أحدث الأخبار مع #إيرانديبلوماتيك


نافذة على العالم
٢٣-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
نافذة إيران في مهب التصعيد.. بين رسائل ترامب و"التحالف الصاعد"
الأربعاء 23 يوليو 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - لم يكن التهديد الجديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب إيران إلا امتدادًا لاستراتيجية أميركية تفضّل حسم الملفات الساخنة عبر الضغط العسكري وتكتيك الضربة الاستباقية. لكن المختلف هذه المرة أن طهران، وعلى غير عادتها، اعترفت صراحةً بأن الضربة الأميركية الأخيرة على منشآتها النووية كانت "مؤلمة" وتسببت بأضرار جسيمة، في اعتراف نادر أثار الكثير من علامات الاستفهام. وفي مقابل التصعيد الأميركي، تذهب إيران إلى تعزيز أوراقها شرقًا. الصين وروسيا تتحولان إلى رافعة سياسية ودبلوماسية تسعى طهران من خلالها إلى كسر طوق العزلة، ومواجهة التهديدات الأوروبية المتزايدة بإعادة تفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات الدولية. فهل تنجح طهران في الإفلات من كماشة العقوبات والحصار؟ أم أن البلاد تقف على أعتاب مواجهة جديدة قد تكون الأخطر منذ سنوات؟ الضربة الأميركية "أوجعت".. ولكن التخصيب مستمر؟ في حوار لافت مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، كشف عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين، أن الضربات الجوية الأميركية عطّلت عمليًا كل أنشطة التخصيب في المنشآت المستهدفة. إلا أنه شدد في المقابل على أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، بل وستتحمل "الثمن" مهما كان باهظًا. هذه اللهجة المزدوجة تعكس محاولة طهران إرسال رسالة مزدوجة: اعتراف بالضرر لامتصاص الصدمة، وتأكيد على الاستمرارية لتثبيت حقها السيادي، وفقًا لتحليل الدكتور عماد أبشناس، رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك خلال حديثه الى برنامج الظهيرة على سكاي نيوز عربية. لكن أبشناس أضاف ما هو أبعد من التصريحات الرسمية، حين تحدث عن دخول إيران مرحلة "الغموض النووي"، مشيرًا إلى أن الضربة الأميركية أدخلت الملف النووي الإيراني في منطقة رمادية متعمدة، بحيث لا يمكن للمراقبين أو المفتشين أو حتى أجهزة الاستخبارات الجزم بحجم الأضرار أو استمرارية البرنامج من عدمها. ويؤكد أن أبواب المنشآت دُمرت، لكن ليس هناك ما يثبت تدمير أنظمتها الداخلية أو البنى التحتية للتخصيب. وهنا يكمن جوهر الاستراتيجية الإيرانية: التشويش على العدو، وحرمانه من معلومات دقيقة تتيح له بناء موقف سياسي أو عسكري محسوم. تحرك استراتيجي نحو بكين وموسكو في خضم هذه التطورات، تسارع طهران إلى ترتيب مشاورات عاجلة مع روسيا والصين. وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت عقد اجتماع ثلاثي في طهران لمناقشة تطورات الملف النووي، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الأوروبية بإعادة فرض العقوبات الأممية. ويقرأ أبشناس في هذا التحرك "رسالة واضحة إلى الغرب": إيران لم تعد بمفردها في الساحة، وتحظى بغطاء استراتيجي من قوتين تملكان مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن، ولديهما القدرة على تعطيل أي مساعٍ أوروبية لتفعيل العقوبات. وأشار إلى أن موسكو وبكين قادرتان، من الناحية الإجرائية، على عرقلة تشكيل اللجان الخاصة بالعقوبات داخل مجلس الأمن، مستخدمين حق النقض (الفيتو)، كما هو حاصل اليوم مع ملف كوريا الشمالية. لكن الضمانات الروسية والصينية – بحسب أبشناس – تبقى أقرب إلى "حصانة سياسية" منها إلى "دعم عسكري مباشر"، وهو ما يؤكده الباحث السياسي إيهاب عباس من واشنطن. واشنطن تحذّر من الغموض الرد الأميركي لم يتأخر كثيرًا. الرئيس ترامب ألمح إلى أن الضربات لن تكون الأخيرة، مؤكدًا أن استخدام القوة "مطروح على الطاولة في أي لحظة". ويذهب الكاتب والبحث السياسي إيهاب عباس إلى أن التصعيد الأميركي الأخير لم يكن عشوائيًا، بل استند إلى معلومات استخباراتية تُفيد بأن البرنامج النووي الإيراني كان يحقق تقدمًا حاسمًا في الآونة الأخيرة. لكنه حذر في المقابل من أن التسرع الأميركي في إعلان نجاح العملية قد يؤدي إلى تبعات عكسية. ويرى عباس أن دخول إيران في مرحلة الغموض النووي سيصعّب على واشنطن وإسرائيل معرفة واقع البرنامج النووي، وهو ما سيدفعهما إلى تصعيد "الحرب الاستخباراتية" في المرحلة المقبلة. وبهذا، فإن المعركة لم تعد فقط جوية أو سياسية، بل انتقلت إلى مربع جمع المعلومات والسيطرة على تدفقها. أوروبا في المنتصف مع تعقد المشهد، تسعى أوروبا إلى لعب دور "الوسيط المحايد"، لكن ذلك لا يبدو كافيًا في نظر إيران. فبحسب أبشناس، تحاول طهران إعادة تعريف المشهد التفاوضي، بتحويل أوروبا من مجرد مراقب إلى طرف مباشر في المحادثات، بينما تسعى لإقصاء واشنطن مؤقتًا أو تقليص نفوذها على الطاولة. لكن هذا الطموح الإيراني يصطدم – حسب إيهاب عباس – بواقع السياسة الأوروبية المتماهية مع الموقف الأميركي في العمق. فحتى لو أرادت فرنسا أو ألمانيا الانفتاح على إيران، فإن غياب الغطاء الأميركي يجعل أي اتفاق محتمل هشًا وفاقدًا للشرعية الدولية. ويشير عباس إلى أن الأوروبيين قد يحاولون إقناع إيران بتقديم تنازلات "اقتصادية واستثمارية" مقابل تجميد بعض جوانب البرنامج النووي، وربما التفاوض على اتفاق جديد، لكن دون ضمانات بأنهم قادرون على تنفيذ هذه الالتزامات في غياب الدعم الأميركي. الضربة.. والصدمة الأمنية في جانب آخر من التحليل، يرى عباس أن الضربة الأخيرة كانت بمثابة "الصفعة الأمنية" الكبرى لإيران، بعد سلسلة اختراقات إسرائيلية داخلية، أبرزها عملية اغتيال إسماعيل هنية داخل إيران – بحسب الرواية المتداولة. وهو ما أدى إلى شن طهران حملة اعتقالات وتفكيك خلايا وصفتها بـ"الجواسيس المتعاونين مع الموساد"، في ما يشبه حالة "الاستنفار الداخلي". لكن بقدر ما كانت هذه الضربة موجعة، فإنها أدت أيضًا إلى يقظة أمنية جديدة، ما سيجعل الاختراقات المقبلة أكثر صعوبة – كما يرى عباس. غير أن فشل إيران في منع أي هجوم أو اغتيال جديد سيكون المعيار الحقيقي لنجاح منظومتها الأمنية الجديدة. من زاوية أيديولوجية، يشير عباس إلى أن جوهر الأزمة يتجاوز البرنامج النووي بحد ذاته. فإسرائيل، كما يرى، ترى في إيران تهديدًا وجوديًا نابعًا من العقيدة السياسية والثقافية، لا من قدرات إيران التقنية فحسب. وإيران، من جهتها، لا تتوقف عن ترديد شعارات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، ما يغذي النزاع المستمر ويصعّب أي تسوية دائمة. إنها دائرة مفرغة من الكراهية المتبادلة والعداء العقائدي، وفق تعبيره، تضمن أن المواجهة – حتى لو هدأت – لن تختفي. منعطف واستراتيجية ضبابية في المحصلة، تجد إيران نفسها على مفترق طرق شديد التعقيد. فهي من جهة، تحاول امتصاص الضربة الأميركية وتستثمر في حالة "الغموض النووي" لتثبيت أوراقها التفاوضية. ومن جهة أخرى، تعوّل على دعم روسيا والصين كخط دفاع دبلوماسي في مواجهة آلية الزناد الأوروبية. لكن واشنطن، بقيادة ترامب، لا تبدو مستعدة لقبول الغموض كبديل عن الحسم، وتلوّح بقوة أن الضربات المقبلة قد تكون أشد وأوسع. في هذا السياق، ستلعب الأيام القليلة المقبلة، وخصوصًا اجتماع الجمعة المرتقب مع الأوروبيين، دورًا محوريًا في تحديد وجهة الأزمة: إلى مفاوضات جديدة؟ أم إلى جولة أخرى من النار والبارود؟


اليمن الآن
٢٢-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
إيران في مهب التصعيد.. بين رسائل ترامب و"التحالف الصاعد"
لم يكن التهديد الجديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب إيران إلا امتدادًا لاستراتيجية أميركية تفضّل حسم الملفات الساخنة عبر الضغط العسكري وتكتيك الضربة الاستباقية. لكن المختلف هذه المرة أن طهران، وعلى غير عادتها، اعترفت صراحةً بأن الضربة الأميركية الأخيرة على منشآتها النووية كانت "مؤلمة" وتسببت بأضرار جسيمة، في اعتراف نادر أثار الكثير من علامات الاستفهام. وفي مقابل التصعيد الأميركي، تذهب إيران إلى تعزيز أوراقها شرقًا. الصين وروسيا تتحولان إلى رافعة سياسية ودبلوماسية تسعى طهران من خلالها إلى كسر طوق العزلة، ومواجهة التهديدات الأوروبية المتزايدة بإعادة تفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات الدولية. فهل تنجح طهران في الإفلات من كماشة العقوبات والحصار؟ أم أن البلاد تقف على أعتاب مواجهة جديدة قد تكون الأخطر منذ سنوات؟ الضربة الأميركية "أوجعت".. ولكن التخصيب مستمر؟ في حوار لافت مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، كشف عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين، أن الضربات الجوية الأميركية عطّلت عمليًا كل أنشطة التخصيب في المنشآت المستهدفة. إلا أنه شدد في المقابل على أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، بل وستتحمل "الثمن" مهما كان باهظًا. هذه اللهجة المزدوجة تعكس محاولة طهران إرسال رسالة مزدوجة: اعتراف بالضرر لامتصاص الصدمة، وتأكيد على الاستمرارية لتثبيت حقها السيادي، وفقًا لتحليل الدكتور عماد أبشناس، رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك خلال حديثه الى برنامج الظهيرة على سكاي نيوز عربية. لكن أبشناس أضاف ما هو أبعد من التصريحات الرسمية، حين تحدث عن دخول إيران مرحلة "الغموض النووي"، مشيرًا إلى أن الضربة الأميركية أدخلت الملف النووي الإيراني في منطقة رمادية متعمدة، بحيث لا يمكن للمراقبين أو المفتشين أو حتى أجهزة الاستخبارات الجزم بحجم الأضرار أو استمرارية البرنامج من عدمها. ويؤكد أن أبواب المنشآت دُمرت، لكن ليس هناك ما يثبت تدمير أنظمتها الداخلية أو البنى التحتية للتخصيب. وهنا يكمن جوهر الاستراتيجية الإيرانية: التشويش على العدو، وحرمانه من معلومات دقيقة تتيح له بناء موقف سياسي أو عسكري محسوم. تحرك استراتيجي نحو بكين وموسكو في خضم هذه التطورات، تسارع طهران إلى ترتيب مشاورات عاجلة مع روسيا والصين. وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت عقد اجتماع ثلاثي في طهران لمناقشة تطورات الملف النووي، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الأوروبية بإعادة فرض العقوبات الأممية. ويقرأ أبشناس في هذا التحرك "رسالة واضحة إلى الغرب": إيران لم تعد بمفردها في الساحة، وتحظى بغطاء استراتيجي من قوتين تملكان مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن، ولديهما القدرة على تعطيل أي مساعٍ أوروبية لتفعيل العقوبات. وأشار إلى أن موسكو وبكين قادرتان، من الناحية الإجرائية، على عرقلة تشكيل اللجان الخاصة بالعقوبات داخل مجلس الأمن، مستخدمين حق النقض (الفيتو)، كما هو حاصل اليوم مع ملف كوريا الشمالية. لكن الضمانات الروسية والصينية – بحسب أبشناس – تبقى أقرب إلى "حصانة سياسية" منها إلى "دعم عسكري مباشر"، وهو ما يؤكده الباحث السياسي إيهاب عباس من واشنطن. واشنطن تحذّر من الغموض الرد الأميركي لم يتأخر كثيرًا. الرئيس ترامب ألمح إلى أن الضربات لن تكون الأخيرة، مؤكدًا أن استخدام القوة "مطروح على الطاولة في أي لحظة". ويذهب الكاتب والبحث السياسي إيهاب عباس إلى أن التصعيد الأميركي الأخير لم يكن عشوائيًا، بل استند إلى معلومات استخباراتية تُفيد بأن البرنامج النووي الإيراني كان يحقق تقدمًا حاسمًا في الآونة الأخيرة. لكنه حذر في المقابل من أن التسرع الأميركي في إعلان نجاح العملية قد يؤدي إلى تبعات عكسية. ويرى عباس أن دخول إيران في مرحلة الغموض النووي سيصعّب على واشنطن وإسرائيل معرفة واقع البرنامج النووي، وهو ما سيدفعهما إلى تصعيد "الحرب الاستخباراتية" في المرحلة المقبلة. وبهذا، فإن المعركة لم تعد فقط جوية أو سياسية، بل انتقلت إلى مربع جمع المعلومات والسيطرة على تدفقها. أوروبا في المنتصف مع تعقد المشهد، تسعى أوروبا إلى لعب دور "الوسيط المحايد"، لكن ذلك لا يبدو كافيًا في نظر إيران. فبحسب أبشناس، تحاول طهران إعادة تعريف المشهد التفاوضي، بتحويل أوروبا من مجرد مراقب إلى طرف مباشر في المحادثات، بينما تسعى لإقصاء واشنطن مؤقتًا أو تقليص نفوذها على الطاولة. لكن هذا الطموح الإيراني يصطدم – حسب إيهاب عباس – بواقع السياسة الأوروبية المتماهية مع الموقف الأميركي في العمق. فحتى لو أرادت فرنسا أو ألمانيا الانفتاح على إيران، فإن غياب الغطاء الأميركي يجعل أي اتفاق محتمل هشًا وفاقدًا للشرعية الدولية.

القناة الثالثة والعشرون
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
"أزمة التخصيب" تهدد بنسف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن
في لحظة دقيقة وحاسمة من عمر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، اندلعت شرارة أزمة جديدة أعادت عقارب الساعة إلى الوراء. فالخلاف حول تخصيب اليورانيوم لم يعد مجرد نقطة خلاف تقني، بل تحول إلى عنوان لتصعيد سياسي ودبلوماسي يهدد بانهيار جولة المفاوضات الخامسة المرتقبة. فبين رفض أميركي قاطع وتشبث إيراني بالحق السيادي، تبدو المفاوضات وكأنها تسير نحو جدار مسدود، وسط أجواء من التشكيك وسحب الغموض الكثيف الذي يلف الرسائل المتبادلة بين الجانبين. أولى إشارات التوتر جاءت عبر تصريحات أدلى بها ستيف ويتكوف، أحد أبرز مسؤولي إدارة ترامب المعروف بمواقفه المعتدلة، لكنه هذه المرة نقل موقفا بدا أقرب إلى جناح الصقور في واشنطن، حيث أكد أن الولايات المتحدة عرضت على إيران اتفاقا يتضمن التخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، معتبرا ذلك "خطا أحمر لا يمكن تجاوزه". ويتكوف، رغم كونه من الحمائم، عبر عن موقف صارم: لا مكان للتخصيب داخل الأراضي الإيرانية، حتى ولو كان لأغراض سلمية، وهو ما اعتبرته طهران تغيرا جذريا في الموقف الأميركي المتفق عليه في الجولات السابقة، حيث كانت هناك مرونة نسبية تجاه عمليات التخصيب ضمن رقابة دولية. الرد الإيراني لم يتأخر كثيرا، إذ خرج وزير الخارجية عباس عراقجي ليصف تصريحات ويتكوف بأنها بعيدة تماما عن واقع المفاوضات، نافيا بشكل قاطع أن تكون طهران قد تسلمت أي رسالة رسمية من واشنطن بشأن هذا العرض الجديد. لكنه، في الوقت ذاته، شدد على أن مسألة تخصيب اليورانيوم ليست محل نقاش من الأساس، فهي "حق سيادي غير قابل للتفاوض". وفيما تحدثت تقارير عن أن واشنطن ربما سحبت بالفعل رسالتها عبر وسطاء عمانيين، بقي موقف طهران ثابتا، فقد عقد لقاء في طهران بين عراقجي ونظيريه العماني والقطري، مما أعاد التساؤلات بشأن فحوى الرسالة الأميركية ومدى واقعيتها. لكن عراقجي تمسك بنفي تسلم بلاده لهذه الرسالة، مما أضاف إلى المشهد ضبابية جديدة. التحركات لم تقتصر على الإدارة التنفيذية، فصحيفة "تلغراف" البريطانية كشفت عن توقيع أكثر من 300 عضو جمهوري في مجلسي النواب والشيوخ على رسائل متطابقة موجهة للإدارة الأميركية، حذرت من أن أي اتفاق نووي جديد مع إيران سيمنحها وقتا ثمينا لتطوير برنامجها النووي، ويعزز من قدراتها في تمويل الإرهاب. واعتبرت الرسائل أن حجم البنية التحتية النووية الإيرانية بات ضخما لدرجة يصعب معها التحقق من الطابع السلمي للتخصيب، وهو ما سيجعل أي اتفاق دون تجميد شامل للتخصيب مخاطرة استراتيجية كبيرة. وأكد رئيس تحرير صحيفة "إيران ديبلوماتيك" عماد أبشناس أن ما تطلبه الولايات المتحدة في هذه المرحلة يعني عمليا إنهاء المفاوضات. وقال أبشناس إن إيران لن تقبل على الإطلاق بالتنازل عن حقها في التخصيب، ليس فقط لأنه حق مكفول بالقانون الدولي، بل لأنه يمثل خط الدفاع الأخير عن سيادتها واستقلالها. واعتبر أن أي تراجع عن هذا الحق سيكون بمثابة بوابة للتنازل عن بقية الحقوق الإيرانية، وقد يفتح المجال أمام سيناريو شبيه بما جرى في ليبيا، وهو ما لن تسمح به طهران تحت أي ظرف. وأشار أبشناس إلى أن جميع الرؤساء الأميركيين، من جورج بوش الابن إلى ترامب، حاولوا فرض هذا المطلب، لكنهم فشلوا لأنهم يدركون أنه غير قابل للتحقيق. فحتى عندما قبلت إيران في جولات سابقة بإيجاد حلول وسط، مثل إنشاء منظمة دولية تشرف على التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، بمشاركة دولية، رفضت واشنطن. وأضاف: "في الجولة الرابعة من المفاوضات، وصل الأمر إلى تشنج حاد بين الطرفين، بعد أن أثار ويتكوف موضوع الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، رغم أنه غير مخول بطرح هذا الملف. المفاوضات توقفت لساعات، وكان من الواضح أن الجانب الأميركي يفتقر إلى استراتيجية واضحة". في تحليله لمسار المفاوضات، سلط أبشناس الضوء على تناقضات الموقف الأميركي. ففي جولات سابقة، أبدت واشنطن مرونة تجاه إنشاء إطار دولي لمراقبة التخصيب الإيراني، بل ووافقت على إشراك دول الجوار مثل السعودية والإمارات. إلا أنها عادت وتراجعت عن هذه الموافقة في الأيام الأخيرة. وسأل أبشناس مستنكرا: "كيف يمكن لطهران أن تثق بواشنطن في ظل هذا التذبذب؟ الأسبوع الماضي تم التوافق على خطوط رئيسية، واليوم تنسف تماما. كيف نضمن مستقبل الاتفاق إذا كان الطرف الآخر يغير مواقفه بهذه السهولة؟" كما انتقد بشدة ما وصفه بـ"الفبركات الإعلامية" الصادرة من الولايات المتحدة، مؤكدا أن اليورانيوم المخصب في إيران يخضع لإشراف صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يصدر عن هذه المنظمة أو حتى عن 25 جهاز استخبارات أميركي أي تقرير يؤكد خروج إيران عن التزاماتها. المشهد الذي ترسمه هذه التصريحات يضعنا أمام مأزق كبير: أزمة ثقة عميقة بين الطرفين، فطهران ترى في تراجع واشنطن عن تفاهمات سابقة دليلا على نوايا غير صادقة، فيما تشكك واشنطن في شفافية البرنامج النووي الإيراني، رغم كل ما يُقدَّم من ضمانات دولية. وفي هذا السياق قال أبشناس: "لو كانت لدى واشنطن القدرة على شن هجوم عسكري دون كلفة باهظة، لما انتظرت طاولة المفاوضات. لكنها تعرف أن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها، ولذلك تحاول انتزاع مكاسب استراتيجية عبر التفاوض، تمهيدا لإضعافها، ثم ربما شن هجوم لاحقا". وأضاف: "الأميركي لا يحتاج إلى ذريعة ليهاجم. فعلها في العراق دون قرار دولي، ويمكن أن يفعلها مرة أخرى. المشكلة أن البعض في الداخل الإيراني يتحدث وكأنه أكثر تشددا من واشنطن نفسها، بينما يتغافلون عن حقيقة أن القوة هي التي تفرض احترام الحقوق". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


أخبار ليبيا
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- أخبار ليبيا
"أزمة التخصيب" تهدد بنسف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن
في لحظة دقيقة وحاسمة من عمر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، اندلعت شرارة أزمة جديدة أعادت عقارب الساعة إلى الوراء. فالخلاف حول تخصيب اليورانيوم لم يعد مجرد نقطة خلاف تقني، بل تحول إلى عنوان لتصعيد سياسي ودبلوماسي يهدد بانهيار جولة المفاوضات الخامسة المرتقبة. فبين رفض أميركي قاطع وتشبث إيراني بالحق السيادي، تبدو المفاوضات وكأنها تسير نحو جدار مسدود، وسط أجواء من التشكيك وسحب الغموض الكثيف الذي يلف الرسائل المتبادلة بين الجانبين. أولى إشارات التوتر جاءت عبر تصريحات أدلى بها ستيف ويتكوف، أحد أبرز مسؤولي إدارة ترامب المعروف بمواقفه المعتدلة، لكنه هذه المرة نقل موقفا بدا أقرب إلى جناح الصقور في واشنطن، حيث أكد أن الولايات المتحدة عرضت على إيران اتفاقا يتضمن التخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، معتبرا ذلك 'خطا أحمر لا يمكن تجاوزه'. ويتكوف، رغم كونه من الحمائم، عبر عن موقف صارم: لا مكان للتخصيب داخل الأراضي الإيرانية، حتى ولو كان لأغراض سلمية، وهو ما اعتبرته طهران تغيرا جذريا في الموقف الأميركي المتفق عليه في الجولات السابقة، حيث كانت هناك مرونة نسبية تجاه عمليات التخصيب ضمن رقابة دولية. الرد الإيراني لم يتأخر كثيرا، إذ خرج وزير الخارجية عباس عراقجي ليصف تصريحات ويتكوف بأنها بعيدة تماما عن واقع المفاوضات، نافيا بشكل قاطع أن تكون طهران قد تسلمت أي رسالة رسمية من واشنطن بشأن هذا العرض الجديد. لكنه، في الوقت ذاته، شدد على أن مسألة تخصيب اليورانيوم ليست محل نقاش من الأساس، فهي 'حق سيادي غير قابل للتفاوض'. وفيما تحدثت تقارير عن أن واشنطن ربما سحبت بالفعل رسالتها عبر وسطاء عمانيين، بقي موقف طهران ثابتا، فقد عقد لقاء في طهران بين عراقجي ونظيريه العماني والقطري، مما أعاد التساؤلات بشأن فحوى الرسالة الأميركية ومدى واقعيتها. لكن عراقجي تمسك بنفي تسلم بلاده لهذه الرسالة، مما أضاف إلى المشهد ضبابية جديدة. تحذير ينذر بمواجهة التحركات لم تقتصر على الإدارة التنفيذية، فصحيفة 'تلغراف' البريطانية كشفت عن توقيع أكثر من 300 عضو جمهوري في مجلسي النواب والشيوخ على رسائل متطابقة موجهة للإدارة الأميركية، حذرت من أن أي اتفاق نووي جديد مع إيران سيمنحها