logo
#

أحدث الأخبار مع #ابنحزم

تيفلت.. ثانوية ابن حزم تحتفي بمشروع الريادة التربوية بدعم سياسي محلي (صور)
تيفلت.. ثانوية ابن حزم تحتفي بمشروع الريادة التربوية بدعم سياسي محلي (صور)

هبة بريس

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • هبة بريس

تيفلت.. ثانوية ابن حزم تحتفي بمشروع الريادة التربوية بدعم سياسي محلي (صور)

هبة بريس – تيفلت في خطوة تعكس انخراط الفاعل السياسي المحلي في دعم أوراش إصلاح التعليم، شهدت الثانوية الإعدادية ابن حزم بمدينة تيفلت، التابعة للمديرية الإقليمية بالخميسات، تنظيم أيام مفتوحة يومي 2 و3 ماي 2025، في إطار انضمامها الرسمي لمشروع 'إعداديات الريادة' برسم الموسم الدراسي 2025/2026. وقد تميز هذا الحدث التربوي بحضور وازن للسيد عبد الصمد عرشان، رئيس المجلس الجماعي لتيفلت، الذي حضر إلى جانب عدد من المسؤولين والفاعلين في القطاع التربوي، في إشارة قوية إلى أهمية مواكبة الجماعات الترابية لمشاريع إصلاح المدرسة العمومية، والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه في تعزيز جودة التعليم والانفتاح على المحيط. وخلال هذا اللقاء، تم تقديم الخطوط العريضة لمشروع 'إعداديات الريادة' وأهدافه الكبرى، الرامية إلى تجويد التعلمات، وتحفيز التميز، وتحديث أداء المؤسسات التعليمية العمومية. كما تم استعراض رؤية المؤسسة في تنزيل هذا المشروع على مستوى الواقع، بدينامية تشاركية تجمع بين الطاقم التربوي والإداري وشركاء المؤسسة محلياً. وقد لقيت مشاركة السيد عبد الصمد عرشان ترحيباً واسعاً، حيث ثمّن الحاضرون حضوره واهتمامه بالشأن التربوي، معتبرين ذلك دليلاً على وعي المجلس الجماعي بأهمية التعليم كمدخل للتنمية المجالية، وكرافعة أساسية لبناء مجتمع المعرفة. ويؤكد هذا الانخراط الفعلي للمسؤولين المحليين، وفي مقدمتهم رئيس الجماعة، أن إصلاح المدرسة المغربية لم يعد شأناً قطاعياً محصوراً داخل أسوار المؤسسات، بل مسؤولية جماعية تستدعي تضافر جهود مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم المنتخبون الذين تقع على عاتقهم مهمة توفير شروط النجاح للناشئة.

الإفتاء توضح كيفية التوبة من الغيبة وحكمها
الإفتاء توضح كيفية التوبة من الغيبة وحكمها

