أحدث الأخبار مع #أوزيراك


جفرا نيوز
منذ 6 أيام
- سياسة
- جفرا نيوز
لماذا باكستان الآن؟ (2-2)
جفرا نيوز - قوس الخطر الثالث على إسرائيل كان البلدان الهند وباكستان بلداً واحداً تحت الحكم البريطاني وقبل أن يرحل المستعمرون اعترفوا بباكستان كدولة اسلامية وبالهند كدولة هندوسية. وكان ذلك العام 1947. إنها سياستهم في كل البلاد التي استعمروها «فرّق تسد» تماماً كما فعلوا بوطننا العربي. ولم يكتفوا بذلك بل في العام 1971 اقتطعوا، بالتعاون مع الهند، من الدولة الاسلامية جزأها الشرقي وأسموه بنغلاديش. وكعادة الانجليز وضعوا على حدود كل دولة « لغماً حدودياً « يفجروه عندما يشاؤون. كشمير من أقوى الألغام التي وضعوها على حدود الهند وباكستان. وكلما زادت باكستان قوة فجروا اللغم، كما يحدث اليوم. باكستان منذ رئيسها الأول محمد علي جناح اتخذت موقفاً مسانداً للقضايا العربية الاسلامية. وهي خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان الذين يشكل المسلمون 95% من سكانها. عندما أجرت الهند أول تجربة نووية العام 1974 عملت باكستان على امتلاك سلاح نووي. ويقدر ما تملكه الآن بـ 160 رأساً نووياً. ويعود الفضل في ذلك الى عبد القدير خان المعروف بـ « أبو القنبلة النووية الباكستانية «. لم يكتفِ الاستعمار بوضع الألغام الحدودية بين العرب بل زرعوا في قلبهم كياناً سرطانياً أسموه «إسرائيل». لا تعترف باكستان بإسرائيل حتى الآن، وقد صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين العام 1947. وأثناء زيارة للهند العام 2018 قال نتنياهو، ما غيره، إن إسرائيل ليست عدواً لباكستان متسائلاً بخبث، لماذا تعادي باكستان إسرائيل؟! فيما الهند اعترفت باسرائيل العام 1950 أي بعد سنتين من إنشائها. ومنذ السابع من أكتوبر وأحداث غزة تقدم الهند لإسرائيل مساعدات عسكرية كبيرة احد مجالاتها طائرات بدون طيار من طراز هيرمس 300، إضافة للمساعدات الاقتصادية واللوجستية. نتنياهو التلمودي الذي يريد تغيير خريطة الشرق الاوسط وفقاً للأساطير يرى في باكستان عدواً مستقبلياً على اسرائيل لكنه مشغول الآن في ايران ويرى في امتلاكها السلاح النووي خطراً وجودياً على اسرائيل. وفق المفهوم الصهيوني المتطرف تشكل القوس الثالث للخطر على اسرائيل. انتهت من القوس الأول «دول الصمود والتصدي « بما فيها العراق الذي ضربت مفاعل تموز المعروف باسم مفاعل أوزيراك في 7 حزيران العام ،1981 وها هو نتنياهو يحرض ترمب على ضرب ايران، قوس الخطر الثاني. باكستان الدولة الاسلامية النووية على القائمة. وللأسف تلعب الهند دوراً رئيسياً في هذا المخطط الشيطاني ضد كل من يدرك أن إسرائيل تتصرف وفق نظرية «الأغيار» أي كل من هو غير يهودي يجب أن يكون مقتولاً أو عبداً لهم!