وقتا ثمينا لتطوير برنامجها النووي، ويعزز من قدراتها في تمويل الإرهاب. واعتبرت الرسائل أن حجم البنية التحتية النووية الإيرانية بات ضخما لدرجة يصعب معها التحقق من الطابع السلمي للتخصيب، وهو ما سيجعل أي اتفاق دون تجميد شامل للتخصيب مخاطرة استراتيجية كبيرة. وأكد رئيس تحرير صحيفة 'إيران ديبلوماتيك' عماد أبشناس، خلال حديثه إلى برنامج التاسعة على 'سكاي نيوز عربية'، أن ما تطلبه الولايات المتحدة في هذه المرحلة يعني عمليا إنهاء المفاوضات. وقال أبشناس إن إيران لن تقبل على الإطلاق بالتنازل عن حقها في التخصيب، ليس فقط لأنه حق مكفول بالقانون الدولي، بل لأنه يمثل خط الدفاع الأخير عن سيادتها واستقلالها. واعتبر أن أي تراجع عن هذا الحق سيكون بمثابة بوابة للتنازل عن بقية الحقوق الإيرانية، وقد يفتح المجال أمام سيناريو شبيه بما جرى في ليبيا، وهو ما لن تسمح به طهران تحت أي ظرف. وأشار أبشناس إلى أن جميع الرؤساء الأميركيين، من جورج بوش الابن إلى ترامب، حاولوا فرض هذا المطلب، لكنهم فشلوا لأنهم يدركون أنه غير قابل للتحقيق. فحتى عندما قبلت إيران في جولات سابقة بإيجاد حلول وسط، مثل إنشاء منظمة دولية تشرف على التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، بمشاركة دولية، رفضت واشنطن. وأضاف: 'في الجولة الرابعة من المفاوضات، وصل الأمر إلى تشنج حاد بين الطرفين، بعد أن أثار ويتكوف موضوع الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، رغم أنه غير مخول بطرح هذا الملف. المفاوضات توقفت لساعات، وكان من الواضح أن الجانب الأميركي يفتقر إلى استراتيجية واضحة'. في تحليله لمسار المفاوضات، سلط أبشناس الضوء على تناقضات الموقف الأميركي. ففي جولات سابقة، أبدت واشنطن مرونة تجاه إنشاء إطار دولي لمراقبة التخصيب الإيراني، بل ووافقت على إشراك دول الجوار مثل السعودية والإمارات. إلا أنها عادت وتراجعت عن هذه الموافقة في الأيام الأخيرة. وسأل أبشناس مستنكرا: 'كيف يمكن لطهران أن تثق بواشنطن في ظل هذا التذبذب؟ الأسبوع الماضي تم التوافق على خطوط رئيسية، واليوم تنسف تماما. كيف نضمن مستقبل الاتفاق إذا كان الطرف الآخر يغير مواقفه بهذه السهولة؟' كما انتقد بشدة ما وصفه بـ'الفبركات الإعلامية' الصادرة من الولايات المتحدة، مؤكدا أن اليورانيوم المخصب في إيران يخضع لإشراف صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يصدر عن هذه المنظمة أو حتى عن 25 جهاز استخبارات أميركي أي تقرير يؤكد خروج إيران عن التزاماتها. المعضلة الكبرى المشهد الذي ترسمه هذه التصريحات يضعنا أمام مأزق كبير: أزمة ثقة عميقة بين الطرفين، فطهران ترى في تراجع واشنطن عن تفاهمات سابقة دليلا على نوايا غير صادقة، فيما تشكك واشنطن في شفافية البرنامج النووي الإيراني، رغم كل ما يُقدَّم من ضمانات دولية. وفي هذا السياق قال أبشناس: 'لو كانت لدى واشنطن القدرة على شن هجوم عسكري دون كلفة باهظة، لما انتظرت طاولة المفاوضات. لكنها تعرف أن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها، ولذلك تحاول انتزاع مكاسب استراتيجية عبر التفاوض، تمهيدا لإضعافها، ثم ربما شن هجوم لاحقا'. وأضاف: 'الأميركي لا يحتاج إلى ذريعة ليهاجم. فعلها في العراق دون قرار دولي، ويمكن أن يفعلها مرة أخرى. المشكلة أن البعض في الداخل الإيراني يتحدث وكأنه أكثر تشددا من واشنطن نفسها، بينما يتغافلون عن حقيقة أن القوة هي التي تفرض احترام الحقوق'.