logo
#

أحدث الأخبار مع #إيماواتس

كارثة مرتقبة.. أفريقيا تنقسم إلى نصفين
كارثة مرتقبة.. أفريقيا تنقسم إلى نصفين

وضوح

timeمنذ 3 أيام

  • علوم
  • وضوح

كارثة مرتقبة.. أفريقيا تنقسم إلى نصفين

كتبت : د.هيام الإبس كشفت أبحاث ودراسات علماء الجيولوجيا، أن القارة الأفريقية ستنقسم إلى اثنين وتشكل محيطاً جديداً، بسبب منظومة صدع بشرق القارة السمراء، تمتد من منطقة عفار في إثيوبيا إلى موزمبيق، وهو عبارة عن انقسام قاري نشطٍ بدأ قبل ملايين السنين، إذ يتوسع بمقدار سبعة مليمترات سنوياً. حيث كشف علماء الجيولوجيا عن ظاهرة مدهشة تنذر بتحول جذري في شكل القارة الأفريقية وهي تمزق بطيء لكن حتمي، قد يقسم القارة إلى جزأين خلال ملايين السنين. ووفقاً لصحيفة 'ديلي ميل'، فإن هذا الكشف العلمي الذي نُشر في مجلة Nature Geoscience ، جاء نتيجة دراسة معمقة قادتها الدكتورة إيما واتس من جامعة سوانزي البريطانية. ولم تعد هذه الظاهرة وليدة اللحظة، بل بدأت فعلاً في منطقة عفار الإثيوبية، حيث تلتقي ثلاث صفائح تكتونية عند ما يُعرف بـ'التقاطع الثلاثي'. ووفق الدراسة، فإن نبضات دورية من صخور منصهرة تنبعث من عمق الأرض وتصعد تدريجياً، ما يخلق ضغطاً يؤدي إلى تشقق القشرة الأرضية وتكوين صدع ضخم يمتد من شمال شرق القارة إلى جنوبها. ووصفت الدكتورة إيما واتس هذه الظاهرة بـ'القلب النابض تحت أفريقيا'، وأوضحت لموقع 'MailOnline' أن الوشاح الأرضي تحت منطقة عفار ليس ثابتاً كما كان يُعتقد، بل يُصدر نبضات من الصخور المنصهرة جزئياً تنساب إلى الأعلى من خلال الفجوات المتوسعة بين الصفائح التكتونية. وأضافت: 'كلما كانت الصفائح أرق وأسرع حركة، كانت النبضات أقوى وأكثر تأثيراً'. وهذا التفاعل بين الوشاح والصفائح هو ما يفسر تصاعد النشاط البركاني والزلزالي في منطقة شرق أفريقيا، خاصة في إثيوبيا وكينيا وتنزانيا. واعتمدت الدراسة على أكثر من 130 عينة من الصخور البركانية التي جُمعت من منطقة عفار، مدعومة بنماذج إحصائية متقدمة، ما مكّن الفريق البحثي من تقديم تصور جديد لآلية تفكك القارات وتكون المحيطات. تبدو الصورة الكبيرة التي ترسمها الدراسة وكأنها خيالية، لكنها محكومة بمعايير علمية دقيقة؛ ففي غضون 5 إلى 10 ملايين سنة، قد ينفصل شرق أفريقيا بالكامل، مشكلاً محيطاً جديداً في المنطقة. ويمتد الصدع الحالي من إثيوبيا وحتى خليج عدن، ومن المتوقع أن يشق طريقه عبر بحيرة توركانا وبحيرة ملاوي، لينهي مساره بانقسام كامل للقارة. الدول التي ستقع على الكتلة الشرقية الجديدة ستشمل الصومال، كينيا، تنزانيا، موزمبيق، وأجزاء كبيرة من إثيوبيا، بينما ستبقى بقية الدول – مثل مصر والجزائر ونيجيريا – على الكتلة الغربية الأكبر. تقول الدكتورة واتس إن: 'الجزء المنفصل سيكون بمساحة تقارب مليون ميل مربع، وسيبتعد تدريجياً شرقاً ، مُشكلاً خطاً ساحلياً جديداً بالكامل'. ومنطقة عفار ليست فقط محور الحدث، بل أيضاً مختبر جيولوجي طبيعي فريد من نوعه، حيث تلتقي ثلاثة صدوع تكتونية: الصدع الإثيوبي، صدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن. ويُتيح هذا الموقع للعلماء مراقبة ولادة محيط جديد على مرأى من العالم. تعود جذور هذا الانقسام إلى ما يُعرف بـ'الصدع الإفريقي الشرقي'، وهو نظام من التصدعات يمتد من خليج عدن شمالاً إلى موزمبيق جنوباً، بطول يتجاوز 3 آلاف كيلومتر. وتشير القياسات الحديثة إلى أن هذا الصدع يشهد توسعاً تدريجياً بمعدل يتراوح بين 6 و7 ميليمترات سنوياً، مما يعزز فرضية أن شرق إفريقيا في طريقه للانفصال عن باقي القارة. لقد باتت القشرة الأرضية في هذه المنطقة شديدة الرقة، ما يشير إلى اقترابها من مرحلة التمزق الكامل. ومع تواصل ارتفاع الصهارة، يُتوقع أن تملأ الفراغات المتكونة، ثم تتصلب لتُشكل قشرة محيطية جديدة، تُمهّد لولادة بحر جديد يُغير جغرافيا القارة. وشارك في الدراسة الدكتور ديريك كير، أستاذ مشارك في علوم الأرض بجامعتي ساوثهامبتون وفلورنسا، وأكد أن هذه النتائج تعيد تعريف فهمنا لحركة الصفائح الأرضية؛ قائلاً: 'ما توصلنا إليه يُظهر أن تطور أعمدة الوشاح يرتبط مباشرة بحركة الصفائح فوقه'. وأضاف: 'هذا الاكتشاف له آثار عميقة على تفسيرنا للزلازل، والنشاط البركاني، وانفصال القارات'. كما أوضح أن هذه الديناميكية قد تكون مسؤولة عن الزلازل المتزايدة في المنطقة، وأنها تنذر بمزيد من النشاط الجيولوجي في المستقبل، مما يجعل شرق أفريقيا منطقة ذات أهمية استراتيجية في رصد تطور الكوكب. وكشف باحثون عن رؤية متعمقة جديدة لعملية الانفصال في منظومة صدع شرق أفريقيا، بأن نهاية الصدع على شكل حرف 'Y' في منطقة عفار، وبقدرٍ أكبر من الأماكن التي من المرجح أن تتشكل فيها المحيطات إذا استمرت عمليات الانفصال.. وتُعتبر نقطة التقاطع على شكل حرف 'Y' المكانَ الذي تلتقي فيه الصفائح التكتونية الأفريقية الصومالية والعربية بالقرب من جيبوتي وإريتريا، وهي ترتبط ببراكين نشطة مثل بركان «إرتا أليه». ويعتقد الباحثون أن النشاط البركاني في المنطقة يوحي بانتقاله من الصدع إلى قمم الجبال. وكان بركان«إرتا أليه» يثور باستمرار على مدار أكثر من 50 عاماً، ويُعتقد أنه مع استمرار ثورانه، سيتشكل حوض محيطي ضيق جديد مع حافة وسط المحيط الخاصة به. ومع ذلك، فإن الباحثين غير متأكدين إزاء مستقبل صدع شرق إفريقيا، فهم غير متأكدين مما إذا كان الانقسام سيستمر وسيتكوّن محيط في النهاية. ونظراً إلى معدل انقسام الصدع في منطقة عفار، سوف يستغرق الأمر عشرات الملايين من السنوات قبل أن يتشكل المحيط في نهاية المطاف. وذكر موقع Quartz الأمريكي، أن هناك عوامل لإنشطار القارة السوداء، ومن بينها البراكين النشطة مثل بركان «أولدوينيو لنغاي» في تنزانيا، وبركان «دالافيلا»، وبركان «إرتا أليه» في إثيوبيا، والذي يعد واحداً من أكثر البراكين نشاطاً في العالم، وواحد من بحيرات الحمم البركانية الثماني القليلة الموجودة في العالم، وربما هو الأطول من بينها. وفي دراسة حديثة تبيَّن أن صفيحة فيكتوريا الصغيرة، الواقعة بين التفرعين الشرقي والغربي للصدع، تدور خلال العامين الماضيين عكس اتجاه عقارب الساعة بالنسبة للصفيحة الأفريقية، وهي الصفيحة التكتونية الرئيسية التي تشكل معظم القارة الإفريقية، وهذه الصفيحة الصغيرة تدور في الاتجاه المعاكس لجميع الألواح الصغيرة الأخرى المجاورة في المنطقة. ورغم أن هذه التغيرات الجيولوجية تحتاج لملايين السنين، إلا أن آثارها بدأت تظهر على السطح بالفعل، من خلال النشاط البركاني المتزايد، والتشقق الأرضي، والزلازل المتكررة في مناطق شرق إفريقيا. هذا ما يدعو الحكومات في المنطقة إلى أخذ هذه المعطيات على محمل الجد، خصوصاً فيما يتعلق بالتخطيط العمراني، والبنى التحتية، والتأهب للكوارث الطبيعية. لا شك أن انقسام إفريقيا يشكل حدثاً جيولوجياً غير مسبوق في التاريخ المعاصر، ويعيد للأذهان كيف أن القارات نفسها ليست كيانات ثابتة، بل تتحرك وتتشكل عبر ملايين السنين، ومع التقدم العلمي في أدوات القيس والرصد الفضائي، بات بإمكان العلماء اليوم رصد هذه التغيرات بدقة غير مسبوقة، والتنبؤ بمساراتها المستقبلية.

'نبضات تخرج من أعماق الأرض' في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟
'نبضات تخرج من أعماق الأرض' في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟

المنار

timeمنذ 4 أيام

  • علوم
  • المنار

'نبضات تخرج من أعماق الأرض' في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟

في مشروع علمي بمشاركة عدة مؤسسات بحثية، رصد علماء نبضات جيولوجية تتصاعد من أعماق الأرض أسفل قارة أفريقيا 'تمدد قشرة القارة وتمهد تدريجيًا لتكوين محيط جديد على سطح الأرض'، وفقًا لموقع ساينس ديلي العلمي. ويقع الأمر بالتحديد في منطقة مثلث عفار بإثيوبيا الموجودة أعلى تيار متصاعد من المواد الملتهبة، كما يتسم بكونه غير عشوائي حيث يتبع في حركته سمك وسرعة الصفائح التكتونية، أي الألواح الضخمة المكونة لقشرة الأرض. وتحدث تلك النبضات الجيولوجية بسبب تدفق موجات من الصخور المنصهرة بانتظام نحو السطح من باطن الأرض، بحسب الدراسة المنشورة بمجلة ناتشر جيوساينس Nature Geoscience العلمية. وبمرور ملايين السنين، تتباعد الصفائح التكتونية وتتمدد، كالطين الطري، حتى تتمزق تمامًا بما يعني ولادة حوض أو محيط جديد. ويعتبر مثلث عفار مكان نادر على الأرض حيث تلتقي فيه ثلاثة صدوع أو صفائح تكتونية: الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن. ولطالما اشتبه الجيولوجيون في وجود تصاعد ساخن، يُشار إليه أحيانًا باسم عمود، تحت الأرض بالمنطقة مما يساعد على تمدد القشرة الأرضية وولادة حوض محيطي مستقبلي. ولكن لم يكن معروفًا الكثير عن بنية هذا التصاعد أو كيفية سلوكه تحت الصفائح المتصدعة. وتشرح الباحثة بجامعة ساوثهامبتون والمشاركة في الدراسة، الدكتورة إيما واتس: 'وجدنا أن الوشاح (واحد من الطبقات الرئيسية للأرض) ليس متجانسًا أو ثابتًا فهو ينبض، وتحمل هذه النبضات بصمات كيميائية مميزة. تُوجَّه هذه النبضات الصاعدة من الوشاح المنصهر جزئيًا بواسطة الصفائح التكتونية أعلاها. وهذا مهم لكيفية تفكيرنا في التفاعل بين باطن الأرض وسطحها'. وشارك في المشروع البحثي خبراء من عشر مؤسسات علمية وهي: جامعات ساوثهامبتون وسوانسيه لانكستر في وجامعتي فلورنسا وبيزا في إيطاليا ومعهد جيومار ومركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في ألمانيا ومعهد دبلن للدراسات المتقدمة في أيرلندا وجامعة أديس أبابا في إثيوبيا. ومن المخطط العمل على المزيد من الأبحاث لتفسير كيفية حدوث تدفق الوشاح وبأي معدل وربط ما يحدث في باطن الأرض بنشاط البراكين والزلازل في المنطقة.

