أحدث الأخبار مع #الاجتهاد


البيان
منذ 3 أيام
- منوعات
- البيان
طموح لا ينطفئ
ولا يُعدّ وصول البعض إلى إحدى المحطات نهاية الطريق، لابد من السعي بجدٍّ واجتهاد، والانتقال من محطة إلى أخرى حتى يبلغ الفرد مراده ويحقق نجاحات جديدة. سلّط بعض الأساتذة في كتب القيادة الضوء على مقولة كُتبت بماء الذهب: «من الجميل أن تزور المكان، أيّ مكان في الدنيا، لكن ليس بوسعك أن تعيش فيه إلى الأبد».


الشرق الأوسط
منذ 6 أيام
- منوعات
- الشرق الأوسط
فَلَوْ كَانَ رُمْحاً وَاحِداً لَاتَّـقَيْتُهُ
والقَاضِي أبُو بكرٍ بن العَرَبي (468 - 543 هـ = 1076 - 1148 م)، هو محمدٌ بنُ عبدِ الله بن محمدٍ المعافري، ولد بإشبيلية، ورحلَ إلى المَشرقِ، فأخَذَ عنْ أئمَّتِهَا وعُلمائِهَا، وبلغَ الاجتِهادَ. وُلِّيَ قضاءَ مِصرَ ثمَّ إشبِيليةَ، وَمَاتَ ودُفِنَ بفاس. وَصَفَهُ ابنُ بشكوَال بأنَّه «الحافظُ المُستَبحِر، ختامُ عُلماءِ الأندلسِ وآخِرُ أئمَّتِها وحُفَّاظِها»، وَقَالَ عنه المقرِي في (نَفْحُ الطّيب): «عَلَمُ الأعلام، الطَّاهرُ الأثْواب، البَاهِرُ الأبْوَاب، الذي أنسَى ذكاءَ إياس، وتركَ التقليدَ للقِيَاس؛ وأنتجَ الفَرعَ من الأصْلِ، وَغَدَا في الإسْلَامِ أمْضَى منَ النَّصْل»، وقالَ عنه الحِجَارِيّ: «لَو لمْ يُنسب إلَى إشبيليةَ إِلَّا هذَا الإمَامُ الجَليلُ لَكَانَ لهَا بهِ من الفَخرِ مَا يرجِعُ عنه الطَّرفُ وهوَ كَلِيل»، وَفي (سِمْط الجُمَان)، أنَّهُ « بحرُ العُلوم، وإمامُ كلّ مَحفوظٍ ومعلوم». صَنَّفَ ابنُ العَربي فِي مختلفِ الفُنونِ، وكانَ مُتَعَدِّدَ المَوَاهِبِ، مُتَنَوِّعَ الإبْدَاعِ، فَبلغَ شأواً فِي المَنزلَةِ العِلميَّةِ الرَّفِيعَة، وشَهِدَ لهُ أهلُ المَشرِقِ وَالمَغرِب، فِي آنٍ، بِعُلُوِّ كَعْبِهِ، وَتَنَوُّعِ مَناحِي مَبَالغِ عِلمِهِ، حيثُ ضَربَ فِي كُلّ فنٍّ بِسهمٍ وَافٍ. وَالحقّ أن تَضَلُّعَهُ يجعلُنَا نَقُولُ إنَّهُ لم يَضرِبْ في كُلِّ فَنٍ بسهمٍ، بل ضربَ في كلِّ فنٍّ بِرُمْحٍ، والأمرُ كَمَا قَالَ القَاضِي، نفسُه، في نَظْمِه بيتَ شِعرٍ مُشتَهِرٍ، قَلَّ مَن يعرف أنَّهُ لأبِي بكرٍ بنِ العَرَبيّ: فَلَوْ كَانَ رُمْحاً وَاحِداً لَاتَّـقَيْتُهُ وَلَـكِنَّـهُ رُمْحٌ وَثَـانٍ وَثَـالِـثُ «وهوَ الفقيهُ البصيرُ الذي جانَبَ التَّقليدَ والتَّزمُّتَ والعُكوفَ علَى ترديدِ كَلماتٍ بأعيانِهَا، المحدِّثُ المستنيرُ الذي يُعْمِلُ عقلَهُ وفكرَه فيما يقرأ أو يسمعُ، ويغوصُ على المعانِي الدِّقَاق المُسْتَكِنَّةِ في أطواءِ النَّصِّ الحديثيّ، المُفَسِّرُ المُقتَدِر الذي أعدّ العُدّة لعملِه في التَّفسير، من تضلُّع من لغةِ العربِ وأشعارِها وروائعِ نثرِها، الذي يمتازُ بإيجازِ اللفظِ وثراءِ المعنَى، الأديبُ الذي يغوص على المعنَى، ويفتنّ في التعبيرِ عنه واستخراجِ العبرةِ من مَطاويه، المُؤرخُ الذي يقارنُ بين الروايات، وَيَمِيزُ حقَّهَا من باطلِها، ولا يكتفي بإيرادِها ككثيرين، المُثقفُ الواسعُ الثقافةِ الذي لا يَقْصُرُ نَفْسَهُ على فنٍّ أو فنونٍ معدودة، وإنَّمَا يطوف بأرجائِها، ويقطفُ من ثمارِها، ما طابَ له التَّطْواف والقِطاف، المُتكلمُ الذي درسَ عيونَ كتبِ الكَلام، ونظرَ فيهَا نظراتٍ فاحصةً مستقلةً لا يعنيهَا إلا كشفُ الحقّ، ودحضُ الباطلِ الذي رانَ علَى كثيرٍ من أبحاثِ السَّابقين، واختيار الرَّأي النَّاضج الذي لا يتعارضُ مع حقائقِ الإِسلام»، كمَا كتبَ أستاذُ العلومِ الإسلامية بجامعةِ الجزائر، مُحمد السّليماني، الذِي حقَّق أكثرَ من كتابٍ للقاضي ابنِ العربي، رحمَهُ اللهُ، وباتَ من المختصّينَ في شَخصيةِ القاضِي وَعُلومِهِ وَمُصنَّفاتِه وفُنونِهِ. في «أزهار الرّياضِ فِي أخبارِ القَاضِي عياض»، يقولُ المقرِي: ومن صلابةِ الإمامِ أبي بكرٍ بنِ العَرَبيّ، أنَّه حَكَم في زَامِرٍ بثَقْبِ أشدَاقِهِ. وَمنْ بديعِ نظمِهِ: أَتَــتْــنِــي تُــؤنِّــبُــنــي بـالـبُـكَـا فــأهــلاً بــِهَــا وبـتَـأنـيـبـهَــا تَـقـولُ وفـِي نـفـسِـهَا حـَسْــرَةٌ أتَـبـكِي بِــعـيـنٍ تـَرانِـي بـهَـا فَقلتُ إذَا استَحْسَنَتْ غـيرَكمْ أَمَـرتُ جـفـونـِي بتعـذيبِـهَا وَقالَ: دخلَ عليَّ ابنُ صارةَ، وبينَ يَدَيّ نارٌ قد علاهَا رَمادٌ، فقلتُ: لتقلْ فِي هذَا، فقالَ: شَابَتْ نَوَاصِي النَّارِ بعدَ سَوَادِها وَتَسَتَّرَتْ عَنَّا بِثَوْبِ رَمَادِ ثُمَّ قَالَ لِي ابنُ صارةَ: أَجِزْ. فقُلتُ: شَابَتْ كَمَا شِـبْـنَـا وَزَالَ شَبَابُنَا فَـكَأَنَّـمَـا كُـنَّـا عَـلَـى مِـيْـعَـادِ حكَى غيرُ واحدٍ أنَّ ابنَ العربيّ، بينما هو جالسٌ في مَحلِّ دَرْسِهِ، إذْ دخلَ شَابٌّ من المُلَثَّمِين وبيدِهِ رُمْحٌ، فَهَزَّهُ، فَقالَ القاضِي أبُو بَكرٍ: يَهُزُّ عَلَيَّ الرُمْحَ ظَبْيٌ مُهَفَهَفُ لَـعُوْبٌ بِأَلْبَابِ البَرِيَّةِ عَابِثُ فَلَوْ كَانَ رُمْحًا وَاحِدًا لَاتَّـقَيْتُهُ وَلَـكِنَّـهُ رُمْحٌ وَثَـانٍ وَثَـالِـثُ قَالَ أبُو عبدِ اللهِ، غفرَ اللهُ لهُ: وَمَنْ حَكَمَ في الزَّامِرِ بذاكَ الحُكمِ، يتعَذَّرُ عَلَيَّ فَهْمُ أَنْ يكونَ قَالَ شِعْرَهُ السَّابِق نَسِيْباً، فِي شَابٍّ مُلَثَّمٍ، والله أعلم!


صحيفة سبق
٠٨-٠٧-٢٠٢٥
- ترفيه
- صحيفة سبق
الحظ.. هل هو صدفة أم نتيجة؟
في لحظة عابرة، يدخل أحدهم سحبًا في مول، ويخرج بجائزة كبرى، وفي اللحظة نفسها، شخص آخر أمضى سنوات في الدراسة والتخطيط والاجتهاد، دون أن تفتح له الحياة بابًا واضحًا. الحظ.. تلك الكلمة التي نحمّلها أحيانًا نجاحنا، وأحيانًا خيبتنا. نصف بها الآخرين عندما يتقدّمون فجأة، ونواسي بها أنفسنا عندما تتأخر خطواتنا. لكن، هل الحظ مجرد صدفة؟ أم أنه أكثر تعقيدًا مما نتصوّر؟ ما بين "الحظ الأعمى" الذي يأتي بلا موعد، و"الحظ المتحرّك" الذي يظهر حين نتحرك، و"الحظ الذكي" الذي نراه حين ننتبه، و"الحظ الموجّه" الذي نصنعه بأنفسنا.. تتعدد وجوه الحظ كما تتعدد حكايات الناس معه. وربما لم يكن الحظ يومًا شيئًا خارجًا عنا تمامًا، بل كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظّ عظيم﴾ [فصلت: 35] فهل يكون الحظ أحيانًا، صبرًا؟ أو مهارة؟ أو حضورًا ذهنيًا؟ في هذا المقال، نقترب من مفهوم "الحظ" من منظور نفسي، بعيدًا عن التفسيرات السطحية، لنفهم ما يمكن التحكم به، وما يبقى للقدر. في الجلسات النفسية، كثيرًا ما أسمع هذه الجملة: "أنا مو محظوظ/ة في الحياة". تُقال أحيانًا بعد تجربة مهنية قاسية، أو بعد علاقة لم تكتمل، أو حتى بعد سنوات من الاجتهاد لم تُترجم إلى نتائج. والحقيقة أن الحظ ليس شيئًا واحدًا، بل هو مفهوم واسع، تُخفي تفاصيله النفسية خلف كلمة تبدو بسيطة. يشبه الحظ الأعمى ما يحدث حين تكون في المكان الخطأ، لكن في التوقيت الصحيح. مثل من تصله ترقية غير متوقعة، أو يقابل شخصًا يفتح له بابًا جديدًا دون مقدمات. لا يمكن التنبؤ به، لكنه حقيقي، ويحدث. أما الحظ المتحرّك فنراه عند أولئك الذين يواصلون المحاولة رغم الانتكاسات. أشخاص لم يصلوا من أول مرة، لكن مجرد استمرارهم في الحركة جعل الحياة تفتح لهم طريقًا ما. مثل شخص حضر فعالية لا يعرف أحدًا فيها، فخرج منها بفرصة مهنية أو شراكة لم تخطر على باله. وهناك الحظ الذكي، الذي يُشبه قدرتنا على التقاط التفاصيل التي لا يلاحظها الآخرون. كمن يلاحظ احتياجًا صغيرًا في السوق، أو فجوة في علاقة، أو فرصة في منتصف أزمة. لا يأتي هذا النوع من الحظ إلا لمن كان ذهنه حاضرًا، ونفسه مرنة. وأخيرًا، الحظ الموجّه، وهو الحظ الذي لا يبدو واضحًا للآخرين، لكنه نتيجة اختيارات دقيقة، وتراكمات صغيرة بُنيت على وعي. هو الحظ الذي لا يُروى في قصة قصيرة، لأنه لا يعتمد على لحظة.. بل على مسار. في النهاية، قد لا نتحكم في الحظ الأعمى، لكننا نملك أن نصبح أكثر وعيًا بالحظ الذي نُصادفه، أو نصنعه. لأن "الحظ" ليس دائمًا ما يحدث لنا... أحيانًا، هو كيف نستقبل ما يحدث. في علم النفس، لا يُنظر إلى "الحظ" كمجرد حدث خارجي، بل كطريقة داخلية لتفسير ما يحدث. فكيف نرى الحظ؟ وما الذي يجعلنا نصف أنفسنا أو الآخرين بالمحظوظين أو العكس؟ أحيانًا، نميل إلى وصف نجاح الآخرين بالحظ كنوع من الدفاع النفسي. لأن الاعتراف بأنهم اجتهدوا أكثر، أو غامروا أكثر، أو صبروا أكثر، قد يكون مؤلمًا، خصوصًا حين نشعر أننا لم نحصل على ما نستحق، والعكس أيضًا صحيح، فقد نُرجع إخفاقاتنا إلى "سوء الحظ" هربًا من مواجهة مشاعر التقصير أو الإحباط. هذا التفسير لا يعني أننا نخدع أنفسنا، بل يعني ببساطة أن عقولنا تبحث دائمًا عن معنى، و"الحظ" في كثير من الأحيان، هو المعنى الأسهل. كما تشير بعض النظريات إلى أن الشعور بالحظ يرتبط جزئيًا بتقدير الذات. فكلما شعر الإنسان أنه غير مرئي، أو أن جهوده لا تُثمر، ازداد اعتقاده بأنه "من الأقل حظًا". بينما الأشخاص الذين يتمتعون بثقة داخلية، قد يرون العقبات مؤقتة، ويمنحون أنفسهم فرصة أكبر لإعادة المحاولة. وبالرغم من كل ما سبق، لا يمكننا إنكار أن هناك بالفعل أشخاصًا يبدو أن الحياة تبتسم لهم أكثر من غيرهم. حظهم ظاهر، وخطواتهم تصادف التسهيل تلو الآخر. لكن هؤلاء يبقون استثناءً لا قاعدة. والوقوف طويلًا أمام قصصهم قد يُشتّتنا عن قصتنا نحن، عن المساحة التي يمكن أن نغيّرها، وعن الحظ الذي نملكه نحن، وإن بدا مختلفًا. ليس علينا أن نشبه أولئك الذين تتحوّل محاولاتهم المحدودة إلى نجاحات لامعة، ولا أن نطارد حظوظ الآخرين وكأنها معيار لقصتنا. بعض الحظ يأتي في صورة أشخاص، وبعضه في توقيت، وبعضه لا نراه إلا بعد سنوات. الأهم من الحظ نفسه، هو كيف نقرأه. هل نراه عذرًا للتوقف؟ أم حافزًا لفهم الطريق بشكل أعمق؟ قد لا نملك أن نختار متى تأتي الفرصة، لكننا نملك أن نكون مستعدّين حين تصل. لأن الحظ لا يمنحنا دائمًا أكثر مما نستحق، لكنه أحيانًا يعيد تذكيرنا بما نستحق، حين نكون على وشك النسيان.


البيان
١٤-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
الخطاب الشرعي والمعاصرة المنشودة
تتجلى أهمية الخطاب الشرعي في كل عصر، لما له من تأثير عميق على القلوب والعقول، باعتباره صوتاً ناطقاً عن اجتهادات العلماء والمتخصصين في بيان مراد الله تعالى للناس، فهو رسالة وسطية سامية في جوهرها الرباني، منفتحة على الحياة بكل أبعادها، تخاطب الإنسان في واقعه وتطلعاته، بميزان الأصالة والمصلحة والحكمة والرحمة، تحافظ على الثوابت، وتستقي من التراث العريق، وتضيف إلى ذلك تجديد الوسائل، وتوسيع الأفق، واستيعاب العصر ومفرداته، والانخراط الإيجابي في العالم، لما لهذا الخطاب من مزايا فريدة، باعتباره نابعاً من الرسالة التي خُتمت بها النبوات، على يد نبي كريم أُرسل رحمةً للعالمين. إن مظاهر المعاصرة المنشودة في الخطاب الشرعي تتجلى في جوانب عديدة، منها توسيع دوائر الخطاب الشرعي لتشمل بجانب مجالاتها التقليدية قضايا الإنسان كما يعيشها اليوم، مثل قضايا المواطنة الصالحة، وأمن الأوطان، ونهضة المجتمعات، ومكافحة التطرف بكافة أشكاله ومنطلقاته، والحوكمة الأخلاقية للتقنية الحديثة، والهوية الوطنية والثقافية في زمن العولمة، والأسرة وتحدياتها المتغيرة، والتساؤلات العقدية والفكرية من منطلقاتها الجديدة، والوعي البيئي وحماية الأرض، وقضايا الصحة العامة، وغير ذلك من القضايا التي أصبحت اليوم جزءاً من الواقع المعاصر. كما تتجلى المعاصرة في المنهجية الفقهية المتوازنة التي تعتمد على الجمع بين النصوص الشرعية ومقاصدها، وربط الأحكام بعللها، وتقديم الفهم الاستيعابي للمسائل قبل إصدار الفتوى، والانفتاح على الاجتهاد الجماعي الرشيد في مواجهة النوازل الكبرى، مستنداً إلى التمكن في العلم الشرعي، والفهم الدقيق للواقع بكل أبعاده، بل ويمتد إلى استشراف ما هو آتٍ عبر تحليل الوقائع، وتوقع النتائج، والتفكر