أخبارنا
منذ 7 أيام
- سياسة
- أخبارنا
رشاد ابو داود : لماذا باكستان الآن؟ (2-2)
أخبارنا : قوس الخطر الثالث على إسرائيل كان البلدان الهند وباكستان بلداً واحداً تحت الحكم البريطاني وقبل أن يرحل المستعمرون اعترفوا بباكستان كدولة اسلامية وبالهند كدولة هندوسية. وكان ذلك العام 1947. إنها سياستهم في كل البلاد التي استعمروها «فرّق تسد» تماماً كما فعلوا بوطننا العربي. ولم يكتفوا بذلك بل في العام 1971 اقتطعوا، بالتعاون مع الهند، من الدولة الاسلامية جزأها الشرقي وأسموه بنغلاديش. وكعادة الانجليز وضعوا على حدود كل دولة « لغماً حدودياً « يفجروه عندما يشاؤون. كشمير من أقوى الألغام التي وضعوها على حدود الهند وباكستان. وكلما زادت باكستان قوة فجروا اللغم، كما يحدث اليوم. باكستان منذ رئيسها الأول محمد علي جناح اتخذت موقفاً مسانداً للقضايا العربية الاسلامية. وهي خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان الذين يشكل المسلمون 95% من سكانها. عندما أجرت الهند أول تجربة نووية العام 1974 عملت باكستان على امتلاك سلاح نووي. ويقدر ما تملكه الآن بـ 160 رأساً نووياً. ويعود الفضل في ذلك الى عبد القدير خان المعروف بـ « أبو القنبلة النووية الباكستانية «. لم يكتفِ الاستعمار بوضع الألغام الحدودية بين العرب بل زرعوا في قلبهم كياناً سرطانياً أسموه «إسرائيل». لا تعترف باكستان بإسرائيل حتى الآن، وقد صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين العام 1947. وأثناء زيارة للهند العام 2018 قال نتنياهو، ما غيره، إن إسرائيل ليست عدواً لباكستان متسائلاً بخبث، لماذا تعادي باكستان إسرائيل؟! فيما الهند اعترفت باسرائيل العام 1950 أي بعد سنتين من إنشائها. ومنذ السابع من أكتوبر وأحداث غزة تقدم الهند لإسرائيل مساعدات عسكرية كبيرة احد مجالاتها طائرات بدون طيار من طراز هيرمس 300، إضافة للمساعدات الاقتصادية واللوجستية. نتنياهو التلمودي الذي يريد تغيير خريطة الشرق الاوسط وفقاً للأساطير يرى في باكستان عدواً مستقبلياً على اسرائيل لكنه مشغول الآن في ايران ويرى في امتلاكها السلاح النووي خطراً وجودياً على اسرائيل. وفق المفهوم الصهيوني المتطرف تشكل القوس الثالث للخطر على اسرائيل. انتهت من القوس الأول «دول الصمود والتصدي « بما فيها العراق الذي ضربت مفاعل تموز المعروف باسم مفاعل أوزيراك في 7 حزيران العام ،1981 وها هو نتنياهو يحرض ترمب على ضرب ايران، قوس الخطر الثاني. باكستان الدولة الاسلامية النووية على القائمة. وللأسف تلعب الهند دوراً رئيسياً في هذا المخطط الشيطاني ضد كل من يدرك أن إسرائيل تتصرف وفق نظرية «الأغيار» أي كل من هو غير يهودي يجب أن يكون مقتولاً أو عبداً لهم! ــ الدستور

الدستور
منذ 7 أيام
- سياسة
- الدستور
لماذا باكستان الآن؟ (2-2)