'نبضات تخرج من أعماق الأرض' في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟
'نبضات تخرج من أعماق الأرض' في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟

المنار

timeمنذ 4 أيام

  • علوم
  • المنار

'نبضات تخرج من أعماق الأرض' في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟

في مشروع علمي بمشاركة عدة مؤسسات بحثية، رصد علماء نبضات جيولوجية تتصاعد من أعماق الأرض أسفل قارة أفريقيا 'تمدد قشرة القارة وتمهد تدريجيًا لتكوين محيط جديد على سطح الأرض'، وفقًا لموقع ساينس ديلي العلمي. ويقع الأمر بالتحديد في منطقة مثلث عفار بإثيوبيا الموجودة أعلى تيار متصاعد من المواد الملتهبة، كما يتسم بكونه غير عشوائي حيث يتبع في حركته سمك وسرعة الصفائح التكتونية، أي الألواح الضخمة المكونة لقشرة الأرض. وتحدث تلك النبضات الجيولوجية بسبب تدفق موجات من الصخور المنصهرة بانتظام نحو السطح من باطن الأرض، بحسب الدراسة المنشورة بمجلة ناتشر جيوساينس Nature Geoscience العلمية. وبمرور ملايين السنين، تتباعد الصفائح التكتونية وتتمدد، كالطين الطري، حتى تتمزق تمامًا بما يعني ولادة حوض أو محيط جديد. ويعتبر مثلث عفار مكان نادر على الأرض حيث تلتقي فيه ثلاثة صدوع أو صفائح تكتونية: الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن. ولطالما اشتبه الجيولوجيون في وجود تصاعد ساخن، يُشار إليه أحيانًا باسم عمود، تحت الأرض بالمنطقة مما يساعد على تمدد القشرة الأرضية وولادة حوض محيطي مستقبلي. ولكن لم يكن معروفًا الكثير عن بنية هذا التصاعد أو كيفية سلوكه تحت الصفائح المتصدعة. وتشرح الباحثة بجامعة ساوثهامبتون والمشاركة في الدراسة، الدكتورة إيما واتس: 'وجدنا أن الوشاح (واحد من الطبقات الرئيسية للأرض) ليس متجانسًا أو ثابتًا فهو ينبض، وتحمل هذه النبضات بصمات كيميائية مميزة. تُوجَّه هذه النبضات الصاعدة من الوشاح المنصهر جزئيًا بواسطة الصفائح التكتونية أعلاها. وهذا مهم لكيفية تفكيرنا في التفاعل بين باطن الأرض وسطحها'. وشارك في المشروع البحثي خبراء من عشر مؤسسات علمية وهي: جامعات ساوثهامبتون وسوانسيه لانكستر في وجامعتي فلورنسا وبيزا في إيطاليا ومعهد جيومار ومركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في ألمانيا ومعهد دبلن للدراسات المتقدمة في أيرلندا وجامعة أديس أبابا في إثيوبيا. ومن المخطط العمل على المزيد من الأبحاث لتفسير كيفية حدوث تدفق الوشاح وبأي معدل وربط ما يحدث في باطن الأرض بنشاط البراكين والزلازل في المنطقة.

عالمة بريطانية تكشف للجزيرة نت أسرار انقسام أفريقيا وميلاد محيط جديد
عالمة بريطانية تكشف للجزيرة نت أسرار انقسام أفريقيا وميلاد محيط جديد

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • علوم
  • الجزيرة

عالمة بريطانية تكشف للجزيرة نت أسرار انقسام أفريقيا وميلاد محيط جديد

رغم ما يبدو من استقرار ظاهر على سطحها، تشهد القارة الأفريقية في أعماقها تحركات تكتونية بطيئة ومستمرة منذ ملايين السنين، قد تعيد تشكيل خريطتها الجغرافية بالكامل في المستقبل البعيد. هذا ما كشفت عنه دراسة علمية حديثة قادتها الدكتورة إيما واتس من كلية علوم المحيطات والأرض بجامعة ساوثهامبتون البريطانية، حيث توصلت الدراسة المنشورة في دورية"نيتشر جيوساينس"، إلى أدلة قوية تشير إلى أن شرق أفريقيا قد بدأ بالفعل في الانفصال الجيولوجي عن باقي القارة، ضمن عملية طويلة الأمد يتوقع أن تفضي، بعد ملايين السنين، إلى تشكل محيط جديد. وتصف واتس في حوار خاص مع "الجزيرة نت"، ما يحدث في منطقة "عفار" شمال إثيوبيا، حيث أجريت الدراسة، بأنه "نبض جيولوجي" ينبثق من أعماق الأرض، مشيرة أن مادة الوشاح الأرضي تحت هذه المنطقة لا تتدفق بشكل مستقر، كما كان يعتقد، بل تصعد على شكل نبضات دورية تحتوي على تركيبات كيميائية مختلفة قليلا. والأهم من ذلك، أن سرعة هذه النبضات تختلف من منطقة لأخرى تبعا لسرعة تباعد الصفائح التكتونية فوقها، مما يشير إلى علاقة تفاعلية حيوية بين سطح الأرض وأعماقها. لو تخيلنا أن كوكب الأرض هو ثمرة تفاح، فإن طبقة القشرة الصخرية للأرض هي ببساطة قشرة التفاحة الرقيقة، لكن هذه القشرة على الأرض تبلغ من السماكة من 30 إلى 70 كيلومترًا في القارات ومن 4 إلى 12 كيلومترًا في المحيطات، وهي تختلف في شيء آخر عن قشرة التفاحة وهو أنها ليست قطعة واحدة تغطي الأرض بل تتكون من عدد من القطع التي تسمى بالصفائح التكتونية، والتي تتداخل، بعضها مع بعض بشكل يشبه الأحجيات الورقية، تلك الصفائح تتحرك ببطء، أو قل إنها تسبح لمسافة عدة سنتيمترات كل عام على طبقة أخرى للأرض تقع أسفلها وتسمى الوشاح. وتقول واتس"اقترحت الأبحاث السابقة وجود ريشة وشاحية (تيار صاعد من الصخور الساخنة والمنصهرة في طبقة الوشاح تحت القشرة الأرضية)، لكن لم يكن معروفا كيف تتصرف هذه الريشة بالضبط، أما في هذه الدراسة، فقد تمكنا من اكتشاف أن هذه الريشة ليست ثابتة أو مستمرة بشكل متساو، بل تحتوي على نبضات أو دفعات صاعدة متقطعة، أي أنها ترتفع على شكل موجات أو نبضات تتغير شدتها وتركيبتها مع الوقت". إعلان وتضيف "الأهم من ذلك، أن هذه النبضات المرتبطة بالوشاح الأرضي لها علاقة مباشرة مع سرعة انفصال الصفائح التكتونية فوقها، مما يعني أن حركة الصفائح لا تؤثر فقط على السطح، بل تتحكم أيضا بطريقة تدفق المادة الساخنة في أعماق الأرض، وهذا الربط بين نبضات الريشة وسرعة التمزق القاري هو جديد ولم يسبق أن تم إثباته في الدراسات السابقة". تمزق بطىء… ولكن بثبات وتشير نتائج الدراسة إلى أن عملية الانفصال القاري في شرق أفريقيا بدأت قبل نحو 30 مليون سنة، مع بداية