في مآلات الأمور واستباق آثارها، بما يرسخ دور الخطاب الشرعي في الوقاية قبل العلاج، وفي البيان الاستباقي قبل الاستفتاء، وفي التوجيه الحضاري المتقدم قبل أن يكون خطاباً متأخراً قائماً على ردود الأفعال. ومن أبرز صور المعاصرة كذلك استخدام لغة عصرية جامعة قريبة من الأذهان والقلوب، يُخاطِبُ الإنسان بلغته وهمومه وتجربته وتطلعاته، لغة قائمة على تسهيل الفهم، وتيسير المفردات، وترسيخ القيم، لغة مشحونة بالرحمة، مفعمة بالتحفيز والأمل، قادرة على توليد المعنى في قلب المتلقي، سواء بحسن العبارة والسبك اللغوي الرصين، أو بقوة الرسالة وسمو المضمون والمعنى. ومن صور المعاصرة كذلك البناء المؤسسي للخطاب الشرعي، خصوصاً في المسائل العامة، وبالأخص فيما يتعلق بالإفتاء وتناول النوازل والمستجدات المعاصرة، بحيث يتحول الخطاب في هذه المجالات من جهد فردي إلى جهد جماعي، قائم على تكامل التخصصات، واستثمار المعرفة الحديثة، وتوظيف أدوات البحث العلمي والنشر والتأثير والقياس، ومن واجب المؤسسات الدينية الرسمية في العالم الإسلامي أن تعتني بإنتاج خطاب حي متجدد، يلامس هموم المجتمعات، ويُقدم نمطاً معتدلاً متزناً من التمازج الحضاري القائم على القيم دون تصادم أو تنازل، ويُسهم في استقرار المجتمعات وتنميتها، وتشكيل الضمير الإنساني المعاصر، بما يحقق الخير والسلام للعالم أجمع. ومن الجوانب المهمة كذلك العناية بالوسائط الحديثة، التي لم تعد اليوم مجرد خيار تواصلي يمكن الاستغناء عنه، بل أصبحت بيئة تواصلية معرفية متكاملة تفرض نفسها في كل مكان، ومن مظاهر المعاصرة الذكية في الخطاب الشرعي التعامل مع هذه الوسائط بفضاءاتها الرحبة وأدواتها الخاصة، ابتداءً من المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية ومروراً بالذكاء الاصطناعي التوليدي وما تنتجه التقنية الحديثة في قابل الأيام، ليصل الخطاب الشرعي إلى الناس أينما كانوا بالوسيلة العصرية المثلى. كما تبرز المعاصرة المنشودة في إعداد أجيال واعية من حملة الخطاب الشرعي، تمتلك العلم الصحيح والفكر الوسطي المعتدل واللغة القريبة السهلة والقدرة على التفاعل والتأثير والإقناع والإبداع، أجيال تهندس الخطاب الشرعي باتزان وإحكام انطلاقاً من قواعده الثابتة وأسسه الراسخة ومقاصده العليا وكلياته الجامعة، ليحقق الخير للأفراد والمجتمعات والأوطان، ويصبح فاعلاً في النهوض الإنساني، والبناء الأخلاقي والحضاري، وتعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي. إن الخطاب الشرعي الجامع بين الأصالة والمعاصرة لجدير بأن يصل إلى قلب كل مسلم وإنسان، لأنه يخاطب فطرته، ويحقق مصلحته، ويُقنع عقله، ويضيء طريقه، ويزيد معرفته، ويفتح له أبواب الأمل، ويجعله عنصراً إيجابياً صالحاً في مجتمعه ووطنه، وينشد له السعادة في الدنيا والآخرة.


البيان
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- رياضة
- البيان
هدى آل علي تطلق أول سهام المجد
وأضافت بابتسامة يملؤها الامتنان: «بعد توفيق الله، يعود الفضل في وصولي لهذا المستوى إلى عائلتي ومدربيّ، هم السبب في مشاركتي في هذه البطولات، دعمهم وتشجيعهم منحاني دفعة قوية للعمل والاجتهاد، كلمة «شكراً» لا تكفيهم حقهم، وسأظل مدينة لهم بكل ما أحققه».