أحدث الأخبار مع #الإعلام_الرقمي


الشرق الأوسط
منذ 13 ساعات
- الشرق الأوسط
«البودكاست الإخباري» بين جذب الشباب وزيادة عوائد الناشرين
أثارت نتائج دراسة حديثة جدلاً بشأن دخول «البودكاست» عالم صناعة الأخبار، لا سيما في ضوء قدرته على اجتذاب أجيال جديدة من الجمهور، ما قد يسهم في زيادة العائدات المالية للناشرين. وبينما أكد خبراء التقتهم «الشرق الأوسط»، أن «البودكاست» يعدّ وسيلة واعدة مستقبلاً لجذب الجمهور، فإنهم أشاروا إلى محدودية استخدامه عربياً في تقديم المحتوى الإخباري. تقرير «الإعلام الرقمي» السنوي الذي أصدره «معهد رويترز لدراسات الصحافة» الشهر الماضي، تناول «أهمية البودكاست الإخباري في الوصول إلى جمهور أصغر سناً وأكثر تعليماً». وذكر أن «الولايات المتحدة تعدّ من بين أعلى الدول في استهلاك البودكاست، حيث يستمع نحو 15 في المائة من عينة الدراسة إلى بودكاست إخباري واحد على الأقل في الأسبوع». ووفق التقرير، الذي يقدم دراسة لاتجاهات الإعلام الرقمي سنوياً، فإن «البودكاست يُصور ويُوزع عبر منصات الفيديو مثل (يوتيوب) و(تيك توك)، ما يسهل استهلاكه لدى الشباب»، لكن التقرير أشار في الوقت نفسه إلى أن «دول شمال أوروبا لا تزال أبطأ في إنتاج البودكاست الإخباري في ظل هيمنة لمؤسسات إعلامية كبرى». وركزت الدراسة الأخيرة التي أجراها معهد «رويترز» بشكل أكبر على الأخبار والشؤون الجارية، في محاولة لرصد الاستخدام الأسبوعي للمحتوى الإخباري الصوتي عبر البث الإذاعي والتلفزيوني والرقمي. وأظهرت زيادة في استهلاك المحتوى الإخباري عبر البودكاست. الدكتورة مي عبد الغني، أستاذة الإعلام بجامعة بنغازي والباحثة في الإعلام الرقمي، ترى أن «البودكاست لا يعدّ مصدراً أساسياً للأخبار لدى الشباب بالمنطقة العربية في ظل سيطرة شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات على الهاتف الجوال وتنامي الدور الإخباري لروبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي»، لكنها أشارت إلى أنه «يمكن أن يسهم في جذب الشباب للمضامين الإخبارية عبر التركيز على المحتوى التفسيري والمرتبط بتلك المضامين، والالتزام بمعايير التفاعلية والأهمية والفورية». وتابعت عبد الغني أنه «يمكن أن يكون البودكاست عنصر جذب عبر إثراء محتوى المواقع الإخبارية، وعبر التنوع في المحتوى وتقديمه عبر شخصيات معروفة، والتوظيف الأمثل لمهارات الأداء الصوتي المتمثلة في سلامة النطق والقدرة على التعبير والإلقاء السردي للعنصر الإنساني المرتبط بالقصص الإخبارية الرقمية بشكل جذاب، وضبط طبقات الصوت بحيث تتماشى مع المحتوى المذاع، إضافة إلى إمكانية استخدام الصورة والفيديو». وأضافت أن «كثيراً من المواقع الإخبارية العربية أطلقت بودكاستات ضمن مواقعها الإلكترونية، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من الجمهور والحفاظ على نسب التفاعلية والمشاركة مع برامجها وتعظيم هامش الربح لديها». ولكن، في المقابل «استمرار نمو البودكاست في المنطقة العربية يواجه تحديات، تتمثل في عدم وجود معايير واضحة، إضافة إلى الاستدامة المالية، وتحديــد نمــوذج أعمــال احترافــي... ولقد رصد هذه التحديات تقرير حال صناعة البودكاست في العالم العربي»، الذي أطلقه نادي دبي للصحافة في يونيو (حزيران) 2023. من جهته، يقول مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن «البودكاست لم يتمكن حتى اليوم من الدخول بقوة إلى عالم الأخبار، حيث ما زالت نوعية البرامج التي تبث عبره تميل إلى الطابع الحواري أكثر من كونها خبرية». لكنه أكد أن «البودكاست يملك القدرة على استضافة صناع قرار وسياسيين ونخب فكرية قد تسهم في صناعة الخبر، مما يجعله وسيلة واعدة في هذا المجال مستقبلاً». وأضاف أن «البودكاست يمكن أن يحقق دخلاً إضافياً للمواقع الصحافية، بشرط أن يكون المحتوى المقدم فريداً، أو يهم شريحة واسعة من المتابعين لهذه الوسيلة الإعلامية». كيالي وصف تجربة «البودكاست» عربياً بأنها «ممتازة... ولقد بدأ كثير من وسائل الإعلام وصناع المحتوى في السنوات الأخيرة دخول هذا المجال، وحققوا نجاحات لافتة». وضرب المثل بـ«بودكاست سعودي تمكن من دخول موسوعة غينيس في إحدى الحلقات بعدد مرات الاستماع، ما يعدّ دليلاً واضحاً على التفاعل الكبير مع هذا النوع من المحتوى».


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- أعمال
- صحيفة الخليج
«شمس» تستقبل مجموعة الصين للإعلام لبحث فرص التعاون المشترك
استقبلت مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، وفداً من مجموعة الصين للإعلام «CMG» في زيارة رسمية هدفت إلى بحث آفاق التعاون الاستراتيجي بين الجانبين، وتعزيز الشراكة في مجالات الإعلام الرقمي والتدريب الإعلامي والتطوير التقني. وخلال الزيارة، التقى راشد عبدالله العوبد، مدير عام «شمس»، مو لي، مدير عام مجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط، بحضور وفد رفيع المستوى من الجانبين، ناقش الطرفان خلالها سبل تعزيز التعاون الإعلامي وتوسيع نطاق الشراكة بين المؤسستين. وأكد الطرفان أن اللقاء عكس تطابقاً في الرؤى حول أهمية بناء شراكات استراتيجية تدعم الابتكار وتستثمر في مستقبل الإعلام. كما أجمع الجانبان على أن هذا التفاهم المتبادل يمهّد الطريق لإطلاق مشروعات مستقبلية تخدم التبادل الثقافي والتقني بين الإمارات والصين، وتفتح آفاقاً جديدة في مجالات الإعلام الرقمي والتدريب وصناعة المحتوى. شملت الزيارة عرضاً تقديمياً شاملاً عن «شمس» ومبادراتها النوعية، مع تسليط الضوء على مشروع استوديوهات «شمس»، والذي يجري العمل على تطويره كمساحة متكاملة للإبداع والإنتاج السينمائي، بما يفتح المجال أمام صنّاع المحتوى والمنتجين من مختلف أنحاء العالم لإخراج أعمالهم في بيئة احترافية مرنة مصممة وفق أعلى المعايير. كما تضمنت الجولة زيارة عدد من المرافق الحيوية شملت غرفة البودكاست، ومناطق التدريب والابتكار، إلى جانب تعريف الوفد الزائر بمبادرات إبداعية رائدة مثل «حكاية – غرفة الكتابة»، وغرفة المؤثرين، والتي لقيت اهتماماً وتقديراً من الجانب الصيني لما تحمله من رؤى متقدمة في دعم المواهب وصنّاع المحتوى.


صحيفة سبق
منذ 3 أيام
- ترفيه
- صحيفة سبق
"رهان" و"SO"… قصص سعودية وعالمية تُروى بصوت بودكاست "مدهال"
كشفت هيئة الإذاعة والتلفزيون أن منصة بودكاست "مدهال" الرقمية تُعد إحدى المنصات الإعلامية التابعة لها، مؤكدة أنها تمثل رافدًا جديدًا ضمن جهود الهيئة في تطوير المشهد الإعلامي السعودي، واستثمار المنصات الرقمية في صناعة محتوى احترافي يُجسد القيم الوطنية ويواكب تطلعات الجمهور. ومن خلال حلقاته التي بُثّت، قدّم بودكاست "مدهال" حكايات ملهمة ونقاشات هادفة في مجالات متنوعة، يرويها نخبة من المبدعين والخبراء، ضمن إطار إعلامي حديث يعكس تنوع المشهد الثقافي والمعرفي في المملكة. وأشارت الهيئة إلى أن البرامج الجديدة التي تُبث عبر "مدهال"، وتحديدًا برنامجا "رهان" و"SO"، تمثل نماذج إعلامية تعكس توجه الهيئة نحو تعزيز المحتوى الهادف، وتسليط الضوء على التجارب الإنسانية وقصص النجاح المؤثرة، بما يدعم رسالة الإعلام السعودي ويرتقي بجودته. ويُعد بودكاست "رهان" – من تقديم الإعلامية مريم القحطاني – من أبرز إنتاجات المنصة، حيث يركز على استضافة شخصيات سعودية ملهمة، وسرد قصصهم بطريقة دقيقة ومهنية، مدعومة بتصريحات حصرية ومحتوى معرفي ثري. ويهدف البرنامج إلى تعزيز ثقافة النجاح وتسليط الضوء على المحطات المفصلية في حياة الضيوف، ضمن رؤية تحريرية تنسجم مع سياسة الهيئة وتوجهاتها الإعلامية. ويحمل بودكاست "رهان" رسالة إعلامية تُسهم في رفع الوعي المجتمعي وتعزيز القيم الوطنية، من خلال استعراض نماذج سعودية مؤثرة وملهمة، وذلك في إطار إعلامي يتسم بالموثوقية والاحتراف. أما بودكاست "SO"، الذي يقدمه الإعلامي وليد الخنفور باللغة الإنجليزية، فيُعد نموذجًا نوعيًا يعكس صورة المملكة من منظور عالمي. ويستضيف البرنامج شخصيات مقيمة في السعودية من مختلف الجنسيات والتخصصات، تشمل مجالات القيادة، والفنون، والرياضة، وريادة الأعمال، مستعرضًا تجاربهم في التعايش والعمل والاندماج ضمن المجتمع السعودي المتطور والحيوي. ويهدف البرنامج إلى نقل صورة واقعية عن الحياة في المملكة، ومستوى الانفتاح والتقدم والتمكين الذي تشهده، بما يعزز حضورها عالميًا ويجسد رؤيتها الطموحة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأكدت الهيئة التزامها المستمر بدعم منصاتها الرقمية، وتمكين المحتوى الإبداعي، وتعزيز صناعة البودكاست كوسيلة حديثة للتواصل مع الجمهور. وتسعى الهيئة من خلال هذه الجهود إلى رفع مكانة الإعلام السعودي محليًا ودوليًا، وترسيخ حضوره كمصدر موثوق يقدّم محتوى هادفًا يعكس تطلعات الوطن ورؤيته المستقبلية، ضمن توجهها لترسيخ موقعه في المشهد الرقمي العالمي.


عكاظ
منذ 7 أيام
- منوعات
- عكاظ
الماجستير للصبحي
تلقى مناف بن محمد بن معتوق الصبحي، التهاني والتبريكات من الأهل والأصدقاء بمناسبة حصوله مؤخراً على درجة الماجستير في تخصص الإعلام الرقمي من جامعة الملك عبدالعزيز. وعبر الصبحي عن اعتزازه بالماجستير، داعياً الله أن يوفقه في حياته العلمية والعملية. أخبار ذات صلة


الرياض
١٠-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- الرياض
الوظيفة النقدية للإعلام من النخبة إلى جمهور التواصل
ما نحتاجه اليوم هو تربية نقدية رقمية، تُعلّم الجمهور كيف يمارس دوره الرقابي والنقدي بوعي، وكيف يساهم في إنتاج خطاب مسؤول، لا مجرد تفاعل لحظي. نحتاج إلى أن نُرسخ في الأذهان أن النقد ليس معاداة، ولا إقصاء، ولا تهشيم، بل هو فعل بناء، وضرورة معرفية، وشرط أساسي لتقدم أي مجتمع.. في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، يتبدل دور الإعلام ووظائفه بتغير البنية الاجتماعية والثقافية والتقنية للمجتمع. ولعل من أبرز هذه التحولات ما طرأ على الوظيفة النقدية لوسائل الإعلام، تلك الوظيفة التي شكّلت عبر العقود ركيزة أساسية في تشكيل الوعي، ومساءلة السلطة، وتعزيز الحوار العام، وتقويم الانحرافات في مختلف الحقول: السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الرياضية، وحتى الاجتماعية. غير أن هذه الوظيفة لم تعد حكرًا على المؤسسات الإعلامية التقليدية، بل غدت اليوم في عهد "الرقمنة الكاملة" جزءًا من الفعل اليومي لملايين الأفراد الذين يشاركون بوعي متفاوت في نقد الواقع عبر وسائط التواصل الاجتماعي. في الماضي، كانت وظيفة النقد منوطة بأقلام صحفية مدربة، ومؤسسات إعلامية تخضع غالبًا لمنظومات تحريرية، ومعايير مهنية، وأحيانًا لضغوط سياسية واقتصادية تحد من سقف حريتها أو تُوجّه خطابها. وكان النقد في الإعلام نخبوياً إلى حد ما، لا يصل إلا عبر قنوات رسمية، ولا يكتبه إلا أصحاب الرأي والمعرفة أو من يسمَح لهم بالبروز في الفضاء العمومي. كانت تلك "أزمنة الوصاية الإعلامية" التي يُقرر فيها الإعلامي ما يستحق أن يُناقش، وما يجب تجاهله، وأي قضية لها "قيمة إخبارية" أو "قابلية نقدية". لكن مع صعود الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، تبددت الحدود بين المرسل والمتلقي، وأُزيحت المؤسسات عن موقعها المركزي في إنتاج الخطاب النقدي. لقد انتقلت الوظيفة النقدية إلى الجمهور ذاته، بكل تنوعه: الجمهور المتعلم والمثقف، والهاوي، والعابر، والساخر، والغاضب، والمندفع، وحتى غير الواعي أحياناً. وأصبح من المألوف اليوم أن نرى التحليلات العميقة، والانتقادات الحادة، والمواقف الجريئة، تصدر عن مغرد أو مستخدم عادي، يتحدث من بيته، وباسمه الحقيقي أو المستعار، ويصل صوته - في لحظة - إلى مئات الآلاف. التحول الذي نحن بصدده ليس مجرد تغيّر في وسائط الاتصال، بل هو تغير فلسفي عميق في مفهوم السلطة نفسها. فالإعلام بوصفه "السلطة الرابعة" كان يُمارس وظيفة رقابية ونقدية على السلطات الثلاث التقليدية، ويقوم بدور الوسيط بين الحاكم والمحكوم. أما اليوم، فقد تفككت هذه الوساطة جزئياً أو كلياً، وأصبحت الجماهير نفسها تشكل "سلطة" قائمة بذاتها، تمارس النقد، وتفرض القضايا على الأجندة العامة، وتحاسب، وتُسقط، وتُعيد الاعتبار، وتشكل الرأي العام في لحظات. إنها "سلطة الجماهير الرقمية" التي لم تعد تنتظر تحليلاً سياسياً على شاشة تلفزيون، أو افتتاحية صحيفة في اليوم التالي، بل تطلق حكمها فوراً، وتعلن موقفها بوسم، أو مقطع، أو صورة، أو تعليق. هذا التحول له أبعاد عميقة. فمن جهة، حرر النقد من احتكار النخب، وأعطى صوتاً لمن لا صوت لهم، ومكّن شرائح واسعة من المشاركة في النقاش العام. ومن جهة أخرى، أدخل الفوضى على مفاهيم الدقة، والحياد، والموضوعية، وجعل الوظيفة النقدية عرضة للانفعالات، والتضليل، وأحياناً للعنف الرمزي أو المعرفي، حين يتحول "النقد" إلى تهجم، أو تحريض، أو تنمر رقمي. تكمن إشكالية التحول إلى "نقد الجماهير" في التفاوت الهائل في مستويات الوعي والثقافة والقدرة التحليلية بين المستخدمين. فليست كل قراءة للواقع نقداً، وليست كل معارضة إصلاحاً، وليست كل إثارة للجدل فعلاً تنويرياً. ومن هنا تبرز الحاجة إلى التمييز بين الخطاب النقدي الواعي الذي يشتغل على تفكيك الظواهر، وربطها بسياقاتها، واقتراح البدائل، وبين الخطاب الانفعالي الذي يكتفي بإدانة سطحية، أو يسقط في فخاخ التعميم والشخصنة والتأجيج. ورغم ذلك، لا يمكن إنكار أن وسائل التواصل قد خلقت بيئة خصبة لتعلّم النقد، ومراكمة الخبرات النقدية، وتبادل وجهات النظر. كما أنها عززت من مبدأ المساءلة الاجتماعية، إذ بات المسؤول، أو النجم، أو رجل الأعمال، أو الوزير، أو اللاعب، عرضة للنقد الشعبي المباشر، مهما كانت حصانته الإعلامية أو مؤسسته النافذة. يُعدّ الوسط الرياضي مثالاً بارزًا على انتقال الوظيفة النقدية إلى الجمهور. فقديماً، كان النقاد الرياضيون هم من يصوغون الخطاب حول أداء الأندية واللاعبين، أما اليوم، فالمشجع نفسه أصبح ناقداً، محللاً، بل وأحياناً صانع قرار غير مباشر من خلال الضغط الجماهيري الرقمي. والشيء ذاته ينطبق على السياسات الاقتصادية، حيث يتم اليوم تقييم القرارات المالية والضريبية بلغة الشارع و، قبل أن تُنشر تحليلات اقتصادية عميقة حولها. أما في المجال الاجتماعي، فقد أدى هذا التحول إلى خلق نوع جديد من الوعي الجماعي الرقمي، يمكن أن يطلق حملات ضد مظاهر الظلم، أو يُعيد الاعتبار لقضية منسية، أو يفتح ملفات مسكوتاً عنها. لقد تحول المستخدم الرقمي -بفضل أدوات النشر والتفاعل- إلى "فاعل اجتماعي" بمعنى الكلمة، تتجاوز سلطته سلطات المؤسسات أحياناً، ويقود موجات من النقد تُعيد تشكيل السياسات والمواقف. لكن مع كل هذا الحراك، تظل هناك مسؤولية أخلاقية وفكرية تقع على عاتق كل من يمارس النقد، لا سيما في العصر الرقمي حيث تنتشر الكلمة بسرعة، وتؤثر فوراً، ولا تُنسى بسهولة. إن وظيفة النقد ليست مجرد إبداء الرأي، بل هي أداة لبناء الوعي، وتحسين الواقع، وتطوير المجتمعات. ومن يمارسها، ينبغي أن يتحلى بثقافة التحليل، واحترام التعدد، وتجنب الأحكام المطلقة، والقدرة على التفريق بين الوقائع والانطباعات. ما نحتاجه اليوم هو تربية نقدية رقمية، تُعلّم الجمهور كيف يمارس دوره الرقابي والنقدي بوعي، وكيف يساهم في إنتاج خطاب مسؤول، لا مجرد تفاعل لحظي. نحتاج إلى أن نُرسخ في الأذهان أن النقد ليس معاداة، ولا إقصاء، ولا تهشيم، بل هو فعل بناء، وضرورة معرفية، وشرط أساسي لتقدم أي مجتمع. ويبقى القول: لقد انتقلت الوظيفة النقدية من منابر الصحافة إلى شاشات الهواتف، ومن الأقلام المدربة إلى الأصابع المتحمسة، ومن غرف التحرير إلى تعليقات الجمهور. لكن هذه الوظيفة لم تفقد قيمتها، بل زاد عبؤها، واتسع أفقها، وأصبح لزاماً على كل فرد أن يكون ناقداً واعياً لا مجرد معلق أو ناقم. إن مستقبل المجتمعات يتوقف على قدرتها على نقد ذاتها بذكاء، وعلى تعميق ثقافة السؤال، وتوسيع فضاء التفكير. وهنا، يكمن التحدي الأبرز: أن نحول هذا الفضاء المفتوح إلى ساحة حوار ونقد مسؤول، لا إلى ساحة ضجيج وعدمية فكرية.