logo
#

أحدث الأخبار مع #الإنتروبيا

اللسانيات وتعالقات الفيزياء
اللسانيات وتعالقات الفيزياء

سعورس

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • سعورس

اللسانيات وتعالقات الفيزياء

غير أنّ تعدّد مشارب الدراسات اللسانية وفقًا لما فرضه الواقع العلمي الجديد من تداخل الاختصاصات، وعلى اعتبار أنّ اللغة عنصر غير جامد أو ثابت، بل ديناميكي ومتطوّر، فقد أدّى ذلك إلى انهيار بعضٍ من هذه السدود؛ لينحسر عن حوارٍ عميق بين بنية اللغة وقوانين الفيزياء. فليس هذا الزحف نحو الفيزياء مجرّد استعارة، بل إنّه تحوّل جذري في فهمنا للغة بوصفها ظاهرة طبيعية واجتماعية معقّدة. وليس أقلَّ ذلك ما بدا واضحًا من تشابكٍ مفاهيميٍّ بين اللسانيات والفيزياء كالنسبية والأنتروبيا والكُمومية والفونوتيكس وما يشمله من مفاهيم مثل التردّد والطيف الصوتي والاهتزازات والفورمنتات، والشبكات المعقّدة، وفكرة الثوابت اللغوية التي تشبه الثوابت الفيزيائية، كالألفا وسرعة الضوء. وبالعودة إلى مطلع القرن العشرين نجد أنّ دراسات سوسير رائد علم اللسانيات الذي اتخذ من البنيوية منطلقًا له، حيث التجريد والموضوعية والتركيز على النظام والبنية وإقصاء الملامح الميتافيزيقية في دراسة اللغة لم يكن سوى محاولةٍ في النأي بدراسته عن الدراسات اللغوية المقارنة والوصفية الألمانية، ومحاولةِ بناء منهجٍ علمي يُضاهي المنهج الإمبريقي، ويتجرّد عن ما علق بالدراسات اللسانية من إيديولوجيات وتحيّزات ومعياريّة خاضعة للثقافات، لتبدو اللسانيات في صورة علم مكتمل قائم بذاته بغض النظر عن ما طال البنيوية لاحقًا من انتقادات؛ حيث بدت المرحلة وكأنّها ضروريّة وتتطلّب مقارباتٍ أكثرَ وصفيّة وتجرّدًا. لكن إذا كان سوسير قد اعتمد المنهج البنيوي العلائقي فإنّ (حلقة فينا) من بعده قد اعتمدت الوضعانية المنطقية، فاتجهت إلى المنطق الرياضي والفيزيائي بصفته أنموذجًا مناسبًا لدراسة اللغة، وإن اجتمعا معًا على رفض الميتافيزيقا. فالصوت البشري في جوهره ما هو إلا موجة فيزيائية تنتقل عبر الهواء؛ حيث تلتقي اللسانيات بالفيزياء عبر (Acoustic Phonetics) بدراسة خصائص الأصوات الكلامية مثل: التردد والسعة والطيف، وتُحلل تقنيات مثل: مطياف التردد كأصوات الحروف المتحركة وكالفرق بين (a) و(i) عبر تحديد الفورمنتات (Formants)، وهكذا يصبح الكلام ظاهرةً فيزيائية قابلة للقياس لا مجرد تعبيرٍ ذاتي. أضف إلى ذلك أنّ اللغة نظام ديناميكي يخضع لقوانين يُمكن نمذجتها رياضيًّا مستعيرةً أدوات من الفيزياء كاستخدام نظرية الشبكات المعقّدة لدراسة العلاقات بين الكلمات في الدماغ، حيث تُشكّل كلّ كلمة عقدة مرتبطة بعُقدٍ أخرى تُشبه تفاعل الجُسيمات في نظام فيزيائي. ناهيك عن تطبيق مُعادلات الانتشار (Diffusion Equations) لفهم كيفية انتشار اللغات أو انقراضها عبر الزمن، بالإضافة إلى دراسة الانزياحات الدلالية (Semantic Shifts) بما يشبه تحوّلات الطور (Phase Transitions). ومن الإنتروبيا أو الديناميكا الحرارية إلى فوضى المعنى، فمفهوم الإنتروبيا (Entropy)، الذي يصف الفوضى في النظام الفيزيائي، أصبح أداةً لتحليل اللغة؛ حيث تقود نظرية المعلومات إلى قياس «إنتروبيا شانون» أي مدى عدم اليقين في الرسالة اللغوية. فالجملة المليئة بالمفاجآت كقصيدة غامضة لها إنتروبيا عالية، بينما الجملة الروتينية كتحية الصباح لها إنتروبيا منخفضة. وتكمن منفعة هذه الفكرة في تحسين ضغط البيانات اللغوية أو تصميم خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي للتنبؤ بالكلمات التالية في الجملة (Sequential Context). ومن ناحية الفيزياء العصبيّة فقد أصبح المخ يبرق كلامًا، وأصبحت تقنيات التصوير الفيزيائية نافذةً لفهم كيفيّة معالجة اللغة في الدماغ من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) للمناطق الدماغية النشطة أثناء القراءة أو الاستماع، مثل منطقة (بروكا) المسؤولة عن إنتاج الكلام. بالإضافة إلى تحليل إشارات تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) باستخدام نظريات فيزيائية لرصد انتقال النبضات العصبية وكيفيّة تفسير الدماغ للجُمل الغامضة في أجزاء من الثانية. وفي أحدث صور التعالق الجريئة، تُستعار مفاهيم ميكانيكا الكمّ لتفسير الغموض اللغوي، فالجملة التي تحمل معاني متعددة تُشبه حالة التراكب الكمّي؛ حيث يوجد المعنى في حالات متعدّدة حتى لحظة التفسير، وقد طُوِّرت نماذج رياضية كمّية لتحليل التفاعلات بين الكلمات كما لو كانت جُسيمات في حقل كمّي. وكما تسعى الفيزياء لاكتشاف قوانين الكون الأساسية فإنّ اللسانيين يبحثون عن القواعد الكليّة للغات (Universal Grammar) كما فعل تشومسكي، بمعنى: هل توجد ثوابت لُغوية تشبه ثوابت الفيزياء كسرعة الضوء أو ثابت بلانك؟ فهم يدرسون أنماط التكرار في التراكيب النحوية عبر الثقافات، بحثًا عن قوانين مشتركة قد تكشف عن نظرية ال «كلِّ شيء» للغة البشرية. ختامًا.. وحيث تبدو اللغة ظاهرة كونيّة، فإنّ التعالق بالفيزياء لا يختزل اللغة في مُعادلاتٍ باردة، بل يُوسِّع آفاقنا لفهمها كجزءٍ من نسيج الكون المادي. وهذا الحوار بين التخصصات يُذكّرنا بأنّ الحدود بين العلوم وضعيةٌ مُصطنعة؛ فالكلماتُ ليست أقلَّ تعقيدًا من نبض طوارق السماء، فلربما كان الكون نفسه نصًّا ينتظر مَن يفكّ شفراته.

العلماء يكتشفون سر اللوالب في الطبيعة
العلماء يكتشفون سر اللوالب في الطبيعة

روسيا اليوم

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • روسيا اليوم

العلماء يكتشفون سر اللوالب في الطبيعة

إقرأ المزيد ما هي حقيقة المجرة الحلزونية المثالية الشكل التي ظهرت فوق هاواي؟ وتشير المجلة العلمية Classical and Quantum Gravity (CQG)، إلى أنه في سبعينيات القرن العشرين، اقترح الفيزيائي جاكوب بيكينستاين أن إنتروبيا (القصور الحراري) لأي نظام فيزيائي محدودة بطاقته وحجمه. وأظهر الاكتشاف أن الإنتروبيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمكان والزمان. وبعد ذلك أعاد رافائيل بوسو في وقت لاحق صياغة هذه الفكرة من خلال ربط الإنتروبيا بمساحة المجالات، ما عزز الارتباط بمبدأ الهولوغرافيا ( holographic principle). وتقترح المجموعة الدولية تحديد حدود بيكينستاين عن طريق استبدال الطاقة بالكتلة النسبية وربطها بنصف قطر شوارزشيلد (نصف قطر الجاذبية). وقد أدى هذا إلى إنشاء نموذج حلقي، حيث يكون نصف القطر الداخلي هو نصف قطر شوارزشيلد ونصف القطر الخارجي هو المجال. صورة تعبيرية ويعكس الهيكل الحلقي أنماطا أساسية: تلتف المجرات على شكل حلزونات، ويشكل الحمض النووي حلزونا مزدوجا، وتتبع دوامات الماء والهواء والبلازما مسارات منحنية. ووفقا للباحثين، يقدم النموذج الجديد حلا لمشكلة الثابت الكوني - التناقض الهائل بين طاقة الفراغ المتوقعة والمرصودة. قد يعمل الهيكل الحلقي على تنظيم طاقة الفراغ بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى تغيير فهم الطاقة المظلمة. وتسلط هذه الفرضية الضوء على أن الكون ليس بنية ثابتة، بل هو عملية ديناميكية متطورة. أي أن النظام المخفي في اللوالب والدوامات يتخلل كل شيء من المجرات إلى الجسيمات دون ذرية. المصدر: .

هل إيلون ماسك مصيرنا؟
هل إيلون ماسك مصيرنا؟

الوطن

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الوطن

هل إيلون ماسك مصيرنا؟

في انحسار الزمن تحت ثقل الإنتروبيا - الإنتروبيا مصطلح اخترعه لأول مرة رودولف كلاوزيوس. لكنه لم يعطِ لا هو ولا غيره تعريفاً واضحاً له، حتى أدخل بولتزمان عليه مفهوماً إحصائياً بحتاً. فالإنتروبيا باختصار شديد هي مقياس لفوضى نظام معيَّن - وفي انشطار الوجود بين التلاشي والخلق، ينسج جان فرانسوا ليوتار في «أخلاقيات ما بعد الحداثة» سردًا يستشرف انهيار النظام كما نعرفه، أو بالأحرى، استحالته إلى صورة أخرى لا تعترف بمقاييس الحداثة. الحكاية ليست إلا انعكاسًا لنزاع كوني بين مبدأين: الأول هو التفكك الحتمي الذي تفرضه قوانين الإنتروبيا، والثاني هو القفزات العشوائية نحو نظام جديد يتشكل وفق احتمالات نادرة وغير متوقعة. في هذه المعادلة، الإنسان ليس سوى عارضٍ زائل، يتذبذب بين عقلٍ يشكل الواقع وواقعٍ يعيد تشكيل العقل. لكن الأزمة التي يكشفها ليوتار ليست أزمة مستقبل بعيد، بل هي أزمة راهنة، تتجلى في اهتزاز الحقيقة، في تقويض الدولة وسيادتها، وفي تآكل الأشكال السياسية التي بدت لوهلة وكأنها انتصار للعقلانية والحرية. الديمقراطية، ذلك المشروع الذي ظن الحداثيون أنه الغاية المثلى، لم تعد أكثر من فكرة تائهة في فضاء لا يكترث إلا لفاعلية القوة وسرعة الانتقال بين الأنظمة. يتجسد هذا التحول في لحظةٍ معاصرةٍ من خلال صعود نموذج جديد للسلطة، يجسده إيلون ماسك كأيقونة للنظام ما بعد السياسي. بدأ مساره من افتتان بالسفر إلى الفضاء، لكنه لم يكن افتتانًا علميًا بقدر ما كان مشروعًا لإعادة تشكيل الواقع وفق شروط رأس المال المطلق. المريخ ليس مجرد كوكب، بل هو استعارة لحلم الفناء وإعادة الولادة، حلم يتجاوز الدولة والقانون والمجتمع، حيث لا يبقى سوى ملكية فردية تعيد تعريف السياسة كمنظومة تعاقدية محضة. في هذا العالم، المؤسسات والتاريخ وحتى الإنسان ليسوا سوى متغيرات مؤقتة في معادلة السيادة المطلقة. إيلون ماسك بهذا المعنى ليس شخصًا بل ظاهرة: تكثيف لعناصر العدمية النشطة تلك التي لا تؤمن بالإصلاح بل تعمل على تسريع انهيار القائم بغرض كشف بنيته التحتية، وتحويله إلى مادة خام لمشروع هيمنة بلا حدود. إنه يسعى إلى مضاعفة الفوضى بحيث تولد منها طاقة جديدة تعيد تشكيل علاقات القوة وفق منطق السوق، حيث لا وجود للأمم بل شبكات، ولا وجود للحدود بل فضاءات سيولة بلا نهاية. هذا الحلم التكنوقراطي لا يضع اختيارات بقدر ما يخلق احتمالات قابلة للتسريع. فالمجتمع المدني كما نعرفه، لا مكان له على المريخ، تمامًا كما لا مكان له في عالم تحكمه المنصات الرقمية وعقود الملكية المطلقة. الأرض، من منظور هذا المشروع، لم تعد سوى محطة مؤقتة، ميدان تجارب لخلق الفراغ المدني الذي سيُعاد إنتاجه لاحقًا في الفضاء الخارجي. الاستبدال هنا هو القاعدة، والكلمات التي شكلت روح الحداثة- الحرية، المساواة، الإخاء- لم تعد إلا علاماتٍ فارغة، هاشتاقات تتكرر ضمن دوائر مغلقة، لا تحيل إلى مرجع حقيقي سوى آلية اشتغالها الخاصة. هكذا تتحول الشبكات الاجتماعية إلى مساحات تتلاشى فيها الحقائق، حيث تصبح المعلومة مجرد ضوضاء اتصال، ويصبح الزمن السياسي مشوهًا تحت وطأة اللحظة الفورية. فالتاريخ نفسه، كما كان يُبنى على صراعات وتحولات، يُعاد تشكيله اليوم كحدثٍ شبكي بلا ذاكرة. لكن هذا لا يعني أن مشروع ماسك استبدادي بالمعنى التقليدي، فهو لا يؤمن بالحكم بقدر ما يؤمن بتفكيك البنى التي تجعل الحكم ممكنًا. إنه لا يسعى إلى السلطة كغاية، بل إلى خلق منظومة تكون فيها السلطة بلا مركز، حيث تتكاثر مراكز القوة ضمن شبكة تتوسع كالفيروس، تتجاوز الحدود، وتتلاعب بمفاهيم السيادة كما يتلاعب رأس المال بالمجتمعات. صلب هذه الرؤية ليس التكنولوجيا في حد ذاتها، بل مفهوم الزمن الذي يُعاد تشكيله وفق شروط رأس المال المطلق. الفورية هي القانون الجديد: لا انتظار، لا تخطيط، بل استثمار اللحظة بوصفها فرصة للتوسع. كل شيء يجب أن يحدث الآن، وبأقصى سرعة ممكنة. حتى الحروب، حتى الأزمات، ليست سوى وقود لهذه العملية. في قلب هذا المشهد، يصبح الإنسان- أو دماغه- مجرد كيان قابل للاستبدال، شبكة من الذبذبات العصبية التي يمكن محاكاتها أو تجاوزها. وإذا كان ديكارت قد قال «أنا أفكر، إذن أنا موجود»، فإن ما بعد الحداثة التكنوقراطية تهمس: «أنا متصل، إذن أنا قابل للاستبدال». الإنسان لم يعد هو المركز، بل بات هامشًا في معادلة لا تبحث عن الثبات، بل عن التحول المستمر. هكذا، يقف إيلون ماسك ليس كمبتكر بل كمهندس للفراغ: حيث لا تبقى السياسة سوى ظلٍ باهتٍ لمشروع أكبر، مشروع يمحو الحدود بين الافتراضي والحقيقي، ويحوّل العالم إلى مختبر دائم لإعادة إنتاج الهيمنة بوسائل لم تعد تحتاج إلى العنف التقليدي، بل تكتفي بخلق شروط الاستغناء عن كل ما كان يبدو يومًا ضروريًا. في هذه الرؤية، لا مكان للتاريخ، ولا مكان للإنسان، بل فقط تسارعٌ بلا وجهة، حيث يصبح العالم كله مادة أولية لحلمٍ تكنوقراطيٍ بلا نهاية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store