قوس الخطر الثالث على إسرائيل كان البلدان الهند وباكستان بلداً واحداً تحت الحكم البريطاني وقبل أن يرحل المستعمرون اعترفوا بباكستان كدولة اسلامية وبالهند كدولة هندوسية. وكان ذلك العام 1947. إنها سياستهم في كل البلاد التي استعمروها «فرّق تسد» تماماً كما فعلوا بوطننا العربي. ولم يكتفوا بذلك بل في العام 1971 اقتطعوا، بالتعاون مع الهند، من الدولة الاسلامية جزأها الشرقي وأسموه بنغلاديش. وكعادة الانجليز وضعوا على حدود كل دولة « لغماً حدودياً « يفجروه عندما يشاؤون. كشمير من أقوى الألغام التي وضعوها على حدود الهند وباكستان. وكلما زادت باكستان قوة فجروا اللغم، كما يحدث اليوم. باكستان منذ رئيسها الأول محمد علي جناح اتخذت موقفاً مسانداً للقضايا العربية الاسلامية. وهي خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان الذين يشكل المسلمون 95% من سكانها. عندما أجرت الهند أول تجربة نووية العام 1974 عملت باكستان على امتلاك سلاح نووي. ويقدر ما تملكه الآن بـ 160 رأساً نووياً. ويعود الفضل في ذلك الى عبد القدير خان المعروف بـ « أبو القنبلة النووية الباكستانية «. لم يكتفِ الاستعمار بوضع الألغام الحدودية بين العرب بل زرعوا في قلبهم كياناً سرطانياً أسموه «إسرائيل». لا تعترف باكستان بإسرائيل حتى الآن، وقد صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين العام 1947. وأثناء زيارة للهند العام 2018 قال نتنياهو، ما غيره، إن إسرائيل ليست عدواً لباكستان متسائلاً بخبث، لماذا تعادي باكستان إسرائيل؟! فيما الهند اعترفت باسرائيل العام 1950 أي بعد سنتين من إنشائها. ومنذ السابع من أكتوبر وأحداث غزة تقدم الهند لإسرائيل مساعدات عسكرية كبيرة احد مجالاتها طائرات بدون طيار من طراز هيرمس 300، إضافة للمساعدات الاقتصادية واللوجستية. نتنياهو التلمودي الذي يريد تغيير خريطة الشرق الاوسط وفقاً للأساطير يرى في باكستان عدواً مستقبلياً على اسرائيل لكنه مشغول الآن في ايران ويرى في امتلاكها السلاح النووي خطراً وجودياً على اسرائيل. وفق المفهوم الصهيوني المتطرف تشكل القوس الثالث للخطر على اسرائيل. انتهت من القوس الأول «دول الصمود والتصدي « بما فيها العراق الذي ضربت مفاعل تموز المعروف باسم مفاعل أوزيراك في 7 حزيران العام ،1981 وها هو نتنياهو يحرض ترمب على ضرب ايران، قوس الخطر الثاني. باكستان الدولة الاسلامية النووية على القائمة. وللأسف تلعب الهند دوراً رئيسياً في هذا المخطط الشيطاني ضد كل من يدرك أن إسرائيل تتصرف وفق نظرية «الأغيار» أي كل من هو غير يهودي يجب أن يكون مقتولاً أو عبداً لهم!


شفق نيوز
منذ 7 أيام
- سياسة
- شفق نيوز
هل تتكرر في إيران؟.. "شبح" المفاعل النووي العراقي يلاحق إسرائيل والعالم
شفق نيوز/ استعاد موقع "حروب صغيرة جورنال" الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، تدمير مفاعل تموز "أوزيراك" النووي العراقي في العام 1981، في محاولة لفهم عقلية تفكير إسرائيل الأمني الذي جعلها تهاجم بغداد في ذلك الوقت، والأسباب التي قد تدفعها لمحاولة تكرار الهجوم على إيران حالياً، بالرغم من الفوارق الواسعة بين ظروف تلك المرحلة وقدرات سلاح الجو الإسرائيلي واتساع نطاق البرنامج النووي الإيراني. واعتبر التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيو، أن إمكانية تحييد البرنامج النووي الإيراني بعيدة كل البعد عن الضربة الحاسمة الوحيدة المتمثلة في "عملية أوبرا" التي دمرت المفاعل العراقي، مرجحاً أن الهجوم على البرنامج النووي الإيراني، قد يتطلب حملة جوية مطولة، تتخطى الضربات الجوية الجراحية، لتشمل العمليات السيبرانية وغيرها من أشكال الحرب. ووصف التقرير إيران بأنها في أضعف حالاتها حالياً بسبب أوضاعها الداخلية والعقوبات الأمريكية واغتيالات علمائها وتدهور دفاعاتها الجوية، مضيفاً أن إسرائيل تحاول دفع القوى العظمى وتحديداً الولايات المتحدة، للمواجهة مع إيران، وهو التقاء عوامل يضع إسرائيل أمام معضلة معقدة ويذكّر بالحدث الكبير في الماضي وهو الغارة الجوية عام 1981 على مفاعل "أوزيراك" العراقي. التحديات العملياتية وبحسب التقرير فإن إسرائيل نجحت من خلال ذلك الهجوم في تحييد طموحات صدام حسين النووية، إلا أنه أضاف أن "تطبيق نهج مماثل في التعامل مع إيران حالياً، محفوف بمخاطر وشكوك أعظم بكثير". وقارن التقرير الخصائص المتعلقة بعملية "أوزيراك" ومدى ارتباطها بالمأزق الحالي الذي تعيشه إسرائيل بالنظر إلى التحدي المختلف بشكل هائل الذي تفرضه إيران على المسرح العالمي اليوم، مضيفاً أنه برغم أن التحديات العملياتية قد تكون مختلفة بدرجة كبيرة، إلا أن "بصمة أوزيراك" على الحسابات الإستراتيجية تجعلها ذات أهمية دائمة بالنسبة لإسرائيل. وذكر التقرير أن طائرات إسرائيلية مقاتلة نفذت في 7 حزيران/ يونيو 1981، "عملية أوبرا" حيث دمرت خلال دقائق مفاعل "أوزيراك" النووي بالقرب من بغداد، والذي كان على وشك الانتهاء ويعتقد أنه كان قريباً من إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة، مشيراً إلى أن هذه العملية، التي جرت بدقة وسرعة جراحية، أظهرت التزام الجيش الإسرائيلي بحرمان أعدائه من أي قدرة نووية، بغض النظر عن العواقب المحتملة. ظهيرة يوم الأحد ولفت التقرير إلى التخطيط الذي استمر لسنوات، وسرعة تنفيذ العملية بعد جمع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية معلومات حول تصميم المفاعل والتقدم في عملية البناء، وأنظمة الدفاع الجوي، ما مكن سلاح الجو من التخطيط لهجوم سريع، والحد من مخاطر الانكشاف والاعتراض، بينما تعزز عنصر المفاجأة من سرعة العملية واختيار ظهيرة يوم الأحد الذي كان يعتقد أن الدفاعات العراقية فيه أقل يقظة. وأشار التقرير إلى أن المقاتلات الإسرائيلية حلقت على ارتفاع منخفض تحت مدى الرادار الأردني، وعبرت فوق المجال الجوي السعودي. وأضاف أن هذه المقامرة المحسوبة حققت ثمارها، حيث فاجأت الدفاعات، مضيفاً أن هذه السرعة لم تكن مجرد استعراض للمهارات العسكرية، وأنما كانت ضرورة إستراتيجية، حيث أنه بمرور كل يوم، كان مفاعل "أوزيراك" يقترب من التحول إلى تهديد لا يمكن تحمله حيث أن إسرائيل لم يعد بمقدورها تقبل المخاطر المتزايدة المتمثلة بالتقاعس عن العمل، بينما تراجعت أهمية العواقب المحتملة لضربة عسكرية، مقارنة بصدام حسين المسلح نووياً. قرار منفرد وذكر التقرير أن الجرأة التي ميزت "عملية اوبرا"، أثارت صدمات في أنحاء المجتمع الدولي كافة، حيث واجه الهجوم الذي تم تنفيذه من دون مشاورات مسبقة أو موافقة من أي قوة عالمية، إدانات واسعة، حتى من أقرب حلفاء إسرائيل، بينما أدان مجلس الامن الدولي بالإجماع الهجوم باعتباره "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي". ولفت التقرير إلى أن لجوء إسرائيل إلى "الاعتماد على الذات"، دفعته عوامل مثل التهديد الوجودي الذي يشكله عراق مسلح نووياً في عهد صدّام حسين، وتعهد إسرائيل بمنع أي دولة معادية من اكتساب القدرة على تهديد وجودها ذاته، وشكوك إسرائيل إزاء الضمانات الدولية وفعالية الدبلوماسية في احتواء خصم مثل صدام حسين، بالإضافة إلى فشل المجتمع الدولي في منع الفظائع السابقة ضد الشعب اليهودي. وأضاف التقرير أنه برغم فعالية هذ التصرف الأحادي في تحييد التهديد المباشر، إلا أن الهجوم كانت له آثار إستراتيجية دائمة، وتسبب في توتر علاقات إسرائيل مع حلفائها الرئيسيين، وعزز صورتها كدولة مارقة، بينما شكل سابقة في ما يتعلق بالضربات الاستباقية مستقبلاً، والتي ما تزال تثير الجدل حتى يومنا هذا. وأشار التقرير إلى نقاط الضعف التي كان يعاني منها العراق في ذلك الوقت، مما منعه من الرد على إسرائيل، بما في ذلك خصوصاً الحرب مع إيران التي حدت من قدرته على فتح جبهة أخرى. وتابع قائلاً إن الضغط الدولي ساهم أيضاً في منع اندلاع حريق أوسع، مشيراً إلى أنه برغم أن الولايات المتحدة انتقدت في البداية الهجوم الإسرائيلي، إلا أنه مارست في الوقت نفسه ضغوطاً دبلوماسية على بغداد لضبط النفس، مضيفاً أن الإانة العالمية للهجوم، إلى جانب القلق من صراع إقليمي خارج عن السيطرة، ساهمت كلها في قرار العراق تجنب المزيد من التصعيد. التحدي الحالي وذكر التقرير أن البيئة العملياتية والموقف الإستراتيجي لإسرائيل تبدلت بشكل كبير منذ العام 1981، مضيفاً أن تعقيدات البرنامج الإيراني والمشهد الجيوسياسي يستلزم نهجاً مختلفاً، ولهذا يشير التقرير إلى أنه من المؤكد أن تكرار "عملية أوبرا" بالسرعة وبالطريقة الأحادية والتداعيات التي تم احتواؤها، هو احتمال غير مرجح الآن. وأوضح التقرير أن البرنامج النووي الإيراني يتناقض مع جهود العراق الأولية في العام 1981، حيث أن البرنامج الإيراني أكثر تقدماً بكثير ومنتشر جغرافياً، حيث أنه يتضمن مواقع تخصيب متعددة، ومرافق بحثية، ومخزون متزايد من اليورانيوم المخصب، بينما لا تتمركز هذه المرافق في مكان واحد معرض للخطر مثل المفاعل العراقي، ومنتشرة بشكل إستراتيجي عبر الأراضي الإيرانية الواسعة، وأغلبيتها مدفون بعمق تحت الجبال مما يجعل استهدافها صعباً للغاية. وإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن إيران استثمرت بشكل كبير في تحصين بنيتها التحتية النووية، وربما تعلمت من ضربة مفاعل "أوزيراك" وغيرها من حالات التدخل العسكري، ولهذا فإن مرافقها محمية بأنظمة دفاع جوي متقدمة، ومحصنة ضد الهجمات التقليدية، ومحمية بطبقات من الأمن، مما يجعل توجيه ضربة سريعة وحاسمة، شبه مستحيل. وأضاف أن تحييد البرنامج النووي الإيراني سيكون بعيداً كل البعد عن الضربة الحاسمة والمنفردة المتمثلة في "عملية أوبرا"، وهو هجوم قد يتطلب القيام بحملة جوية طويلة، تتخطى الضربات الجوية الجراحية لتشمل أيضاً العمليات السيبرانية وغيرها من أنماط الحرب. ولفت التقرير إلى أن "النهج الأحادي" لا يمكن اتباعه الآن في ظل المناخ الجيوسياسي الحالي، وأن هناك إمكانية لاتباع نهج دبلوماسي في التعامل مع القضية النووية الإيرانية، موضحاً أنه برغم أن العمل الأحادي الجانب من جانب إسرائيل، قد يكون فعالاً في إحداث انتكاسة للبرنامج الإيراني على المدى القصير، إلا أنه من المرجح أن يؤدي إلى تنفير الحلفاء الأساسيين، وخاصة الولايات المتحدة والقوى الأوروبية التي لعبت دوراً فعالاً في مواصلة الضغط الدبلوماسي على طهران. وإلى جانب ذلك، قال التقرير إن هجوماً أحادياً من جانب إسرائيل، قد يقوض المعايير الدولية لمنع الانتشار النووي، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى تعزيز "جنون العظمة الإيراني" وإضفاء الشرعية على السردية الإيرانية حول مواجهة التهديدات الوجودية. "آيات الله" وتابع التقرير أنه من الوهم الاعتقاد أن بالإمكان احتواء التداعيات الناجمة عن الهجوم على إيران، موضحاً أنه برغم تراجع التهديد الذي يشكله وكلاء إيران إقليمياً، وبقاء القوة الحقيقية لقوتهم العسكرية التقليدية محل نقاش، فإن آيات الله لا يملكون ترف الظهور بمظهر الضعفاء في مواجهة هجوم مباشر على برنامجهم النووي، لأن هجوماً كهذا سيكون بمثابة ضربة لا يمكن تحملها لهيبتهم وشرعيتهم الداخلية، وأن بقاء النظام الإيراني يتوقف على إبراز صورة القوة والتحدي ضد التهديدات الخارجية، ما يعني أن القيادة الإيرانية ستشعر بأنها مضطرة للرد بقوة على أي ضربة إسرائيلية، حتى لو كان ذلك يعني تصعيد الصراع. وختم التقرير الأمريكي بالقول إن غارة "أوزيراك" هي تذكير بالمدى الذي ستذهب إليه إسرائيل لضمان أمنها، كما أن البرنامج النووي الإيراني يشكل "تحدياً هائلاً"، لكنه تساءل عما إذا كان هجوم "أوزيراك" قد حفر نفسه في الثقافة الإستراتيجية الإسرائيلية كدليل على اعتمادها على النفس على العمل الوقائي، وهو ما قد يعني أنه سيكون من الصعب التحرر من نموذج التفكير والعمل هذا حتى لو كان المناخ التشغيلي والسياسي يملي على إسرائيل نهجاً مختلفاً. وبعدما لفت التقرير إلى أنه ما قد يبدو لمن هم خارج إسرائيل باعتباره مقامرة غير مقبولة تتضمن مخاطر عالية، من الممكن أن ينظر إليه في داخل إسرائيل باعتباره عملاً ضرورياً للحفاظ على النفس، ولهذا فأنه حتى لو اعتبر المراقبون الخارجيون أن الضربات ضد البرنامج النووي الإيراني غير مقبولة من الناحية الإستراتيجية أو غير فعالة من الناحية العملياتية، فإن الاعتقاد القوي في جدوى العمل الوقائي يشكل عاملاً قوياً بالنسبة لإسرائيل، ولهذا يتحتم على القوى الفاعلة الخارجية وخصوصاً الولايات المتحدة، أن تأخذ بعين الاعتبار التأثير المحتمل لعملية "أوزيراك" على الثقافة الإستراتيجية الإسرائيلية وصناعة القرار. وخلص التقرير إلى القول إنه فيما يتعلق بالولايات المتحدة وموقفها من الأزمة النووية الإيرانية، فإن الاستنتاج هو أنه لا يمكن تجاهل المخاوف الأمنية الإسرائيلية، وخصوصاً تلك التي تعتبر مخاطر وجودية من وجهة نظر إسرائيل، ومن المرجح أن تكون عملية "أوزيراك" قد عززت إيمان إسرائيل بالاعتماد على النفس والعمل الوقائي، ومن تزايد احتمال تصرف إسرائيل بمفردها، وعواقب ذلك غير المتوقعة.


وكالة أنباء تركيا
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة أنباء تركيا
التعاون الخفي بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.. عداء معلن ومصالح مشتركة خفية (تقرير)
على الرغم من الخطاب العدائي الحاد الذي يتبادله النظام الإيراني والاحتلال الإسرائيلي، والتراشق الإعلامي الذي يصور الطرفين كأعداء لدودين، فإن التاريخ يكشف عن جانب آخر من العلاقة بينهما، تتسم بالتعاون الخفي والمصالح المشتركة التي تجاوزت في كثير من الأحيان الحدود الجغرافية والإيديولوجية. فمنذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979 على أنقاض نظام الشاه محمد رضا بهلوي، بدا أن العلاقات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي تقوم على ازدواجية واضحة: عداء ظاهري يخفي وراءه تعاونًا عسكريًا واقتصاديًا استمر عبر عقود. وقبل سقوط الشاه، كانت العلاقات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وثيقة بشكل علني، حيث قدم الاحتلال الإسرائيلي أسلحة متطورة ودعماً استخباراتياً لنظام الشاه عبر تعاون بين الموساد وجهاز 'السافاك' الإيراني، إلى جانب تسهيل تصدير النفط الإيراني عبر البحر الأحمر لتجاوز الحظر العربي، وفق العديد من المصادر التاريخية. لكن مع وصول الخميني إلى السلطة، تحولت العلاقة إلى عداء معلن، رغم استمرار التعاون في الخفاء. وفي هذا السياق، كشف الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي حظي بدعم المرشد الأعلى خلال فترة رئاسته (2005-2013)، عن مفارقة صادمة، حيث أشار إلى أن 'مسؤول مكافحة التجسس الإسرائيلي في جهاز الاستخبارات الإيراني كان في الواقع عميلاً لإسرائيل'، ما يعكس عمق التغلغل والتنسيق بين الطرفين. ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق عام 1980، بدأت تتضح معالم التعاون بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران بشكل أكبر. ويرى الباحثون أن واشنطن والاحتلال الإسرائيلي نسقتا سوياً لإدارة هذا الصراع بما يخدم مصالحهما، حيث لعبت صفقات الأسلحة دوراً محورياً في استمرار الحرب. وفي هذا الإطار، قال طاهر أبو نضال الأحوازي، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية لـ'وكالة أنباء تركيا' إنه 'لا يمكن إنكار التعاون السري والمعلن بين إسرائيل والنظام الإيراني، سواء في عهد الشاه أو حتى في ظل الجمهورية الإسلامية، وقد وثقت ذلك تقارير دولية وصحف عالمية كشفت عن صفقات سلاح وتعاون استخباراتي'. ومن أبرز تجليات هذا التعاون كانت في فضيحة 'إيران-كونترا (1985-1987)'، حيث باع الاحتلال الإسرائيلي أسلحة أمريكية لإيران عبر وسطاء، مقابل الإفراج عن رهائن أمريكيين في لبنان، واستخدمت الأرباح لدعم متمردي 'الكونترا' في نيكاراغوا. هذه الصفقة، التي كشفتها مجلة 'الشراع' اللبنانية عام 1986، أثبتت أن المصالح الاستراتيجية تتجاوز الخطاب العدائي، وأن الاحتلال الإسرائيلي كان يسعى لإطالة أمد الحرب لإضعاف كل من العراق وإيران، وهو ما أكده الكاتب السياسي مالك عبيد قائلاً لـ 'وكالة أنباء تركيا'، 'برز الدعم الإسرائيلي العسكري لإيران أثناء الحرب العراقية-الإيرانية بصفقة إيران-كونترا، وكان هدف إسرائيل إضعاف الدولتين، مع خشية أكبر من العراق لقربه الجغرافي وعقيدته القومية القوية'. ولم يقتصر دور الاحتلال الإسرائيلي على توريد الأسلحة إلى إيران، بل تعداه إلى استغلال الحرب لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية، فقد سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تقليص القدرات العسكرية والاقتصادية للعراق، وهو ما تجلى في ضربها لمفاعل 'أوزيراك' النووي العراقي عام 1981، مستغلة انشغال بغداد بالحرب مع إيران. وفي هذا الجانب أضاف عبيد في حديثه قائلا 'استغلت إسرائيل انشغال العراق بالحرب لتقضي على حلمه النووي، مما قلّم أظافر القوة العراقية وساهم في استمرار إيران في الحرب حتى أنهكت الدولتين'. اقتصادياً، وجد الاحتلال الإسرائيلي في إيران سوقاً مثالية لتصريف مخزونه العسكري المتهالك، ما أنعش خزينته ووفر فرص عمل لليهود، فضلاً عن الحصول على مساعدات أمريكية لتحديث ترسانته، كما استهدف الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذا الدعم تسهيل هجرة اليهود الإيرانيين، خاصة الفنيين، ما أضعف الاقتصاد الإيراني بسبب خروج رؤوس الأموال والكفاءات. وخدمت الحرب بين العراق وإيران مصالح الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير، حيث أحدثت شرخاً في الصف العربي، وانقسمت الدول العربية بين مؤيد للعراق كمصر والسعودية، ومؤيد لإيران كسوريا وليبيا. هذا الانقسام صرف أنظار العرب عن الاحتلال الإسرائيلي كعدو أساسي، وأخرج العراق من دوره كقوة احتياطية وفي عام 1982، استغل الاحتلال الإسرائيلي هذا الوضع لاجتياح لبنان، ما أضعف سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية. وفي هذه النقطة، قال طاهر الأحوازي، إن 'الخاسر الأكبر من هذا التعاون الخفي بين إيران والاحتلال الإسرائيلي هو الدول العربية والإسلامية، خاصة في الخليج والعراق وسوريا ولبنان، حيث استفادت إيران وإسرائيل من تدمير العراق وتقاسم النفوذ بعد احتلاله عام 2003، وتحويل سوريا إلى ساحة صراع'. واستمرت الحرب حتى عام 1988، لكن زيارة وفد أمريكي إسرائيلي إلى طهران حينها، والذي رصدته السفارة السورية وكشفت عنه وسائل الإعلام، عجلت بوقف إطلاق النار بين إيران والعراق، وتوقفت إمدادات الأسلحة من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة إلى إيران بعد فضيحة 'إيران- كونترا'، ما أجبر إيران على قبول الهدنة. ويؤكد المحللون أن هذا الدعم كان العامل الرئيسي باستمرار إيران في الحرب، حيث استفاد الاحتلال الإسرائيلي من كل دولار دفعه النظام الإيراني لتطوير صناعتها العسكرية وبناء المستوطنات. وحتى بعد الحرب، استمر التعاون الخفي عبر قنوات غير مباشرة، ففي التسعينيات، اشترت إيران قطع غيار لطائراتها من السوق السوداء، بعضها من مصادر إسرائيلية، وفي سوريا (2011-2020)، تجنبت إيران الرد العسكري المباشر على الغارات الإسرائيلية ضد سوريا، ما يشير إلى تفاهمات ضمنية، وتؤكد تقارير غربية حديثة وجود قنوات تواصل سرية بين الطرفين حول ملفات مثل النووي والنفط.