التمزق الأولي في منطقة عفار، ومنذ ذلك الحين، تتباعد الصفائح التكتونية في هذه المنطقة بمعدل يتراوح بين 5 و16 ملم سنويا، وهو ما يعادل تقريبا معدل نمو أظافر الإنسان. وبينما تبدو هذه السرعة ضئيلة، فإنها عبر الزمن تحدث فروقا هائلة في شكل القارات، فهذه العملية، المعروفة علميا بـ"التمدد القاري" تسبب تمزقا بطيئا في قشرة الأرض، حيث تتكون الشقوق، وتغزوها لاحقا المادة المنصهرة من باطن الأرض، ومع تراكم هذه المادة وتصلبها، تبدأ أولى مراحل تشكل قاع محيط جديد. وتقول واتس "هذه العملية الجيولوجية ليست حبيسة الأعماق، بل يمكن رؤية آثارها على السطح بوضوح، فـوادي الصدع الأفريقي الكبير، الممتد من البحر الأحمر إلى موزمبيق، ليس إلا نتاجا مباشرا لهذا الانفصال القاري، كما تنتشر في المنطقة أكثر من 50 فوهة بركانية نشطة، إلى جانب زلازل مستمرة، وكلها إشارات إلى تمزق القشرة الأرضية وتمددها". وتضيف "رؤية هذا العدد الكبير من البراكين والزلازل على امتداد الصدع ليس صدفة، إنها من العلامات الواضحة على أن الانقسام القاري بدأ فعليا، ومع ذلك، أؤكد أن دراستنا لا تشير إلى أن الخطر على السكان في تزايد، بل إن هذه العمليات تسير بوتيرة طبيعية وبطيئة للغاية". متى ينفصل الشرق عن الغرب؟ ووفقا للبيانات المتوفرة، فإن انقسام أفريقيا ليس أمرا وشيكا، بل عملية تتطلب ملايين السنين لتكتمل، وتقدر الدراسة أن تشكل المحيط الجديد قد يستغرق من 5 إلى 10 ملايين سنة على الأقل، وهو الزمن اللازم لانفصال شرق أفريقيا تماما، وبدء تكون قاع المحيط بين الكتلتين. وبمجرد اكتمال هذه العملية، ستتشكل قارة جديدة تضم الصومال، كينيا، تنزانيا، موزمبيق، وأجزاء من إثيوبيا، بينما تبقى الكتلة الكبرى من القارة في الغرب، بما فيها مصر والجزائر ونيجيريا وبقية الدول. وكانت واحدة من الأسئلة المهمة التي تثيرها الدراسة، هي ما إذا كان من الممكن استخدام النبضات الصاعدة من الوشاح في التنبؤ بالنشاط البركاني، لكن واتس توضح أن "العلاقة الوحيدة المؤكدة حتى الآن بين هذه النبضات والبراكين هي في التركيب الجيوكيميائي للحمم البركانية الناتجة عنها، أما التنبؤ بمواعيد أو طبيعة الانفجارات فلا يزال بعيدا". وتقول "لا نستطيع حتى الآن ربط النبضات مباشرة بتوقيت الثورانات البركانية، لكنها تعطينا فكرة أدق عن مصدر هذه البراكين ومكوناتها". حالة متكررة في مناطق أخرى وما يجري في أفريقيا ليس حالة فريدة من نوعها، فعمليات الانقسام القاري وتشكل المحيطات تحدث باستمرار، وإن كانت ببطء شديد، في مناطق مختلفة من الأرض، فالمحيط الأطلسي، على سبيل المثال، لا يزال يتسع في منتصفه حتى اليوم. وهناك صدوع قارية أخرى مثل منطقة بايكال في سيبيريا، لكنها لا ترتبط دائما بنفس القدر من النشاط البركاني. وتختم واتس بالقول: "القشرة القارية أكثر سمكا من القشرة المحيطية، لكن عندما تبدأ في التمزق، تتولد شقوق وزلازل، وفي بعض الأحيان بركان، حسب طبيعة الوشاح تحتها، وما يحدث الآن في شرق أفريقيا هو نموذج حي لتحول الأرض، ومختبر طبيعي يمكننا من خلاله فهم آلية تشكل القارات والمحيطات".

"نبضات تخرج من أعماق الأرض" في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟ – DW – 2025/6/30
"نبضات تخرج من أعماق الأرض" في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟ – DW – 2025/6/30

DW

time٣٠-٠٦-٢٠٢٥

  • علوم
  • DW

"نبضات تخرج من أعماق الأرض" في إثيوبيا تنذر بانقسام أفريقيا؟ – DW – 2025/6/30

"تُمزق القارة تدريجيًا وتُشكّل محيطًا جديدًا".. علماء يرصدون "نبضات جيولوجية" أسفل منطقة عفار في إثيوبيا تنذر بانقسام قارة أفريقيا. فما هي تلك "النبضات"؟ وهل يشكل الأمر خطرًا حقيقيًا؟ في مشروع علمي بمشاركة عدة مؤسسات بحثية، رصد علماء نبضات جيولوجية تتصاعد من أعماق الأرض أسفل قارة أفريقيا "تمدد قشرة القارة وتمهد تدريجيًا لتكوين محيط جديد على سطح الأرض"، وفقًا لموقع ساينس ديلي العلمي. ويقع الأمر بالتحديد في منطقة مثلث عفار بإثيوبيا الموجودة أعلى تيار متصاعد من المواد الملتهبة، كما يتسم بكونه غير عشوائي حيث يتبع في حركته سمك وسرعة الصفائح التكتونية، أي الألواح الضخمة المكونة لقشرة الأرض. وتحدث تلك النبضات الجيولوجية بسبب تدفق موجات من الصخور المنصهرة بانتظام نحو السطح من باطن الأرض، بحسب الدراسة المنشورة بمجلة ناتشر جيوساينس Nature Geoscience العلمية. وبمرور ملايين السنين، تتباعد الصفائح التكتونية وتتمدد، كالطين الطري، حتى تتمزق تمامًا بما يعني ولادة حوض أو محيط جديد. ويعتبر مثلث عفار مكان نادر على الأرض حيث تلتقي فيه ثلاثة صدوع أو صفائح تكتونية: الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن. ولطالما اشتبه الجيولوجيون في وجود تصاعد ساخن، يُشار إليه أحيانًا باسم عمود، تحت الأرض بالمنطقة مما يساعد على تمدد القشرة الأرضية وولادة حوض محيطي مستقبلي. ولكن لم يكن معروفًا الكثير عن بنية هذا التصاعد أو كيفية سلوكه تحت الصفائح المتصدعة. وتشرح الباحثة بجامعة ساوثهامبتون والمشاركة في الدراسة، الدكتورة إيما واتس: "وجدنا أن الوشاح (واحد من الطبقات الرئيسية للأرض) ليس متجانسًا أو ثابتًا فهو ينبض، وتحمل هذه النبضات بصمات كيميائية مميزة. تُوجَّه هذه النبضات الصاعدة من الوشاح المنصهر جزئيًا بواسطة الصفائح التكتونية أعلاها. وهذا مهم لكيفية تفكيرنا في التفاعل بين باطن الأرض وسطحها". وشارك في المشروع البحثي خبراء من عشر مؤسسات علمية وهي: جامعات ساوثهامبتون وسوانسيه لانكستر في وجامعتي فلورنسا وبيزا في إيطاليا ومعهد جيومار ومركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في ألمانيا ومعهد دبلن للدراسات المتقدمة في أيرلندا وجامعة أديس أبابا في إثيوبيا. ومن المخطط العمل على المزيد من الأبحاث لتفسير كيفية حدوث تدفق الوشاح وبأي معدل وربط ما يحدث في باطن الأرض بنشاط البراكين والزلازل في المنطقة. تحرير: س.ك

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store