منذ 3 أيام
مزادات الساعات الرقمية.. 'ترند' قوي بحاجة إلى تشريعات
من خلف شاشات الهواتف وأجهزة الحاسوب، يخوض آلاف الهواة والمستثمرين في الخليج العربي تجارب شراء وبيع نادرة، ضمن مزادات إلكترونية متخصصة في الساعات الفاخرة، تشهد حضورًا إقليميًا متزايدًا وتحقيقات لأسعار قياسية. فقد باتت المنصات الرقمية اليوم البديل العصري لصالات المزاد التقليدية، مستفيدة من التطور التكنولوجي وثقة المتعاملين في أنظمة الدفع الآمن والتوثيق الرقمي.
وفي البحرين تنامى نشاط هذا النوع من المزادات بشكل ملحوظ، مدفوعًا بوعي السوق، وتوافر البنية الرقمية، وتزايد عدد هواة اقتناء الساعات النادرة. كما تُعد المملكة من الدول الرائدة في دعم الابتكار الرقمي، وهو ما شجع على نمو هذا القطاع فيها بوتيرة متسارعة، وتُخطط بعض المنصات المحلية للتوسع الإقليمي، عبر تقديم تطبيقات ذكية وخدمات مزايدة فورية تتناسب مع السوق الخليجية المتطلبة.
ولم تعد المزادات الإلكترونية للساعات الفاخرة في الخليج العربي ظاهرة عابرة، بل سوقا متكاملة في طور النضج، تجمع بين الشغف بالتفاصيل الدقيقة وروح الاستثمار الذكي، مدفوعة بثقة متزايدة في المنصات الرقمية، وتحول جذري في سلوك المستهلك الخليجي الباحث عن التميز والفرادة.
كما أن المزادات الإلكترونية للساعات تمثل نموذجًا صاعدًا لاقتصاد الرفاهية الرقمي في الخليج، يجمع بين الذوق والاستثمار والتقنية، ويتطلب تطوير هذا القطاع مزيدًا من التنظيم، والمعايير المهنية، والحماية القانونية للمستهلكين؛ لضمان استدامته وثقة المتعاملين فيه، بحسب عدد من المستهلكين المهتمين بهذا القطاع.
جائحة كورونا
منصات مثل 'TimeBid' ،'GulfLux'، و 'ساعة كوم'، أصبحت وجهات رئيسة لمحبي الساعات في الخليج، إذ توفر تجارب مزايدة شفافة ومفتوحة، مع خدمات احترافية تشمل تقييم الساعة، توثيق أصالتها، وتوصيلها بشكل آمن للمشتري.
ويقول علي الشهابي، وهو مؤسس إحدى المنصات البحرينية الناشئة 'أن التحول الرقمي في سوق الساعات لم يكن خيارًا، بل ضرورة فرضتها التغيرات في سلوك الشراء، خاصة بعد جائحة كورونا، واليوم لدينا عملاء من مختلف دول الخليج يشاركون في المزادات خلال دقائق'.
تقييم احترافي
تعتمد المنصات الإلكترونية على فرق متخصصة من خبراء الساعات لتوثيق كل قطعة قبل عرضها، إلى جانب إصدار شهادة أصالة رقمية (Digital Certificate of Authenticity)، وتقييم تقني دقيق يعزز شفافية المزاد وثقة المشترين.
كما تتيح هذه المزادات للمستخدمين مراجعة تاريخ الساعة، وعدد ملاكها السابقين، وتوافر العلبة الأصلية والوثائق، وكلها عوامل تؤثر مباشرة في السعر النهائي.
شهدت بعض المزادات أخيرا تسجيل أسعار قياسية لقطع نادرة، ففي مزاد رقمي أقيم على منصة إماراتية، بيعت ساعة 'أوديمار بيغيه رويال أوك' نادرة بسعر تجاوز 100 ألف دولار، بينما تخطّت ساعة 'رولكس باتمان' حاجز 75 ألف دولار في مزاد بحريني إلكتروني.
ويؤكد محمد العلي أن المنصات الرقمية لم تعد حكرًا على المتخصصين، بل أصبحت فرصة للهواة والمستثمرين الجدد لدخول هذا العالم بشفافية ومرونة، ومن دون الحاجة للوجود الفعلي.
الغش الإلكتروني
وعلى رغم هذا النجاح تواجه المنصات تحديات في التصدي للساعات المقلدة أو تلك التي يتم التلاعب بتفاصيلها إلكترونيًا، وتستثمر الشركات في أدوات فحص رقمية، وخبراء معتمدين؛ لتفادي أي حالات احتيال قد تضر بسمعة المنصة أو تؤثر على ثقة الجمهور.