وفي حين لم يفز كارتر بجائزة "نوبل" نتيجة هذا الإنجاز، بينما نالها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، إلا أنها ظلت علامة مضيئة في سجله التاريخي، وشكلت نقطة البداية لسعيه الحثيث بعد خروجه من البيت الأبيض لتحقيق السلام وحلحلة النزاعات الدولية، والذي مكنه بعد ذلك من نيل جائزة "نوبل" عام 2002. جاءت نقطة الانطلاق لكارتر عندما انتظم في دبلوماسية شخصية مكثفة في "كامب ديفيد"، حيث عزل نفسه مع السادات وبيغن لمدة 13 يوماً، ولإتمام الصفقة، اضطر كارتر إلى التنقل بين الطرفين حاملاً المواقف المتبادلة ساعياً إلى الحلول، وفي مرحلة ما، اضطر إلى توجيه نداء محموم إلى السادات بعدم مغادرة "كامب ديفيد" بسبب تعنت مناحيم بيغن، وتمكن كارتر في النهاية من تحقيق أول سلام بين أول دولة عربية وإسرائيل، والذي كان حجر الأساس لما أعقب ذلك من اتفاقات سلام في المنطقة. كلينتون واتفاقات "دايتون" اتسعت جهود الرئيس بيل كلينتون للوساطة الدبلوماسية لإحلال السلام بين الخصوم ثلاث مرات خلال دورتيه الرئاسيتين (1993-2001)، حيث نجح في محاولتين وباءت الثالثة بالفشل في اللحظات الأخيرة في خروجه من البيت الأبيض. كانت اتفاقات "دايتون" في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995 بقاعدة رايت باترسون الجوية بولاية أوهايو هي خط النهاية للحروب التي اندلعت بين 1992 و1995 في البوسنة والهرسك بين الصرب والكروات والمسلمين بسبب تفكك يوغوسلافيا السابقة، ولم تكن الجهود الأميركية تحت رئاسة كلينتون لتنجح لولا الضغط الأميركي الواضح الذي دفع الأطراف إلى هذه النتيجة. منذ البداية آمنت إدارة كلينتون من خلال وزير الخارجية وارين كريستوفر ونائبه ريتشارد هولبروك بأن السبيل الوحيد لإحلال السلام في البلقان هو من خلال مزيج معقد من القيادة الأميركية، والدبلوماسية القسرية أحياناً والإبداعية أحياناً أخرى، والاستعداد لاستخدام القوة، عند الضرورة، واستخدام سياسة الضغط والتملق والتهديد في مسعاها لوقف القتل والتوصل إلى اتفاق سلام. ومن خلال المفاوضات الماراثونية التي استمرت أشهراً عدة، أعادت الولايات المتحدة، تأكيد سلطتها الأخلاقية وقيادتها، وأنهت أسوأ حرب في أوروبا منذ أكثر من نصف قرن بعدما خلفت 200 ألف قتيل وأجبرت مليوني شخص على النزوح من ديارهم. إنهاء صراع إيرلندا الشمالية توسط كلينتون أيضاً عبر مبعوثه السيناتور الأميركي وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ جورج ميتشل في اتفاق بين الحكومة البريطانية وجمهورية إيرلندا والفصائل المتحاربة في إيرلندا الشمالية، حيث تم توقيع اتفاق "بلفاست"، المعروف أكثر باسم اتفاق "الجمعة العظيمة" في الـ10 من أبريل (نيسان) 1998، والذي أنهى أعمال العنف والاضطرابات الدموية التي استمرت 30 عاماً وأدت إلى مقتل 3532 شخصاً. وأرسى الاتفاق إجماعاً بين مختلف الطوائف حول السلام ورسم مستقبل المنطقة، بعدما انغمست إيرلندا الشمالية منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، في صراع عنيف بين الجمهوريين (وغالبيتهم من الكاثوليك) الذين أرادوا أن تصبح المقاطعة جزءاً من إيرلندا الموحدة، والاتحاديين (وغالبيتهم من البروتستانت) الذين أرادوا بقاءها ضمن المملكة المتحدة. وفي حين لم يكن تدخل كلينتون في حل قضية إيرلندا الشمالية على المستوى الشخصي، إلا أنه وضع شروط التسوية مبكراً عندما وافق على منح زعيم الحزب الجمهوري الإيرلندي جيري آدامز تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة على عكس رغبة بريطانيا ومستشاري كلينتون أنفسهم. وعندما زار كلينتون بلفاست لإضاءة شجرة عيد الميلاد عام 1995، جمع قادة من الكاثوليك ملتزمين توحيد إيرلندا وقادة من البروتستانت موالين لبريطانيا، كما أسهمت السيدة الأولى هيلاري كلينتون من خلال لقائها منظمات نسائية إيرلندية من كلا الجانبين، وهو ما عكس اهتمامه الشخصي بالحل السلمي للقضية. فشل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين امتدت جهود كلينتون للتوصل إلى اتفاق بين رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" الراحل ياسر عرفات ورؤساء الوزراء الإسرائيليين المتعاقبين طوال فترة رئاسته التي استمرت ثمانية أعوام، وتضمنت في كثير من الأحيان لقاءات شخصية وزيارات متبادلة ومفاوضات، لكنها مثلت في النهاية أكبر إحباطات كلينتون الذي ألقى باللوم في هذا الفشل على تراجع الزعيم الفلسطيني عرفات عن الاتفاق في "كامب ديفيد" بعد جهود حثيثة ضمت أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك عام 2000، حيث انهارت المحادثات، التي كانت تهدف إلى حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه، قبل ستة أسابيع فقط من انتهاء ولاية كلينتون الثانية. كان الخلاف يتعلق بالقدس الشرقية بما فيها الحرم القدسي، حيث أصر إيهود باراك على السيادة الإسرائيلية على المنطقة بأكملها، مع إمكان منح الفلسطينيين وصاية، في حين طالب عرفات بالسيادة الفلسطينية الكاملة على الحرم القدسي، وفيما حاول بيل كلينتون التوسط بين الجانبين، فشلت المفاوضات في النهاية بسبب الجمود حول وضع القدس، وتحديداً الحرم القدسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قواسم مشتركة وعلى رغم أن هذه الأمثلة تضمنت قيادة وتدخلاً رئاسيين، فإنها لم تتبع نموذجاً واحداً، ومع ذلك فإن هناك بعض القواسم المشتركة كما يشير المتخصص في مجال السياسة العامة في جامعة "تينيسي" أندرو بوش، منها ما يلي: أولاً: عندما كان الأمر يتعلق بقضايا حساسة تتعلق بحيازة الأراضي أو السيطرة عليها، كان تركيز المفاوضين، بمن فيهم الرئيس أحياناً، ينصب على العلاقات الشخصية والخصوصية في هذه العملية لتجاوز الصعاب. ثانياً: غالباً ما كانت الوساطات الناجحة تتحقق عندما كانت الولايات المتحدة محايدة، كما في مفاوضات "بورتسموث" بين روسيا واليابان، أو ودودة تجاه كلا الطرفين كما في مفاوضات "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، وكذلك في اتفاق "الجمعة العظيمة" الخاصة بالصراع في إيرلندا الشمالية، على رغم أن اتفاق "دايتون" كان استثناءً لأن الولايات المتحدة كانت معادية تماماً للصرب. ثالثاً: إن مفاوضات السلام اتسمت غالباً بالسرية، حيث كان المفاوضون يتناقشون ويوازنون المكاسب والخسائر والخطوط الحمراء بعيداً من تأثيرات وضغوط القوى الأخرى، سواء الداخلية في بلدانهم أو الخارجية في المحيط العالمي، وهو أمر ضروري لضمان نجاح المفاوضات حتى نهايتها المنشودة. ترمب على النقيض لكن على النقيض من هذه القواسم المشتركة، حاول الرئيس ترمب في حرب أوكرانيا التوسط في صراع كثيراً ما دعمت فيه الولايات المتحدة طرفاً ضد الآخر بقوة وحزم، وحينما سعى لمحاولة إظهار التوازن، قدم مقترحاته علناً في انتهاك واضح لقاعدة "لا مفاوضات علنية"، وبدلاً من الامتثال إلى القاعدة الثانية وهي "لا وساطة من دون حياد"، اعتبر الأوكرانيون أن مقترحاته منحازة ضدهم، وبذلك يكون ترمب قد محا إلى حد كبير صورة الولايات المتحدة كمؤيدة لأوكرانيا. أدت هذه الاستراتيجية المثيرة للجدل والمحفوفة بالأخطار إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، وكلفت إدارة ترمب رأس مالها المعنوي في السعي لتحقيق سلام غير مؤكد. الواقعية السياسية تدير إدارة ترمب استراتيجية تعرف باسم "الواقعية السياسية"، فالولايات المتحدة ليست مستعدة للمخاطرة بحرب أوسع نطاقاً مع روسيا بأي مستوى من التدخل قد يدفع واشنطن وحلفاءها في صراع عسكري مباشر مع موسكو، مما يخاطر بتصعيد المعارك إلى حرب نووية، وهو ما يجد كثر من صناع السياسة والخبراء في واشنطن صعوبة في تقبلها. وتشير السياسة الواقعية وفقاً للمتخصص في العلاقات الدولية في كلية "دورنسيف" بجامعة "جنوب كاليفورنيا" جيفري فيلدز، إلى فلسفة الدول في اتباع سياسات خارجية تعزز مصالحها الوطنية، حتى على حساب القيم الليبرالية الجوهرية سعياً وراء مصالحها الخارجية، وهي سياسة اتبعها الرئيس ريتشارد نيكسون، بتوجيه من مستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته لاحقاً هنري كيسنجر، حين أطلق الرجلان أحداثاً أدت إلى تطبيع العلاقات مع الصين، وتخلى نيكسون بمقتضاها عن ميوله المناهضة للشيوعية لمصلحة نهج كان يأمل في أن يعزز وضع وقيادة الولايات المتحدة في نهاية المطاف. وبحسب كيسنجر، لا يمكن إدارة السياسة الخارجية من دون أخذ الظروف الموضوعية في الاعتبار لأن التعامل مع مصير الأمم دون النظر إلى الظروف التي تواجهها هو هرب من الواقع، بالتالي لم تقتصر الواقعية السياسية في سبعينيات القرن الماضي على محاولة دق إسفين بين الصين والاتحاد السوفياتي، بل امتدت إلى دعم أوغستو بينوشيه، منتهك حقوق الإنسان في تشيلي خلال فترة كيسنجر، وحتى بعد كيسنجر، ظلت الواقعية السياسية تعني للسياسيين في الولايات المتحدة دعم الديكتاتوريين اليمينيين المناهضين للشيوعية في أميركا الوسطى خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. واقعية ضبط النفس ومع وصول ترمب إلى البيت الأبيض أصبحت الواقعية السياسية في السياسة الخارجية الأميركية تعني ضبط النفس في أوكرانيا، إذ إن المواجهة المباشرة مع روسيا ليست في مصلحة الولايات المتحدة، والقيمة الاستراتيجية لأوكرانيا محدودة باستثناء ما يتعلق بصفقة المعادن الأخيرة، ومن غير المتوقع أن تغير الحرب التي قتل فيها مئات، إن لم يكن آلاف المدنيين الأوكرانيين، موقف الولايات المتحدة، لأن أخطار التصعيد مرتفعة للغاية، بسبب خشية التصعيد النووي، لأن الولايات المتحدة تتفوق بكثير على روسيا من حيث القوات التقليدية مما يمكن أن يدفع روسيا لاستخدام قوتها النووية. ومن دون مشاركة الولايات المتحدة وحلف "الناتو" عسكرياً في الحرب، اتخذت إدارة ترمب نهجهاً بمحاولة إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات وقبول بعض الشروط التي تريدها روسيا في أي اتفاق سلام بما في ذلك أن تكون أوكرانيا ذات حدود إقليمية مختلفة وعلاقة أمنية مع روسيا لا تروق لها تماماً. قد يصعب على البعض، سواء داخل أوكرانيا أو خارجها تقبل طرح إدارة ترمب، كما تمسك الرئيس الروسي بوتين بموقفه ظناً منه أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الاستمرار في دعم أوكرانيا إلى الأبد، لكن مهماً كان مقدار الواقعية السياسية في حقبة تاريخية سيطر عليها كيسنجر، فإنها كانت ولا تزال حاضرة في السياسة الخارجية الأميركية المعاصرة.

هل يستفيد ترمب من تجارب الرؤساء السابقين في صنع السلام؟
هل يستفيد ترمب من تجارب الرؤساء السابقين في صنع السلام؟

Independent عربية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

هل يستفيد ترمب من تجارب الرؤساء السابقين في صنع السلام؟

حتى الآن لم ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في صنع السلام الذي تعهده بين روسيا وأوكرانيا، وبدت إدارته محبطة من عدم قبول الطرفين المتحاربين بخطة ترمب لإحلال السلام، وهو ما يثير تساؤلات عن سبب تعثره في الوساطة، بينما نجح رؤساء أميركيون سابقون مثل ثيودور روزفلت في إنهاء الحرب الروسية - اليابانية عام 1905، وجيمي كارتر في إحلال السلام بين مصر وإسرائيل باتفاق "كامب ديفيد" عام 1978، وبيل كلينتون في إنهاء الحروب التي اندلعت بسبب تفكك يوغوسلافيا عبر اتفاقات "دايتون" عام 1995، وفي تحقيق السلام في إيرلندا الشمالية عام 1998، فلماذا نجح هؤلاء وتعثر ترمب؟ وما شروط الوساطة الناجحة؟ وهل يمكن لترمب أن يتعلم من دروس التاريخ أم يفضل نهج الواقعية السياسية التي اتبعها ريتشارد نيكسون ومستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته هنري كيسنجر؟ اعتراف بالفشل طوال حملته الرئاسية لعام 2024 جعل ترمب الحل الدبلوماسي للحرب الأوكرانية - الروسية أولوية قصوى، مشيراً إلى قدرته على إحلال السلام في غضون 24 ساعة، وحتى قبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، بصفته رئيساً منتخباً، عين مبعوثين وأجرى مناقشات تمهيدية مع مجموعة من القادة، وحين وصل إلى السلطة تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتقى مرتين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأدلى بتصريحات علنية متكررة حول الحرب. لكنه في النهاية وبعد توقيع اتفاق المعادن الذي طال انتظاره مع كييف، اعترف الرئيس ترمب في حديث لبرنامج "واجه الصحافة" على شبكة "أن بي سي"، أنه قد لا يكون من الممكن للولايات المتحدة التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما يعد اعترافاً بالفشل، لكن المؤكد حتى الآن أن جهود الوساطة الأميركية بين الطرفين المتحاربين لم يدرها ترمب بالطريقة التي أدارها رؤساء أميركيون في الماضي حينما لعبوا دور الوسيط في النزاعات الخارجية، فحققوا نجاحات عدة، مع بعض الإخفاقات، ويشير التاريخ إلى طبيعة الجهود الرئاسية والدبلوماسية التي اضطلعت بها الولايات المتحدة منذ بدايات القرن الـ 20 وحتى الآن، وفي ما يلي إضاءة على أبرز هذه الجهود وعوامل النجاح التي رافقتها. إنهاء الحرب الروسية - اليابانية اندلعت الحرب الروسية - اليابانية في عامي 1904 و1905 بين روسيا القيصرية، القوة الدولية التي كانت آنذاك تمتلك أحد أكبر الجيوش في العالم، واليابان، القوة الصغيرة الناشئة التي خرجت لتوها من عزلة دامت قرنين ونصف القرن، حيث كانت كل منهما تسعى إلى نفوذ أكبر في آسيا، وخاضت الدولتان المتحاربتان معاركهما على أراضي دولتين محايدتين هما الصين وكوريا، عندما أطلق اليابانيون النار على الروس في بورت أرثر بإقليم منشوريا. شهد هذا الصراع أعظم معارك التاريخ قبيل الحرب العالمية الثانية من حيث عدد القوات والسفن، إذ كانت أول حرب حديثة يستخدم فيها تليغراف، والهاتف، والرشاشات، والأسلاك الشائكة، وقذائف النجوم المضيئة، وحقول الألغام، والطوربيدات المتطورة، والبوارج المدرعة، ولولا ضبط النفس العسكري الذي أبدته الدول الأوروبية الأخرى، ودبلوماسية الولايات المتحدة الناجحة، لكانت الحرب امتدت لتعجل بموعد الحرب العالمية الأولى. حافظ اليابانيون على تفوقهم العسكري طوال الصراع، لكن روسيا وعلى رغم تمزقها بالصراعات الأهلية، لم تتوقف عن القتال، ونظراً إلى افتقار اليابان للموارد المالية لمواصلة الحرب، طلبت من الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت التوسط من أجل السلام، ووافق الطرفان. فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب بين روسيا واليابان عبر معاهدة "بورتسموث" (مكتبة الكونغرس) جهود ثيودور روزفلت دعا روزفلت الكونت الروسي سيرغي ويت والبارون الياباني جوتارو كومورا إلى الولايات المتحدة لبدء الدبلوماسية الشخصية التي فضلها، وبمجرد وصولهما مع وفديهما، توجه المفاوضون إلى حوض بناء السفن التابع للبحرية الأميركية في بورتسموث بولاية ماين، ثم انتقلوا إلى اليخت الرئاسي الخاص به "ماي فلاور" مع ترحيب وكرم ضيافة أسهمت في إضفاء طابع إنساني لكسر الجمود في المفاوضات، وفي النهاية، وبفضل مهارة روزفلت التفاوضية، اتفق الجانبان على أن تتنازل روسيا عن أي حقوق في بورت أرثر والنصف الجنوبي من جزيرة سخالين، لكنها لن تدفع تعويضات لليابان، وتعهد الجانبان الانسحاب من منشوريا. شعرت اليابان بأنها المنتصرة في الحرب، واعتقدت أنه كان ينبغي أن تكسب أكثر في السلام، كما شعرت روسيا بأنها منعت اليابان من احتلال منشوريا، وكان هدف روزفلت هو خلق توازن في القوى بين الإمبراطوريتين، وهو ما يعتقد معظم المؤرخين أنه نجح في ذلك، كما رفعت جهود روزفلت الولايات المتحدة إلى مكانة أعلى في الشؤون العالمية، إذ فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب عبر معاهدة "بورتسموث"، الموقعة في الخامس من سبتمبر (أيلول) 1905، ومثلت هذه الجهود بداية دور الرئيس الأميركي كزعيم عالمي. أعظم نجاحات جيمي كارتر تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد" (رويترز) أعظم نجاح لجيمي كارتر على رغم انتكاسات الرئيس جيمي كارتر العديدة خلال دورته الرئاسية الوحيدة (1977-1981) فإن أعظم نجاحاته تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد"، وهي إطار السلام الذي تم التفاوض عليه عام 1978 بين إسرائيل ومصر بعد عقود من الصراع، وفي حين لم يفز كارتر بجائزة "نوبل" نتيجة هذا الإنجاز، بينما نالها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، إلا أنها ظلت علامة مضيئة في سجله التاريخي، وشكلت نقطة البداية لسعيه الحثيث بعد خروجه من البيت الأبيض لتحقيق السلام وحلحلة النزاعات الدولية، والذي مكنه بعد ذلك من نيل جائزة "نوبل" عام 2002. جاءت نقطة الانطلاق لكارتر عندما انتظم في دبلوماسية شخصية مكثفة في "كامب ديفيد"، حيث عزل نفسه مع السادات وبيغن لمدة 13 يوماً، ولإتمام الصفقة، اضطر كارتر إلى التنقل بين الطرفين حاملاً المواقف المتبادلة ساعياً إلى الحلول، وفي مرحلة ما، اضطر إلى توجيه نداء محموم إلى السادات بعدم مغادرة "كامب ديفيد" بسبب تعنت مناحيم بيغن، وتمكن كارتر في النهاية من تحقيق أول سلام بين أول دولة عربية وإسرائيل، والذي كان حجر الأساس لما أعقب ذلك من اتفاقات سلام في المنطقة. كلينتون واتفاقات "دايتون" اتسعت جهود الرئيس بيل كلينتون للوساطة الدبلوماسية لإحلال السلام بين الخصوم ثلاث مرات خلال دورتيه الرئاسيتين (1993-2001)، حيث نجح في محاولتين وباءت الثالثة بالفشل في اللحظات الأخيرة في خروجه من البيت الأبيض. كانت اتفاقات "دايتون" في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995 بقاعدة رايت باترسون الجوية بولاية أوهايو هي خط النهاية للحروب التي اندلعت بين 1992 و1995 في البوسنة والهرسك بين الصرب والكروات والمسلمين بسبب تفكك يوغوسلافيا السابقة، ولم تكن الجهود الأميركية تحت رئاسة كلينتون لتنجح لولا الضغط الأميركي الواضح الذي دفع الأطراف إلى هذه النتيجة. منذ البداية آمنت إدارة كلينتون من خلال وزير الخارجية وارين كريستوفر ونائبه ريتشارد هولبروك بأن السبيل الوحيد لإحلال السلام في البلقان هو من خلال مزيج معقد من القيادة الأميركية، والدبلوماسية القسرية أحياناً والإبداعية أحياناً أخرى، والاستعداد لاستخدام القوة، عند الضرورة، واستخدام سياسة الضغط والتملق والتهديد في مسعاها لوقف القتل والتوصل إلى اتفاق سلام. ومن خلال المفاوضات الماراثونية التي استمرت أشهراً عدة، أعادت الولايات المتحدة، تأكيد سلطتها الأخلاقية وقيادتها، وأنهت أسوأ حرب في أوروبا منذ أكثر من نصف قرن بعدما خلفت 200 ألف قتيل وأجبرت مليوني شخص على النزوح من ديارهم. إنهاء صراع إيرلندا الشمالية توسط كلينتون أيضاً عبر مبعوثه السيناتور الأميركي وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ جورج ميتشل في اتفاق بين الحكومة البريطانية وجمهورية إيرلندا والفصائل المتحاربة في إيرلندا الشمالية، حيث تم توقيع اتفاق "بلفاست"، المعروف أكثر باسم اتفاق "الجمعة العظيمة" في الـ10 من أبريل (نيسان) 1998، والذي أنهى أعمال العنف والاضطرابات الدموية التي استمرت 30 عاماً وأدت إلى مقتل 3532 شخصاً. وأرسى الاتفاق إجماعاً بين مختلف الطوائف حول السلام ورسم مستقبل المنطقة، بعدما انغمست إيرلندا الشمالية منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، في صراع عنيف بين الجمهوريين (وغالبيتهم من الكاثوليك) الذين أرادوا أن تصبح المقاطعة جزءاً من إيرلندا الموحدة، والاتحاديين (وغالبيتهم من البروتستانت) الذين أرادوا بقاءها ضمن المملكة المتحدة. وفي حين لم يكن تدخل كلينتون في حل قضية إيرلندا الشمالية على المستوى الشخصي، إلا أنه وضع شروط التسوية مبكراً عندما وافق على منح زعيم الحزب الجمهوري الإيرلندي جيري آدامز تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة على عكس رغبة بريطانيا ومستشاري كلينتون أنفسهم. وعندما زار كلينتون بلفاست لإضاءة شجرة عيد الميلاد عام 1995، جمع قادة من الكاثوليك ملتزمين توحيد إيرلندا وقادة من البروتستانت موالين لبريطانيا، كما أسهمت السيدة الأولى هيلاري كلينتون من خلال لقائها منظمات نسائية إيرلندية من كلا الجانبين، وهو ما عكس اهتمامه الشخصي بالحل السلمي للقضية. فشل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين امتدت جهود كلينتون للتوصل إلى اتفاق بين رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" الراحل ياسر عرفات ورؤساء الوزراء الإسرائيليين المتعاقبين طوال فترة رئاسته التي استمرت ثمانية أعوام، وتضمنت في كثير من الأحيان لقاءات شخصية وزيارات متبادلة ومفاوضات، لكنها مثلت في النهاية أكبر إحباطات كلينتون الذي ألقى باللوم في هذا الفشل على تراجع الزعيم الفلسطيني عرفات عن الاتفاق في "كامب ديفيد" بعد جهود حثيثة ضمت أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك عام 2000، حيث انهارت المحادثات، التي كانت تهدف إلى حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه، قبل ستة أسابيع فقط من انتهاء ولاية كلينتون الثانية. كان الخلاف يتعلق بالقدس الشرقية بما فيها الحرم القدسي، حيث أصر إيهود باراك على السيادة الإسرائيلية على المنطقة بأكملها، مع إمكان منح الفلسطينيين وصاية، في حين طالب عرفات بالسيادة الفلسطينية الكاملة على الحرم القدسي، وفيما حاول بيل كلينتون التوسط بين الجانبين، فشلت المفاوضات في النهاية بسبب الجمود حول وضع القدس، وتحديداً الحرم القدسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قواسم مشتركة وعلى رغم أن هذه الأمثلة تضمنت قيادة وتدخلاً رئاسيين، فإنها لم تتبع نموذجاً واحداً، ومع ذلك فإن هناك بعض القواسم المشتركة كما يشير المتخصص في مجال السياسة العامة في جامعة "تينيسي" أندرو بوش، منها ما يلي: أولاً: عندما كان الأمر يتعلق بقضايا حساسة تتعلق بحيازة الأراضي أو السيطرة عليها، كان تركيز المفاوضين، بمن فيهم الرئيس أحياناً، ينصب على العلاقات الشخصية والخصوصية في هذه العملية لتجاوز الصعاب. ثانياً: غالباً ما كانت الوساطات الناجحة تتحقق عندما كانت الولايات المتحدة محايدة، كما في مفاوضات "بورتسموث" بين روسيا واليابان، أو ودودة تجاه كلا الطرفين كما في مفاوضات "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، وكذلك في اتفاق "الجمعة العظيمة" الخاصة بالصراع في إيرلندا الشمالية، على رغم أن اتفاق "دايتون" كان استثناءً لأن الولايات المتحدة كانت معادية تماماً للصرب. ثالثاً: إن مفاوضات السلام اتسمت غالباً بالسرية، حيث كان المفاوضون يتناقشون ويوازنون المكاسب والخسائر والخطوط الحمراء بعيداً من تأثيرات وضغوط القوى الأخرى، سواء الداخلية في بلدانهم أو الخارجية في المحيط العالمي، وهو أمر ضروري لضمان نجاح المفاوضات حتى نهايتها المنشودة. ترمب على النقيض لكن على النقيض من هذه القواسم المشتركة، حاول الرئيس ترمب في حرب أوكرانيا التوسط في صراع كثيراً ما دعمت فيه الولايات المتحدة طرفاً ضد الآخر بقوة وحزم، وحينما سعى لمحاولة إظهار التوازن، قدم مقترحاته علناً في انتهاك واضح لقاعدة "لا مفاوضات علنية"، وبدلاً من الامتثال إلى القاعدة الثانية وهي "لا وساطة من دون حياد"، اعتبر الأوكرانيون أن مقترحاته منحازة ضدهم، وبذلك يكون ترمب قد محا إلى حد كبير صورة الولايات المتحدة كمؤيدة لأوكرانيا. أدت هذه الاستراتيجية المثيرة للجدل والمحفوفة بالأخطار إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، وكلفت إدارة ترمب رأس مالها المعنوي في السعي لتحقيق سلام غير مؤكد. الواقعية السياسية تدير إدارة ترمب استراتيجية تعرف باسم "الواقعية السياسية"، فالولايات المتحدة ليست مستعدة للمخاطرة بحرب أوسع نطاقاً مع روسيا بأي مستوى من التدخل قد يدفع واشنطن وحلفاءها في صراع عسكري مباشر مع موسكو، مما يخاطر بتصعيد المعارك إلى حرب نووية، وهو ما يجد كثر من صناع السياسة والخبراء في واشنطن صعوبة في تقبلها. وتشير السياسة الواقعية وفقاً للمتخصص في العلاقات الدولية في كلية "دورنسيف" بجامعة "جنوب كاليفورنيا" جيفري فيلدز، إلى فلسفة الدول في اتباع سياسات خارجية تعزز مصالحها الوطنية، حتى على حساب القيم الليبرالية الجوهرية سعياً وراء مصالحها الخارجية، وهي سياسة اتبعها الرئيس ريتشارد نيكسون، بتوجيه من مستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته لاحقاً هنري كيسنجر، حين أطلق الرجلان أحداثاً أدت إلى تطبيع العلاقات مع الصين، وتخلى نيكسون بمقتضاها عن ميوله المناهضة للشيوعية لمصلحة نهج كان يأمل في أن يعزز وضع وقيادة الولايات المتحدة في نهاية المطاف. وبحسب كيسنجر، لا يمكن إدارة السياسة الخارجية من دون أخذ الظروف الموضوعية في الاعتبار لأن التعامل مع مصير الأمم دون النظر إلى الظروف التي تواجهها هو هرب من الواقع، بالتالي لم تقتصر الواقعية السياسية في سبعينيات القرن الماضي على محاولة دق إسفين بين الصين والاتحاد السوفياتي، بل امتدت إلى دعم أوغستو بينوشيه، منتهك حقوق الإنسان في تشيلي خلال فترة كيسنجر، وحتى بعد كيسنجر، ظلت الواقعية السياسية تعني للسياسيين في الولايات المتحدة دعم الديكتاتوريين اليمينيين المناهضين للشيوعية في أميركا الوسطى خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. واقعية ضبط النفس ومع وصول ترمب إلى البيت الأبيض أصبحت الواقعية السياسية في السياسة الخارجية الأميركية تعني ضبط النفس في أوكرانيا، إذ إن المواجهة المباشرة مع روسيا ليست في مصلحة الولايات المتحدة، والقيمة الاستراتيجية لأوكرانيا محدودة باستثناء ما يتعلق بصفقة المعادن الأخيرة، ومن غير المتوقع أن تغير الحرب التي قتل فيها مئات، إن لم يكن آلاف المدنيين الأوكرانيين، موقف الولايات المتحدة، لأن أخطار التصعيد مرتفعة للغاية، بسبب خشية التصعيد النووي، لأن الولايات المتحدة تتفوق بكثير على روسيا من حيث القوات التقليدية مما يمكن أن يدفع روسيا لاستخدام قوتها النووية. ومن دون مشاركة الولايات المتحدة وحلف "الناتو" عسكرياً في الحرب، اتخذت إدارة ترمب نهجهاً بمحاولة إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات وقبول بعض الشروط التي تريدها روسيا في أي اتفاق سلام بما في ذلك أن تكون أوكرانيا ذات حدود إقليمية مختلفة وعلاقة أمنية مع روسيا لا تروق لها تماماً. قد يصعب على البعض، سواء داخل أوكرانيا أو خارجها تقبل طرح إدارة ترمب، كما تمسك الرئيس الروسي بوتين بموقفه ظناً منه أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الاستمرار في دعم أوكرانيا إلى الأبد، لكن مهماً كان مقدار الواقعية السياسية في حقبة تاريخية سيطر عليها كيسنجر، فإنها كانت ولا تزال حاضرة في السياسة الخارجية الأميركية المعاصرة.

إيران والولايات المتحدة.. طريق مسدود في الملف النووي
إيران والولايات المتحدة.. طريق مسدود في الملف النووي

البلاد البحرينية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البلاد البحرينية

إيران والولايات المتحدة.. طريق مسدود في الملف النووي

تقف المفاوضات المتوقفة أصلا بين واشنطن وطهران على المحك، مع تمسك الإيرانيين بتخصيب اليورانيوم وظهور دلائل على انقسام داخل البيت الأبيض بشأن ضرب إيران. ودافعت طهران عن حقها في التخصيب، وقال وزير خارجيتها عباس عراقجي، إن بلاده لديها كل الحق في امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة. من جهته، أكد مستشار المرشد علي خامنئي، علي لاريجاني، أن موقف إيران واضح، إذ لا تسعى للحصول على سلاح نووي. في واشنطن، ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' الأميركية، أن الرئيس دونالد ترامب أزاح مستشاره للأمن القومي مايك والتز، بعد أن أظهر توافقا في الرأي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. وفي السياق، علق د. محمد العزام عبر حسابه في منصة 'إكس'، بأن محادثات النووي في عمان متعثرة، إذ طلبت إيران اجتماعا مع الثلاثية الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) في محاولة لحلحلة وخلخلة الموقف الأميركي، إلا أن ذلك لم يؤتِ ثماره. وأكدت الدول الثلاث أن إيران تبقى مسؤولة عن اتفاقية 2015 حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة. وأشار العزام إلى تصريح علي لاريجاني، الذي شدد على أن عقلانية وإنصاف الولايات المتحدة هما الفيصل في نجاح المفاوضات، مضيفا أنه إذا لم تحقق هذه المفاوضات مصالح إيران الوطنية، فلا مسوغ لها. بعبارة أخرى، ترى طهران أنه لا جدوى من المفاوضات حتى الآن بسبب ما تعده مطالب أميركية غير عقلانية تتعارض مع مصالحها. وتشمل أبرز هذه المطالب وقف تخصيب اليورانيوم داخل إيران والاكتفاء ببرنامج نووي سلمي باستخدام اليورانيوم المستورد، ووقف برنامج الصواريخ البعيدة المدى الذي ترى واشنطن أنه يُستخدم كمنصة للرؤوس النووية، بالإضافة إلى وقف الأنشطة الإقليمية للحرس الثوري الذي تعده واشنطن أداة للتوسع الإيراني في المنطقة. وبحسب العزام، تسعى إيران للاحتفاظ ببرنامج نووي مكتمل الأركان قادر على إنتاج قنابل نووية في أسابيع، وبرنامج صاروخي بعيد المدى، مع تقديم وعود بعدم الاستخدام العسكري. ورفضت إيران مبدأ التفتيش غير المشروط، في حين وافقت إدارة أوباما سابقا على ضوابط شكلية بسبب غياب الخيار العسكري. ومع وصول ترامب إلى السلطة، انهار الاتفاق بعدما أصر على تفكيك البرنامجين النووي والصاروخي، وأمر باغتيال قاسم سليماني، واستهدف الحوثيين، وترك المواجهة مع 'حزب الله' لإسرائيل. تبدو المفاوضات اليوم كأنها وصلت إلى طريق مسدود، في ظل استمرار التعارض بين أجندة الولايات المتحدة وإيران، وغياب أي مؤشرات جدية على إمكان التوصل إلى حل قريب. ووسط الغموض الذي ما يزال يلف موعد الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الهدف وراء المحادثات هو التفكيك الكامل لبرنامج طهران النووي. إلا أنه أضاف في مقابلة مع شبكة 'أن بي سي'، الأحد، أنه منفتح على سماع أي حديث عن امتلاك السلطات الإيرانية لبرنامج نووي مدني. لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن الطاقة المدنية غالبا ما تؤدي لاحقا إلى حروب عسكرية. وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أوضح في وقت سابق أن بلاده لا تربط مستقبلها بنتائج تلك المحادثات، ولا تتفاوض من منطلق ضعف. أتت هذه المواقف بعد تعليق الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي كانت مقررة السبت في روما، لأسباب قالت سلطنة عمان التي ترعى المحادثات إنها تقنية ولوجستية.

ترامب: منفتح على بحث استخدام إيران للطاقة النووية السلمية
ترامب: منفتح على بحث استخدام إيران للطاقة النووية السلمية

وكالة نيوز

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة نيوز

ترامب: منفتح على بحث استخدام إيران للطاقة النووية السلمية

العالم – إيران وفي حوار مع شبكة 'أن بي سي'، قال ترامب: 'مستعد للاستماع إلى دلائل إيران بشأن سعيها إلى الطاقة النووية المدنية مع إنهاء برنامجها للأسلحة النووية.' وأضاف ترامب: 'أعتقد أنني منفتح على الاستماع، لكن غالبًا ما تؤدي الطاقة المدنية إلى حروب عسكرية، ولا نريد أن يمتلكوا سلاحًا نوويًا.' وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الايراني، عباس عراقجي، إن تكرار الأكاذيب لا يغير الحقائق الأساسية، مؤكدا أن إيران كأحد مؤسسي معاهدة حظر الانتشار النووي NPT لها الحق في امتلاك الدورة الكاملة للوقود النووي. وكتب عراقجي في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي اكس: انني وبصورة مبدئية اتجنب تقديم الاستدلالات حول العناصر الرئيسية للتفاوض من خلال وسائل الإعلام. واضاف 'لكن ما أريد أن أقوله هو أن تكرار الأكاذيب لا يغير الحقائق الأساسية. إيران كواحدة من الموقعين على معاهدة 'ان بي تي' لها الحق في امتلاك الدورة الكاملة للوقود النووي. بالإضافة إلى ذلك ، هناك العديد من أعضاء المعاهدة يمارسون عملية تخصيب اليورانيوم مع رفضهم للأسلحة النووية تمامًا. يضم النادي أيضًا فضلا عن ايران العديد من الدول الآسيوية والأوروبية والاميركية الجنوبية. وقال: 'ان اتخاذ المواقف القصوى واطلاق التصريحات الاستفزازية لن يؤديا سوى الى تدمير فرص النجاح'.وختم عراقجي: 'هنالك اتفاق مرموق ومستدام في متناول اليد، والشيء الوحيد المطلوب هو توفر إرادة سياسية حاسمة ورؤية منصفة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store