فيتو

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فيتو

الإفتاء توضح كيفية التوبة من الغيبة وحكمها

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية للفتوى الإلكترونية يقول فيه صاحبه: 'ما كيفية التوبة من الغيبة؟ فقد وقعت عدة مرات في الغيبة ثم ينتابني بعدها شعور بالندم والرغبة في التوبة، فكيف لي أن أتوب من الغيبة، وهل يشترط للتوبة منها التحلل ممَّن اغتبت بإخباره وطلب المسامحة؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: مفهوم الغيبة وحكمها أوضحت دار الإفتاء أن الغيبة شرعًا هي: وصف الشخص وهو غائب عن المجلس بوصفٍ يكرهه إذا سمعه. قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 535، ط. دار ابن حزم): [الغيبة: هي ذِكرُك الإنسان بما فيه ممَّا يكره؛ سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خَلْقه أو خُلُقه أو ماله أو ولده أو والده أو زوجه أو خادمه أو مملوكه أو عمامته أو ثوبه أو مشيته وحركته وبشاشته وخلاعته وعبوسه وطلاقته أو غير ذلك ممَّا يتعلق به؛ سواء ذكرتَه بلفظك أو كتابك أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك] اهـ. وهي من الذنوب المحرمة التي توافرت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة في الدلالة على حرمتها والتنفير منها؛ ومن ذلك: قول الله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12]. وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ». قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ، قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» أخرجه مسلم في "الصحيح". وذكر الإمام القرطبي المالكي أنَّه لا خلاف بين العلماء في تحريم الغيبة، قال في "الجامع لأحكام القرآن" (16/ 337، ط. دار الكتب المصرية): [لا خلاف أنَّ الغيبة من الكبائر، وأنَّ مَن اغتاب أحدًا عليه أن يتوبَ إلى الله عزَّ وجلَّ] اهـ. الإفتاء توضح كيفية التوبة، فيتو حكم التوبة من الذنوب والمعاصي وأضافت دار الإفتاء أن من المعلوم شرعًا أن التوبة من المعصية واجبة شرعًا باتفاق الفقهاء؛ لأنها من أهم قواعد الإسلام. قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (12/ 238) عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]: [قوله تعالى ﴿وَتُوبُوا﴾: أمر، ولا خلاف بين الأمة في وجوب التوبة، وأنها فرض متعين.. والمعنى: وتوبوا إلى الله فإنكم لا تخلون من سهو وتقصير في أداء حقوق الله تعالى، فلا تتركوا التوبة في كل حال] اهـ. فالتوبة من الذنوب واجبة، على المذنب أن يبادر بها؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله عزَّ وجلَّ أن يتفضَّل عليه ويُدخله الجنة وينجيه من النار، وإذا تعلَّق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة؛ لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقًا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقًا بحقوق العباد، إلا إذا تحلَّل الظالم من المظلوم فسامحه. فمَن كان مِن المسلمين يغتاب الناس فعليه بالتوبة من ذلك، وقد تفضل الله تعالى على عباده بقبول توبتهم والعفو عن سيئاتهم، فمتى تاب العاصي من معصيته واستغفر الله لذنبه قَبِل الله توبته وغفر له؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشريف؛ فعن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول صلى الله عليه وآله وسلَّم قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» أخرجه ابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "الكبير". كيفية التوبة من الغيبة وأكدت دار الإفتاء أن بخصوص كيفية التوبة من الغيبة، وهي مما اجتمع فيه حق الله وحق العبد؛ أما حق الله: فلكون المغتاب قد فعل ما نهى الله تعالى عنه، وأما حق العبد: فلكون المغتاب قد وقع في محارم العباد. والتوبة منها تكون بالندم عليها، والإقلاع عنها، والاستغفار من هذا الذنب الجسيم، وكذا الدعاء والاستغفار لمن اغتيب. الغيبة، فيتو آراء الفقهاء في كيفية التحلل من الغيبة أما استحلال المغتاب وطلبه العفو ممن اغتيب؛ فقد اختلف العلماء في لزومه وفق اعتبار وصول الغيبة لمن اغتيب أو عدم ذلك: فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة في رواية أن مَن اغتيب إذا لم يعلم بالغيبة: فلا يلزم المغتاب التحلل منه، بل يكفي الاستغفار له؛ لأن إعلامه مما يدخل الغم والكدر على قلبه، وربما كان سببًا لعدم عفوه وصفحه عن المغتاب، بخلاف ما لو علم بالغيبة: لزم المغتاب التحلل ممن اغتيب. واسْتُدِل على ذلك بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ» أخرجه البخاري في "الصحيح". وعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ من كَفَّارَةِ الْغِيبَةِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَه» أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"، والبيهقي في "الدعوات" واللفظ لهما، والدينوري في "المجالسة"، وله شواهد من عدة طرق. قال علاء الدين الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (6/ 410، ط. دار الفكر) في أحكام الغيبة: [إذا لم تبلغه يكفيه الندم، وإلا شرط بيان كل ما اغتابه به] اهـ. قال العلامة ابن عابدين في "رد المحتار" (6/ 410، ط. دار الفكر) محشِّيًا عليه: [(قوله وإلا شرط بيان كل ما اغتابه به): أي مع الاستغفار والتوبة، والمراد أن يبين له ذلك ويعتذر إليه ليسمح عنه بأن يبالغ في الثناء عليه والتودد إليه ويلازم ذلك حتى يطيب قلبه، وإن لم يطب قلبه كان اعتذاره وتودده حسنة يقابل بها سيئة الغيبة في الآخرة، وعليه أن يخلص في الاعتذار، وإلا فهو ذنب آخر ويحتمل أن يبقى لخصمه عليه مطالبة في الآخرة، لأنه لو علم أنه غير مخلص لما رضي به] اهـ. وقال أبو الليث السمرقندي الحنفي في "تنبيه الغافلين" (ص: 166، ط. دار ابن كثير): [قد تكلم الناس في توبة المغتاب، هل تجوز من غير أن يستحل من صاحبه؟ قال بعضهم: يجوز، وقال بعضهم: لا يجوز ما لم يستحل من صاحبه. وهو عندنا على وجهين: إن كان ذلك القول قد بلغ إلى الذي اغتابه؛ فتوبته أن يستحل منه، وإن لم يبلغ: فليستغفر الله تعالى ويضمر أن لا يعود إلى مثله] اهـ. وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (4/ 357، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(ويستغفر الله) تعالى (من الغيبة) إن لم يعلم صاحبها بها (فإن علم صاحبها) بها (استحل منه لا من وارثه) بعد موته. عبارة الأصل: فإن تعذر استحلاله لموته، أو تعسر لغيبته البعيدة: اسْتَغْفَرَ الله تعالى، ولا اعتبار بتحليل الورثة] اهـ. وقال الشيخ البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (6/ 115، ط. دار الكتب العلمية): [(وقيل:) يشترط إعلامه (إن علم به المظلوم، وإلا دعا له واستغفر ولم يعلمه. ذكره الشيخ عن أكثر العلماء)] اهـ. وقال نجم الدين ابن قدامة الحنبلي [ت: 689هـ] في "مختصر منهاج القاصدين" (ص: 173-174، ط. دار البيان): [وأما كفارة الغيبة، فاعلم أن المغتاب قد جنى جنايتين: إحداهما: على حق الله تعالى، إذ فعل ما نهاه عنه، فكفارة ذلك التوبة والندم. والجناية الثانية: على محارم المخلوق؛ فإن كانت الغيبة قد بلغت الرجل جاء إليه واستحله وأظهر له الندم على فعله. وإن كانت الغيبة لم تبلغ الرجل جعل مكان استحلاله: الاستغفار له؛ لئلا يخبره بما لا يعلمه، فيُوغر صدره، وقد ورد في الحديث: «كَفَّارَةُ مَن اغْتَبتَ أَن تَسْتَغْفِرَ لَهُ»] اهـ. وذهب المالكية إلى وجوب التحلل ممن اغتيب سواء علم بالغيبة أو لم يعلم، ولو بالبراءة المجهول متعلقها، نحو قول المغتاب للذي اغتيب: قد اغتبتك فاجعلني في حِلٍّ دون أن يبين له ما اغتابه به. قال شهاب الدين النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني" (2/ 280، ط. دار الفكر): [الغيبة لها جهتان: إحداهما من حيث الإقدام عليها، والأخرى من حيث أذية المغتاب، فالأولى: تنفع فيها التوبة بمجردها، والثانية: لا بد فيها مع التوبة من طلب عفو المغتاب عن صاحبها، ولو بالبراءة المجهول متعلقها عندنا] اهـ. وذهب الحسن البصري ومجاهد وأبو عبد الله الحناطي من الشافعية والحنابلة في الصحيح عندهم إلى: أنه لا يلزم المغتاب التحلل ممن اغتيب مطلقًا سواء علم أو لم يعلم، بل تكفي التوبة والندم والاستغفار. قال محيي الدين النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (8/ 221، ط. دار الكتب العلمية): [وأما الغيبة إذا لم تبلغ المغتاب، فرأيت في "فتاوى الحناطي" أنه يكفيه الندم والاستغفار وإن بلغته] اهـ. وقال حجة الإسلام الغزالي الشافعي في "إحياء علوم الدين" (3/ 153، ط. دار المعرفة): [اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه، ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته.. وقال الحسن: يكفيه الاستغفار دون الاستحلال، وربما استدل في ذلك بما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَّارَةُ مَن اغْتَبْتَه أَن تَسْتَغْفِرَ لَهُ» وقال مجاهد: كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعو له بخير] اهـ. وقال علاء الدين المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (10/ 225، ط. دار إحياء التراث العربي): [لا يشترط لصحة توبة من قذف وغيبته ونحوهما: إعلامه، والتحلل منه على الصحيح من المذهب] اهـ. وقال الشيخ البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (6/ 115): [(فصل) (وتجب التوبة) فورًا (من القذف والغيبة وغيرهما) ظاهره ولو من صغيرة، وإن كانت تكفر باجتناب الكبائر؛ لعموم الأدلة (ولا يشترط لصحتها) أي: التوبة (من ذلك) أي: القذف والغيبة ونحوهما (إعلامُه) أي: المقذوف أو المغتاب ونحوه] اهـ. الإفتاء توضح كيفية التوبة، فيتو المختار للفتوى في كيفية التحلل من الغيبة الذي نختاره للفتوى وعليه العمل: أنه لا يشترط لصحة التوبة من الغيبة تحلل المغتاب ممن اغتيب؛ كما هو مذهب الحسن البصري، ومجاهد، وأبو عبد الله الحناطي من الشافعية والحنابلة في صحيح مذهبهم، واختاره الشيخ ابن تيمية؛ لأن إعلامه مما يدخل الكدر والغم على قلبه، وربما أورث ضررًا وعداوة بينهما تولد شرًّا أكبر من الغيبة، وهذا مما يناقض مقصود الشارع في تحقق التعاطف والتراحم والمحبة بين الناس؛ إذ اعتناء الشارع بالمنهيات أشد من اعتنائه بالمأمورات، فكانت المفسدة في إعلام من اغتيب بالغيبة أعظم من التحلل منها، وقد تقرر في قواعد الشرع الشريف: "دَرْءُ الْمَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ الْمَصَالِحِ"؛ كما في "الأشباه والنظائر" للحافظ السيوطي (ص: 87، ط. دار الكتب العلمية). قال ابن القيم في "مدارج السالكين" (1/ 300-301، ط. دار الكتاب العربي): [والقول الآخر: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، وقذفه بذكر عفته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه، وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، قدس الله روحه. واحتج أصحاب هذه المقالة بأن إعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة، فإنه لا يزيده إلا أذى وحنقًا وغمًّا، وقد كان مستريًحا قبل سماعه، فإذا سمعه ربما لم يصبر على حمله، وأورثته ضررًا في نفسه أو بدنه، كما قال الشاعر: فإن الذي يؤذيك منه سماعه... وإن الذي قالوا وراءك لم يقل وما كان هكذا فإن الشارع لا يبيحه، فضلًا عن أن يوجبه ويأمر به. قالوا: وربما كان إعلامه به سببًا للعداوة والحرب بينه وبين القائل، فلا يصفو له أبدًا، ويورثه علمُه به عداوةً وبغضاءً مولِّدَةً لِشَرٍّ أكبر من شر الغيبة والقذف، وهذا ضد مقصود الشارع من تأليف القلوب، والتراحم والتعاطف والتحابب] اهـ. وقال الشيخ البهوتي في "كشاف القناع" (6/ 115): [وقال) الشيخ -يعني: ابن تيمية- (وعلى الصحيح من الروايتين: لا يجب الاعتراف) للمظلوم] اهـ. الخلاصة على ما سبق بناء على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن التوبة من الذنوب، ومنها الغيبة تتحقق بشروطها؛ من الندم على ما صدر من غيبة، والإقلاع عنها، والاستغفار من هذا الذنب الجسيم، والإخلاص في التوبة إلى الله عزَّ وجلَّ منه، مع العزم على عدم الرجوع إليه مرة أخرى، حتى تكون التوبة توبة نصوحًا، كما يلزم الدعاء والاستغفار لِمَن وقعت عليه الغيبة، ومحاولة ذكر محاسنه ومدحه في مواطن غيبته، ولا يلزم التحلل بإعلام مَنْ اغْتِيب؛ كما هو المختار للفتوى؛ لعظم المفسدة في إخباره كما سبق بيانه. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي .."10".. آلام الحجاب
عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي .."10".. آلام الحجاب

مصرس

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • مصرس

عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي .."10".. آلام الحجاب

الإحسان هو الجميل الحَسن المُتقَن وكل ما يُصنع من معروف وخير فضلا ومحبةً. وهو المرتبة العليا من مراتب الدين الثلاثة : ( الإسلام ، والإيمان ، والإحسان الذي هو عبادة الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، ومرتبة الإحسان عبارة عن مقامين مقام من يَعبد اللهَ كأنه يراه وتلك عبادة المحبة والقرب والإنس ، والمقام الثاني لمن لم يستطع إدراك المقام الأول فيعبد الله خوفا وخشية بسبب المراقبة من الله.ويكون الإحسان بالتجميل والتحسين والإحكام والتجويد والمراقبة في مجالات العبادات والمعاملات ومع الحيوانات وسائر الكائنات حتى الجمادات وشاملا كذلك السرائر والنيات.وهذا الإحسان رغم أنه تجميل وتحسين وتجويد وإتقان فإنه ليس نافلةً أو فضلة كمالية بل هو فريضة من الفرائض التي جاء الأمر بها وجوبيا في الآية الذهبية التي لَخّصت فضائل الإسلام ومناقبه ومزاياه : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ).وجاء الأمر بالإحسان وجوبيا كذلك عندما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم عموم الإحسان وشموليته : ( إن الله كتَبَ الإحسان على كل شيئ ) ذلك البيان الذي حكى فيه الإمام ابن حزم الإجماع .وكذلك جاء الأمر بالإحسان وجوبيا كذلك عند التفصيل في مجالات الإحسان وبيان أبوابه مثل ؛ بِرّ الوالدين : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ) ، وفي الدعوة إلى الله وحوار أهل الأديان الأُخَر : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، وفي إحسان القول لعموم الناس : ( وقولوا للناس حُسْناً ).وكذلك جاء الأمر بالإحسان وجوباً عندما بيَّن الله للإنسان وجه وجوب الإحسان على الإنسان والتزامه به بأنه ليس تفضلا منه بل إنه عِوض ومقابل للإحسان الإلهي إليه : ( وأحسِنْ كما أحسَنَ اللهُ إليك ).ورغم أن الإحسان من الإنسان عِوضٌ ومقابلٌ للإحسان الإلهي إليه إلا أن جزاء هذا الإحسان جاء مضاعفاً جَمَع الله فيه بين ثوابَيْ الدنيا والآخرة : ( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحُسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ) .ثم جاءت فوق هذا الثواب المُضَاعف زيادةٌ أخرى : ( للذين أحسنوا الحُسنى وزيادة ) تتمثل في :1. محبة الله لهم : ( إنّ الله يحب المحسنين ).2. معيّة الله لهم بالتأييد والتسديد والحفظ والنصرة : ( وإن الله لمع المحسنين ).3. البشرى بالنعيم كي تطمئن قلوبهم وتنشرح صدورهم وترتاح نفوسهم : ( وبشِّر المحسنين ).4. رؤية الله تعالى يوم القيامة : ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى ربّها ناظرة ) تلك الرؤية البيّنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( إنكم سترون ربّكم كما ترون القمر لا تُضامون في رؤيته ).وربما تكون رؤية الله تعالى قد جاءت للمحسنين زيادة من عند الله تفضيلا وتمييزا لهم عن سائر المسلمين من ناحية ، ونكايةً في المحجوبين المعاقبين بألم الحَجْب وعذاب الحاجب عن الله وهو نفوسهم الأمَّارة بالسوء وأمراض قلوبهم وسوداويتها وظلاميتها المكتظة حقدا وحسدا للناس على ما آتاهم الله من فضله وكرها لهم وميلا للفساد والإفساد وسعيا بين الناس بالأكاذيب والفتن والافتراءات .ممّا كوَّن حاجزا كثيفا وطبقةً عازلة تُسمّى الرَّيْن تكسو قلوبهم فتمنع عنها الأنوار وتمنعهم من رؤية الله : ( كلا بل رانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ).فعقوبة الحَجْب عن الله هي للأحباب المحبين أقسى من عذاب الجحيم ؛ لأن حياة المُحب الحقيقية تكون إلى جوار الحبيب وبقربه حيث تقرُّ العين ويطمئن القلب وتسكن الروح ، وبالحجاب عن الحبيب تكون الهموم والأحزان والعذابات والآلام التي لا تُذْهبُها لذة طعام أو شراب أو نكاح.

تونس.. فاجعة مدرسية بعد مصرع تلاميذ في حادث إنهيار سور قديم
تونس.. فاجعة مدرسية بعد مصرع تلاميذ في حادث إنهيار سور قديم

هبة بريس

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • هبة بريس

تونس.. فاجعة مدرسية بعد مصرع تلاميذ في حادث إنهيار سور قديم

هبة بريس شهدت معتمدية مزونة بولاية سيدي بوزيد بتونس، أمس الإثنين، حالة من الشلل التام، حيث توقفت الدروس وأُغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها، إثر فاجعة وفاة ثلاثة تلاميذ نتيجة انهيار سور مهترئ بالمدرسة الثانوية 'ابن حزم'. السور الذي انهار بسبب هبوب رياح قوية، كان الأهالي قد نبهوا إلى خطره وطالبوا بترميمه منذ أسابيع، إلا أن نداءاتهم لم تلقَ الاستجابة اللازمة، ما أسفر عن وقوع الحادث الأليم. الضحايا الثلاث، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً، كانوا يستعدون لاجتياز امتحانات الباكالوريا، فيما أُصيب تلميذان آخران ونُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وعقب الحادث، عمّ الغضب المدينة، حيث خرج محتجون إلى الشارع وأشعلوا إطارات مطاطية، كما أقدموا على غلق طريق رئيسي ورشقوا سيارة إدارية بالحجارة، في مشهد يعكس حجم الاحتقان الشعبي. وسائل إعلام محلية ذكّرت بأن السور المنهار يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وأنه كان محل شكاوى عديدة بسبب حالته المتردية، ما يطرح تساؤلات حول تأخر الجهات المعنية في التدخل وصيانة المنشآت التربوية. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة

نماذج علمائية ملهمة (38) الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله " إمام أهل الأندلس "
نماذج علمائية ملهمة (38) الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله " إمام أهل الأندلس "

إيطاليا تلغراف

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • إيطاليا تلغراف

نماذج علمائية ملهمة (38) الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله " إمام أهل الأندلس "

نشر في 13 أبريل 2025 الساعة 8 و 48 دقيقة إيطاليا تلغراف الكاتب: د. علي الصلابي (الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) هو الإمامُ والمجتهد الكبير، بحر العلوم، وجامع الفنون، وإمام المذهب الظَّاهريِّ وأبرز أعلامه، الفقيه الحافظ، الأديب الوزير، المؤرِّخ الناقد، العالم الموسوعيُّ، صاحب التَّصانيف الباهرة والأقوال الظَّاهرة، أجمعَ أهلِ الأندلس قاطبةً لعلوم الإسلام، وأوسعَهُم معرفةً، مع توسُّعه في علم اللِّسان، ووفور حظِّه من البلاغة، والمعرفة بالسِّيَر والأخبار، الإمام أبو محمَّدٍ عليُّ بن أحمد بن سعيد بن حزمٍ الأندلسيُّ، الشَّهير بابن حزم الظاهري. أولاً: مولده اسمه ونسبه: هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد. ولد أبو محمد قبل طلوع الشمس، آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان من سنة (٣٨٤هـ)، وقد كانت ولادته بقرطبة. ويرى معظم من ترجم له أنه فارسي الأصل، وأن جده الأقصى يزيد هو أول من أسلم من أجداده، وأنه مولى ليزيد بن أبي سفيان. ويرى بعض من ترجم له أنه ليس كذلك، وأنه إسباني الأصل، قال ابن سعيد: (وادعى أنه من الفرس، وهو خامل الأبوة من عجم لبلة)، ويكنى أبو محمد. (معجم الأدباء، ياقوت الحموي، ج12 ص237) ثانياً: نشأته العلمية ورحلته في طلب العلم: وصف الحافظ الذهبي (رحمه الله) نشأة ابن حزم فقال: 'نشأ في تنعم ورفاهية، ورزق ذكاء مفرطاً، وذهناً سيالاً، وكتباً نفيسة كثيرة'، وهذا يحدد العوامل المساعدة لابن حزم على تلقي العلم، من غنىً يتيح له التفرغ لطلب العلم إلى ذكاءٍ متوقد وحافظة قوية، إلى مكتبة ينهل منها، ولقد أتيح له أن تربيه النساء، يحدثنا (رحمه الله) عن هذا فيقول: 'لقد شاهدت النساء، وعلمت من أسرارهن ما لا يكاد يعلمه غيري لأني ربيت في حجورهن، ونشأت بين أيديهن، ولم أعرف غيرهن، ولا جالست الرجال إلا وأنا في حد الشباب، وحين تنيَّل وجهي، وهُنَّ علمنني القرآن، وروينني كثيراً من الأشعار، ودربنني في الخط' (طوق الحمامة، ضمن رسائل ابن حزم، ص16) ورحل ابن حزم في طلب العلم، وجال الأندلس، وقد حدثنا مترجموه أنه: 'قد انتقل من شرق قرطبة إلى غربها، ومن قرطبة إلى ألمرية'. وقد لوحظ أن رحلته في غالبها ليست باختياره بل كانت إجبارية، وفي هذا يقول العلامة أبو زهرة رحمه الله: ' هذه إشارة إلى رحلات ابن حزم، ولم تكن اختيارية في كثير منها، بل كانت إجبارية في أحيان كثيرة' (ابن حزم خلال ألف عام، عبد الرحمن الظاهري، ج2 ص47 – 48). ثالثاً: مذهبه الفقهي: اتجه ابن حزمٍ في بداية أمره إلى دراسة الفقه المالكي، باعتباره المذهب السائد بالأندلس، فقد ثبتَ عنه أنه درس الموطأ على أبي عبد الله بن دحون، فبدأ بدراسته نحو ثلاثة أعوام وبدأ بالمناظرة، ثم انتقل بعد ذلك (رحمه الله) إلى مذهب محمد بن إدريس الشافعيّ، وناضل عن مذهبه وانحرف عن مذهبِ سواه، حتى وسم به ونسب إليه (معجم الأدباء، مرجع سابق، ج4 ص1652). ويبدو أنه وجد في المذهب الشافعي ما يتماشى مع منهجه في تعظيم النصوص، والتمسك بها، فانتقل إليه وتبناهُ، وفي هذا يقول أبو زهرة: 'ولعل الذي أعجبه في المذهب الشافعي شدة تمسكه بالنصوص، واعتباره الفقه نصاً أو حملاً على النص، وشدة حملته على مالك عندما كان يفتي بالاستحسان والمصالح المرسلة، وكتابته كتاباً خاصاً في إبطـــال الاستحسان (ابن حزم، حياته وعصره، لأبي زهرة، ص35). إلا أن هذا الانتقال سرعان ما تبعهُ انتقال آخر إلى المذهب الظاهري، وكان آخِرَ ما استقر عليه في حياته، يقول ياقوت الحموي: 'ثم عدل في الآخر إلى قول أصحاب الظاهر مذهب داود بن علي ومن اتبعه من فقهاء الأمصار، فنقّحه ونهجه وجادل عنه ووضع الكتب في بسطه وثبت عليه إلى أن مضى لسبيله' (معجم الأدباء، مرجع سابق، ج4 ص1655). وفي السياق ذاته يقول الذهبي: 'إنه تفقه أولاً للشافعي، ثم أداه اجتهاده إلى القول بنفي القياس كله جليه وخفيه، والأخذ بظاهر النص وعموم الكتاب والحديث، والقول بالبراءة الأصلية، واستصحاب الحال، وصنف في ذلك كتباً كثيرة، وناظر عليه، وبسط لسانه وقلمه' (سير أعلام النبلاء، للذهبي، 18/186). وهكذا، انتقل ابن حزم بين هذه المذاهب الثلاثة، باحثاً عن أكثرها تعظيماً لنصوص القرآن والسنة، وعن أبعدها عن العقل والرأي، فوجد ضالتهُ في المذهب الظاهري، الذي سيضطر للدفاع والجدال عنه فيما بعدُ. رابعاً: علوم ابن حزم: من المعروف أن أبا محمد بن حزم كان موسوعي الثقافة، متعدد جوانب المعرفة، فهو الفقيه والأصولي التحرير، وهو المحدث المدقق، وهو المنطقي البارع، وهو اللغوي، وهو الشاعر المجيد، وهو المؤرخ الأمين، وهو التربوي والمربي الدارس لأغوار النفس، والمدرك لحقيقتها بحسب الطاقة البشرية، إلى غير ذلك. – ابن حزم المحدث: عرف ابن حزم بالمحدث عند مترجميه، فقد وصفه ابن ماكولا بأنه: «حافظاً للحديث مصنفاً فيه» (جذوة المقتبس، للإمام عبد الله الحميدي، ص308). وهو محدث كبير، فقد ذكره السخاوي في رسالته في المتكلمين في الرجال فقال: 'ثم بعدهم ابن عبد البر، وابن حزم الأندلسيان'. هذا كلام أهل التقعيد من المحدثين بخصوص اعتبار ابن حزم الظاهري أحد الذين تكلموا في الرجال جرحاً وتعديلاً، وأحد الذين اعتمد كلامهم في نقد الرجال، وكان له نقد لرجال الحديث في ثنايا كتبه عبر مناقشاته لمخالفيه ومنافحاته عن رأيه ومذهبه الذي هو عليه، وقد تناقل من جاء بعده من المحدثين كلامه في الرجال جرحاً وتعديلاً في مصنفاتهم في الرجال، كما هو صنيع الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال، والإمام ابن حجر في لسان الميزان، وتهذيب التهذيب (الإمام ابن حزم، محمد أبو صعيليك، ص51). هذا وقد كان من عادته في كتبه نقد الأحاديث التي يرويها بسنده، بذكر الكلام في رواتها، ولا شك أن هناك عدداً لا يستهان به قد تكلم فيه ابن حزم في كتبه جرحاً وتعديلاً، وقد أغرى هذا المعاصرين على جمع الرواة الذين تكلم فيهم ابن حزم، فكان عددهم ثمانين رجلاً، ولا شك أن هذا عدد لا يستهان به لرجل ناقد تكلم فيما يقارب ألف رجل (ابن حزم خلال ألف عام، مرجع سابق، ج4 ص8). – ابن حزم الفقيه: بنى ابن حزم اجتهاده على أصول محددة، قد نص عليها في كتبه في الأصول، وقد اعتمد عليها في كتابه (المحلى)، يقول أبو محمد بن حزم (رحمه الله): 'لا يحل لأحد أن يفتي، ولا أن يقضي، ولا أن يعمل في الدين إلا بنص قرآن، أو نص حكم صحيح عن رسول الله، أو إجماع متيقن من أولي أمر منا لا خلاف فيه من أحد منهم'. ويقول أيضاً: ' الأصول التي لا يعرف شيء من الشرائع إلا فيها، وأنها أربعة وهي: نص القرآن، ونص كلام رسول الله ﷺ الذي إنما هو عن الله تعالى كما صح عنه نقل الثقات أو التواتر، وإجماع جميع علماء الأمة، أو دليل منها لا يحتمل إلا وجهاً واحداً ' (الأحكام، للإمام ابن حزم، ج1 ص71). وابن حزم، فقد اعتمد فقط على الكتاب والسنة والإجماع؛ بل إنه يصرح بأنه لا يصح لأحد أن يقلد أحداً، ولو كان صحابياً؛ وصريح ذلك أنه لم يبح تقليد الصحاب. أما الأئمة الأربعة، فقد اتفقوا على القول برأي الصحابي، قال ذلك أبو حنيفة ومالك، وكتبه الشافعي في الرسالة، وأخذ به أحمد، وكان ذلك من أعمدة فقهه التي قام عليها. وبهذا كانت مناهج ابن حزم مخالفة لمناهج الأئمة الأربعة في استنباطهم، وقد حمل فقهه اسم الفقه الظاهري؛ لأنه لم يعتمد إلا على ظاهر الكتاب والسنة، ولم يعتمد على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية معللة، بحيث تعرف علتها، ويقاس عليها غيرها. كما أن ابن حزم يأخذ الحكم من النص، ولا يعلل النص، ولذلك يسمى هذا المنهاج المنهاج الظاهري أو الفقه الظاهري. وابن حزم هو فقيه شديد المراس، ولا شك أن من جاء بعده قد تأثر به، ونسج على منواله، كما أن بعضاً من أهل العلم قد نكب عن طريقه، وأساء الظن به وإن كان الخطب في الخلاف يسيراً، وقد تأثر أئمة أعلام بآراء ابن حزم الفقهية، وكانت لهم موافقات له، يقول العلامة أبو عبد الرحمن بن عقيل: ومن المتعاطفين مع ابن حزم وأهل الظاهر الإمامان الأمير الصنعاني والشوكاني، فكانا كثيري النقل من مذهب ابن حزم وأهل الظاهر، بل كان الشوكاني كثير التنديد بمعارضي أهل الظاهر (ابن حزم، حياته وعصره، مرجع سابق، ص261). – ابن حزم المؤرخ: ومن جوانب نبوغ ابن حزم معرفته بالتاريخ وبحثه فيه، وقد وصفه مترجموه بذلك، يقول الدكتور عبد الكريم خليفة: «أما في مجال التاريخ والأخبار، فابن حزم مؤرخ مبرز، واسع الاطلاع، عميق المعرفة، درس تاريخ مختلف الشعوب في المشرق والمغرب، وكان له إلمام واسع بحوادث الأندلس مما جعل تلميذه الحميدي يروي عنه معظم الحوادث والأخبار في كتابه (جذوة المقتبس)، وهذا يلقي ضوءاً على ثقافته التاريخية، وماله فيها من باع طويل، كما يدل على مقدرته في النقد والتمييز. ولذا فقد وصفه الدكتور زكريا إبراهيم بالمؤرخ الممتاز لاجتماع صفات الصدق والضبط والدقة وقوة الملاحظة، وحسن الاستدلال بما جعل منه راوية أميناً، ومحققاً نزيها، ومؤرخاً واسع الأفق'. (ابن حزم الأندلسي حياته وأدبه، عبد الكريم خليفة، ص110) – المعرفة بالأنساب: لابن حزم معرفة بعلم الأنساب، فقد صنف فيه كتابه «جمهرة أنساب العرب»، وقد قال في مقدمته: فجمعنا في كتابنا هذا تواشج أرحام قبائل العرب، وتفرع بعضها من بعض، وذكرنا من أعيان كل قبيلة مقداراً يكون من وقف عليه خارجاً من الجهل بالأنساب، ومشرفاً على جمهرتها'، وعن أهمية الأنساب يقول (رحمه الله): «فوجب بذلك أن علم النسب علم جليل رفيع، إذ به يكون التعارف (جمهرة أنساب العرب، للإمام ابن حزم، ج1 ص6). – معرفته بالسيرة النبوية: فقد صنف ابن حزم فيها تصنيفاً، وقد كان كتابه (جوامع السيرة) نموذجاً طريفاً للتأليف في السيرة، وقد حدثنا عنه الدكتور زكريا إبراهيم فقال: ' ومن هنا فقد قدم لنا ابن حزم في كتابه جوامع السيرة عرضاً طريفاً للسيرة النبوية كشف لنا به عن سعة اطلاعه، ودقة ضبطه في تقييد التواريخ، ووضوح منهجه في معالجة المسائل التاريخية من حيث موضوعها وزمنها، وقد وصف ابن حزم في هذا الكتاب باتخاذه منهجاً واضحاً في معالجة السيرة النبوية، وذلك بتفصيله الحديث على كل رواية من روايات أصحاب المغازي' (جوامع السيرة، للإمام ابن حزم، ص10 – 11). خامساً: وفاته: غادر أبو محمد ابن حزم (رحمه الله) إشبيلية إلى قريته (منت ليشم) التي كان يمتلكها ويتردد عليها، وظل بها يمارس التصنيف والتدريس حتى وافته المنية عشية يوم الأحد 28 شعبان 456 هـ /15 يوليو 1063 م (سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ج18 ص211). المراجع: 1- ابن حزم حياته وعصره، آراؤه وفقهه، للشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي للطباعة -بمصر، ط1، ١٩٥٤م. 2- ابن حزم خلال ألف عام، جمع وتحقيق :الشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، دار الغرب الإسلامي – بيروت، ط1، ۱۹۸۲م. 3- ابن حزم الأندلسي حياته وأدبه، د عبد الكريم خليفة، الدار العربية – بيروت. 4- الأحكام في أصول الإحكام، للإمام أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، طبعة دار الآفاق الجديدة – بيروت، بتحقيق الشيخ أحمد شاكر. 5- طوق الحمامة في الألفة والألاف، للإمام أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، مؤسسة العربية للدراسات والنشر، ضمن مجموعة رسائل، بتحقيق: الدكتور إحسان عباس، ط2 ١٩٨٧م. 6- معجم الأدباء : لياقوت الحموي – طبعة مطبعة هندية بالموسكي بمصر سنة ١٩٢٨ . 7- سير أعلام النبلاء، للإمام أبي عبد الله الذهبي – مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر – بيروت، بتحقيق جماعة من المحققين. 8- ابن حزم الكبير ، 'دراسات في الادب والفلسفة' د. عمر فرّوخ، دار لبنان للطباعة والنشر – بيروت، ط1، 1400ه – 1980م. 9- الإمام ابن حزم الظاهري، 'أعلام المسلمين'، محمد عبد الله أبو صعيليك، دار القلم – بيروت، ط1، 1415ه – 1995م. إيطاليا تلغراف السابق هناك ما يبعث على القلق في سورية التالي عندما تتحوَّل الجُغرافيا إلى عُقوبةٍ إداريَّةٍ..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store