أحدث الأخبار مع #اسماعيلالعلوي


بيان اليوم
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- بيان اليوم
المغرب وفلسطين -الحلقة 19- bayanealyaoume
المغرب وفلسطين -الحلقة 19- تاريخ مشترك وتضامن ضارب في عمق العلاقات في ظل الأوضاع التي تعرفها فلسطين، سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة من عدوان شامل للاحتلال ومحاولة لإبادة جماعية لشعب فلسطين الأبي، كان للمغرب دائما حضور وازن، لا من حيث التضامن الشعبي أو الرسمي من خلال المساعدات الإنسانية وغيرها أو من خلال دعم جهود الإعمار، وكذا دعم خاص للقدس الشريف. ومنذ 7 أكتوبر 2023 الذي أطلق فيه الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة واستمراره في مسلسل الاستيطان خاض المغاربة من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه سلسلة من الاحتجاجات والأشكال التضامنية مع القضية الفلسطينية. ووفق التقديرات فإن المغاربة خاضوا أزيد من 6000 مظاهرة وأزيد من 730 مسيرة شعبية، في أكثر من 60 مدينة مغربية، إضافة إلى وقفات مركزية عديدة وبشكل دوري أمام البرلمان، بالإضافة إلى ما يزيد عن 25 موكبا تضامنيا للسيارات والدراجات، وما يفوق 120 ندوة ومحاضرة لتنوير الرأي العام وتوعيته في ما يهم معركة 'طوفان الأقصى' والقضية الفلسطينية وتطوراتها. هذا الغنى في التضامن مع القضية الفلسطينية يجعل المغرب في مقدمة الدول الأكثر تضامنا مع القضية الفلسطينية بالشارع العربي والمغربي، وهو ما يدفعنا في هذه السلسلة الرمضانية إلى العودة إلى تاريخ العلاقات المغربية – الفلسطينية، وكيف تضامن المغاربة مع القضية الفلسطينية وجعلوها قضية أولى إلى جانب قضية الصحراء المغربية. وتستند هذه الحلقات إلى قراءة في كتاب 'المغرب والقضية الفلسطينية من عهد صلاح الدين إلى إعلان الدولة الفلسطينية' للراحل أبو بكر القادري الذي شغل أول رئيس للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وأيضا كتاب 'فلسطين قضية وطنية' للكاتب عبد الصمد بلكبير، وأيضا إلى مراجع وكتب أخرى تناولت القضية حين فكك مولاي اسماعيل العلوي أساطير الصهيونية وآفاق إيجاد حل للقضية الفلسطينية لم تكن إسهامات المغاربة في القضية الفلسطينية بالتظاهرات فقط أو المساعدات الإنسانية وغيرها، بل شكلت على مدى عقود وغلى اليوم محور اهتمام أدبي وتحليلي ونقدي من قبل العديد من المثقفين المغاربة والأدباء، وكذا زعماء سياسيين ونقابيين وغيرهم ممن كتبوا المقالات تلو المقالات والكتب دفاعا عن قضية وطنية بالنسبة للمغاربة وهي القضية الفلسطينية. وإلى جانب من ذكرنا في الحلقات السابقة من مناضلين رحلوا ومثقفين دافعوا عن القضية الوطنية، نستحضر في هذه الحلقة جيل من السياسيين والمثقفين الذين ما زالوا يؤمنون بالقضية ويقاربونها من منطلقات متعددة ويدافعون عنها في كل المحافل وعبر الكتابات. ونستحضر جيلا مهما ممن عايش القضية الفلسطينية من نشأتها تقريبا وعايش مختلف المحطات التاريخية التي ذكرنا العديد منها في حلقاتنا السابقة، ونستحضر هنا للذكر لا للحصر مولاي اسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية وعضو أكاديمية المملكة حاليا، ومولاي امحمد خليفة السياسي الاستقلالي البارز، والمحامي القيدوم عبد الرحمان بنعمرو، والعديد من الوجوه التي ارتبط حضورها بعديد من المحافل التي ترفع فيها القضية الفلسطينية. في هذه الحلقة نقف عند مقال مولاي اسماعيل العلوي تحت عنوان 'تفكيك الأساطير المؤسسة للإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية وآفاق إيجاد حل للقضية الفلسطينية'، والذي قدم فيه مقاربة نقدية معمقة حول الأساطير المؤسسة للإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية وآفاق الحل العادل للقضية الفلسطينية. في مقاله المعنون 'تفكيك الأساطير المؤسسة للإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية وآفاق إيجاد حل للقضية الفلسطينية'، يتناول اسماعيل العلوي ما تروج له الصهيونية من أساطير، مشيرًا إلى كيف أن هذه الأساطير قد ساهمت في تأسيس دولة إسرائيل وتحقيق مشروعها الاستعماري. تبدأ القراءة النقدية للمقال مع تركيز العلوي على الأساطير التي تشكل الأسس التي قامت عليها الإيديولوجيا الصهيونية. أول هذه الأساطير هو ما يسمونه 'الوعد الإلهي' الذي يرتكز عليه الصهاينة لتبرير احتلالهم لفلسطين. في هذا السياق، يعيد العلوي تحليل مفهوم 'أرض الميعاد' الذي تتبناه الحركة الصهيونية، معتبرا أن هذا الوعد ليس له أي أساس تاريخي أو قانوني، بل هو اختراع إيديولوجي يهدف إلى تغطية مشروع استعماري يهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم. حيث يشير العلوي إلى أن العديد من الدراسات التاريخية والدينية ترفض هذا الوعد باعتباره فكرة غير واقعية ولا تستند إلى أي حقائق تاريخية ملموسة. الأسطورة الثانية التي يتناولها العلوي هي 'العودة التاريخية'، التي تقوم على فكرة أن اليهود، بعد سنوات من الشتات، يعودون إلى أرض فلسطين باعتبارها حقا تاريخيا. يوضح العلوي أن هذه الرواية تتجاهل التاريخ الفلسطيني، وتغفل عن الحقيقة الواضحة أن فلسطين كانت مأهولة بشعب آخر قبل الاحتلال الصهيوني. لذا، لا يمكن اعتبار هذه العودة مشروعة عندما تتعارض مع حقوق الفلسطينيين الأصليين في أرضهم. الأسطورة الثالثة التي يعرضها العلوي هي فكرة 'الاستقلال' التي تبنتها الصهيونية منذ بداية الحركة، حيث يروج لها على أنها حركة تحررية. وفي هذه النقطة، يحلل العلوي الصهيونية ليس باعتبارها حركة تحررية، بل باعتبارها مشروعا استعماريا آخر مشابها للاستعمار الغربي في أفريقيا وآسيا. حيث أن الهدف الأساسي منها ليس تحرر شعب ما، بل هو احتلال واستيطان لأرض أخرى. بعد تفكيك الأساطير التي تقوم عليها الصهيونية، ينتقل العلوي للحديث عن الإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية التي يعتبرها امتدادا لمشاريع استعمارية غربية، ويقارنها بالاستعمار الأوروبي الذي فرض سيطرته على العديد من دول العالم. يوضح العلوي أن الحركة الصهيونية تعتمد على سياسات الاستيطان والاستعمار، حيث يتم تحويل الأراضي الفلسطينية إلى مستوطنات يهودية على حساب الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم أو التضييق عليهم. في هذا السياق، يبرز العلوي كيف أن الصهيونية لم تكن مجرد فكرة سياسية لليهود، بل هي مشروع استعمار قديم في ثوب جديد، يعيد إنتاج نفس الأساليب التي استخدمتها القوى الاستعمارية الغربية في العالم العربي وأفريقيا. ويستعرض العلوي في مقاله كيفية استغلال القوى الاستعمارية الكبرى، خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، للحركة الصهيونية في خدمة مصالحها السياسية والاقتصادية. ويعتبر العلوي أن هذا التحالف بين الصهيونية والقوى الاستعمارية قد جعل من القضية الفلسطينية أكثر تعقيدا، وأدى إلى عدم قدرة الفلسطينيين على تحقيق أي تقدم ملموس في نضالهم من أجل الحرية والعدالة. في الجزء الأخير من مقاله، يقدم العلوي رؤية للحل الممكن للقضية الفلسطينية. إذ يرى 'حكيم' حزب التقدم والاشتراكية أن الحل لا يمكن أن يتحقق إلا بتفكيك الهيمنة الصهيونية عن فلسطين، والتوقف عن تسويق الأساطير التي تروج لها الحركة الصهيونية في أوساط المجتمع الدولي. كما يرى العلوي أن أول خطوة يجب أن تكون هي إعادة توازن الرواية الفلسطينية على الصعيدين الوطني والدولي، وتحدي الأساطير التي تزعم أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب. ويشدد العلوي على أهمية إعادة الوحدة بين الفلسطينيين في الداخل والخارج، لاسيما في ظل التشرذم والانقسام السياسي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. ويحث على توحيد الجهود بين القوى الفلسطينية المختلفة على الرغم من اختلافاتها السياسية، والتركيز على الهدف الرئيسي، وهو إنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال فلسطين. كما يعتبر أن المقاومة السلمية وتوثيق الحقائق على الأرض، مثل توثيق الجرائم الإسرائيلية، يمكن أن يشكل أدوات فعالة في السعي نحو تحقيق السلام. ويشير العلوي إلى ضرورة دعم الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى على رأس الأولويات في السياسة الدولية. كما يشدد على أهمية تعزيز العمل الدبلوماسي الفلسطيني، مستندا إلى الحق في تقرير المصير، وإلى التأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. كما ينبه صاحب المقال إلى ضرورة تكثيف الضغط على الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا الدول العربية والإسلامية بتقديم دعم أكبر للحقوق الفلسطينية على المستوى السياسي والدبلوماسي. إن مولاي إسماعيل العلوي يقدم في مقاله تحليلا عميقا وواقعيا للقضية الفلسطينية. عبر تفكيكه للأساطير الصهيونية التي تستخدم لتبرير الاحتلال الإسرائيلي، ورؤيته المتفائلة في إمكانية إيجاد حل عادل من خلال الوحدة الفلسطينية والدعم الدولي، حيث يقدم العلوي خطوة أخرى في مسار النضال الفلسطيني من أجل حقوقه. وذلك من خلال دعوته إلى تبني أساليب جديدة وأكثر فعالية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد على أهمية التضامن العربي والإسلامي والعالمي لتحقيق العدالة لشعب فلسطين. إعداد: محمد توفيق أمزيان


حدث كم
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- حدث كم
هل فعلا سيصدر المغرب زيت الزيتون إلى الخارج..؟!
بوشعيب دوالكيفل : انعقدت يوم 7 فبراير 2022 بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان فعاليات ندوة هامة قدم خلالها المجلس مذكرة حول الحق في الماء بعنوان 'الحق في الماء: مداخل لمواجهة الإجهاد المائي بالمغرب' طبقا لمقتضيات القانون رقم 76.15 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس وتفعيلا لاستراتيجيته القائمة على فعلية الحقوق. وسنة 2022 ورد في تقرير موضوعاتي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي بخصوص الوضعية البيئية، أن هذه السنة تميزت بعقد المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 ) ) الذي انعِقد في شرم الشيخ. كما تميزت هذه القمة باعتماد 'خطة تنفيذ بشأن تقديم المساعدة إلى البلدان الفقيرة المتأثرة بشكل كبير بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، حيث وقع المغرب عدة اتفاقيات وشراكات