أحدث الأخبار مع #أوقيانوسيا


صحيفة الخليج
منذ 3 أيام
- علوم
- صحيفة الخليج
زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة
استمع شارك سيدني-أ ف ب ضرب زلزال بلغت قوته 6,6 درجة، الثلاثاء، قبالة ساحل بابوا غينيا الجديدة الشمالية على ما أفاد المعهد الجيوفيزياء الأمريكي. وسجل الزلزال على عمق 52,7 كيلومتر وعلى بعد نحو 117 كيلومتراً من مدينة إنغورام. زلزال


صحيفة الخليج
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة الخليج
رهانات أستراليا بين أمريكا والصين
تواجه أستراليا، الدولة القارة، تحديات كبرى على مستويات عدة تتعلق بالبيئة والطاقة التي يدور بشأنها نقاش واسع في كل ما يتصل بالوقود الأحفوري وذلك علاوة على الخيارات الاستراتيجية الكبرى للمجتمع ومؤسسات الدولة على المديين المتوسط والبعيد، خاصة أن أستراليا تأسست على هجرة قسم كبير من مواطني بريطانيا، ويتمثل الرهان الأكبر بالنسبة للسياسة الخارجية الأسترالية في محاولتها التوفيق بين ما يفرضه عليها الاقتصاد والانتماء الجغرافي بالقرب من دول شرق آسيا وتحديداً الصين، من سياسات قائمة على مبادئ حسن الجوار والمصلحة المتبادلة، وعناصر الهوية المشكلة للمهاجرين الأوائل الذين شيّدوا بنيان هذه الدولة الصاعدة والذين تشرئب أعناقهم نحو إخوانهم في الدول الناطقة بالإنجليزية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي كان لها دور حاسم في حماية كانبيرا من الغزو الياباني خلال الحرب العالمية الثانية. ويصدق ما يحدث بالنسبة لأستراليا على كامل قارة أوقيانوسيا، إذ إن نيوزيلندا تجد نفسها في مواجهة التحديات نفسها على المستوى الجيوسياسي لكنها تختلف جزئياً عن أستراليا من حيث كونها أقل ارتباطاً بتحالفاتها التقليدية مع الغرب، وتشعر بحرج أقل في ترسيخ علاقاتها مع الصين حتى إن أدى ذلك إلى إثارة انزعاج واشنطن. ويبدو وضع هذه القارة كما يشير الباحث فريدريك أونسل، هادئاً بحكم موقعها الجغرافي البعيد نسبياً عن مناطق الصراع التقليدية، ورغم ذلك، فقد شهدت المنطقة محاولات للهيمنة عليها من طرف دول عديدة قبل نهاية الحرب العالمية الثانية واستطاعت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا أن تجعلا من القارة امتداداً استراتيجياً للمنظومة الأنجلوساكسونية. وقد ترسّخ هذا الواقع بعد قيام فرنسا بإجراء العديد من التجارب النووية في أعماق مياه المحيط بجزيرة موروروا غير بعيد عن السواحل الأسترالية والنيوزيلاندية، ونجم عن ذلك توترات حادة بين فرنسا ودولتي قارة أوقيانوسيا، قبل أن يوقّع جاك شيراك على اتفاقية منع التجارب النووية سنة 1996. ويرى أونسل أن أوقيانوسيا بدأت تأخذ أهمية استراتيجية متصاعدة بالنظر من جهة أولى إلى امتداد القوتين البحرية والاقتصادية للصين المتجهتين بشكل متصاعد نحو المنطقة الجنوبية للمحيط الهادي، ومن جهة ثانية إلى الاحتياطيات الكبرى من الطاقة التي تختزلها هذه المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية. وفضلاً عن ذلك فإن بريطانيا التي فقدت سوقا مهماً لمنتجاتها بخروجها من الاتحاد الأوروبي، تفكّر بشكل جدي في إعادة تفعيل علاقاتها الاقتصادية مع مستعمراتها السابقة في أستراليا ونيوزيلاندا وكندا لتدعيم قوتها ونفوذها في العالم. ويذهب المراقبون إلى أن أستراليا تملك رؤية واسعة بالنسبة لأمنها القومي وتسعى لمقاربته انطلاقاً من تصور غربي شامل في سياق ما يعرف بتحالف العيون الخمسة، لذلك فقد قدمت كانبيرا تضحيات كبرى خلال الحربين العالميتين وما زالت مقتنعة أن مستقبلها الوجودي مرتبط بعلاقتها بالعرش البريطاني وبمجموعة دول الكومنولث، وترفض أن تكون عزلتها الجغرافية عنواناً لعزلة جيوسياسية يمكن أن تدفعها إلى التفريط في المصالح الحيوية للشعب الأسترالي. وتدخل في هذا السياق اتفاقية أوكوس الأمنية التي أُبرمت بين 3 دول هي أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، وتهدف إلى مساعدة هذه الدول على تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، وإلى تعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادي التي باتت تواجه تحديات كبرى، خاصة أن الصين وروسيا تنظران إلى هذه الاتفاقية بكثير من التوجس. ويمكن القول إن السياسة الخارجية الأسترالية تعتمد بالدرجة الأولى على محاولة احتواء التصاعد المطرد للقوة الصينية، حيث وجدت أستراليا نفسها مضطرة، منذ الحرب العالمية الثانية، إلى توثيق تعاونها العسكري مع واشنطن بسبب تراجع القوة العسكرية البريطانية الذي دفع لندن إلى إغلاق كل قواعدها العسكرية في منطقة شرق آسيا، وذلك ما جعل التعاون مع أمريكا يأخذ أبعاداً أكثر استراتيجية بالنسبة لكانبيرا التي انخرطت مع واشنطن في معظم معاركها من فيتنام إلى العراق وأفغانستان مروراً بالتحالف الدولي ضد «داعش»، كما أن تحالفها الطبيعي مع الناتو جعلها تشارك في دعم أوكرانيا، ومن اللافت أن إسهامها تجاوز ما قدمته بعض الدول الأوروبية مثل بلجيكا وإسبانيا. وقد عملت أستراليا تزامناً مع هذه التحولات على تعديل خياراتها الهوياتية والثقافية بداية من السبعينيات من القرن الماضي، واعتمدت على سياسة التنوع الثقافي لتقترب بشكل أكبر من محيطها الآسيوي وتنفتح بناءً على ذلك على كل دول العالم. وعليه فإنه على الرغم من نجاح أستراليا في تأسيس مجتمع منفتح على الاختلاف والتنوع الثقافي والديني، وتحقيقها مستويات عالية من الرفاهية لمواطنيها، إلا أنه يصعب عليها حسم رهاناتها الجيوسياسية، نظراً للضغوط التي تتعرض لها من الصين في العديد من الملفات بالتزامن مع اعتمادها في تجارتها الخارجية في أكثر من 30 في المئة على بكين و60 في المئة على دول شرق آسيا، ونظراً، في اللحظة نفسها، إلى تراجع ثقتها في الشريك الأمريكي الذي يرفع شعار «أمريكا أولاً»، الأمر الذي يُجبرها على الاعتماد على نفسها ومحاولة تعميق شراكتها الأمنية مع دول المنطقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند.