أحدث الأخبار مع #أنغيلاميركل


روسيا اليوم
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- روسيا اليوم
السفير الروسي في ألمانيا: لا يمكن تصور البنية الأمنية في أوروبا بدون روسيا
جاءت تصريحات السفير خلال مشاركته في مناقشة حوارية بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى وتحرير ألمانيا وأوروبا من النازية، والتي أقيمت في مسرح "أوست" بمنطقة أدلرشوف في برلين. وقال الدبلوماسي الروسي: "أنت محق تماما أيها الجنرال (إيريك فاد، المستشار العسكري السابق للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل) عندما تقول إن هيكل الأمن الأوروبي بدون روسيا أو ضد روسيا أمر لا يمكن تصوره ومستحيل. هذا ضرب من الخيال العلمي". وأضاف أن مصالح روسيا الأمنية "لم تؤخذ في الاعتبار على الإطلاق في المسار اللاحق للتاريخ الأوروبي"، معربا عن أسفه لهذا الواقع. من جانبه، أعرب إيريك فاد، الجنرال المتقاعد والمستشار العسكري السابق للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عن رأيه بأن تحقيق السلام في أوروبا مستحيل بدون مشاركة روسيا، قائلا: "لن نتمكن من تحقيق السلام في أوروبا بدون مشاركة روسيا. هذا لن ينجح". كما وصف فاد قرار عدم قبول انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو خلال قمة الحلف في بوخارست عام 2008 بأنه كان قرارا صائبا، مشيرا إلى أن "ألمانيا بقيادة ميركل وفرنسا بقيادة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي قالتا في ذلك الوقت: 'لا، لا ينبغي لنا فعل ذلك'. ومن وجهة نظري، كان هذا صحيحا". يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد وصف خلال لقاء نظمته وكالة تاس مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، ادعاءات الغرب الجماعي عن استعداد روسيا لمهاجمة دول حلف الناتو بأنها "هراء" و"كلام فارغ". المصدر: RT + تاس


جهينة نيوز
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- جهينة نيوز
لماذا تراهن ألمانيا على سورية الجديدة؟ المصالح والرهانات الاستراتيجية
تاريخ النشر : 2025-03-23 - 01:50 am محمود أبوزيد مع تسارع التغيرات في المشهد السوري، يبرز الاهتمام الألماني بسورية الجديدة كأحد التحولات اللافتة في السياسة الخارجية لبرلين تجاه الشرق الأوسط. إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، وزيارات المسؤولين الألمان، والتوجه نحو شراكات اقتصادية وتنموية تعكس استراتيجية جديدة تتجاوز المقاربة التقليدية القائمة على الدعم الإنساني فقط. لكن، لماذا هذا الاهتمام المفاجئ؟ وما الذي تريده برلين من سورية الجديدة؟ هل هي مجرد علاقات دبلوماسية أم أن هناك رهانات استراتيجية عميقة؟ ⸻ العلاقات الألمانية – السورية: من البرود إلى الشراكة 1. العلاقات قبل 2011: تواصل محدود ولكن مستقر قبل اندلاع الصراع في سورية، لم تكن العلاقات الألمانية – السورية قوية كما هو الحال مع دول أوروبية أخرى مثل فرنسا أو بريطانيا، لكنها كانت مستقرة إلى حد ما. •زارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دمشق في 2007، والتقت بالرئيس بشار الأسد، في محاولة لتعزيز الحوار الأوروبي مع سورية. •العلاقات الاقتصادية كانت محدودة، لكنها شملت بعض الاستثمارات في قطاعات الطاقة والصناعة، كما كان هناك تعاون أكاديمي بين الجامعات الألمانية والسورية. 2. العلاقات خلال الأزمة السورية (2011-2023): القطيعة والعقوبات مع اندلاع الصراع السوري عام 2011، قادت ألمانيا سياسة أوروبية صارمة ضد النظام السوري: •فرضت عقوبات اقتصادية واسعة شملت حظر تصدير التكنولوجيا والطاقة إلى سورية. •أوقفت أي تعاون دبلوماسي، وأغلقت سفارتها في دمشق. •استقبلت قرابة مليون لاجئ سوري بين 2015-2017، وأصبحت أكبر دولة أوروبية تستقبل السوريين. •دعمت المعارضة السورية سياسيًا وإنسانيًا، كما دعمت مشاريع إعادة الإعمار في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. 3. العلاقات مع الحكومة الجديدة: انفتاح وشراكة محتملة مع التغيرات السياسية في دمشق وتشكيل الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بدأت برلين في إعادة احياء سياستها اتجاه سورية: •إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، في خطوة تشير إلى الاعتراف بالحكومة الجديدة كشريك محتمل. •زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق مرتين، حيث التقت بمسؤولين سوريين لمناقشة التعاون في ملفات إعادة الإعمار والطاقة والاستثمارات. •اهتمام ألماني واضح بتقديم دعم اقتصادي وتنموي لسورية الجديدة، بعيدًا عن المقاربة العسكرية أو السياسية المباشرة. •تعزيز التعاون في مجال اللاجئين، حيث تسعى برلين إلى وضع آلية تضمن عودة آمنة وطوعية لبعض السوريين الذين استقروا في ألمانيا. ⸻ لماذا تهتم ألمانيا بمستقبل سورية؟ 1. الجالية السورية في ألمانيا: جسر بشري واقتصادي يعيش في ألمانيا قرابة مليون لاجئ سوري، تعلموا لغتها، واندمجوا في مجتمعها، وساهموا في اقتصادها. هؤلاء قد يشكلون رابطًا اقتصاديًا وثقافيًا قويًا بين البلدين، مما يعزز فرص الشراكة والاستثمار في المستقبل. 2. الفرص الاقتصادية والاستثمارية ألمانيا تنظر إلى سورية الجديدة كسوق واعدة، خاصة في القطاعات التالية: قطاع الطاقة: الكهرباء، النفط، والغاز •تحتاج سورية إلى إعادة تأهيل محطات توليد الكهرباء المدمرة، وهو ما يوفر فرصة لشركات مثل Siemens وRWE. •يمكن لألمانيا المساهمة في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في المناطق الصحراوية السورية. •قد تصبح سورية ممرًا هامًا لنقل الطاقة من الخليج العربي إلى أوروبا، مما يعزز أهميتها الاستراتيجية لبرلين. قطاع المياه وإعادة الإعمار البيئي •تعمل GIZ (المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي) بالفعل على مشاريع البنية التحتية للمياه في سورية، ويمكن أن توسع استثماراتها في محطات تنقية المياه وتحلية المياه في الساحل السوري. •تطوير أنظمة الري المستدام لدعم القطاع الزراعي. القطاع الصحي: إعادة بناء النظام الطبي •تمتلك الشركات الألمانية مثل Siemens Healthineers وB. Braun خبرة في تحديث المستشفيات وتزويدها بأحدث التقنيات. •إمكانية إنشاء مصانع أدوية بالتعاون مع شركات ألمانية، لتقليل الاعتماد على الاستيراد. قطاع الصناعة: تحويل سورية إلى مركز صناعي إقليمي •قد تصبح سورية قاعدة صناعية بديلة لبعض المنتجات التي لم يعد تصنيعها في ألمانيا مجديًا اقتصاديًا، مثل الصناعات التحويلية والتجميعية. •إمكانية تطوير مناطق صناعية متخصصة لجذب الاستثمارات الألمانية. قطاع التكنولوجيا والتحول الرقمي •تحديث شبكات الاتصالات وتحسين خدمات الإنترنت لتشجيع الاقتصاد الرقمي. •دعم الشركات الناشئة في مجال البرمجيات والتجارة الإلكترونية. قطاع النقل والبنية التحتية •إمكانية استثمار ألمانيا في تحديث السكك الحديدية السورية، مما يسهل حركة البضائع ويعزز التجارة. •تطوير الموانئ السورية في اللاذقية وطرطوس، لجعلها مراكز لوجستية إقليمية. ⸻ بناء نفوذ ألماني في الشرق الأوسط على عكس فرنسا وبريطانيا، لم يكن لألمانيا حضور قوي في الشرق الأوسط، لكنها ترى في سورية الجديدة فرصة لبناء نفوذ جديد في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الأوروبية – الروسية. التحديات أمام التعاون الألماني – السوري رغم الفرص الواعدة، هناك تحديات قد تعرقل هذا التعاون، أبرزها: 1.الملف الكردي (قسد): حيث تدعم ألمانيا القوات الكردية، وهو ملف حساس في المفاوضات مع دمشق، ويبدو ان تلك العقبة في طريقها الى الزوال بعد توقيع الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد 2.الوضع في السويداء: لا تزال الأوضاع غير مستقرة في بعض المناطق، مما قد يؤثر على جذب الاستثمارات. 3.ضمان استقرار سياسي: تحتاج سورية إلى حكومة انتقالية وبرلمان فاعل لضمان استقطاب الشراكات الدولية. سيناريوهات المستقبل: كيف ستتطور العلاقة الألمانية – السورية؟ 1. سيناريو تعزيز التعاون الكامل في هذا السيناريو، سورية الجديدة تنجح في تجاوز العقبات السياسية والأمنية، وتحقق نوعًا من الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما يمهد الطريق لتعزيز التعاون الكامل بين ألمانيا وسورية في مختلف المجالات. الاستقرار السياسي والاقتصادي •الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، تعمل على تشكيل حكومة انتقالية فعالة، وتنظم انتخابات حرة ونزيهة، مما يعزز الاستقرار الداخلي ويقلل من التوترات السياسية. •إصلاحات قانونية واقتصادية تدعم بيئة الاستثمار وتوفر الحوافز للقطاع الخاص، بما في ذلك الشركات الألمانية الراغبة في الاستثمار في سورية. •سورية تصبح نموذجًا للاستقرار الإقليمي، مما يسمح لألمانيا بتحقيق أهدافها الاقتصادية في إعادة الإعمار، إضافة إلى بناء شراكات استراتيجية في مجالات الطاقة، الصناعة، البنية التحتية، والتكنولوجيا. التعاون الثنائي •القطاع الاقتصادي: تتحقق اتفاقيات تجارية بين ألمانيا وسورية تشمل بناء مصانع، مشاريع للطاقة المتجددة، والمساهمة الألمانية في تأهيل قطاع المياه والطاقة. •القطاع الصحي: التعاون بين القطاع الطبي الألماني و المؤسسات الصحية السورية يتوسع بشكل كبير، من خلال إنشاء مشاريع مشتركة في مجال تصنيع الأدوية وتحسين جودة الرعاية الصحية. •القطاع التقني: تعزز ألمانيا دورها في التحول الرقمي في سورية عبر دعم إنشاء مراكز تقنية ومختبرات بحثية تكنولوجية. •اللاجئون السوريون: برلين قد تواصل دعم عودة اللاجئين الطوعية بالتعاون مع الحكومة السورية، مما يقلل الضغط الاجتماعي والاقتصادي في ألمانيا. 2. سيناريو التعاون المحدود في هذا السيناريو، رغم التحسن النسبي في العلاقات، إلا أن العقبات السياسية والاقتصادية تظل موجودة، مما يحد من قدرة سورية على جذب الاستثمارات الألمانية والقيام بتعاون واسع في مختلف المجالات. العقبات الأمنية والسياسية •الملف الكردي: يبقى موضوع قسد (قوات سوريا الديمقراطية) وحمايتها من الأوضاع السياسية المعقدة في سورية حجر عثرة كبير. دعم ألمانيا للقوات الكردية قد يشكل عائقًا كبيرًا في تطور العلاقات مع دمشق، خاصة في ظل التصريحات المتباينة بين الحكومة السورية وألمانيا حول هذا الملف. •الوضع في السويداء: التوترات في منطقة السويداء بسبب النزاع العرقي والطائفي قد تشكل تهديدًا لاستقرار سورية، مما يمنع تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة في هذه المناطق. •إصلاحات محدودة: قد تستمر الحكومة السورية الجديدة في بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية المحدودة، لكن لن يكون هناك التزام كبير بالتغيير العميق، مما يعوق تنفيذ خطط التعاون على نطاق واسع. التعاون المحتمل •الاستثمار في مشاريع محدودة: قد تقتصر الاستثمارات الألمانية على بعض المشاريع المحدودة في قطاع الطاقة، مثل الطاقة المتجددة، و المياه، إضافة إلى المشاريع الإنسانية الخاصة بإعادة الإعمار في المناطق الأكثر أمانًا. •المساعدات التنموية: ستستمر ألمانيا في تقديم المساعدات الإنسانية وبرامج التنمية عبر مؤسسات مثل GIZ، مع التركيز على التعليم، الصحة، و البنية التحتية بشكل عام. •اللاجئون السوريون: ألمانيا قد تواصل العمل على ملف اللاجئين السوريين، لكنها ستكون حريصة على تنفيذ برنامج عودة متدرج يعتمد على الاستقرار الداخلي في سورية. 3. سيناريو فشل التقارب: العودة إلى القطيعة في هذا السيناريو، إذا استمرت التوترات السياسية والأمنية في سورية، فإن العلاقات مع ألمانيا قد تعود إلى حالة القطيعة مرة أخرى، مما يؤدي إلى تأجيل المشاريع الاقتصادية الكبرى وتجميد أي تعاون استثماري في المدى القريب. ⸻ خاتمة إن اهتمام ألمانيا بسورية الجديدة يعكس تحولًا مهمًا في السياسة الخارجية الألمانية تجاه منطقة الشرق الأوسط. مع التحديات والفرص التي يحملها المستقبل، تبقى سورية أمام مفترق طرق في طريقها نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي. ألمانيا، من خلال استثماراتها في مجالات الطاقة، الصحة، والبنية التحتية، قد تكون أحد اللاعبين الرئيسيين في إعادة إعمار سورية ودمجها في الاقتصاد الإقليمي والدولي. مع ذلك، لا تزال هناك عقبات عديدة قد تعيق هذا التعاون، خاصة في ظل الملفات السياسية المعقدة مثل قضية الأكراد والوضع في السويداء. إلا أن التزام ألمانيا بإعادة بناء سورية يتجاوز مجرد الأهداف الاقتصادية، ليشمل تعزيز الاستقرار الإقليمي والمساهمة في إيجاد حلول طويلة الأمد لقضية اللاجئين. في النهاية، فإن مستقبل العلاقات الألمانية – السورية يعتمد بشكل كبير على التوازن بين الاستقرار الداخلي في سورية والتزامها بالإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية. إن التعاون البناء بين البلدين سيشكل خطوة أساسية نحو سورية جديدة، لا فقط في خارطتها السياسية، بل أيضًا في دورها الحيوي في استقرار المنطقة وتطورها الاقتصادي. تابعو جهينة نيوز على


الانباط اليومية
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الانباط اليومية
لماذا تراهن ألمانيا على سورية الجديدة؟ المصالح والرهانات الاستراتيجية
مع تسارع التغيرات في المشهد السوري، يبرز الاهتمام الألماني بسورية الجديدة كأحد التحولات اللافتة في السياسة الخارجية لبرلين تجاه الشرق الأوسط. إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، وزيارات المسؤولين الألمان، والتوجه نحو شراكات اقتصادية وتنموية تعكس استراتيجية جديدة تتجاوز المقاربة التقليدية القائمة على الدعم الإنساني فقط. لكن، لماذا هذا الاهتمام المفاجئ؟ وما الذي تريده برلين من سورية الجديدة؟ هل هي مجرد علاقات دبلوماسية أم أن هناك رهانات استراتيجية عميقة؟ ⸻ العلاقات الألمانية – السورية: من البرود إلى الشراكة 1. العلاقات قبل 2011: تواصل محدود ولكن مستقر قبل اندلاع الصراع في سورية، لم تكن العلاقات الألمانية – السورية قوية كما هو الحال مع دول أوروبية أخرى مثل فرنسا أو بريطانيا، لكنها كانت مستقرة إلى حد ما. •زارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دمشق في 2007، والتقت بالرئيس بشار الأسد، في محاولة لتعزيز الحوار الأوروبي مع سورية. •العلاقات الاقتصادية كانت محدودة، لكنها شملت بعض الاستثمارات في قطاعات الطاقة والصناعة، كما كان هناك تعاون أكاديمي بين الجامعات الألمانية والسورية. 2. العلاقات خلال الأزمة السورية (2011-2023): القطيعة والعقوبات مع اندلاع الصراع السوري عام 2011، قادت ألمانيا سياسة أوروبية صارمة ضد النظام السوري: •فرضت عقوبات اقتصادية واسعة شملت حظر تصدير التكنولوجيا والطاقة إلى سورية. •أوقفت أي تعاون دبلوماسي، وأغلقت سفارتها في دمشق. •استقبلت قرابة مليون لاجئ سوري بين 2015-2017، وأصبحت أكبر دولة أوروبية تستقبل السوريين. •دعمت المعارضة السورية سياسيًا وإنسانيًا، كما دعمت مشاريع إعادة الإعمار في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. 3. العلاقات مع الحكومة الجديدة: انفتاح وشراكة محتملة مع التغيرات السياسية في دمشق وتشكيل الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بدأت برلين في إعادة احياء سياستها اتجاه سورية: •إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، في خطوة تشير إلى الاعتراف بالحكومة الجديدة كشريك محتمل. •زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق مرتين، حيث التقت بمسؤولين سوريين لمناقشة التعاون في ملفات إعادة الإعمار والطاقة والاستثمارات. •اهتمام ألماني واضح بتقديم دعم اقتصادي وتنموي لسورية الجديدة، بعيدًا عن المقاربة العسكرية أو السياسية المباشرة. •تعزيز التعاون في مجال اللاجئين، حيث تسعى برلين إلى وضع آلية تضمن عودة آمنة وطوعية لبعض السوريين الذين استقروا في ألمانيا. لماذا تهتم ألمانيا بمستقبل سورية؟ 1. الجالية السورية في ألمانيا: جسر بشري واقتصادي يعيش في ألمانيا قرابة مليون لاجئ سوري، تعلموا لغتها، واندمجوا في مجتمعها، وساهموا في اقتصادها. هؤلاء قد يشكلون رابطًا اقتصاديًا وثقافيًا قويًا بين البلدين، مما يعزز فرص الشراكة والاستثمار في المستقبل. 2. الفرص الاقتصادية والاستثمارية ألمانيا تنظر إلى سورية الجديدة كسوق واعدة، خاصة في القطاعات التالية: قطاع الطاقة: الكهرباء، النفط، والغاز •تحتاج سورية إلى إعادة تأهيل محطات توليد الكهرباء المدمرة، وهو ما يوفر فرصة لشركات مثل Siemens وRWE. •يمكن لألمانيا المساهمة في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في المناطق الصحراوية السورية. •قد تصبح سورية ممرًا هامًا لنقل الطاقة من الخليج العربي إلى أوروبا، مما يعزز أهميتها الاستراتيجية لبرلين. قطاع المياه وإعادة الإعمار البيئي •تعمل GIZ (المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي) بالفعل على مشاريع البنية التحتية للمياه في سورية، ويمكن أن توسع استثماراتها في محطات تنقية المياه وتحلية المياه في الساحل السوري. •تطوير أنظمة الري المستدام لدعم القطاع الزراعي. القطاع الصحي: إعادة بناء النظام الطبي •تمتلك الشركات الألمانية مثل Siemens Healthineers وB. Braun خبرة في تحديث المستشفيات وتزويدها بأحدث التقنيات. •إمكانية إنشاء مصانع أدوية بالتعاون مع شركات ألمانية، لتقليل الاعتماد على الاستيراد. قطاع الصناعة: تحويل سورية إلى مركز صناعي إقليمي •قد تصبح سورية قاعدة صناعية بديلة لبعض المنتجات التي لم يعد تصنيعها في ألمانيا مجديًا اقتصاديًا، مثل الصناعات التحويلية والتجميعية. •إمكانية تطوير مناطق صناعية متخصصة لجذب الاستثمارات الألمانية. قطاع التكنولوجيا والتحول الرقمي •تحديث شبكات الاتصالات وتحسين خدمات الإنترنت لتشجيع الاقتصاد الرقمي. •دعم الشركات الناشئة في مجال البرمجيات والتجارة الإلكترونية. قطاع النقل والبنية التحتية •إمكانية استثمار ألمانيا في تحديث السكك الحديدية السورية، مما يسهل حركة البضائع ويعزز التجارة. •تطوير الموانئ السورية في اللاذقية وطرطوس، لجعلها مراكز لوجستية إقليمية. بناء نفوذ ألماني في الشرق الأوسط على عكس فرنسا وبريطانيا، لم يكن لألمانيا حضور قوي في الشرق الأوسط، لكنها ترى في سورية الجديدة فرصة لبناء نفوذ جديد في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الأوروبية – الروسية. التحديات أمام التعاون الألماني – السوري رغم الفرص الواعدة، هناك تحديات قد تعرقل هذا التعاون، أبرزها: 1.الملف الكردي (قسد): حيث تدعم ألمانيا القوات الكردية، وهو ملف حساس في المفاوضات مع دمشق، ويبدو ان تلك العقبة في طريقها الى الزوال بعد توقيع الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد 2.الوضع في السويداء: لا تزال الأوضاع غير مستقرة في بعض المناطق، مما قد يؤثر على جذب الاستثمارات. 3.ضمان استقرار سياسي: تحتاج سورية إلى حكومة انتقالية وبرلمان فاعل لضمان استقطاب الشراكات الدولية. سيناريوهات المستقبل: كيف ستتطور العلاقة الألمانية – السورية؟ 1. سيناريو تعزيز التعاون الكامل في هذا السيناريو، سورية الجديدة تنجح في تجاوز العقبات السياسية والأمنية، وتحقق نوعًا من الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما يمهد الطريق لتعزيز التعاون الكامل بين ألمانيا وسورية في مختلف المجالات. الاستقرار السياسي والاقتصادي •الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، تعمل على تشكيل حكومة انتقالية فعالة، وتنظم انتخابات حرة ونزيهة، مما يعزز الاستقرار الداخلي ويقلل من التوترات السياسية. •إصلاحات قانونية واقتصادية تدعم بيئة الاستثمار وتوفر الحوافز للقطاع الخاص، بما في ذلك الشركات الألمانية الراغبة في الاستثمار في سورية. •سورية تصبح نموذجًا للاستقرار الإقليمي، مما يسمح لألمانيا بتحقيق أهدافها الاقتصادية في إعادة الإعمار، إضافة إلى بناء شراكات استراتيجية في مجالات الطاقة، الصناعة، البنية التحتية، والتكنولوجيا. التعاون الثنائي •القطاع الاقتصادي: تتحقق اتفاقيات تجارية بين ألمانيا وسورية تشمل بناء مصانع، مشاريع للطاقة المتجددة، والمساهمة الألمانية في تأهيل قطاع المياه والطاقة. •القطاع الصحي: التعاون بين القطاع الطبي الألماني و المؤسسات الصحية السورية يتوسع بشكل كبير، من خلال إنشاء مشاريع مشتركة في مجال تصنيع الأدوية وتحسين جودة الرعاية الصحية. •القطاع التقني: تعزز ألمانيا دورها في التحول الرقمي في سورية عبر دعم إنشاء مراكز تقنية ومختبرات بحثية تكنولوجية. •اللاجئون السوريون: برلين قد تواصل دعم عودة اللاجئين الطوعية بالتعاون مع الحكومة السورية، مما يقلل الضغط الاجتماعي والاقتصادي في ألمانيا. 2. سيناريو التعاون المحدود في هذا السيناريو، رغم التحسن النسبي في العلاقات، إلا أن العقبات السياسية والاقتصادية تظل موجودة، مما يحد من قدرة سورية على جذب الاستثمارات الألمانية والقيام بتعاون واسع في مختلف المجالات. العقبات الأمنية والسياسية •الملف الكردي: يبقى موضوع قسد (قوات سوريا الديمقراطية) وحمايتها من الأوضاع السياسية المعقدة في سورية حجر عثرة كبير. دعم ألمانيا للقوات الكردية قد يشكل عائقًا كبيرًا في تطور العلاقات مع دمشق، خاصة في ظل التصريحات المتباينة بين الحكومة السورية وألمانيا حول هذا الملف. •الوضع في السويداء: التوترات في منطقة السويداء بسبب النزاع العرقي والطائفي قد تشكل تهديدًا لاستقرار سورية، مما يمنع تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة في هذه المناطق. •إصلاحات محدودة: قد تستمر الحكومة السورية الجديدة في بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية المحدودة، لكن لن يكون هناك التزام كبير بالتغيير العميق، مما يعوق تنفيذ خطط التعاون على نطاق واسع. التعاون المحتمل •الاستثمار في مشاريع محدودة: قد تقتصر الاستثمارات الألمانية على بعض المشاريع المحدودة في قطاع الطاقة، مثل الطاقة المتجددة، و المياه، إضافة إلى المشاريع الإنسانية الخاصة بإعادة الإعمار في المناطق الأكثر أمانًا. •المساعدات التنموية: ستستمر ألمانيا في تقديم المساعدات الإنسانية وبرامج التنمية عبر مؤسسات مثل GIZ، مع التركيز على التعليم، الصحة، و البنية التحتية بشكل عام. •اللاجئون السوريون: ألمانيا قد تواصل العمل على ملف اللاجئين السوريين، لكنها ستكون حريصة على تنفيذ برنامج عودة متدرج يعتمد على الاستقرار الداخلي في سورية. 3. سيناريو فشل التقارب: العودة إلى القطيعة في هذا السيناريو، إذا استمرت التوترات السياسية والأمنية في سورية، فإن العلاقات مع ألمانيا قد تعود إلى حالة القطيعة مرة أخرى، مما يؤدي إلى تأجيل المشاريع الاقتصادية الكبرى وتجميد أي تعاون استثماري في المدى القريب. خاتمة إن اهتمام ألمانيا بسورية الجديدة يعكس تحولًا مهمًا في السياسة الخارجية الألمانية تجاه منطقة الشرق الأوسط. مع التحديات والفرص التي يحملها المستقبل، تبقى سورية أمام مفترق طرق في طريقها نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي. ألمانيا، من خلال استثماراتها في مجالات الطاقة، الصحة، والبنية التحتية، قد تكون أحد اللاعبين الرئيسيين في إعادة إعمار سورية ودمجها في الاقتصاد الإقليمي والدولي. مع ذلك، لا تزال هناك عقبات عديدة قد تعيق هذا التعاون، خاصة في ظل الملفات السياسية المعقدة مثل قضية الأكراد والوضع في السويداء. إلا أن التزام ألمانيا بإعادة بناء سورية يتجاوز مجرد الأهداف الاقتصادية، ليشمل تعزيز الاستقرار الإقليمي والمساهمة في إيجاد حلول طويلة الأمد لقضية اللاجئين. في النهاية، فإن مستقبل العلاقات الألمانية – السورية يعتمد بشكل كبير على التوازن بين الاستقرار الداخلي في سورية والتزامها بالإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية. إن التعاون البناء بين البلدين سيشكل خطوة أساسية نحو سورية جديدة، لا فقط في خارطتها السياسية، بل أيضًا في دورها الحيوي في استقرار المنطقة وتطورها الاقتصادي.

سرايا الإخبارية
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- سرايا الإخبارية
6 معلومات مهمة .. عليك معرفتها عن الانتخابات الألمانية
سرايا - من المتوقع أن تسفر الانتخابات الألمانية، اليوم الأحد، عن هزيمة ساحقة للمستشار الحالي أولاف شولتس، ووضع منافس قديم للمستشارة السابقة أنغيلا ميركل على الطريق ليصبح زعيماً للبلاد، وجعل حزب اليمين ثاني أقوى قوة في البرلمان. وأدناه 6 أمور مهمة يجب معرفتها عن الانتخابات الألمانية 1 - مكاسب متوقعة لليمين فقد احتل "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المناهض للهجرة المركز الثاني في استطلاعات الرأي لعدة أشهر خلف المحافظين، حيث تراوحت نسبة تصويته بين 20 و22 في المائة. وستكون مثل هذه النتيجة إذ تحقق عقب انتهاء النهار الانتخابي الطويل اليوم، بمثابة قفزة هائلة للحزب الذي دخل البرلمان لأول مرة في عام 2017 بنسبة 12.6 في المائة. كما سيكون الأمر بمثابة صدمة لألمانيا، حيث كان دعم السياسيين الذين يدافعون عن المواقف القومية المناهضة للتعددية يعتبر من المحرمات بالنسبة لجزء كبير من المجتمع منذ الحرب العالمية الثانية. لكن فرص وصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى السلطة في هذه الدورة الانتخابية تظل منخفضة للغاية. فقد رفضت أحزاب أخرى الشراكة معه في محادثات الائتلاف بعد الانتخابات. فيما لم يكن الدعم الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحزب كافياً لتعزيز قوة الحزب في الدفعة الأخيرة من الحملة الانتخابية. 2- توقعات بفوز فريدريش ميرز ولا ينتخب الناخبون في ألمانيا المستشار بشكل مباشر، بل إنهم يحددون مجلس النواب، من خلال التصويت لممثل جغرافي وكذلك لقائمة حزبية. ثم ينتخب البرلمان مستشارا بعد توقيع اتفاق ائتلافي وختمه. وفي هذه الانتخابات، يكون فريدريش ميرز في أفضل وضع ليكون ذلك الشخص. وينتمي ميرز إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، وهو نفس الحزب الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنغيلا ميركل. لكنه جر حزبهم إلى اليمين أكثر، وخاصة فيما يتعلق بسياسة الهجرة، ففي الشهر الماضي انتقدته علنا لاعتماده على دعم اليمين المتطرف لتمرير اقتراح الهجرة في البرلمان. كذلك يعتبر ميرز من أنصار الشراكة عبر الأطلسي منذ فترة طويلة، وقد شكك في موثوقية الولايات المتحدة كشريك في أعقاب التعليقات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس. كما يؤيد زيادة الإنفاق الدفاعي ولكنه اقترح خفض المزايا المقدمة للاجئين الأوكرانيين في ألمانيا. ومن بين أكبر التحديات التي يواجهها معالجة أزمة الميزانية في بلاده وتوقف الاقتصاد. هذا ويبلغ من العمر 69، وسيكون بالتالي المستشار الأكبر سنا في ألمانيا منذ كونراد أديناور في عام 1949، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست". 3- تشيكل الحكومة قد يستغرق شهوراً في موازاة ذلك سيكون التحدي الأول الذي يواجه ميرز إذا فاز المحافظون، تشكيل حكومة. ويحصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزبه الشقيق البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، على 32% من الأصوات في استطلاعات رأي الناخبين. وسيحتاجان إلى شريك ائتلافي أو شركاء لتحقيق الأغلبية. في الأثناء استمرت أطول محادثات الائتلاف في ألمانيا الموحدة لمدة ستة أشهر تقريبًا قبل تشكيل حكومة ميركل النهائية. وهذه المرة، مع القضايا العالمية والمحلية الملحة، ستسعى الأحزاب إلى إنهاء المحادثات في غضون شهرين. وبما أن ميرز استبعد تشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، فإن التركيبات الأكثر ترجيحا هي "ائتلاف كبير" مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار أولاف شولتس أو حكومة "سوداء-خضراء" مع حزب الخضر. 4- تصويت مبكر وعادة ما تُجرى الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا كل أربع سنوات. كان من المقرر في الأصل أن تُعقد هذه الجولة في الخريف، ولكن تم تقديمها بعد انهيار الحكومة الأخيرة في نوفمبر. في حين كان "ائتلاف إشارات المرور" من يسار الوسط - المكون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر والديمقراطيين الأحرار النيوليبراليين - هشًا منذ وصوله إلى السلطة لأول مرة في أواخر عام 2021. وازداد الصراع الداخلي مع ركود الاقتصاد الألماني وتحقيق حزب البديل لألمانيا مكاسب تاريخية في انتخابات الولايات في الشرق. بلغ الخلاف حول ميزانية 2025 ذروته في نهاية المطاف في مواجهة درامية غير معهودة، حيث أقال شولتس وزير ماليته، زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر. 5- الهجرة والاقتصاد إلى ذلك مهد الشعور العام بالضيق بين الناخبين الطريق لحملة انتخابية قصيرة تركز على مشاكل أكبر اقتصاد في أوروبا. ولكن ثلاث هجمات شنها مواطنون غير ألمان دفعت بقضية الهجرة واللجوء والأمن الداخلي إلى قمة أجندة الحملة. ولعبت الشؤون العالمية دوراً أقل، على الرغم من تحركات إدارة ترامب لقطع أوروبا عن المفاوضات مع روسيا بشأن السلام في أوكرانيا وتهديداتها بالانسحاب من الالتزامات الأمنية الأميركية في أوروبا. 6- أداء اليسار قد يقدم عنصر المفاجأة وقبل أسابيع فقط، بدا من غير المرجح أن يتجاوز حزب اليسار الألماني عتبة الخمسة في المائة اللازمة للاحتفاظ بمقاعد في البرلمان. فيما عانى من الانقسامات الداخلية وظهور حزب شعبوي يساري جديد بقيادة المشرعة السابقة سارة فاجينكنيخت. لكن زيادة الزخم الذي يقوده الشباب عزز عضوية الحزب وأثار ارتفاعا في استطلاعات الرأي المتأخرة. ومع التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية مثل الإسكان بأسعار معقولة وفرض الضرائب على الأثرياء، يجتذب دي لينك الناخبين المحبطين من الديمقراطيين الاجتماعيين من يسار الوسط والخضر. بينما يقدم أيضا معارضة قوية لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني. وحتى إن استطلاعات الرأي بدأت تشير إلى احتمال طفيف لتشكيل ائتلاف "أحمر-أحمر-أخضر" حيث يوحد الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر وحزب اليسار، والذي قد يتجاوز ميرز بالكامل، مما يترك المحافظين في المعارضة مع حزب البديل من أجل ألمانيا.

العربية
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العربية
6 أمور مهمة.. ماذا نعرف عن الانتخابات الألمانية؟
من المتوقع أن تسفر الانتخابات الألمانية ، اليوم الأحد، عن هزيمة ساحقة للمستشار الحالي أولاف شولتس، ووضع منافس قديم للمستشارة السابقة أنغيلا ميركل على الطريق ليصبح زعيماً، وجعل حزب اليمين ثاني أقوى قوة في البرلمان. وأدناه 6 أمور مهمة يجب معرفتها عن الانتخابات الألمانية وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست". 1 - مكاسب متوقعة لليمين فقد احتل "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المناهض للهجرة المركز الثاني في استطلاعات الرأي لعدة أشهر خلف المحافظين، حيث تراوحت نسبة تصويته بين 20 و22 في المائة. وستكون مثل هذه النتيجة بمثابة قفزة هائلة للحزب الذي دخل البرلمان لأول مرة في عام 2017 بنسبة 12.6 في المائة. كما سيكون الأمر بمثابة صدمة لألمانيا، حيث كان دعم السياسيين الذين يدافعون عن المواقف القومية المناهضة للتعددية يعتبر من المحرمات بالنسبة لجزء كبير من المجتمع منذ الحرب العالمية الثانية. لكن فرص وصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى السلطة في هذه الدورة الانتخابية تظل منخفضة للغاية. فقد رفضت أحزاب أخرى الشراكة معه في محادثات الائتلاف بعد الانتخابات. فيما لم يكن الدعم الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحزب كافياً لتعزيز قوة الحزب في الدفعة الأخيرة من الحملة الانتخابية. 2- توقعات بفوز فريدريش ميرز ولا ينتخب الناخبون في ألمانيا المستشار بشكل مباشر، بل إنهم يحددون مجلس النواب، من خلال التصويت لممثل جغرافي وكذلك لقائمة حزبية. ثم ينتخب البرلمان مستشارا بعد توقيع اتفاق ائتلافي وختمه. وفي هذه الانتخابات، يكون فريدريش ميرز في أفضل وضع ليكون ذلك الشخص. وينتمي ميرز إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، وهو نفس الحزب الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنغيلا ميركل. لكنه جر حزبهم إلى اليمين أكثر، وخاصة فيما يتعلق بسياسة الهجرة، ففي الشهر الماضي انتقدته علنا لاعتماده على دعم اليمين المتطرف لتمرير اقتراح الهجرة في البرلمان. كذلك يعتبر ميرز من أنصار الشراكة عبر الأطلسي منذ فترة طويلة، وقد شكك في موثوقية الولايات المتحدة كشريك في أعقاب التعليقات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس. وهو يؤيد زيادة الإنفاق الدفاعي ولكنه اقترح خفض المزايا المقدمة للاجئين الأوكرانيين في ألمانيا. ومن بين أكبر التحديات التي يواجهها معالجة أزمة الميزانية في بلاده وتوقف الاقتصاد. في سن التاسعة والستين، سيكون المستشار الأكبر سنا في ألمانيا منذ كونراد أديناور في عام 1949. 3- تشيكل الحكومة قد يستغرق شهوراً في موازاة ذلك سيكون التحدي الأول الذي يواجه ميرز إذا فاز المحافظون، تشكيل حكومة. ويحصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزبه الشقيق البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، على 32% من الأصوات في استطلاعات رأي الناخبين. وسيحتاجان إلى شريك ائتلافي أو شركاء لتحقيق الأغلبية. في الأثناء استمرت أطول محادثات الائتلاف في ألمانيا الموحدة لمدة ستة أشهر تقريبًا قبل تشكيل حكومة ميركل النهائية. وهذه المرة، مع القضايا العالمية والمحلية الملحة، ستسعى الأحزاب إلى إنهاء المحادثات في غضون شهرين. وبما أن ميرز استبعد تشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، فإن التركيبات الأكثر ترجيحا هي "ائتلاف كبير" مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار أولاف شولتس أو حكومة "سوداء-خضراء" مع حزب الخضر. 4- تصويت مبكر وعادة ما تُجرى الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا كل أربع سنوات. كان من المقرر في الأصل أن تُعقد هذه الجولة في الخريف، ولكن تم تقديمها بعد انهيار الحكومة الأخيرة في نوفمبر. في حين كان "ائتلاف إشارات المرور" من يسار الوسط - المكون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر والديمقراطيين الأحرار النيوليبراليين - هشًا منذ وصوله إلى السلطة لأول مرة في أواخر عام 2021. وازداد الصراع الداخلي مع ركود الاقتصاد الألماني وتحقيق حزب البديل لألمانيا مكاسب تاريخية في انتخابات الولايات في الشرق. بلغ الخلاف حول ميزانية 2025 ذروته في نهاية المطاف في مواجهة درامية غير معهودة، حيث أقال شولتس وزير ماليته، زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر. 5- الهجرة والاقتصاد إلى ذلك مهد الشعور العام بالضيق بين الناخبين الطريق لحملة انتخابية قصيرة تركز على مشاكل أكبر اقتصاد في أوروبا. ولكن ثلاث هجمات شنها مواطنون غير ألمان دفعت بقضية الهجرة واللجوء والأمن الداخلي إلى قمة أجندة الحملة. ولعبت الشؤون العالمية دوراً أقل، على الرغم من تحركات إدارة ترامب لقطع أوروبا عن المفاوضات مع روسيا بشأن السلام في أوكرانيا وتهديداتها بالانسحاب من الالتزامات الأمنية الأميركية في أوروبا. 6- أداء اليسار قد يقدم عنصر المفاجأة وقبل أسابيع فقط، بدا من غير المرجح أن يتجاوز حزب اليسار الألماني عتبة الخمسة في المائة اللازمة للاحتفاظ بمقاعد في البرلمان. فيما عانى من الانقسامات الداخلية وظهور حزب شعبوي يساري جديد بقيادة المشرعة السابقة سارة فاجينكنيخت. لكن زيادة الزخم الذي يقوده الشباب عزز عضوية الحزب وأثار ارتفاعا في استطلاعات الرأي المتأخرة. ومع التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية مثل الإسكان بأسعار معقولة وفرض الضرائب على الأثرياء، يجتذب دي لينك الناخبين المحبطين من الديمقراطيين الاجتماعيين من يسار الوسط والخضر. بينما يقدم أيضا معارضة قوية لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني. وحتى إن استطلاعات الرأي بدأت تشير إلى احتمال طفيف لتشكيل ائتلاف "أحمر-أحمر-أخضر" حيث يوحد الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر وحزب اليسار، والذي قد يتجاوز ميرز بالكامل، مما يترك المحافظين في المعارضة مع حزب البديل من أجل ألمانيا.