استراتيجية تهم مجالات أساسية كتدبير الموارد المائية وحماية البيئة. وفي ما يتعلق بالتغيرات المناخية، شهدت سنة 2022 ظواهر مناخية قصوى،لاسيما موجات حرارة ونوبات جفاف كان لها تأثير بالغ على الأمن الغذائي والصحي والبنيات التحتية. . وعلى أرض الواقع، واجهت بلادنا تحديات كبرى تجلى أحد مظاهرها في الجفاف غير المسبوق الذي طبع الموسم الفلاحي والارتفاع القياسي في درجات الحرارة، مع عجز كبير في التساقطات المطرية بلغ 27% مقارنة مع سنة 2021. ويوم الجمعة 7 مارس 2025 نشرت مواقع إلكترونية وصحف ورقية مغربية هذا الأسبوع خبر إعلان الاتحاد الأوروبي عن استيراد 841 طنا من زيت الزيتون المغربي…. وسط بلوغ أسعار زيت الزيتون هذه السنة، في بلادنا مستويات قياسية تجاوزت 110 دراهم للتر الواحد، أبرزت معطيات إحصائية حديثة، صادرة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي، ارتفاع صادرات المغرب من زيت الزيتون إلى دول هذا الاتحاد، خلال بداية موسم 2024/2025، وتحديدا خلال شهري أكتوبر ونونبر الماضيين، لتبلغ 841 طنا، مقارنة بـ553 طنا خلال ذات الفترة من موسم السنة الماضية، أي بزيادة 70 %. والغريب في الأمر أن هذا الارتفاع في الصادرات يحدث في ظل أزمة ارتفاع الأسعار محليًا لم يسبق أن واجهها المستهلك المغربي، شملت زيت الزيتون وزيت المائدة المستورد . ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الصفقة الجديدة، لتصدير زيت الزيتون إلى أوروبا، تأتي في ظرفية صعبة لدى المستهلك المغربي الذي عانى من ارتفاع أثمنة زيت الزيتون إلى أرقام قياسية وقاسية على جيوب عموم المغربيات والمغاربة. وتثير هذه الزيادة في الصادرات تساؤلات لدى المستهلك المغربي حول انعكاساتها على الأسعار المحلية، حيث يطالب البعض بإجراءات تنظيمية لضمان استقرار الأسعار وتلبية احتياجات السوق الداخلية قبل التركيز على التصدير، لاسيما أن غلاء المعيشة ساهم في تدهور القدرة الشرائية لملايين الأسر المغربية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وبحسرة هو لماذا وصلت أوضاع الحقل الفلاحي بالمغرب إلى الحضيض الأسفل في الوقت الذي صرفت ماليا مبالغ خيالية على 'مخطط المغرب الأخضر' الذي أطلق خلال الفترة الزمنية 2008 -2018 ثم الشروع في تنفيذ استراتيجية جديدة في الاتجاه نفسه، أطلق عليها 'الجيل الأخضر' تمتد عشر سنوات من 2020 إلى 2030.وتهدف هذه الاستراتيجية ، ضمنيا، إلى استكمال العمليات السابقة. وستؤدي في أفق قريب إلى تشكيل تجمعات رأسمالية كبيرة محلية وأجنبية مرتبطة بالأسواق الخارجية ( انظر كتاب 'اسماعيل العلوي نبل السياسة مسيرة حياة'، لكاتبه محمد الضو السراج، الصادر في دجنبر 2024 . الصفحات 384 و 385 و 387.) ومعلوم ان اسماعيل العلوي تولى مقاليد وزارة الفلاحة خلال حكومة التناوب التي قادها الراحل عبدالرحمان اليوسفي. ويضيف الوزير الأسبق اسماعيل العلوي في الصفحة 385 من نفس الكتاب قائلا إن تقييم مخطط 'المغرب الأخضر' سيسمح للمغاربة بمعرفة ما تحقق منه في الواقع وما لم يتحقق. لذا يتعين التعاطي بصرامة مع قناصي الفرص الذين يستغلون مثل هذه المناسبات للاغتناء على حساب المستهلكين والمال العام الداعم لسياسات عمومية مرتجلة، بل مشبوهة، والدليل على ذلك ما حصل لسنوات مع صفقات استيراد الأغنام من هنا وهناك بامتيازات خيالية على حساب المال العام وجيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود.


اليوم 24
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- اليوم 24
هل فعلا سيصدر المغرب زيت الزيتون إلى الخارج
انعقدت يوم 7 فبراير 2022 بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان فعاليات ندوة هامة قدم خلالها المجلس مذكرة حول الحق في الماء بعنوان « الحق في الماء: مداخل لمواجهة الإجهاد المائي بالمغرب » طبقا لمقتضيات القانون رقم 76.15 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس وتفعيلا لاستراتيجيته القائمة على فعلية الحقوق. وسنة 2022 ورد في تقرير موضوعاتي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي بخصوص الوضعية البيئية، أن هذه السنة تميزت بعقد المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 ) ) الذي انعِقد في شرم الشيخ. كما تميزت هذه القمة باعتماد « خطة تنفيذ بشأن تقديم المساعدة إلى البلدان الفقيرة المتأثرة بشكل كبير بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، حيث وقع المغرب عدة اتفاقيات وشراكات استراتيجية تهم مجالات أساسية كتدبير الموارد المائية وحماية البيئة. وفي ما يتعلق بالتغيرات المناخية، شهدت سنة 2022 ظواهر مناخية قصوى،لاسيما موجات حرارة ونوبات جفاف كان لها تأثير بالغ على الأمن الغذائي والصحي والبنيات التحتية. . وعلى أرض الواقع، واجهت بلادنا تحديات كبرى تجلى أحد مظاهرها في الجفاف غير المسبوق الذي طبع الموسم الفلاحي والارتفاع القياسي في درجات الحرارة، مع عجز كبير في التساقطات المطرية بلغ 27% مقارنة مع سنة 2021. ويوم الجمعة 7 مارس 2025 نشرت مواقع إلكترونية وصحف ورقية مغربية هذا الأسبوع خبر إعلان الاتحاد الأوروبي عن استيراد 841 طنا من زيت الزيتون المغربي…….. وسط بلوغ أسعار زيت الزيتون هذه السنة، في بلادنا مستويات قياسية تجاوزت 110 دراهم للتر الواحد، أبرزت معطيات إحصائية حديثة، صادرة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي، ارتفاع صادرات المغرب من زيت الزيتون إلى دول هذا الاتحاد، خلال بداية موسم 2024/2025، وتحديدا خلال شهري أكتوبر ونونبر الماضيين، لتبلغ 841 طنا، مقارنة بـ553 طنا خلال ذات الفترة من موسم السنة الماضية، أي بزيادة 70 %. والغريب في الأمر أن هذا الارتفاع في الصادرات يحدث في ظل أزمة ارتفاع الأسعار محليًا لم يسبق أن واجهها المستهلك المغربي، شملت زيت الزيتون وزيت المائدة المستورد . ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الصفقة الجديدة، لتصدير زيت الزيتون إلى أوروبا، تأتي في ظرفية صعبة لدى المستهلك المغربي الذي عانى من ارتفاع أثمنة زيت الزيتون إلى أرقام قياسية وقاسية على جيوب عموم المغربيات والمغاربة. وتثير هذه الزيادة في الصادرات تساؤلات لدى المستهلك المغربي حول انعكاساتها على الأسعار المحلية، حيث يطالب البعض بإجراءات تنظيمية لضمان استقرار الأسعار وتلبية احتياجات السوق الداخلية قبل التركيز على التصدير، لاسيما أن غلاء المعيشة ساهم في تدهور القدرة الشرائية لملايين الأسر المغربية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وبحسرة هو لماذا وصلت أوضاع الحقل الفلاحي بالمغرب إلى الحضيض الأسفل في الوقت الذي صرفت ماليا مبالغ خيالية على « مخطط المغرب الأخضر » الذي أطلق خلال الفترة الزمنية 2008 -2018 ثم الشروع في تنفيذ استراتيجية جديدة في الاتجاه نفسه، أطلق عليها « الجيل الأخضر » تمتد عشر سنوات من 2020 إلى 2030.وتهدف هذه الاستراتيجية ، ضمنيا، إلى استكمال العمليات السابقة. وستؤدي في أفق قريب إلى تشكيل تجمعات رأسمالية كبيرة محلية وأجنبية مرتبطة بالأسواق الخارجية ( انظر كتاب « اسماعيل العلوي نبل السياسة مسيرة حياة »، لكاتبه محمد الضو السراج، الصادر في دجنبر 2024 . الصفحات 384 و 385 و 387.) ومعلوم ان اسماعيل العلوي تولى مقاليد وزارة الفلاحة خلال حكومة التناوب التي قادها الراحل عبدالرحمان اليوسفي. ويضيف الوزير الأسبق اسماعيل العلوي في الصفحة 385 من نفس الكتاب قائلا إن تقييم مخطط « المغرب الأخضر » سيسمح للمغاربة بمعرفة ما تحقق منه في الواقع وما لم يتحقق. لذا يتعين التعاطي بصرامة مع قناصي الفرص الذين يستغلون مثل هذه المناسبات للاغتناء على حساب المستهلكين والمال العام الداعم لسياسات عمومية مرتجلة، بل مشبوهة، والدليل على ذلك ما حصل لسنوات مع صفقات استيراد الأغنام من هنا وهناك بامتيازات خيالية على حساب المال العام وجيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود.